
تلاسن نووي
لم يقف الأمر عند ذلك، وإنما أعلن ترامب توجيه غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا فيما سماه «مناطق مناسبة» رداً على تصريحات ميدفيديف التي وصفها بالاستفزازية، موجهاً له انتقادات لاذعة، ومؤكداً أن إرسال الغواصتين للتأكيد على الجاهزية والاستعداد الدائم لبلاده، حيث قال ترامب «لقد تحدث عن الأسلحة النووية»، معتبراً أن ذلك تهديد غير مقبول، ويتطلب الحذر في التعامل، بحكم أن التهديد صدر من رئيس روسي سابق، ومن أجل حماية أمن المواطنين الأمريكيين.
هذا النوع من التفاعلات الكلامية والإجرائية شديد الخطورة، نظراً لأنه يرتبط بذلك النوع الفتاك من الأسلحة، والتي تمر هذه الأيام الذكرى الثمانين على استخدامها في مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين. في هذا الوقت كان ذلك النوع من الأسلحة لا يزال جنيناً، أما اليوم فقد بات غولاً كفيلاً بإفناء العالم كله.
يأتي ذلك الخطاب بينما المفترض أن يكون التوجه نحو نزع الأسلحة النووية من العالم هو الهدف الأسمى، خاصة من القوى الخمسة النووية طبقاً لمعاهدة منع الانتشار النووي، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، بحكم أن واشنطن وموسكو تستحوذان على الغالبية العظمى من الأسلحة النووية في العالم، فمن المفترض أن يكون خطابهما أكثر انضباطاً، خاصة وأنهما كانا رفقة بريطانيا وفرنسا والصين قد أصدروا بياناً في يناير/ كانون الثاني من عام 2022 بهذا الخصوص، ومن أبرز ما ورد فيه «أنه لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم خوضها إطلاقاً»، كما نص على أنه «يتعين على الدول الخمس أن تتخذ البيان المشترك كنقطة انطلاق جديدة، وأن تزيد الثقة المتبادلة وتعزز التعاون وتؤدي دوراً نشطاً في بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن». من الواضح أن ما يحدث مخالف تماماً لما تم الاتفاق عليه.
يضاف إلى ذلك أن بعض الاتفاقات التي كانت تضع ضوابط خاصة بهذه النوعية من الأسلحة قد تم التخلي عنها في ظل حالة التوتر في العلاقات بين البلدين. وتبقى الحاجة ماسة إلى محاولة بناء الثقة مرة أخرى، بما في ذلك محاولة العودة إلى الاتفاقيات القديمة أو التفاوض على اتفاقيات جديدة.
المسؤولية التي تقع على الولايات المتحدة وروسيا ومعهما باقي القوى الخمس النووية فيما يتعلق بالنظام الدولي للانتشار النووي كبيرة، وسلوكها على هذا الصعيد له تأثيرات واسعة على هذا النظام برمته. فكيف لها أن تقنع دولاً حازت السلاح النووي بالمخالفة لاتفاقية منع الانتشار بالتخلي عنه، وهي تبرزه في إدارة علاقاتها، وتفاخر بأنه الرادع المميت.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
نواب ديمقراطيون يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطين
في خطوة تعكس تزايد القلق بشأن تداعيات القضية الفلسطينية، والأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وقع 13 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب الأمريكي على رسالة تدعو إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وفقاً لما كشفه موقع «أكسيوس»، أمس. وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه القطاع موجة عنف متزايدة، دفعت العديد من النواب المؤيدين بقوة لإسرائيل إلى توجيه انتقادات علنية للمسؤولين الإسرائيليين. وذكر الموقع أن واحداً من النواب على الأقل يعتزم تقديم مشروع قرار يؤيد إقامة الدولة الفلسطينية. وتأتي هذه المبادرة بالتزامن مع تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين من قبل دول كفرنسا والمملكة المتحدة وكندا. إلى ذلك، من المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية في غزة بعد انهيار المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار، فيما أشار مسؤول إسرائيلي في مكتب نتانياهو إلى أنه «تم اتخاذ القرار.. سنحتل قطاع غزة». يأتي ذلك، فيما تستمر موجة التصعيد العسكري في القطاع، حيث كشفت مصادر طبية عن مقتل 74 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي منذ فجر أمس، الذي واصلت غاراته الجوية استهداف مختلف مناطق القطاع.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
حدث وتاريخ..5 أغسطس
1914 نصب أول إشارة مرور ضوئية في التاريخ بمدينة كليفلاند الأمريكية. 1963 توقيع معاهدة حظر التجارب النووية بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا وبريطانيا. 1966 إسبانيا تمنع طائرات بريطانيا من التحليق بأجوائها بسبب النزاع على جبل طارق. 2019 برلمان الهند يلغي الحكم الذاتي للشطر الهندي من إقليم كشمير.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
جولة مفاوضات للتهدئة بين تايلاند وكمبوديا
وجاء وقف إطلاق النار في 28 يوليو عقب ضغوط اقتصادية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حذر الدولتين المتحاربتين من أن الولايات المتحدة لن تبرم اتفاقيات تجارية معهما إذا استمر القتال. وجرى التوصل إلى وقف إطلاق النار، خلال اجتماع عقد في ماليزيا بمشاركة الولايات المتحدة والصين الإثنين الماضي. وشهدت أسوأ معركة بين الجارتين في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من 10 أعوام تبادلا لنيران المدفعية وغارات لطائرات مقاتلة، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً على الأقل ونزوح أكثر من 300 ألف شخص على جانبي الحدود. وقالت السلطات في الدولتين إنه من المقرر أن يعقد وزيرا دفاع البلدين اجتماعاً للجنة الحدود العامة لبحث كيفية الحفاظ على وقف إطلاق النار. وسيحضر الاجتماع الذي سيعقد الخميس ممثلون عن الولايات المتحدة والصين وماليزيا.