
دراسة تربط "تلوث الهواء" بسرطان الرئة لدى غير المدخنين
وقاد الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر"، باحثون من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة الأميركية CDC، وتُعد من أوائل الدراسات التي توفر دليلاً جينومياً مباشراً يربط تلوث الهواء بسرطان الرئة لدى غير المدخنين.
لطالما ارتبط سرطان الرئة بالتدخين؛ لكن مع انخفاض معدلات التدخين عالمياً، لوحظ ارتفاع نسبي في حالات الإصابة بالمرض بين غير المدخنين، لا سيما بين النساء ومن أصول آسيوية، وفي الدول الآسيوية أكثر من نظيراتها الغربية.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، ماريا تيريزا لاندي، الباحثة في قسم علوم الأوبئة في المعهد الوطني الأميركي للسرطان، إن العلماء يرون اتجاهاً مقلقاً يتمثل في زيادة إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة، دون أن نفهم السبب تماماً حتى الآن "فمعظم الدراسات السابقة لم تميز بين بيانات المدخنين وغير المدخنين، ما حدّ من فهمنا للعوامل المسببة لهذا النوع من السرطان".
حللت الدراسة عينات من أورام الرئة لدى 871 شخصاً لم يسبق لهم التدخين، يقيمون في 28 منطقة مختلفة حول العالم، من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. ومن خلال تحليل الجينوم الكامل لهذه الأورام، رصد الباحثون أنماطاً من الطفرات تُعرف باسم "بصمات الطفرات"، تعكس التعرض السابق لمحفزات جينية مثل تلوث الهواء.
ووجد الباحثون، أن الأفراد الذين عاشوا في مناطق ذات تلوث هوائي أعلى، أظهروا عدداً أكبر من الطفرات، بما في ذلك طفرات تُعرف بأنها "محفزة للسرطان" فعلى سبيل المثال، كان لدى هؤلاء زيادة بمقدار 3.9 مرة في البصمة الجينية المرتبطة بالتدخين، وارتفاع بنسبة 76% في البصمة المرتبطة بتقدم العمر.
تعرف على أضرار التلوث على صحة الإنسان.. يقول باحثون إن التلوث يهدد صحة البشر بشكل يفوق تهديدات الحرب، والإرهاب، والمخدرات، والكحول، والعديد من الأمراض مجتمعة.
لكن الباحثين، أوضحوا أن تلوث الهواء لا يخلق بصمة فريدة له، بل يزيد من الطفرات التي تقع ضمن بصمات معروفة مسبقاً، كتلك المرتبطة بالتدخين والشيخوخة.
تأثير تراكمي لتلوث الهواء
رصدت الدراسة كذلك، "علاقة طردية" بين زيادة مستويات التلوث التي يتعرض لها الشخص، مع زيادة عدد الطفرات في الورم. كما كانت التيلوميرات، وهي أغطية وقائية على نهايات الكروموسومات، أقصر، وهو مؤشر على تسارع شيخوخة الخلايا.
بخلاف ما كان متوقعاً، لم تظهر الدراسة علاقة جينية قوية بين التدخين السلبي وسرطان الرئة. إذ لم تظهر أورام غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي طفرات مميزة، بل مجرد زيادة طفيفة في عدد الطفرات وقصر في التيلوميرات.
تلوث الهواء في أرقام
99% من سكان العالم يتنفسون هواءً يتجاوز حدود المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
2.4 مليار شخص يتعرضون لمستويات خطيرة من تلوث الهواء المنزلي بسبب استخدام مواقد حرق الوقود الصلب.
التكاليف الصحية العالمية بسبب التلوث تصل إلى 6 تريليونات دولار سنوياً.
8.1 مليون وفاة مبكرة سنوياً ترجع إلى تلوث الهواء.
1.2 مليار يوم عمل مفقود عالمياً كل عام بسبب تلوث الهواء.
أقل من ثلث دول العالم لديها شبكات رصد أو استراتيجيات لإدارة جودة الهواء.
البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة هي الأكثر تضرراً من تلوث الهواء.
يعتبر تلوث الهواء ثاني أكبر عامل خطر للوفاة المبكرة على مستوى العالم، بعد ارتفاع ضغط الدم.
أكثر من 700 ألف وفاة بين الأطفال دون سن 5 سنوات كانت مرتبطة بتلوث الهواء.
وأشار الباحثون إلى صعوبة قياس أثر التدخين السلبي بدقة، نظراً لتفاوت مستويات التعرض لتلوث الهواء والمدة والمسافة بين الشخص والمصدر.
وفي مفاجأة أخرى، رصد الباحثون بصمة جينية مرتبطة بحمض الأريستولوشيك، وهو مادة مسرطنة موجودة في بعض الأعشاب التقليدية الصينية.
الأدوية العشبية
وظهرت هذه البصمة تقريباً فقط في حالات من تايوان، ما يرجح احتمال تعرض هؤلاء المرضى للمادة من خلال استنشاق الأدوية العشبية، بحسب الفريق. وسبق أن ارتبط هذا الحمض بسرطانات الكلى والمعدة والكبد، لكن هذه أول مرة يتم ربطها بسرطان الرئة، بحسب مؤلفة الدراسة الرئيسية، ماريا تيريزا لاندي، التي قالت إن "هذا يثير قلقاً صحياً عاماً جديداً حول العلاجات التقليدية، ويمنحنا فرصة للتوعية والوقاية، خصوصاً في آسيا".
كما حدد الفريق العلمي، بصمة جينية جديدة، ظهرت في معظم حالات غير المدخنين، لكنها لم تظهر لدى المدخنين. وحتى الآن، لم يتم التعرف على مصدر هذه البصمة، مما يفتح المجال أمام تساؤلات جديدة قد تُعيد رسم خريطة فهمنا لأسباب سرطان الرئة.
يعتزم الباحثون توسيع نطاق دراستهم لتشمل حالات من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط ومناطق أخرى في إفريقيا. كما يخططون للتحقيق في تأثيرات محتملة لاستخدام الماريجوانا والسجائر الإلكترونية، خاصة بين الشباب غير المدخنين، إلى جانب دراسة تأثيرات بيئية أخرى مثل الرادون والأسبستوس، وجمع بيانات محلية دقيقة عن تلوث الهواء.
ويقول المؤلف الرئيسي في الدراسة، لودميل ألكساندروف، الباحث في جامعة كاليفورنيا، إن "تلوث الهواء لا يسبب فقط مشكلات في التنفس، بل يترك آثاراً جينية حقيقية قد تؤدي إلى السرطان.. والآن بات لدينا الأدلة"..
نقلا عن الشرق للأخبار
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحراء
منذ 7 ساعات
- الصحراء
دراسة تربط "تلوث الهواء" بسرطان الرئة لدى غير المدخنين
كشفت دراسة علمية جديدة، أن تلوث الهواء، وبعض أنواع الأدوية العشبية التقليدية، وغيرها من العوامل البيئية، قد تسهم في حدوث طفرات جينية تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة لدى أشخاص لم يدخنوا قط أو بالكاد دخنوا. وقاد الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر"، باحثون من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة الأميركية CDC، وتُعد من أوائل الدراسات التي توفر دليلاً جينومياً مباشراً يربط تلوث الهواء بسرطان الرئة لدى غير المدخنين. لطالما ارتبط سرطان الرئة بالتدخين؛ لكن مع انخفاض معدلات التدخين عالمياً، لوحظ ارتفاع نسبي في حالات الإصابة بالمرض بين غير المدخنين، لا سيما بين النساء ومن أصول آسيوية، وفي الدول الآسيوية أكثر من نظيراتها الغربية. وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، ماريا تيريزا لاندي، الباحثة في قسم علوم الأوبئة في المعهد الوطني الأميركي للسرطان، إن العلماء يرون اتجاهاً مقلقاً يتمثل في زيادة إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة، دون أن نفهم السبب تماماً حتى الآن "فمعظم الدراسات السابقة لم تميز بين بيانات المدخنين وغير المدخنين، ما حدّ من فهمنا للعوامل المسببة لهذا النوع من السرطان". حللت الدراسة عينات من أورام الرئة لدى 871 شخصاً لم يسبق لهم التدخين، يقيمون في 28 منطقة مختلفة حول العالم، من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. ومن خلال تحليل الجينوم الكامل لهذه الأورام، رصد الباحثون أنماطاً من الطفرات تُعرف باسم "بصمات الطفرات"، تعكس التعرض السابق لمحفزات جينية مثل تلوث الهواء. ووجد الباحثون، أن الأفراد الذين عاشوا في مناطق ذات تلوث هوائي أعلى، أظهروا عدداً أكبر من الطفرات، بما في ذلك طفرات تُعرف بأنها "محفزة للسرطان" فعلى سبيل المثال، كان لدى هؤلاء زيادة بمقدار 3.9 مرة في البصمة الجينية المرتبطة بالتدخين، وارتفاع بنسبة 76% في البصمة المرتبطة بتقدم العمر. تعرف على أضرار التلوث على صحة الإنسان.. يقول باحثون إن التلوث يهدد صحة البشر بشكل يفوق تهديدات الحرب، والإرهاب، والمخدرات، والكحول، والعديد من الأمراض مجتمعة. لكن الباحثين، أوضحوا أن تلوث الهواء لا يخلق بصمة فريدة له، بل يزيد من الطفرات التي تقع ضمن بصمات معروفة مسبقاً، كتلك المرتبطة بالتدخين والشيخوخة. تأثير تراكمي لتلوث الهواء رصدت الدراسة كذلك، "علاقة طردية" بين زيادة مستويات التلوث التي يتعرض لها الشخص، مع زيادة عدد الطفرات في الورم. كما كانت التيلوميرات، وهي أغطية وقائية على نهايات الكروموسومات، أقصر، وهو مؤشر على تسارع شيخوخة الخلايا. بخلاف ما كان متوقعاً، لم تظهر الدراسة علاقة جينية قوية بين التدخين السلبي وسرطان الرئة. إذ لم تظهر أورام غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي طفرات مميزة، بل مجرد زيادة طفيفة في عدد الطفرات وقصر في التيلوميرات. تلوث الهواء في أرقام 99% من سكان العالم يتنفسون هواءً يتجاوز حدود المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية. 2.4 مليار شخص يتعرضون لمستويات خطيرة من تلوث الهواء المنزلي بسبب استخدام مواقد حرق الوقود الصلب. التكاليف الصحية العالمية بسبب التلوث تصل إلى 6 تريليونات دولار سنوياً. 8.1 مليون وفاة مبكرة سنوياً ترجع إلى تلوث الهواء. 1.2 مليار يوم عمل مفقود عالمياً كل عام بسبب تلوث الهواء. أقل من ثلث دول العالم لديها شبكات رصد أو استراتيجيات لإدارة جودة الهواء. البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة هي الأكثر تضرراً من تلوث الهواء. يعتبر تلوث الهواء ثاني أكبر عامل خطر للوفاة المبكرة على مستوى العالم، بعد ارتفاع ضغط الدم. أكثر من 700 ألف وفاة بين الأطفال دون سن 5 سنوات كانت مرتبطة بتلوث الهواء. وأشار الباحثون إلى صعوبة قياس أثر التدخين السلبي بدقة، نظراً لتفاوت مستويات التعرض لتلوث الهواء والمدة والمسافة بين الشخص والمصدر. وفي مفاجأة أخرى، رصد الباحثون بصمة جينية مرتبطة بحمض الأريستولوشيك، وهو مادة مسرطنة موجودة في بعض الأعشاب التقليدية الصينية. الأدوية العشبية وظهرت هذه البصمة تقريباً فقط في حالات من تايوان، ما يرجح احتمال تعرض هؤلاء المرضى للمادة من خلال استنشاق الأدوية العشبية، بحسب الفريق. وسبق أن ارتبط هذا الحمض بسرطانات الكلى والمعدة والكبد، لكن هذه أول مرة يتم ربطها بسرطان الرئة، بحسب مؤلفة الدراسة الرئيسية، ماريا تيريزا لاندي، التي قالت إن "هذا يثير قلقاً صحياً عاماً جديداً حول العلاجات التقليدية، ويمنحنا فرصة للتوعية والوقاية، خصوصاً في آسيا". كما حدد الفريق العلمي، بصمة جينية جديدة، ظهرت في معظم حالات غير المدخنين، لكنها لم تظهر لدى المدخنين. وحتى الآن، لم يتم التعرف على مصدر هذه البصمة، مما يفتح المجال أمام تساؤلات جديدة قد تُعيد رسم خريطة فهمنا لأسباب سرطان الرئة. يعتزم الباحثون توسيع نطاق دراستهم لتشمل حالات من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط ومناطق أخرى في إفريقيا. كما يخططون للتحقيق في تأثيرات محتملة لاستخدام الماريجوانا والسجائر الإلكترونية، خاصة بين الشباب غير المدخنين، إلى جانب دراسة تأثيرات بيئية أخرى مثل الرادون والأسبستوس، وجمع بيانات محلية دقيقة عن تلوث الهواء. ويقول المؤلف الرئيسي في الدراسة، لودميل ألكساندروف، الباحث في جامعة كاليفورنيا، إن "تلوث الهواء لا يسبب فقط مشكلات في التنفس، بل يترك آثاراً جينية حقيقية قد تؤدي إلى السرطان.. والآن بات لدينا الأدلة".. نقلا عن الشرق للأخبار


الإذاعة الوطنية
منذ 13 ساعات
- الإذاعة الوطنية
الصين تفرض قيودا على واردات الأجهزة الطبية من الاتحاد الأوروبي
قالت وزارة المالية الصينية اليوم الأحد إنها ستفرض قيودا على واردات الأجهزة الطبية من الاتحاد الأوروبي التي تتجاوز قيمتها 45 مليون يوان (6.3 مليون دولار). وأضافت الوزارة أن الصين ستفرض قيودا أيضا على واردات الأجهزة الطبية من الدول الأخرى التي تحتوي على مكونات مصنوعة في الاتحاد الأوروبي تزيد قيمتها على 50% من قيمة العقد. وتدخل الإجراءات حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الأحد.

منذ 3 أيام
آن الأوان لاعتماد الطاقة النووية في أفريقيا
وهو رقم يعكس الفقر الكبير الذي تعانيه القارة في مجال الطاقة، لا سيما في المناطق الريفية، حيث يحتاج ما بين 70 و80 مليون شخص إلى الحصول على الكهرباء سنويا حتى يكونوا على المسار الصحيح لتحقيق الغاية المتمثلة في حصول الجميع على الكهرباء بحلول عام 2030. وبينما تمثل قارتنا 17 ٪ من سكان العالم، فإننا ننتج أقل من 3 ٪ من الكهرباء العالمية. و«فقر الطاقة» هذا يخنق التصنيع، ويحدّ من نتائج الرعاية الصحية، ويقيد التحول الاقتصادي بينما تُصدِّر أفريقيا اليورانيوم والمعادن الحرجة الأخرى لتزويد أجزاء كثيرة من العالم بالطاقة. ورغم إحراز تقدم ملحوظ في جميع بلدان القارة، فإن وتيرة التقدم الإجمالية تبقى بطيئة، وتتطلب تحولا طموحا نحو الطاقة النووية، يتناسب مع احتياجات أفريقيا وفرصها الفريدة. مواجهة ا لمخاوف - أمثلة من جميع أنحاء العالم من حق من ينتقدون الفكرة إثارة مسائل السلامة والمستخدمات الضارة والحوادث والتكلفة والآثار المحتملة على البيئة. كما يجادل الكثيرون بأن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة يفي بالغرض. وعلاوة على ذلك، من الصعب أن ينسى الناس حادثي تشرنوبيل وفوكوشيما، والتهديد المستمر باندلاع حرب نووية. ومع ذلك، فإن محطة كوبيرغ في جنوب أفريقيا تعمل بأمان منذ 40 عاما، وهو ما يثبت أن الطاقة النووية تصلح لقارتنا. وبالإضافة إلى ذلك، يلاحظ الخبراء أن الطاقة النووية تتسبب في أقل معدل وفيات لكل كيلوواط/ساعة من أي مصدر رئيسي للطاقة، وهي أكثر أمانا من الرياح والطاقة الشمسية عند احتساب مخاطر التصنيع. وتحتوي الأنظمة الحديثة مفاعل AP1000 الذي تنتجه شركة «وِيستينهاوس» على أنظمة السلامة السلبية التي توقف التشغيل تلقائيا. لقد تحولت كوريا الجنوبية بمفاعلاتها الخمسة والعشرين من مستورد للطاقة إلى مصدّر للطاقة النووية، وهي تطمح إلى توفير 30 ٪ من طاقتها الكهربائية نوويا مع خفض الانبعاثات بحلول عام 2030 . وعلى نحو مماثل، تنتج فرنسا 70 ٪ من كهربائها من الطاقة النووية، محققة أدنى أسعار في أوروبا بالإضافة إلى نظافة طاقتها الكهربائية. وتقوم بنغلاديش، التي يناهز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيها نصيبه في كينيا، ببناء أول مفاعل لها بدعم روسي، وهو ما يثبت أن الطاقة النووية يمكن أن تكون في متناول البلدان النامية. وهناك مزيد من التطورات المشجعة غير بعيد. فمصر تعمل على بناء أربعة مفاعلات قدرة كل منها 1200 ميغاواط ط في محطة الضبعة، وهو رهان بقيمة 30 مليار دولار على الطاقة النووية كمحفز صناعي. ودخلت غانا في شراكة مع شركة 'نيوسكيل باور' لاستكشاف المفاعلات النمطية الصغيرة التي يمكنها تشغيل المناجم والمدن في وقت واحد. وعلاوة على ذلك، فإن البلدان التي تندرج تحت الفئة الأولى ، وهي أوغندا وجنوب أفريقيا ورواندا وزامبيا وغانا ومصر ونيجيريا، ملتزمة التزاما راسخا ببدء برامج للطاقة النووية أو توسيعها. وتعمل الحكومات في إثيوبيا وتونس وتنزانيا والجزائر وزمبابوي والسنغال والكونغو وكينيا والمغرب وناميبيا والنيجر على إيجاد دور للطاقة النووية في أنظمة إمدادات الكهرباء المستقبلية لديها. توفير الطاقة اللازمة للتحول الصناعي والنهوض بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. تشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن نمو الصناعة والتجارة والزراعة في أفريقيا سيتطلب زيادة في إنتاج الكهرباء بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2030. وتقدر اللجنة الاقتصادية لأفريقيا أن احتياجات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية من الكهرباء ستمثل 8 ٪ من إجمالي قدرة الكهرباء القارية بحلول عام 2035، و 14 ٪ بحلول عام 2040 ، وهو ما سيتطلب استثمارات إضافية قدرها 22,4 مليار دولار بين عامي 2025 و 2040 . وعلاوة على ذلك، نظرا للنمو السكاني والاقتصادي السريع في أفريقيا يجب أن تتوسع إمدادات الكهرباء بأكثر من 4 أضعاف، وذلك بحلول عام 2040 ، كما تواجه أفريقيا تحولات قطاعية بسبب التكنولوجيات الرائدة. فمراكزُ البيانات التي تخزن البيانات الضخمة وتُدعم التكنولوجيات الرائدة تتطلب إمداداتٍ كبيرة من الطاقة. كما ستنجم عن الانتقال التدريجي لنظام النقل في أفريقيا إلى السيارات الكهربائية زيادة في الطلب على توليد الكهرباء في القارة. ولم يعد بإمكان أفريقيا المخاطرة بالخروج ببطء من انعدام الأمن الطاقي. وكما نقول في أفريقيا، يمكننا الغناء والرقص في آن واحد. فبينما نستثمر في موارد الطاقة المتجددة، يمكننا أيضا المضي قدما في تطوير الطاقة النووية. وستنتج محطة الضبعة في مصر 800 4 ميغاواط ط مقابل 6,25 مليار دولار. فالطاقة النووية تنافسية من ناحية التكلفة حيث تزيد فترة صلاحية المحطة عن 40 عاما. ولكن ماذا عن السؤال الملح، وهو مصير النفايات النووية؟ تثبت الابتكارات الحالية أن تصميمات المفاعلات الجديدة تستهلك النفايات النووية نفسَها كوقود. كما أن أنظمة إدارة النفايات تطورت لتوفير خيارات أكثر أمانا للتخلص منها. فيمكن لدول مثل النيجر، التي تملك احتياطيات كبيرة من اليورانيوم، تشغيل مفاعلات على مدى قرون مع العمل على معالجة تحديات النفايات. ويمكن لناميبيا أن تحقق الاستقلال في مجال الطاقة مع تزويد بقية أفريقيا بالطاقة طيلة عقود قادمة، فأفريقيا تسيطر على 20 ٪ من احتياطيات اليورانيوم العالمية. التزام الحكومات والفوائد الملموسة إن الطريق واضح أمامنا. يجب أن نستفيد من إمكانات الطاقة النووية وأن نقطع التزاما سياسيا جريئا تدعمه خرائطُ طريق وطنية واضحة، بما في ذلك مواعيد محددة لتشغيل المحطات ومبادرات طويلة الأجل لبناء القدرات. فالإمكانات هائلة ويمكن أن تفضي إلى إيجاد آلف الوظائف عالية المهارات، وإعطاء نظام الطاقة في أفريقيا قدرا أكبر من الأمن الطاقي. ثم إن الحكومات بحاجة إلى الاستفادة من موثوقية الطاقة النووية. فالعمر الاقتصادي لمحطات التوليد يصل إلى 45 عاما بمعامل تحميل يبلغ 90 ٪. وبينما توفر المفاعلات كبيرة الحجم حمولة أساسية مستقرة من الطاقة الكهربائية، ينبغي البدء بالخطوات اليسيرة ذات الأثر الأكبر أولً، وذلك ب التركيز على نشر المفاعلات الصغيرة والمتوسطة الحجم )أو النمطية( 20 - 300 ميغاواط) لتشغيل المناجم والصناعات، قبل توسيع نطاقها إلى المحطات التي تقاس قدرتها بالجيغاوا ط. ولتخطي عقبة التمويل الذي يتطلب تكاليف أولية مرتفعة ) 70 - 85 في المائة (، يمكن للبلدان استخلاص الدروس من مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا التي تبلغ 6,4 جيغاواط، مثل برنامج المشتريات في جنوب أفريقيا ونماذج تمويل الشراكات النووية بين القطاعين العام والخاص حول العالم. ويمكن لمجمعات الطاقة الإقليمية في أفريقيا، مثل مجمع الطاقة الجنوب الأفريقي، والإطلاق المرتقب لسوق كهرباء إقليمية في مجمع الطاقة لشرق أفريقيا، أن تزيد من الاستثمار من خلال تجميع الطلب. وتهدف سوق الكهرباء الأفريقية الموحدة )رؤية 2040 ( إلى دمج الشبكات القارية، وهو ما سيعزز جدوى الطاقة النووية. ويمكن أن يؤدي إنشاء تحالف نووي إفريقي إلى تجميع الموارد والتفاوض على صفقات نقل التكنولوجيا وبرامج التدريب بشكل أفضل وإصلاح تمويل الطاقة بالشراكة مع المؤسسات المالية الأفريقية لإزالة المخاطر من المشاريع. ويجب على الاتحاد الأفريقي والتكتلات الإقليمية قيادة هذه المهمة لتأمين مستقبل الطاقة في أفريقيا. لقد حان الوقت الآن لترجمة الإمكانات إلى عمل. وإذا تحركت أفريقيا بالشكل الصحيح، فإنه يمكنها أن تصبح رائدة في هذا القطاع. فالطاقة النووية تعِدُ بمستقبل مشرق. لكن يجب أن نتصرف على نحو مدروس وأن نتحلى بالشجاعة لاحتضانها