
الإمارات: تجميد البويضات خيار تمكين مستقبلي رغم التحديات الاجتماعية
قالت: "احتجت إلى الكثير من الشجاعة لفتح هذا الموضوع مع عائلتي. لكن والديّ كانا متفهمين وداعمين لقراري".
وأضافت: "لا أزال بعيدة عن حتى مقابلة شريك، ناهيك عن الزواج. لهذا قررت اتخاذ هذه الخطوة. أنا أكبر بناتي لأسرة مكونة من ثلاث شقيقات، وأعتقد أنني سأكون مثالاً يُحتذى به لأخواتي أيضًا".
تُعتبر "م.أ." واحدة من أعداد متزايدة من النساء في الإمارات اللواتي يستكشفن خيار حفظ الخصوبة. وخلال الأشهر الأخيرة، أُقيمت عدة فعاليات تهدف إلى توعية وتمكين النساء بما يتعلق بخياراتهن الإنجابية. ففي مايو، تحالفت شركة "ميرك" للعلوم والتكنولوجيا مع شركة "Ovasave" المتخصصة في تكنولوجيا صحة المرأة لعقد أمسية نقاش تشجع النساء على اتخاذ قرارات مستنيرة حول خصوبتهن. ومؤخرًا في هذا الشهر، أقامت وكالة "TishTash" الإعلامية فعالية مماثلة ركزت على التلقيح الصناعي (IVF) وتجميد البويضات.
اهتمام متزايد
تقول "كاسي ديستينو"، مؤسسة مجموعة الدعم IVF Support UAE: "لاحظت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد النساء اللواتي يبحثن عن معلومات حول تجميد البويضات. ومع تحول حفظ الخصوبة إلى موضوع أكثر شيوعًا، بدأت المزيد من النساء يدركن خياراتهن ويفهمن أن هذا النوع من الرعاية الصحية الاستباقية يمكن أن يكون خيارًا يمنحهن تمكّنًا وتحررًا في مستقبلهم".
أما الدكتور "تشارلز بدر ناجي رافائيل"، استشاري أمراض النساء والولادة في مستشفى مدكير للنساء والأطفال، فقال إنه شاهد المزيد من النساء يتجهن نحو تجميد البويضات. وذكر: "المزيد من النساء يجمدن بويضاتهن في أواخر العشرينات وبالأخص في الثلاثينات، لأسباب متنوعة مثل التركيز على المسار المهني، أو انتظار الشريك المناسب، أو التعامل مع مشاكل صحية مثل بطانة الرحم المهاجرة (endometriosis). إنه خيار يمنح المرأة سيطرة أكبر على مستقبلها".
وأضاف أن كثيرًا من النساء يكتشفن مشاكل العقم فقط عندما يبدأن بمحاولة الإنجاب، وغالبًا يكون الوقت قد تأخر. وقال: "إذا كانت المرأة تعاني من آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية أو انزعاج خلال العلاقة أو ألم حوضي مستمر، قد يكون ذلك علامة على بطانة الرحم المهاجرة".
"الخبر الجيد أننا نملك وسائل للكشف المبكر عنها مثل الفحوصات البسيطة أو الإجراءات الجراحية البسيطة، ويمكن استكشاف خيارات مثل تجميد البويضات أو العلاج لحماية خصوبة المرأة مستقبلاً. المفتاح هو عدم الانتظار ومراجعة الطبيب مبكرًا إذا شعرتِ بأن هناك أمورًا غير طبيعية".
من جانبها، قالت "سارة بركات"، مديرة الشؤون الحكومية للاتاحة والتواصل في شركة ميرك الخليج، إنها تتمنى لو كانت عرفت عن خيار تجميد البويضات عندما كانت أصغر سنًا. وأردفت: "أنجبت ابني وأنا في سن 38، وكانت فترة الحمل مليئة بالقلق حيال مخاطر مثل متلازمة داون وغيرها من المشكلات المرتبطة بالحمل المتأخر".
وترى أن المجتمع يشجع المرأة اليوم على متابعة حياتها المهنية وتأجيل الزواج والأمومة، ولذلك من الضروري تعريفهن بخياراتهن الإنجابية. وأضافت: "الأمر كله يتمحور حول منحهن خيارًا آخر".
الوصمة الاجتماعية لا تزال موجودة
بالرغم من تزايد الوعي، لا تزال الكثير من النساء يواجهن تحديات في الوصول إلى تجميد البويضات والتلقيح الصناعي، خصوصًا بسبب التكلفة.
تقول "كاسي ديستينو": "لأن هذا لا يُعد خدمة صحية أساسية مثل علاج الأمراض، تتردد الكثير من النساء في دفع هذا المبلغ، خاصة إذا بدا الأمر غير مؤكد أو بعيد في المستقبل. وهناك تصور بأن العملية ستكون طويلة أو مؤلمة أو معقدة للغاية".
"بينما الحقيقة أنها أكثر بساطة مما يتوقعه الكثيرون. لكنها تظل خطوة كبيرة على المستوى النفسي، خاصة إذا لم تكن المرأة متأكدة أصلاً ما إذا كانت ستحتاج مستقبلاً إلى استخدام البويضات المجمدة. هذا الغموض النفسي والمالي يُمثل عقبة فعلية لكثير من النساء".
وأوضح الدكتور تشارلز أيضًا أن الأمور أصبحت أفضل، لكن لا تزال هناك وصمة مرتبطة بالساعة البيولوجية ومخاطر الخصوبة: "لا يزال الطريق طويلاً. ومع كل الحديث عن التلقيح الصناعي وتجميد البويضات، تظن نساء كثيرات أن بوسعهن الضغط على زر إيقاف للخصوبة، لكن البيولوجيا لا تزال تخضع لقوانينها الخاصة. جودة البويضات تنخفض طبيعيًا مع التقدم في العمر حتى وإن كنت تشعرين أنك بصحة جيدة تمامًا. لهذا نشجع على الحوارات المفتوحة والصادقة في وقت مبكر، حتى تتمكني من وضع خطة لمستقبلكِ بثقة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 33 دقائق
- البيان
37161 متبرعاً مسجلون في برنامج «حياة»
ويمكن للأحياء التبرع بالكلى وجزء من الكبد إلى الأقارب حتى الدرجة الرابعة، أما المتبرعون المصابون بحالة الوفاة الدماغية فيمكنهم إنقاذ ما يصل إلى 8 أشخاص، عن طريق التبرع بالقلب، والكبد، والكليتين، والرئتين، والبنكرياس». ونجحت جهود الوزارة في تجاوز هذا الهدف بنسبة تزيد على 20 %، من خلال التعاون والتكامل بين 36 جهة محلية في الإمارة، واعتماد أساليب ترويجية مبتكرة تعزز رسائل التوعية الصحية لتصبح أكثر تأثيراً وإنسانية.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
8 أعراض إذا شعرت بها.. اذهب للطوارئ فورا
وقدم تقرير لمجلة "تايم" 8 أعراض يحذر الأطباء من تجاهلها، ويوصون بالتوجه فور ظهورها إلى المستشفى. في حال ملاحظة ارتباك شخص ما، كأن يصبح فجأة غير مدرك لمكان تواجده، أو عجزه عن التعرف لمن حوله، أو عند حديثه بكلمات غير مفهومة، يوصي الأطباء بالتوجه مباشرة إلى قسم المستعجلات. لأن تلك الأعراض هي مؤشر على سكتة دماغية، أو عدوى مثل الإنتان ، أو انخفاض شديد في نسبة السكري في الدم. ألم غير معتاد في أعلى الظهر يقول الأطباء إن الألم الحاد والمفاجئ بين الكتفين، أو في أعلى الظهر، خصوصا إذا صاحبته دوخة أو غثيان، قد يكون مؤشرا على نوبة قلبية، أو تمزق في الشرايين الأبهر، وهو ما يستدعي الاتصال بالإسعاف فورا. حكة شديدة وغير مفسرة يحذر الخبراء من أن الحكة الشديدة والمفاجئة في الجسم يمكن أن تكون بداية رد فعل تحسسي حاد، أو صدمة تاقية، خاصة إذا ترافقت مع احمرار الجلد والغثيان والتقيؤ أو الإسهال. أشارت مجلة "تايمز" إلى أن لون القيء مهم، فإذا كان باللون الأخضر فإن ذلك مؤشر على انسداد خطير في الأمعاء. أما إذا كان القيء بلون البني الغامق، أو الأسود فقد يكون ذلك بسبب نزيف داخلي. وإن كان لون القيء أحمر فاتحا فذلك يدل على نزيف حاد وخطير ويجب التوجه فورا إلى قسم الطوارئ. في حالة الإحساس بشعور غامر بالخطر، أو الخوف من الموت إلى جانب تسارع ضربات القلب وضيق التنفس، فإن ذلك قد يكون عرضا لنوبة قلبية، أو جلطة دموية، أو حساسية مفرطة. قد يكون الإغماء من دون سبب، أثناء الجلوس، أو النوم راجعا إلى اضطرابات في القلب، أو نزيف داخلي، أو مشكلات عصبية. الشعور بضيق تنفس أثناء التمدد والراحة مؤشر على فشل قلبي، أو جلطة في الرئة، أو نوبة قلبية صامتة. وفي هذه الحالة قد يكون تراكم السوائل في الرئتين هو السبب، ويوصي الأطباء بالتوجه فورا إلى الطوارئ. ألم أو تورم في الساقين وأشار الأطباء إلى أن الشعور بألم مفاجئ، أو تورم، أو احمرار في ساق واحدة فقط، قد يكون علامة على جلطة دموية في الوريد العميق، والتي يمكن أن تنتقل إلى الرئتين وتسبب انسدادا رئويا قاتلا. ويعد مستخدمو الهرمونات، والمدخنون و النساء الحوامل ، إلى جانب المسافرين بعد رحلات طويلة، والخاضعين حديثا لعمليات جراحية، الأكثر عرضة للإصابة.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
علاقاتنا الاجتماعية تتلاشى بصمت
في خضم الركض وراء الالتزامات اليومية، والانشغال المستمر بين العمل والعائلة والتكنولوجيا، قد لا نلاحظ أن دوائرنا الاجتماعية بدأت تنكمش بصمت، بين لقاءات مؤجلة، رسائل غير مجاب عليها، ووعود بلقاء قريباً لا تأتي أبداً كلها إشارات خفية إلى ابتعاد تدريجي عن روابط كانت يوماً وثيقة. ورغم سهولة الوصول إلى الآخرين عبر الوسائل الرقمية، إلا أن التواصل الحقيقي بات أكثر ندرة. ومع مرور الوقت، تضعف العلاقات المباشرة التي كانت تُغذي شعورنا بالانتماء والدعم، ما يُؤثر سريعاً في صحتنا النفسية والعاطفية. وكثيرون يواجهون صعوبة في تنسيق لقاء بسيط مع الأصدقاء، حيث تتحول المحادثات على تطبيقات الدردشة إلى دوامة من التأجيل. هذه النكسات الصغيرة تتراكم، ومع الوقت، تتآكل الروابط الاجتماعية دون صخب. وتشير الأبحاث إلى أن حجم وجودة شبكتنا الاجتماعية يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بمستويات التوتر، والشعور بالوحدة، وحتى خطر الإصابة بالاكتئاب. فالعلاقات البشرية ليست رفاهية، بل ضرورة بيولوجية، ويُقلص دوائرنا دون أن نشعر بالضغوط العملية والحياتية، حيث تسرق من وقتنا وطاقتنا، وتدفعنا لتأجيل العلاقات الاجتماعية. والاعتماد المفرط على التواصل الرقمي الذي يجعلنا نظن أننا على اتصال، بينما تغيب العلاقة الفعلية. وظاهرة «فومو» (الخوف من تفويت الفرص) التي تدفعنا للمقارنة بدلاً من التفاعل، وتخلق شعوراً بالانعزال رغم الانخراط الظاهري. ولنحمي أنفسنا من العزلة الاجتماعية الصامتة يجب تخصيص وقتاً دورياً للتواصل وجهاً لوجه مع من تحب. بالإضافة إلى الانضمام لمجموعات أو أنشطة تتيح لك بناء علاقات جديدة ذات معنى. وإعادة إحياء العلاقات القديمة برسالة بسيطة أو مكالمة مفاجئة. والتقليل من وقت الشاشة، واعط الأولوية للحديث الحقيقي لا الافتراضي. ويجب أن تكون حاضراً بصدق عندما تتحدث مع الآخرين، الاستماع والتعاطف يصنعان فرقاً كبيراً. ومعرفة أن انكماش دائرتك قد يحدث دون وعي، يمنحك فرصة ثمينة لاتخاذ خطوات صغيرة لكن فعالة للحفاظ على شبكة داعمة تُثري حياتك وتُعزز صحتك.