
حتى لو سقط النظام.. موقع فرنسي يكشف كيف ستكون العلاقة بين إيران وإسرائيل
وبحسب الموقع، "مع ذلك فإن التراجع الأميركي في المنطقة يظل نسبيا، إذ لا تزال واشنطن تحتفظ بأدوات قوية: الدولار، والقوة العسكرية، والتحالفات الاستراتيجية العالمية، وقبل كل شيء إسرائيل. لعقود، اعتبرت تل أبيب نفسها ضحيةً لمنطقة معادية وغير مستقرة، لكننا نشهد الآن محاولاتها لإعادة تعريف دورها كقوة اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية. لقد صدم العالم انتصارها الخاطف في حرب حزيران التي استمرت 12 يومًا ضد المنشآت النووية الإيرانية. ولم تُقضِ هذه العملية على طموحات طهران النووية فحسب، بل رسّخت مكانة إسرائيل كقوة عسكرية لا تُضاهى في المنطقة".
وتابع الموقع، "لقد حوّل مشروع الممر الاقتصادي الاستراتيجي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) إسرائيل إلى مركز رئيسي بين الشرق والغرب. وبدعم من واشنطن والرياض ونيودلهي والاتحاد الأوروبي ، تبرز الدولة اليهودية اليوم كحلقة وصل محورية في السلسلة الاقتصادية الجديدة التي تُهمّش منافسين مثل تركيا وإيران، وحتى روسيا. وبينما تواجه السعودية تحولاً داخلياً، وتعاني تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية، تُمثل إسرائيل القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على الجمع بين الاستقرار السياسي النسبي والابتكار التكنولوجي والردع العسكري. إلا أن هذا النجاح له ثمن: إذ تدخل إسرائيل الآن مرحلة من التنافس الهيكلي مع قوى إقليمية أخرى "محتملة مستقبلاً"، وخاصة إيران".
وبحسب الموقع، "لأكثر من أربعة عقود، حُكمت إيران بنظام أيديولوجي وثوري، حوّلها إلى قوة فاعلة مزعزعة للاستقرار في المنطقة. ومن خلال شبكة من الفصائل التابعة، بدءًا من تمويل حزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقي، وصولًا إلى طموحه لامتلاك أسلحة نووية، أصبح النظام الإسلامي تهديدًا لأمن إسرائيل وعقبةً أمام النظام الذي يقوده الغرب. ومع ذلك، فإن العزلة الاقتصادية والسياسية قد حكمت على الشعب الإيراني بالفقر والقمع واليأس. فبعد تدمير بنيته التحتية النووية وغياب الدعم الملموس من الصين وروسيا، أصبح نظام طهران اليوم أضعف من أي وقت مضى، مما يتيح فرصة تاريخية للشعب الإيراني للانطلاق في طريق الحرية. لكن الطريق لن يكون سهلاً".
منافسة لا مفر منها
وبحسب الموقع، "إذا تحررت إيران يومًا ما من الحكم الديني، فسيكون من الطبيعي أن يسعى شعبها إلى استعادة دورها التاريخي في المنطقة. فمع حضارة عريقة، وموارد طبيعية هائلة، وموقع جيوستراتيجي مزدهر، وشعب مثقف وديناميكي، تمتلك إيران كل المؤهلات اللازمة للظهور كقوة إقليمية. لكن الطريق إلى القوة لن يكون مستقيمًا. يجب على المعارضة الديمقراطية الإيرانية، بكل أطيافها، أن تدرك أن عالم المستقبل سيُهيمن عليه التنافس. إذا أرادت إيران الحرة أن تبرز كقوة عظمى، فستدخل حتمًا في منافسة مباشرة مع إسرائيل، وهي دولة تسعى، بفضل الدعم الكامل من الولايات المتحدة، والتكنولوجيا المتقدمة، والاستراتيجيات الاقتصادية الذكية، إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية فريدة لا يُنازعها أحد. لا تكتفي إسرائيل بالتفوق العسكري والاقتصادي، بل تسعى أيضًا إلى تحييد أي منافس محتمل، لا سيما إيران والسعودية وتركيا. لذا، يجب على قادة إيران المستقبليين تجنب السذاجة: فنجاح الأمة وحريتها يتطلبان رؤيةً وإرادةً سياسيةً ووحدةً لمقاومة أي شكل من أشكال الهيمنة".
وتابع الموقع، "لن تقتصر المنافسة المستقبلية بين إيران وإسرائيل على الجانب العسكري فحسب، بل ستكون صراعًا على الابتكار والنفوذ الإقليمي والدبلوماسية الاستراتيجية والسيطرة على الخطاب. وتعمل إسرائيل على تحويل نفسها إلى المحرك الاقتصادي للشرق الأوسط، من خلال مشاريع مثل IMEC ودورها في التكنولوجيا الرقمية. وإذا كانت إيران تريد المنافسة، فسوف تحتاج إلى الشروع في ثورة صناعية وتكنولوجية، وتحرير جامعاتها، وعولمة اقتصادها، وتأسيس سياستها الخارجية على أسس براغماتية، وليس أيديولوجية. علاوة على ذلك، ستحتاج إيران إلى بناء شبكة من التحالفات الثقافية والاقتصادية والأمنية مع آسيا الوسطى والقوقاز والهند وبعض الدول العربية. وإذا استطاعت تقديم نفسها كشريك مساوٍ، لا كتهديد أو تابع، فستتمكن من لعب دور قيادي على طاولة القوى العظمى، ولن يكون الحوار مع إسرائيل بعد الآن علامة ضعف، بل دليلاً على الثقة الوطنية. إسرائيل هي المسيطرة حاليًا، لكن المستقبل يعتمد على إرادة الشعب. يمكن للتنافس بين إيران وإسرائيل أن يتحول إلى دافع للتقدم، شريطة أن تكون إيران حرة ومستقلة ومتحدة. لا يوجد مصير لا رجعة فيه إذا اختار الشعب عدم الاستسلام".
دور الصين
وبحسب الموقع، "وفي هذا السياق المتغير، تقترح الصين بديلاً بعيداً كل البعد عن المنطق العسكري. من خلال مبادرة الحزام والطريق، تُركز بكين على البنية التحتية والروابط الاقتصادية والتكنولوجية بدلاً من التحالفات العسكرية، وقد مكّنها هذا النهج من الحفاظ على علاقات متوازنة مع إسرائيل وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر في آنٍ واحد. وأظهرت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران أن الصين لا تزال غير مستعدة للمخاطرة بمواجهة مباشرة مع واشنطن أو تل أبيب دفاعًا عن حلفائها المناهضين للغرب مثل طهران. وحتى في ظل النظام المتعدد الأقطاب الناشئ، تتمتع إسرائيل بمكانة متميزة في نظر كل القوى الجيوسياسية الرئيسية".
وتابع الموقع، "في عالم حيث أصبحت إسرائيل قوة اقتصادية وعسكرية، بدعم من الولايات المتحدة، مع سعي الصين إلى الحياد النشط، وعمل الدول العربية على إعادة تعريف نفسها، فسوف يتعين على إيران ما بعد الإسلامية أن تجيب على سؤال حاسم: كيف تتوقع أن تمارس دورًا استراتيجيًا في النظام العالمي الجديد؟ يعتمد الجواب على الإرادة الجماعية، وجودة القيادة السياسية، والقدرة على تحديد المصالح الوطنية بوضوح. ثلاثة عوامل ستكون حاسمة: أولًا، نهضة هوية وطنية قائمة على التماسك الداخلي والديمقراطية. ثانيًا، بناء تحالفات ذكية ومتعددة الأطراف، وإقامة علاقات مع أوروبا والهند وآسيا الوسطى والعالم العربي، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي. وأخيرًا، القدرة على إعادة صياغة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، على أساس الدبلوماسية والكرامة والمصلحة الوطنية".
الفوضى أم النهضة؟
بحسب الموقع، "لا تزال الاستراتيجية الأميركية الكبرى قائمة على الهيمنة من خلال التحالفات العسكرية والشركاء الإقليميين مثل إسرائيل. وبفضل IMEC، أصبحت إسرائيل مركزًا اقتصاديًا عابرًا للقارات، لكن هذا النجاح، إذا بُني على إقصاء أو إضعاف قوى إقليمية أخرى مثل إيران، قد يُولّد حالة من عدم الاستقرار المزمن. إن إيران المحررة، إذا اغتنمت هذه الفرصة التاريخية، ستتمكن ليس فقط من ضمان بقائها، بل أيضًا من المساهمة بفعالية في بناء نظام أكثر عدلًا، نظام لا يخضع فيه أي شعب للهيمنة ولا تكون فيه أي سلطة مطلقة. هذه المهمة، وإن كانت شاقة، إلا أنها ممكنة، شريطة أن يرشدنا الإيمان بالحرية والهوية الوطنية والجماعية إلى الطريق الصحيح".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
الحزب جهّز الـplan b …هل قربت الحرب؟
من كليمنصو للجنوب، البلد عم يغلي على نار هادية… اللقاء الوطني–الطائفي عند جنبلاط ما كان عادي. مفتي الجمهورية، ومفتي المناطق، وطلال أرسلان بنفس القعدة، والرسالة كانت واضحة: خلّونا نضبّ الساحة الداخلية قبل ما تنفجر كل الجبهات. بس برّات القعدة، في شي تاني عم يتحضّر. حزب الله خلص تجهيز الـplan b. وزاد استنفارو، وبلّش يوزّع مستلزمات النزوح بقرى الجنوب وعكار، وطلب من البلديات تجهّز المساجد والقاعات، كأنّو الحرب بكرا. مصادر الحزب بعدا عم تحكي بثقة وشادا ضهرا ما منعرف بمين: ما منخاف من التهديدات، وما حدا بيجبرنا نسلّم سلاحنا. وكل قصة المهل منا الا أداة للضغط. بس بنفس الوقت، الحزب حطّ ٣ سيناريوهات للمرحلة: اغتيالات وخروقات، أو ضربات أوسع عالبقاع والضاحية، أو حتى حرب شاملة متل أيلول 2024. بس الأكيد إنو الحزب ما عم ينطر، بل عم يتحضّر، وإذا الحرب راجعة، الكلفة عالية رح تكون عالحزب وعاللبنانيين. وشهر آب يبدو شهر حاسم وجنبلاط حذّر من ضربتين بإيد إسرائيل بشهر آب، وحدة قبل تجديد اليونيفيل، ووحدة بعدها. والكل عم يتساءل اذا واشنطن بعدها ماسكة زمام الأمور مع التصعيد الإسرائيلي المستمر أكان على الأرض او بالمواقف. View this post on Instagram A post shared by IMLebanon (@imlebanonnews)

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بعد طول انتظار أبصر النور... ماذا يتضمن قانون إصلاح المصارف وإعادة تنظيمها؟
بعد طول انتظار، اقر مجلس النواب مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 193 المتعلق بإصلاح وضع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها، اذ يبدو ان إرجاء البحث فيه من جلسة قبل الظهر الى جلسة ما بعد الظهر ادى الى التوافق اقرار المشروع بأغلبية مواده، كما ورد من لجنة المال والموازنة. باستثناء المادة المتعلقة بتشكيل هيئة إصلاح المصارف، حيث عند وصول النقاش اليها دخلت الخلفيات الطائفية في التشريع. فنواب "التقدمي الاشتراكي" أرادوا ضم نائب حاكم مصرف لبنان الدرزي إلى الهيئة، بينما أصر ثنائي "أمل" و "حزب الله" على النائب الأول الشيعي. فحسمت المسألة بالتصويت لصالح أن يتمثل في الغرفة الثانية من الهيئة نائبان للحاكم. وكان رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان، قد اكد أن المشروع غير مكتمل في ظل غياب قانون "الانتظام المالي" واسترداد الودائع. وذكّر بأن لجنة المال أوصت الحكومة منذ أيار 2025 بالإسراع في إرسال هذا القانون، لكن الحكومة لم تستجب. وشدد على انه لا يمكن المضي بإصلاح مصرفي من دون معالجة واضحة لموضوع أموال المودعين. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
عقيص: هناك توافق وطني على مسألة سحب السلاح... ونتمنى أن تكون جلسة الثلاثاء فاتحة لاستعادة السيادة
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... تمنى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص أن تكون الجلسة الحكومية الثلاثاء فاتحة لاستعادة السيادة وزمام المبادرة. ورأى عقيص في حديث للـLBCI، أن الخيارات أمام حزب الله اما الحياة الكريمة والآمنة في كنف الدولة واما الانتحار. وأكد أن التنسيق بين القوات والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي مستمر ولدينا الخطاب والتوجهات نفسها بشأن السلاح. وقال: "هناك توافق وطني عارم على مسألة سحب السلاح وثنائي أمل - حزب الله أصبح خارج الاجماع الوطني وليتحمل مسؤوليته". وأضاف: "هناك ضغط سعودي - أميركي - فرنسي واضح والحرب قد تعود مجددا وحتى اليوم تمايز رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارادة حزب الله لم يترجم". ولفت الى أن هناك فرصة ذهبية للقضاة اليوم بأن يمارسوا الاستقلالية بشكل فعلي في ظل القانون لأنهم باتوا محصنين. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News