
هل يُشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً لإمدادات المياه؟
يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة، لكنه في ذات الوقت يعتبر تقنية متعطشة للمياه، إذ يحتاج إليها في عمليات التبريد وتوليد كميات هائلة من الكهرباء.
ووفقاً للأمم المتحدة، يعاني نصف سكان العالم من ندرة المياه، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه المشكلة بسبب الطلب المتزايد على الماء وتغيرات المناخ. فهل سيزيد التوسع السريع للذكاء الاصطناعي، من سوء وضع إمدادات المياه أيضاً؟
ما كمية المياه التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي؟
يقول سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أي آي، إن كل استفسار على منصة تشات جي بي تي يستهلك خُمس ملعقة صغيرة من الماء.
ومع ذلك، خلصت دراسة أجراها أكاديميون أمريكيون في كاليفورنيا وتكساس إلى أن 10-50 إجابة من النموذج الثالث من تشات جي بي تي GPT-3، تستهلك نصف لتر من الماء - أي ما بين ملعقتين صغيرتين وعشر ملاعق صغيرة من الماء لكل إجابة.
وتختلف تقديرات كمية المياه المستخدمة تبعاً لعوامل مثل نوع الاستعلام (السؤال المطروح)، ومدة الاستجابة له، ومكان معالجة الاستجابة، والعوامل المُراعاة لإعطاء الإجابة.
ويشمل تقدير الأكاديميين الأمريكيين - 500 مليلتر لحوالي 10-50 إجابة - أيضاً المياه المستخدمة لتوليد الطاقة، مثل البخار الذي يُشغّل توربينات محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو الغاز أو الطاقة النووية.
وقد لا يشمل الرقم الذي قدمه ألتمان هذه الكمية الإضافية المستخدمة من الماء، إذ أنه لم يٌقدّم لبي بي سي أي تفاصيل حول الحسابات التي استخدمتها أوبن أي آي لمعرفة كمية الماء المستخدم.
ومع ذلك، فإن استخدام المياه يتزايد، إذ تقول شركة أوبن أي آي إن منصة تشات جي بي تي تُجيب على مليار استفسار يومياً - وهو مجرد واحد من بين العديد من روبوتات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها سكان الأرض.
وتقدر الدراسة الأمريكية أنه بحلول عام 2027، سيستخدم قطاع الذكاء الاصطناعي سنوياً ما بين أربعة إلى ستة أضعاف كمية المياه التي تستهلكها دولة الدنمارك بأكملها.
ويقول أحد مؤلفي الدراسة، البروفيسور شاولي رين من جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، إنه "كلما زاد استخدامنا للذكاء الاصطناعي، زاد استهلاكنا للمياه".
كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي الماء؟
تتم معالجة الأنشطة عبر الإنترنت، من رسائل البريد الإلكتروني والبث المباشر إلى إنشاء المقالات أو صناعة مقاطع الفيديو، بواسطة رفوف ضخمة من خوادم الكمبيوتر في منشآت ضخمة تُسمى مراكز البيانات - بعضها يصل حجمه إلى حجم عدة ملاعب كرة قدم.
وترتفع درجة حرارة هذه الخوادم مع سريان الكهرباء عبر الحواسيب.
ويُعد الماء - الذي عادةً ما يكون ماءً عذباً نظيفاً - عنصراً أساسياً في أنظمة التبريد المستخدمة لتبريد تلك الخوادم والحواسيب، وعلى الرغم من أن طرق التبريد بالماء قد تتنوع، إلاّ أن أغلبها قادر على تبخير ما يصل إلى 80 في المئة من الماء المستخدم وإطلاقه في الغلاف الجوي.
وتتطلب مهام الذكاء الاصطناعي قوة حوسبة أكبر بكثير من المهام التقليدية عبر الإنترنت، مثل التسوق أو البحث على الإنترنت - وخاصةً للأنشطة المعقدة مثل إنشاء الصور أو مقاطع الفيديو. لذا، فإنها تستهلك المزيد من الكهرباء.
ويصعب تحديد الفرق كمياً، لكن تقديراً لوكالة الطاقة الدولية (IEA) يشير إلى أن سؤالاً او استفساراً واحداً على منصة تشات جي بي تي، يستهلك ما يقرب من عشرة أضعاف كمية الكهرباء التي يستهلكها سؤال او استفسار بحثي واحد على غوغل.
وزيادة الكهرباء تعني المزيد من الحرارة - لذا هناك حاجة إلى المزيد من التبريد.
ما مدى سرعة نمو استخدام المياه في الذكاء الاصطناعي؟
ولا تُقدم شركات تقنيات الذكاء الاصطناعي الكبرى أرقاماً عن استخدام المياه في أنشطتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن إجمالي استخدامها للمياه يرتفع تدريجياً.
وشهدت كل من غوغل وميتا ومايكروسوفت - وهي شركات مستثمرة رئيسية ومساهمة في شركة أوبن أي آي - زيادات كبيرة في استخدام المياه منذ عام 2020، وفقاً لتقاريرها البيئية.
وقد تضاعف استخدام غوغل للمياه تقريباً خلال تلك الفترة، أما خدمات أمازون ويب (AWS) فلم تُقدم أي أرقام.
ومع توقع نمو الطلب على الذكاء الاصطناعي، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتضاعف استخدام مراكز البيانات للمياه بحلول عام 2030، بما في ذلك استخدام المياه في توليد الطاقة وتصنيع رقائق الكمبيوتر.
وتقول غوغل إن مراكز بياناتها سحبت 37 مليار لتر من المياه من مصادرها في عام 2024، "استُهلك" منها 29 مليار لتر - وهو ما يُشير إلى حد كبير إلى تبخر تلك المياه.
لكن، هل هذا كثير؟ الإجابة تعتمد على الشيء الذي ما تُقارن به.
فهذه الكمية ستوفر الحد الأدنى اليومي من المياه للبشر، الموصى به من الأمم المتحدة، وهو 50 لتراً يومياً، لـ 1.6 مليون شخص لمدة عام كامل – أو بحسب غوغل، يمكن استخدامها لريّ 51 ملعب غولف في جنوب غرب الولايات المتحدة لمدة عام.
لماذا تُبني مراكز بيانات في المناطق الجافة؟
تصدرت المعارضة المحلية لوجود مراكز البيانات عناوين الصحف في السنوات الأخيرة في بعض المناطق المعرضة للجفاف في العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا اللاتينية وولايات أمريكية مثل أريزونا.
وفي إسبانيا، شُكّلت مجموعة بيئية تُدعى "سحابتك تجفف نهري" لمكافحة توسع مراكز البيانات.
وفي تشيلي وأوروغواي، المتضررتين من الجفاف الشديد، أوقفت غوغل خططها لبناء مراكز بيانات وعدلت بعضها بعد احتجاجات حول صعوبات الوصول إلى المياه.
ويقول أبيجيت دوبي، الرئيس التنفيذي لشركة إن تي تي داتا NTT Data، التي تُدير أكثر من 150 مركز بيانات حول العالم، إن هناك "اهتماماً متزايداً" ببناء مراكز في المناطق الحارة والجافة.
ويوضح أن عوامل مثل توافر الأراضي، والبنية التحتية للطاقة، والطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى اللوائح التنظيمية المواتية، يمكن أن تجعل هذه المناطق جذابة.
ويشير الخبراء أيضاً إلى أن الرطوبة تزيد من التآكل، ما يعني الحاجة إلى طاقة أكبر للتبريد، وهو سبب يزيد من فوائد بناء مراكز البيانات في المناطق الجافة.
وتؤكد كل من غوغل ومايكروسوفت وميتا في تقاريرها البيئية أنها تستخدم المياه في المناطق الجافة أيضاً.
ووفقًا لأحدث التقارير البيئية للشركات، تُشير غوغل إلى أن 14 في المئة من المياه التي تسحبها تأتي من مناطق معرضة بشكل كبير لخطر ندرة المياه، و14 في المئة أخرى من مناطق نسبة الخطر فيها "متوسطة"، بينما تُشير مايكروسوفت إلى أنها تسحب 46 في المئة من مياهها من مناطق "تعاني من إجهاد مائي"، وتُشير ميتا إلى أنها تسحب 26 في المئة من مياهها من مناطق ذات إجهاد مائي "عالي" أو "عالي جداً". بينما لم تكشف أمازون ويب أي أرقام.
هل هناك خيارات أخرى للتبريد؟
يُمكن استخدام أنظمة التبريد الجاف أو الهوائي، ولكنها عادةً ما تستهلك كهرباءً أكثر من الأنظمة القائمة على الماء، كما يقول البروفيسور رين.
وتُشير مايكروسوفت وميتا وأمازون إلى أنها تُطور أنظمة "حلقة مغلقة" تعمل على تدوير الماء - أو أي سائل آخر - دون تبخيره أو استبداله.
ويعتقد دوبي أنه من المُرجح أن تكون هذه الأنظمة مطلوبة على نطاق واسع في المناطق الجافة في المستقبل، لكنه يُشير إلى أن النظام لا يزال في مرحلة "مبكرة جدًا" على اعتماده.
وهناك مشاريع جارية أو تمّ التخطيط لها لاستخدام الحرارة من مراكز البيانات في المنازل في دول مثل ألمانيا وفنلندا والدنمارك.
ويقول الخبراء إن الشركات تُفضل عادةً استخدام المياه النظيفة والعذبة - مثل تلك المستخدمة للشرب - لأنها تُقلل من خطر نمو البكتيريا والانسدادات والتآكل.
ومع ذلك، تعتمد بعض الشركات على مصادر مياه غير صالحة للشرب مثل مياه البحر أو مياه الصرف الصناعي للتبريد.
هل تستحق النتيجة كل هذه التكلفة البيئية؟
يُستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تقليل الضغط على كوكب الأرض، على سبيل المثال للمساعدة في العثور على تسربات غاز الميثان المُسبب للاحتباس الحراري، أو لإعادة توجيه حركة المرور عبر طرق محددة لتوفير الوقود.
يقول توماس دافين، المدير العالمي لمكتب الابتكار في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُحدث "تغييراً جذرياً" للأطفال حول العالم في مجالات التعليم والصحة، وربما تغير المناخ.
لكنه أعرب عن رغبته في رؤية الشركات تتسابق نحو "الكفاءة والشفافية"، بدلاً من مجرد "البحث عن النموذج الأقوى والأكثر تقدماً"، داعياً الشركات إلى جعل نماذجها وبرامجها مفتوحة المصدر، وإتاحتها للجميع لاستخدامها وتكييفها.
ويرى دافين أن هذا من شأنه أن يُقلل من الحاجة إلى عملية تدريب البرامج المكثفة - التي تزودها بكميات ضخمة من البيانات لتقوم بمعالجتها وبناء ردودها بناءً عليها - والتي تتطلب الطاقة والماء.
ومع ذلك، تقول لورينا جاومي-بالاسي، الباحثة المستقلة التي قدمت استشارات للعديد من الحكومات الأوروبية وهيئات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتدير شبكة تُسمى "جمعية التكنولوجيا الأخلاقية"، إنه "لا توجد طريقة" لجعل النمو الهائل للذكاء الاصطناعي مستداماً بيئياً.
وتضيف: "يمكننا جعله فعالاً، لكن زيادة كفاءته تعني أننا سنزيد من استخدامه"، موضحة أنه "على المدى الطويل، ليس لدينا ما يكفي من المواد الخام لدعم هذه المنافسة على إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي أكبر وأسرع".
ماذا تقول شركات التكنولوجيا؟
تؤكد كل من غوغل ومايكروسوفت وأمازون ويب وميتا أنها تختار تقنيات التبريد بعناية بناءً على الظروف المحلية.
وقد حددت جميع هذه الشركات أهدافاً لتكون "إيجابية في مجال المياه" بحلول عام 2030، وهذا يعني أنها تهدف - في المتوسط - إلى إعادة توفير كمية من المياه تفوق ما تسحبه في جميع عملياتها.
ولتحقيق ذلك، تموّل هذه الشركات، وتدعم مشاريع للحفاظ على إمدادات المياه أو تجديدها في المناطق التي تعمل فيها - على سبيل المثال من خلال استعادة الغابات أو الأراضي الرطبة وتحديد مواقع التسريبات، أو تحسين الري.
تقول شركة أمازون ويب إنها قطعت 41 في المئة من الطريق نحو هدفها، بينما تقول مايكروسوفت إنها "على المسار الصحيح".
وتُظهر الأرقام التي نشرتها غوغل وميتا زيادة كبيرة في كمية المياه التي تقومان بإعادة تدويرها، لكن دافين يقول إنه لا يزال هناك "طريق طويل لنقطعه" لتحقيق هذه الأهداف.
وتقول شركة أوبن أي آي إنها "تعمل بجد" على كفاءة استخدام المياه والطاقة، مضيفة أن "التفكير المستمر في الطريقة الأفضل لاستخدام قوة الحوسبة لا يزال بالغ الأهمية".
لكن البروفيسور رين يقول إن هناك حاجة إلى تقارير أكثر اتساقاً وتوحيداً في قطاع التكنولوجيا حول استخدام المياه، وأضاف: "إذا لم نتمكن من قياس استخدام الماء، فلن نتمكن من إدارته".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البورصة
منذ ساعة واحدة
- البورصة
كاثرين ثوربيك تكتب: هل يتحول طلاب الجامعات إلى ضحايا للذكاء الاصطناعي؟
يسلط الجدل المتصاعد بشأن الذكاء الاصطناعي في الأوساط الأكاديمية في سنغافورة، الضوء على حجم التخبط في تحديد الدور المفترض لهذه التقنية المثيرة للصخب ضمن منظومة التعليم العالي. فقد نشرت طالبة في جامعة 'نانيانج للتكنولوجيا' تدوينة على منصة 'ريديت'، ذكرت فيها أنها استخدمت أداة رقمية لترتيب المراجع في ورقة بحثية وفق التسلسل الأبجدي، لكن بعد رصد بعض الأخطاء المطبعية، وُجهت إليها تهمة مخالفة قواعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وسرعان ما اتسع نطاق القضية مع تقديم شكويين مشابهتين، جاء في إحداهما أن صاحبتها عوقبت لاستخدامها 'تشات جي بي تي' في مرحلة البحث الأولي، رغم أنها لم تعتمده في كتابة المقال. الجامعة التي تعلن دعمها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، تبنّت بدايةً موقفاً متشدداً ودافعت عن سياسة 'عدم التساهل' في هذه القضية بتصريحات لوسائل الإعلام المحلية. لكن تفاعل مستخدمي الإنترنت وتعاطفهم مع الطالبة التي أثارت القضية على 'ريديت' دفع الجامعة إلى التراجع، لتعلن الطالبة لاحقاً عن قبول استئنافها وإلغاء تهمة 'الاحتيال الأكاديمي' من سجلها، وسط ترحيب واسع من المجتمع الرقمي. طلاب آسيا من الأكثر تأثراً قد تبدو القصة مجرّد خلاف أكاديمي عابر، لكن ثمّة سبب وجيه لانتشارها الواسع وحصدها آلاف الإعجابات وإطلاقها نقاشات محتدمة عبر الإنترنت. فقد كشفت عن واقع جديد غامض يواجهه طلاب الجامعات وأساتذتهم، فيما يحاولون مواكبة التطوّرات المتسارعة في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي- أو تجنبه- في الجامعات. رغم أن هذا الجدل يطال جامعات حول العالم، إلا أن صداه كان أقوى في آسيا، بعيداً عن الصور النمطية للأمهات الصارمات والطلاب المتفوقين في الرياضيات، كثيراً ما يُعزى صعود اقتصادات المنطقة إلى التركيز الشديد على التعليم العالي، إذ تُغرس أهمية الدراسة والمذاكرة لساعات طويلة في نفوس الأطفال منذ سنواتهم الأولى، لكن في عصر الذكاء الاصطناعي، كيف سيتغيّر هذا النموذج؟ لا أحد يعرف الجواب بعد. رغم الوعود المتكررة من رواد تقنية التعليم بأننا على مشارف 'أكبر تحوّل إيجابي يشهده التعليم في تاريخه'، إلا أن مؤشرات الأداء الأكاديمي لم تواكب بعد وتيرة تبنّي هذه الأدوات. فلا توجد دراسات طويلة الأمد توضّح أثر الذكاء الاصطناعي على التعلّم والوظائف الذهنية، فيما تسهم العناوين المقلقة التي تحذّر من أن هذه الأدوات قد تجعلنا أكسل وأقل ذكاءً، في تأجيج المخاوف. وفي خضمّ هذا السباق المحموم لعدم التخلّف عن الركب، يُخشى أن يتحوّل جيل كامل من العقول الناشئة إلى حقل تجارب. لا يعتبر المعلمون، الذين يخوضون هذا التحدي، تجاهل الواقع حلاً، فلو حاول البعض الحدّ من استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن الاعتماد عليه بات شبه حتمياً في عصر البحث الرقمي. تستهل 'جوجل' نتائج البحث حالياً بملخّصات مؤتمتة، ومجرد تصفّحها لا يجب أن يُعدّ غشاً أكاديمياً. أظهر استطلاع غير رسمي أجرته وسيلة إعلام محلية في سنغافورة هذا العام شمل 500 طالباً من المرحلة الثانوية إلى الجامعة، أن 84% منهم يستخدمون أدوات مثل 'تشات جي بي تي' لإنجاز الواجبات المدرسية أسبوعياً. في الصين، بدأت جامعات عدة تعتمد أدوات لكشف الغش مدعومة بالذكاء الاصطناعي، رغم محدودية دقتها. وقد ذكر بعض الطلاب عبر وسائل التواصل أنهم يضطرون إلى تبسيط أسلوب كتاباتهم حتى لا تُصنّف على أنها ناتجة عن أدوات ذكاء اصطناعي، أو إنفاق مبالغ مالية لاختبار أوراقهم مسبقاً والتأكد من اجتيازها لأنظمة الكشف قبل تسليمها. تناقض مع الواقع في سوق العمل لكن لا داعي أن تسلك الأمور هذا المسار. في خضم هذه الفوضى، تزداد المسئولية على عاتق المعلمين للتكيف، والتركيز على عملية التعلّم بقدر ما يركّزون على النتائج، بحسب ييو مِنج تشي، نائب رئيس 'جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم' والمسئول عن الشؤون الأكاديمية والابتكار فيها. الهدف ليس شيطنة الذكاء الاصطناعي، بل التعامل معه كأداة تعليمية، مع ضمان أن يفهم الطالب الخطوات التي أوصلته إلى النتيجة النهائية، حتى لو استعان بالتقنية. هذا النهج يتيح أيضاً فهماً أعمق لما تنتجه أدوات الذكاء الاصطناعي، التي ماتزال غير مثالية ومعرّضة للهلوسات (أو الأخطاء الطباعية). في المحصّلة، الأساتذة الذين يتركون أثراً حقيقياً في حياة طلابهم ليسوا بالضرورة من يساعدونهم على تحقيق أعلى الدرجات، بل من يبنون علاقة صادقة معهم، ويعلّمونهم التعاطف، ويغرسون فيهم الثقة بالنفس والقدرة على حلّ المشاكل المعقّدة. إذ أن الجوانب الأعمق والأهم في التعلّم ماتزال عصيّة على الأتمتة. تكشف قضية سنغافورة عن حجم التوتر الذي يرافق هذا التحوّل، إذ لم يتضح بعد ما إذا كان موقع بسيط لترتيب المراجع يُعدّ أصلاً من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما أبرزت مفارقة لافتة وهي أن توفير الوقت في مهمة رتيبة هو ميزة مرحّب بها عند دخول سوق العمل، هذا إذا لم يكن الذكاء الاصطناعي قد استحوذ على وظائف المبتدئين أساساً. كما أن إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي بات ضرورة في سوق العمل، وأي جامعة تغضّ الطرف عن هذا الواقع تُقصّر في إعداد طلابها لمواجهة العالم الحقيقي. صحيح أننا مانزال على بعد سنوات من فهم التأثير الكامل للذكاء الاصطناعي على التعليم، ومن تحديد أفضل السبل لتوظيفه في التعليم العالي، لكن في خضمّ هذا المسار الاستكشافي، لا ينبغي أن نغرق في التفاصيل ونغفل عن الصورة الكبرى. بقلم: كاثرين ثوربيك، كاتبة مقالات رأي لدى 'بلومبرج' المصدر: وكالة أنباء 'بلومبرج'

بوابة ماسبيرو
منذ 4 ساعات
- بوابة ماسبيرو
"يونسكو" تدعو إلى الحفاظ على الأنهار الجليدية وزيادة الوعي بأهميتها البيئية
نظمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" زيارة إلى فريق مكتبها بالإكوادور لنهر كايامبي الجليدي، أحد الأنهار الجليدية الستة المتبقية في البلاد، لتسليط الضوء على التراجع المقلق لهذه النظم البيئية، وزيادة الوعي بأهميتها البيئية والعلمية والثقافية، وذلك في إطار الأنشطة العالمية التي تروج لها خلال السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية. وأكدت المنظمة، في بيان صادر عن مقرها في باريس، أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات في تطوير سياسات عامة تدعم الحفاظ على الأنهار الجليدية الاستوائية، التي يتسارع اختفاؤها بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مشيرة إلى أن الإكوادور واحدة من الدول القليلة في العالم التي تقع أنهارها الجليدية في الحزام الاستوائي مما يجعلها مختبرات طبيعية فريدة للبحث العلمي وأصولا استراتيجية للتكيف مع المناخ. وتهدف السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، التي أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقيادة "يونسكو" والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى حشد الدول الأعضاء والأوساط العلمية وعامة الناس حول الحاجة الملحة لحماية هذه النظم البيئية المهددة بالانقراض، حيث ستواصل المنظمة تنفيذ مبادرات التوعية والتثقيف البيئي وجهود بناء القدرات على المستويين المحلي والوطني في الإكوادور. ويقع نهر كايامبي الجليدي في السلسلة الشرقية من جبال الأنديز بالإكوادور على ارتفاع يزيد عن 5700 متر فوق مستوى سطح البحر، وكان لعقود من الزمن مصدرا حيويا للمياه للمجتمعات المحيطة به، ومؤشرا طبيعيا على آثار تغير المناخ. ووفقا لبيانات المعهد الوطني للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (INAMHI)، فقدت الأنهار الجليدية في الإكوادور أكثر من 50% من كتلتها في العقود الأخيرة.

الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
مصر للمعلوماتية تحافظ على تصنيفها في "تايمز للتأثير 2025"
وتتقدم في ثلاثة من أهداف التنمية المستدامة نجحت جامعة مصر للمعلوماتية في الحفاظ على موقعها ضمن الفئة 1501+ في تصنيف "تايمز للتأثير 2025" الذي يقيس أداء الجامعات ويقيّمها بناءً على التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك على الرغم من اشتداد المنافسة عالميًا هذا العام وارتفاع عدد المؤسسات المشاركة إلى 2526 جامعة من 130 دولة ومنطقة. ومنذ انضمامها إلى التصنيف قبل عامين، تواصل الجامعة تعزيز مساهماتها في دعم أهداف التنمية المستدامة، والسعي إلى تحقيق التميز الأكاديمي والتأثير المجتمعي. وحققت الجامعة في تصنيف عام 2025 النتائج التالية: - الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه – ارتفع ترتيبها إلى الفئة 1501+ - الهدف 5: المساواة بين الجنسين – ارتفع ترتيبها إلى الفئة 801–1000 - الهدف 8: العمل اللائق ونمو الاقتصاد – ارتفع ترتيبها إلى الفئة 1001+ - الهدف 4: التعليم الجيد – حافظت على موقعها ضمن الفئة 1501+ - الهدف 17: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف – حافظت على موقعها ضمن الفئة 1501+ وتعكس هذه النتائج قدرة الجامعة على مواجهة التحديات العالمية، وحرصها على إحداث أثر ملموس من خلال التوسع في برامجها الأكاديمية والبحثية، بما يعزز دورها في دعم التنمية المستدامة في قطاع التعليم العالي على الصعيدين الوطني والدولي.