
ترامب يتحدث عن الوضع في غزة ويشير إلى ضرورة اتخاذ إسرائيل قرارها المقبل
أكد الرئيس الأمريكي أهمية أن تتخذ إسرائيل قراراً حاسماً بشأن قطاع غزة، مشيراً إلى أن الوضع هناك أصبح 'فظيعاً للغاية'، بسبب انتشار 'السرقة والفوضى' التي تعيق إيصال المساعدات الإنسانية، محذراً من أن أحداً لا يعلم ما قد يحدث لاحقاً.
ترامب يتحدث عن الوضع في غزة ويشير إلى ضرورة اتخاذ إسرائيل قرارها المقبل
مواضيع مشابهة: هل يوافق نتنياهو على هدنة في غزة تمهيداً لحرب جديدة ضد إيران؟
وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة أنفقت حوالي 60 مليون دولار خلال الأسبوعين الماضيين على الغذاء الموجه لغزة، معبراً عن استغرابه من غياب التغطية الإعلامية لهذا الجهد الإنساني.
وأضاف أن واشنطن ستواصل تقديم الدعم الإنساني، رغم الظروف المعقدة، قائلاً: ' سكان غزة يعانون من جوع شديد، ولو كنا مكانهم، لكنا قد متنا جوعاً'
ترامب: حماس تسرق المساعدات الإنسانية في غزة
واتهم ترامب حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية، مستغلة الوضع الإنساني المتدهور داخل القطاع، مما يعقد جهود الإغاثة، رغم الاحتياجات المتزايدة للسكان.
المجاعة في غزة
في سياق متصل، أفادت مصادر إسرائيلية بأن مسؤولين بارزين في تل أبيب تلقوا خلال الأيام الماضية اتصالات متكررة من قادة دول وشخصيات عالمية مؤثرة، تطالب بإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
كما أقر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتلقيه موجة من الرسائل والنداءات من مسؤولين وصحفيين وزعماء يهود حول العالم، تدعو إلى تحرك فوري لاحتواء الأزمة.
لكن إسرائيل حاولت توجيه اللوم نحو المؤسسات الأممية، متهمة إياها بالتقاعس عن توزيع المساعدات، وهو ما نفته تلك المنظمات بشدة، مؤكدة أن العقبات الأساسية تتعلق بالقيود الإسرائيلية المفروضة على المعابر وسلاسل الإمداد.
وفي تصريحات رسمية، شدد هرتسوغ على أن المساعدات لا يجب أن تبقى معلقة أو تقع في أيدي حماس، مشيراً إلى أن إسرائيل طالبت الأمم المتحدة منذ فترة طويلة باتخاذ خطوات أكثر فعالية، في محاولة واضحة لإبعاد المسؤولية عن الحكومة الإسرائيلية.
حركة فتح: لا يوجد ملاذ آمن في غزة
في هذه الأثناء، أعربت حركة 'فتح' عن قلقها الشديد إزاء غياب أي ملاذ آمن في غزة، مؤكدة أن الاحتلال يواصل قصفه المكثف على مختلف مناطق القطاع دون تمييز.
ورغم تعثر الجهود الدولية، هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية حتى بعد تحرير الرهائن، ما يعكس تمسكه بالخيار العسكري كحل رئيسي، رغم الكلفة الإنسانية الباهظة.
وفي محاولة لتجاوز الأطر الدولية، طرحت إسرائيل بدعم من واشنطن مبادرة لإنشاء 'مؤسسة غزة الإنسانية'، تكون بمثابة قناة بديلة لتوزيع المساعدات، بعيداً عن الأمم المتحدة والمنظمات الكبرى.
إلا أن هذه المبادرة واجهت رفضاً قاطعاً من المجتمع الدولي، وتعرضت لانتقادات واسعة دفعت المؤسسة إلى إصدار بيانات توضيحية، لم تفلح في نيل الاعتراف أو الشرعية المطلوبة.
ومع تصاعد الضغط من الداخل والخارج، وجدت إسرائيل نفسها في موقف أكثر عزلة، فالدعم التقليدي من حلفائها الغربيين بدأ يتآكل، مع صدور مواقف علنية تعكس استياءً متزايداً، حتى من شخصيات داعمة مثل ترامب، الذي عبر عن انزعاجه من المشاهد المروعة القادمة من غزة.
مواضيع مشابهة: إسرائيل تنهي عملية عربات جدعون في غزة وتبدأ مرحلة الأسد ينهض
اعتراف بعض الإسرائيليين بمجاعة غزة
ورغم تمسك الخطاب الرسمي الإسرائيلي بنفي وجود مجاعة في القطاع، أقر عدد من المسؤولين بوجود أزمة إنسانية 'معقدة'، في حين ذهب وزراء من الجناح اليميني المتشدد إلى المطالبة بوقف شامل لدخول أي مساعدات، ما يعكس الانقسام المتنامي داخل الحكومة.
وكان لافتاً أن قرار نتنياهو بتخفيف بعض القيود والسماح بمرور مساعدات جزئية قد اتُخذ في غياب أبرز الوزراء المتطرفين، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، مستغلاً عطلة السبت لتمرير القرار دون مواجهة مباشرة معهم.
وفي ظل هذه التناقضات، قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ تهدئة مؤقتة في العمليات العسكرية والسماح بإنزال جوي محدود للمساعدات، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة لتخفيف الضغط الدولي المتزايد، إلا أن هذه الخطوة أثارت في المقابل خلافات داخلية قد تهدد استقرار الائتلاف الحاكم.
ويرى محللون أن تراكم هذه التحديات، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة، قد يدفع حكومة نتنياهو في نهاية المطاف نحو القبول بوقف لإطلاق النار، خصوصاً إذا تضمن صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما قد يوفر له مخرجاً سياسياً يحفظ ماء الوجه أمام الداخل الإسرائيلي ويخفف من حدة الانتقادات الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 25 دقائق
- اليوم السابع
عبد المنعم سعيد: حماس تضلل الرأى العام وتضر بالقضية وتاريخها مليء بالعنف
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسى، إن التظاهرات التى نظمتها حماس أمام السفارة المصرية فى تل أبيب تأتى ضمن حملة ممنهجة لتشويه الدور المصرى التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، واصفًا ما يحدث بأنه تضليل للرأى العام ومحاولة للإضرار بمصر. وأضاف سعيد، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن حماس تمثل عقبة تاريخية أمام إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها عرقلت تنفيذ اتفاق أوسلو عبر عمليات انتحارية أدت إلى صعود اليمين الإسرائيلى بقيادة بنيامين نتنياهو، وأفشلت بذلك مفاوضات الحل النهائى التى كانت قريبة من إعلان الدولة الفلسطينية. وأوضح سعيد أن حماس شاركت فى عسكرة الانتفاضة الثانية بعد مفاوضات كامب ديفيد الثانية، مما أضعف التعاطف الدولى مع القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن الحركة ارتكبت جريمة كبرى بعد ثورة يناير بدعم الإرهاب فى سيناء وحفر الأنفاق لتهريب السلاح والمسلحين، وهو ما كشفه له إسماعيل هنية شخصيًا خلال زيارة لمقر صحيفة "المصرى اليوم". وأكد المفكر السياسى أن حماس لا تعبأ بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، وأنها تسعى لتأجيج الأوضاع الداخلية بالتوازى مع تصريحات متطرفة من وزراء إسرائيليين مثل سموتريتش وبن غفير، معتبرًا أن هذه التصريحات لا تلقى وزنًا دوليًا حقيقيًا، بينما العالم اليوم ينتفض ضد حماس والإخوان المسلمين الداعمين لها. وأشار إلى أن حماس تحاول خلق صورة زائفة عن المقاومة، بينما هى فى الحقيقة تمارس الإيذاء وتدفع الشعب الفلسطينى نحو مزيد من الأزمات، مؤكدًا أن ما تفعله ليس مقاومة بل جريمة تاريخية بحق الفلسطينيين.


أخبار اليوم المصرية
منذ 28 دقائق
- أخبار اليوم المصرية
من غزة إلى المجمع الصناعى العسكرى..أمـريكـا لا تـريـد إنهـاء الحـروب
دينا توفيق فى الوقت الذى تتصاعد فيه أعمدة الدخان من قطاع غزة وسط قصف متواصل ومعاناة إنسانية خانقة تسير المفاوضات الهشة بين إسرائيل وحركة حماس نحو الهاوية، ومع كل جولة دبلوماسية تنهار تتضح ملامح الصورة الأكبر: وهى أنه يبدو أن هناك إرادة حقيقية، لا فى تل أبيب ولا فى واشنطن، لإنهاء الحرب. الرئيس الأمريكى « دونالد ترامب »، يقف بثبات إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، رافضًا أى ضغط دولى يطالب بوقف إطلاق النار أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC. وقد أعلن صراحة معارضته لمبادرة فرنسا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة التى تهدف إلى منح فلسطين عضوية كاملة، موقف يعبر عن انسحاب أمريكى متعمد من أى عملية سياسية ذات مغزى. ووفقًا لشبكة CNN الإخبارية الأمريكية، دعا إسرائيل إلى «إنهاء المهمة»، فى إشارة إلى دعمه لعملية عسكرية أكثر حدة، على الرغم من تصاعد الأزمة الإنسانية فى غزة. ما يثير تساؤلات عن: من لا يريد إنهاء الحروب؟ ومن المستفيد الحقيقى من استمرار الصراعات، سواء فى غزة أو فى أوكرانيا أو الأزمات فى سوريا واليمن والعراق أو غيرها من البؤر الملتهبة التى أصبحت جزءًا من سياسة دائمة يبدو أن لا نهاية لها؟ تدخلات متعددة تأتى هذه التطورات ضمن سياق أوسع من التدخلات الأمريكية - مباشرة أو غير مباشرة - طويلة الأمد ومصالحها الجيوسياسية المعقدة، حيث غالبًا ما يتم تغليب التحالفات الاستراتيجية ومشاريع فرض النفوذ على الخطابات الإنسانية أو الديمقراطية. ووفقًا لـ»مركز ويلسون» السياسى الأمريكى، يجسد الصراع فى غزة هذا النمط، إذ تسهم السياسات الأمريكية فى دعم الأهداف الإسرائيلية المتشددة، مع تهميش المبادرات الدبلوماسية التى تسعى لتغيير الوضع القائم. لذا، فإن السياسات الأمريكية فى غزة تأتى بنتائج عكسية، ولن تؤدى إلا إلى إطالة أمد الصراع فى الشرق الأوسط. ليست هذه المرة الأولى التى تكون فيها الولايات المتحدة طرفًا مباشرًا أو غير مباشر فى صراعات ممتدة. فمنذ الحرب العالمية الثانية، تدخلت واشنطن عسكريًا فى أكثر من 30 بلدًا، وتحولت الحروب إلى سياسة دائمة لا تنتهى إلا لتبدأ من جديد. لكن من يحرك هذه الدوامة؟ ولماذا تستمر؟ وفقًا لعدد من التحقيقات الاستقصائية والدراسات الأكاديمية، يمكن فهم هذه الديناميكية من خلال ما يُعرف بـ«مجتمع الحرب المؤيد فى أمريكا» (American Pro-War Community)، وهو تحالف معقد يجمع بين شركات تصنيع الأسلحة، مقاولى الدفاع، مراكز الأبحاث، جماعات الضغط، السياسيين، والإعلام. شبكة مصالح مترابطة تستفيد من الحرب، بل وتعمل على إنتاج أسباب استمرارها. فى قلب هذه المنظومة تقف شركات السلاح العملاقة مثل «لوكهيد مارتن»، «رايثيون»، «بوينج»، و»نورثروب جرومان»، التى تجنى مئات المليارات من الدولارات سنويًا عبر تصنيع وبيع الأسلحة للجيش الأمريكى ولحلفاء واشنطن حول العالم، بما فى ذلك إسرائيل. فى 2024، بلغت ميزانية الدفاع الأمريكية حوالى 841 مليار دولار، وفقًا لموقع وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون». وقد أقرّ الكونجرس هذه الميزانية، والتى تضمنت زيادة بحوالى 28 مليار دولار مقارنة بـ2023، وشملت تمويلات لبرامج المراقبة الإلكترونية والاستخبارات، وزيادة رواتب العسكريين بنسبة 5% تقريبًا، رقم يفوق إنفاق معظم دول العالم مجتمعة. وكلما طالت الحروب، تضاعفت العقود. أما فى غزة، فكل صاروخ يُطلق، وكل نظام دفاع يُفعّل، يعنى أرباحًا جديدة تُحوّل إلى وول ستريت. البنتاجـــون ، بوصـــفــه المســتـهـلك الأول لـهــــذه الميزانية، ليس مجرد ضحية لضغوط الشركات؛ بل هو طرف فاعل فى تأبيد هذه المنظومة. عبر ما يُعرف بـ«الباب الدوار»، ينتقل الجنرالات المتقاعدون إلى مجالس إدارة شركات الدفاع، ويعود بعضهم لاحقًا إلى مواقع صنع القرار فى الدولة. هذا التداخل يجعل الفصل بين المصالح العامة والخاصة مستحيلًا، ويجعل السلام غير مرغوب فيه اقتصاديًا. أما مراكز الأبحاث، فتلعب دورًا خطيرًا فى تغليف هذه المصالح بخطاب ناعم حول «الأمن القومى» و«الردع الاستراتيجى». معظم هذه المراكز تتلقى تمويلًا مباشرًا من شركات الدفاع، ما يخلق انحيازًا هيكليًا فى تحليلاتها وتوصياتها، يدفع دائمًا نحو زيادة الإنفاق العسكرى والتوسع فى مناطق الصراع. شركات الدفاع تدفع ملايين الدولارات فى حملات الضغط السياسى لشراء الولاء فى الكونجرس. هذه الشركات تموّل الحملات الانتخابية وتضغط من أجل تمرير صفقات السلاح، وهو ما يجعل الساسة أسرى لمصالح دافعى الفواتير، لا لمصالح الشعب أو للسلام. وهكذا، تصبح الحرب سياسة محمية قانونيًا ومنتجة اقتصاديًا، وفقًا لموقع Fair Observer. وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى نادرًا ما تطرح تساؤلات جذرية حول من يدفع كلفة الحرب ولماذا تستمر. بل على العكس، كثيرًا ما تعيد إنتاج خطاب الدولة حول «الشر» و«الأعداء»، ممهدة الرأى العام لتقبل التدخلات العسكرية باعتبارها ضرورات لا خيارات. وفى حرب غزة الحالية، قلّما تسأل وسائل الإعلام عن عدد القتلى الفلسطينيين، أو عن مسئولية الشركات الأمريكية فى تزويد إسرائيل بالأسلحة. بل يتم التركيز على «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، دون النظر فى واقع الحصار والانهيار الإنسانى الذى يعيشه أكثر من مليونى إنسان فى القطاع. اقتصاد الحرب إلى جانب شركات السلاح، تستفيد قطاعات مثل الأمن الخاص، التكنولوجيا، البناء، اللوجستيات، وحتى الجامعات الكبرى من عقود البنتاجون. كل هذه المؤسسات أصبحت جزءًا من منظومة يصعب الفكاك منها. وفى بعض الولايات، تُعتبر القواعد العسكرية هى المشغّل الأول، ما يجعل الساسة المحليين يقاتلون لإبقاء الحرب حيّة حفاظًا على الوظائف. بينما تتراكم الأرباح، يدفع المدنيون ثمنًا باهظًا: قتلى، جرحى، لاجئون، بُنى مدمرة، ومدن بلا مستقبل. أما فى الداخل الأمريكى، فإن تريليونات الدولارات التى تُنفق على الحروب، تُقتطع من ميزانيات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، لتُضخ فى ماكينة لا تعرف سوى الدم والنار. إن دعم ترامب لنتنياهو فى غزة، ليس مجرد قرار شخصى أو أيديولوجى، بل هو امتداد لشبكة مصالح مترابطة، تغذى الصراعات وتمنع نهايتها. فى هذه المنظومة، لا يوجد مكان لحلول دائمة أو سلام شامل؛ لأن الحرب صارت هدفًا بذاتها، لا وسيلة. الحرب لا تنتهى لأن هناك من يستفيد من استمرارها. وفى غزة، كما فى بقاع أخرى من العالم، فإن كل قنبلة تُلقى، وكل تفاوض يُجهض، يخدم شبكة مصالح اقتصادية وسياسية وإعلامية عابرة للحدود. ولذلك، فإن السؤال الحقيقى لم يعد «متى تنتهى الحروب؟» بل: «هل ستسمح واشنطن أن تنتهى الحرب؟»


اليوم السابع
منذ 28 دقائق
- اليوم السابع
كاتب إسرائيلى: محاولات تجميل إسرائيل إعلاميا ستفشل ولا يمكن تبرير تجويع غزة
يرى الكاتب الإسرائيلي يولي سيكر في مقال نشره موقع صحيفة يديعوت أحرنوت، أن ما تواجهه إسرائيل حاليا في حربها على غزة لا يرتبط بإخفاق في الرواية الإعلامية كما يروج له بعضهم، بل يعود إلى واقع قاس لا يمكن الدفاع عنه أو تبريره بأي وسيلة. واعتبر الكاتب، أنه لا يوجد أي تفسير مقبول يمكن للعقل البشري استيعابه أو تقبّله عند مشاهدة صورة طفل يتضوّر جوعا وتعلو وجهه نظرة إلى السراب، مشددا على أنّ "هذا النوع من الصور لا يمكن تبريره مهما تطورت أدوات الدعاية". وأشار إلى أنّ الانتقادات التي تتردد في البرامج الحوارية الإسرائيلية عن "فشل الرواية الإعلامية" في مواجهة الضغوط الدولية في غير محلّها، موضحا: "يطالبون بلجنة تحقيق، ويُطلقون عليه إخفاق الرواية، لكن الحقيقة أن إسرائيل لا تعاني من خلل في سرديتها، بل من واقع لا يمكن تبريره". وشدد الكاتب على أنّ كل محاولات التجميل الإعلامي ستفشل "حتى لو جُنّدت أذكى العقول الدعائية وتمت الاستعانة بأمهر الخطباء وأشهر المؤثرين في تيك توك.. لأن هذه المشاهد لا يمكن تبريرها". وقال إن ما يراه العالم حاليا هو أن "إسرائيل تدير حربا فقدت معناها، ولم تعد أهدافها واضحة، وأصبح استمرارها قائما على حسابات سياسية داخلية"، مع نتائج كارثية على الجنود الإسرائيليين والرهائن وسكان غزة. وحسب رأيه، فإن تغيير صورة إسرائيل في سياق الوضع الراهن، لا يمكن أن يتم بتطوير الخطاب الإعلامي، بل بتغيير الواقع نفسه، لأن العالم لم يعد يهتم بالسياق والخلفيات ولا بمسؤولية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحكومة الإسرائيلية عن إطالة أمد الصراع، بل يرى الصورة النهائية فقط، وهي صورة طفل يتضوّر جوعا على غلاف أكبر الصحف في مختلف أنحاء العالم.