logo
الأرز يشق طريقه في قرغيزستان من نفايات الحقول إلى جدران المنازل

الأرز يشق طريقه في قرغيزستان من نفايات الحقول إلى جدران المنازل

الوسطمنذ 7 أيام
راقب «أكماتبيك أورايموف» البنّائين في حديقته وهم يشيدون منزله المستقبلي. مشهد قد يبدو عادياً للوهلة الأولى، لولا أن مادة البناء المستخدمة لم تكن من الإسمنت أو الطوب التقليدي، بل من قشور الأرزّ. هذه المادة البيئية والاقتصادية باتت تحظى بشعبية متزايدة في قرغيزستان، خصوصاً في المناطق الريفية جنوب البلاد.
يقول أورايموف، وهو من سكان بلدة «كيزيل كيا» الواقعة جنوب قرغيزستان: «اخترتُ قشور الأرزّ بعد دراسة خيارات أخرى، فهي عملية للتدفئة، وتوفر المال في البناء والتشغيل»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
ولم يكن القرار عشوائياً، فقد حرص أورايموف على التحقق بنفسه من جودة هذه المادة المعروفة باسم «قشور الأرز»، وهي البقايا التي تُستخرج بعد فصل الحبوب عن قشرتها خلال عملية التصنيع.
ويضيف: «ليس لديّ أي شك في جودتها. لم يكن الناس على علم بها، لكن عندما رأوا موقع البناء، بدأوا يهتمون واتصلوا بي للاستفسار».
ما كان مجرد تجربة فردية سرعان ما أثار اهتماماً أكاديمياً واسعاً. فعدّة دراسات حديثة من الصين والهند وإسبانيا، مروراً بأفريقيا وأميركا الجنوبية، سلطت الضوء على قشور الأرزّ كبديل مستدام عن الإسمنت، خاصة في ضوء أزمة المناخ العالمية.
-
-
-
فبحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، يُسهم قطاع الإسمنت وحده في نحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويستهلك كميات ضخمة من المياه. في المقابل، يقلل استخدام قشور الأرزّ من الحاجة إلى هذه الموارد.
منافع حرارية واقتصادية
في قرية جبلية نائية، تعيش «يخفال بوريفا» في منزل شُيّد بالكامل باستخدام هذه التقنية. وتقول: «بفضل الموصلية الحرارية المنخفضة للأرزّ، يبقى منزلنا دافئاً في الشتاء وبارداً في الربيع. نوفر في استهلاك الفحم، فالجدران تحتفظ بالحرارة والبرودة جيداً».
وراء هذه الابتكارات يقف «نور سلطان تابالدييف»، شاب في السابعة والعشرين من عمره، يُعدّ من أوائل من تبنّى فكرة الطوب المصنوع من نفايات الأرزّ. وقد بنى حتى اليوم أكثر من 300 منزل باستخدام هذه التقنية.
يشرح نور سلطان: «الطوب مصنوع من 60% من قشور الأرز، و40% من الطين والإسمنت وغراء خالٍ من المواد الكيميائية. إنه خفيف، متين، ويقاوم الرطوبة والحرائق».
تقع منطقة «باتكن» التي يعيش فيها نور سلطان في قلب إنتاج الأرزّ بقرغيزستان، إذ تسهم بنحو ثلث الإنتاج الوطني. وبحسب قوله: «نفايات الأرزّ كانت تُرمى في الحقول وتحترق ببطء، مسببة تلوثاً ومخاطر حرائق. قررنا إعادة تدويرها وتحويلها إلى مصدر بناء».
ويُشيد بهذا التوجه المُزارع «عبدي محمد ساباروف»، الذي يُشير إلى أكوام من نفايات الأرزّ في أرضه قائلاً: «نحو 40% من الأرزّ يتحول إلى نفايات لا نعرف كيف نعالجها. تراكمها يهدد الحظائر بخطر الحريق في حال غياب التهوية».
ولا يقتصر الأمر على قرغيزستان، إذ تشير دراسة صادرة عن دار النشر «سبرينغر نيتشر» في نوفمبر 2024 إلى أن الهند وحدها تنتج أكثر من 31 مليون طن من قشور الأرزّ سنوياً تُلقى في مكبات النفايات، ما يسبب مشاكل بيئية هائلة.
من الناحية الاقتصادية، يُعدّ طوب الأرزّ أرخص من الطوب الإسمنتي، وهو ما يجعله جذاباً في جنوب قرغيزستان، حيث لا يتجاوز متوسط الرواتب الشهرية 240 دولاراً. كما أن سعر الإسمنت في البلاد يُعدّ من الأعلى في آسيا الوسطى، مما يزيد من الإقبال على البدائل.
يحلم نور سلطان حالياً بأتمتة الإنتاج وتصدير هذه التقنية إلى دول مجاورة. ويقول: «أطمح إلى الذهاب إلى كازاخستان لصنع الطوب من القصب المطحون والقش. المواد الطبيعية في متناول اليد، وكل ما نحتاجه هو التفكير بإبداع».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زلزال بقوة 7.3 درجات قبالة ألاسكا مع تحذير من تسونامي
زلزال بقوة 7.3 درجات قبالة ألاسكا مع تحذير من تسونامي

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

زلزال بقوة 7.3 درجات قبالة ألاسكا مع تحذير من تسونامي

ضرب زلزال بقوة 7.3 درجات قبالة سواحل ولاية ألاسكا الأربعاء، ما استدعى إصدار تحذير من تسونامي، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وحددت الهيئة مركز الزلزال على بُعد نحو 87 كيلومترا إلى جنوب بلدة ساند بوينت على عمق يبلغ 20.1 كلم، وفق وكالة «فرانس برس». وإثر الزلازل أصدرت السلطات تحذيرا من تسونامي لجنوب ألاسكا وشبه جزيرة ألاسكا.

دراسة علمية: علماء فلك يرصدون المراحل الأولى لتكوين نظامنا الشمسي
دراسة علمية: علماء فلك يرصدون المراحل الأولى لتكوين نظامنا الشمسي

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

دراسة علمية: علماء فلك يرصدون المراحل الأولى لتكوين نظامنا الشمسي

قالت دراسة نشرت بمجلة «نيتشر» اليوم إن علماء فلك رصدوا المراحل الأولى لتكوين كواكب حول نجم، وهي عملية مشابهة لتلك التي شكّلت نظامنا الشمسي. وأوضحت الأستاذة في جامعة لايدن في هولندا والمعدّة الرئيسية للدراسة ميليسا ماكلور: « للمرة الأولى، رصدنا أولى اللحظات التي بدأ فيها تشكّل كوكب حول نجم غير شمسنا»، وفق بيان صادر عن المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO)، نقلته وكالة «فرانس برس». يشكل «هوبس-315» الموجود في سديم الجبار على بُعد 1300 سنة ضوئية، نجما فتيّا يشبه شمسنا إلى حد كبير في مراحلها الأولى. وبحسب العلماء، تُحاط هذه النجوم الناشئة بأقراص من الغاز والغبار، تُسمى «الأقراص الكوكبية الأولية»، والتي تتشكل فيها الكواكب، وداخلها، تتكثف معادن بلورية تحتوي على أول أكسيد السيليكون (SiO) عند درجات حرارة مرتفعة جدا. ومع مرور الوقت، تتجمع هذه المعادن وتزداد حجما ووزنا لتشكل «كواكب مصغرة»، وهي أول الأجزاء الصلبة من الكواكب. ويقول معدو الدراسة إنه في نظامنا الشمسي، كانت هذه المعادن البلورية التي أدت لاحقا إلى نشأة كواكب مثل الأرض أو نواة كوكب المشتري، عالقة في نيازك قديمة. ويستخدم علماء الفلك هذه البيانات لتحديد تاريخ بداية تشكل زاويتنا من درب التبانة. ومن خلال رصد القرص المحيط بالنجم «هوبس-315»، وجد معدّو الدراسة أدلة على أن هذه المعادن الساخنة بدأت بالتكثف هناك. اكتشافات علمية جديدة وأظهرت نتائجهم أن أول أكسيد السيليكون موجود حول النجم الشاب في حالة غازية، وكذلك داخل هذه المعادن البلورية، مما يشير إلى أنه بدأ حديثا في التصلب. وقالت ميليسا ماكلور «لم تُرصَد هذه العملية من قَبل في قرص كوكبي أولي، ولا في أي مكان آخر خارج نظامنا الشمسي». رُصدت هذه المعادن للمرة الأولى باستخدام التلسكوب «جيمس ويب» الفضائي. ثم رصد العلماء النظام باستخدام جهاز «ألما» التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي لتحديد المصدر الدقيق للإشارات الكيميائية. واكتشف العلماء أن مصدر هذه الإشارات جزء صغير من القرص المحيط بالنجم، يعادل مدار حزام الكويكبات المحيط بشمسنا، وهذا يجعل «هوبس-315» مرآةً لماضينا. وقال الأستاذ في جامعة بيردو والمشارك في إعداد الدراسة ميريل فانت هوف، «يُعدّ هذا النظام من أفضل الأنظمة التي نعرفها لاستكشاف بعض العمليات التي حدثت في نظامنا الشمسي».

اكتشاف واعد لمكافحة تغيّر المناخ.. أشجار تحول ثاني أكسيد الكربون إلى حجر جيري
اكتشاف واعد لمكافحة تغيّر المناخ.. أشجار تحول ثاني أكسيد الكربون إلى حجر جيري

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

اكتشاف واعد لمكافحة تغيّر المناخ.. أشجار تحول ثاني أكسيد الكربون إلى حجر جيري

توصل فريق بحثي دولي إلى نوع جديد من النباتات تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون (CO₂) من الغلاف الجوي وتقوم بتحويل الفائض إلى حجر جيري (limestone) داخل جذوعها. تقوم هذه الأشجار بتحويل الغاز الدفيء إلى أوكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate)، والتي تقوم الكائنات الدقيقة في التربة لاحقًا بتحويلها إلى كربونات الكالسيوم (Calcium Carbonate)، وهو نفسه المركب المعدني الذي تُبنى به الشعاب المرجانية، وفقا لـ«ساينس ألرت». وقال عالم الجيوكيمياء الحيوية، الدكتور مايك رولي من جامعة زيورخ: «نحن نعرف مسار الأوكسالات-الكربونات منذ فترة، لكن لم يجرِ النظر في إمكانياته الحقيقية لعزل الكربون بشكل كافٍ». ركز الباحثون في دراستهم على ثلاثة أنواع من أشجار التين، وهي «فيكس واكيفيلدي»، و«فيكس ناتالينسيس»، و«فيكس غلوموسا». - - - وأظهرت النتائج أن الأنواع الثلاثة قادرة على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كربونات الكالسيوم الموزعة داخل اللحاء والخشب، إلا أن «فيكس واكيفيلدي» أظهرت الأداء الأفضل من حيث معدل تثبيت الكربون. ويُعتبر كربونات الكالسيوم أكثر ثباتًا في التربة من الكربون العضوي، ما يجعل هذه الأشجار حلفاء واعدين في مواجهة تغيّر المناخ. ويشير العلماء إلى أن إدراج نوع مثمر مثل التين ضمن قائمة النباتات التي تنتج الحجر الجيري يوفر حافزًا إضافيًا لزراعتها في النظم الزراعية الحديثة. وأضاف رولي: «إذا كنا نزرع الأشجار من أجل الزراعة الحراجية لقدرتها على تخزين (CO₂) ككربون عضوي وإنتاج الغذاء، فيمكننا اختيار الأنواع التي تقدم ميزة إضافية، وهي تخزين الكربون غير العضوي أيضًا، على هيئة كربونات الكالسيوم». واستخدم الفريق البحثي مجموعة متنوعة من التقنيات لقياس دور أشجار التين في دورات الكربون والكالسيوم في النظام البيئي. التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتنمو الأنواع الثلاثة في تربة بازلتية فقيرة في مقاطعة سامبورو شمال كينيا، حيث يسهُل تتبع تكوين كربونات الكالسيوم في هذا المناخ الجاف. لكن رولي يشير إلى أن عملية تثبيت الكربون تستمر حتى في البيئات الرطبة. وقال: «حتى الآن، جرى التعرف على عدد من أنواع الأشجار التي تستطيع تكوين كربونات الكالسيوم، لكننا نعتقد أن هناك المزيد منها لم يُكتشف بعد. وهذا يعني أن مسار الأوكسالات-الكربونات قد يكون فرصة كبيرة، لم تُستغل بعد، للمساعدة في التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خاصة مع توجه العالم نحو زراعة الأشجار لأغراض الزراعة أو إنتاج الفاكهة». وجرى عرض نتائج هذا البحث في مؤتمر جولدشميدت للجيوكيمياء في مدينة براغ، حيث حظي باهتمام كبير كخطوة واعدة في مجال المناخ والتكنولوجيا البيئية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store