
من الفوضى إلى الشلل... لبنان يدفع ثمن سوء إدارة ملفٍّ حسّاس و"الآتي أسوأ"!
ويُميّز جرمانوس بين الجانب الإغاثي للنزوح، وبين مسألة اليد العاملة، لافتًا إلى أن "لبنان، حتى ما قبل اندلاع الحرب السورية، كان يعتمد بدرجة كبيرة على العمالة السورية، ولا سيما في قطاعات الزراعة والبناء".
ويحذّر من أن "غياب هذه اليد العاملة سيؤدي إلى انهيار شبه كامل للقطاع الزراعي، فيما يبقى قطاع البناء متوقفًا أساسًا، وغير قادر على النهوض من دون العمال السوريين"، موضحًاأن "الهجرة السورية إلى لبنان كانت في الأساس ذات طابع أمني واقتصادي، ومع تحسّن الأوضاع في سوريا، فإن جزءًا من اليد العاملة سيعود إلى بلاده، إلا أن المشكلة الأعمق، برأيه، تكمن في فوضى سوق العمل اللبناني، وعدم تنظيمه".
ويتساءل جرمانوس: "لماذا تستقدم محطات الوقود في لبنان عمالًا أجانب، بينما لا يُقبل اللبناني على العمل فيها رغم أن الأجور قد تصل إلى 400 دولار، في حين يعمل كعسكري في وظيفة رسمية لقاء 100 أو 200 دولار شهريًا؟".
ويعتبر أن "الأسباب تتجاوز الرغبة الشخصية، لتطال قوانين العمل والضمان الاجتماعي التي يصفها بـ"غير المرنة"، إذ يتحمّل أرباب العمل أعباء كبيرة عند توظيف اللبنانيين، ما يدفعهم إلى الاستعانة بعمالة أجنبية في قطاعات كالمطاعم، والتنظيف، والخدمات المنزلية، ويؤدي هذا التوجه إلى تحويل الأموال بالدولار إلى الخارج، ويعيد إنتاج النموذج الاقتصادي ذاته الذي ساهم في تفاقم الأزمة اللبنانية".
ويشدّد جرمانوس على "ضرورة إصلاح قانون العمل، مقترحًا إدخال نماذج أكثر مرونة، كاعتماد الأجور حسب الساعة بدلًا من العقود الثابتة، ما من شأنه أن يفتح الباب أمام الجمعيات والأفراد للعمل الجزئي، ويحفّز تشغيل اليد العاملة اللبنانية ضمن بيئة منظمة تخلق فرص عمل يومية مرنة ومجدية".
ويُنبّه إلى أن "الاقتصاد اللبناني لا يمكنه الاستمرار دون العمالة السورية، التي تلعب دورًا أساسيًا في الزراعة، والبناء، والنقل، والخدمات اليومية والهندسية"، مؤكدًا أن "اللبناني غالبًا ما يرفض العمل في هذه القطاعات رغم أن أجورها تفوق أحيانًا الوظائف الرسمية، وهو ما يجعل من الضروري تنظيم سوق العمل وتحديث التشريعات المعنية، لا سيما قوانين العمل والضمان، لتمكين اللبنانيين من دخول هذه المجالات دون الإخلال بالتوازن الاقتصادي".
وفي ختام حديثه، يلفت جرمانوس إلى أن "جزءًا كبيرًا من الخلل يكمن في غياب المراسيم الحكومية، موضحًا أن السلطة التنفيذية تمتلك صلاحية إصدار المراسيم لتفعيل السياسات، غير أن هذا المسار متوقف منذ زمن طويل، ما يعرقل تطبيق عدد من السياسات الضرورية لإصلاح سوق العمل ومعالجة ملف النزوح بشكل فعّال".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة اللاجئين
منذ 33 دقائق
- بوابة اللاجئين
بيانات "إسرائيلية" تظهر تدفق الخضراوات والفواكه من الأردن إلى كيان الاحتلال
كشفت تقارير "إسرائيلية" قائمة بحجم الصادرات الغذائية التي صدرتها دول عربية أبرزها الأردن ومصر والإمارات والمغرب وتظهر تدفق العشرات من أصناف الخضراوات والفواكه إلى كيان الاحتلال خلال شهر يونيو/ حزيران 2025 في الوقت الذي يعاني فيه سكان قطاع غزة من مجاعة حادة لا تزال تحصد أرواح العشرات من الأطفال والبالغين يومياً. وتُظهر بيانات وزارة الزراعة "الإسرائيلية" أنه خلال الفترة من 3 يونيو/ حزيران حتى 21 يوليو/ تموز 2025، دخل إلى "إسرائيل" 791 طنا من الطماطم والفلفل قادمة من الأردن، توزعت على، 695 طنا من الطماطم، 96.5 طنا من الفلفل. ويأتي ذلك رغم إعلان عمّان في أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول 2024 وقف تصدير هذه المنتجات بعد مزاعم "إسرائيلية" بوجود كوليرا في مياه نهر اليرموك التي تُستخدم للري، وهي المزاعم التي نفتها الحكومة الأردنية حينها بشكل قاطع. ورغم إعلان الحكومة الأردنية في وقت سابق وقف تصدير المنتجات الزراعية إلى "إسرائيل"، أكدت لاحقًا أن القرار لا يشمل القطاع الخاص، في ظل غياب تشريع أو آلية قانونية تمنع التجار الأردنيين من تصدير الخضروات أو المنتجات الغذائية الأخرى إلى السوق "الإسرائيلي". وأوضح وزير الزراعة الأردني، خالد حنيفات، في تصريحات إعلامية، أنه "لا توجد آلية قانونية تمنع التجار من التصدير"، موجهاً نداءً أخلاقياً لهم بقوله: "لكن نقول لهم، حاولوا أن تتحلوا بقليل من الأخلاق". ورغم الموقف الحكومي المعلن، إلا أن الأرقام تكشف عن تواصل التصدير فقد بلغت كمية الخضروات الأردنية التي دخلت السوق "الإسرائيلي" في شهر يونيو فقط نحو 609 أطنان، في حين أُضيفت 182 طناً أخرى خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو/تموز، ما يعكس استمرار التبادل التجاري بشكل غير رسمي، عبر قنوات القطاع الخاص. وتُظهر البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة "الإسرائيلية" أن الأردن والمغرب برزا كمصدرين رئيسيين للخضروات والفواكه ل"إسرائيل"، دون أن تشمل التقارير كافة الدول العربية المطبعة. وبحسب ترتيب الدول العربية المصدّرة للأغذية ل"إسرائيل" خلال يونيو/حزيران 2025 تصدّرت مصر القائمة بصادرات غذائية بلغت قيمتها 3.8 مليون دولار، وشملت عشرة منتجات رئيسية، من بينها الحبوب والدقيق، القهوة والشاي، الخضروات، السكريات، والفواكه والمكسرات وبلغت قيمة صادرات الخضار والفواكه والأثمار القشرية المصرية وحدها نحو 2.6 مليون دولار. وجاء المغرب في المرتبة الثانية، حيث بلغت قيمة صادراته الغذائية نحو 2.5 مليون دولار، وشملت ستة منتجات رئيسية، أبرزها الخضروات والسكريات ومنتجات من الحبوب وتصدرت منتجات السكريات والحلويات السكرية هذه الصادرات، بقيمة بلغت 1.7 مليون دولار. الإمارات حلّت ثالثًا، بصادرات بلغت 1.04 مليون دولار، وتضمنت الأسماك، منتجات من الخضروات والفواكه، السكريات، وحتى حيوانات حية. الأردن جاء رابعًا، بصادرات غذائية بقيمة 672 ألف دولار، رغم إعلان وقف التصدير الرسمي، في مؤشر واضح على استمرار نشاط التبادل التجاري عبر القنوات الخاصة أما البحرين، فبلغت قيمة صادراتها الغذائية ل"إسرائيل" 47 ألف دولار. وتأتي هذه الأرقام في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لحصار خانق، تسبب في أزمة جوع ومجاعة متفاقمة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة. وكالات


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
تراجع بورصات الخليج مع هبوط النفط وضعف نتائج الشركات الكبرى
اختتمت معظم أسواق الأسهم بمنطقة الخليج تعاملات اليوم الأحد على انخفاض، متأثرة بضعف نتائج الأعمال في حين ألقى تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة بظلاله على توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) مع ترقب المستثمرين قرارات الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة. وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس أمرا تنفيذيا بفرض رسوم بين 10 و41 بالمئة على واردات الولايات المتحدة من عشرات الدول التي لم تتوصل إلى اتفاقات تجارية مع واشنطن قبل مهلة انقضت في أول أغسطس آب. تراجع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 0.8 بالمئة، متأثرا بانخفاض سهم شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو 1.2 بالمئة قبيل إعلان أرباحها الثلاثاء. وهوى سهم شركة جبل عمر للتطوير 5.4 بالمئة بعد أن أعلنت عن خسارة في الربع الثاني. وقد تأثرت الشركة، التي تدير مجمع جبل عمر للفنادق والعقارات قرب المسجد الحرام، بانخفاض إيرادات الفنادق لتسجل خسارة 106 ملايين ريال (28.26 مليون دولار) نتيجة رسوم انخفاض قيمة الأصول مما أدى إلى تراجع مجمل الربح. ومن بين الخاسرين الآخرين، تراجع سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي تملك أرامكو 70 بالمئة منها، 1.2 بالمئة بعد أن سجلت خسارة في الربع الثاني. وعزت شركة البتروكيماويات خسائرها إلى تجنيب مخصصات وانخفاضات في القيمة بنحو 3.78 مليارات ريال نتيجة إغلاق وحدة تكسير في بريطانيا في إطار مراجعة لمحفظتها بغية خفض التكاليف وتحسين الربحية. وانخفضت أسعار النفط، المحرك الرئيسي لأسواق المال الخليجية،دولارين للبرميل يوم الجمعة بسبب مخاوف من احتمال زيادة تحالف أوبك+ الإنتاج في حين غذى تقرير الوظائف الأمريكية الذي جاء أضعف من المتوقع مخاوف الطلب. وذكرت رويترز نقلا عن مصدرين في أوبك+ أن ثماني دول في التحالف اتفقت خلال اجتماع اليوم الأحد على زيادة إنتاج النفط في سبتمبر أيلول 548 ألف برميل يوميا. وفي سياق متصل، هوى سهم شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس (لوبريف) 10 بالمئة، في أكبر انخفاض خلال يوم واحد منذ إدراجها في ديسمبر كانون الأول 2022 بعد تراجع أرباحها الفصلية 18 بالمئة. وفي قطر، انخفض المؤشر الرئيسي 0.8 بالمئة، وتراجع سهم مصرف قطر الإسلامي 1.8 بالمئة. وخارج منطقة الخليج، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.2 بالمئة، مدعوما بصعود سهم الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) 3.2 بالمئة.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
واشنطن بوست: غزة تلقت 10% فقط من المبلغ الذي ذكره ترامب
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام من مطبخ خيري، وسط أزمة جوع، في مدينة غزة، 28 يوليو 2025. رويترز كشفت صحيفة واشنطن بوست، أن قيمة المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى قطاع غزة تبلغ 3 ملايين دولار، وليس كما صرح الرئيس دونالد ترامب بأن قيمتها وصلت إلى 60 مليون دولار. وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته مساء السبت، أن حجم المساعدات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى غزة في الأسابيع الأخيرة أقل بكثير من الرقم الذي تلفظ به ترامب. أكد التقرير نقلا عن مصادر إقليمية وتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية، أنه لم يتم تحويل سوى 3 ملايين دولار إلى مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية التي تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة وإسرائيل. وأشار التقرير إلى أن تصريح ترامب الذي قال 'أرسلنا 60 مليون دولار كمساعدات غذائية لغزة' غير صحيح، وأن وزارة الخارجية الأمريكية صححت هذا الرقم مرتين، مبينة أنه تم تخصيص 30 مليون دولار فقط. وذكرت الصحيفة أن المصادر أشارت إلى أن 10 بالمئة فقط من هذا المبلغ، أي ما يعادل 3 ملايين دولار، تم تحويله إلى مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة. يذكر أن ترامب صرّح طيلة الأسبوع الماضي بأن بلاده أرسلت مساعدات إلى غزة بقيمة 60 مليون دولار، لكنه اشتكى من عدم تلقي واشنطن أي شكر مقابل ذلك. وأمس السبت، قالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الضحايا المجوعين من منتظري المساعدات بلغت 'ألفا و422 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف إصابة' منذ 27 مايو الماضي. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات 'كارثية'. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.