logo
تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد تستحق المتابعة

تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد تستحق المتابعة

مجلة سيدتي٢٠-٠٦-٢٠٢٥

الكبد هو عضو حيوي يضمن للإنسان أن الدم يتم تنقيته بشكل جيد، من ثم تسير الأمور بخير. لكن إذا تعرّض الكبد لأي حالة قد تهدد هذه العملية الحيوية يعني أن الشخص أمام خطر كبير.
من بين مؤشرات اعتلال الكبد هو تحليل إنزيمات الكبد، والتي قد ترتفع دون إشارات أو أعراض واضحة، وهذا الارتفاع يُشير إلى تعرض خلايا الكبد للتلف أو الالتهاب.
ولفهم أدق لحالة ارتفاع إنزيمات الكبد وأعراضها وأسبابها وطرق علاجها، حاولت "سيدتي" نقل تجربة السيدة داليا، البالغة من العمر 43 عاماً، والتي عانت من قبل من أزمة ارتفاع إنزيمات الكبد دون أن تلحظ أي أعراض مسبقة.
تجربة مع ارتفاع إنزيمات الكبد
تقول داليا بداية: "لم أكن أتوقع أن مجرد تحليل دم روتيني سيفتح لي باباً لم أطرقه من قبل (الكبد)، ذلك العضو الصامت الذي لا يشتكي إلا حين يبلغ الأمر أقصاه". وتوضح تجربتها قائلة: "كنت أظن أنني بخير، لا أشتكي من ألم، ولا أعاني من إرهاق مزمن، فقط كنت أتابع فحصاً دورياً شاملاً ضمن خطة الوقاية الصحية، وحين ظهرت النتائج، أخبرني الطبيب بأن إنزيمات الكبد لدي مرتفعة".
وتردف: "لم أفهم حينها ماذا يعني ذلك. هل هذا مرض؟ هل هناك شيء خطير؟ هل أخطأت في نظامي الغذائي؟.. كل ما كنت أعرفه عن الكبد أنه يقوم 'بالتنظيف الداخلي'، لكن ما لم أكن أعرفه هو أن ارتفاع إنزيمات الكبد ليس مرضاً بحد ذاته، بل إشارة إلى أن هناك شيئاً ما لا يسير كما يجب داخل جسدكِ".
أعراض ارتفاع إنزيمات الكبد
بحسب موقع Cleveland Clinic، فإن إنزيمات الكبد، وتحديداً ALT وAST، تُفرز بكميات أكبر في الدم عندما تتعرض خلايا الكبد للتلف أو الالتهاب.
لكن المدهش أن هذا التلف يمكن أن يحدث بلا أعراض، وهو ما حصل في حالة داليا، التي أوضحت لنا: "لم أكن أشعر بأي ألم في البطن، ولا بالغثيان، ولا حتى بالإرهاق. فقط رقم أعلى من الطبيعي في فحص الدم هو ما نبهني".
في حين لا تظهر أعراض على معظم المصابين بارتفاع إنزيمات الكبد. لكن هناك حالات أخرى قد تظهر عليها بعض الأعراض مثل:
ألم في البطن (المعدة) .
البول الداكن.
التعب.
الحكة.
اليرقان (اصفرار الجلد أو العينين).
براز فاتح اللون.
فقدان الشهية.
الغثيان والقيء.
لماذا ترتفع إنزيمات الكبد؟
وفقاً لموقع Medical News Today، فإن الأسباب متعددة، أبرزها:
مرض الكبد الدهني (NAFLD)، وهو من أكثر الأسباب شيوعاً، ويُصيب الأشخاص ذوي الوزن الزائد أو المصابين بمقاومة الإنسولين.
تناول بعض الأدوية أو المكملات، مثل الباراسيتامول أو الستاتينات أو المكملات العشبية.
التهابات فيروسية مثل التهاب الكبد B أو C.
أمراض مناعية أو اضطرابات التمثيل الغذائي.
في حالة داليا كانت الاحتمالات تنحصر في ارتفاع دهون الكبد أو التعرض لعدوى لم يتم اكتشافها، وذلك لأنها لا تتناول الأدوية إلا تحت مراقبة طبية.
اقرئي أيضاً تجربتي مع القهوة الخضراء للتخسيس تجربة ملهمة وناجحة
تشخيص ارتفاع إنزيمات الكبد
عندما عرفت داليا معاناتها من ارتفاع إنزيمات الكبد لم يتم تحديد السبب بدقة، لذلك طلب منها الطبيب إعادة الفحص بعد أسبوعين، مع التوقف عن تناول أي مسكنات وتخفيف الدهون في الطعام. وتقول: "في تلك الفترة، بدأت أعراض خفيفة تظهر مثل شعور بامتلاء في البطن بعد الأكل وإرهاق بسيط". وتضيف: "حين كررت التحاليل، كانت الأرقام قد بدأت تنخفض تدريجياً، وهو ما منحني بعض الاطمئنان، لكنه لم يلغِ الحاجة إلى التشخيص الدقيق".
علاج ارتفاع إنزيمات الكبد
هناك سبل سريعة وفعالة لعلاج ارتفاع إنزيمات الكبد، لكن الأمر يتوقف على التشخيص أولاً. في حالة داليا فقد أوصاها الطبيب بعدة تغييرات في أسلوب حياتها، وهي نفسها طرق العلاج التي أوصى بها خبراء Medical News Today:
خفض الوزن تدريجياً (حتى 5–10% من الوزن يساعد الكبد على التحسن).
التقليل من الأطعمة الدهنية والسكريات، وخاصة المشروبات الغازية.
الامتناع عن تناول أي دواء أو مكمل دون استشارة طبية.
ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي السريع أو اليوغا.
أما ارتفاع إنزيمات الكبد بسبب الإصابة بعدوى فيروسية، فيجب علاجها أولاً وعندما يعود الكبد لحالته الطبيعية تختفي أزمة ارتفاع الإنزيمات.
نتيجة تجربة داليا مع ارتفاع إنزيمات الكبد
بعد شهرين من المتابعة والفحوص، عادت إنزيمات الكبد إلى مستواها الطبيعي. لم يكن هناك مرض عضوي خطير، ولكن الجسم كان يرسل إشارات مبكرة إلى أن أسلوب حياتي لم يكن في أفضل حالاته.
قد لا يكون ارتفاع إنزيمات الكبد مرضاً خطيراً دائماً، لكنه جرس إنذار لا يجب تجاهله. أحياناً، الأعضاء التي لا تُصدر ضجيجاً حين تتألم تكون أكثر عرضة للإهمال.
وفقاً للتقارير، فإن1 من كل 20 شخصاً يمكن أن يظهر لديه ارتفاع في إنزيمات الكبد بشكل عارض، لكن في معظم الحالات يعود الأمر إلى طبيعته دون تدخل كبير، فقط من خلال تحسين نمط الحياة. لكن الأشخاص بين 30 و50 عاماً هم الأكثر عرضة لهذا النوع من التغييرات، خاصة مع الضغوط النفسية، التغذية غير المتوازنة، والإجهاد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو
متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو

رواتب السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • رواتب السعودية

متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو

نشر في: 28 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي سلّط المتخصص في لغة الجسد، خالد المسيهيج، الضوء على أبرز السلوكيات الجسدية التي قد تدل على تعرض المراهق لمشكلات نفسية مؤكدًا أهمية ملاحظتها من قبل الأهل. وخلال مداخلة له في برنامج »سيدتي« على قناة روتانا خليجية، أوضح المسيهيج أن الإنسان عندما يشعر بالتوتر، غالبًا ما يظهر ذلك من خلال حركات لا إرادية مثل تحريك القدمين باستمرار، النقر بالأصابع على الطاولة أو الأشياء المحيطة، شد الفك، تجنب التواصل البصري، أو قضم الأظافر، وهي مؤشرات واضحة على التوتر الداخلي. وحذّر المسيهيج من بعض السلوكيات التي قد تنذر بخطر أكبر، خصوصًا لدى المراهقين، مشيرًا إلى أن علامات مثل الانفعال الزائد، نوبات الغضب المتكررة، تكسير الأشياء، أو الميل إلى العنف، تستدعي تدخلاً فورياً من الأسرة، وربما الحاجة للاستعانة بأخصائيين نفسيين في حال تفاقم ردود الفعل. وأكد أن وعي الأهل بهذه الإشارات يمكن أن يسهم في احتواء الأزمة مبكرًا، قبل أن تتطور إلى مشكلات أكبر تؤثر في الصحة النفسية للمراهق وسلوكه العام. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط سلّط المتخصص في لغة الجسد، خالد المسيهيج، الضوء على أبرز السلوكيات الجسدية التي قد تدل على تعرض المراهق لمشكلات نفسية مؤكدًا أهمية ملاحظتها من قبل الأهل. وخلال مداخلة له في برنامج »سيدتي« على قناة روتانا خليجية، أوضح المسيهيج أن الإنسان عندما يشعر بالتوتر، غالبًا ما يظهر ذلك من خلال حركات لا إرادية مثل تحريك القدمين باستمرار، النقر بالأصابع على الطاولة أو الأشياء المحيطة، شد الفك، تجنب التواصل البصري، أو قضم الأظافر، وهي مؤشرات واضحة على التوتر الداخلي. وحذّر المسيهيج من بعض السلوكيات التي قد تنذر بخطر أكبر، خصوصًا لدى المراهقين، مشيرًا إلى أن علامات مثل الانفعال الزائد، نوبات الغضب المتكررة، تكسير الأشياء، أو الميل إلى العنف، تستدعي تدخلاً فورياً من الأسرة، وربما الحاجة للاستعانة بأخصائيين نفسيين في حال تفاقم ردود الفعل. وأكد أن وعي الأهل بهذه الإشارات يمكن أن يسهم في احتواء الأزمة مبكرًا، قبل أن تتطور إلى مشكلات أكبر تؤثر في الصحة النفسية للمراهق وسلوكه العام. المصدر: صدى

متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو
متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو

صدى الالكترونية

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى الالكترونية

متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو

سلّط المتخصص في لغة الجسد، خالد المسيهيج، الضوء على أبرز السلوكيات الجسدية التي قد تدل على تعرض المراهق لمشكلات نفسية مؤكدًا أهمية ملاحظتها من قبل الأهل. وخلال مداخلة له في برنامج 'سيدتي' على قناة روتانا خليجية، أوضح المسيهيج أن الإنسان عندما يشعر بالتوتر، غالبًا ما يظهر ذلك من خلال حركات لا إرادية مثل تحريك القدمين باستمرار، النقر بالأصابع على الطاولة أو الأشياء المحيطة، شد الفك، تجنب التواصل البصري، أو قضم الأظافر، وهي مؤشرات واضحة على التوتر الداخلي. وحذّر المسيهيج من بعض السلوكيات التي قد تنذر بخطر أكبر، خصوصًا لدى المراهقين، مشيرًا إلى أن علامات مثل الانفعال الزائد، نوبات الغضب المتكررة، تكسير الأشياء، أو الميل إلى العنف، تستدعي تدخلاً فورياً من الأسرة، وربما الحاجة للاستعانة بأخصائيين نفسيين في حال تفاقم ردود الفعل. وأكد أن وعي الأهل بهذه الإشارات يمكن أن يسهم في احتواء الأزمة مبكرًا، قبل أن تتطور إلى مشكلات أكبر تؤثر في الصحة النفسية للمراهق وسلوكه العام.

علاج الدماغ بالكهرباء ربما يقلل خطر انتحار المصابين بالاكتئاب
علاج الدماغ بالكهرباء ربما يقلل خطر انتحار المصابين بالاكتئاب

الشرق السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق السعودية

علاج الدماغ بالكهرباء ربما يقلل خطر انتحار المصابين بالاكتئاب

كشفت مراجعة علمية شاملة نُشرت حديثاً عن نتائج قد تُحدث تحولاً في فهم فعالية العلاج بالتخليج الكهربائي (الصدمات الكربائية) لدى المصابين بالاكتئاب الشديد، إذ تبين أن هذا النوع من العلاج يقلل خطر الانتحار بنسبة 34% مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب. وتُعد هذه المراجعة، المنشورة في دورية Neuroscience Applied، الأولى من نوعها التي تجمع وتُحلل منهجياً الأدلة الأحدث من الدراسات السابقة لتثبت بشكل واضح ارتباطاً ملموساً بين العلاج بالتخليج الكهربائي، وتراجع معدلات الانتحار والوفيات العامة بين المصابين بالاكتئاب المقاوم للعلاج. وقام الباحثون بتقييم تأثير ثلاثة أنواع من العلاجات العصبية على الأفكار والسلوكيات الانتحارية لدى مرضى الاكتئاب الشديد، شملت التخليج الكهربائي، والتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، وتحفيز العصب المبهم. العلاج بالتخليج الكهربائي إجراء طبي يُستخدم لعلاج الاكتئاب الشديد، واضطرابات نفسية أخرى من خلال تمرير تيارات كهربائية قصيرة، ومنضبطة إلى الدماغ لتحفيز نوبة صرعية قصيرة ومُتحكَّم بها، مما يؤدي إلى تغييرات في كيمياء الدماغ يُعتقد أنها تساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف الأعراض. ويُجرى هذا العلاج تحت التخدير العام وتحت إشراف فريق طبي متخصص، وعادة ما يُستخدم عندما لا تستجيب الحالات الحادة للعلاجات الأخرى مثل الأدوية أو العلاج النفسي، وقد أثبت فعاليته، خصوصًا في الحالات التي تنطوي على ميول انتحارية أو اكتئاب مقاوم للعلاج. من أصل 1352 دراسة علمية أولية تم فحصها، اختار الباحثون 26 دراسة توافرت فيها معايير جودة دقيقة وشروط صارمة للتضمين، بما في ذلك توثيق مفصل لطريقة العلاج، ومعدلات الانتحار، والوفيات والأفكار الانتحارية. ووفقًا للبيانات التي جُمعت من 11 دراسة تناولت العلاج بالتخليج الكهربائي تحديداً، تم تحليل نتائج علاج 17890 مريضاً خضعوا لـذلك العلاج، ومقارنتها بنتائج 25367 مريضاً تلقوا رعاية تقليدية كالعلاج الدوائي. وأظهرت النتائج أن عدد حالات الانتحار في مجموعة العلاج بالتخليج الكهربي بلغ 208 حالات، مقارنة بـ 988 حالة في مجموعة الرعاية التقليدية، كما سُجلت 511 حالة وفاة لأي سبب في مجموعة التخليج الكهربي، مقابل 1325 حالة في المجموعة الأخرى. وتترجم هذه الأرقام إلى انخفاض بنسبة 34% في خطر الانتحار، وتراجع بنسبة 30% في خطر الوفاة العامة بين المرضى الذين تلقوا العلاج بالتخليج الكهربائي. فوائد التخليج الكهربي وتشير هذه النتائج إلى أن فوائد التخليج الكهربي قد تتجاوز الصحة النفسية، وتمتد إلى تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة بشكل عام، وهو ما دفع بعض الخبراء إلى التساؤل عمّا إذا كان لهذا العلاج تأثير غير مباشر على تحسين المؤشرات الصحية العامة. إلا أن المؤلف المشارك في الدراسة مارتن بالسليف يورجنسن الباحث في جامعة كوبنهاجن يرى أن هذا التأثير على الوفيات ربما يعود لا إلى "آلية خفية تطيل العمر"، بل إلى "اختيار انتقائي للمرضى" ضمن الدراسات، ما يحدّ من تعميم هذه النتيجة على جميع الحالات. ويقول الباحثون إن العلاج بالتخليج الكهربائي تطور على مر العقود، ما يعني أن الدراسات الحديثة، التي غالباً ما تكون أوسع وأكثر دقة من القديمة، أظهرت فوائد أكبر من تلك التي سجلتها أبحاث سابقة خاصة أن العلاج الحديث بالتخليج الكهربائي أكثر فاعلية مما كان عليه في الماضي، ما يُعني أن نسبة تقليل خطر الانتحار قد تكون أعلى من 34% في التطبيقات المعاصرة. ويعترف الباحثون بقيود هذه المراجعة، إذ إن غالبية الدراسات التي شملها التحليل كانت ملاحظية وليست تجريبية، وهو ما يقلل من قوة الدليل؛ وبسبب حساسية الحالة النفسية للمرضى المصابين بالاكتئاب الشديد، فإن إجراء تجارب سريرية طويلة الأمد قد يكون أمراً غير عملياً من الناحية الأخلاقية والعملية، ما يجعل الاعتماد على البيانات الملاحظية ضرورة لا خياراً. أما في ما يخص العلاجان الآخران محل الدراسة- التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، وتحفيز العصب المبهم- فقد كانت النتائج أكثر تحفظاً، فالبيانات المتعلقة بـالأول كانت محدودة، ولم تُظهر الدراسات الصغيرة أي أثر يُعتد به على معدلات الانتحار أو الأفكار الانتحارية، ما يعني أن تأثير هذا النوع من التحفيز العصبي لا يزال غير مثبت حتى الآن. ويعمل التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة من خلال تسليط نبضات مغناطيسية متكررة وغير مؤلمة إلى مناطق محددة من الدماغ، خصوصاً القشرة الدماغية الأمامية، لتحفيز النشاط العصبي وتحسين المزاج، ويُجرى عادة دون تخدير وفي العيادات الخارجية. أما تحفيز العصب المبهم فقد أظهر انخفاضاً كبيراً في معدل الوفاة لأي سبب بنسبة 60%، إلا أن قلة عدد المشاركين في الدراسات المعنية تجعل من الصعب الوثوق بهذه النتيجة أو تعميمها على نطاق أوسع. ويتضمن تحفيز العصب المبهم زرع جهازاً صغيراً جراحياً تحت الجلد في منطقة الصدر، يقوم بإرسال نبضات كهربائية منتظمة إلى العصب المبهم الذي يمتد من الدماغ إلى أجزاء من الجسم، ما يساعد على تعديل النشاط العصبي المرتبط بالاكتئاب. إمكانيات العلاج بالتخليج الكهربائي تُشكل هذه الدراسة تطوراً مهماً في فهم إمكانيات العلاج بالتخليج الكهربائي، لا سيما أن هذا النوع من العلاج يواجه منذ عقود سمعة سلبية في الإعلام والرأي العام، وكثيراً ما يُصوّر ذلك العلاج كإجراء عنيف أو غير إنساني، رغم أنه، ومنذ ظهوره في الثلاثينيات، تطوّر بشكل ملحوظ ليصبح اليوم أحد أكثر العلاجات فعالية في حالات الاكتئاب الشديد غير المستجيب للعلاج الدوائي. وتؤكد الهيئات الطبية العالمية، بما في ذلك الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أن التخليج الكهربائي، عند استخدامه وفقاً للبروتوكولات المعتمدة وتحت إشراف مختصين، آمن وفعّال. وتكتسب نتائج هذه الدراسة أهمية إضافية في ظل أزمة الصحة النفسية العالمية التي تزداد حدة عاماً بعد عام، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعاني أكثر من 300 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، بزيادة قدرها 20% خلال العقد الممتد بين 2005 و2015. وقد تسببت جائحة كورونا في تفاقم الوضع، مع ما رافقها من عزلة اجتماعية، وضغوط اقتصادية، وتوترات صحية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب، والانتحار في شتى أنحاء العالم. ويُمثل الانتحار السبب الرابع للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15، و29 عاماً، وترتبط حوالي نصف حالات الانتحار عالمياً باضطرابات مزاجية أبرزها الاكتئاب. لكن رغم التفاؤل الحذر الذي تبثّه نتائج هذه الدراسة، لا تزال الأسئلة كثيرة. فكيف يمكن ضمان استخدام العلاج بالتخليج الكهربائي بشكل عادل وآمن لجميع المرضى؟، وهل سيكون بمقدور النظم الصحية في الدول النامية- التي تعاني أصلاً من نقص في خدمات الصحة النفسية- توفير هذا النوع من العلاج؟، وماذا عن آثاره الجانبية المحتملة مثل فقدان الذاكرة المؤقت أو الارتباك، والتي تُسجّل أحيانًا بعد الجلسات؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store