
يحي شاهين مات من غير ما يشوف بناته من الزوجة المجريه
كانت عصبيتها الزايده دايمًا عاملة مشاكل في البيت لذلك اتفقوا على الطلاق ، ولما انفصلوا، فجأة قررت تسيب مصر وتهرب ببناتها وترجع بلدها! يحيى اتصدم، حاول يتواصل معاها، كلم السفارة، سافر بنفسه للمجر، دَوَّر عليهم في كل مكان… لكن للأسف، مالقاش لا بناته ولا أي عنوان يوصله ليهم، خصوصًا بعد ما اتأكد إنها غيرت أساميهم العربي وديانتهم. ومن وقتها، دخل في حالة اكتئاب شديدة وعزلة.
مين كان يصدق إن سي السيد السينما المصرية يحصل فيه كده ؟ لحد ماجاله الدكتور مصطفى محمود ومعاه صديقه عبد الوهاب، وقالوله: 'قوم، ارجع لحياتك، لازم تكمل'.
وأقنعوه واحده واحده يطلع من الظلمه اللي حبس نفسه فيها وفعلاً اتجوز مرة تانية من السيدة مشيرة عبد المنعم، وخلف منها بنته داليا، وفضلت معاه لحد آخر لحظة في عمره.
يحيى شاهين اتولد يوم 28 يوليو 1917 في إمبابة، ودرس في مدرسة الصنايع، قسم نسيج، واتعيّن في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة.
بس التمثيل كان حلمه الكبير، فدخل جمعية هواة التمثيل، وهناك قابل أستاذه بشارة واكيم اللي شجعه وقاله يقدم في الفرقة القومية، ومنها كانت البداية.
قابل الفنانة فاطمة رشدي، وكانت بتكون فرقة جديدة، ولما شافته قالت: 'هو ده اللي أنا بدور عليه!'، واختارته يكون البطل في كل أعمالها. ومن هنا، بدأ مشوار نجم كبير، ووقف قدام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم 'سلامة'.
وفي كواليس الفيلم، أم كلثوم قعدت معاه و دار بينهم حوار و من ضمن الكلام سألته عن أجره و اتفاجئت إنه 150 جنيه! زعقت وقالت للمنتج: 'ادّوله زي حسين صدقي.. 600 جنيه!'، وفعلاً وافق. ويحيى ما نسيش الموقف ده طول عمره .
نجوميته كانت مختلفة، كاريزما، تمثيل صادق، أداء مش شبه حد. فضل فنه بصمة نادرة في السينما المصرية.
وقبل وفاته بيوم واحد، صاحبه حلم بيه حلم غريب: شافه ماشي في طريق، والناس متجمعة حوالين حد بيقولوا عليه 'النبي سليمان'، ولما قرب، لقى الشخص ده هو يحيى شاهين! كلمه و حكاله الحلم و نصحه إنه يسأل الشعراوي عن تفسيره فقالهم الشعراوي إن الرؤية دي 'خير'.
مادام اتذكر فيها إسم نبي من أنبياء الله وفي تاني يوم كان موافق 18 مارس 1994 توفى وهو قاعد في شغله بهدوء عن عمر 76 سنة، وفضل اسمه عايش لحد دلوقت الله يرحمه و يغفر له ويسكنه فسيح جناته.
Tags:
الزوجة المجرية
بنات
مات
يحيي شاهين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 23 دقائق
- الدستور
بالدم وليس بالحبر
«أنتم تكتبون بالحبر، أما أنا فأكتب بالدم».. كانت هذه صيحة الكاتب الروسى أندريه بلاتونوف فى وجه أحد أدباء السلطة السوفيتية، بعد أن عانى الكاتب العظيم طويلًا من اضطهاد السلطات ومصادرة أعماله ومخطوطاته الأدبية خلال تفتيش منزله، ثم منع نشر أى عمل له إلا بعد عشرات الأعوام، ورغم ذلك كله تشبث بلاتونوف «١٨٩٩- ١٩٥١» بالأدب والتعبير الفنى بدم القلب وليس بحبر المطابع. ترى ما الذى يجعل الأدب، أو الفن عامة، قضية حياة أو موت، يضحى إنسان ما فى سبيلها براحته، بل ويعرض نفسه للاعتقال والحبس وقطع الأرزاق؟ وتعرض يوسف إدريس للاعتقال عدة مرات فى فترات مختلفة من حياته ولم يهجر الأدب الذى زج به إلى الزنزانة. ما السر وراء تعلق الفنان بفنه حتى لو خسر الكثير من راحة البال والأمن وعاش مطاردًا؟. لا بد أن يكون الدافع إلى التعبير «بالدم وليس بالحبر» قويًا، بل يكون جبارًا فى نفس المبدع، بحيث يصبح الفن معادلًا للوجود الملموس وحياة الفنان. وفى المقابل يحفل تاريخ الأدب بمن انكسروا فى منتصف الطريق، وأشهرهم الشاعر آرثر رامبو الذى هجر الشعر نهائيًا وهو فى العشرين بعد أن جمع آخر قصائده فى ديوان «إضاءات»، ثم اتجه إلى التجارة وبيع السلاح والقهوة فى إفريقيا. هناك من ساقتهم الظروف إلى تعديل مسارهم، مثل الروائى الكبير فرانسيس سكوت فيتزجيرالد، مؤلف رواية «جاتسبى العظيم»، الذى اتجه إلى كتابة سيناريوهات الأفلام فى هوليوود لأسباب مادية، بينما تعرض الكاتب الروسى ألكسندر سولجينتسين للسجن ثمانى سنوات بعد أن بعث برسائل خاصة لأحد أصدقائه تضمنت انتقادات حادة للطريقة التى أدار بها ستالين الحرب، فاتُهم بنشر دعاية معادية للنظام وتأسيس منظمة معادية، وفى ٧ يوليو عام ١٩٤٥ حكم عليه بثمانى سنوات فى أتعس معسكرات للعمل الشاق، ثم طرد من الاتحاد السوفيتى عام ١٩٧٤، لكنه لم يتوقف واستمر حتى فاز بجائزة نوبل. ما الذى لا ينطفئ فى المبدع بحيث يتمسك بالتعبير؟ البعض يعدلون مسارهم، البعض يهجر الأدب، لكن قلما نرى من يلعن الطريق التى بدأ السير عليها، ظهر ذلك فى حالات نادرة منها الفنان حسين صدقى الذى بدأ حياته الفنية عام ١٩٣٧ بفيلم «تيتاوونج»، ثم أسس شركته لإنتاج الأفلام، وبلغ رصيده من الأفلام عشرين فيلمًا، وقبل أن يتوفاه الله فى ١٩٧٦، أوصى أولاده بحرق كل أفلامه، لأنه اعتقد أنها لم تكن على صلة وثيقة بالدين. لكن حالة حسين صدقى من الحالات النادرة التى يكفر فيها الفنان بالفن، بينما يكتفى المتراجعون عادة بتبرير نكوصهم، مثلما فعلت المطربة الممثلة شريفة ماهر التى اعتزلت الفن واتجهت إلى المشاريع التجارية، وقالت إن الفن «ما بيوكلش عيش». ويبقى السؤال: ما الذى يناله المبدع من عكوفه على الفن بحيث يحتمل فى سبيله كل المعاناة؟ لا بد أن يكون هناك شىء يمنح الفنان عندما يبدع سعادة أكبر من كل شىء، لكن ذلك لا يحدث إلا عندما تكون الكتابة والإبداع «بالدم.. وليس بالحبر».


وضوح
منذ 43 دقائق
- وضوح
سَوَادْ قُلوب الناس
بقلم / محمد أحمد نجم القلب… تلك المضغة الصغيرة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد بأكمله. لكن، هل للقلوب منفذ يمكن أن نراها من خلاله؟ أهي بيضاء أم سوداء، أم تحمل ألوانًا أخرى خفية؟ كيف نُبصر القلوب التي لا تطالها أشعة أبصارنا؟ هذا هو محور حديثي إليكم اليوم. قلوب بيضاء كالثلج… تنبض بالمحبة هناك قلوب ملأها الإيمان، وسقتها ينابيع الخير، ونضجت فيها المحبة والرغبة الصادقة في رؤية الجميع بأفضل حال. قلوب تعرف المعروف وتنكر المنكر، بيضاء كالثلج، نقية كاللبن، زكية في طويتها، طاهرة في نواياها. قلوب حين تراك تبتسم لك، لا تصطنع، ولا تُخفي غير ما تُظهر. وقلوب سوداء… لا تُبصر إلا الشر وعلى النقيض، نجد قلوبًا ملأها البغض، وسكنها الحقد، وسُقيت بالكراهية حتى عفنت من الداخل. قلوب تتمنى السوء للآخرين، حتى وإن نالهم منه ما ينالها. قلوب سوداء كالليل الحالك، عكرة كطين يعكر صفو الماء، دفعتها الأحقاد وسوء العمل، وران عليها طول الأمل وغفلة الضمير، حتى صارت سجينة للغل والضغينة. حين تفضح الألسنة ما تخفيه الصدور لسنا بحاجة إلى فتح الصدور لنرى القلوب، فـنور البصيرة كفيل بأن يُرينا حقيقتها. وإن لم نُمنح البصيرة، فـالأفعال والألسنة كفيلة بكشفها. فالقلوب المتعفنة لا تُخفي رائحتها، وسرعان ما يطفو ما بداخلها على ملامحها وكلماتها ومواقفها. قد تظن فئة من الناس، وهي واهمة، أنها تملك من الدهاء ما يكفي لتظهر بصورة المحب النقي، الداعي إلى الخير، الساعي إلى النجاح، لكنها سرعان ما تُفضَح، وتسقط عنها أوراق التوت. وها أنتم قد كُشف سِترُكم، وظهرت نواياكم، وانقلبت محاولات التجمُّل إلى دلائل على السوء الدفين في قلوبكم. أبواب القلب.. حين تُغلق بإرادة أصحابها لقد أُتيحت لكم الفرص لتصلحوا فساد قلوبكم، لتطهروها من الحسد والغل والكراهية، ولكنكم أبيتم. ألقيتم بمفاتيح قلوبكم في أعماق سحيقة، وتركتُم الصدأ يلتهم ما بقي من طُهرها، حتى أعجزتمونا عن مساعدتكم في تغييرها. تعنّتكم وسوء اختياراتكم أوصدت كل سبيل إلى النور. القلب.. محلّ نظر الله القلب هو محلّ نظر الرب، ومن عباد الله من وهبهم نورًا يرون به القلوب، لا بالأعين بل بالبصيرة. ووالله، لو تعلمون ما رأيناه، لودِدتم لو أنكم سترتم أنفسكم، فـما رأيناه من قبح وفُحش وسواد في قلوبكم لا يُنسى. وإنه لقول نُدهش حين نقوله: يا ليتنا ما أبصرنا ما أبصرنا، وما عرفنا ما عرفنا. محمد أحمد نجم كاتب من طين مصر


الدستور
منذ 44 دقائق
- الدستور
زهرية
أمسك بريشته، يضع اللمسات الأخيرة. بورتريه لفتاة، عيناها زرقاوان، أهدابها طويلة، شفتاها رقيقتان، لون شعرها باللون البنى.. ثم وضع ريشته على لوحة الألوان بهدوء، خلع منظاره الطبى، واتجه إلى الشرفة، وقف متطلعًا إلى حديقة المــنزل، وانداحت نسمة باردة محملة بأريج الورد والياسمين. أشاح بوجهه إلى المنضدة المجاورة لسور الشرفة. الدهشة عقدت لسانه. اختفت الزهرية. ضباب الكآبة ينتشر داخل صدره، راح يتحرك.. يبحث عنها أسفل المنضدة، لم يجدها. خطا إلى حجرته ينقب فى أركانها، فوق المكتب، على أرفف المكتبة.. لا شىء. دنا من مكتبه، وأزاح كرسيه، وجلس مستندًا برأسه للخلف، وأسبل عينيه. كان منهمكًا فى إعداد الألوان للوحته الجديدة، سمع خطوات خفيفة تدنو منه، وأحس بأنامل رقيقة تداعب خصلات شعره، رفع رأسه: «حبيبتى، لقد تأخرتِ». «زوجى الحبيب، لا داعى للقلق». «أنت تعلمين أننى أحب أن تكونى بجوارى عندما أبدأ العمل فى لوحة جديدة. فوجهك الصبوح وعيناك الساحرتان تلهماننى.. تنساب ريشة الألوان فى يسر». اكتسا وجهها بالحمرة: «كفاك مدحًا فى.. لولا أنك فنان موهوب ما كنت فزت فى البينالى». «ماذا؟» «لقد حصلت على المركز الأول». «الحمد لله». «ولهذه المناسبة اشتريت لك هدية». «كان يكفى أنك أبلغتنى بهذا الخبر». «أرجو أن تنال إعجابك، وأكون وفقت فى اختيارها». أعطتها له، ففتحها بشغف: «يا لها من زهرية رائعة، نقوشها غاية فى الرقة. إن ذوقك عذب». «أنت الذى نميت عندى حاسة التذوق بلوحاتك الرقيقة». قاطعها: «حديثك عن الجائزة جعلنى أنسى أهم شىء.. ماذا فعلت فى إجراءات السفر لإعداد الماجستير؟» «بإذن الله، سأسافر إلى فرنسا بعد خمسة عشر يومًا». «أى أيام وتتركيننى أنا و(هنا).. سنشعر بالوحدة تتغلغل فى أفئدتنا». بصوت يشوبه الشجن: «لماذا هذا الحزن العميق؟ إنها شهور قليلة.. وأعود إليكما». «شهور.. سنفتقدك كثيرًا.. كثيرًا». «ما حيلتى؟ إنها فرصة لن تتكرر…». ألقت برأسها على صدره.. طوقها بذراعيه.. سالت الدموع من عينيها.. وتدفقت على وجنتيها.. اهتز جسدها بشدة.. هدهد على شعرها.. وبصوت، متهدج: «أرجوك.. اهدئى». رفعت رأسها، ومسحت الدموع بيديها: «أنا مثلكما، لا أستطيع أن أحيا بدونكما، فأنتما كل شىء، بغيركما أشعر بغمامة سوداء تحجب الرؤية أمام عيــنى، لكننى تعبت كثيرًا حتى أحصل على منحة إعداد الماجستير». «فى الحقيقة، لم أكن أتوقع أن تنتهى الإجراءات سريعًا، وتسافرين بعد أيام قليلة». «أين ستضع الزهرية؟». ابتسم: «طبعًا، تطمئنين على هديتك الغالية.. سأضعها فى عينى». بدلال: «هذا أمر واثقة منه.. ولكن ما هو المكان الذى تختاره لوضعها فيه؟» «أنت التى ستختارين المكان اللائق بها». نظرت ناحية شرفة حجرة المكتب: «اقترح وضعها هناك على المنضدة المجاورة للسور.. إنه أفضل مكان.. وعندما أسافر، لا تنس أن تضع الزهور المفضلة إلى.. عصفور الجنة والبانسيه». «كيف أنسى؟ كل يوم سأضع الزهور الأثيرة عندك.. وبالطبع سأتذكرك أنت…». «أبى.. أبى». فتح عينيه بتثاقل: «…» «أبى.. أنا بجوارك منذ خمس دقائق». «لقد غفوت بعض الوقت.. متى حضرت من المدرسة؟» «من نصف ساعة». «تصورى؟ لم أحس بك». «أبى.. إننى أرى لمحة ضيق على وجهك». «لا شىء». «أنا أعلم ما يضايقك». «تعلمين؟». قالت، بأسف: «الزهرية». قال، بتلهف: «أين هى؟». «كسرت». «كيف؟». «كنت أقف فى الشرفة.. أنتظر أتوبيس المدرسة.. ولمحت الزهرية متربة.. فحملتها لكى أنظفها.. سقطت من يدى.. أنا آسفة، لم أقصد ذلك». حدق إلى ابنته، بحنو: «سنتصل بماما الآن».