logo
زيارة باراك الثالثة "مش ثابتة"... وجولات مفاوضات متتالية في الصيف 7 نقاط في مذكّرة لبنان... وماذا عن خصوصيةّ موقف بري اليوم؟

زيارة باراك الثالثة "مش ثابتة"... وجولات مفاوضات متتالية في الصيف 7 نقاط في مذكّرة لبنان... وماذا عن خصوصيةّ موقف بري اليوم؟

الديارمنذ 7 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
عكس البيان المقتضب الذي صدر عن رئاسة الجمهورية بعد لقاء الرئيس جوزاف عون مع الموفد الاميركي توم باراك امس خلاصة موقف لبنان من ورقة الافكار الاميركية الاخيرة بشأن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701 .
لكن العبارات التي تضمنها البيان غلب عليها الطابع العام والعمومي حرصا على سلامة عملية المفاوضات المستمرة والمرشحة ان تشهد جولات عديدة في المستقبل .
ويظهر بين سطور هذا البيان عناصر وثوابت الموقف اللبناني لا سيما من خلال التأكيد على "صون السيادة على الحدود الدولية كافة".
وقبل الحديث عن رد لبنان وموقفه والنقاط التي يرتكز عليه مشروع المذكرة الذي تحدث عنه بيان قصر بعبدا، لا بد من تناول اجواء زيارة باراك الثالثة للبنان ونتائجها المحتملة .
تؤكد المعلومات التي تسربت عن اجتماعي الموفد الاميركي مع كل من الرئيسين عون ونواف سلام انه لم يحمل معه اي جديد في خصوص سعي الادارة الاميركية لانجاح تنفيذ اتفاق وقف النار الذي يعتبر اساس مهمته .
ويقول مصدر مطلع ان باراك، كما جاء في الزيارة السابقة، لم يحمل في زيارته اليوم اية ضمانات اميركية لالزام اسرائيل بتنفيذ الاتفاق المذكور والانسحاب من الاراضي المحتلة، لا بل انه قال علنا في مؤتمره الصحفي بعد لقاء رئيس الحكومة امس انه لا يعرف الضمانات التي يسأل عنها، مقدما تبريرا ضعيفا ومثيرا للسخرية بان اميركا لا تستطيع ان ترغم اسرائيل على القيام باي شيء، وانها "ليست هنا لكي ترغم اسرائيل على القيام باي شيء".
ويسأل المصدر "من يصدق ان الادارة الاميركية عاجزة عن الضغط على اسرائيل لتأمين الضمانات للبنان؟"، مشيرا الى ان هذا الكلام يضعف موقعه كوسيط او راعي لتنفيذ الاتفاق، ويؤكد ان الجانب الاميركي يوجه كل الطلبات الى لبنان ويتواطأ مع العدو الاسرائيلي الذي يمارس الاعتداءات اليومية ويحتل ارضا لبنانية يضرب عرض الحائط كل الاتفاق .
وفي الوقت نفسه يعتبر المصدر ان اعلان باراك في مؤتمره عن "ان اتفاقية نزع سلاح حزب الله هي مسألة داخلية لبنانية للغاية" يحمل اكثر من تفسير. ووفق التفسير المباشر والايجابي فان هذا الكلام يعتبر اقرار صريحا وواضحا بان موضوع معالجة سلاح حزب الله متروك للحكومة والدولة اللبنانية، وبالتالي فان جدولة هذه العملية وحسمها بيدها ولا تخضع لروزنامة اخرى يضعها الموفد الاميركي او غيره .
اما من وجهة نظر اخرى فان كلام باراك هو كلام ديبلوماسي، باعتباره انه في لقاءاته تطرق ويتطرق اليوم الى اثارة ما سمي بالاطار الزمني لانهاء هذه العملية وحسمها، وبالتالي فان تاكيده على ان نزع السلاح شأن لبناني ياتي من باب تحميل السلطات اللبنانية مسؤولية هذا الموضوع .
ما هي نقاط وعناصر موقف لبنان؟
تحرص مصادر قصر بعبدا على الاكتفاء بالمعلومات الرسمية، لكنها تلفت الى ان المذكرة التي سلمها الرئيس عون للموفد الاميركي باسم الدولة اللبنانية "تضمنت النقاط الاساسية لموقف لبنان في شأن تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701، والاجوبة على الملاحظات الاميركية حول كافة الامور المطروحة بشأن لبنان بما فيها الخطوات الاصلاحية المطلوبة".
ووفقا لهذه الاوساط فان مشروع المذكرة اللبنانية ركز بشكل لا يقبل التأويل او الالتباس على التلازم بين مسألة بسط سلطة الدولة اللبنانية، والانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة ووقف كل اشكال الاعتداءات والانتهاكات للسيادة اللبنانية .
وتكشف مصادر مطلعة ان الرئيس عون شدد على ضرورة التزام اسرائيل ببنود اتفاق وقف النار ووقف اعتداءاتها والانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة، مجددا التاكيد وفق المعلومات الموثقة لدى اللجنة الخماسية برئاسة الجانب الاميركي ان لبنان نفذ التزاماته في جنوب الليطاني وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة حتى الحدود، وان ما يعيق تنفيذ الاتفاق هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات اليومية على الجنوب .
وتقول المصادر ان مشروع المذكرة اللبنانية ينطلق من هذه الحقيقة للتاكيد على مطالب والتزامات لبنان التالية :
1ـ لبنان التزم باتفاق وقف النار، بينما ما تزال اسرائيل تواصل انتهاكاتها له على كل صعيد، وتحتل اراض حدودية لبنانية في الجنوب . وهذا يقضي باولوية العمل على التزام اسرائيل بالاتفاق المذكور والانسحاب واعادة الاسرى اللبنانيين.
2ـ ترجمة التعهد بمساعدة لبنان في اعادة اعمار ما هدمه العدو الاسرائيلي .
3ـ وقف الخروقات والاعتداءات والغارات الجوية الاسرائيلية التي ادت الى سقوط عدد كبير من الشهداء .
4ـ دعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه ودوره، مع التأكيد على ما قام به وانجزه في الجنوب وخصوصا جنوبي منطقة الليطاني .
5ـ التزام لبنان باستكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوبي الليطاني حتى الحدود، وعدم وجود اي سلاح غير سلاح القوى العسكرية والامنية الشرعية للدولة في هذه المنطقة .
6ـ التأكيد على ما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية وفي البيان الوزاري لجهة حصر السلاح بيد الدولة، وان تكون مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية .
7ـ استكمال الاصلاحات الاقتصادية والمالية التي بدأتها الحكومة بالتعاون مع المجلس النيابي .
واليوم يستقبل الرئيس نبيه بري الموفد الاميركي للبحث في كل ما يتصل بالمستجدات المتعلقة بمهمته والعمل على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار .
وقال مصدر نيابي مطلع ان ليس هناك اختلافا في الموقف بين الرؤساء الثلاثة لكن هناك خصوصية في موقف الرئيس بري لاسباب عديدة ابرزها تواصله وعلاقته المميزة مع حزب الله، وما يمثله بصفته السياسية لا سيما للجنوب، وكذلك بصفته رئيسا للسلطة التشريعية.
ويضيف المصدر لذلك سيكون للرئيس بري مع الموفد الاميركي موقف مميز وله خصوصيته يرتكز بالدرجة الاولى على الاتي:
1 - الاولوية للمباشرة والتركيز من الجانب الاميركي على ممارسة الضغط على العدو الاسرائيلي للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار ووقف عدوانه والانسحاب من الاراضي المحتلة واعادة الاسرى .
2ـ منذ الاتفاق المذكور لم يطلق لبنان طلقة واحدة على العدو الاسرائيلي، ونفذ ما هو مطلوب منه بانتشار الجيش جنوبي الليطاني وحصر السلاح بيده والقوى الامنية للدولة. لذلك فان الجهود يجب ان تنصب على اسرائيل للالتزام بالاتفاق وان تفعل اللجنة الخماسية .
3 - المباشرة فورا لتقديم المساعدات الدولية للبنان من اجل البدء بعملية اعادة الاعمار في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت والاماكن التي تضررت من العدوان الاسرائيلي .
ويكشف المصدر النيابي عن ان جزءا من جواب وموقف الرئيس بري قد وصل الى الموفد اللاميركي قبل مجيئه لبيروت بايام وهو يتعلق بموضوع سلاح المقاومة وحزب الله شمالي الليطاني والذي لا يدخل في روزنامة المرحلة الراهنة طالما انه ما زال الاحتلال الاسرائيلي قائما والعدوان مستمرا، عدا عن انه خاضع للبحث في مرحلة اخرى بعد تنفيذ اسرائيل بنود اتفاق وقف النار في اطار استراتيجية الامن الوطني للبلاد .
وفي الخلاصة يقول مصدر سياسي مطلع ان زيارة بارك الثالثة "مش ثابتة"، وهي زيارة غير حاسمة، وان جولات جديدة ينتظر ان يقوم بها خلال هذا الصيف. لكن السؤال الاساسي المطروح، ماذا فعل باراك مع "اسرائيل" لانتزاع مطلب واحد منها يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توزيع حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة
توزيع حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

توزيع حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وُزّعت حمولة 120 شاحنة مساعدات في قطاع غزة، وفق ما أكد مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات). وكتب المكتب التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية في منشور على منصة إكس: "تم استلام أكثر من 120 شاحنة، وتم توزيع (ما بداخلها) أمس (الأحد) من قبل الأمم المتحدة ومنظمات دولية".

برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي… والوضع نحو التأزيم
برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي… والوضع نحو التأزيم

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي… والوضع نحو التأزيم

جاء في 'نداء الوطن': جعل سفرُ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الجزائر، السياسة الداخلية في حال استراحة. لكنها استراحة على وقْع مواقف حادة لعل أبرزها موقف المبعوث الأميركي توم برَّاك، في تغريدة انتقد فيها ضمنًا السلطة التنفيذية، فكتب على منصة 'إكس': 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ 'حزب الله' بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. مصادر رسمية أكدت لـ 'نداء الوطن' أن محتوى الرد الأميركي بات شبه معروف والأمور تتجه إلى التأزيم وكلام براك عن الحكومة ومسؤولياتها دليل على أن الإسرائيلي لن يتنازل ولن يبادر إلى الانسحاب.

حتى لو سقط النظام.. موقع فرنسي يكشف كيف ستكون العلاقة بين إيران وإسرائيل
حتى لو سقط النظام.. موقع فرنسي يكشف كيف ستكون العلاقة بين إيران وإسرائيل

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

حتى لو سقط النظام.. موقع فرنسي يكشف كيف ستكون العلاقة بين إيران وإسرائيل

ذكر موقع "Worldcrunch" الفرنسية أنه "منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، انتهجت الولايات المتحدة استراتيجية في الشرق الأوسط تقوم على ثلاثة أهداف أساسية: السيطرة على موارد الطاقة، وضمان أمن إسرائيل وتفوقها، واحتواء أي قوة مستقلة أخرى في المنطقة، وفي مقدمتها النظام الإسلامي في إيران. إن الحرب في العراق، والتدخلات في سوريا وليبيا، والعلاقات المتناقضة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، والدعم غير المشروط لإسرائيل، كانت كلها تعبيرات عن هندسة الهيمنة التي تنتهجها واشنطن. لكن في السنوات الأخيرة، تآكلت شرعية القيادة الأميركية العالمية بشكل ملحوظ، وكان ذلك نتيجةً للإخفاقات في أفغانستان والعراق، والعجز عن إدارة الحروب في أوكرانيا وغزة، وتفاقم الخلافات مع حلفائها الأوروبيين. وفي هذا الفراغ، حاولت الصين التدخل باستراتيجية رصينة ومدفوعة بالاقتصاد". وبحسب الموقع، "مع ذلك فإن التراجع الأميركي في المنطقة يظل نسبيا، إذ لا تزال واشنطن تحتفظ بأدوات قوية: الدولار، والقوة العسكرية، والتحالفات الاستراتيجية العالمية، وقبل كل شيء إسرائيل. لعقود، اعتبرت تل أبيب نفسها ضحيةً لمنطقة معادية وغير مستقرة، لكننا نشهد الآن محاولاتها لإعادة تعريف دورها كقوة اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية. لقد صدم العالم انتصارها الخاطف في حرب حزيران التي استمرت 12 يومًا ضد المنشآت النووية الإيرانية. ولم تُقضِ هذه العملية على طموحات طهران النووية فحسب، بل رسّخت مكانة إسرائيل كقوة عسكرية لا تُضاهى في المنطقة". وتابع الموقع، "لقد حوّل مشروع الممر الاقتصادي الاستراتيجي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) إسرائيل إلى مركز رئيسي بين الشرق والغرب. وبدعم من واشنطن والرياض ونيودلهي والاتحاد الأوروبي ، تبرز الدولة اليهودية اليوم كحلقة وصل محورية في السلسلة الاقتصادية الجديدة التي تُهمّش منافسين مثل تركيا وإيران، وحتى روسيا. وبينما تواجه السعودية تحولاً داخلياً، وتعاني تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية، تُمثل إسرائيل القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على الجمع بين الاستقرار السياسي النسبي والابتكار التكنولوجي والردع العسكري. إلا أن هذا النجاح له ثمن: إذ تدخل إسرائيل الآن مرحلة من التنافس الهيكلي مع قوى إقليمية أخرى "محتملة مستقبلاً"، وخاصة إيران". وبحسب الموقع، "لأكثر من أربعة عقود، حُكمت إيران بنظام أيديولوجي وثوري، حوّلها إلى قوة فاعلة مزعزعة للاستقرار في المنطقة. ومن خلال شبكة من الفصائل التابعة، بدءًا من تمويل حزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقي، وصولًا إلى طموحه لامتلاك أسلحة نووية، أصبح النظام الإسلامي تهديدًا لأمن إسرائيل وعقبةً أمام النظام الذي يقوده الغرب. ومع ذلك، فإن العزلة الاقتصادية والسياسية قد حكمت على الشعب الإيراني بالفقر والقمع واليأس. فبعد تدمير بنيته التحتية النووية وغياب الدعم الملموس من الصين وروسيا، أصبح نظام طهران اليوم أضعف من أي وقت مضى، مما يتيح فرصة تاريخية للشعب الإيراني للانطلاق في طريق الحرية. لكن الطريق لن يكون سهلاً". منافسة لا مفر منها وبحسب الموقع، "إذا تحررت إيران يومًا ما من الحكم الديني، فسيكون من الطبيعي أن يسعى شعبها إلى استعادة دورها التاريخي في المنطقة. فمع حضارة عريقة، وموارد طبيعية هائلة، وموقع جيوستراتيجي مزدهر، وشعب مثقف وديناميكي، تمتلك إيران كل المؤهلات اللازمة للظهور كقوة إقليمية. لكن الطريق إلى القوة لن يكون مستقيمًا. يجب على المعارضة الديمقراطية الإيرانية، بكل أطيافها، أن تدرك أن عالم المستقبل سيُهيمن عليه التنافس. إذا أرادت إيران الحرة أن تبرز كقوة عظمى، فستدخل حتمًا في منافسة مباشرة مع إسرائيل، وهي دولة تسعى، بفضل الدعم الكامل من الولايات المتحدة، والتكنولوجيا المتقدمة، والاستراتيجيات الاقتصادية الذكية، إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية فريدة لا يُنازعها أحد. لا تكتفي إسرائيل بالتفوق العسكري والاقتصادي، بل تسعى أيضًا إلى تحييد أي منافس محتمل، لا سيما إيران والسعودية وتركيا. لذا، يجب على قادة إيران المستقبليين تجنب السذاجة: فنجاح الأمة وحريتها يتطلبان رؤيةً وإرادةً سياسيةً ووحدةً لمقاومة أي شكل من أشكال الهيمنة". وتابع الموقع، "لن تقتصر المنافسة المستقبلية بين إيران وإسرائيل على الجانب العسكري فحسب، بل ستكون صراعًا على الابتكار والنفوذ الإقليمي والدبلوماسية الاستراتيجية والسيطرة على الخطاب. وتعمل إسرائيل على تحويل نفسها إلى المحرك الاقتصادي للشرق الأوسط، من خلال مشاريع مثل IMEC ودورها في التكنولوجيا الرقمية. وإذا كانت إيران تريد المنافسة، فسوف تحتاج إلى الشروع في ثورة صناعية وتكنولوجية، وتحرير جامعاتها، وعولمة اقتصادها، وتأسيس سياستها الخارجية على أسس براغماتية، وليس أيديولوجية. علاوة على ذلك، ستحتاج إيران إلى بناء شبكة من التحالفات الثقافية والاقتصادية والأمنية مع آسيا الوسطى والقوقاز والهند وبعض الدول العربية. وإذا استطاعت تقديم نفسها كشريك مساوٍ، لا كتهديد أو تابع، فستتمكن من لعب دور قيادي على طاولة القوى العظمى، ولن يكون الحوار مع إسرائيل بعد الآن علامة ضعف، بل دليلاً على الثقة الوطنية. إسرائيل هي المسيطرة حاليًا، لكن المستقبل يعتمد على إرادة الشعب. يمكن للتنافس بين إيران وإسرائيل أن يتحول إلى دافع للتقدم، شريطة أن تكون إيران حرة ومستقلة ومتحدة. لا يوجد مصير لا رجعة فيه إذا اختار الشعب عدم الاستسلام". دور الصين وبحسب الموقع، "وفي هذا السياق المتغير، تقترح الصين بديلاً بعيداً كل البعد عن المنطق العسكري. من خلال مبادرة الحزام والطريق، تُركز بكين على البنية التحتية والروابط الاقتصادية والتكنولوجية بدلاً من التحالفات العسكرية، وقد مكّنها هذا النهج من الحفاظ على علاقات متوازنة مع إسرائيل وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر في آنٍ واحد. وأظهرت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران أن الصين لا تزال غير مستعدة للمخاطرة بمواجهة مباشرة مع واشنطن أو تل أبيب دفاعًا عن حلفائها المناهضين للغرب مثل طهران. وحتى في ظل النظام المتعدد الأقطاب الناشئ، تتمتع إسرائيل بمكانة متميزة في نظر كل القوى الجيوسياسية الرئيسية". وتابع الموقع، "في عالم حيث أصبحت إسرائيل قوة اقتصادية وعسكرية، بدعم من الولايات المتحدة، مع سعي الصين إلى الحياد النشط، وعمل الدول العربية على إعادة تعريف نفسها، فسوف يتعين على إيران ما بعد الإسلامية أن تجيب على سؤال حاسم: كيف تتوقع أن تمارس دورًا استراتيجيًا في النظام العالمي الجديد؟ يعتمد الجواب على الإرادة الجماعية، وجودة القيادة السياسية، والقدرة على تحديد المصالح الوطنية بوضوح. ثلاثة عوامل ستكون حاسمة: أولًا، نهضة هوية وطنية قائمة على التماسك الداخلي والديمقراطية. ثانيًا، بناء تحالفات ذكية ومتعددة الأطراف، وإقامة علاقات مع أوروبا والهند وآسيا الوسطى والعالم العربي، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي. وأخيرًا، القدرة على إعادة صياغة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، على أساس الدبلوماسية والكرامة والمصلحة الوطنية". الفوضى أم النهضة؟ بحسب الموقع، "لا تزال الاستراتيجية الأميركية الكبرى قائمة على الهيمنة من خلال التحالفات العسكرية والشركاء الإقليميين مثل إسرائيل. وبفضل IMEC، أصبحت إسرائيل مركزًا اقتصاديًا عابرًا للقارات، لكن هذا النجاح، إذا بُني على إقصاء أو إضعاف قوى إقليمية أخرى مثل إيران، قد يُولّد حالة من عدم الاستقرار المزمن. إن إيران المحررة، إذا اغتنمت هذه الفرصة التاريخية، ستتمكن ليس فقط من ضمان بقائها، بل أيضًا من المساهمة بفعالية في بناء نظام أكثر عدلًا، نظام لا يخضع فيه أي شعب للهيمنة ولا تكون فيه أي سلطة مطلقة. هذه المهمة، وإن كانت شاقة، إلا أنها ممكنة، شريطة أن يرشدنا الإيمان بالحرية والهوية الوطنية والجماعية إلى الطريق الصحيح".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store