
البابا تواضروس الثاني يلتقي الدارسين وأعضاء هيئة تدريس الكلية الإكليريكية بالإسكندرية
وفي بداية الاجتماع رحب القمص أندراوس متى وكيل الكلية الإكليريكية بالإسكندرية، بقداسته مثمنًا اهتمام قداسته بخطة العمل بالكلية وعرض لأهم الإنجازات التي تحققت في العام الدراسي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥ إلى جانب إحصائيات لأهم البرامج الدراسية التي قدمت خلال العام ذاته.
فيما قدم القس بيتر نبيل منسق هيئة التدريس، الأساتذة الجدد المنضمين لأعضاء هيئة التدريس بالكلية الإسكندرية بعد حصولهم على درجات علمية (الدكتوراه والماچستير) مؤخرًا. ثم عرض نيافة الأنبا أولوجيوس الأسقف العام لقطاع كنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون، وعضو هيئة التدريس بالكلية، ملخص رسالة الدكتوراه التي حصل عليها في ديسمبر الماضي، وعرض كذلك بعض الباحثين في برامج الماجستير المختلفة، للمواد وطرق الدراسة والهدف منها.
وكرم قداسة البابا الباحثين الحاصلين على الدرجات العلمية، ثم ألقى كلمته، والتي حملت عنوان "الخطية والتوبة في الكتاب المقدس" موضحًا أن الأنبياء الكبار الأربعة تتكامل نبواتهم معًا حيث أنهم يقدمون القدوس المتألم وكيف أن الله بالفداء أحب العالم كله، مقدمين صورة نبوية عن مسيا العهد الجديد وتأمل قداسته في رؤيا العظام اليابسة لحزقيال، (حز ٣٧: ١، ٢)، لافتًا إلى أن هذه العظام تتسم بأربع صفات "يابسة بلا حركة - مبعثرة بلا قوة - يائسة بلا رجاء - مفزعة بلا فرح"، وهذا ما تصنعه الخطية في الإنسان: العجز، اليأس، الاكتئاب، الهم، النظرة السوداوية، فضلًا عن أنها تسلب إرادته.
وأشار قداسته إلى أن الرب يسوع جاء وحول الموت إلى حياة "هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو ٣: ١٦)، والتوبة تعطي الحياة الجديدة "هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِهذِهِ الْعِظَامِ: هأَنَذَا أُدْخِلُ فِيكُمْ رُوحًا فَتَحْيَوْنَ. وَأَضَعُ عَلَيْكُمْ عَصَبًا وأَكْسِيكُمْ لَحْمًا وَأَبْسُطُ عَلَيْكُمْ جِلْدًا وَأَجْعَلُ فِيكُمْ رُوحًا، فَتَحْيَوْنَ وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ" (حز ٣٧: ٥، ٦) فالله يعطي أولاده بالتوبة كما ذكر حزقيال:
١- عَصَبًا: الإحساس يرجع بالتوبة حيث أن الخطبة تفقد الإنسان الحس.
٢- لَحْمًا: العضلات رمز القوة الروحية بعد أن أضعفت الخطية الإنسان.
٣- جِلْدًا: رمز للستر وحماية الله للإنسان التائب.
٤- رُوحًا: أي الحياة بعد موت الخطية.
حضر الاجتماع صاحبا النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا أولوجيوس، والقمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
مات بين يدي الله.. مؤذن يرحل أثناء صلاة المغرب في المسجد
خيم الحزن على أهالي قرية "أبوهندي" بمحافظة الشرقية في مصر ، بعد رحيل الشيخ أحمد إسماعيل محمد رجب، مؤذن مسجد "فاطمة"، الذي وافته المنية داخل المسجد أثناء تأدية صلاة المغرب، لينال ما تمناه طوال حياته: حسن الخاتمة. الشيخ أحمد، الذي قضى أكثر من 25 عامًا مؤذنًا بوزارة الأوقاف، خرج من منزله كعادته متوضئًا، متجهًا إلى عمله ساعيًا للرزق الحلال، يؤدي رسالته النبيلة ويلبي نداء الصلاة. وفي مشهد مؤثر، لفظ أنفاسه الأخيرة وهو واقف بين يدي الله أثناء الصلاة، بعد أن بدأ في تلاوة سورة قصيرة، فتوقفت الدنيا من حوله، وارتفعت روحه الطاهرة في لحظة روحانية تهتز لها القلوب. وأكد فرحات المهدي، ابن عم الراحل، أن الفقيد كان مثالاً للخلق الرفيع، معروفًا في قريته بسيرته الطيبة، وحرصه على خدمة الجميع دون مقابل، مضيفًا: "كان محبوبًا من الكبير والصغير، ولم يُرَ يومًا إلا وهو يبتسم". من جانبه، نعى الدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل وزارة الأوقاف، الفقيد، مشيدًا بحسن سيرته وأخلاقه، قائلاً: "مات في عمله، ورُزق حسن الخاتمة في صلاته، فما أجملها من نهاية طيبة! خالص العزاء لأسرته وأهله ومحبيه". امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والدعاء، حيث تحولت حسابات أبناء القرية ومحبيه إلى دفتر عزاء مفتوح، يجتمع فيه الجميع على كلمة واحدة: "رحل الطيب.. ورزقه الله أجمل الختام" aXA6IDgyLjI3LjIyMi43MyA= جزيرة ام اند امز CH


الاتحاد
منذ 15 ساعات
- الاتحاد
دعوة للتفكير في حضرة النص
دعوة للتفكير في حضرة النص كثيراً ما يُحتفى بالنصوص، وتُحفظ المتون، وتُستعرض الفتاوى، ثم يُسدل الستار على العقل وكأنّه أدى مهمتَه وانصرف. غير أن التدبر الصادق يُلزمنا أن نتوقف مليّاً: هل يمكن لنصٍ أن يؤدي وظيفتَه إذا قُدِّم له عقلٌ لا يسأل، ولا يتأمل، ولا يزن، بل يكتفي بتكرار ما قيل، ولو تغيّر ما كان يُقال فيه؟ وهل يَثبت الدين في الوجدان والفكر، إذا غاب الوعي الذي يمنحه المعنى، ويُجدّد صلتَه بالواقع والإنسان؟ العقل في المنظور الإسلامي ليس جهازاً حياديّاً، بل هو آلة الفهم، ومناط الخطاب، وشريك أصيل في بناء المعرفة. وليس صدفةً أن يُخاطِب القرآنُ الإنسانَ بنداءات متكررة: «أفلا تعقلون»، «أفلا تتفكرون»، «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون».. إلخ. فالدعوة إلى النظر والتعقل ليست مزيّةً إضافيةً، بل ضرورة تكوينيةً في فهم الدين، وفي إنزاله على الوقائع، وفي تحريره من الجمود والتكرار. وليس في تاريخ الإسلام شاهد أبلغ من المدارس العلمية الكبرى التي لم تفصل بين النص والعقل، بل جعلت مِن العقل أداةَ تفكيك، ومن النص مادةَ بناء، ومن الواقع ميداناً للتنزيل. لقد كان الغزالي، والجويني، وابن رشد، وابن عاشور، وغيرهم، يمارسون التفكيرَ في النص، لا حوله فقط، ويُحاورون الوحيَ بالعقل، لا ضده، ويعتبرون أن فقه الشريعة لا يستقيم دون نظرٍ في المآلات، وفهمٍ للمقاصد، وإدراكٍ لسياقات الإنسان والمجتمع. لكنّ ما نلاحظه اليوم هو تنامي ظاهرة تقديم الشكل على المعنى، والحرف على المقصد، والجزئي على الكلّي، وكأن التفكير أصبح عبئاً لا فضيلةً، نقيصةً لا فريضةً! فنرى من يحتدّ في مسائل جزئية –كمسألة في هيئة اللباس أو سُنّة ظاهرية– ويغفل عن قضايا العدالة، وكرامة الإنسان، واستقامة المعاملات، وتحصين الأمة من الانهيار القيمي والمعرفي. وقد يتحوّل هذا الميل إلى الجدل الظاهري عن غير وعي، أي إلى عائق أمام نهضة حقيقية تُنير العقولَ وتفتح أفقاً للاجتهاد الخلاق. الخلل هنا ليس في النصوص، وإنما في غياب التفكير المؤسّس الذي يُعيد ترتيب القضايا، ويحرّر العقلَ المسلمَ مِن التبعية لنمط تدين مشروط بظاهر التقليد لا بروح المقصد. وهذا لا يعني الاستهانةَ بالظاهر، ولكن رفض تحويله إلى معيار جامع مانع يُفصل به بين الإيمان والنفاق، بين الصلاح والفساد.. في مشهد يهيمن عليه التصنيفُ بدل الفهم، والتكفيرُ بدل التقدير. إن التحدي الحقيقي ليس في كثرة المسائل، ولكن في ندرة المفكرين القادرين على إعادة بناء العلاقة بين النص والعقل. وما لم نستأنف هذا المشروعَ، فسنظل نستهلك الفقه ولا نجتهد فيه، نردّد الأقوال ولا نحرّر مقاصدها، نحفظ النصوص دون أن نسائلها بمنطق الزمان ومتغيراته. التفكير ليس خصيصة الفلاسفة ولا النخب فقط، بل مطلباً شرعياً، ومقتضى إيمانياً، وعلامة حياة. وكما قال الحسن البصري: «ما زال أهل العلم يَفكرون حتى نطقوا»، والساكت عن التفكير، هو في أحد الوجوه ساكت عن واجب شرعي، وفاعلٌ في ترسيخ التقليد الذي لا ينتج وعياً ولا يُثمر تغييراً.لهذا، فالدعوة اليوم ليست إلى استيراد أفكار جاهزة، ولا إلى تكرار مصطلحات مقطوعة عن واقعها، بل إلى إعادة بناء الفكر من أساسه: عقلٌ يعقل، ونصٌ يُنار به، وواقعٌ يُراعَى في تنزيل الأحكام. تلك هي أركان النهضة التي لا تقوم على الحفظ وحده، ولا على الانفعال وحده، بل على النظر الموزون، والاجتهاد المقاصدي، والتجديد المنضبط. وبدون ذلك ليس بعيداً أن يتحول الدين إلى صوت باهت في عالم متغير، إن لم نحسن التفكيرَ فيه، لا للدفاع عنه، بل لإظهاره في صورته الجامعة بين الحق والرحمة، بين النص والتاريخ، بين الله والإنسان. *أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة


البوابة
منذ 21 ساعات
- البوابة
أفضل دعاء للرزق بالولد وفقًا للقرآن والسنة
الرزق في مفهومه الإسلامي ليس مقصورًا على المال وحده، بل يتسع ليشمل النعم كلها، من صحة وسكينة ورضا وعلم وستر، وحتى الأبناء، ومن بين هذه الأرزاق، تبقى الذرية الصالحة من أعظم ما يتمناه الإنسان، وقد ورد في كتاب الله أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وهذا ما يجعل الدعاء بالأبناء دعاءً حاضرًا في قلوب المؤمنين ليل نهار، طمعًا في هبة ربانية عظيمة لا تُقدّر بثمن. الدعاء بالذرية في هدي النبي ﷺ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا دائمًا حسن الظن بالله، والتعلق ببابه عند الشدائد، والاستسلام لأمره دون يأس أو قنوط، ففي الحديث الشريف الذي رواه مسلم، كان صلى الله عليه وسلم يقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، وهو دعاء شامل لكل أبواب الرزق، ومنها الذرية. أفضل دعاء للرزق بالولد • اللهم هب لي من لدنك وليًا، واجعله من الصالحين. • اللهم ارزقني ولدًا تقيًا ذكيًا، سليم الخَلق والخُلق، واجعل عاقبته إلى خير. • يا رب العرش العظيم، بعزتك التي لا تُرام، وبنورك الذي ملأ أرجاء عرشك، ارزقني الولد الصالح. • اللهم كما بشرت زكريا بيحيى، وكما رزقت مريم بعيسى دون حول منها ولا قوة، ارزقني ذرية صالحة طيبة معافاة. • رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين، رب هب لي من لدنك ذرية طيبة، إنك سميع الدعاء. • ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إمامًا. أدعية استفتاح الحمل والإنجاب الطلب من الله بالحمل ليس أمرًا دنيويًا فقط، بل هو رجاء روحي يلتمس الرحمة الإلهية، ومن الدعاء المبارك في هذا المقام: • اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد. • اللهم إني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فارزقني الذرية الصالحة، وارزق بها كل مشتاق. • اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، أن ترزقني الذرية الصالحة. • رب لا تذرني فردًا، وأنت خير الوارثين. • لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم ارزقني ذرية صالحة عاجلًا غير آجل. أدعية للمولود الجديد إذا من الله بالذرية، فالدعاء لها بالرعاية والحفظ والهداية هو أقل ما نقدمه، ومن أجمل الأدعية: • بارك الله لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورُزقت بره. • اللهم أنبته نباتًا حسنًا، واجعله قرة عين لوالديه، واحفظه من كل سوء. • بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن شر كل حاسد ونفس، بسم الله والله يشفيك. • اللهم اجعله من الصالحين، البارين، الداعين بدينك، الحافظين لكتابك، واملأ قلبه نورًا وإيمانًا. أدعية لتيسير الولادة مع اقتراب موعد الولادة، تشتد الحاجة إلى الدعاء بأن يجعل الله الأمر يسيرًا، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الحث على الدعاء في أوقات الشدة، ومن الأدعية المأثورة: • آية الكرسي، وسورة الأعراف آية 54، وسورة البقرة آية 286. • اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. • اللهم يسر ولادتي، وقر عيني بمولودي، واجعله من أهل السعادة في الدنيا والآخرة. • اللهم اجعل ولادتي بردًا وسلامًا علي، كما جعلت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم. الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو تجلٍ صادق لحاجة ملحة في قلب مؤمن يعلم أن مفتاح الأرزاق بيد الله وحده، فليكن لسانك رطبًا بذكره، وقلبك متعلقًا برحمته، وتذكر دومًا: "ادعوني أستجب لكم".