logo
الحكومة تُعيد ضبط الإدارة المحلية وتُطلق الإصلاح الحقيقي

الحكومة تُعيد ضبط الإدارة المحلية وتُطلق الإصلاح الحقيقي

الدستورمنذ 12 ساعات
جاء قرار مجلس الوزراء ، برئاسة دولة الدكتور جعفر حسّان، بحل المجالس البلدية ومجالس المحافظات ومجلس أمانة عمان الكبرى، ليمثل لحظة فارقة من عمر الإدارة المحلية ويشكّل ما يمكن تسميته دون مبالغة بـ»خط فاصل» بين مرحلتين: مرحلة ما قبل الإصلاح، ومرحلة الالتزام الجاد بما بعد البيان الوزاري.
حيث يحمل هذا القرار في جوهره إشارات سياسية وتشريعية عميقة تفصح عن إرادة حكومية واضحة في تصويب البنية المحلية، ووضع أسس راسخة لعمل بلدي أكثر عدالة وفعالية وشفافية، من هنا، لا يُمكن قراءة القرار إلا ضمن سياقه الأشمل، الذي يرتبط مباشرة بما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري، وبما أوصت به اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، تلك التي طالما انتظر الأردنيون أن تُترجم توصياتها إلى أفعال لا أقوال.
لا يخفى على أي مراقب منصف أن العمل البلدي في الأردن، خلال السنوات الأخيرة، تعثّر في أكثر من محطة، وتراكمت التحديات، من اختلالات في الحوكمة المالية إلى غياب الفاعلية في تقديم الخدمة للمواطن، ناهيك عن تداخل الصلاحيات وضبابية الأدوار بين مستويات الحكم المحلي. وكان لا بد من قرار صارم وجريء يعيد الأمور إلى نصابها ويمنح مؤسسات الإدارة المحلية فرصة للولادة من جديد على أسس قانونية وإدارية سليمة.
إن الحكومة، وهي تقدم على هذه الخطوة، تعلن بكل وضوح أن لا مكان بعد اليوم لمرحلة «الترضيات السياسية» في الإدارة المحلية، ولا لمجالس منتخبة بلا أدوات فاعلة، أو بلا مساءلة، والحلّ هنا ليس عقوبة جماعية، بل تصحيح لمسار طويل أفرز الكثير من الإشكالات، ولا يمكن الاستمرار فيه إن كنا بالفعل نطمح لإدارة محلية تعكس تطلعات الناس، لا أن تكون عبئاً عليهم.
ثمّة من يرى في هذا القرار قطيعة مع إرادة الناخب، لكن الحقيقة التي لا بد من مواجهتها هي أن احترام إرادة الناخب لا يكون بالإبقاء على هياكل أثبتت ضعفها، بل بالتحضير لمرحلة انتخابية جديدة تضمن بيئة نزيهة، وإطاراً قانونياً محكماً، وهيئات محلية أكثر كفاءة وخبرة. من هنا نفهم لماذا شدّد القرار على مبدأ الحياد قبل الانتخابات المقبلة؛ لأن الانتخابات ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتجديد الثقة وبناء مؤسسات تعكس كفاءة لا مجرّد شعبية.
كما أن إشراك اللجنة الملكية وتوصياتها، والحوارات المفتوحة التي قادتها الحكومة منذ مطلع حزيران، تبعث برسالة أن ما يحدث ليس ارتجالاً، بل خطوة مدروسة ضمن مسار إصلاحي متكامل. فنحن أمام حكومة لا تُدير ظهرها للمؤسسات، بل تُعيد هيكلتها بما يليق بتطور الدولة، وتحديات المرحلة، ومتطلبات العقد الاجتماعي الجديد.
والأهم من ذلك، أن القرار يُمهّد الطريق لإعادة إنتاج التشريعات الناظمة للعمل البلدي والمحلي، بما يعزز مبادئ الشفافية والحوكمة الرشيدة، وهي مفاهيم ظلت لعقود تُستخدم كشعارات، لا كمنهج إداري ملزم. أما اليوم، فإن القرار يدلّ على أن هذه المفاهيم أصبحت من صميم برنامج الدولة، لا من هوامشه.
ما ينبغي على القوى السياسية والاجتماعية فعله اليوم هو استيعاب اللحظة، والمشاركة الجادّة في الحوارات المقبلة حول التشريعات والسياسات البلدية، لأن إعادة الهيكلة لا تنجح بالحكومة وحدها، بل بتكامل الإرادات الوطنية. فالتحدي ليس في هدم القديم، بل في بناء الجديد على أساس صلب لا تزعزعه الحسابات الضيقة أو النزعات المناطقية.
لقد آن أوان أن يتعامل الأردنيون مع العمل البلدي والمحلي باعتباره ركيزة في بناء دولة المؤسسات، لا مجرد محطة انتخابية موسمية. وما فعلته الحكومة اليوم هو أنها طرقت جدار الصمت، وقالت بوضوح: «نعم، نعيد النظر لنُصلح، لا لنُعطّل».

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غوتيريش: السلام في فلسطين يجب أن يقوم على اساس حل الدولتين
غوتيريش: السلام في فلسطين يجب أن يقوم على اساس حل الدولتين

الانباط اليومية

timeمنذ 42 دقائق

  • الانباط اليومية

غوتيريش: السلام في فلسطين يجب أن يقوم على اساس حل الدولتين

الأنباط - أكد أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الليلة الماضية أن السلام في فلسطين يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين. وأضاف غوتيريش، في كلمته أمام قمة "بريكس" في البرازيل، أن السلام يبدأ أيضا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية بحرية ودون عوائق، وإنهاء الضم المدمر وأعمال العنف في الضفة الغربية. كما عبر عن قلقه بشكل خاص من تسليح الذكاء الاصطناعي، في عالم "أصبح فيه السلام أكثر إلحاحا من أي وقت مضى"، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي يتطلب استجابة متعددة الأطراف، تقوم على العدالة وحقوق الإنسان. وقال غوتيريش " لا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي حكرا على قلة من الناس، بل يجب أن يستفيد منه الجميع، وبشكل خاص الدول النامية التي يجب أن يكون لها صوت حقيقي في حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية. وأشار الى أنه سيقدم قريبا تقريرا يحدد خيارات التمويل التطوعي المبتكرة لدعم بناء القدرات في الذكاء الاصطناعي في البلدان النامية، مضيفا انه لا يمكننا إدارة الذكاء الاصطناعي بفعالية وعدالة دون مواجهة الاختلالات الهيكلية العميقة في نظامنا العالمي. وأضاف أنه سيقدم قريبا تقريرا يتضمن خيارات مبتكرة للتمويل الطوعي، تهدف إلى دعم بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي في البلدان النامية. وأكد غوتيريش أن إدارة الذكاء الاصطناعي بشكل عادل وفعال تقتضي مواجهة الاختلالات الهيكلية العميقة في النظام العالمي القائم.

لبنان: عشرة جرحى في غارات إسرائيلية
لبنان: عشرة جرحى في غارات إسرائيلية

الانباط اليومية

timeمنذ 43 دقائق

  • الانباط اليومية

لبنان: عشرة جرحى في غارات إسرائيلية

الأنباط - قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن غارة إسرائيلية على بلدة برج رحال في قضاء صور، أمس، أسفرت عن إصابة تسعة مواطنين بجروح، فيما أدت الغارة على بلدة الزرارية بقضاء صيدا، إلى إصابة طفلة بجروح بليغة استدعت إدخالها العناية الحثيثة. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في بيروت بأن الجيش الإسرائيلي وسع نطاق غاراته على جنوب لبنان والبقاع في تصعيد يأتي عشية وصول المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم برّاك، إلى بيروت. ويُنتظر أن يجري برّاك سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، يتسلّم خلالها الرد الرسمي اللبناني على الورقة الأميركية، التي تنص على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وبحسب ما أفاد مصدر امني لبناني، تقدمت قوة إسرائيلية ليلا من منطقة خلة وردة الحدودية مع لبنان ووصلت إلى محيط مبنى بلدية عيتا الشعب". -- (بترا)

بلدية غزة: أكثر من 250 ألف طن من النفايات تتكدس في شوارع غزة
بلدية غزة: أكثر من 250 ألف طن من النفايات تتكدس في شوارع غزة

الدستور

timeمنذ 43 دقائق

  • الدستور

بلدية غزة: أكثر من 250 ألف طن من النفايات تتكدس في شوارع غزة

غزة-حذر المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، الاثنين، من تفاقم الأزمات الإنسانية والصحية في المدينة، نتيجة الانهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي وجمع النفايات، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وغياب الإمدادات الحيوية. أزمة خانقة في قطاع المياه وأوضح النبيه في حديثه لقناة "المملكة" أن قطاع المياه يعاني من أزمة خانقة، حيث لا يحصل الفلسطينيون إلا على كميات ضئيلة جداً من المياه، وسط تعذر تشغيل محابس المياه المركزية، خصوصا في المناطق الشرقية من المدينة مثل شارع صلاح الدين، بسبب أوامر الإخلاء ومنع الطواقم البلدية من الوصول إليها. وأشار إلى أن البلدية غير قادرة على تشغيل آبار مركزية حيوية مثل بئر الباشا في موقف الزهرة، وآبار الصفا التي تمثل قرابة ربع مصادر المياه المغذية للمدينة. نقص حاد في الوقود يعمق الأزمة وأضاف النبيه أن الوضع تفاقم بسبب النقص الحاد في الوقود، مما أعاق تشغيل الآبار وتزويد لجان الأحياء وأصحاب الآبار المحلية بالوقود اللازم. وأكد أن البلدية لا تشغل حالياً سوى 30 بئراً من أصل 80، في حين تدمّر قرابة 75% من آبار المياه المركزية نتيجة القصف الإسرائيلي، وسط غياب مواد الصيانة وقطع الغيار والمعدات اللازمة لأعمال الترميم. تراكم النفايات وتهديد الصحة العامة وكشف النبيه عن وجود أكثر من 250 ألف طن من النفايات المتراكمة في شوارع مدينة غزة، مع تعذّر جمعها أو ترحيلها إلى المكب الرئيسي في منطقة جحر الديك شرق المدينة، بسبب القصف ومنع الطواقم من الوصول إليه. وأوضح أن البلدية تضطر إلى تجميع النفايات في مكبات عشوائية وغير صحية مثل مكبي فراس واليرموك، مما أدى إلى تفشي الأوبئة والحشرات وخلق بيئة مهددة للحياة، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. تدمير واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية وأكد النبيه أن قرابة 85% من الآليات الثقيلة والمتوسطة التابعة للبلدية تعرضت للتدمير، مما يعيق تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، مثل جمع النفايات، وفتح الطرق المغلقة، وصيانة شبكات المياه. وأضاف أن النقص الحاد في الوقود يزيد من تعقيد الأزمة، ويشل قدرة الجهات المختصة، بما فيها الدفاع المدني ووزارة الأشغال، على التعامل مع تداعيات القصف، بما في ذلك انتشال جثامين الشهداء العالقة تحت أنقاض المنازل المدمرة منذ شهور. وشدد النبيه على أن الوضع الإنساني في غزة يقترب من حافة الانهيار الكامل، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإدخال المعدات والوقود، وتوفير الحماية للطواقم البلدية العاملة في الميدان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store