logo
أخبار العالم : كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى "ساحات للقتل؟"- هآرتس

أخبار العالم : كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى "ساحات للقتل؟"- هآرتس

الجمعة 27 يونيو 2025 09:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، AFP
قبل 3 ساعة
في جولة الصحف لهذا اليوم نستعرض عدداً من الموضوعات، بداية من الوضع في غزة، لا سيما قُرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية؛ ثم نتّجه إلى الداخل الإسرائيلي، ومحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ قبل أن نختتم من إيران وتحذيرات من أن تصبح "عراقاً آخَر"!
ونستهلّ جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية وتقرير مطوّل بعنوان "إنها ساحة للقتل: الجنود الإسرائيليون تلقّوا أوامر بإطلاق النار عَمداً على غزيين عُزل ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية".
ونقلت هآرتس عن جنود إسرائيليين القول إنهم تلقوا أوامر من قيادات في الجيش بإطلاق النار عمداً على جموع فلسطينيين احتشدوا قُرب مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية، على مدار الشهر الماضي.
وقال الجنود لهآرتس إن إطلاق النار كان بهدف إبعاد هؤلاء الغزيين أو تفريق جموعهم، رغم أنهم- وبشكل واضح- لا يشكّلون تهديداً.
ووصف أحد هؤلاء الجنود الوضع في غزة بأنه "انهيار تام للقواعد الأخلاقية للجيش الإسرائيلي".
ووفقاً لإحصاءات السلطات الصحية في غزة، فإن 549 شخصاً قُتلوا قُرب مراكز لتوزيع المساعدات- وفي مناطق حيث كان السُكان ينتظرون شاحنات الأمم المتحدة المحمّلة بالغذاء- منذ الـ 27 من مايو/أيار الماضي؛ وإن أكثر من أربعة آلاف شخص أُصيبوا، لكن الجيش الإسرائيلي لم يكشف من جانبه عن عدد هؤلاء القتلى أو المصابين الغزيين.
وقالت هآرتس إنها عَلِمتْ أن المدّعي العام العسكري الإسرائيلي أعطى تعليمات للجهة المختصة في الجيش بالتحقيق فيما يشتبه في كونه جرائم حرب وقعت في مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.
ولفتت هآرتس إلى أن "منظمة غزة الإنسانية" تشغّل أربعة مراكز لتوزيع الغذاء- ثلاثة في جنوب غزة، ومركزاً واحداً في وسطها، مشيرة إلى أن هذه المراكز يقوم على العمل بها أمريكيون وفلسطينيون، فيما يتولى الجيش الإسرائيلي مهمّة تأمينها من مسافة بضع مئات من الأمتار.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، يأتي يومياً إلى هذه المراكز آلاف الغزيين وأحياناً عشرات الآلاف للحصول على مساعدات غذائية.
و"على النقيض ممّا تعهدت به منظمة غزة الإنسانية، تضجّ نقاط التوزيع بالفوضى، وتندفع جموع الغزيين الجائعين صوب أكياس الأغذية"، بحسب هآرتس.
وأحصت الصحيفة الإسرائيلية 19 حادثة إطلاق للرصاص قُرب مراكز منظمة غزة الإنسانية لتوزيع المساعدات الغذائية.
ونوّهت هآرتس إلى أنه رغم عدم وضوح هويّة مُطلقي الرصاص دائماً، لكنّ الجيش الإسرائيلي لا يسمح بوجود عناصر مسلحة تابعة له في مناطق المساعدات الإنسانية دونما عِلم مُسبَق.
ولفتت الصحيفة إلى أن مراكز توزيع المساعدات هذه تفتح أبوابها لمدة ساعة واحدة فقط كل صباح، ويقول ضباط وجنود خدموا في هذه المناطق إن الجيش يصوّب الرصاص تجاه الأشخاص الذين يصِلون إلى هذه المراكز قبل موعد فتح الأبواب لمنعهم من الاقتراب، أو تجاه أولئك الذين يأتون بعد غلق هذه الأبواب لتفريقهم.
صدر الصورة، AFP
"وسيلتنا الوحيدة في التواصل هي إطلاق النار"
و"بما أن عدداً من حوادث إطلاق الرصاص وقع في أثناء الليل، قبل موعد فتح الأبواب، فمن المحتمل أن يكون بعض المدنيين الغزيين لم يتمكنوا من رؤية الحدود المُعيّنة التي لا ينبغي عليهم تجاوزها- بسبب الظلام".
وفي ذلك، قال أحد الجنود لهآرتس: "إنها ساحة للقتل.. لقد شاهدتُ بينما كنت في الخدمة كيف أن عدد القتلى من هؤلاء الغزيين يتراوح بين واحد إلى خمسة أشخاص يومياً.. إنهم يُعامَلون كما لو كانوا قوة مُعادية؛ فلا توجد تدابير لمنع الاحتشاد، ولا قنابل غاز مسيلة للدموع- فقط الرصاص الحيّ، والرشاشات الثقيلة، وقذائف الهاون. وما أن يفتح مركز توزيع المساعدات أبوابه حتى يتوقف إطلاق الرصاص، ويعرف هؤلاء الجائعون أن بإمكانهم الاقتراب. إن وسيلتنا الوحيدة في التواصل هي إطلاق النار"، على حد تعبيره.
وقال جنود إسرائيليون لصحيفة هآرتس إن الجيش لا يسمح للعامة في إسرائيل أو في الخارج بمشاهدة لقطات لما يحدث حول مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وبحسب هؤلاء الجنود، فإن الجيش الإسرائيلي مقتنع بأن عمليات منظمة غزة الإنسانية حالت دون الانهيار التام لمشروعية استمرار هذه الحرب دولياً.
وعبّر هؤلاء الجنود، في حديثهم لهآرتس، عن اعتقادهم بأن الجيش الإسرائيلي قد تمكّن من تحويل غزة إلى "فِناء خلفي"، لا سيما منذ بداية المواجهة مع إيران.
وأوضح أحد جنود الاحتياط: "لم تعُد غزة محلّ اهتمام أحد. لقد أصبحت مكاناً تحكمه قوانينه الخاصة، حيث خسارة حياة الإنسان لا تعني أيّ شيء، ولا حتى تُعتبر حادثة تستدعي الأسف"، وفقاً للصحيفة.
"هل تُلغى محاكمة نتنياهو؟"
صدر الصورة، Getty Images
وفي هآرتس أيضاً، نطالع مقالاً افتتاحياً بعنوان "هل خرق نتنياهو القانون؟ هذا تحدّده المحكمة، وليس ترامب أو هيرتسوغ".
وعلقت الصحيفة على قيام الرئيس الأمريكي ترامب بالحَثّ على إلغاء محاكمة نتنياهو أو بالعفو عنه، واصفةً ذلك بأنه "تدخُّل فجّ" في الشؤون الداخلية الإسرائيلية.
وعرّضتْ هآرتس بفكرة الرئيس الأمريكي عن القانون والمؤسسات الديمقراطية في بلاده، معتبرة بذلك أنه ليس هناك ما يُثير الدهشة إذا ما أقنعه أحدُهم بمحاولة التدخّل في محاكمة نتنياهو.
"لكنّ الأمر المؤسف أن أحداً لم يخبر ترامب بأن "القضايا انهارت" وبأن نتنياهو لا يجد مانعاً في إدارة شؤون البلاد ومتابعة محاكمته الجنائية في آن واحد، ومن ثمّ فلا داعٍ لتدخُّل الرئيس الأمريكي"، حسبما تابعت الصحيفة الإسرائيلية.
ورأت هآرتس أن ترامب أخطأ عندما قرّر التدخُّل في هذه القضية، لسببين: أوّلهما أن ذلك التدخل من شأنه إضعاف نظام إنفاذ القانون في إسرائيل، في مقابل تعزيز حالة الاستقطاب في هذا البلد؛ أما السبب الثاني فهو أن مثل هذا التدخل "الفَجّ" يصوّر إسرائيل كما لو كانت تحت الوصاية الأمريكية.
وعدَّدت الصحيفة الإسرائيلية أيادي الرئيس الأمريكي على إسرائيل، لا سيما في المواجهة الأخيرة مع إيران، كما قدّرت جهود ترامب- عبر مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف- على صعيد تحرير الرهائن الإسرائيليين من قطاع غزة.
واستدركت هآرتس: "لكن يا حبّذا مع ذلك، لو رفع الرئيس ترامب يده عن محاكمة نتنياهو، وصبّ تركيزه في إنجاز هدف آخر كان قد وضعَه لنفسه وهو- إنهاء الحروب".
ورأت الصحيفة أن نتنياهو، كالمعتاد، يحاول استغلال الوضع الراهن- وحالة التوافق الوطني النسبيّ إزاء المواجهة مع إيران- من أجل مصلحته الشخصية متمثلة في إلغاء المحاكمة.
وعلّقت هآرتس على دعم عدد من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية-م ن أمثال جدعون ساعر، وشلومو كارعي- لطلب ترامب بإلغاء محاكمة نتنياهو، رغم ما تردّده هذه الحكومة من شعارات تنضَح بالسيادة والكرامة الوطنية. ورأت الصحيفة في ذلك مدعاة للسخرية.
"لكن الأهم من كل ما تقدّم، أنه يكشف أننا إزاء تحرُّك سياسي تمّ التخطيط له جيداً، وهو تحرُّك يستهدف إلغاء محاكمة نتنياهو"، وفقاً للصحيفة.
ولفتت هآرتس إلى أن أحد الطرق لوقف المحاكمة هو أن يقوم الرئيس الإسرائيلي هيرتسوغ بالعفو عن نتنياهو إذا ما تقدّم الأخير بطلب للحصول على عفو رئاسي.
ورجّحت الصحيفة أن يكون ذلك ما يسعى إليه كثيرون من المقرّبين لنتنياهو، لا سيما وأن هيرتسوغ سبق وقال إنه يعتقد أن المحاكمة ينبغي أن تنتهي بـ"صفقة إقرار بالذنب".
"لا تدَعوا إيران تصبح عراقاً آخَر"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جامع الفردوس في بغداد.
ونختتم جولتنا من مجلة فورين بوليسي الأمريكية، ومقال بعنوان "لا تدَعوا إيران تصبح عراقاً آخَر"، للباحثة جين داربي مينتون، زميلة برنامج السياسة النووية بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
ورأت الباحثة أن المواجهة الأخيرة على إيران فتحت الباب على فترة جديدة من "عدم اليقين النووي"، والذي يمكن أن يزداد ويحتَدّ ما لم يتمّ التعامل معه بسرعة وبراعة.
وقالت الباحثة إنه من الواضح أن البرنامج النووي الإيراني قد تضرّر، لكن من المبكر القول إلى أيّ مدى بلغ هذا الضرر.
ونوّهت إلى أن إيران فيما يبدو لا يزال لديها يورانيوم عالي التخصيب، بكمية قد تكون كافية لتطوير عدد من القنابل النووية إذا هي قررت متابعة عملية التخصيب.
ونبّهت باحثة كارنيغي إلى أن هناك حاجة إلى "دبلوماسية بارعة" من أجل تيسير عملية السلام والحيلولة دون اشتعال أزمات جديدة في المستقبل بسبب احتداد حالة عدم اليقين إزاء قدرات إيران النووية.
ولفتت الباحثة إلى أن المفاوضات النووية نادراً ما تكون سهلة، وبالذات مع طهران؛ و"من سوء الطالع أن الحرب الأخيرة على إيران قوّضت العديد من الأدوات والمؤسسات التي طالما اعتمدت عليها الولايات المتحدة وأطراف أخرى لإبعاد شبح المخاطر النووية".
وحذّرت الباحثة من أن تؤدي الضربات الموجعة التي تلقاها النظام الإيراني إلى زيادة تصميمه على تطوير سلاح نووي.
"وإذا ما قررت إيران السير في طريق تصنيع قنبلة، فلسوف تلجأ إلى مسارات أصعب في اقتفائها من تلك التي كانت تسير فيها قبل الحرب"، بحسب الباحثة.
ونوّهت جين إلى أن "إيران لن تكون في حاجة إلى إعادة بناء منشآت ضخمة مثل مفاعل نطنز أو فورود، إذا هي قررت الإسراع في تصنيع قنبلة. علماً بأن المواقع الأصغر حجماً تكون مهمة مراقبتها أصعب، حتى على أجهزة الاستخبارات القوية".
ونبّهت الباحثة إلى أن "طهران، بما لها من سِجِلّ عريق في إخفاء أنشطتها النووية، ستسعى جاهدة إلى إقناع المجتمع الدولي بأنها قد تخلّت عن مشروعها النووي".
وهنا، حذّرت صاحبة المقال من خطورة تدهور العلاقات بين إيران وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لافتة إلى الدور الحيوي الذي لعبته الوكالة على صعيد إبطاء خُطى البرنامج النووي الإيراني.
ولفتت الباحثة في هذا الصدد إلى تمرير البرلمان الإيراني، بعد الحرب الأخيرة، مشروع قانون يطالب الحكومة بوقف التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل تام.
ورأت جين أن المجتمع الدولي في حاجة إلى الوقوف على القدرات المتبقية لدى إيران بعد هذه الحرب، مشيرة إلى أنه لا مفرّ من بعض الشك، لا سيما إذا أظهرت إيران عدم تعاوُن.
وعادت الباحثة بالأذهان إلى حرب الخليج الأولى، في بداية حقبة التسعينيات، مشيرة إلى أنه رغم تفكيك العراق برنامجه النووي بعد هزيمته في تلك الحرب، إلا أن المجتمع الدولي حينها لم يصدّق الجانب العراقي، والسبب في عدم التصديق يرجع في جزء منه إلى سِجِلّ نظام صدام حسين في العرقلة المستمرة للمفاوضات النووية وأعمال التفتيش، بحسب الباحثة.
"ومع الوقت، زادت الشكوك واحتدّت حالة عدم اليقين إزاء البرنامج النووي العراقي، ما أفضى في النهاية إلى تدخّلات لا نهائية"، على حد تعبير الكاتبة التي شدّدت على أن "التعامل مع القضايا النووية على ذلك النحو لم يُفضي إلى استقرار إقليمي".
وخلصت زميلة كارنيغي إلى أنه "إذا كانت جميع الأطراف، بما في ذلك إيران، تطمح إلى ما هو أكثر من مجرد هُدنة بين سلسلة من الأزمات النووية، فعليهم أن يعطوا أولوية لاستعادة درجة من الشفافية، ويا حبّذا لو تمّ ذلك عبر آليات متعددة الأطراف".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاجل.. قادة جيش الاحتلال يأمرون جنودهم بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مواقع المساعدات
عاجل.. قادة جيش الاحتلال يأمرون جنودهم بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مواقع المساعدات

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

عاجل.. قادة جيش الاحتلال يأمرون جنودهم بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مواقع المساعدات

ذكر جنود إسرائيليون بقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن القادة أمروا القوات بإطلاق النار على حشود غير مسلحة من المواطنين الفلسطينيين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات الإنسانية لتفريقهم أو طردهم، حتى عندما كان من الواضح أنهم لا يشكلون أي تهديد. وفي تقرير نشرته الصحيفة، أمس الجمعة، شبه أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في حديثه لـ "هآرتس" المكان بأنه "حقل قتل"، وقال "في المكان الذي كنت متمركزًا فيه، كان يقتل ما بين شخص واحد وخمسة أشخاص يوميًا، ويجري معاملتهم كقوة معادية، لا توجد تدابير للسيطرة على الحشود، لا غاز مسيل للدموع، فقط نيران حية بكل ما يمكن تخيله، رشاشات ثقيلة، قاذفات قنابل، قذائف هاون، لست على علم بحالة واحدة من إطلاق النار المضاد، لا يوجد عدو، لا أسلحة". وأضاف ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يخدم في المنطقة لـ"هآرتس": "لواء قتالي ليس لديه الأدوات للتعامل مع السكان المدنيين في منطقة حرب، إطلاق قذائف الهاون لإبعاد الجياع ليس احترافيًا ولا إنسانيًا". وعلمت "هآرتس" أن المدعي العسكري العام أصدر تعليمات لآلية تقييم الحقائق التابعة لهيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي هيئة مكلفة بمراجعة الحوادث التي تنطوي على انتهاكات محتملة لقوانين الحرب، للتحقيق في جرائم حرب مشتبه بها في مواقع توزيع المساعدات. ومن جانبه، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا "يرفض بشدة" التقرير، قائلًا: "لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات للقوات بإطلاق النار عمدًا على المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يقتربون من مراكز توزيع المساعدات، ولكي نكون واضحين، توجيهات الجيش الإسرائيلي تحظر الهجمات المتعمدة على المدنيين". كما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانًا ينفيان فيه التقرير، واصفين الاتهامات بأنها "فرية دم" و"أكاذيب شريرة" تهدف إلى "تشويه سمعة الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، بحسب وصفهم. ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية على تمويل بقيمة 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية، وهي أول مساهمة مالية حكومية أمريكية معروفة علنًا للمنظمة، التي تستخدم شركات عسكرية ولوجستية أمريكية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها في مواقع محددة يحرس محيطها الجيش الإسرائيلي.

"عملية الزفاف الأحمر".. الضربة الإسرائيلية على طهران بسيناريو مسلسل صراع العروش
"عملية الزفاف الأحمر".. الضربة الإسرائيلية على طهران بسيناريو مسلسل صراع العروش

أخبارك

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارك

"عملية الزفاف الأحمر".. الضربة الإسرائيلية على طهران بسيناريو مسلسل صراع العروش

في الساعات الأولى من يوم 13 يونيو، انطلقت واحدة من أكثر العمليات العسكرية الإسرائيلية جرأة وسرية في العقود الأخيرة. في غرفة عمليات تحت الأرض بمقر قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، اجتمع كبار القادة لمتابعة اللحظة التي طالما خُطط لها بصمت.. الطائرات المقاتلة كانت في طريقها إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران، في مهمة حملت الاسم الرمزي "الزفاف الأحمر"، تيمنا بالمجزرة الشهيرة في مسلسل "صراع العروش". بعد ساعات، أكّدت الاستخبارات الإسرائيلية مقتل كبار قادة الجيش الإيراني في هجوم مركّز استهدفهم خلال اجتماع أمني في العاصمة الإيرانية. لكن هذا لم يكن سوى الجزء الأول من العملية، وفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال". في التوقيت نفسه تقريبا، قُتل تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين داخل منازلهم في طهران، ضمن عملية موازية حملت اسم "نارنيا"، وُصفت من داخل الجيش الإسرائيلي بأنها "غير واقعية" لشدة تعقيدها وتوقيتها المتزامن. من التخطيط إلى التنفيذ.. عقدان من التحضير بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن جذور العملية تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت تل أبيب تتلقى مؤشرات استخباراتية عن محاولات إيرانية ناشئة لتطوير برنامج نووي عسكري. ومنذ ذلك الحين، شرعت إسرائيل في بناء شبكة تجسسية معقدة داخل إيران ، شملت عمليات تخريب واغتيال وتهريب معدات، لكنها لم تكن كافية لوقف التقدم الإيراني. وقال اللواء عوديد باسيوق، مدير شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، وأحد العقول المدبرة للهجوم: "أدركنا أننا بحاجة إلى أكثر من الاغتيالات والتخريب"، وأضاف: "كنّا نخطط منذ سنوات لتنفيذ ضربة منسقة تُسقط البنية التحتية النووية الإيرانية والعقل الذي يديرها". خطة إسرائيل اعتمدت على عنصر المفاجأة، ووفقا لوول ستريت جورنال، كادت الخطة أن تفشل بالكامل، بسبب بعض العوامل. من أبرز التحديات التي واجهت التخطيط كانت المسافة، فالمواقع النووية الإيرانية تبعد أكثر من 1000 كيلومتر عن إسرائيل ، مما تطلب من الطيارين الإسرائيليين تدريبات معقّدة على التزود بالوقود جوا والطيران بتشكيلات دقيقة. في عام 2008، أطلقت إسرائيل مناورات باسم "الإسبرطي المجيد"، شاركت فيها أكثر من 100 مقاتلة من طراز F-15 وF-16، وحلقت مسافة مشابهة إلى اليونان، بهدف محاكاة الهجوم. لاحقا، خضعت الخطة لتحديثات متكررة، خصوصا مع تصاعد نفوذ إيران في سوريا ولبنان واليمن، وتزايد تعقيد شبكة الدفاع الجوي الإيراني، المدعومة بأنظمة روسية متطورة من طراز S-300. بحلول عام 2023، كانت إسرائيل قد وجهت ضربات متكررة للحوثيين في اليمن، ولحزب الله في لبنان ، كما ساعدت بشكل غير مباشر في إضعاف النظام السوري، مما سهّل مرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجواء كانت معادية لها يوما ما. في الوقت نفسه، استمرت إسرائيل بتوسيع شبكتها الاستخباراتية داخل إيران، وتمكنت من تهريب مئات الطائرات المسيّرة الصغيرة المفخخة على مدى أشهر، تم تجميعها بالقرب من مواقع حساسة، مثل بطاريات الدفاع الجوي ومراكز القيادة الإيرانية. في نوفمبر 2024، اجتمع 120 مسؤولا في الجيش والاستخبارات لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة الأهداف، وهي أكثر من 250 هدفا، تشمل علماء، ومنشآت نووية، ومنصات صواريخ، وشخصيات عسكرية. لضمان عنصر المفاجأة، استخدمت إسرائيل خدعة ذكية. قبل أيام من الضربة، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيأخذ عطلة عائلية استعدادا لحفل زفاف ابنه أفنير. حتى العائلة لم تكن على علم بالتأجيل المتعمد للحفل. بالتزامن، سرّب مسؤولون إسرائيليون معلومات مغلوطة للصحافة، تفيد بوجود خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الخيار العسكري، وبأن إسرائيل لن تتحرك من دون ضوء أخضر أميركي. وفي حين كانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تقلع، كتب ترامب على منصة "تروث سوشال": "ما زلنا نؤمن بالحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني"، وهي رسلة هدفها طمأنة الجانب الإيراني. الضربة.. ما قبل الانهيار بلحظة مع اقتراب المقاتلات من طهران، ظهرت لحظة توتر مفصلية: قادة سلاح الجو الإيراني بدؤوا فجأة بالتحرك من مواقعهم، مما جعل المسؤولين الإسرائيليين في غرفة العمليات يظنون أن الخطة انكشفت. لكن ما حدث لاحقا فاجأ الجميع، فعوضا عن التفرّق، اجتمع القادة الإيرانيين في مكان واحد، لتتحوّل اللحظة إلى "مصيدة مميتة". خلال دقائق، انهالت الصواريخ، وقُضي على القيادة العسكرية العليا. في نفس اللحظة، كانت منازل العلماء النوويين تهتز تحت وقع انفجارات متزامنة نفذتها طائرات مسيّرة أو فرق خاصة، لتقضي على نخبة العقول التي كانت تقود البرنامج النووي الإيراني. استمرت الحملة الجوية 12 يوما، استهدفت خلالها إسرائيل منشآت نووية، ومنصات إطلاق صواريخ ، ومواقع تصنيع عسكري. ودعمت الولايات المتحدة لاحقًا الضربة بغارات جوية واسعة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار الثلاثاء، معتبرة أنها "حققت أهدافها". لكن محللين يشيرون إلى أن إيران رغم الضربة، قد تعيد بناء برنامجها النووي، وربما بوتيرة أسرع هذه المرة. ومع كل ذلك، يرى مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم غيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام تغييرات إقليمية محتملة، تشمل تحوّل دول من المحور الإيراني نحو علاقات أمنية أو دبلوماسية مع إسرائيل. بعد ساعات، أكّدت الاستخبارات الإسرائيلية مقتل كبار قادة الجيش الإيراني في هجوم مركّز استهدفهم خلال اجتماع أمني في العاصمة الإيرانية. لكن هذا لم يكن سوى الجزء الأول من العملية، وفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال". في التوقيت نفسه تقريبا، قُتل تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين داخل منازلهم في طهران، ضمن عملية موازية حملت اسم "نارنيا"، وُصفت من داخل الجيش الإسرائيلي بأنها "غير واقعية" لشدة تعقيدها وتوقيتها المتزامن. من التخطيط إلى التنفيذ.. عقدان من التحضير بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن جذور العملية تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت تل أبيب تتلقى مؤشرات استخباراتية عن محاولات إيرانية ناشئة لتطوير برنامج نووي عسكري. ومنذ ذلك الحين، شرعت إسرائيل في بناء شبكة تجسسية معقدة داخل إيران ، شملت عمليات تخريب واغتيال وتهريب معدات، لكنها لم تكن كافية لوقف التقدم الإيراني. وقال اللواء عوديد باسيوق، مدير شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، وأحد العقول المدبرة للهجوم: "أدركنا أننا بحاجة إلى أكثر من الاغتيالات والتخريب"، وأضاف: "كنّا نخطط منذ سنوات لتنفيذ ضربة منسقة تُسقط البنية التحتية النووية الإيرانية والعقل الذي يديرها". خطة إسرائيل اعتمدت على عنصر المفاجأة، ووفقا لوول ستريت جورنال، كادت الخطة أن تفشل بالكامل، بسبب بعض العوامل. من أبرز التحديات التي واجهت التخطيط كانت المسافة، فالمواقع النووية الإيرانية تبعد أكثر من 1000 كيلومتر عن إسرائيل ، مما تطلب من الطيارين الإسرائيليين تدريبات معقّدة على التزود بالوقود جوا والطيران بتشكيلات دقيقة. في عام 2008، أطلقت إسرائيل مناورات باسم "الإسبرطي المجيد"، شاركت فيها أكثر من 100 مقاتلة من طراز F-15 وF-16، وحلقت مسافة مشابهة إلى اليونان، بهدف محاكاة الهجوم. لاحقا، خضعت الخطة لتحديثات متكررة، خصوصا مع تصاعد نفوذ إيران في سوريا ولبنان واليمن، وتزايد تعقيد شبكة الدفاع الجوي الإيراني، المدعومة بأنظمة روسية متطورة من طراز S-300. بحلول عام 2023، كانت إسرائيل قد وجهت ضربات متكررة للحوثيين في اليمن، ولحزب الله في لبنان ، كما ساعدت بشكل غير مباشر في إضعاف النظام السوري، مما سهّل مرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجواء كانت معادية لها يوما ما. في الوقت نفسه، استمرت إسرائيل بتوسيع شبكتها الاستخباراتية داخل إيران، وتمكنت من تهريب مئات الطائرات المسيّرة الصغيرة المفخخة على مدى أشهر، تم تجميعها بالقرب من مواقع حساسة، مثل بطاريات الدفاع الجوي ومراكز القيادة الإيرانية. في نوفمبر 2024، اجتمع 120 مسؤولا في الجيش والاستخبارات لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة الأهداف، وهي أكثر من 250 هدفا، تشمل علماء، ومنشآت نووية، ومنصات صواريخ، وشخصيات عسكرية. لضمان عنصر المفاجأة، استخدمت إسرائيل خدعة ذكية. قبل أيام من الضربة، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيأخذ عطلة عائلية استعدادا لحفل زفاف ابنه أفنير. حتى العائلة لم تكن على علم بالتأجيل المتعمد للحفل. بالتزامن، سرّب مسؤولون إسرائيليون معلومات مغلوطة للصحافة، تفيد بوجود خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الخيار العسكري، وبأن إسرائيل لن تتحرك من دون ضوء أخضر أميركي. وفي حين كانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تقلع، كتب ترامب على منصة "تروث سوشال": "ما زلنا نؤمن بالحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني"، وهي رسلة هدفها طمأنة الجانب الإيراني. الضربة.. ما قبل الانهيار بلحظة مع اقتراب المقاتلات من طهران، ظهرت لحظة توتر مفصلية: قادة سلاح الجو الإيراني بدؤوا فجأة بالتحرك من مواقعهم، مما جعل المسؤولين الإسرائيليين في غرفة العمليات يظنون أن الخطة انكشفت. لكن ما حدث لاحقا فاجأ الجميع، فعوضا عن التفرّق، اجتمع القادة الإيرانيين في مكان واحد، لتتحوّل اللحظة إلى "مصيدة مميتة". خلال دقائق، انهالت الصواريخ، وقُضي على القيادة العسكرية العليا. في نفس اللحظة، كانت منازل العلماء النوويين تهتز تحت وقع انفجارات متزامنة نفذتها طائرات مسيّرة أو فرق خاصة، لتقضي على نخبة العقول التي كانت تقود البرنامج النووي الإيراني. استمرت الحملة الجوية 12 يوما، استهدفت خلالها إسرائيل منشآت نووية، ومنصات إطلاق صواريخ ، ومواقع تصنيع عسكري. ودعمت الولايات المتحدة لاحقًا الضربة بغارات جوية واسعة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار الثلاثاء، معتبرة أنها "حققت أهدافها". لكن محللين يشيرون إلى أن إيران رغم الضربة، قد تعيد بناء برنامجها النووي، وربما بوتيرة أسرع هذه المرة. ومع كل ذلك، يرى مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم غيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام تغييرات إقليمية محتملة، تشمل تحوّل دول من المحور الإيراني نحو علاقات أمنية أو دبلوماسية مع إسرائيل. 0 && $index < 5)" class="dfp-ad-tablet-ldb2 text_align_center" data-css-after-slot-render="mB20 ">

نافذة عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي
نافذة عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

نافذة عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي

السبت 28 يونيو 2025 02:20 صباحاً نافذة على العالم - قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة "إكس"، اليوم السبت، إنه إذا كان للرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران فعليه أن يتوقف عن "اللهجة غير اللائقة وغير المقبولة" تجاه المرشد الإيراني علي خامنئي. وكتب عراقجي في منشوره: "إن تعقيد الإيرانيين وصلابتهم معروف في سجادنا الرائع، الذي نسجته ساعات لا تُحصى من العمل الشاق والصبر. نحن كشعب، مبدأنا الأساسي بسيط وواضح: نحن نعرف قيمتنا، ونُثمّن استقلالنا، ولن نسمح لأحد أبدا أن يقرر مصيرنا". وأضاف: "إذا كان الرئيس ترامب صادقا في رغبته في التوصل إلى اتفاق، فيجب عليه أن يضع جانبا النبرة غير المحترمة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي". وتابع: "إن الشعب الإيراني العظيم والقوي، الذي أظهر للعالم أن النظام الإسرائيلي لم يكن لديه خيار سوى اللجوء إلى (دادي- أميركا) لتجنب قصفنا الصاروخي، لا يتقبل التهديدات والإهانات. وإذا أدت الأوهام إلى أخطاء أكبر، فلن تتردد إيران في الكشف عن قدراتها الحقيقية، مما سيُبدد أي وهم حول قوة إيران". واختتم عراقجي منشوره قائلا إن "الإرادة الطيبة تولد إرادة طيبة، والاحترام يولّد الاحترام". وخلال كلمة له أثناء لقائه وزيري خارجية راوندا والكونغو الديمقراطية، الجمعة، قال ترامب، إن الولايات المتحدة، نجحت في ضرب الأهداف بإيران بدقة. وبيّن ترامب أنه "كان لدينا أسبوعا مليئا بالنجاح. ضربنا الأهداف في إيران بكل دقة"، مضيفا: "نجحنا في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ودمرنا 3 منشآت نووية". وأكد ترامب أن "إيران ترغب في عقد اجتماع معنا"، مشيرا إلى أن "إيران وإسرائيل عانتا كثيرا من الحرب التي خاضتاها". وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي في رسالة اليوم الجمعة، اطلعت عليها رويترز، أن هدف الغارات الأميركية على إيران مطلع الأسبوع الماضي "كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع الخطر الذي يمثله حصول هذا النظام المارق على سلاح نووي واستخدامه له". وكتبت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالسعي إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store