
حمادة: تفاعل الطلاب الناجحين يتحول إلى رصاص في صدر العدوّ
وبعد دخول موكب الخريجين، ألقى النائب حمادة كلمة قدم فيها التهاني والتبريكات للطلاب المحتفى بهم، منوّها ب"التفاعل الذي نشهده من خلال هذه الفعاليات التي تأتي في ظل ظروف استثنائية مر بها الوطن ككل وهذه المنطقة بالذات"، مشيراً إلى أن "الجنوب في تراثنا وعلى مستوى الجغرافيا العربية دائمًا مقدّس، وله خلفيته الثقافية والحضارية المرتبطة بالثقافة والعلم والثورة".
وقال: "أن الفرحة اليوم غير منسجمة مع واقع الحال، ومع ما يجب أن يكون، وأنا أعتقد أننا قوم أولى بالفرح من غيرنا، فنحن قوم أهل انتصار دائم؛ إذا انتصرنا فنحن ننتصر، وإذا استُشهدنا فنحن ننتصر، ومن الممكن أن يكون الشهيدان العزيزان اللذان تحمل دفعة الخريجين اسمهما قد ظلّلا هذا الوجود، فامتزجت الدمعة أحيانًا مع الفرحة. ولكن، في عمق الأمور، يُقال أيضًا إن هذه الدمعة هي دمعة فرح".
وأضاف: "نحن في منطقة عزيزة وعظيمة، في أرض الله التي ارتبطت تاريخيًا بالله تبارك وتعالى، وبالإنسان، عندما نجتمع في هذه اللحظة على المستوى السياسي، وعدونا جاثم على بعض أرضنا، وقد ذهب عميقًا في استهداف وجودنا ورؤيتنا وثقافتنا وتعليمنا وتربيتنا ومجتمعنا وثرواتنا، ورغم كل ما مرّ وما يحدث لحظويًا، نواجه من خلال عناوين للمواجهة، ولعلّ أبرزها هو هذا العنوان الذي نجتمع فيه بحضور هيئات تعليمية وإدارية وأولياء طلاب وطلاب يحتفلون بتخرّج جامعي فيه من الأبناء الأعزاء من غادر التعليم لظروف معينة، ثم عاد ليكمل تعليمه، ويحوز على شهادة".
وتابع: "هذه الدراسة التي استمرت ثلاث أو أربع سنوات، في قلب العاصفة اللبنانية ، استطاع أن يُنجزها، ويحصل على شهادته، ويتخرج أمام عدونا، ليقول له، ومن خلفه للعالم: إننا قوم، وإن كنّا أتقنّا البندقية، واحترفنا استخدامها، فإننا أيضًا نحترف العلم ، ونحترف الجلوس على مقاعد التربية والتعليم لنحوز شهادة، لنجمع بين شهادتين: شهادة في الجامعة، وشهادة في الميدان، وليختلط الدم مع النزف، مع الرؤية ومع الإنسان الذي يحمل لنصوغ أيقونة قد يراها البعض من أساطير هذا الزمان".
ورأى النائب حمادة "أننا في أرض حملت الحرية منذ فجر التاريخ ولا تزال، وان البعض يعتقد أن هدف العدو الصهيوني محصور بالإرث أو بالمدعى لليهود في هذه الأرض، أو على مستوى الجغرافيا والاقتصاد، لكن الهدف الأعمق هو استهداف عنوان الإنسان في الإنسان، وان استهداف هذه المنطقة يأتي لأنها تشكل نقيضاً للعدو على مستوى العلم والتاريخ والرؤية وحتى العقيدة، وهي المنطقة التي شعّ منها الحرف، وصدّرت العلماء، وصدّرت للإنسان في غير بقعة من هذه الأرض معناه الحقيقي، لذلك لا يُستغرب أن نكون نحن فقط من انتصر للإنسان في غزة، قبل أن ننتصر لأخيه في الدين أو في الجغرافيا أو في العروبة".
وأردف: "نحن كنا في موقع من قدّم لله الغالي والثمين، ومن لم تنجبه هذه الأمة، وإن شاء الله تنجب أمثاله، حتى أن البعض - وإن كان قليلاً - لامنا لأننا انتصرنا للإنسان، وكأنهم يريدوننا أن نغادر المعايير الإنسانية الدنيا، صارت إنسانيتنا تهمة، يُعَيّروننا لأننا لم نترك غزة وحدها، وكأنهم سالمون من ذاك الوحش الذي بدأ بغزة وأهلها وأطفالها ونسائها وهم يعلمون أو لا يعلمون أنه لن ينتهي بهم فقط".
واعتبر أن "تفاعل الطلاب الناجحين اليوم بفرحهم وزغاريدهم انما يتحول إلى رصاص في صدر العدو، لأنه لا يريد لنا أن نتعلم، أو أن نذهب إلى مؤسساتنا، أو أن نحافظ على مدارسنا، أو على الإنسان الحقيقي والإشعاعي الذي عُرف به لبنان ، ووجه نداءً إلى الحكومة اللبنانية وخصوصًا في هذا الظرف التربوي، لضرورة إعادة بناء وترميم المدارس المتضررة خاصة في الجنوب وعلى كامل الجغرافيا اللبنانية، ومعالجة ملف حقوق الأساتذة والمعلمين، وخاصة المتعاقدين".
وقال النائب حمادة: "بدعة الأستاذ المتعاقد بالساعة غير موجودة إلا في لبنان، وهي تشكل أمراً مرهقاً للتربية والتعليم، ومن خلال هذه التسميات، تُسقط حقوق المعلمين، وتُتخذ بحقهم قرارات مجحفة، مثل من يُدرّس سنة أو اثنتين، ثم يُقال له "لا يوجد لك حق مالي"، مضيفا "أما في القطاع الجامعي، نجد تمييزًا ومحسوبيات وتوظيفا زبائنيا وهذا لا يجوز، لأنه يتناقض مع ما عُرف به لبنان من اعتماد على التعليم والطب كمزايا تنافسية، نحن نستطيع من خلال التعليم أن نحسّن اقتصادنا، ونبني مجتمعًا أفضل، لكن للأسف فالبعض لا يلتفت ويضع رؤاه على حساب الطالب وعلى حساب المصلحة الوطنية. وعلى مستوى ملف المعادلات فكثير من الطلاب يتخرّجون، ثم ينتظرون سنة وأكثر لمعادلة شهاداتهم، وفي ظل هذا تضيع الفرص والوظائف".
وفي هذا السياق، أكد النائب حمادة "أننا نتابع هذه الملفات تشريعيًا، قد ذهبنا بكتلتينا إلى مجلس النواب بأكثر من 25 قانونًا لتحسين التربية والتعليم في لبنان، ولدينا مجموعة من المشاكل منها على سبيل المثال، الطلاب الذين درسوا في سوريا – 280 طالبًا في الطب والصيدلة – أتوا من سوريا، ويجب تطبيق القانون اللبناني عليهم، وفق القانون 285 الصادر عام 2014، الطالب الذي ينتقل من جامعة أجنبية إلى لبنانية يقدم امتحانًا، وإذا نجح، يُحسب له 50% من مواده، هذا القانون معمول به ويجب تطبيقه".
وختم: "علينا أن نسلك المسالك التشريعية، رغم أننا نُحمّل المسؤولية، نعم نحن مسؤولون كمشرعين، لكن للأسف مجلس النواب أصبح مجلس رجال أعمال لا مجلس تشريعيا إلا ما نَدَر، تسيطر فيه رؤوس الأموال، والتشريع تحول إلى عمل تجاري في كثير من الأحيان".
بيرم
من جانبه ألقى بيرم كلمة أشاد فيها بجهود الطلاب التي جعلتهم يتفوقون على أنفسهم، ويقدمون نموذجًا في النجاح، لأنه أعظم نجاح في العالم، معتبراً أن "أهم منافسة هي أن تنافس نفسك، وأن تكون نسخة جديدة من نفسك، وأن هذا هو النجاح الحقيقي لسبب بسيط، وهو أن الناس لا يريدون كلامًا كثيرًا، بل يريدون أفعالًا، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال".
وتابع: "أريد أن أقول لهذه البيئة كلها بكل تنوعاتها، أننا لسنا مقطوعين من شجرة، ولسنا زوارًا على الزمن بل نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن، وإن الله عز وجل يقول إنّ الصراع دائم في الخليقة، في كل زمن، هو بين من يحملون مشعل الحق -وهم قلة- وبين من يحملون مشعل الباطل -وهم كثرة- وأكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون ولا يشكرون ولا يعقلون، وأن قلة تغيّر النتائج، في كل زمن هناك قلة".
وأضاف: "الله يقول: ولولا هذه القلة لفسدت الأرض وانتهى المشروع الإلهي، وانتهت الغاية من خلق الإنسان) واذا جئنا نطبّق هذا الكلام على زمننا، فسنجد بكل موضوعية وبكل فخر، أننا نحن أهل الحُجّة الأخلاقية، ونحن الضمير الإنساني الفعّال في زمن النذالة والتفاهة والضمائر الميتة، على مقربة منا يشاهدون إبادة، ولا يهتزّ لها أحد سوانا، وقد قدّمنا أغلى ما لدينا، وقدمنا أغلى القرابين، قدمنا أحبّاءنا من أجل القيمة الإنسانية لأننا نحن أصبحنا حاجة للضمير الإنساني، وحاجة للنوع الإنساني، بل إنني أتجرأ أن أقول: والله، لولانا لتحوّلت البشرية إلى مخلوقات أخرى".
دكور
وكانت كلمة لمدير الجامعة بارك فيها للطلب وذويهم هذا التخرج متمنياً لهم الغد المشرق والتوفيق في مسيرتهم العملية، فيما حيا تضحيات الشهداء الذين رسموا الطريق التي تمكّننا من مواصلة نشر الثقافة والتعليم في هذا الوطن، ثم وزعت الشهادات والدروع التقديرية على الخرّيجين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
حبيب: نسعى إلى المزيد من القروض المدعومة
التقى رئيس الحكومة القاضي نواف سلام في السراي الكبير اليوم الاثنين، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب يرافقه أعضاء مجلس إدارة المصرف. وقال حبيب: 'دولة الرئيس، زيارتنا اليوم إلى مقام الرئاسة الثالثة ليست من باب الواجب أو البروتوكول، إنما لرفع آيات الشكر لدولتكم على رأس هذه الحكومة التي منذ تلقّفها 'كرة النار' في أحلك الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على الإطلاق، تجهد على كل الجبهات لوضع الخطط والبرامج الإنقاذية للنهوض بالبلاد إلى المستوى الذي تستحقه. وهي تستحق تسميتها 'حكومة الإصلاح والإنقاذ' التي تتوافق بالكامل مع خطاب القسَم'. أضاف: 'إنجازاتكم كثيرة دولة الرئيس، في فترة قصيرة لم تتخطَّ الستة أشهر… كلّلتم هذه الإنجازات بإتمام استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار الماضي بنجاح باهر ومن دون 'ضربة كَفّ' إذا جاز التعبير. في عهد حكومتكم دولة الرئيس، سلك مسار الإصلاح طريقه نحو محاربة الفساد والهدر. فتم إقرار قانون رفع السرية المصرفية، كذلك تم استرداد مراسيم الأملاك البحرية، وصياغة خطة لمعالجة وضع الموقوفين في السجون من خلال تفعيل المحاكمات داخل سجن رومية. وتم وضع آلية لتعيين الهيئات الناظمة في قطاعات الاتصالات، الكهرباء والطيران… واعتماد آلية التعيينات الإدارية لتعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة مجلس الإنماء والإعمار، وتعيين حاكم مصرف لبنان ونوابه، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف وأعضائها، وتعيين رؤساء الأجهزة الأمنية ومجلس القضاء الأعلى، كما تعيين المدّعي العام المالي. وليس بعيداً، لقد استعدتم العلاقات الطيّبة مع الدول العربية، فيما التحضير جارٍ لعقد جلسة تشريعية لإقرار قانون إعادة هيكلة المصارف وقانون استقلالية القضاء'. أضاف: 'لقد أصدرت حكومتكم مؤخراً، قرار رفع سقف القرض الواحد من مصرف الإسكان من 50 ألف دولار إلى 100 ألف دولار نظراً إلى ارتفاع منسوب الطلب بعد الحرب الإسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية… بالتوازي أصدرت حكومتكم مرسوم رفع الحدّ الأدنى للأجور في ظل العبء الاجتماعي والاقتصادي الذي يرزح تحته المواطنون'. وقال: 'دولة الرئيس، إنه عرض مقتضب لإنجازات حكومتكم في خلال فترة وجيزة من ولايتها… أما نحن في مصرف الإسكان فنلاقيكم على الدرب نفسه في السعي إلى تسهيل حياة المواطن اللبناني في ظل الوضع الاجتماعي والحياتي الذي يمرّ به… ونغتنم هذه المناسبة لمناشدتكم اتخاذ الإجراءات العملية اللازمة من أجل تفعيل الدوائر العقارية، وذلك من أجل تسهيل معاملات المقترضين من مصرف الإسكان، ولا سيما تسريع معاملات نقل الملكية للحصول على القروض… كما سبق أن وقّع مصرف الإسكان مع وزارة المال اتفاقية ربط إلكتروني من أجل إصدار شهادة نفي ملكية'. تابع: 'إذ نعمل جاهدين على التواصل مع الصناديق العربية والأجنبية لتأمين ديمومة القروض للبنانيين ذوي الدخل المحدود والمتوسط وذوي الاحتياجات الخاصة والقوات المسلحة اللبنانية. وفي هذا السياق، إن التنسيق قائم مع 'الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي' و'صندوق أبو ظبي للتنمية' و'صندوق قطر للتنمية' والبنك الدولي، منطلقين من مساعي فخامة الرئيس جوزاف عون ودولتكم مع السلطات الرسمية حيث تتواجد هذه المؤسسات المالية، لتسهيل مسار القروض. لن نتعب ولن نكلّ لملاقاتكم عند الجهود اللامحدودة للنهوض بِلبنانِنا الحبيب من كَبوَتِه الاقتصادية والاجتماعية، وتأمين حياة أفضل لشعبنا العزيز. أدامكم الله ساعي خيرٍ وسلام للبنان وشعبه…'. وفي ختام اللقاء، أبدى الرئيس سلام كل تقدير لنشاط مصرف الإسكان في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، مؤكداً على رسالته التي نشأ عليها وهي توفير حياة كريمة للبنانيين عبر تأمين مسكن لائق وآمن، داعياً إياه إلى الاستمرار في الزخم ذاته لمساعدة أبناء هذا الوطن في إيجاد مسكن كلٌ بحسب قدرته وإمكاناته.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
حازم المنوفي: الفيضانات رسالة من الطبيعة.. والأمن الغذائي أول من يدفع الثمن
أكد حازم المنوفي، رئيس جمعية "عين" لحماية التاجر والمستهلك وعضو شعبة المواد الغذائية، أن الفيضانات والسيول التي تضرب إثيوبيا وعددًا من دول القرن الإفريقي حاليًا تمثل "رسالة إنذار واضحة من الطبيعة"، تعكس مخاطر العبث بالنظم البيئية والموارد الطبيعية، وفي مقدمتها نهر النيل، الذي يُعد شريان الحياة لشعوب المنطقة. وقال المنوفي في تصريح صحفي: إثيوبيا اليوم تدفع ثمن تحديها للطبيعة. من ظنّ أن بإمكانه السيطرة على نهر النيل، اكتشف أن المياه أقوى من النار، وأن يد الخالق فوق كل مخطط. النيل ليس مجرد نهر، بل مصدر حياة ومنحة من الله لا يجوز احتكارها أو التحكم فيها من طرف واحد. وشدّد المنوفي على أن هذه الكوارث الطبيعية لا تهدد فقط البنية التحتية أو الأرواح، بل تمثل ضربة مباشرة للأمن الغذائي الإقليمي، خاصة في ظل تأثر المحاصيل الزراعية، وتعطل خطوط الإمداد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما يهدد ملايين الأسر في إفريقيا. وأضاف: القطاع الغذائي هو الأكثر هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية. وعلينا كدول وشعوب أن ندرك أن حماية نهر النيل ليست فقط مسؤولية بيئية، بل ضرورة اقتصادية ومعيشية لضمان استمرار تدفق الغذاء، ومنع المجاعات. ودعا المنوفي إلى تبني حلول توافقية عاجلة بشأن ملف سد النهضة، تقوم على العدالة والتوازن بين التنمية والحق في الحياة، مؤكدًا أن الحلول الأحادية لن تجلب سوى المزيد من الكوارث. واختتم تصريحه بالقول: المشهد الحالي يُحتم علينا أن نتحرك بتكاتف حقيقي كدول حوض النيل، لأن الأمن المائي والغذائي وجهان لعملة واحدة. وإذا ضاع أحدهما، ضاع الاستقرار.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
قبلان: قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه وبالوحدة بين أبنائه
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نظم مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" لقاء سياسيا إنمائيا للمجالس البلدية والاختيارية في البقاع في مبنى قيادة الإقليم في بعلبك، حضر اللقاء من "كتلة التنمية والتحرير"، عضو هيئة الرئاسة في الحركة النائب قبلان قبلان، والنائب غازي زعيتر، مسؤول البلديات المركزي بسام طليس، مسؤول اقليم البقاع أسعد جعفر وأعضاء قيادة الإقليم، عضو المكتب السياسي علي عبدالله، مسؤول وأعضاء هيئة مكتب الشؤون البلدية في اقليم البقاع، رؤساء بلديات واتحادات واعضاء مجالس بلدية. وتحدث النائب قبلان، مشيرا إلى أن "العنوان الملح الأول والاكثر أهمية في لبنان اليوم هو إعادة إعمار ما تهدم، وما هدمته إسرائيل على أبواب الشهر العاشر من الحرب اللئيمة التي خاضتها ضد شعبنا وأهلنا، والتي دمرت فيها القرى والبلدات والمدن والمؤسسات والمصانع في الجنوب والبقاع والشمال وبيروت وفي كل منطقة من مناطق لبنان، هذا الدمار الهائل وهذه الحرب التي ما زالت مستمرة، يحق لنا أن نتساءل، ماذا فعلت هذه الحكومة، مع ما جرى ويجري؟ والسؤال هنا هو كيف تعالج الدولة نتائج الحرب، ما مضى منها وما هو مستمر، فهل يعقل أن تستمر إسرائيل بالتدمير وبملاحقة الناس في بيوتهم وأرزاقهم ، وكأن هذا الجزء من هذه الحرب لا يهم الدولة ولا يعنيها". وقال: "الدولة وللأسف تحاول أن تسير وتستمر بعملها غير ملتفتة إلى ما يجري من دمار وقتل في الجنوب أولاً وفي البقاع ثانياً وفي بيروت وفي كل مكان. وفي اسرائيل تتجمع الدولة والمعارضة والجيش وكل مكونات المجتمع الإسرائيلي ليدافع عن إسرائيل وهي المعتدية. أما نحن، والسؤال هنا هو ماذا فعلت حكومتنا ودولتنا لوقف هذه الحرب؟ قالوا لنا سنعالج الأمر بالدبلوماسية، قلنا عالجوه بالدبلوماسية نسأل الله ان توفقوا بالدبلوماسية في وقف القتل ووقف الدمار، ولكن كم شكوى قدمت هذه الدبلوماسية حتى الآن، وكم مراجعة قدمت، وما هو عدد البيانات التي أصدرتها بفضل هذه الدبلوماسية؟ حتى الآن نكاد نقول صفر، والصفر كثير على هذه الدبلوماسية". وتابع: "عادوا وقالوا فلنعالج الأمر بقليل من البكاء، وإذا بهم يضحكون بدل أن يبكوا يضحكون ويتضاحكون على هذه الحرب، وعلى هذا القتل وعلى هذا الدمار، على من تضحكون، لن تستطيعوا ان تضحكوا على أبناء القضية الذين قدموا الدماء والشهداء والدمار، وقدموا كل شيء من أجل أن يبقى هذا الوطن، ومن أجل الدفاع عنه وعن أرضه، واحذروا نفاذ صبرهم لأنهم قد تحملوا كثيرا، هم تحملوا من إسرائيل، ويستطيعون ان يتحملوا أكثر، ولكن عليكم أن تقوموا بدوركم. كيف يمكن أن تصمتوا، ولا تتحركوا من أجل إعادة الإعمار كيف تستمعون لكل المبعوثين والمندوبين والسفراء والرؤساء القادمين من كل أصقاع العالم الذين يتابعون تفاصيل القوانين في مجلس النواب، كيف تقبلون أن يأتي كل السفراء ويقولوا نريد إنتاج قانون متعلق بدمج المصارف، فأين انتم يا حكومة لبنان؟ لماذا لا تقولوا لهؤلاء السفراء، نريد منكم ان تعملوا لوقف الحرب قبل ان تعملوا لانتاج قوانين تخدم مصالحكم في يوم من الايام، لماذا لا تضغطون على اسرائيل ،وعلى اميركا من اجل وقف الحرب. ألم يلتزم لبنان بالقرار 1701، ألم يلتزم لبنان بكل القرارات الدولية واسرائيل لم تلتزم وانتم تتفرجون؟! السفيرة الاميركية والرئيس الاميركي وبعض الاميركيين أجروا اتصالات مع كل الجهات اللبنانية من اجل السماح لشركة ستارلينك للهاتف كي تعمل في لبنان. فلتأخذوا شيئا مقابل تنازلاتكم، طالبوهم بشيء مقابل شيء آخر، يريدون الهاتف، يريدون المصارف، يريدون اخذ كل شيء. طالبوهم بشيء واحد قولوا لهم أوقفوا الحرب على الجنوب ولبنان، اوقفوا الاغتيالات على الساحة اللبنانية. لماذا الصمت بهذا الموضوع؟ لا بالديبلوماسية نجحتم، ولا بالبكاء أفلحتم وتعيدوننا للنظرية القديمة بأن قوة لبنان هي بضعفه، لا، هذا غير مقبول، لن تكون قوة لبنان في ضعفه، ومن يريد ان يكون قويا في ضعفه فليكن قويا كيفما يشاء، قوة لبنان هي في الدفاع عن ارضه، قوة لبنان بقوة الحق، قوته بالوحدة بين أبنائه، والحمد لله الشعب اللبناني موحد اليوم، مسلم، مسيحي، طوائف، سني، شيعي، درزي، ماروني، كاثوليكي، ارتوذكسي، الكل موحدون، والدليل على ذلك ما حصل بالحرب ، ولكن هناك بعض القوى السياسية التي لم تستطع ان تلتقط اللحظة المناسبة، لتخرج من ماضيها الأسود وتدخل الى رحاب مستقبل وحاضر جديد كي تفتح قلبها وعقلها وتمد يديها لشركائها في الوطن، وللأسف هم مستمرون بذات العقلية عن ماذا يبحثون، يبحثون عن قانون انتخابي جديد يؤمن لهم الغلبة بزيادة نائب او نائبين هنا وهناك لعلهم يغيرون بالمعادلة، لا يمكن لهذه المعادلة ان تتغير بسنة أو بسنتين، أو بعشرة او بعشرين، أو بمئة سنة، قانون الانتخاب موجود بين أيدينا، قانون انتخاب اتفقنا جميعنا عليه، إذا كنتم تريدون قانون انتخاب يجب ان نبدأ جميعا بتطبيق اتفاق الطائف الذي يقول عند انتخاب اول مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي ينشأ مجلس شيوخ يتمثل فيه كل الناس بصورة عادلة بالمساواة، وبذلك نكون نعمل على تطبيق الطائف وفق قانون انتخابات جديد". واردف: "تعالوا لنعطي الفرصة لجيل الشباب ومن هم باعمار 18 سنة كي يصوتوا، لماذا هؤلاء ممنوعون من التصويت؟ أتخشون الكثرة ، ومن هم باعمار ال18 اليوم ستصبح اعمارهم 21 سنة بعد ثلاث سنوات وسيعودوا ليدلوا باصوتهم، فلنعطيهم الفرصة بحقهم في التصويت منذ الآن. أبناء ال18 سنة يحق لهم الدخول في السلك العسكري، وهم أنفسهم يمكن أن يسجنوا اذا ما ارتكبوا جرما ما، وفي بنفس الوقت هم يتمتعون بحقوقهم وواجباتهم، لماذا لا نعطيهم حقهم بالانتخاب؟! هم يعملون من أجل تغيير القانون لانهم يعتبرون أن هناك رابح وخاسر، صحيح هناك رابح وخاسر، ولكن إذا كان هناك من هو رابح وخاسر فالرابح هو من قاتل العدو والخاسر هو من يطعن بالظهر، ومن صمد ومن دمر منزله ومن استشهد إبنه أو شقيقه أو والده هؤلاء هم من ربحوا ، وليس من يتحركون من مكان إلى آخر من أجل زرع الألغام بطريق العبث بالاستقرار وبطريق الخروج من هذه الازمة". وتطرق قبلان إلى أموال المودعين قائلا: "بعد أسبوع يخرج من المجلس النيابي قانون إعادة هيكلة المصارف، لم يبق سفير أو دولة في العالم إلا وطالب بهذا القانون، وآخر الاشياء إما الاتفاق على قانون يصدر بمادة مزيلا بمادة لا يطبق الا بعد اقرار قانون. جيد نحن سنلتزم بهذا القانون ونعمل به، لكن لا يمكن ان يطبق إلا في أن تاتي الحكومة بقانون اسمه قانون إعادة أموال المودعين، هذا القانون يتحدد من خلاله أموال الناس واين ذهبت هذه الاموال، وكم من المبالغ حصلت عليها هذه المصارف، ومنذ هذه اللحظة، لن يكون هناك ثقة بمصرف لا يعيد أموال الناس التي استحصل عليها، ولن تكون هناك ثقة بمصرف مركزي لا يعيد للمودعين الأموال التي أخذها، ولن تكون هناك ثقة بدولة لا تعيد أموال المودعين التي اخذتها". واعتبر أن "هناك مسؤوليات على المصارف، وعلى المصرف المركزي، والدولة اللبنانية، عليهم إعادة هذه الاموال، وفي حال عدم اعادتها لأصحابها لا يفكروا أننا نقبل أن تسلك أمور المصارف على حساب أموال المودعين". وأضاف: "أما فيما يتعلق بالعفو العام نحن مختلفون بالبلد على مسألة العفو العام، قدمنا العام الماضي اقتراح أن تكون السنة السجنية ستة أشهر هناك من رفض وهناك من قال لا. جيد، هناك رفض للعفو العام، وهناك من قال أيضا لا عفو عام، وأنا من هنا أطالب إخواني وزملائي نواب البقاع وبعلبك الهرمل أن يرفعوا الصوت عاليا، وأن لا يقبلوا بأي تسوية إلا بعد إقرار قانون العفو العام، لأن هذا القانون يذهب فيه الصالح بجريرة الطالح، هناك مذنبون ينبغي أن يحاكموا ويحاسبوا، وهناك مظلومون بهذا الواقع متروكين دون محاكمة، هناك ملاحقون يخشون تسليم أنفسهم بالذهاب الى المحكمة، وكلما أوقف شخص بمسألة يقوم باتهام فلان فتصدر بحقه مذكرة تلو المذكرة تباعا ليصبح بحقه ما بين 100 إلى 150 مذكرة توقيف، يجب ان ينتهي هذا الأمر، ويجب ان يكون هناك عفو عام قريب عن كل الناس، إذا كان من أمر يتعلق بالطائفية اذهبوا وأتونا بعدد موازٍ من مرتكبي الجرائم من باقي الطوائف كي نخلصهم ونعفو عنهم من اجل التوازن الطائفي، وإلا ما معنى أن نصدر عفو عام بتوازن طائفي ومذهبي. بدورنا فيما يختص بالعفو العام ادرجنا قانونين بهذا الخصوص". وتابع: "اننا في احتفال كان قد أقيم في بعلبك، طالبنا بمجلس إنماء لبعلبك الهرمل وعكار، وبقانون القنب الهندي، صدر قانون إنشاء صندوق لانماء بعلبك الهرمل وعكار ولم تصدر بشأنه المراسيم التطبيقية، أو موازنة عامة أو إدارة أو هيئة بهذا الخصوص، والسؤال هنا كيف يمكن ان يصدر مثل هكذا قانون مجتزأ، وكيف نعمل في مجلس النواب في أن نعلن عن هذا القانون ولم يطبق منه شيء، وكيف نتعاطى مع هؤلاء الناس في منطقة تعيش الفقر والحرمان، فهذه المنطقة هي جزء من لبنان، وهذه المناطق شأنها شأن اي منطقة في الجبل وكسروان، وما من منطقة أفضل من منطقة في لبنان ،والمطلوب من اخواننا النواب في كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة في بعلبك الهرمل وفي كل الأماكن ان يستعدوا للنزال حول هذه القوانين". وختاما تمنى قبلان لرؤساء البلديات "التوفيق والنجاح على قاعدة الإنماء والتنمية والتخطيط"، متوجها لهم "بعدم الذهاب الى٦ سفارة أو مسؤول أو مؤسسة بدون ملفات او مشاريع، فاذهبوا بالملفات والمشاريع، ونحن على استعداد لمساعدتكم كنواب وفي حزب الله وحركة امل في مختلف المجالات".