
الزوجان أوباما يجريان محادثات للمشاركة في إنتاج فيلم عن تايغر وودز
يجري الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشال محادثات لإنتاج فيلم سيرة ذاتية عن أسطورة الغولف الأميركي تايغر وودز، وفق ما أفاد مصدر قريب من المفاوضات وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس الأربعاء.
وبحسب مجلة "ديدلاين" المتخصصة فإن شركة "أمازون أم جي أم" (Amazon MGM) تقف وراء المشروع بعد شراء حقوق سيرة ذاتية حديثة للاعب الغولف الأميركي البالغ 49 سنة.
وأسس الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشال شركة "هاير غراوند" (Higher Ground) التي أنتجت في السابق كثيراً من الأفلام الوثائقية وبرامج البودكاست، ومن المتوقع أن تشارك في إنتاج الفيلم.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب "ديدلاين" أيضاً فإن رينالدو ماركوس غرين، المخرج الذي أنجز فيلم "كينغ ريتشارد" عن الشقيقتين سيرينا وفينوس ويليامس، سيتولى على الأرجح إخراج فيلم السيرة الذاتية عن تايغر وودز.
ومن المتوقع أن يركز الفيلم على النجاحات الرياضية التي حققها لاعب الغولف، وليس عن علاقاته المتعددة خارج نطاق الزواج التي كشف عنها سنة 2009 وأدت إلى طلاقه.
وفاز تايغر وودز 15 مرة ببطولات غولف كبرى، وهو أعظم أسطورة في تاريخ هذه الرياضة. كما أنه أول لاعب غولف أسود في التاريخ يفوز بواحدة من هذه البطولات الكبرى، بعد حصده بطولة الماسترز في أوغوستا عام 1997. وأعلن الثلاثاء الماضي أنه خضع لجراحة بعد إصابته بتمزق في وتر أخيل الأيسر أثناء استعداده لبطولة ماسترز أوغوستا الشهر المقبل. وكان من المقرر أن يعود اللاعب إلى مضامير المنافسات بعد غياب منذ يوليو (تموز) 2024.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 9 ساعات
- Independent عربية
دعوات بريطانية لمنع حفل فرقة إيرلندية طالبت بتحرير فلسطين
تقدم فرقة الهيب هوب الإيرلندية "نيكاب" اليوم السبت عرضاً في مهرجان غلاستونبري على رغم انتقادات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وضغوط موسيقيين لإلغاء الحفل. ووجهت شرطة العاصمة البريطانية لندن خلال مايو (أيار) الماضي تهمة ارتكاب جريمة إرهابية لقائد الفرقة ليام أوهانا، واسمه الفني مو تشارا، للاشتباه في رفعه راية مؤيدة لجماعة "حزب الله" اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران خلال حفل موسيقي في نوفمبر (تشرين الأول) عام 2024. وردد مؤيدوه هتافات منها "حرروا فلسطين" و"حرروا مو تشارا" عندما احتشدوا أمام محكمة في لندن نظرت في قضيته في يونيو (حزيران) الجاري. وأطلقت المحكمة سراحه بكفالة غير مشروطة حتى موعد عقد جلسة أخرى في أغسطس (آب) المقبل. وانتشرت أيضاً لقطات للفرقة وهي تدعو خلال أحد عروضها إلى قتل مسؤولين، مما اعتذر منه أعضاء الفرقة. وقال ستارمر لصحيفة "ذا صن" في يونيو الجاري إن "من غير المناسب" أن تقدم فرقة "نيكاب" التي تغني الراب باللغتين الإيرلندية والإنجليزية، حفلاً في مهرجان غلاستونبري. كما ذكرت زعيمة المعارضة كيمي بادينوك أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي تغطي المهرجان يجب ألا تبث عرض "نيكاب". ووفقاً لرسالة سربها المنتج الموسيقي تودلا تي ونشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، طلب أيضاً نحو 30 من كبار مسؤولي صناعة الموسيقى إلغاء مشاركة فرقة "نيكاب" في هذا المهرجان. لكن أكثر من 100 موسيقي، رداً على ذلك، وقعوا على رسالة علنية لدعم الفرقة. وقال دان لامبرت مدير "نيكاب" إن الفرقة توقعت الدعوات إلى إلغاء عرضها، مضيفاً "كنا نعلم أن الضغوط الكبرى ستكون من نصيب غلاستونبري لأنها مؤسسة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأوضحت منظمة المهرجان إميلي إيفيس الأربعاء الماضي أنه منصة للفنانين من جميع أنحاء العالم، مردفة أن "الجميع مرحب بهم هنا". وانتشرت لقطات لأوهانا وهو يعرض راية "حزب الله" بعد أن عرض الثلاثي الإيرلندي الشمالي رسائل مؤيدة للفلسطينيين على المسرح في مهرجان كوتشيلا فالي للموسيقى والفنون في كاليفورنيا في أبريل (نيسان) الماضي، ختموها بقول "اللعنة على إسرائيل. حرروا فلسطين". وقال أعضاء فرقة "نيكاب" إنهم لا يدعمون حركة "حماس" أو "حزب الله". وذكر أوهانا أمس الجمعة أن أفراد الفرقة كانوا "يقدمون شخصيات" على المسرح، والأمر متروك للجمهور لتفسير رسائلها. وأضاف لـ"ذا غارديان"، "خذوا ما تريدون من ذلك، لكننا لن نتغير بهذه الطريقة".


Independent عربية
منذ 15 ساعات
- Independent عربية
الفرح عند العريس بيزوس والقلق عند سكان البندقية
أقام مؤسس "أمازون" جيف بيزوس ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة لورين سانشيز حفلة زفافهما الفخمة مساء أمس الجمعة بحضور مجموعة من الأثرياء والمشاهير، على إحدى جزر البندقية، بعيداً من عيون الجمهور والمتظاهرين. وأفادت وسائل الإعلام الإيطالية بأن بيزوس البالغ 61 سنة وسانشيز البالغة 55 سنة، تبادلا عهود الزواج في حفلة أقيمت في جزيرة سان جورجيو ماجوري، قبالة ساحة سان ماركو، وارتدى المشاركون فيها ثياب السهرة الرسمية. واستهلت المراسم بأغنية أداها ماتيو بوتشيلي، نجل مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي، بحسب التقارير. وأعد الشيف فابريزيو ميلينو الحائز نجمة ميشلان عشاء الزفاف، بينما صنع الكعكة شيف الحلويات الفرنسي سيدريك غروليه، بحسب صحيفة "كورييري ديلا سيرا". ونشرت لورين سانشيز على حساب بعنوان "laurensanchezbezos" عبر منصة "إنستغرام"، صورة لها بفستان زفاف أبيض مع جيف بيزوس، مع أنهما متزوجان مدنياً في الولايات المتحدة. وشكلت الحفلة تتويجاً لأنشطة متواصلة منذ نحو أسبوع، شهدت خلاله البندقية توافد كبار الشخصيات في يخوت وطائرات خاصة، وستكون آخرها اليوم السبت حفلة ضخمة تحييها النجمة ليدي غاغا، في حين لا تزال الوجهة السياحية الإيطالية منقسمة في شأن تأثير هذا الحدث الضخم على صورة المدينة المزدحمة بالزوار. وكانت ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترمب، وملكة الأردن رانيا، وكيم كارداشيان وشقيقتها كلوي، وكيندال وكايلي جينر، ونجم كرة القدم الأميركية توم برايدي، ومقدمة البرامج التلفزيونية أوبرا وينفري وبيل غيتس، من بين الضيوف الذين رصدهم مصورو وكالة الصحافة الفرنسية على قنوات المدينة. وفي مقطع فيديو نشرته صحيفة "لا ريبوبليكا" على موقعها الإلكتروني، ظهر الملياردير الأميركي على أحد القوارب وقربه سانشيز، يرد مبتسماً على سؤال عن أكثر ما يعجبه في المدينة بالقول، "انظروا حولكم! تبدو هذه المدينة مستحيلة... ومع ذلك فهي موجودة بالفعل". عائدات بالملايين سيتبرع جيف بيزوس الذي يمتلك أسهماً في "أمازون" تقدر قيمتها بنحو 215 مليار دولار، بمبلغ 3 ملايين يورو (3.5 مليون دولار) لجمعية حماية البحيرات وجامعة البندقية الدولية واليونيسكو، بحسب رئيس منطقة فينيتو لوكا زايا. وكثيراً ما دعمت السلطات المحلية اختيار جيف بيزوس لعقد مراسم زفافه في البندقية، رافضة ربط الموضوع بالسياحة المفرطة التي اتخذت ضدها إجراءات مثل فرض رسوم دخول على الزائرين النهاريين. وقدرت وزارة السياحة الإيطالية أمس النفقات المباشرة لجيف بيزوس وزوجته المستقبلية بمبلغ 28.4 مليون يورو (أكثر من 33 مليون دولار) لهذه الحفلة التي استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام الإيطالية. وأفادت الوزارة بأنها تتوقع أن تولد "الضجة الإعلامية" في شأن الحفلة 895 مليون يورو (أكثر من مليار دولار) للمدينة. وينزل نحو 100 ألف سائح في المدينة خلال موسم الذروة، إضافة إلى عشرات آلاف الزوار الذين يقصدون البندقية في زيارات خاطفة من دون المبيت فيها، في حين أن عدد المقيمين الدائمين آخذ في الانخفاض. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حركة احتجاجية يقول ساموئيل سيلفستري، وهو تاجر من البندقية يبلغ 55 سنة، إن "السياحة المفرطة سببها بالأساس أولئك الذين يأتون ليوم واحد فقط حاملين حقائب الظهر والطعام، ولا يسهمون إلا بالقليل في المدينة". ويضيف "ليس أولئك الذين يحولون البندقية إلى نسخة مصغرة من مونتي كارلو"، الحي الشهير في موناكو. "هذا الزفاف يشارك أيضاً في صوغ صورة المدينة". لكن مجموعة من السكان المحليين تطلق على نفسها اسم "لا مكان لبيزوس"، تنظم احتجاجات رمزية لمعارضة الاحتفالات. وقد هتف ناشطون الثلاثاء "البندقية ليست للبيع"، مبدين خشية من أن تزيد حفلة الزفاف من تعقيد تنقلات السكان. وقالت الناشطة في حركة "لا مكان لبيزوس" أليس بازولي (24 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية، "هذا الزفاف يسبب مشكلات في المدينة: فإضافة إلى إغلاق القناة وتشديد الرقابة بصورة متزايدة، شنت حملة قمع ضد أعضاء حركة 'إكستنكشن ريبيليين'" للناشطين المناخيين. وأكد محافظ البندقية داركو بيلوس أن "لا نية لإغلاق المدينة"، مضيفاً أن الحدث لم يتطلب أي "تعزيزات" من الشرطة مقارنة مع ما يحدث عادة خلال أي موسم صيفي عادي. قبل 11 عاماً لم يثر حفل زفاف الممثل جورج كلوني ضجة كبيرة، لكن الممثل الأميركي ليس أحد أغنى رجال العالم ولم يؤسس أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم كجيف بيزوس الذي يستهدف على الدوام من الجماعات البيئية. في الواقع، دأبت منظمة "غرينبيس" على التنديد بالتأثير البيئي لحفلة الزفاف التي سافر إليها كثير من الضيوف بطائرات خاصة، في حين أن التوازن الهش في البندقية "يغرق تحت وطأة أزمة المناخ"، وفق المنظمة غير الحكومية.


Independent عربية
منذ 16 ساعات
- Independent عربية
استعادة مسرحية لقصة إيفا بيرون الآسرة
على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوب غربي مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية، تقع مستوطنة رائعة تسمى مدينة إيفيتا، قام بتأسيسها عام 1947 رئيس الأرجنتين آنذاك، خوان بيرون، تكريماً لزوجته إيفا. ما يلفت النظر في الموقع أن شبكة الشوارع بأكملها مصممة لتشبه صورة وجه جانبية لإيفا، أي أن المسافرين من العاصمة جواً يمكنهم، إذا ما دققوا النظر، تمييز أنفها وشعرها من ارتفاع 10 آلاف قدم. هذا الإنجاز في التخطيط الحضري هو مجرد مثال واحد على كيفية الحفاظ على إرث إيفا بيرون حياً في وطنها الأصلي، حيث أقيمت المتاحف والمعالم الأثرية تكريماً لها. "أكبر مخاوفي في الحياة هو أن أُنسى"، قالتها إيفا في يوم ما، ولكن حقاً لم يكُن هناك أي داعٍ للقلق. والأمر نفسه ينطبق على الصعيد الدولي، إذ إن السيدة الأولى السابقة للأرجنتين ألهمت كثيراً من الأفلام والمسرحيات والروايات والبرامج التلفزيونية. فعام 2022، سرد مسلسل "سانتا إيفا" على شبكة "ديزني بلس" قصة إيفا بعد وفاتها بسرطان الرحم عن 33 سنة. وكدليل على جاذبيتها الثقافية، ظهرت شخصية إيفا في حلقة من مسلسل "سمبسون"، فاستلهمت ليزا من ذكائها لتصبح رئيسة هيئة طلاب مدرستها. ولكن بالطبع أكثر الأعمال شهرة على الإطلاق هو المسرحية الموسيقية "إيفيتا"، من تأليف تيم رايس وأندرو لويد ويبر. تحكي المسرحية قصة حياة إيفا القصيرة والرائعة والمثيرة للجدل في الوقت نفسه التي نقلتها من مدينة نائية إلى قصر كاسا روسادا الرئاسي. وحظيت المسرحية بتحية حارة والتصفيق وقوفاً ليلة افتتاحها على مسرح الأمير إدوارد في لندن عام 1978، من بطولة إيلين بيج، واستمرت طوال 2912 عرضاً آخر. وتبع ذلك إنتاج ناجح آخر على مسرح برودواي الأميركي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعام 1996، حُوّلت "إيفيتا" إلى فيلم سينمائي من بطولة مادونا، ويقال إن دونالد ترمب يعتبرها المسرحية المفضلة لديه على الإطلاق. وتعود للعرض هذا الصيف على مسرح بالاديوم في ويست إند بلندن عبر إنتاج جديد من إخراج الفنان المسرحي البارز جيمي لويد، وتؤدي دور البطولة الممثلة رايتشل زيغلر، البالغة من العمر 24 سنة والتي أدت دور البطولة في النسخة السينمائية الحديثة من "بياض الثلج" Snow White و"ألعاب الجوع" Hunger Games. لكن كيف يمكننا تفسير انبهار العالم الدائم بالمرأة التي تزوجت رئيس دولة في أميركا اللاتينية وتوفيت بعدها بسنوات قليلة عام 1952؟ المسرحية الموسيقية الناجحة بالطبع تُسهم في الحفاظ على شهرتها على مر السنين، ولكن هناك كثيراً في قصة إيفا مما جذب رايس ولويد ويبر إليها في المقام الأول. تقول جيل هيدجز، مؤلفة كتاب عن سيرة حياة السيدة الأولى السابقة بعنوان "إيفيتا: حياة إيفا بيرون" Evita: The Life of Eva Perón الصادر عام 2020: "لقد ماتت في سن صغيرة ولكنها حققت كثيراً. لقد ارتقت من العدم، إلى ثراء ونفوذ هائلين، ومع ذلك لم تنسَ أبداً أصولها". وُلدت ماريا إيفا دوارتي فقيرة عام 1919، في بلدة زراعية صغيرة تُدعى لوس تولدوس. وكانت واحدة من خمسة أطفال غير شرعيين أنجبهم مدير مزرعة (الذي توفي عندما كانت إيفا فتاة صغيرة) وخياطة. في عمر 15 سنة، توجهت نحو بوينس آيرس، عازمة على النجاح كممثلة. وبالفعل نجحت، إذ لاقت نجاحاً في سلسلة من المسلسلات الإذاعية. وبعدما اكتسبت شهرة معقولة، دخلت في علاقة مع العقيد خوان بيرون، وزير العمل آنذاك في الحكومة العسكرية الأرجنتينية. كان بيرون أرملاً يبلغ من العمر نحو 50 سنة عندما التقى إيفا التي كانت في منتصف العشرينيات من عمرها. تزوج الثنائي بعد عام تقريباً، في أكتوبر (تشرين الأول) 1945، قبل بضعة أشهر من انتخاب بيرون رئيساً. كلاهما كانا من طبقة اجتماعية متواضعة نسبياً، وإيفا خصوصاً كانت تكنّ الكراهية للطبقة الثرية في بلدها، مما قد يفسر النهج الشعبوية الذي اتبعه آل بيرون أثناء وجودهم في السلطة. والأهم أن إيفا لم تكُن الزوجة التي تختبئ في الكواليس. كانت في صميم المشهد السياسي، وكان بيرون، مدركاً لجاذبيتها الشعبية وسعيداً بمنحها منبراً. وأعلنت إيفا: "أتحدث باسم المساكين والمشردين، لأنتقد أيام الشر القديمة". إيفا بيرون كانت شبيهة بديانا، أميرة ويلز جيل هيدجز، مؤلفة سيرة إيفا بيرون للمرة الأولى في تاريخ الأرجنتين تقريباً، أنفقت مبالغ طائلة على بناء بنية تحتية اجتماعية للفقراء: مدارس ومستشفيات وملاجئ وغيرها. وفي كثير من الحالات، قدمت إيفا الرعاية الشخصية إلى المحتاجين، فعلى سبيل المثال، وزّعت أطقم الأسنان على من فقدوا أسنانهم والأدوية على المرضى. وبلغت شهرة إيفا آفاقاً جديدة. تقول هيدجز "كما حصل مع ديانا، أميرة ويلز بعد بضعة عقود، أظهرت إيفا حساً اجتماعياً لا يضاهى، مما أدى إلى تعاطف شعبي كبير معها". وأطلق عليها مؤيدوها لقب "إيفيتا"، وهو لقب يترجم حرفياً إلى "إيفا الصغيرة". فاز بيرون بالانتخابات مرة ثانية عام 1951 بغالبية ساحقة، لكن زوجته رفضت فرصة تولي منصب نائبة الرئيس، ويعود ذلك جزئياً لأنها كانت آنذاك في مراحل متقدمة من مرضها. بعد عام من ذلك، توفيت، وشيّعت بجنازة رسمية، إذ اصطف ثلاثة ملايين شخص في شوارع بوينس آيرس حداداً عليها. واعتبرها كثر قديسة وُجدت لحمايتهم، حتى إن طلبات تقديسها تدفقت على الفاتيكان. وكان إرث إيفا مؤثراً لدرجة أنه عندما أطيح ببيرون من السلطة بعد سنوات في انقلاب عام 1955، قام المستولون على السلطة بتهريب جثتها المحنطة على متن سفينة إلى إيطاليا، ودفنها تحت اسم مستعار لتجنب أن يصبح قبرها نقطة التقاء للقضية "البيرونية". سبب آخر وراء استمرار شهرتها، ووراء انعكاس قصتها بصورة جيدة في عمل مسرحي موسيقي أيضاً، هو أن حياة إيفا كانت مثالاً ممتازاً عن الانتقال من الفقر إلى الثراء، نموذجاً أصيلاً لقصة عريقة على غرار قصص سندريلا وعلاء الدين وآني [مسرحية موسيقية أميركية شهيرة مستوحاة من قصة كوميكس بعنوان "آني الفتاة اليتيمة الصغيرة" Little Orphan Annie]. في حالتها، شمل ذلك "الثراء" الألماس ومعاطف الفرو التي كانت مولعة بارتدائها. ولكن مقابل ملايين الأشخاص الذين عشقوا إيفا، كان هناك ملايين يكرهونها. ومعظم هؤلاء كانوا من طبقة الأثرياء التي فرض عليها آل بيرون ضرائب باهظة وحرموها من السلطة. وروجوا عنها حكاياتهم الخاصة التي غالباً ما كانت قصصاً مشبعة بكراهية للنساء، إذ قالوا إنها كانت متعطشة للسلطة وإنها شقت طريقها إلى القمة عن طريق العلاقات الحميمة وإن كثيراً من المال الذي كان مخصصاً للفقراء كان ينفق على خزانة ملابسها الخاصة (ومن هنا جاءت الجملة الشهيرة من إيفيتا: "ينبغي أن يعشقوني، فدعوني أتلألأ بـ [ملابس] كريستيان ديور")، حتى إن هناك إشاعات بأنها تواطأت مع زوجها في نقل ثروات طائلة من ألمانيا النازية إلى الأرجنتين مع نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع وجود كثير من الروايات المتناقضة، يكاد يكون من المستحيل معرفة إيفا الحقيقية، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يجسدون شخصيتها، تقول إيلينا روجر، الممثلة الأرجنتينية التي أدت دور إيفيتا في إنتاجات ضخمة على مسارح ويست إند وبرودواي: "كانت ولا تزال شخصية مثيرة للانقسام في الأرجنتين. وهذا ما جعل أداء شخصيتها تحدياً ومسؤولية في آنٍ واحد". وكما قال الكاتب في أس نايبول في تقرير من الأرجنتين لمجلة "نيويورك لمراجعة الكتب" The New York Review of Books عام 1972: "تبدأ الحقيقة بالتلاشي، فهي ليست ذات قيمة بالنسبة إلى الأسطورة". فالحقيقة بطبيعتها، ليست ممتعة كالأساطير - ولا تعيش طويلاً مثلها. إيفا نفسها شاركت في خلق إحدى نسخ أسطورتها. فبعد زواجها ببيرون، أعادت صياغة ماضيها بعناية، إذ استبدلت شهادة ميلادها بوثيقة مزورة تخفي أنها "ابنة غير شرعية"، وأتلفت جميع نسخ الأفلام القديمة التي قامت فيها بأدوار ثانوية لمحو أي سجل يشير إلى معاناتها في مسيرتها كممثلة مغمورة. وفي مسرحية "إيفيتا" الموسيقية، يصوّر تيم رايس بطلته كشخصية تتسلق السلم الاجتماعي ببراعة، وتحافظ على علاقاتها مع الناس ما دام أنها تخدم طموحها الشخصي. وغالباً ما يُقال إن رايس اعتمد على كتاب سيرة ذاتية عدائي عن إيفا بقلم ماري مين بعنوان "المرأة ذات السوط" كمصدر أساس لمعلوماته. وينكر رايس ذلك، ولكن في مقابلة بودكاست مع أستاذ العلوم السياسية ديفيد رنسيمان، ذهب رايس إلى حد وصف شخصية إيفا بأنها "مخادعة" و"مزيفة" و"أنانية" (وإن كانت "شخصية ساحرة" في الوقت ذاته). "كائناً من تكون، فإن السلطة تبرز حقيقتك... والطريقة التي استخدمت عبرها إيفا سلطتها، في هذه الفترة القصيرة والصاخبة تعد شيئاً مذهلاً" لكن هذا الرأي أبعد ما يكون من الرأي السائد. فبعد كل الأبحاث التي أجرتها هيدجز من أجل كتابها عن حياة إيفا، توصلت المؤلفة إلى الاعتقاد بأن "إيفا اهتمت بشغف بالقضايا التي دعمتها". وهناك في الأقل سببان آخران وراء انبهارنا المستمر بإيفا. الأول أنها كانت في قلب سيناريوهات السياسية الكبرى في القرن الـ20. فبفضل خطاباتها الحماسية التي ألقتها على الجماهير من شرفة كاسا روسادا [القصر الرئاسي] وبدورها الحاسم في منح حق الاقتراع للنساء الأرجنتينيات خلال فترة ولاية بيرون الأولى، كانت إيفا، بوعي أو بغير وعي، تمهد طريقها نحو الرئاسة. ولو لم يقضِ عليها السرطان، لربما كانت أصبحت أول رئيسة دولة منتخبة ديمقراطياً. لكن هذا الشرف ذهب بدلاً من ذلك إلى سيريمافو باندرانايكا التي أصبحت رئيسة وزراء سريلانكا عام 1960. والسبب الثاني كان رحلتها من الفن إلى السياسة، مما يتكرر بصورة متزايدة اليوم. ومن بين خلفاء إيفا في هذا السياق الرؤساء رونالد ريغان وفولوديمير زيلينسكي، وبالطبع، المقدم السابق لبرنامج "المتدرب" The Apprentice الذي يشغل اليوم البيت الأبيض. فجميعهم وجدوا أن مهاراتهم الأدائية قابلة للنقل. (يقول ترمب إنه شاهد مسرحية "إيفيتا" ست مرات خلال أول عرض لها على مسرح برودواي عام 1979). مرّ أكثر من عقد منذ أن أدّت روجر، البالغة من العمر الآن 50 سنة، دور إيفا على مسرح برودواي، ولا تزال الممثلة تجد نفسها أسيرة لهذا الدور. وتقول روجر "الشخصية الموسيقية لإيفيتا، تماماً مثل إيفا الحقيقية، كانت شخصية تتمتع بسلطة عظيمة، مما يثير اهتمامي. يعود ذلك جزئياً لـ [ندرة] النساء صاحبات السلطة لدرجة أنهن دائماً ما يكنّ مثيرات للاهتمام، وجزئياً لأن السلطة تبرز حقيقة الشخص كائناً من كان. بمجرد امتلاكها، لن يعود بحاجة للتظاهر بأنه شخص آخر. والطريقة التي استخدمت عبرها إيفا سلطتها، في هذه الفترة القصيرة والحادة من الزمن، آسرة". من الواضح، من خلال سلسلة الكتب والأفلام والمسرحيات الموسيقية المستمرة، أن روجر ليست وحيدة عندما يتعلق الأمر بالشغف بإيفا. يُقال إن كلمات إيفا بيرون الأخيرة كانت "إيفا ستغادر الآن". ولكن في الحقيقة، لم تغادرنا أبداً. عرض مسرحية "إيفيتا" في مسرح بالاديوم في لندن مستمر حتى السادس من سبتمبر (أيلول) المقبل. لمزيد من المعلومات عن العرض