logo
من الأزمة المالية إلى الأزمة التجارية واختلاف تداعيات 2008 عن 2025*رامي خريسات

من الأزمة المالية إلى الأزمة التجارية واختلاف تداعيات 2008 عن 2025*رامي خريسات

Amman Xchange١٧-٠٤-٢٠٢٥
الغد
شهد الاقتصاد العالمي في عامي 2007-2008 أزمة مالية عميقة وواسعة النطاق، نشأت من داخل النظام المالي الأميركي نتيجة انهيار سوق الرهن العقاري عالي المخاطر وتفشي المنتجات المالية المعقدة، ما أدى إلى سقوط مؤسسات كبرى مثل ليمان براذرز.
وشهدت الأسواق المالية انهيارات حادة وتجمّدت أنشطة الإقراض، الأمر الذي دفع السلطات النقدية إلى تفعيل أدوات طوارئ وتدخلات غير مسبوقة، تمثلت في ضخ السيولة وشراء الأصول المتعثرة، وتخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات صفرية، وكذلك اتفاقيات مقايضة العملات بين البنوك المركزية، أغلبها كان لصالح تقوية الدولار المطلوب في حينه لتسديد الالتزامات قصيرة الأجل وليصبح هو وسندات الخزانة الأميركية أهم الملاذات الآمنة.
وبرزت الإجراءات التنظيمية لدى هيئات الأسواق المالية مثل تعليق التداول المؤقت (Circuit Breakers) وزيادة الرقابة على المشتقات المالية، وتكثيف الإفصاحات المتعلقة بالتعرض لمشتقات الرهونات العقارية كل ذلك للحد من الذعر، وضمان الشفافية في تداول المشتقات المالية.
في المقابل، تتمثل أزمة عام 2025 بأنها تجارية حمائية بحتة، ناتجة عن فرض تعريفات جمركية مرتفعة ضمن إطار سياسات «أميركا أولاً»، حيث أدى هذا التوجه إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية وارتفاع معدلات التضخم نتيجة زيادة أسعار السلع المستوردة، التي ستؤدي لانخفاض إنفاق المستهلكين.
ضعف الثقة بالإجراءات الحكومية الأميركية وبالاقتصاد الأميركي ساهمت في فقدان الدولار لجاذبيته، ما دفع بعض الدول والمستثمرين إلى التنويع بعيدًا عن العملة الأميركية، عبر خيارات بديلة مثل الذهب أو عملات الملاذات كالين الياباني والفرنك السويسري.
في 2025 تواجه الهيئات التنظيمية حالياً تحديات مختلفة، إذ إن أدوات السياسة النقدية التقليدية تصبح أقل فعالية أمام أزمات تجارية الطابع، الأمر الذي يتطلب تعزيز التنسيق التجاري، ومراقبة الأسواق من منظور تنظيمي وتجاري أكثر منه ماليا.
ختاماً تكشف الأزمتان عن طبيعتين مختلفتين للأزمات الاقتصادية: الأولى أزمة مالية كانت الجهود العالمية منسقة تمامًا، بلمسات واضحة من البنوك المركزية والحكومات لإنقاذ النظام المالي وتحفيز الاقتصاد. بينما الثانية أزمة تجارية تتطلب معالجة سياسية وتنظيمية تُعيد الثقة في النظام التجاري العالمي.
وفي الوقت الذي عززت فيه أزمة 2008 مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية، فإن أزمة 2025 تبدو مختلفة بسبب النزعة الجيوسياسية المتزايدة والنهج الحالم للإدارة الأميركية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعرف إلى سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية الأحد
تعرف إلى سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية الأحد

رؤيا

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا

تعرف إلى سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية الأحد

مصرف سوريا المركزي يحدد سعر اليورو بـ12,961 ليرة للشراء في نشرته اليومية الليرة السورية مقابل الجنيه المصري: 226.32 ليرة للشراء وفقًا للبيانات الرسمية أعلن مصرف سوريا المركزي اليوم في نشرته الرسمية الخاصة بأسعار صرف العملات الأجنبية، التي صدرت الأحد، عن أسعار الصرف الرسمية لليرة السورية مقابل مجموعة من العملات الأجنبية. وبحسب النشرة، بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية 11,110 ليرة سورية للشراء و11,055 ليرة للبيع. كما سجل اليورو 12,961.20 ليرة للشراء و13,045.36 ليرة للبيع. وفيما يخص العملات العربية، سجل الدينار الأردني 15,561.76 ليرة للشراء و15,592.38 ليرة للبيع، فيما بلغ سعر الريال السعودي 2,961.52 ليرة للشراء و2,946.86 ليرة للبيع.

الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة
الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • سرايا الإخبارية

الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة

سرايا - انخفضت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة من جلسة اليوم الجمعة، مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة وسط مؤشرات على تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، لكن هبوط الدولار حدّ من خسائر المعدن النفيس. وتراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1 بالمئة إلى 3363.91 دولار للأوقية، لكنه لا يزال مرتفعًا بنحو 0.4 بالمئة منذ بداية الأسبوع. كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2 بالمئة إلى 3365.50 دولار، وفقاً لشبكة (سي إن بي سي) . وبالنسبة لأداء المعادن النفيسة الأخرى: فقد صعدت الفضة 0.2 بالمئة إلى 39.14 دولار للأوقية، وتتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.5 بالمئة، فيما تراجع البلاتين 0.2 بالمئة إلى 1407.10 دولارات، وارتفع البلاديوم 0.9 بالمئة إلى 1238.73 دولار.

«المركزي الروسي» يخفض الفائدة 2 % مع انحسار التضخم
«المركزي الروسي» يخفض الفائدة 2 % مع انحسار التضخم

Amman Xchange

timeمنذ 2 أيام

  • Amman Xchange

«المركزي الروسي» يخفض الفائدة 2 % مع انحسار التضخم

موسكو: «الشرق الأوسط» خفّض البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي، يوم الجمعة، بمقدار 200 نقطة أساس، أو 2 في المائة، ليصل إلى 18 في المائة كما كان متوقعاً، وخفّض توقعاته للتضخم لعام 2025 إلى ما بين 6 و7 في المائة، بعد أن كانت بين 7 و8 في المائة سابقاً، حيث أظهرت البيانات تباطؤاً في التضخم. وتماشى القرار مع استطلاع أجرته «رويترز» لآراء 27 اقتصادياً. ويهدف هذا الخفض إلى إنعاش الإقراض وتعزيز النمو الاقتصادي، الذي من المتوقع أن يتباطأ بشكل حاد هذا العام. وقال البنك المركزي في بيان: «الضغوط التضخمية الحالية، بما في ذلك الضغوط الكامنة، تتراجع بوتيرة أسرع من المتوقع سابقاً. كما أن نمو الطلب المحلي آخذ في التباطؤ. ويواصل الاقتصاد العودة إلى مسار نمو متوازن». وانخفض مؤشر أسعار المستهلك في روسيا بنسبة 0.05 في المائة خلال الأسبوع الماضي، مسجلاً انكماشاً أسبوعياً لأول مرة منذ سبتمبر (أيلول) 2024، مما مهد الطريق لقرار البنك المركزي، على الرغم من أن الهيئة التنظيمية تقول إنها تدرس الاتجاهات طويلة الأجل. وأبقى البنك المركزي على توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي عند مستوى يتراوح بين 1 و2 في المائة. ونما الاقتصاد بنسبة 4.3 في المائة في عام 2024. وأدى الانخفاض الأخير في أسعار المستهلك إلى وصول النمو الإجمالي للأسعار هذا العام إلى 4.56 في المائة، مقارنة بـ 5.06 في المائة للفترة الموازية من العام الماضي. وتباطأ التضخم السنوي إلى 9.17 في المائة من ذروته البالغة 10.3 في المائة في مارس (آذار). وتعرضت الهيئة التنظيمية لضغوط شديدة من مجتمع الأعمال لبدء تخفيف السياسة النقدية بعد أن رفعت سعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال العام الماضي. واشتكى قادة الأعمال من أن الاستثمار بهذا المعدل لم يعد مجدياً. ورغم هذا الضغط، أيد الرئيس فلاديمير بوتين سياسة البنك المركزي، لكنه حذره من المبالغة في تهدئة عجلة الاقتصاد. وبدأ الروبل التراجع قبل الإعلان عن قرار البنك المركزي، حيث لامس مستوى 80 روبلاً مقابل الدولار يوم الجمعة. وكانت العملة الروسية قد ارتفعت بنسبة 45 في المائة مقابل الدولار الأميركي في وقت سابق من هذا العام، ويعزى ذلك جزئياً إلى ارتفاع سعر الفائدة الرئيسي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store