logo
رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا

رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا

26 سبتمبر نيتمنذ 6 أيام
لا شكَّ أنَّ دولة بني أمية بطغيانها وفسادها وانقلابها على دين الله، وتحولها عن منهج الله، ومناصبتها العداءَ لأولياء الله، وقتلها أعلامَ الهدى وقرناءَ القرآن من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تُعدُّ نقطةً سوداءَ في تاريخ الأمة عبر الأزمان.
غير أنَّ علماءَ السوء وأبناءَ الأمة الذين لاذوا بالصمت على جرائمهم، هم أشدُّ منهم سوءًا بصمتهم وخذلانهم للحق، وإتباعهم للباطل والأهواء.
وهل ما يجري على الأمة في زماننا إلا حصائد صمتهم عن الباطل، وخذلانهم للحق طمعًا في فتات المال وطاعة للسلطان؟!
وَعَبَثًا تستنهض أمةً بات زعماؤها عبيدًا لطواغيت الأرض والغزاة، وعلماءُ السوء فيها تَبَعًا لشهواتهم ورغباتهم وأهوائهم طمعًا في الفتات، ونخبُها السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية في سُبات، وشعوبُها جلُّهم أمواتٌ.
فلن يقاتل مع الحق وينتصر للمستضعفين إلا من أبى أن يكون مع الخوالف، وبدَّد كل المخاوف مهما عصفت العواصف، فسطَّرَ لأعظم المواقف.
ولن ينهض بمسؤوليته إلا شعبٌ أقام بنيانه على دين الإسلام، واستضاء بهدي القرآن، ومضى على خطى رسول الله وعلي والحسن والحسين وزيدٍ جهادًا في سبيل الله لمواجهة قوى البغي والظلم والطغيان، وارتضى بأعلام الهدى وقرناء الذكر قادةً وأعلامًا.
ولن ينتصر لغزة إلا أولئك الذين تربَّوا في مدرسة الإمام زيد عليه السلام، وتعلَّموا منه إرادةَ الحياة بعزَّةٍ وإباءٍ، فـ«مَنْ أَحَبَّ الْحَيَاةَ عَاشَ ذَلِيلًا».
ولن يساند غزة إلا رجالٌ تعلَّموا من إمامهم زيد إسنادَ المستضعفين بحرِّ السيوف، فـ«مَا كَرِهَ قَوْمٌ قَطُّ حَرَّ السُّيُوفِ إِلَّا ذَلُّوا».
ولن يُقَدِّم الدعمَ لغزة إلا شعبٌ تعلَّم من الإمام زيد ألَّا يسكت وقد خُولِف كتابُ الله واحتُكِم إلى الطاغوت، فـ«مَا يَدَعُنِي كِتَابُ اللهِ أَنْ أَسْكُتَ».. فإنَّ من خذلوا الإمام عليًّا والإمام الحسين والإمام زيد والنفس الزكية والآل الكرام، لن يتَّخذوا المواقفَ المشرفةَ مع غزة رغم جرائم الإبادة والقتل بالقصف والتجويع والأهوال العظام.
ناهيك عن حياة الذلِّ والخضوع والخنوع والهوان، والطاعة والولاء لأعداء الله والغزاة المعتدين، وقوى الظلم والهيمنة والاستكبار والإجرام.
وحَسَنًا فعلتَ أبا عبيدة إذ أقمت الحجة على شعوب وحكام وعلمائها ومثقفيها برسالة جليَّة بأوضح بيان.. وأنى لأمةٍ اتبعت كلَّ ناعقٍ، جحدت الحقَّ وآمنت بالباطل الزاهق، فخذلت المظلوم الصادق ونصرت الظالم الفاسق، أن تدرك عواقب الصمت والخذلان؟!
وكأنِّي بحكَّام وطواغيت الأمة يقولون لك كما قال الطاغية هشام بن عبد الملك للإمام زيد: «يا أبا عبيدة، لا تؤذِ محتلَّنا وغاصبَ أرضنا وقاتلَ أطفالنا ونسائنا!».
فإن قابلوا رسالتك اليوم بالتجاهل والاستخفاف والإعراض، فقد قابلوا رسالة الإمام زيد من قبل بالإعراض والإنكار.
ففي زمنٍ قريب العهد برسول الله، توجَّه الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء بضعة رسول الله، إلى علماء الأمة برسالته الخالدة؛ يستنهضهم ويذكِّرهم بمسؤوليتهم إتجاه الحق ودين الله، ويحذِّرهم من عواقب الصمت على الباطل والخذلان لأولياء الله قرناء القرآن.
وفي زمنٍ اتَّخذ فيه سلاطين الجور لدين الله دَغَلا، ولعباد الله خَوَلاً، ولمال الله دولاً.. فلما أرسل برسالته لعلماء الأمة التي جاء فيها:
> «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَعْظُمُ عَلَيْكُمْ — يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ — صَمْتَكُمْ عَنْ بَيِّنَاتِ الظُّلْمِ، وَسُكُوتَكُمْ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْتُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا نَزَلَ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنَ الْمَظَالِمِ!
> أَتَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ تَكُونُوا شُرَكَاءَ لِلظَّالِمِينَ بِالسُّكُوتِ عَلَى جَوْرِهِمْ، وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ:
> **﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾** [هود: 113]؟!
> فَوَاللَّهِ مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ **اسْتَحَلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ**، وَأَخَذُوا أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ!
> فَلِمَ لَا تَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ تَرَوْنَهُ؟! أَمَّا خِفْتُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ؟! أَمْ رَغِبْتُمْ فِي فُضُولِ الْعَطَايَا مِنْ دُنْيَا زَائِلَةٍ؟!
> أَلَا وَإِنَّكُمْ — بِتَرْكِكُمُ النَّصِيحَةَ — **بَاءَتْ عَلَيْكُمُ الْمَظَالِمُ**، وَسَتُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَتَمْتُمْ مِنَ الْعِلْمِ!
> فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَكُونُوا **أَنْصَارَ الدِّينِ**، لَا خُدَّامَ السُّلْطَانِ! فَإِنَّ الْعَالِمَ مَنْ لَمْ تُرْغِبْهُ دُنْيَا، وَلَمْ تُرْهِبْهُ سُلْطَانٌ.
> وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ **سَكَتَ عَلَى الْبَاطِلِ**، فَهُوَ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ! وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، فَهُوَ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ.
> فَاخْرُجُوا مِنْ ظُلْمَةِ الرِّضَا بِالْبَاطِلِ، وَكُونُوا مَعَ الْحَقِّ وَأَهْلِهِ، يُنْجِكُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ.»
فلم يستجب له إلا قليلٌ من الأوَّلين، ممن لا يصمت عن الظلم، ولا يبيع دينه بمنصبٍ أو مال، ويطمع برضوان الله على رضا السلطان.
وكذلك الحال اليوم؛ فلن يستجيب لنداءات واستغاثات الملهوفين المقهورين إلا إخوان الصدق في يمن الحكمة والإيمان.
فأولئك السابقون بالخيرات، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، المجاهدون في سبيل الله نصرةً ودعمًا وإسنادًا للمظلومين في غزة؛ كسرًا لحصارهم، وإنقاذًا لجوعاهم، وردعًا للمعتدين، وغزاة الأوطان.
إنهم القادمون بحول الله وقوته لتطهير المقدسات من دنس اليهود الغاصبين المحتلين، والتحرير لكامل أرض فلسطين، مهما بلغت حجم التضحيات؛
فهي أهونُ مِن عذاب الله والخسران المبين.. وسيعلم الذين خانوا وتآمروا وتخاذلوا وظلموا إخوانهم في غزة وفلسطين طاعةً لقوى الهيمنة والطغيان، أيَّ منقلبٍ ينقلبون.. والعاقبة للمتقين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قوة مصر.. أمرٌ حتمي
قوة مصر.. أمرٌ حتمي

يمنات الأخباري

timeمنذ 15 دقائق

  • يمنات الأخباري

قوة مصر.. أمرٌ حتمي

يمنات أ. د محمد توفيق محمد* من بين المقررات التي يدرسها طلاب أقسام الجغرافيا في مصر والدول العربية، ومعهم أقسام أخرى كالتاريخ وطلاب التعليم الأساسي وغيرهم، مقرر 'جغرافية الوطن العربي'، وقد يكون مسماه 'جغرافية العالم العربي'. وهو مقرر ينتمي إلى فرع الجغرافيا الإقليمية لتناوله إقليمًا جغرافيًا محددًا وواضح المعالم. *عميد كلية الآداب حامعة سوهاج مصر وفيه نتناول الجوانب الطبيعية والبشرية بشكلٍ أصولي، ثم نتعرض بالدراسة لجغرافية بعض الدول؛ منها ما ينتمي إلى الجناح الإفريقي، ومنها ما ينتمي إلى الجناح الآسيوي، للخروج بشخصية كل دولة ووزنها النسبي والاستراتيجي بين دول الإقليم، ومقارنتها بالدول المحيطة. وحيث إنني أتابع – لطبيعة تخصصي – ما يحدث لهذا الإقليم من تغيّرات، أجد أنها تغيّرات مقصودة ولا مجال للشك في ذلك؛ بعضها يتعلق بانفصال بعض الأجزاء لتصبح دولة مستقلة – كما حدث بالنسبة لجنوب السودان – وبعضها شهد تفتيتًا داخليًا لتصبح الدولة الواحدة مجموعة دول – كما حدث في العراق، وبعضها لم يعد صالحًا لأن نطلق عليه 'دولة' بمفهومها المعروف (أرض، شعب، سلطة). ومثل هذه الأمور تركت آثارًا ملموسة على هذا الإقليم في مختلف جوانبه السياسية والتنموية والاجتماعية. ومن بين الأمور الأخرى التي عاشها ويعيشها هذا الإقليم حتى الآن، حالات عدم الاستقرار داخل بعض الدول. فنظرة إلى اليمن ولبنان والسودان وليبيا وسوريا، وما يحدث في فلسطين المحتلة، تؤكد لنا تمامًا أن هناك أمرًا متعمدًا ومقصودًا، هدفه واحد لا ثاني له: مصر! ومما يجعلنا نقول ذلك ونذكره، أن كل مناطق عدم الاستقرار تحيط بمصر وتشاركها حدودها؛ إما بشكل مباشر (فلسطين، ليبيا، السودان)، أو بشكل غير مباشر (اليمن والصومال، وعلاقتهما بباب المندب والملاحة في قناة السويس، أحد أهم أركان الأمن القومي المصري)، وكذلك (لبنان وسوريا، وعلاقتهما القوية بالأمن القومي المصري). وبنظرة تحليلية لهذه التطورات، وتحديدًا في هذه المناطق دون غيرها من الوطن العربي، يتضح أن الغرض هو أن تقف مصر بمفردها في الميدان، بعد إضعاف محيطها. وحتى بالنسبة للبقية الباقية التي تنتمي إلى هذا الإقليم، كدول الخليج العربي ودول المغرب العربي، فإنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية. ويا ليتهم يكتفون بذلك! بل أصبح بعضهم يسعى إلى إضعاف مصر أكثر من تقوية نفسه، بأن يقف – بشكل مباشر أو غير مباشر – مع عدونا الأزلي والوجودي وشركائه. ووصل بهم الفجور إلى أن بعضهم يُحمّل مصر مسؤولية ما يحدث في غزة، بدلًا من الاعتراف بفضلها، في الماضي وفي الوقت الراهن، سواء عليهم بشكل عام، أو بالنسبة للقضية الفلسطينية. وختامًا، لا بد أن نعي ونفهم أن ما يحدث من حولنا، وما يُدبَّر لنا، هو أمرٌ مدبّر ومخطط، ولا بد من استيعابه. ولا مجال لمواجهة كل ذلك سوى بأن نكون أقوياء حتى نسود المنطقة. وإن لم نفعل ونسارع في ذلك – كما ذكر الجغرافي الكبير جمال حمدان – ستتداعى علينا دول المنطقة، كالقصعة: أعداء وأشقاء، أصدقاء وأقربون وأبعدون. وقوة مصر مفتاحها الأول والأخير هو تماسكنا الداخلي، وأن نكون كما كُتب لنا في رباط، بوقوفنا خلف قيادتنا، وأن نُعدّ لهم ما استطعنا من قوة… لنرهب بها عدوّ الله وعدوّنا.

ورثة القاضي 'القصار' يناشدون إنصافهم بعد عقود من حرمانهم حقوقهم في تعز
ورثة القاضي 'القصار' يناشدون إنصافهم بعد عقود من حرمانهم حقوقهم في تعز

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

ورثة القاضي 'القصار' يناشدون إنصافهم بعد عقود من حرمانهم حقوقهم في تعز

سمانيوز/متابعات أطلق ورثة القاضي الراحل محمد عبدالإله إبراهيم القصار نداءً إنسانياً وقانونياً عاجلاً، ناشدوا فيه الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات القضائية، بالتدخل العاجل لإنصافهم واستعادة حقوقهم الموروثة بعد أكثر من خمسين عاماً من الاستحواذ والتهميش. وقال الورثة في بيان صحفي صادر عنهم، إن أحد أعمامهم، ويدعى عبدالكريم محمد عبد الإله القصار، استغل نفوذه العسكري في العقود الماضية، واستولى منفرداً على التركة المملوكة لوالدهم، والتي تشمل عقارات وأراضٍ واسعة داخل مدينة تعز وخارجها، بالإضافة إلى ممتلكات منقولة وثمينة تقدر بمئات الملايين. وأشار البيان إلى أن تقسيم التركة الأصلية تم بعد وفاة الجد عبد الإله إبراهيم القصار عام 1368هـ، وشملت فروزاً واضحة ومحددة، إلا أن تركة القاضي محمد عبدالإله لم تُقسم منذ وفاته عام 1376هـ، وظلت محتجزة بيد أحد الورثة الذي أخفى وثائقها الأصلية وتصرّف بها دون وجه حق، رغم مطالبات متكررة من بقية الورثة. وأكد الورثة أنهم لجأوا إلى القضاء منذ عام 2019م، وقدموا وثائق تثبت استحواذ المذكور على التركة، إلا أن إجراءات التقاضي طالت، وشهدت محاولات للتأثير على مسار القضية، وبيع أجزاء من التركة رغم قرارات قضائية بمنع التصرف. وطالب الورثة، في ختام بيانهم، السلطة المحلية والنيابة العامة وقيادة القضاء في محافظة تعز، وكذلك المنظمات الحقوقية، بسرعة التدخل لوقف ما وصفوه بـ'العبث بحقوق اليتامى والمستضعفين'، مؤكدين تمسكهم بحقوقهم الشرعية والقانونية، واستعدادهم لاتخاذ كافة الإجراءات لاستعادتها.. «إليكم نص البيان»: الحمد لله القائل في محكم كتابه: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيرا}، والصلاة والسلام على رسول الهدى والعدل، محمد بن عبد الله، الصادق الأمين.. أما بعد: يا أبناء تعز الأحرار، يا أصحاب الضمائر الحية، يا من تؤمنون بأن الظلم ظلمات وأن العدالة أساس الاستقرار والكرامة.. نضع بين أيديكم قضيةً توارثها أبناؤنا عن آبائنا، وقصة مؤلمة أرهقت الأجيال ودفنت الحقوق، وها نحن اليوم نرفع أصواتنا بعد أن ضاقت بنا السبل، لنستصرخ ضمائركم ونناشد إنصافكم، ونعرض عليكم الحقيقة كما هي، علّها تجد آذاناً واعية وقلوباً تخشى الله وتحرص على رفع الظلم. تعود جذور هذه القضية إلى العام 1367هـ، حين انتقل إلى جوار ربه جدنا الفاضل عبد الإله إبراهيم القصار، وبعد عام من وفاته، وتحديداً في عام 1368هـ، تم تقسيم تركته الشرعية بين أبنائه وزوجاته على يد قضاة ثقات، وتمت القسمة على وجه عدالةٍ وإنصاف، وتسلّم كل وارث نصيبه الشرعي. كان من بين الورثة جدنا محمد عبد الإله إبراهيم القصار الذي حضر القسمة نيابة عن نفسه ونيابة عن القُصّر من إخوته وخالاته، وتسلم نصيبه كاملاً من الأراضي والممتلكات داخل تعز وخارجها، بما فيها أملاكه الخاصة والشخصية، بالإضافة إلى ما ورثه من زوجته المرحومة أسماء بنت قواص، وكذلك من أخته آمنة عبد الإله، التي أوصت بثلث أملاكها لأخيها محمد مقابل جهازها وحجها. وقد شملت التركة المنقولة حينها آلاف الجنيهات الذهبية، والفضة الفرنص، وجنابي وسيوف وأساور ومجوهرات نادرة، تقدر قيمتها بمئات الملايين، بالإضافة إلى ستة فروز عقارية رسمية، موثقة، موزعة بين مدينة تعز والمخا وضواحي المدينة. وفي عام 1376هـ، توفي القاضي العادل محمد عبد الإله إبراهيم القصار، ولم تُقسم تركته بعد وفاته مباشرة. وفي عام 1385هـ، بدأ أحد الورثة بمطالبة الحاكم آنذاك بقسمة تركة الجد، إلا أن أحد الأبناء، عبد الكريم محمد عبد الإله، طلب من وزير العدل إمهاله بسبب انشغاله باختبارات الكلية العسكرية، وتمت الموافقة على المهلة، ليبدأ بعد ذلك مسلسل الاستيلاء والإقصاء. استغل عبدالكريم منصبه العسكري ونفوذه السياسي، فاستحوذ على كافة وثائق التركة الأصلية، وأخفى الفروز والمستندات، واحتكر أملاك والده دون بقية الورثة، ضاربًا عرض الحائط بحقوقهم الشرعية. ومضت السنوات، وورثة محمد عبد الإله يتساقطون تباعاً قهراً وظلماً.. فمنهم من مات مغلوبًا كأخيه عبد القادر، ومنهم من قُهر حتى الموت كالعقيد عبد الله، ومنهم من تُرك أولاده يتامى لا حول لهم ولا قوة، مثل ورثة يحيى. وفي عام 2012م، اجتمع الورثة واتفقوا على حصر تركة الجد المؤسس عبد الإله، وتمييز ملك محمد عبد الإله عن خلطائه، وتم إقرار فرز منطقة الضربة والبعرارة بإجماع الورثة، إلا أن أملاك محمد عبد الإله ظلت محتجزة، لم تُقسم، ولم يُعترف بها رسمياً. وفي عام 2019م، ظهرت أولى الأدلة الدامغة على استيلاء عبد الكريم، حين قام ببيع إحدى قطع الأراضي المفرزة باسم والدنا، وأرفق بعقد البيع ما كان يخفيه من مستندات منذ خمسين عاماً. وهو ما دفعنا إلى التوجه للقضاء ورفع دعوى تطالب بقسمة تركة محمد عبدالإله. رد عبد الكريم على الدعوى كان بالمراوغة والإنكار، مدعيًا أن التركة قد قُسمت سابقًا، وهو ما ثبت بطلانه لاحقًا، إذ أقرت المحكمة بوجود أملاك لم يتم تقسيمها، وأصدرت قرارًا بمنعه من التصرف فيها، وألزمته بتسليم أصول التركة. ورغم تسمية القاضي محمد بن محمد عبد الولي المجاهد كعدل لإجراء القسمة، إلا أن وفاته المفاجئة أعادت القضية إلى نقطة الصفر. وبدلاً من أن يسير القضاء نحو تنفيذ العدالة، سعى عبد الكريم – عبر نفوذه – إلى تغيير القاضي، واستصدار أوامر من محاميه دون علم المحكمة، وأخفى بعض القرارات، وادعى زورًا أن القاضي لم يستجب لطلباته. ورغم محاولات المحكمة إلزامه بتقديم الوثائق والغرامات، استمرت أساليب الغش والتغرير والضغط، مما أطال أمد القضية لسنوات بلا نتيجة حاسمة. بعد ست سنوات من المرافعات والتقاضي، صدر حكم ابتدائي جزئي يقضي فقط بإجراء القسمة الشرعية في مناطق محددة دون الإشارة إلى الكم الهائل من الأملاك التي استحوذ عليها عبد الكريم لعقود، ولا إلى عائداتها التي انتفع بها، ولا إلى التعويض، ولا حتى إلزامه بتسليم أصل الوثائق والمستندات المغتصبة. هذا الحكم المجتزأ أغفل صلب القضية، وأهدر ما يربو على خمسين عامًا من النهب والاستئثار والتلاعب، وتجاهل ما أصاب الورثة من خسائر جسيمة وأضرار بالغة لا تُقدّر بثمن. إننا اليوم، وبعد هذا الظلم المزمن، نناشد كافة الشرفاء من أبناء تعز، قيادة وسلطة محلية وجيشًا وأمنًا، ومنظمات مجتمع مدني وحقوقيين، أن يقفوا معنا في معركتنا ضد الظلم والطغيان، وأن يعملوا على إعادة الحق إلى أهله، وتطبيق القانون بلا محاباة، وإيقاف المتنفذين عند حدهم. لقد بُحت أصواتنا في أروقة المحاكم، واستنفدنا الوسائل القانونية، بينما يواصل عبد الكريم وأبناؤه التصرف بالأملاك دون وجه حق، ويبيعونها تباعاً – رغم صدور قرارات قضائية بالمنع – وقد باعوا أكثر من عشر قطع أراضي بقيمة تقترب من مليار ريال، دون أن تصل فلساً واحداً إلى أصحابها الشرعيين. إننا نحمل من تسبب في هذا الظلم كامل المسؤولية أمام الله ثم أمام المجتمع والقانون، ونؤكد أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنتخذ كل السبل القانونية والحقوقية لاستعادة ما نُهب وسُرق. وختامًا.. 'والله ما ضاع حق وراءه مطالب'.. ولن نموت صامتين خانعين، وغيرنا يعبث بأرزاقنا أمام أعيننا، ويدوس على قوانين السماء والأرض. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل. صادر بتاريخ 1 أغسطس 2025م عن ورثة القاضي الجامع محمد عبدالإله إبراهيم القصار: – ورثة يحيى محمد عبدالإله – ورثة عبد القادر محمد عبدالإله – ورثة عبد الله محمد عبدالإله – ورثة غانية محمد عبدالإله – ورثة نعيم محمد عبدالإله

الرئيس الزُبيدي يفتتح النصب التذكاري للشهيد القائد البطل أبو اليمامة
الرئيس الزُبيدي يفتتح النصب التذكاري للشهيد القائد البطل أبو اليمامة

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

الرئيس الزُبيدي يفتتح النصب التذكاري للشهيد القائد البطل أبو اليمامة

بحضور مهيب، شارك الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، في افتتاح النصب التذكاري للشهيد البطل العميد منير محمود (أبو اليمامة) رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store