logo
تحولات الدراما السعودية مـن «طاش البساطة» إلى العمق!

تحولات الدراما السعودية مـن «طاش البساطة» إلى العمق!

الرياض٢٠-٠٧-٢٠٢٥
شهدت الدراما السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولًا نوعيًا يعكس تطور المشهد الثقافي والاجتماعي للمملكة، حيث لم يعد تصوير الأدوار مقتصرًا على القوالب التقليدية، بل أصبحت الدراما مساحة لإعادة صياغة الهوية الوطنية، عبر نماذج تعبر عن تنوع المجتمع وتناقضاته وتطلعات أفراده، والتي تعكس وعيًا متزايدًا من صناع المحتوى، بأهمية تقديم أدوار معاصرة قادرة على التواصل مع جمهورها، وإعادة تشكيل العلاقة بين الشاشة والمشاهد بطريقة أكثر صدقًا وعمقًا.
قبل سنوات، كانت الأدوار تميل إلى تصوير الحياة في بيئات مختلفة داخل المملكة، وبأساليب مختلفة تعكس الحالة الاجتماعية في تلك المرحلة، نفس مايحدث اليوم.! فمع تسارع عجلة الإنتاج الدرامي المحلي، بات من اللافت حجم التغيير الذي طرأ على الساحة، وطبيعة الأدوار وأسلوب عرضها، والتي تحولنا من نماذج نمطية إلى نماذج وواقع متعددة الأوجه والمسارات والألوان، في تنوعنا الجغرافي والثقافي والاجتماعي.
هذا التطور والانفتاح على الإنتاج، كان أكثر نضجًا على المستوى الدرامي، وتفهمًا لتحولات المجتمع، كلنا نتذكر ما أحدثه في ذاكرتنا مسلسل "طاش ما طاش"، والذي يعد مثالًا بارزًا على هذا التحول، حيث عرض عبر سنوات طويلة قضايا اجتماعية مختلفة، برز فيها تنوع الأدوار التي تمثل المجتمع السعودي وأطيافه، من خلال تناول القضايا اليومية بأسلوب كوميدي ساخر، وأحيانًا جاد، ساهم في تعديل وتغير بعض من القرارات والموروثات، إضافة إلى أنه كان حالة تقدمية مستشرقاً في بعض القضايا والانفتاح المجتمعي، وإضافة إلى مسلسل"كلنا عيال قرية" والذي لامس الواقع بشكل واضح.. هي نفس الخطوات في الأعمال الحديثة، التي تجسد صراعات الجيل الجديد مع متغيرات الحياة المعاصرة، وتعبر عن التحولات التي يعيشها الفرد في مجتمع يتسارع نحو التطور.
كنا في عقود ماضية، نستعين بالمرأة الممثلة خليجياً، حتى نستطيع أن ننتج أعمالنا المحلية، نادراً أن تجد ممثلة سعودية في فترة ماضية، لكن في ظل هذا الانفتاح الثقافي، الذي ساهم في وصول المرأة السعودية لتبرز إمكانياتها وموهبتها، لتظهر بشكل لافت على مستوى الدراما وتعبر هي الأخرى عن واقع جديد من التحديات والآمال، كذلك الأعمال الكوميدية ساهمت في تسليط الضوء على التحولات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع السعودي، هذه التحولات لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة نضوج فني بدأ يتكون خلال السنوات القليلة الماضية، بدعم وطني، ومبادرات تدريبية، وفرص إنتاجية أوسع، حيث لم يعد المخرج أو الكاتب مضطرًا إلى اختزال المجتمع في شخصية واحدة، ولا المنتج ملزمًا بإرضاء نمط جماهيري واحد، أصبح من الممكن أن يرى المشاهد نفسه أو جزءًا من محيطه، في الشخصيات المعروضة، بكل تناقضاتها وتعقيداتها، وأصبحت الدراما اليوم نقطة نضج لافتة، تجاوزت فيها حدود التجريب إلى مرحلة الإنتاج المتقن والتعبير العميق، فكل عمل جديد يكشف وجهاً مختلفاً من وجوه المجتمع، ويروى حكايات تحمل نبض الواقع وتفاصيل الإنسان كما هو، بتنوعه ووعيه وتحولاته، كما أنها ليست مجرد طفرة إنتاجية، بل مسار ثقافي متصاعد يعكس حضورًا فنيًا أصبح ينافس بثقة، ويضع بصمته في مشهد درامي عربي واسع، وينتظر أن يكون له تأثير أكبر في السنوات المقبلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رياض محرز: أشعر أنني أقرب إلى الله في السعودية.. واللعب بجوار ميسي «حلم»
رياض محرز: أشعر أنني أقرب إلى الله في السعودية.. واللعب بجوار ميسي «حلم»

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

رياض محرز: أشعر أنني أقرب إلى الله في السعودية.. واللعب بجوار ميسي «حلم»

تحدث نجم الأهلي رياض محرز عن جوانب عدة من تجربته الاحترافية في دوري روشن السعودي، وذلك في حوار موسع مع منصة «CARRE». وعبّر في البداية عن ارتياحه وأسرته بالحياة في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن نمط الحياة مناسب لدينه وثقافته، وقال: «المساجد هنا في كل مكان، هنا تشعر بأنك أقرب إلى الله، كما أنني في السعودية أحظى بقضاء وقت أكبر مع عائلتي لأن التدريبات تكون عادة في المساء، من ناحية المساجد كانت متوفرة أيضاً في إنجلترا وكان الوضع جيداً، لكن في فرنسا رغم وجود المساجد إلا أن احترام الممارسات الدينية أقل مقارنة بإنجلترا». وأشار رياض محرز إلى أنه لم يشعر يوماً بالندم على اختيار تمثيل منتخب الجزائر على منتخب فرنسا، مؤكداً: «أنا جزائري القلب والروح، ومنذ بدايتي كنت أعرف أنني سأمثّل الجزائر حتى لو أتيحت لي فرصة اللعب مع فرنسا، كنت سأرفض»، إلا أنه في الوقت ذاته كشف عن أنه كان يتمنى مزاملة النجم كريم بنزيما في منتخب الجزائر، إلا أن بنزيما اختار تمثيل منتخب فرنسا بدلاً من ذلك، وأضاف: «كريم من أفضل اللاعبين في العالم، ولياقته عالية رغم سنّه. كنا سنشكّل ثنائياً رائعاً، لكن للأسف هو يلعب مع المنافس التقليدي لفريقي». وتطرق رياض محرز إلى إمكانية قدوم النجم الكبير ليونيل ميسي إلى الدوري السعودي، مشيراً إلى أن هذا الأمر بمثابة حلم بالنسبة له أن يلعب إلى جواره. أخبار ذات صلة

السعودي خالد المبطي يقفز حواجز أوروبا ويُتوج ثالثاً في الجائزة الكبرى
السعودي خالد المبطي يقفز حواجز أوروبا ويُتوج ثالثاً في الجائزة الكبرى

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

السعودي خالد المبطي يقفز حواجز أوروبا ويُتوج ثالثاً في الجائزة الكبرى

في كل مشاركة يضع الفارس السعودي خالد المبطي بصمته في المحافل الدولية، ويرفع خلالها علم المملكة العربية السعودية خفاقاً، ويؤكد علو كعب الفروسية السعودية، وأنه قادر على مقارعة أقوى الفرسان العالميين، ففي بطولة «ڤالكينز فارد» الدولية بهولندا من فئة 4 نجوم، ضمن مشاركته في بطولات الموسم الأوروبي، استطاع المبطي أن يُتوج بالمركز الثالث في الشوط المؤهل للجائزة الكبرى ارتفاع (150 سم) على الجواد «Davenport vdl» وبزمن وقدرة «75.1 ثانية»، كما حقق في شوط الجائزة الكبرى ارتفاع (155 سم) المركز الرابع على الجواد «Spacecake»، بعد أداء أكثر من رائع صفقت له الجماهير الحاضرة طويلاً، تقديراً للمستوى الراقي الذي قدمه في البطولة حتى الآن. يُذكر أن الفارس خالد المبطي كانت انطلاقته في عمر 16 عاماً، ومثّل منتخب الفروسية، وتُوّج بالميدالية الذهبية «فردي» و«فرق» في بطولة الخليج للكبار، وهي نقطة انطلاقته الحقيقية نحو الألقاب الكبرى، وتُوّج بفضية «الفردي» وبرونزية «الفرق» في دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة في عشق آباد 2017، وبعدها بعام توشّح الذهب في دورة الألعاب الآسيوية بجاكرتا 2018، وشارك في نهائيات كأس العالم للفروسية 2019 و2024، كما ساهم في تأهل المنتخب السعودي إلى أولمبياد باريس 2024، وأدى أداءً مشرفاً في منافسات الفرق المختلطة. ويعتبر المبطي نموذجاً للفارس السعودي الطموح، يجمع بين الإرث الأصيل والاحتراف الرياضي، وتُظهر مسيرته التزاماً وإصراراً واضحاً منذ البدايات، وقدرته على المنافسة على أعلى المستويات بما يرفع اسم المملكة عالياً، ولديه مستقبل واعد وتطلعات لتحقيق المزيد للفروسية السعودية عالمياً. أخبار ذات صلة

مونديال الرياضة الإلكترونية: «أوبتك» يهيمن على المشهد في «كول أوف ديوتي»
مونديال الرياضة الإلكترونية: «أوبتك» يهيمن على المشهد في «كول أوف ديوتي»

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

مونديال الرياضة الإلكترونية: «أوبتك» يهيمن على المشهد في «كول أوف ديوتي»

شهدت العاصمة السعودية الرياض مساء الأحد ختاماً حافلاً لمنافسات لعبة «كول أوف ديوتي: بلاك أوبس 6» ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية، حيث اجتمع الحضور الجماهيري الكبير والتفاعل العالمي في «بوليفارد رياض سيتي» لرؤية تتويج جديد يُضاف إلى سجل البطولة. وجاء التتويج من نصيب فريق «أوبتك»، الذي قدّم عرضاً مقنعاً ومهيمناً أمام منافسه «فانكوفر سورج»، ليفوز عليه بنتيجة 4 - 1 في النهائي الكبير، ويعتلي منصة التتويج عن جدارة، بعد مشوار كامل لم يعرف خلاله طعم الخسارة. أداء «أوبتك» اتسم بالثبات التكتيكي، والانضباط الجماعي، والمهارات الفردية اللافتة، ما منحه التفوق في كل مراحل اللقاء الحاسم، وأكد سيطرته على مجريات المنافسة منذ بداية البطولة وحتى لحظة الحسم. جاء التتويج من نصيب فريق «أوبتك» الذي قدّم عرضاً مقنعاً (الشرق الأوسط) في مباراة تحديد المركز الثالث، كانت الإثارة حاضرة حتى اللحظة الأخيرة، حيث نجح فريق «موفيستار كوي» في حسم المواجهة أمام «هيريتيكس» بنتيجة 3 - 2، في لقاء متكافئ اتسم بالتقلبات والتكافؤ، لكن كلمة الحسم كانت لصالح «كوي» الذي أظهر روحاً قتالية وأداءً منضبطاً أكسبه الميدالية البرونزية، ورسّخ مكانته بين نخبة الفرق على مستوى العالم. واختُتمت فعاليات اليوم الأخير بعرض ضوئي مبهر من الألعاب النارية، أضاء سماء «بوليفارد رياض سيتي» وسط تفاعل واسع من الجماهير واللاعبين، ليكون ختام البطولة احتفالاً بنجاحها الفني والتنظيمي، وبما شهدته من تنافس قوي جمع أقوى الفرق وألمع الأسماء في مشهد الرياضات الإلكترونية العالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store