
العمل عن بُعد بالمملكة مدعوم باستراتيجية التحول الرقمي والتنمية المستدامةتحوّل جذري لتعريف الإنتاجية واحتياجات سوق العمل محليًا وعالميًا
العمل عن بُعد .. جذور تاريخية
فكرة العمل من خارج المكتب ليست وليدة العصر الرقمي؛ فبذورها تعود لأنماط عمل سابقة، لكن المفهوم الحديث، القائم على الاستفادة من التكنولوجيا، بدأ يتبلور في منتصف القرن العشرين، يعود الفضل في صياغة مصطلح "Telecommuting" إلى عالم الفضاء والمهندس الأمريكي جاك نيلز في عام 1973، في سياق أزمة النفط، فقد رأى نيلز أن تمكين الموظفين من العمل من منازلهم، باستخدام أجهزة الكمبيوتر والتواصل عبر خطوط الهاتف، سيقلل الحاجة للتنقل اليومي، وطبق الفكرة تجريبيًا، لتكون حجر الزاوية للمفهوم الحديث.
بدايات رقمية
وفي التسعينيات، ومع انتشار الإنترنت وظهور البريد الإلكتروني، بدأت فكرة العمل عن بُعد تكتسب زخمًا، فأصبح التواصل أسهل وأسرع، مما سمح بظهور أولى أشكال فرق العمل الموزعة.
وشهدت الألفية الجديدة انتشار الإنترنت عالي السرعة وظهور منصات البرمجيات التعاونية مثل Microsoft Teams وSlack وZoom، هذه التقنيات قللت حواجز العمل عن بُعد وجعلت التعاون أكثر كفاءة.
جائحة كوفيد19.. أكبر اختبار
لم يدفع حدث في التاريخ الحديث بتبني العمل عن بُعد بهذه السرعة مثل جائحة كوفيد-19، ومع تفشي الفيروس وإجراءات الإغلاق، وجدت ملايين الشركات نفسها مجبرة على الانتقال الفوري والكامل لنموذج العمل عن بُعد، هذا التحول كان ضرورة حتمية للحفاظ على صحة الموظفين واستمرارية الاقتصاد.
وتؤكد الدراسات العالمية حجم التحول الهائل نحو العمل عن بُعد واستمراريته. ففي الولايات المتحدة، أظهرت دراسة Gallup لعام 2020 أن نحو 70 % من الموظفين انتقلوا للعمل عن بُعد خلال الجائحة، وأشار تقرير PwC لعام 2021 إلى أن 83 % من أصحاب العمل حول العالم اعتبروا التحول ناجحًا، مع توقعات بأن 52% سيواصلون تبني النموذج الهجين.
وفي الاتحاد الأوروبي، سجلت بيانات Eurofound لعام 2020 زيادة مذهلة في نسبة العاملين عن بُعد من 5.4 % إلى 37 %. وتظهر دراسة Owl Labs لعام 2022 أن 85 % من الشركات تتبنى سياسات عمل هجينة أو عن بُعد بشكل كامل، ويرى 74 % من الموظفين أن مرونة العمل عن بُعد تقلل من احتمالية تركهم لوظائفهم، ويتماشى هذا مع توقعات تقرير Gartner لعام 2021 بأن 51 % من الموظفين المعرفيين حول العالم كانوا يعملون عن بُعد في 2022، ارتفاعًا من 27 % في 2019.
المملكة ريادة في تبني العمل عن بعد
وأظهرت المملكة قدرة فائقة على التكيف مع تحديات كوفيد-19، محولة إياها لفرصة للتحول، لم يقتصر تبني العمل عن بُعد على الشركات، بل امتد لجميع القطاعات الحكومية والمؤسسات التعليمية، مثبتةً جدارة البنية التحتية الرقمية ورؤيتها الاستشرافية، فكان التحول الشامل والسريع للعمل والتعليم عن بُعد حاسمًا في الحفاظ على سلامة المواطنين واستمرارية الخدمات.
ولقد أصدرت الجهات الحكومية تعليمات سريعة لتطبيق العمل عن بُعد، مما مكن آلاف الموظفين من أداء مهامهم بفعالية من منازلهم، وأثبت نجاحه في الحفاظ على كفاءة الخدمات الحكومية، واستجابت الشركات السعودية بمرونة، موفرةً الأدوات والتدريب اللازم لموظفيها، وأظهرت قدرة لافتة على الحفاظ على مستويات عالية من الإنتاجية.
ترسيخ ثقافة العمل عن بُعد
تبني العمل عن بُعد في المملكة ليس إجراءً طارئًا، بل هو جزء أصيل من استراتيجية التحول الرقمي والتنمية المستدامة ضمن رؤية السعودية 2030. تهدف الرؤية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، قائم على المعرفة وتمكين الكفاءات.
ويدفع العمل عن بُعد الشركات نحو تبني المزيد من التقنيات الرقمية المتقدمة، مسرعًا وتيرة التحول الرقمي الشامل، حيث يتيح العمل عن بُعد فرصًا واسعة للمواطنين والمواطنات للعمل من أي مكان، مما يقلل هجرة الكفاءات للمدن ويعزز التنمية الإقليمية، كما يجعل العمل عن بُعد الاقتصاد السعودي أكثر مرونة وقدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية، مما يكسب المملكة ميزة تنافسية وحصانة اقتصادية.
مبادرات وبرامج داعمة
وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برنامج "العمل عن بُعد" في 2017، بهدف زيادة فرص التوظيف، كما أن استثمارات المملكة الضخمة في البنية التحتية للاتصالات، مثل انتشار الألياف الضوئية وشبكات الجيل الخامس (5G)، هي الركيزة الأساسية لنجاح هذا النموذج.
العمل عن بُعد محرك للإنتاجية
وأثبت العمل عن بُعد قدرته على زيادة الإنتاجية أو الحفاظ عليها، لعدة أسباب، من أهمها أنه يوفر ساعات طويلة كانت تُهدر في التنقل، مما يمنح الموظف وقتًا إضافيًا للراحة والتركيز، ويترجم إلى زيادة في الإنتاجية، كما يتيح العمل من المنزل للموظفين إنشاء بيئة عمل مخصصة ومريحة، بعيدًا عن مشتتات المكتب، مما يعزز التركيز وجودة العمل، كما يوفر العمل عن بُعد بيئة أكثر هدوءًا تسمح بالتركيز العميق على المهام المعقدة، مما يؤدي إلى إنجاز أفضل وأسرع.
أرقام الإنتاجية
في دراسة جامعة ستانفورد (2014) وجدت أن العاملين عن بُعد كانوا أكثر إنتاجية بنسبة 13 %، وأشار تقرير (ConnectSolutions 2015) إلى أن 77 % من العاملين عن بُعد أفادوا بزيادة الإنتاجية، وكشفت دراسة لـ McKinsey (2021) أن 80 % من الشركات العالمية ترى أن العمل عن بعد لم يؤثر سلبًا على إنتاجية الموظفين.
ويقدم العمل عن بُعد حلولًا مهمة لتحسين الصحة النفسية والرفاه العام للموظفين، مساهمًا في بناء بيئة عمل أكثر صحة وسعادة، ويُعد العمل عن بُعد عاملاً رئيسيًا في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، مما يقلل الإرهاق الوظيفي ويحسن جودة الحياة الكلية، كما يساهمفي تقليل التنقل اليومي والابتعاد عن ضغوط بيئة المكتب في خفض مستويات التوتر والقلق، ويعزز الشعور بالراحة النفسية، إضافة إلى أنه يمنح العمل عن بُعد الموظفين شعورًا أكبر بالاستقلالية والتحكم في مهامهم وبيئة عملهم، مما يعزز الثقة بالنفس والرضا الوظيفي، وكذلك يوفر فرصًا أكبر لاندماج الموظفين الذين يعانون من ظروف صحية أو إعاقات في سوق العمل.
تحولات جذرية في سوق العمل
أحدث العمل عن بُعد زلزالًا إيجابيًا في ديناميكيات سوق العمل العالمية، كاسرًا حواجز تقليدية وفاتحًا آفاقًا جديدة للنمو، وأبرز تأثيراته قدرته على كسر الحواجز الجغرافية، فالعالم أصبح سوقًا مفتوحًا للكفاءات، وصول عالمي للكفاءات، حيث يمكن الشركات من توظيف أفضل الخبراء من أي مكان في العالم، مما يزيد من جودة فرق العمل ويعزز الابتكار، ويعمل على تعزيز التنوع والشمولية، ويساهم في زيادة التنوع والشمولية، حيث يمكن توظيف أشخاص من خلفيات متنوعة وذوي إعاقة، والعمل على الحد من هجرة الكفاءات، حيث يتيح للكفاءات الوطنية البقاء في مناطقهم الأصلية، ويساهم في التنمية الإقليمية المتوازنة.
ويؤثر العمل عن بُعد بشكل مباشر وعميق على الهياكل التنظيمية للشركات وتكاليفها التشغيلية، وتوفير عقاري هائل، حيث تتراجع الحاجة لمساحات مكتبية ضخمة، مما يوفر للشركات مبالغ طائلة يمكن إعادة استثمارها، ويمنح الشركات خفة حركة استثنائية للاستجابة لتغيرات السوق، وتوسع أو انكماش عدد الموظفين بسهولة.
ظهور نماذج جديدة
برزت نماذج عمل متطورة مثل "العمل الهجين" و"المكتب الساخن"، مما يزيد من كفاءة استخدام المساحات، وتقليل البصمة الكربونية، حيث يساهم في تقليل البصمة الكربونية للمؤسسات والمدن، مما يدعم أهداف التنمية المستدامة.
تمكين المرأة السعودية
تولي المملكة أهمية قصوى لتمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل ضمن رؤية السعودية 2030، ويُعد العمل عن بُعد أداة محورية لتحقيق هذه الأهداف، خاصة في ظل الخصوصية الثقافية للمرأة السعودية، حيث يقدم للمرأة حلولًا عملية للتوفيق بين التزاماتها الأسرية ومتطلبات الحياة المهنية، وكذلك يعمل على توفير المرونة اللازمة لإدارة الالتزامات العائلية، مما يمكن المرأة من أداء أدوارها المتعددة دون ضغط، مع تجاوز العوائق الجغرافية، فلم تعد المرأة بحاجة للانتقال للمدن الكبرى، ويمكنها الوصول لفرص عمل من أي مكان، مما يقلل تكاليف ووقت التنقل، كما يوفر بيئة داعمة للنساء للدخول في مجالات عمل جديدة وقطاعات النمو السريع مثل التكنولوجيا والتسويق الرقمي.
استثمار في التكنولوجيا والبشر
يحفز العمل عن بعد لمواصلة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية المتقدمة (مثل شبكات 5G)، وتطوير برامج التدريب والتأهيل للمواطنين لاكتساب المهارات اللازمة للوظائف الرقمية، كذلك تعزيز الشراكة والعمل يداً بيد بين القطاعين العام والخاص لزيادة فرص العمل عن بُعد في مختلف القطاعات، ودعم الابتكار.
ولقد تجاوز العمل عن بُعد كونه مجرد بديل مؤقت ليصبح ركيزة أساسية في استراتيجيات الأعمال والحكومات، والمملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تبنت هذا التحول، فما بدأ كحل لأزمة، تحول إلى فرصة حقيقية لإعادة تعريف الإنتاجية، وتعزيز الرفاه النفسي، وتوسيع آفاق سوق العمل، وتمكين شرائح واسعة من المجتمع، وفي مقدمتها المرأة السعودية.
مع استمرار التطور التكنولوجي واعتماد نماذج العمل الهجينة، فإن العمل عن بُعد سيواصل التطور والاندماج بشكل أعمق في نسيج حياتنا المهنية، لأن استغلال هذه الفرصة التاريخية يتطلب رؤية استشرافية، استثمارًا حكيمًا في التكنولوجيا والبشر، ومرونة فائقة، هذه جميعها مقومات تمتلكها المملكة للمضي قدمًا بثقة، لترسخ مكانتها كمركز إقليمي رائد في تبني مستقبل العمل الذكي والمستدام، بما يتماشى تمامًا مع طموحات رؤيتها 2030.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
الصين تحفز الإنجاب بإعانات مالية تصل إلى 100 ألف يوان سنوياً
تخطط الصين لتقديم إعانات نقدية للأسر بهدف تشجيع الأزواج على الإنجاب، في محاولة لمواجهة تراجع عدد السكان المستمر منذ سنوات، والذي يشكل تهديداً لثاني أكبر اقتصاد في العالم، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر. تعتزم الحكومة صرف 3600 يوان (503 دولارات) سنوياً عن كل طفل يولد في 1 يناير من هذا العام أو بعده، وحتى بلوغه سن الثالثة، وذلك بموجب مبادرة وطنية، وفقا لما قاله الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن التفاصيل لم تُعلن بعد. لم يرد مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني على طلب للتعليق تم إرساله عبر الفاكس. ورغم أن الصين تخلت عن سياسة الطفل الواحد قبل نحو عقد، إلا أن عدد سكانها شهد تراجعاً للعام الثالث على التوالي حتى عام 2024. وتراجع عدد المواليد الجدد في الصين إلى 9.54 ملايين فقط خلال العام الماضي، أي نصف عدد المواليد المسجلين في عام 2016 والبالغ عددهم 18.8 مليون، وهو العام الذي أنهت فيه بكين العمل بسياسة الطفل الواحد. انكماش سكاني يهدد نمو الصين يشكل تراجع معدلات المواليد تحدياً لثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث تتقلص شريحة السكان في سن العمل، مما يُهدد بتراجع المعروض من القوى العاملة والإنتاجية. كانت الصين قد فقدت لقبها كأكثر دول العالم سكاناً لصالح الهند في عام 2023، وقد يتراجع عدد سكانها إلى نحو 1.3 مليار نسمة بحلول عام 2050، بل وأقل من 800 مليون نسمة بحلول عام 2100، بحسب التقديرات الديموغرافية الصادرة عن الأمم المتحدة. يعود هذا التراجع السكاني المتوقع إلى الانخفاض المقلق في معدلات الزواج، التي هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من نصف قرن، وهو ما يُنذر بانخفاض أكبر في أعداد المواليد. حوافز محلية لتشجيع الإنجاب هذا الاتجاه المقلق دفع العديد من الحكومات المحلية إلى اتخاذ تدابير متعددة، بدءاً من تقديم حوافز نقدية وصولاً إلى إعانات سكنية، بهدف تخفيف الأعباء المالية عن كاهل الأسر وتشجيع الإنجاب. يمكن أن تكون الإعانات المحلية سخية للغاية في بعض الحالات. فقد تصدرت مدينة هوهوت، عاصمة منطقة منغوليا الداخلية، عناوين الصحف الوطنية في مارس الماضي بعد إعلانها صرف 50 ألف يوان للأزواج الذين ينجبون طفلاً ثانياً، و100 ألف يوان لمن ينجبون طفلاً ثالثاً أو أكثر.


الاقتصادية
منذ 2 ساعات
- الاقتصادية
كأس العالم للأندية تفقد نصف قيمتها السوقية .. و8 فرق تحصد 328 مليون يورو
بعد أن فقدت قرابة نصف قيمتها السوقية بخروج 24 ناديا، تخوض 8 فرق غمار الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية، على أمل الانتقال إلى الأدوار التالية، ومنها تعزز مكاسبها المالية، ولا سيما أن الحوافز تتصاعد من دور إلى آخر. وبحسب موقع ترانسفير ماركت، تبلغ القيمة السوقية لكأس العالم للأندية 10.9 مليار يورو، إلا أنها استقرت عند 5.5 مليار إثر خروج 24 فريقا من دور المجموعات، والدور ثمن النهائي، وتبقي 8 أندية في الملعب فقط، سيغادر نصفهم بعد نهاية الدور ربع النهائي. 3 فرق تتخطى "المليار" .. فلومينينسي الأقل الهلال السعودي (161.6 مليون) وفلومينينسي البرازيلي (86 مليونا) يفتتحان الدور ربع النهائي عندما يلتقيان اليوم على على ملعب 'كامبينج وورلد ستاديوم'. ويلعب بالميراس البرازيلي (256.6 مليون) مع تشيلسي الإنجليزي (1.2 مليار)، بينما باريس سان جيرمان الفرنسي (1.1 مليار) مع بايرن ميونيخ الألماني (892 مليونا)، وريال مدريد (1.3 مليار) مع بروسيا دورتموند الألماني (485 مليونا). 17.8 مليون يورو .. من يعزز موارده المالية؟ بحسب لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" المالية لكأس العالم للأندية التي تبلغ نحو مليار دولار (850 مليون يورو)، يمنح الفائز من الدور ربع النهائي 21 مليون دولار (17.8 مليون يورو) من مكافآت الأداء. "فيفا"، منح كل ناد متأهل إلى دور الـ 16 على 7.8 مليون دولار (6.4 مليون يورو)، 13.1 مليون دولار (11 مليون يورو) في دور الـ 8، على أن يحصل المتأهل إلى النهائي على 30 مليون دولار (25.5 مليون يورو)، و40 مليون دولار للبطل (34 مليون يورو). مكاسب 8 أندية تصل إلى 328 مليون يورو تخطت مكاسب ريال مدريد من مشاركته في كأس العالم للأندية 54.8 مليون يورو، وفقا لصحيفة ماركا الإسبانية. يليه بايرن ميونيخ (48.97 مليون)، ثم باريس سان جيرمان (48.37 مليون)، فبوروسيا دورتموند (45.43 مليون)، فيما تساوى فلومينينسي وبالميراس، عند (34.26) مليون يورو، تشيلسي (32.77 مليون)، والهلال (29.39 مليون). وبجمع كل مكافآت الأداء مع المشاركة، فإن النادي الذي يتوج بطلا بعد 7 مباريات، يحصل على 125 مليون دولار (106.2 ملايين يورو).


الاقتصادية
منذ 2 ساعات
- الاقتصادية
الذهب يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية رغم تراجع الأسعار
حافظ الذهب على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية رغم تراجعه يوم الخميس، في وقت يقيّم فيه المستثمرون تراجع احتمالات خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب استمرار المخاوف بشأن آفاق التجارة العالمية. تداول المعدن النفيس اليوم الجمعة قرب مستوى 3,330 دولاراً للأونصة، بارتفاع أسبوعي يُقدّر بنحو 1.7%، بعد أن أنهى الجلسة السابقة منخفضاً بنسبة %0.9. جاء الانخفاض عقب صدور بيانات وظائف أمريكية فاقت التوقعات، إلى جانب انخفاض معدل البطالة عن التقديرات، ما دفع الدولار وعوائد السندات الأمريكية إلى الارتفاع. زادت هذه العوامل من الضغط على الذهب، في ظل تراجع رهانات المستثمرين الضعيفة أصلاً على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي في يوليو. وغالباً ما تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة سلباً على الذهب، الذي لا يدرّ عائداً. أبقى صانعو السياسة النقدية في "الاحتياطي الفيدرالي" سعر الفائدة الرئيسي من دون تغيير منذ بداية العام، مشيرين إلى أن سياسات الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس دونالد ترمب قد تؤدي إلى ضغوط تضخمية. واعتبر المسؤولون أن استقرار سوق العمل يدعم موقفهم بعدم التسرّع في اتخاذ قرار بخفض الفائدة. يراقب المستثمرون أيضاً تطورات ملف التجارة العالمية، بعدما أشار ترمب إلى احتمال بدء إدارته إرسال إشعارات إلى شركاء تجاريين اعتباراً من يوم الجمعة لفرض رسوم جمركية أحادية الجانب، قبل موعد 9 يوليو المحدد لاستكمال المفاوضات. ارتفاع الذهب منذ بداية العام سجل الذهب ارتفاعاً بأكثر من الربع منذ بداية العام، ويتداول حالياً بأقل بنحو 170 دولاراً من أعلى مستوى تاريخي بلغه في أبريل. ويستفيد المعدن الثمين من الإقبال المتزايد على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، إضافة إلى استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية حول العالم. صعد الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,328.68 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 8:09 صباحاً في سنغافورة. وتراجع مؤشر "بلومبرغ" لقوة الدولار بنسبة 0.1%، بعد أن كان قد ارتفع 0.2% في الجلسة السابقة. في المقابل، تراجعت الفضة، واستقر البلاديوم، بينما ارتفع البلاتين بشكل طفيف. على صعيد آخر، قيّم المستثمرون التداعيات الاقتصادية المحتملة لحزمة الإنفاق المالي الضخمة التي طرحها ترمب، بعدما أقرّها مجلس النواب يوم الخميس. ووفقاً لتقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس، فإن هذه التشريعات الواسعة من المتوقع أن تزيد العجز الأمريكي بنحو 3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما قد يعزز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.