
الجبهة العربية الفلسطينية تنعى القائد الوطني زكريا الأغا
وقالت في بيان وصل 'شفا' نسخه عنة، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ مشاعر الحزن والأسى، تنعى الجبهة العربية الفلسطينية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات، القائد الوطني الكبيرالدكتور زكريا الأغا.
نص البيان :
بيان نعي صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية
رحيل القامة الوطنية الدكتور زكريا الأغا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ مشاعر الحزن والأسى، تنعى الجبهة العربية الفلسطينية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات، القائد الوطني الكبير، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' سابقاً:الدكتور زكريا الأغا
الذي وافته المنية اليوم الإثنين الموافق 12 أيار/مايو 2025 عن عمر ناهز 83 عاماً، بعد صراع مع المرض، مخلفاً وراءه إرثاً نضالياً ووطنياً مميزاً سطره في مختلف الميادين السياسية والتنظيمية والطبية.
لقد عرفنا الدكتور الأغا مناضلاً صلباً، وطبيباً إنسانياً، وقامة وطنية جامعة، انتمى لحركة 'فتح' منذ العام 1967، وتدرج في صفوفها حتى أصبح عضواً في لجنتها المركزية، كما كان من أبرز القيادات التي مثلت منظمة التحرير الفلسطينية في المحافل الدولية، وكان أحد الأصوات العاقلة والحكيمة في إدارة شؤون العمل الوطني، خاصة في أصعب المراحل التي مر بها شعبنا.
لقد شكل الفقيد نموذجاً للقائد الوطني الملتزم بثوابت شعبه، المكافح عن حقوقه، والمدافع عن وحدة الصف الوطني والقرار الفلسطيني المستقل، ولم تتزحزح بوصلته يوماً عن فلسطين، رغم ما تعرض له من اعتقال وملاحقة وإجراءات قمعية من الاحتلال.
وإذ تتقدم الجبهة العربية الفلسطينية بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة من عائلة الفقيد وذويه، ومن رفاقه في حركة 'فتح'، ومن عموم أبناء شعبنا الفلسطيني، فإنها تؤكد أن إرث الدكتور زكريا الأغا سيظل حياً في ذاكرة شعبنا، وسيبقى مثالاً يحتذى في الوطنية والوفاء والالتزام.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وداعاً أيها القائد الطبيب، والمفاوض الصلب، والرجل الوفي لفلسطين حتى آخر اللحظات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 5 ساعات
- جريدة الايام
ضد مَن نقاتل؟
خلال الـ 12 يوما من الحرب ضد ايران، عرف الجمهور الإسرائيلي الكثير عن ايران، ولعله أيضا استوعب أن الشعب الإيراني يعارض في غالبيته الساحقة نظام آيات الله. هذه الحقيقة هي احد الأسباب التي توحد الغالبية الفارسية الشيعية – العلمانية، والأقليات غير الفارسية الكبرى في الدولة. كما أن هذا احد الأسباب التي جعلت وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، يضطر ليتراجع عن قوله غير الأخلاقي والضار في أثناء الحرب: "سكان طهران سيدفعون الثمن وقريبا"، قول كشف مرة أخرى البوصلة الأخلاقية الشوهاء لأعضاء كثيرين في الحكومة الحالية. كاتس ليس وحيدا. كثيرون في إسرائيل يجدون صعوبة في التمييز الاستراتيجي والأخلاقي وبين المدنيين و"المخربين"، وبين القيادات والشعوب. 64% من الجمهور، حسب استطلاع مركز أكورد، يتفقون بقدر كبير مع القول، "لا يوجد أبرياء في غزة". هذا شعار المعركة الذي أصبح حجة لتبرير الأذى الواسع بالمدنيين في غزة. أطفال وشيوخ، كلهم في القارب الغزي الذي كله؟ حماس". هكذا يريد كثيرون جدا أن يؤمنوا. لعل هذا يساعدهم في تهدئة الضمير. لكن هذا ليس صحيحا بل ضار. أحد واضعي هذه الفكرة هو اللواء المتقاعد والسياسي المتشكل غيورا آيلند، الذي يشرح بألا معنى للتمييز بين "حماس" وغزة مثلما هو محظور على حد قوله التمييز بين "حزب الله" ولبنان، أو بين الحوثيين وسكان اليمن. من المريح جدا لآيلند أن يضع المدنيين في قارب مقصوف واحد مع زعمائهم، هكذا لا تكون حاجة للتورط بمفاهيم معيقة مثل "قانون دولي"، "مسؤولية أخلاقية"، أو "قيم يهودية". هذه الفكرة أدت إلى خلق آلية المساعدات الشوهاء لسكان غزة، والتي تستهدف زعما منع "حماس" من السيطرة على الغذاء والوصول إلى تحريك السكان إلى منطقة صغيرة في القطاع لكنها عمليا تتسبب بقتل يومي لسكان مجوعين. لا يشتري معظم العالم عدم التمييز الإسرائيلي بين المدنيين والقيادة، وعن حق. يتبين أن ما هو صعب فهمه هنا، مفهوم تماما في دول ديمقراطية ليبرالية. العقوبات البريطانية الأخيرة على بن غفير وسموتريتش، والتي انضمت إليها كندا، استراليا، نيوزيلندا والنرويج هي المثال على التمييز بين حكومة متطرفة للتفوق اليهودي وبين مدنيين يحاولون البقاء على قيد الحياة تحت قيادتها إلى أن تغيب عن العالم. فور نشر العقوبات العادلة، الطفيفة والرمزية بحد ذاتها، جاءت الشكوى الدائمة للمقاطعين وشركائهم في الائتلاف، انضم اليهم بيني غانتس الذي ادعى بأن هذا "إخفاق أخلاقي عميق". بالعكس يا بيني. التشوش الأخلاقي العميق هو عندك. هذه العقوبات الشخصية هي بالضبط الأمر الأخلاقي، الصحيح الأكثر تأييدا لإسرائيل يمكن لأصدقائنا في العالم أن يقدموه لنا. بدلاً من الشجب علينا أن نقاتل ضد "المخربين"، الجيوش، والحكومات وليس ضد المدنيين. خيراً نفعل إذا عمدنا بكل ما يتعلق بإيران، لبنان، سورية، اليمن وغيرها ألا نقع مرة أخرى في الفخ ذاته، الذي لم يؤدِ فقط إلى موت أطفال، نساء، شيوخ وغير مشاركين آخرين في غزة، بل دفع دولة إسرائيل ولا سيما حكومتها إلى زاوية الدول غير الشرعية في العالم.


فلسطين اليوم
منذ 7 ساعات
- فلسطين اليوم
قراءة في العقلية الإلغائية والسلوك العدواني الإسرائيلي
فلسطين اليوم الكاتب: د.محسن صالح يَنظر كثيرون باستغراب إلى طريقة تفاعل الجمهور الإسرائيلي الصهيوني مع قيام جيشهم بقتل نحو 18 ألف طفل و12,400 امرأة في قطاع غزة، مع التدمير الهائل لمئات المدارس والمساجد والمستشفيات، والحملة الممنهجة للتجويع والإذلال، حيث لا يكاد يجدون لذلك صدى حقيقيا في الوسط الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، فإن أكثر جهة يُجمع الإسرائيليون على الثقة بها هي الجيش الإسرائيلي، وبنسبة تصل إلى 82 في المئة حسب آخر استطلاعات الرأي. وبالرغم من وجود أغلبية إسرائيلية كبيرة (نحو 67 في المئة) تؤيد وقف الحرب وعقد صفقة لتبادل الأسرى، وبالرغم من وجود تنازع كبير وقوى بين التحالف الحكومي وبين المعارضة حول ذلك؛ إلا أن جوهر النقاش مُنصَبٌّ على تحرير الأسرى الإسرائيليين وعلى "معاناتهم" الإنسانية كرهائن؛ وليس ثمة نقاش مؤثر وفعال بالطريقة نفسها عن وقف استهداف المدنيين وحرب الإبادة أو وقف التجويع. السلوك الإسرائيلي يجد لنفسه أيضا مبررات كافية للهجوم العسكري على دول مستقلة مثل سوريا وإيران (هذا إلى جانب لبنان واليمن) لمجرد الشعور بإمكانية تشكيل خطر محتمل أو بقصد التطويع وفرض الهيمنة، بغض النظر إن كان ذلك ضدّ القانون الدولي وأنظمة الأمم المتحدة. هذه العقلية لا تنطبق على مستوى الحكومة الإسرائيلية فقط، وإنما على مستوى الأغلبية الساحقة للإسرائيليين، وهي عقلية "تحتكر الضحية" وتلغي الآخر، وتَعدُّ نفسها حالة "فريدة" في التاريخ والحاضر الإنساني؛ وتُعطي لنفسها حقَّ الظُّلم والقهر والعدوان والاحتلال والتهجير والإبادة، وفرض الهيمنة، تحت اعتذارية حماية الذات باعتبارها "ضحية محتملة". العقلية الإلغائية: هذه العقلية لا تنطبق على مستوى الحكومة الإسرائيلية فقط، وإنما على مستوى الأغلبية الساحقة للإسرائيليين، وهي عقلية "تحتكر الضحية" وتلغي الآخر، وتَعدُّ نفسها حالة "فريدة" في التاريخ والحاضر الإنساني؛ وتُعطي لنفسها حقَّ الظُّلم والقهر والعدوان والاحتلال والتهجير والإبادة، وفرض الهيمنة، تحت اعتذارية حماية الذات باعتبارها "ضحية محتملة"!! كان الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله من أبرز من تحدث عن العقلية الصهيونية، وأكد أن الفكر الصهيوني قائم على إلغاء الآخر في مقابل إثبات الذات. وهي عقلية إلغائية من ثلاث جهات: 1- الإلغاء التاريخي: فهي تتعامل وكأن شعب فلسطين حدثٌ عابر في التاريخ، أو مجرد خطأ تاريخي، وتتجاهل وجوده الراسخ لآلاف السنين، بينما تتجاهل الانقطاع اليهودي السياسي والحضاري عن فلسطين لأكثر من 1800 عام، وتتحدث وكأن اليهود غابوا بضعة أيام ثم رجعوا!! 2- الإلغاء السكاني: فهي تنزع حق أبناء فلسطين في أرضهم، وترى فلسطين "أرضا بلا شعب"؛ وترى في تهجير الفلسطينيين وطردهم، أو حتى شنّ حرب إبادة ضدهم أمرا عاديا!! 3- الإلغاء الديني: فهي تعطي حقا وحيدا وحصريا لليهود في الأقصى والقدس وباقي فلسطين (وما هو أوسع من ذلك لدى كثير من الصهاينة). وهي عقلية "مانعة" تفشل في التعايش الديني مع الآخر عندما تتصدر الحكم والسلطة، بعكس العقلية الإسلامية "الجامعة" القائمة على التسامح الديني واستيعاب الآخر. وهذا يُفسر السلوك الديني العدواني تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولات إيجاد هوية دينية مصطنعة حتى ولو بتزوير التاريخ والآثار. احتكار الضحية: وهي قاعدة أساسية في الفكر الصهيوني، تسعى إلى تصوير اليهود كضحايا وحيدين ومتفردين عبر التاريخ وفي شتاتهم، مع التركيز على "المحرقة النازية" أو "الهولوكوست"؛ ومنح أنفسهم "حقا حصريا" في تمثيل دور الضحية!! هذا الاحتكار يُستخدم لتبرير سياسة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، في الاستيطان والتهجير القسري والإبادة للفلسطينيين، حيث لا يُنظر للفلسطينيين كضحايا، وإنما كأعداء أو "عماليق" أو "غوييم"، وبالتالي يستخدم الصهاينة ذلك، كأداة دينية وسياسية لتثبيت مشروعهم الاستيطاني التوسعي العدواني، ولو على حساب الآخرين. وتُوضح النظرية البنائية (Constructivism) هذا السلوك بافتراض أن هوية الدول وقيمها وتصوراتها تشكل سلوكها؛ وأن الكيان الإسرائيلي يرى نفسه "دولة صغيرة" مهددة في محيط مُعادٍ وضَحية محتملة، مما يجعل الهيمنة الأمنية على المنطقة مكونا أساسيا في بُنيتها، وضرورة حصولها على تفوقٍ نوعي وإجبار الآخرين على البقاء في وضع أدنى تكنولوجيا وعسكريا، حتى تبقى "الضحية" في "أمان"!! وكذلك نظرية الاستثناء الأمني (Security Exception Theory)، حيث تُقدم "إسرائيل" نفسها استثناء عن النظام الدولي وقوانينه، لأنها ترى في نفسها مجتمعا فريدا مُهدّدا بالزوال (تاريخيا ودينيا وسكانيا)، وبالتالي ترى لنفسها حقا في امتلاك التفوق الأمني والسلوك العسكري العدواني، حتى لو تعارض ذلك مع النظام الدولي وأي منظومات أخلاقية أو إنسانية. وبالتأكيد، فهاتان النظريتان تحاولان فهم الظاهرة وتوصيفها، لكنهما لا يقدمان تبريرا أخلاقيا أو قانونيا أو سلوكيا لها. الهيمنة الوقائية: ويندرج تحت ما سبق فكرة "الهيمنة الوقائية"؛ حيث لا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بردع التهديدات، بل يسعى لإضعاف القوى الإقليمية واستمرار تشرذمها وتخلُّفها، ليضمن الاحتلال لنفسه التفوق والهيمنة، ويمنع أي حالة توازن محتملة، باعتبار ذلك خطرا وجوديا عليه. وتقدم المدرسة الواقعية التقليدية (Classical Realism) والمدرسة الواقعية الهجومية (Offensive Realism) تفسيرا لهذا السلوك، حيث يرى الكيان الإسرائيلي أن تحقيق أمنه لا يتم بالتوازن، بل بالهيمنة الإقليمية الكاملة؛ وهو ما يبرر لها احتكار السلاح النووي والأسلحة النوعية. التفوق الحضاري المصطنع: وهي عقلية تقدم نفسها كجزء من الغرب "المتقدم" في قلب المشرق "المتخلف"، مصحوبا بادعاء التفوق الحضاري "تكنولوجيا وأخلاقيا وديمقراطيا"، لتبرر لنفسها الهيمنة على شعوب "متخلفة" أو تمثل تهديدا ثقافيا أو سكانيا لها. وتصنع هذه العقلية عن أهل المنطقة صورة العدو "البدائي" العنيف وغير العقلاني، الذي لا تُفرض عليه الأمور إلّا بالقوة، ولا يمكن التعايش معه على أسس التكافؤ والمساواة!! وهو ما يعزّز سرديات الهيمنة والسيطرة. وهذا "الحقُّ" المدَّعى، هو حقّ متهافت لا يستند إلى أسس موضوعية ولا يملك سندا أخلاقيا ولا سلوكيا. ومن اللافت للنظر أن يتبجح الصهاينة بهكذا ادعاءات، بينما هم الداعم الأساس والأول (إلى جانب حلفائهم الغربيين) لأنظمة الاستبداد والفساد في المنطقة، والمانع الأساس لأي تحولات حقيقية في المنطقة تعبر عن إرادة شعوبها وتطلعاتها النهضوية والوحدوية، بينما تتمتع شعوب المنطقة بعمق حضاري ثقافي راسخ، وحضارات عريقة لها دور مركزي في حركة التاريخ عبر آلاف السنين. هذه العقلية، تستند إلى الإرث الاستعماري "للرجل الأبيض"، الذي يرى نفسه متفوقا، وأن له حقا في استعمار الآخرين واستغلالهم، وهي عقلية استعمارية لم يبقَ في شكلها التقليدي سوى الاستعمار الصهيوني. الشرعية الدولية الانتقائية: حيث يحظى الكيان الإسرائيلي بدعم القوى الكبرى، وخصوصا الولايات المتحدة، باعتباره "القلعة المتقدمة" للإمبريالية الغربية، و"العصا الغليظة" التي تضمن مصالحها، والتي تقوم بدور "الدولة الوظيفية" التي تواجه "المد الإسلامي" وتواجه مشاريع الوحدة العربية، وتضمن ضعف المنطقة لإبقائها في دائرة التبعية الغربية، ولتظل سوقا للمنتجات الغربية. تتكامل جدلية "العقلية الإلغائية" الصهيونية، فتُسوِّغ لنفسها ما لا تجيزه لغيرها؛ وتتحلل من القيود والالتزامات القانونية والأخلاقية والإنسانية، لتختلق ذرائع واعتذاريات لاحتلال أراضي الآخرين بالقوة، وللتهجير القسري والإبادة الجماعية، والعدوان، وتدمير المقدرات البشرية والمادية لدول المنطقة، وتعطيل نهوضها الحضاري ووحدتها. هذه الازدواجية الغربية الانتقائية تعطي "الشرعية" للكيان الإسرائيلي لاحتكار القوة والهيمنة والسيطرة، بينما تمنع حق دول المنطقة في امتلاك الأسلحة النوعية والنووية حتى لو دخلت في "حظيرة التطبيع". ويخدم في تفسير هذا السلوك سياسيا، نظرية النظام الأمني الإقليمي (Regional Security Complex Theory)، التي تنظر للمنطقة كبيئة أمنية مترابطة، وأن على الاحتلال الإسرائيلي فرض هيمنته لمنع ظهور أي قوى أو تحالفات أو مشاريع وحدة تهدّد الأمن الإسرائيلي. وكذلك نظرية الردع غير المتكافئ (Asymmetric Deterrence Theory) من حيث ضرورة احتكار طرف هو الطرف الإسرائيلي لأدوات القوة الاستراتيجية. ونظرية إدارة الهيمنة الإقليمية (Managed Regional Dominance)، حيث توفر القوى العالمية (تحديدا الولايات المتحدة) الغطاء للتفوق الإسرائيلي لكبح القوى الإقليمية و"إدارتها" وإبقائها تحت السيطرة. وهكذا تتكامل جدلية "العقلية الإلغائية" الصهيونية، فتُسوِّغ لنفسها ما لا تجيزه لغيرها؛ وتتحلل من القيود والالتزامات القانونية والأخلاقية والإنسانية، لتختلق ذرائع واعتذاريات لاحتلال أراضي الآخرين بالقوة، وللتهجير القسري والإبادة الجماعية، والعدوان، وتدمير المقدرات البشرية والمادية لدول المنطقة، وتعطيل نهوضها الحضاري ووحدتها. وتتحول هذه العقلية إلى ثقافة شعبية صهيونية يشترك فيها علماء وخبراء وأساتذة جامعات ومفكرون وقادة مراكز دراسات ورموز سياسية وإعلامية وثقافية.. لا تتردد في شرعنة حالة "الاستثناء" الصهيوني. على أنه يجب أن ننبه إلى أن ما ذكرناه يحاول تقديم صورة أوضح للعقلية الإلغائية الصهيونية، ويكشف جدليتها المتهافتة، لكنه بالتأكيد يرفض تبريراتها في شرعنة الظلم والاحتلال والهيمنة؛ ويؤكد أن هذه العقلية لا تستطيع الاستمرار طويلا في فرض هيمنتها وإرادتها، لأنها ليست قوية في ذاتها، بل هي حالة مصطنعة مدعومة من قوى عالمية. وإن أي حالة نهوض حقيقي ووحدوي في المنطقة ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى زوال هذه الظاهرة، التي لا تملك مقومات حقيقية راسخة لبقائها.


شبكة أنباء شفا
منذ 10 ساعات
- شبكة أنباء شفا
قيادة حركة فتح في لبنان تنعى المناضلة الوطنية الكبيرة بيان نويهض
شفا – د. وسيم وني ، قيادة حركة 'فتح' في لبنان تنعى إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وشعوب امتنا العربية والإسلامية، وإلى كل الأحرار في العالم، المناضلة الوطنية الكبيرة والمؤرخة الفلسطينية – اللبنانية بيان عجاج نويهض الحوت ، التي توفاها الله يوم امس بعد مسيرة طويلة حافلة بالنضال والعطاء والدفاع عن شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة. شاركت الراحلة الكبيرة في كل مراحل النضال الوطني الفلسطيني المعاصر منذ البدايات، وكانت من أوائل من التحق في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية منذ التأسيس الى جانب زوجها المناضل الوطني الكبير شفيق الحوت، وعايشت مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ بداياتها، ودافعت بكل صلابة وشجاعة عن شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة وبقيت على نفس النهج حتى الرمق الأخير من حياتها. وبرحيلها خسر شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية قامة وطنية وعربية كرّست كلّ حياتها للكتابة عن فلسطين والتعريف بقضيّتها وكتبت الكثير الكثير عنها، وشكّلت مع زوجها المناضل الوطني الكبير شفيق الحوت, ثنائيّاً وطنيّا مُلهِماً. وتركت العديد من المؤلفات التي اغنت التاريخ الوطني الفلسطيني والثقافة الوطنية ونالت جائزة القدس للثقافة والإبداع في العام 2015. وبهذا المصاب الجلل تتقدم قيادة حركة 'فتح' بأحرّ التعازي وخالص المواساة لأسرتها وعائلتها، ولعموم أبناء الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، داعين لها بالرحمة والمغفرة وأن يلحقها بالشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. ونعاهدها ونعاهد كل الشهداء ان نستمر بالنضال حتى التحرير والعودة واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. المجد والخلود لروحها الطاهر وانها لثورة حتى النصر.