logo
والسلام ختام؟!

والسلام ختام؟!

الدستورمنذ 10 ساعات
حتى السلام -وهو من أسماء الله الحسنى سبحانه- لم يجد سلاما في صفوف دعاته، وبُناته، ورعاته، وحماته، إلا من رحم ربي. لكل مرحلة قائمة بذاتها في علم دراسات السلام، أحد أهم اختصاصات علم الاجتماع السياسي. مازالت المعضلة في تفهّم المعنيين بأن السلام لا يعني مجرد غياب الحرب، ولا حتى انعدام عناصر الاستقرار، بل مجرد الفتور بمثابة قنبلة موقوتة، سرعان ما يعمل أعداء السلام أو المستفيدون من غيابه أو المتضررون من إحلاله، يعملون على تبريده إلى حد الانجماد، لما يستعصي «كسر الجليد» تلك التقليعات التي يفتتح فيها عادة جماعة الديجيتال وشلل العالم الافتراضي خلوات أبعد ما تكون عن الواقع، بما فيه ذلك الافتراضي بألوانه المزركشة وبياناته وديباجاته المطرّزة، المفرودة على حائط مضيء اصطناعيا، في قاعة مظلمة تعج بأطباق لُقيمات الأصابع «فينجر فود» أو «المازّات»، وما شابه!في لهجاتنا على امتداد «بلاد العرب أوطاني» كلمة قافلة بعد السلام من بينها الجملة الوداعية، «والسلام ختام»! نقولها في ختام الحكي -الذي يسميه البعض «سواليف حصيدة» والبعض الآخر «خُرّاف» في ليلة قمرية- القافلة هي كلمة واحدة بنبرة مختلفة، تشير إلى انتهاء الكلام وهي: «وْسلامتكم»! وكأن الأمر في نهاية المطاف، في عهدة المستمع وما على المتحدث أو الرسول إلا البلاغ!برصد أسبوع من المحكيات التي صار بعضها أخبارا لها «ترندات»، بالإمكان الجزم بأنه بالفعل، الكرة في ملعب المستمع والمشاهد، الكرة في ملعب المواطن، تحديدا الناخب. معظم ما نحن فيه من أزمات أو تحديات، كان بالإمكان حسمه باختيار نوابنا ورؤساء ومجالس بلدياتنا و»نقابيّينا»، هم بشكل أو بآخر مسؤولون-مساءَلون، تماما كما هم الوزراء والمدراء وأبسط موظف في القطاع العام. حتى القطاع الخاص، موضع مساءلة ومراقبة، وفي جيب كل منا، ما يٌعرف ب «قوة أو سلطة المحفظة» في بلاد العم سام، حيث توظف القوة الشرائية للمستهلك، بعيدا عن المماحكة السياسية التي ثبت افتقارها للمصداقية أو الفاعلية في قضايا خارج الحدود.لتحقيق السلام المنشود اقتصاديا-اجتماعيا، قبل أمنيا-سياسيا، لا بد من سلام روحي يبدأ بالذات. «الإصلاح يبدأ بالنفس» كما قالها سيدنا الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما وكتب مقامهما في عليين. قضايا سد المديونية وتقليص العجز وتحفيز عجلة الإنتاج كلها قضايا كبرى على جانبي السلام، بمعنى أنها من مدخلات السلام ومخرجاته، في آن واحد. والسلام الذي أعنيه السلام مع الذات قبل السلام مع الآخر. وإن كنا نشكي الزمان ونعيب أهله دولا وحكومات هنا وهناك في الإقليم أو دوليا، فمن باب أولى تحقيق معايير الشفافية داخليا، بدء بالفرد قبل الأسرة والعشيرة والمجتمع ومؤسسات الدولة. فنقول للمخطئ ولمن جانبه الصواب، يعطيك العافية وسلامتك!«السلام ختام» جملة فيها الكثير من العبر، ربما نفلح فيها أكثر، إن كانت منها البداية، قبل أن تكون معها النهاية. السلام يبدأ في الصدور لا الرؤوس. نعم، ثبُت من تجارب شخصية ومهنية أن السلام الروحي هو أصل وثمر السلام العقلي والنفسي، ومن بعده كل شيء يأخذ مكانه ووضعه الصحيح. فتنتهي مقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب» وتلك الأكثر فداحة اجتماعيا «بكم تزهو المناصب»؟! ما المنصب إلا موقع للخدمة المشروطة الموقوتة، ويا سعد من حظي في الختام بسلام، و»سلامتكم»!
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إخفاقات "لا تغتفر" وراء محاولة اغتيال ترامب .. تقرير للكونغرس يكشف ما حدث
إخفاقات "لا تغتفر" وراء محاولة اغتيال ترامب .. تقرير للكونغرس يكشف ما حدث

سرايا الإخبارية

timeمنذ 20 دقائق

  • سرايا الإخبارية

إخفاقات "لا تغتفر" وراء محاولة اغتيال ترامب .. تقرير للكونغرس يكشف ما حدث

سرايا - خلص تحقيق لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي في محاولة اغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تجمّع انتخابي قبل عام، إلى إخفاقات "لا تغتفر" في عمليات جهاز الخدمة السرية واستجابته، داعيا إلى إجراءات تأديبية أكثر جدية. وأشار التقرير الذي نشرته لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى أن "ما حدث لا يغتفر، والتدابير المتّخذة على أثر الإخفاق حتى الآن لا تعكس مدى خطورة الوضع". وقعت محاولة الاغتيال في 13 يوليو (تموز) 2024، حيث أطلق مسلح النار على المرشح الجمهوري للرئاسة آنذاك خلال تجمع انتخابي في مدينة باتلر في ولاية بنسلفانيا، ما أسفر عن إصابة ترامب في أذنه. وقُتل شخص وأصيب آخران، إضافة إلى ترامب قبل أن يردي قناص الجهاز الحكومي المسلّح توماس كروكس البالغ 20 عاما. وأعطت الواقعة زخما لحملة ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، إذ استخدمت لجذب الناخبين صورة له وهو مصاب رافعا قبضته قبيل إخراجه من الموقع. ولم يعطِ التقرير أي معلومات جديدة حول دافع المسلّح الذي لم يتّضح بعد، لكنه اتّهم جهاز الخدمة السرية بـ"سلسلة إخفاقات كان يمكن تجنّبها كادت أن تكلّف الرئيس ترامب حياته". وقال الرئيس الجمهوري للجنة راند بول إن "جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة أخفق في التحرك بعد معلومات استخبارية موثوق بها، وأخفق في التنسيق مع سلطات إنفاذ القانون المحلية". وتابع "رغم تلك الإخفاقات، لم يُفصل أي شخص"، مضيفا "كان هناك انهيار أمني على كل المستويات"، لافتا إلى أن ذلك كان "مدفوعا بلامبالاة بيروقراطية وغياب البروتوكولات الواضحة، وبرفض صادم للتحرك ردا على تهديدات مباشرة". وأشار بول إلى "وجوب محاسبة الأفراد والحرص على تطبيق كامل للإصلاحات لكيلا يتكرر ذلك". "تم ارتكاب أخطاء" وأشار جهاز الخدمة السرية إلى أخطاء على المستويين التواصلي والتقني وإلى أخطاء بشرية، وقال إن إصلاحات يجري تطبيقها لا سيما على مستوى التنسيق بين مختلف جهات إنفاذ القانون وإنشاء قسم مخصص للمراقبة الجوية. واتُّخذت إجراءات تأديبية بحق ستة موظفين لم تكشف أسماؤهم، وفقا للجهاز. واقتصرت التدابير العقابية على الوقف عن العمل بدون أجر بين 10 و42 يوما، ونُقل الأفراد الستة إلى مناصب محدودة المسؤوليات أو غير عملياتية. في حديثه عن محاولة الاغتيال في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب "لقد ارتُكبت أخطاء" لكنه أعرب عن رضاه عن التحقيق. في مقابلة مع لارا ترامب، زوجة ابنه إريك على قناة "فوكس نيوز" قال الرئيس الأميركي، إن قنّاص الجهاز الحكومي "تمكّن من إردائه (إرداء مطلق النار) من مسافة بعيدة بطلقة واحدة. لو لم يفعل ذلك لكان الوضع أسوأ". وفي توصيفه للأحداث قال ترامب "إنه أمر لا ينتسى". وتابع "لم أكن أعلم بالضبط ما كان يحدث. لقد تعرضت لـ(محاولة) اغتيال. لا شك في ذلك. ولحسن الحظ، انحنيت بسرعة. كان الناس يصرخون". وفي ذكرى محاولة الاغتيال، قال ترامب للصحافيين "كان الله يحميني"، مضيفا أنه لا يحب أن يفكر "كثيرا" في هذا الحادث. وأضاف "إن مهنة الرئاسة خطيرة إلى حد ما، لكنني لا أحب حقا التفكير في الأمر كثيرا".

رندة محمد ارشيد في ذمة الله
رندة محمد ارشيد في ذمة الله

عمون

timeمنذ 9 ساعات

  • عمون

رندة محمد ارشيد في ذمة الله

عمون - انتقلت إلى رحمة الله تعالى السيدة الفاضلة رندة محمد محمود ارشيد "أم كفاح" ابنة المرحوم العين محمد ارشيد وزوجة المرحوم المناضل والنائب السابق احمد ارشيد عضو المجلس التشريعي في المملكة العربية السعودية . وتقبل التعازي في ديوان ال ارشيد بمنطقة الشميساني قرب دوار المدينة الرياضية يوم غد بعد صلاة العصر . إنا لله وإنا إليه راجعون .

رجا طلب : نتنياهو... ومرض (النازية السلوكية)!!
رجا طلب : نتنياهو... ومرض (النازية السلوكية)!!

أخبارنا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبارنا

رجا طلب : نتنياهو... ومرض (النازية السلوكية)!!

أخبارنا : لا اعلم الى اي مدى ادى ويؤدي الجهل بعقلية وعقيدة اليمين الاسرائيلي من قبل بعض العرب بمستوياتهم ومواقعهم المختلفة الى "التقزم السيكولوجي والايدولوجي" امام هذا اليمين للدرجة التي نجح فيها هذا اليمين "في مسخ" هذا البعض وجعله يؤمن بان "اسرائيل" هي دولة صديقة يمكن التفاهم والتحالف معها، وهو امر يدلل على ان العقل الذي ينتج هذا التصور هو عقل بائس وجاهل ولا يعرف شيئا عن العقلية العنصرية التي لا تؤمن بالاخر (الاغيار) حتى وان كان هذا الاخر هو اقرب الحلفاء لها، وهذا التمييز يظهر التطبيق الحرفي لما جاءت به التوراة (انتم شعب مقدس للرب الهكم اياكم اختار الرب لكي تكونوا له شعبا خاصا من بين جميع الشعوب)، ( سفر التثنية 6: 7 ). اذا ما دققنا في هذا "السفر" نرى ان "اسرائيل" تمارس هذا الامر بكل وضوح وبلا اي نوع من الخجل او الوجل مع الشعب الفلسطيني فهي "شعب الله المختار" وهو امر يجمعها تماما مع النازية التى تعاملت مع اليهود في اوروبا على انهم دون البشر، فاليهود الذين يعتبرون انفسهم شعب الله المختار كانوا في نظر النازيين اناس لا يستحقون الحياة، ولذلك قام هتلر بمجموعة من الممارسات الوحشية بحقهم في المانيا وبولندا والتشيك وغيرها من البلدان في اوروبا ابرزها: • سن قوانيين عنصرية بحقهم وابرزها قانون "نورمبرغ" حيث حرموا من جنسيتهم الالمانية ومنع الزواج منهم وفرضت عليهم قيود قاسية لمنعهم من العمل. • في نوفمبر من عام 1938 تعرض اليهود وبتواطؤ رسمي في المانيا والنمسا الى هجوم منظم سمي ذلك الهجوم ( بليلة الزجاج المحطم ) حيث تم تدمير الف كنيس يهودي، وتحطيم الاف المحال والبيوت العائدة ليهود واعتقال 30 الف منهم. • انشئت لهم معسكرات اعتقال جماعية والتى تحولت لاحقا الى معسكرات ابادة جماعية واشهرها "اوشفيتز" حيث قتل قرابة 6 ملايين يهودي معظمهم في غرف الغاز او بالاعدام الجماعي او التجويع "ركز على التجويع". • سياسة العزل في "الغيتوهات" والتى تم فيها حشر ملايين اليهود في مناطق مغلقة وفقيرة في اوروبا الشرقية في ظروف غير انسانية من دون طعام ولا دواء ولا كهرباء (هذا ما يجري حاليا في غزة)، هذا بالاضافة الى الترحيل القسري الذي جرى بحق اليهود في اوروبا حيث تم ترحيلهم من بلدانهم الاصلية من فرنسا وبلجيكا وهولندا والمجر واليونان والنمسا الى معسكرات الابادة وكانوا ينقلون في عربات مغلقة للحيوانات في رحلات تستمر لعدة ايام بدون طعام او ماء تكون حصيلتها موت الالاف خلال عمليات التهجير هذه. • كان النظام النازي يمارس تجارب طبية وحشية على اليهود منها تجارب التجميد، اختبار العقاقير السامة، واستئصال الاعضاء بدون تخدير ومن ابرز مرتكبي هذه الجرائم هو الطبيب (جوزيف منغيلية) في معسكر اوشفيتز (الاسرائيليون يسرقون اعضاء الشهداء ويسرقون جلودهم ويجرون تجارب وحشية). والسؤال: كم من هذه الممارسات تراها الان وقبل الان تُمارس في غزة والضفة الغربية وتحديدا منذ تسلم نتنياهو رئاسة الحكومة الاسرائيلية عام 2009 والمستمر فيها الى الان عدا فترة نفتالي بينت (عام تقريبا)، فكم هي درجة التطابق بين النظام النازي وبين سلوك الاحتلال الاسرائيلي؟. اما السؤال الاهم وهو نفسي وسلوكي قبل ان يكون سياسيا، وهو لماذا يفعل "اليهود" الذين عُذبوا وتعذبوا في الارض هذه الممارسات مع شعب اخر لم يمسهم في يوم من الايام باي ضرر. في الجواب استطيع القول ان هناك نظريات عديدة تفسر لماذا تتحول الضحية الى جلاد ونظريات اخرى غذت هذا السلوك وفسرته ومن ابرزها: نظرية التعويض النفسي، ونظرية "نقل العدوان" لفرويد، ونظرية "التنافر المعرفي" ليون فستنغر "الذي يشرح فيها كيف يقوم مجتمع يرى نفسه ضحية ومتفوق اخلاقيا باعطاء نفسه الحق في ممارسة القمع بحق مجتمع اخر او شعب اخر، ونظرية "الثقافة العنصرية" لجوزيف آرثر دو غوبينو. يعد نتنياهو بخلفيته الاجتماعية والعقائدية من ابرز مرضى "النازية السلوكية" التى جعلته يطبق ما قام به هتلر الى حد كبير على الشعب الفلسطيني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store