logo
هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي 'أكثر غباء'؟

هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي 'أكثر غباء'؟

الأيام٣٠-٠٥-٢٠٢٥

Getty Images
تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستحسن من حياة البشر من خلال تأدية مهام مملة أو شاقة تتطلب الكثير من الوقت والجهد، ومن ثم تمنحنا فرصة أكبر للاستمتاع بالحياة أو التفرغ لأشياء أخرى أكثر أهمية.
هذه هي وجهة نظر المتحمسين لما يعرف بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) التي انتشرت بشكل مهول في الأعوام القليلة الماضية، ولا سيما وسط الشعبية الهائلة التي حظي بها روبوت الدردشة 'تشات جي. بي. تي' الذي بلغ العدد الأسبوعي لمستخدميه النشطين في فبراير/شباط الماضي مليون مستخدم، وفق شركة 'أوبن. إيه. آي' التي أطلقته في عام 2022.
على سبيل المثال، مهام مثل تلخيص الوثائق الطويلة أو صياغة رسائل إلكترونية روتينية أو ترجمة نصوص بسيطة أو كتابة سيرتك الذاتية بطريقة مهنية – كلها أشياء يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي القيام بها في ثوان معدودات.
لكن هناك من يحذر من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدلا من أن يطلق العنان لأدمغتنا للانخراط في أشياء أهم وأعمق، قد يجعلنا 'أكثر غباء'. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟ وهل نستطيع الاستفادة من إمكانياته الهائلة من دون أن يؤدي ذلك إلى أن نصبح أقل ذكاء وإبداعا؟
إضعاف مهارات التفكير النقدي
من بين أحدث الدراسات التي ربطت بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي وانخفاض القدرات المعرفية والإدراكية للبشر دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت بالتعاون مع باحثين من جامعة كارنيغي ميلون في وقت سابق من العام الحالي.
الدراسة، التي شملت 319 شخصا يعملون في مهن تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، وجدت أن هذه التقنية تغير طريقة التفكير النقدي لدى هؤلاء الأشخاص. فهي تقلل المجهود الذهني المطلوب لتنفيذ المهام، فيفرط المستخدمون في اعتمادهم على مخرجات الذكاء الاصطناعي، خصوصا عندما يثقون بها أكثر من اللازم. ويتحول المستخدمون من جامعين للمعلومات إلى متحققين من صحتها، من منفذين نشطين للمهام إلى مشرفين على مخرجات الذكاء الاصطناعي. وحددت الدراسة عدة أشياء قالت إنها تعرقل التفكير النقدي في المهام التي يساعد الذكاء الاصطناعي في تنفيذها، من بينها انخفاض الدافع للتفاعل بعمق مع المحتوى، وعدم امتلاك القدرة أو المعرفة الكافية لتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.
وهناك دراسة أخرى أجراها الدكتور مايكل غرليتش مدير معهد الاستشراف الاستراتيجي والاستدامة المؤسساتية بكلية التجارة السويسرية (إس.بي.إس) على 666 شخصا، وجدت أن ثمة صلة بين الاستخدام المستمر للذكاء الاصطناعي التوليدي وانخفاض القدرة على التفكير النقدي.
يقول البروفيسور غرليتش لـ'بي. بي. سي. عربي' إن البحث الذي أجراه أظهر أن أدوات الذكاء الاصطناعي 'تشجع على التفريغ الإدراكي، أو بعبارة أخرى الاستعانة بمصدر خارجي هو الآلات للتفكير نيابة عنا. هذا ليس سلبيا في حد ذاته، ولكن إذا اعتدنا عليه، فإنه قد يقوض من قدرتنا على القيام بالتفكير المنطقي المعقد أو حل المشكلات أو التفكير النقدي'.
التفكير النقدي لا يعني مجرد اكتشاف الأخطاء، بل هو عملية ذهنية معقدة تمكن الشخص من الحكم على معلومة ما بشكل منطقي وموضوعي من خلال فهم وتفسير الأدلة التي يجمعها عن طريق الملاحظة والقراءة والتجربة والنظر بعين الشك إلى الافتراضات القائمة وأخذ وجهات النظر المختلفة بعين الاعتبار. وللتفكير النقدي أهمية كبيرة في تعزيز اتخاذ القرارات وتحسين مهارات حل المشكلات وتقييم المعلومات وبناء الحجج القوية وزيادة الوعي بالذات والإبداع وتحسين مهارات اللغة والتعبير عن الأفكار.
يضيف غرليتش أن 'عضلاتنا الذهنية، كتلك التي تستخدم في التفكير التحليلي، من الممكن أن يصيبها الوهن إذا لم تُدَرب بانتظام. ومع مرور الوقت، قد يؤدي اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي إلى تقويض قدرتنا على التفكير النقدي، ولا سيما في المواقف المصيرية أو الغامضة التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل معها. لقد أظهرت دراستي أن الشباب والأشخاص محدودي التعليم بوجه خاص يميلون إلى الاستعانة بتلك التقنية للقيام بعملية التفكير، وهو ما أدى إلى انخفاض مهارات التفكير النقدي لديهم'.
Getty Images
هل تحارب أدمغتنا على عدة جبهات؟
التحذير من الإفراط في استخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لما قد يكون له من تأثير سلبي محتمل على وظائفنا المعرفية والإدراكية يضاف إلى تحذيرات مماثلة من الإفراط في استخدام التقنيات الرقمية الحديثة خلال العقد الأخير.
على سبيل المثال، هناك دراسات تربط بين قضاء فترات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية وانخفاض الانتباه وضعف نمو الدماغ. وفي نهاية عام 2024، اختار قاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية مصطلح 'brain rot' أو 'تعفن الدماغ' ليكون مصطلح العام. يشير المصطلح إلى 'التدهور المفترض لحالة الشخص العقلية والفكرية، ولا سيما عندما يُنظر إليه على أنه نتيجة للاستهلاك المفرط للمواد (خاصة محتويات الإنترنت) التي تعد تافهة أو لا تشكل تحدياً للعقل'، وفق تعريف القاموس.
ربما يتساءل البعض عما إذا كان اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي التوليدي أسوأ من اعتمادنا على محركات البحث على الإنترنت، أو الإفراط في مشاهدة المحتوى 'التافه' على وسائل التواصل الاجتماعي.
يرى البروفيسور غرليتش أن 'ما تفعله وسائل التواصل ومحركات البحث بالأساس هو تشتيت انتباهنا أو توجيهه، وعادة ما يؤدي ذلك إلى تفتيت تفكيرنا وإغراقنا بالمعلومات الضحلة. أما الذكاء الاصطناعي التوليدي فينتج لنا محتوى، ومن ثم يخطو خطوة إضافية، إذ يفكر بالنيابة عنا. إنه اختلاف صغير ولكن مهم للغاية. عندما نتوقف عن صياغة حججنا أو التحقق من صحة المعلومات بشكل مستقل، فإننا نخاطر ليس فقط بفقدان تركيزنا، ولكن أيضا باستقلالنا المعرفي'.
ويضيف: 'لذا، فإنه رغم أن الاتجاهين مثيران للقلق، فإن قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الفكر البشري قد تشكل تحدياً أعمق وأطول أمدا لكيفية بنائنا للمعرفة واتخاذنا للقرارات'.
Getty Images
هناك دراسات تربط بين قضاء فترات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية وانخفاض الانتباه وضعف نمو الدماغ
الوجه الآخر
قد يبدو الأمر بسيطا: اعتمادنا الزائد على الذكاء الاصطناعي وجعله يفكر بدلا من أن نفكر نحن ونستخدم وظائفنا الإدراكية والمعرفية سيؤدي إلى تقويض قدرتنا على التفكير المنطقي أو النقدي، ومن ثم يجعلنا أقل ذكاء أو 'أكثر غباء' كما يحلو لبعضهم أن يقول.
لكنّ للصورة أبعادا أخرى. فالذكاء البشري مفهوم معقد يتأثر سلبيا أو إيجابيا بعوامل عديدة، منها الجينات الوراثية والتغذية والصحة البدنية والتعليم والتربية والتلوث، وهو ما يجعل من الصعب برأي بعض الخبراء النظر إلى تأثير عامل واحد بمعزل عن باقي العوامل.
كما أن هناك من يرى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يغير الطريقة التي نفكر بها، ولكن ليس بالضرورة إلى الأسوأ.
يقول دكتور كارلوس زدنيك مدير مركز فلسفة الذكاء الاصطناعي بجامعة إيندهوفين في هولندا لـ بي. بي. سي. عربي إن من بين الآثار التي قد تترتب على ذلك هو 'أن تفكيرنا، أو الطريقة التي نعبر بها عن تفكيرنا، على الأرجح سوف تتغير. ففي حين كنا في السابق نعبر عما نفكر فيه بالكلام أو الكتابة أو الرسم أو عزف الموسيقى مثلا، في المستقبل قد نعبر عنه بطرق تعتمد على التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي أو استخدامها لمساعدتنا على القيام بكافة تلك الأنشطة وغيرها. وبالطبع هذه ليست ظاهرة جديدة، ففان غوخ أظهر عبقريته بالطريقة التي كان يستخدم بها فرشاة الرسم، وروجر فيدرر بطريقة استخدامه لمضرب التنس…الجيل القادم من المفكرين ربما سيظهر مواهبه بالطريقة التي يستخدم بها الذكاء الاصطناعي'.
Getty Images
تزايد استخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير في الأعوام القليلة الماضية، بما في ذلك بين الشباب والأطفال
كيف نستفيد من دون أن نصبح 'أكثر غباء'؟
الدراسة التي أجرتها مايكروسوفت أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم ثقة بالنفس كانوا أكثر نزوعا لاستخدام التفكير النقدي للتحقق من مخرجات الذكاء الاصطناعي. وخلصت إلى أن ثمة حاجة إلى أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مصممة بحيث تعزز التفكير النقدي لدى العاملين في مجالات تتطلب استخدام المعلومات.
وإلى أن يتحقق ذلك، يتعين على المستخدم التعاطي مع الذكاء الاصطناعي بطريقة تجعله يتفادى خطر أن يؤدي ذلك إلى إضعاف قدراته على اتخاذ القرارات وعلى مهاراته الإدراكية والمعرفية.
يقول البروفيسور غرليتش: 'كلما تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه مساعد قائد الطائرة وليس طيارا آليا، كلما حافظنا على قدراتنا الإدراكية والمعرفية بل وعززناها'.
ويضيف أنه ينبغي أن 'نتعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس بوصفه بديلا للتفكير، ولكن كشريك نتناقش معه، كشيء يتحدانا وينقح أفكارنا ويساعدنا على استكشاف وجهات نظر مختلفة. ولتفادي البلادة الفكرية، يجب أن نتفاعل بشكل واعٍ مع مخرجات الذكاء الاصطناعي، ونطرح أسئلة وننتقد الافتراضات ونتحقق من صحة المزاعم'.
أما الدكتور زدنيك فيشدد على أهمية 'محو الأمية' في مجال الذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك التعريف بما تعنيه تلك التقنية، وكيف تعمل، وما تستطيع وما لا تستطيع تحقيقه، ومتى ينبغي استخدامها، ومتى لا ينبغي استخدامها.
ويضيف: 'أتوقع أن تنتشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، ولذا من المهم أن يتم هذا النوع من محو الأمية مبكرا وعلى نطاق موسع. الأطفال ينبغي أن يتعلموه، والمعلمون ينبغي أن يدرسّوه. لا يجب أن نحظر على الأطفال استخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن يجب أن نعلمهم كيف يستخدمونه بحكمة'.
ويشير زدنيك كذلك إلى أهمية تحمل الحكومات مسؤولية إدارة تقنية الذكاء الاصطناعي 'بما يحقق توازنا بين سلامة المجتمع من جهة، والنمو الاقتصادي والابتكار من جهة أخرى'.
خلاصة القول: الذكاء الاصطناعي التوليدي مثله مثل أي تقنية أخرى يمكن أن تكون له منافع هائلة للأفراد والمجتمعات، ويمكن أن يعود علينا بالضرر، والأمر يتوقف إلى حد كبير على طريقة استخدامنا له. ومن خلال التوعية بإمكانياته وطريقة عمله ومواطن ضعفه، والتشجيع على التفاعل معه بشكل لا يلغي تفكيرنا، يمكننا استثمار إمكاناته الهائلة من دون أن نصبح أقل ذكاء.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نهاية "شاشة الموت الزرقاء".. مايكروسوفت تستبدلها بشاشة سوداء في ويندوز 11
نهاية "شاشة الموت الزرقاء".. مايكروسوفت تستبدلها بشاشة سوداء في ويندوز 11

أخبارنا

timeمنذ 13 ساعات

  • أخبارنا

نهاية "شاشة الموت الزرقاء".. مايكروسوفت تستبدلها بشاشة سوداء في ويندوز 11

بعد أكثر من أربعة عقود من الظهور المألوف والمقلق للمستخدمين، أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا عن إنهاء استخدام شاشة الموت الزرقاء الشهيرة (BSOD) في أنظمة ويندوز، واستبدالها بشاشة سوداء جديدة وبسيطة، ضمن التحديث الرئيسي القادم لنظام Windows 11 (الإصدار 24H2). وظهرت شاشة الموت الزرقاء لأول مرة عام 1985، وارتبطت تاريخيًا برسائل تعطل النظام، لتصبح رمزًا عالميًا لفشل أجهزة الكمبيوتر. تميزت بخلفيتها الزرقاء ورموز الخطأ المعقدة، وأضيف إليها لاحقًا وجه تعبيري حزين يُعبّر عن الإحباط، إلى جانب رمز الاستجابة السريعة (QR code). التصميم الجديد، وفقاً لمايكروسوفت، يتمحور حول البساطة والوضوح، دون رموز تعبيرية أو أكواد QR، بل يركّز على عرض المعلومات التقنية الأساسية فقط، بهدف مساعدة فرق الدعم الفني على التشخيص السريع للأعطال، وتقليل الإزعاج البصري للمستخدمين. ويأتي هذا التغيير كجزء من مبادرة "مرونة ويندوز" التي تهدف إلى تقليل وقت توقف النظام وتحسين تجربة المستخدم، حيث قالت مايكروسوفت في منشور رسمي: "الواجهة الجديدة تُحسّن سهولة القراءة وتتماشى مع فلسفة تصميم Windows 11، مع الحفاظ على المعلومات الضرورية لمتخصصي تكنولوجيا المعلومات." وبالإضافة إلى التغيير البصري، تُطلق مايكروسوفت أيضًا ميزة الاسترداد السريع للآلة (QMR)، التي تتيح لها إرسال إصلاحات تلقائية للأجهزة المتأثرة دون الحاجة لتدخل يدوي من فرق الدعم، مما يسرّع استعادة الأجهزة المتضررة من الأعطال. وستُفعّل ميزة QMR تلقائيًا في أجهزة Windows 11 Home، بينما سيكون لمسؤولي تقنية المعلومات خيار التحكم بها في نسخ Pro وEnterprise، مع توفير خيارات تخصيص إضافية لاحقًا هذا العام. الواجهة السوداء الجديدة ستكون متوفرة لجميع مستخدمي Windows 11 مع بدء إطلاق التحديث 24H2 أواخر صيف 2025، لتطوي بذلك مايكروسوفت صفحة من تاريخ الحوسبة طالما ارتبطت بالتعطّل والقلق، وتفتح بابًا لتجربة أكثر هدوءًا وفعالية.

مايكروسوفت تكشف خطتها بعد نهاية ويندوز 10
مايكروسوفت تكشف خطتها بعد نهاية ويندوز 10

المغرب اليوم

timeمنذ 15 ساعات

  • المغرب اليوم

مايكروسوفت تكشف خطتها بعد نهاية ويندوز 10

مع انتهاء دعم «ويندوز 10» (Windows 10) في 14 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تدعو « مايكروسوفت » المستخدمين إلى التحوّل نحو مستقبل أكثر أماناً وذكاءً، يتمثّل في «ويندوز 11» (Windows 11) وأجهزة «كوبايلوت+» (Copilot+) وخدمة «مايكروسوفت 365» (Windows 365) السحابية. هذا الانتقال لا يتعلق فقط بتحديث النظام، بل هو قفزة نحو أداء أعلى وأمان أقوى وتجربة استخدام أكثر تطوراً. لماذا ينتهي «دعم Windows 10»؟ منذ إطلاقه في يوليو (تموز) 2015، تلقى «ويندوز 10» تحديثات منتظمة على مدار عشر سنوات. ولكن بحلول أكتوبر 2025، ستتوقف الشركة عن إصدار تحديثات الأمان والإصلاحات والدعم الفني لهذا النظام. ورغم أن الأجهزة التي تعمل به ستستمر في العمل، فإنها ستكون أكثر عرضةً للبرمجيات الخبيثة وهجمات الفدية ، ما قد يُشكّل خطراً كبيراً خاصة في البيئات المؤسسية الحساسة أو الخاضعة للتنظيم. كيف تبقى محمياً بعد 2025؟ حددت «مايكروسوفت» ثلاث طرق رئيسية للمضي قدماً. 1. الترقية إلى «Windows 11» إذا كان جهازك يفي بمتطلبات الأجهزة الحديثة مثل دعم «TPM 2.0» و«UEFI Secure Boot» ومعالج مدعوم، يمكنك الترقية مجاناً. استخدم أداة «PC Health Check» أو خيار الإعدادات > تحديثات «ويندوز» للتحقق من التوافق. 2. الاشتراك في تحديثات الأمان الممتدة (ESU) ستكون متاحة بدءاً من يوليو من خلال معالج إرشادي داخل «Windows 10». يمكن الاشتراك باستخدام نقاط «Microsoft Rewards» أو عبر الشراء مقابل 30 دولاراً سنوياً. ستتوفر للمستهلكين حتى أكتوبر 2026، ويمكن للمؤسسات تمديدها لثلاث سنوات إضافية. 3. التوجّه إلى «Windows 365» يقدم تجربة «Windows 11 » الكامل في بيئة سحابية، يمكن الوصول إليها من أي جهاز. إنه خيار مثالي للمؤسسات التي لا ترغب في ترقية أجهزتها مباشرة. كما تتوفر عروض خاصة بخصم 20 في المائة للسنة الأولى للعملاء المؤهلين. مزايا «Windows 11» وأجهزة «Copilot+» يؤمن «Windows 11 » طبقات أمان متقدمة مثل «TPM 2.0» والحماية القائمة على المحاكاة الافتراضية (VBS)، والتحكم الذكي في التطبيقات، وتسجيل الدخول البيومتري عبر «Windows Hello». كل هذه الميزات تعمل معاً لتقليل الهجمات وتحسين موثوقية النظام. ورغم زيادة الأمان، يظل «Windows 11 » نظاماً سريعاً وفعالاً. فقد أظهرت الاختبارات تسريعاً في التحديثات واستئناف النوم وتحسناً في الأداء بنسبة تصل إلى 2.3 مرة مقارنة بـ«Windows 10». كما أن أجهزة «Copilot+» المجهزة بوحدات معالجة عصبية (NPUs) تقدم قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة تعزز من تجربة المستخدم اليومية. يجمع «Windows 11» بين تصميم عصري وسلاسة الاستخدام. توفر ميزات مثل «Snap Layouts» وسطح المكتب المتعدد وتحسينات شريط المهام تجربة أكثر تنظيماً. كما أن أداة الذكاء الاصطناعي «كوبايلوت» تُدمج بعمق في النظام، ما يُتيح استخدام الأوامر الصوتية والتفاعل السياقي والمساعدة المرئية، بالإضافة إلى أدوات مدمجة مثل الترجمة اللحظية، وجلسات التركيز، والتحكم الصوتي. البديل السحابي الاستراتيجي بالنسبة لأولئك الذين لا يريدون ترقية أجهزتهم فوراً، توفر «Windows 365» بديلاً قوياً. فهو يقدم بيئة «Windows 11» في السحابة، يمكن الوصول إليها من أي جهاز، مع الحفاظ على أمان البيانات وإدارة مركزية. كما أنه مثالي للعمل عن بُعد والتعليم المختلط، ويسمح بتأجيل استبدال الأجهزة دون التضحية بالأمان أو الكفاءة. كيفية التخطيط للانتقال للمستخدمين الأفراد، يُنصح بالتحقق من توافق الجهاز باستخدام أداة «PC Health Check». وإذا كان الجهاز مؤهلاً، انسخ الملفات احتياطياً باستخدام «Windows Backup» ثم قم بالترقية. وفي حال لم يكن مؤهلاً، اشترك في برنامج «ESU» لتبقى محمياً ريثما تستبدل جهازك. أما بالمسبة للمؤسسات، يجب تقييم توافق الأجهزة الحالية مع «Windows 11»، واستخدم «ESU» أو «Windows 365» كخيارات مرحلية للأجهزة غير المدعومة. ومن المهم أيضاً تدريب فرق الدعم الفني على تقنيات «Copilot+» لضمان انتقال سلس وتحقيق أقصى استفادة من النظام. ما أهمية الانتقال؟ هذا ليس مجرد تغيير في نظام التشغيل، بل هو جزء من رؤية استراتيجية متكاملة من «مايكروسوفت». يضع «Windows 11» معياراً جديداً للأمان والكفاءة، بينما تقدم أجهزة «Copilot+» تجربة ذكاء اصطناعي فعالة ومباشرة، ويمنح «Windows 365» الشركات والمستخدمين المرونة في البنية التحتية. معاً، تشكل هذه العناصر منظومة حديثة وآمنة توازن بين الأداء والحماية وسهولة الاستخدام. فالمستخدم يكسب راحة البال، والمؤسسات تضمن الامتثال، والعالم ينتقل إلى حقبة جديدة من الحوسبة الذكية والمتصلة.رؤية «مايكروسوفت» لعام 2025 تتمحور حول بناء بيئة حوسبة ذكية وآمن، وقابلة للتوسّع. وهي رؤية تبدأ من «Windows 11» وتكتمل بأجهزة «Copilot+» وتُفعّل عبر قوة الحوسبة السحابية في «Windows 365». التحوّل ليس فقط هروباً من المخاطر، بل خطوة نحو مستقبل أكثر مرونة وإنتاجية وثقة. قد يهمك أيضــــــــــــــا

الصين تكشف عن طائرة مسيّرة بحجم بعوضة لأغراض عسكرية سرّية
الصين تكشف عن طائرة مسيّرة بحجم بعوضة لأغراض عسكرية سرّية

المغرب اليوم

timeمنذ 6 أيام

  • المغرب اليوم

الصين تكشف عن طائرة مسيّرة بحجم بعوضة لأغراض عسكرية سرّية

في خطوة جديدة تعكس التقدم السريع في تقنيات الحرب و الروبوتات الدقيقة، طوّر مختبر الروبوتات في الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع (NUDT) بالصين ، طائرة مسيّرة فائقة الصغر بحجم بعوضة، مخصصة لتنفيذ عمليات عسكرية سرّية، من خلال قدرتها على الاستطلاع الدقيق ونقل المعلومات من ساحات القتال والمناطق الحساسة، مع صعوبة رصدها بالعين المجردة. وجاء الإعلان عن هذه الطائرة غير التقليدية ضمن تقرير مصوّر بثته قناة CCTV-7 العسكرية التابعة لتلفزيون الصين المركزي، سلط الضوء على آخر تطورات الهندسة الروبوتية في الجامعة، بما في ذلك روبوتات شبيهة بالبشر، ونماذج أولية لطائرات مسيّرة دقيقة تكاد لا تُرى. وفي الفيديو، ظهر ليانغ هيكسيانغ، الطالب بالجامعة، وهو يحمل الطائرة الدقيقة بين أصابعه قائلاً: "ها هو بين يدي روبوت يشبه البعوضة.. الروبوتات البيونيكية المصغرة كهذا النموذج مناسبة بشكل خاص لجمع المعلومات وتنفيذ المهام الخاصة في ساحات المعارك." وبحسب المشاهد التي عُرضت، يتميز النموذج بجناحين صغيرين شبيهين بأوراق النبات، و3 أرجل دقيقة جداً، وهيكل على شكل عصا، ما يجعل تصميمه قريباً من شكل الحشرات الطائرة في الطبيعة. أشار التقرير إلى أن تصنيع هذا النوع من الطائرات يتطلب التغلب على صعوبات كبيرة تتعلق بالحجم المحدود، حيث يجب تضمين أجهزة استشعار دقيقة، ومصادر طاقة، ودوائر تحكم إلكترونية في مساحة صغيرة جداً، وهو ما يتطلب تعاوناً من تخصصات متعددة مثل هندسة الإلكترونيات المجهرية، وعلوم المواد، والإلكترونيات الحيوية. كما عرض التقرير نموذجاً آخر لطائرة يتم التحكم بها عبر الهاتف الذكي، تحتوي على أربعة أجنحة يتحرك جناحان منها أفقياً على كل جانب من جسم الطائرة، وهو ما يعكس تقدماً تقنياً في التصميم والمرونة الحركية. وفيما أُنتجت هذه الطائرات لأغراض استخبارية وعسكرية، أكد التقرير أن التطبيقات المستقبلية المحتملة لهذه التكنولوجيا لا تقتصر على المجال العسكري فقط، بل تمتد إلى المجالات الطبية والزراعية والبيئية، مثل التشخيص الدقيق، التصوير الطبي، المراقبة الزراعية، وحتى إجراء الجراحات المجهرية. يُذكر أن القوات الجوية الأميركية أعلنت في عام 2021 عن تطويرها طائرات مسيّرة صغيرة مشابهة، لكن لم يصدر أي إعلان لاحق حول نتائج تطويرها أو استخدامها الميداني. كما سبق أن طوّر باحثون من جامعة هارفارد نموذجاً مشابهاً باسم "روبوبي" (RoboBee)، قادر على الطيران، والسباحة تحت الماء، بل والوقوف على الأسطح عبر الكهرباء الساكنة. وفي السياق نفسه، يُستخدم حالياً نوع من الطائرات المسيّرة الصغيرة باسم "بلاك هورنت"، تُوجَّه من وحدة محمولة باليد ويستخدمها الجنود في ميادين القتال لاستكشاف المناطق الخطرة، عبر إرسال صور وبيانات في الوقت الحقيقي. هذا التقدم الصيني يأتي ضمن إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الهيمنة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، التي تراها بكين محركاً أساسياً لنمو اقتصادها المستقبلي، كما تدعم هذه الصناعة من خلال الإعفاءات الضريبية، والدعم الحكومي، وإنشاء مجمعات صناعية متخصصة في "اقتصاد الجو". قد يهمك أيضــــــــــــــا غوغل تبدأ عرض الإعلانات في دردشات روبوتات الذكاء الاصطناعي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store