logo
الدكتور محمد الهواوشة يكتب: دولتي العزيزة: أهلي في مأدبا .. وأنا الحكومة

الدكتور محمد الهواوشة يكتب: دولتي العزيزة: أهلي في مأدبا .. وأنا الحكومة

وطنا نيوزمنذ 21 ساعات
بقلم الدكتور محمد الهواوشة يكتب:
إلى دولة الرئيس – حفظك الله من ارتفاع الأسعار،
أنا لست في الأردن. لا أقف في طابور الخبز، ولا أسمع صوت صفارات الإنذار، ولا أتابع نشرة الأسعار التي ترتفع وحدها بلا رحمة.
لكني – يا سيدي – أعيش في الأردن أكثر مما تتخيل، لأن أهلي في مأدبا… وأنا صرت الحكومة.
نعم، الحكومة.
أنا من يرسل المال آخر كل شهر، كي تُدفع فاتورة دواء، ويُعبّأ خزان الوقود، ويُشترى ما تيسر من الضروريات (التي لم تعد مدعومة، ولا متاحة، ولا حتى محتملة).
أنا من يغطي الفرق بين راتب يتناقص وقائمة أسعار تتمدد. أنا المغترب… ولكني المسؤول الفعلي عن بقاء العائلة واقفة على قدميها في زمن ما بعد الوعود.
دولتك،
هل تعلم أن مأدبا اليوم تُركت تواجه مصيرها؟ لا دعم، لا خدمات، لا وظائف، لا حتى أمل عابر في خطبة وزير على المنصة.
في مأدبا لا يسمع الناس إلا صوت الغلاء، ولا يرون إلا مشهد الطوابير أمام ATM لا تفرح أحداً… فالبطاقة فيها '0.13' دينار، ورسالة البنك تقول: رصيدك لا يسمح.
رصيد مين يا دولة الرئيس؟ هذا مش رصيد، *هذا تنبيه فقر جماعي!*
*والمصيبة الأكبر، أن من يُفترض بهم أن يكونوا صوت الناس في البرلمان، صاروا موظفي تصفيق لا نواب تمثيل، لا يرفعون الصوت دفاعاً عن المواطن، بل يرفعون الأيدي للموافقة على كل ما يُملى عليهم… وكأنهم عيّنة من 'جمعية المستهلك الصامت'!*
*يتحدثون عن الرقابة، لكن رقابتهم الوحيدة هي على مواقع التواصل… أما الحكومة، فتتجول أمامهم مثل 'ضيف شرف' في حفلة مجاملة.*
أنا لا أطلب شيئاً من دولتكم، ولا أرجو أن تتذكروا المغتربين عند تشكيل الحكومة القادمة أو تعديل أسعار العدس.
أنا فقط أكتب لأنني تعبت من دفع ثمن وطن لا يكلّف نفسه حتى الاعتذار.
أنا أكتب لأن مأدبا ليست عالة، لكنها تُعاقَب لأنها صامدة.
أنا أكتب لأن من أعرفهم هناك، لا يستطيعون شراء أبسط احتياجاتهم، لا رفاهية ولا كماليات، بل أبسط الأساسيات.
سيدي،
أنا مواطن يعيش في الخارج، لكنه يسند الداخل. أنا من يدفع فرق الكهرباء، والماء، والبطالة، واليأس.
أنا الذي لم أحصل على متر أرض، ولا بعثة، ولا حتى اتصال من السفارة، ومع ذلك أعيش حالة وطنية مزمنة اسمها: 'أهلي في مأدبا'.
فهل تعي حكومتك أن هناك آلافاً مثلي؟
هل تجرؤ وزارتك أن تكتب في تقاريرها: 'الغربة صارت هي الحل'، و'المغتربون هم الداعمين الحقيقيين للموازنة'؟
هل لديكم الشجاعة للاعتراف أن الدولة لم تعد تكفي أبناءها، وأن الدولة لم تعد أباً… بل عبئاً؟
وفي الختام،
أنا لا أريد وسام مغترب، ولا شهادة شكر من وزير الإعلام، ولا حتى مقعداً في طائرة العودة.
أنا فقط أطلب أن تكفوا أيديكم عن ما تبقى من كرامتنا، وأن تتذكروا أن هناك عائلات في الأردن تعيش على الحافة، ومغتربون على الطرف الآخر يحاولون منعها من السقوط.
بقلم: مغترب من أجل الأردن
ليس وزيراً، ولا نائباً، فقط ابن البلد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشيخ عبدالكريم الحويان .. صوت العشيرة ومقام الدولة
الشيخ عبدالكريم الحويان .. صوت العشيرة ومقام الدولة

عمون

timeمنذ 20 دقائق

  • عمون

الشيخ عبدالكريم الحويان .. صوت العشيرة ومقام الدولة

في زمن تتكاثر فيه التحديات وتزداد الحاجة إلى من يحملون إرث الرجولة والحكمة، تبرز العشائرية الأردنية كإحدى أهم ركائز الأمن المجتمعي، ورافعة من روافع تماسك الدولة واستقرارها. خلافًا لما يحاول البعض تسويقه من اتهامات باطلة وتشويه مقصود، فإن العشائرية ليست عائقًا أمام التقدم، بل هي وعاء القيم الأصيلة، ومجتمع متماسك قائم على النخوة والمسؤولية والتكافل. لقد أثبت شيوخ العشائر في الأردن، قديمًا وحديثًا، أنهم خط الدفاع الأول في وجه الفتن والنزاعات، وأنهم يملكون من الحكمة والخبرة والهيبة الاجتماعية ما يجعلهم مؤهلين للعب أدوار بالغة الأهمية في رأب الصدع واحتواء الأزمات، بما يعزز من الأمن والسلم الأهلي، ويكمل دور الدولة في إنفاذ القانون وبناء مجتمع العدل. ولا يفوتني التأكيد هنا، أن الأردن، ولله الحمد، مليء بالقامات العشائرية الكبيرة والشيوخ أصحاب الفعايل الحميدة، الذين صانت أفعالهم وجه الوطن، وخلّد التاريخ ذكرهم حتى بعد أن مضوا. نعم الأردن يمتلك كنزًا بشريًا لا يُقدّر بثمن، يمكن أن يُسهم في ترسيخ الأمن، وحماية التراث، وحفظ القيم الأصيلة التي صاغت الهوية الوطنية الأردنية. إن ما أكتبه اليوم لا يُفهم منه القفز – لا قدّر الله – على أدوارهم أو انتقاصًا من مكانتهم، فهم رموز لا تُنسى، وصيتهم باقٍ في الضمير الوطني والذاكرة الجمعية. لكن هذا المقال يأتي من تأثر شخصي ومتابعة حثيثة لشيخ شاب استطاع أن يفرض حضوره الوطني والاجتماعي بثبات ومسؤولية، وهو ما يدفعني للقول إن من حق هذه النماذج الواعدة أن نلتفت إليها، وأن ندعمها، كي تستمر المسيرة وتُبنى على ما أسسه الآباء والأجداد من مجد وكرامة. ولأجل ذلك، أكتب اليوم عن الشيخ عبدالكريم سلامه الحويان، نموذجًا مشرقًا من هذا الجيل الذي ينهض بدوره بثقة وجدارة. الحويان، ابن المدرسة العريقة في الإصلاح، ووارث الشهامة من والده الراحل الشيخ سلامة الحويان، قدّم خلال عامي 2024 و2025 نموذجًا فذًا في الزعامة الميدانية. قاد عشر جاهات ضخمة وصعبة، كان من بينها خمس قضايا قتل هزّت الرأي العام، أبرزها جريمة دس السم في الطعام، وحريق شفا بدران، والطعن المروّع أمام الجامعة الأردنية. كلها قضايا لو تُركت للانفجار المجتمعي، لأحدثت شرخًا كبيرًا في النسيج الوطني. لكن الرجل، بحكمته وحضوره وحنكته، استطاع أن يُطفئ النيران، ويسلم صكوك صلح مشرّفة، ويكسب ثقة الأطراف جميعًا. ولم تقف جهوده عند هذا الحد؛ فقد استطاع خلال فترة وجيزة أن يُنجز أكثر من 100 عطوة عشائرية في حوادث سير، و150 عطوة في مشاجرات فردية وجماعية، تعامل معها بجدية ومسؤولية عالية قبل أن تصل إلى ساحات المحاكم، إيمانًا منه بأن درء الفتنة أولى من اللجوء إلى العقاب. اللافت في شخصية الحويان أنه يحمل روحية رجل الدولة دون أن يكون في موقع رسمي. لديه حس وطني عالٍ، يدرك التوقيت، ويحترم هيبة القانون، ويشتبك بحكمة مع النسيج الاجتماعي، فيعيد إليه التماسك بحنكة أبناء البادية وخبرة المصلحين الكبار. نعم، نحن أمام مرحلة تحتاج إلى تثبيت وتعزيز مكانة العشائر في المشهد الوطني، لا على أساس العصبية، بل على أساس التكامل والتشارك في بناء وطن عزيز مستقر. وما يقوم به شيوخنا اليوم، وتحديدًا النماذج المضيئة مثل الحويان، هو دليل على أن العشيرة باقية، لا كمجرد هوية اجتماعية، بل كفاعل وطني يسهم في صون أمن البلد واستقراره، ويمارس دبلوماسية اجتماعية حقيقية، لها أثر أعمق من كثير من الخطابات والشعارات. الشيخ الحويان، وإن لم ألتقه، لكنني رأيته في كل موقف احتاج إلى نخوة، وفي كل قصة انتهت بصلح، وفي كل بيت عاد إليه السلام بفضل رجال لا يكلّون ولا يملّون من حمل همّ الناس. لذا حق علينا مثل هذه النماذج الوطنية الشابة ان تذكر امام الراي العام بما تستحق، والاشادة به، فحين نرى في المشهد العام شخصيات تتعب من أجل المجتمع، وتصبر على وجعه، وتبادر لحل مشاكله دون انتظار مكافأة أو شكر، فهذه هي النماذج التي يجب أن تُروى سيرتها، ويُحتذى أثرها. سلامًا عليك، أيها الرجل الذي نحترمه دون أن نعرفه، لأن ما نراه ونسمعه عنك يكفي لنوقن أنك من أولئك القلائل الذين يحملون الوطن في قلوبهم، ويترجمونه أفعالًا في الميدان.

مصر.. مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر ينعيان الفقيه القانوني الكبير علي الغتيت
مصر.. مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر ينعيان الفقيه القانوني الكبير علي الغتيت

جو 24

timeمنذ 37 دقائق

  • جو 24

مصر.. مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر ينعيان الفقيه القانوني الكبير علي الغتيت

جو 24 : رحل عن عالمنا يوم الخميس الفقيه القانوني المصري الكبير علي حامد الغتيت، أستاذالقانون الدوليوالاقتصادي والمحكم الدولي، بعد مسيرة طويلة امتدت لعقود من الزمن. ونعى العديد من الشخصيات العامة الراحل داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان. وفي بيان له، قال مفتي الجمهورية المصرية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور نظير محمد عياد:"نتقدّم بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة العالم الجليل والفقيه القانوني الكبير الدكتور علي الغتيت، أحد رموز الفكر القانوني في مصر والعالم العربي، الذي قدّم نموذجا فريدا في الجمع بين العمل الوطني والمهني الراقي وكان محبًّا للأزهر الشريف وعلمائه، مُجلًّا لهم". الفقيه القانوني الكبير الدكتور علي الغتيت وأضاف عياد: "لقد كان الراحل قامة فكرية وقانونية كبيرة، أثرى المكتبة القانونية بعدد من المؤلفات الرصينة في مجال القانون الدولي والنزاعات الدولية، وأسهم عبر مسيرته في ترسيخ مبادئ العدالة وسيادة القانون من خلال مشاركته في إعداد عددٍ من القوانين والتشريعات المصرية". وتوجّه المفتي بخالص الدعاء إلى الله أن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان. كما صدر عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بيان نعى فيه "بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، الدكتور علي حامد الغتيت، المحامي المخضرم، أستاذ القانون الدولي والفقيه القانوني الكبير، الذي وافته المنية صباح يوم الخميس، بعد رحلة حياة لم يدخر فيها جهدا في خدمة قضايا وطنه". وأضاف البيان: "ويذكر شيخ الأزهر للفقيد الراحل أنه كان محبا للأزهر ودائم الاهتمام بشؤونه العامة والخاصة، كما سخر حياته لخدمة قضايا وطنه من خلال الفقيه القانوني الكبير الدكتور علي الغتيت /المصري اليوم وتابع البيان: "وشيخ الأزهر إذ ينعى الفقيد الراحل، فإنه يتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرته وتلامذته وأصدقائه، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُسكِنه فسيح جناته، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون". ويذكر أن الراحل الدكتور علي الغتيت حصل على ليسانس الحقوق عام 1961 وعلى درجة الماجيستير في القانون المقارن عام 1964 جامعة القاهرة، وسبق أن شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين، ورئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي. المصدر: "القاهرة 24" + RT تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store