كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (2)
قد يكون الارتباط الواضح بالطغيان ولا يمكن لمعظم الإشارات أن تحسب بأمان على أنها تعني حكم المانع في أوائل القرن السابع عشر على سبيل المثال تم إدانة شيخ خولان باعتباره ينتمي إلى الأشرار وحكام الطاغوت وهو ما يعني بالكاد أكثر من أن شعب الإمام اعتقدوا أنه تأثير شرير ومع ذلك يُقال بشكل أكثر تحديدًا أن أحد المعينين من قبل الإمام القاسم قد أخذ من القبائل كتب الطاغوت الخاصة بها وأحرقها، اشتكى الإمام يحيى قبل فتح العصيمات في عشرينيات القرن العشرين من حكم الطاغوت وهو ما يعني على ما يبدو العرف القبلي ويقال إنه هدد في ثلاثينيات القرن العشرين أي شخص يمتلك كتب الطاغوت بالإعدام، تدفع مثل هذه التقارير بعض المؤلفين إلى افتراض وجود قانونين متميزين- حتى القانون المكتوب- متعارضين بشكل لا ينفصم عادةً في الواقع يكون هذا الصراع الظاهري مسألة اختصاص قضائي وبالطبع هو خطاب سياسي وأخلاقي أكثر من كونه تناقضًا نصيًا أو معارضة لشريعة الله، يهتم بعض المؤلفين المعاصرين بإظهار مدى توافق العرف القبلي مع الشريعة أو القانون الإسلامي؛ رجال القبائل من جانبهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم أقل من المسلمين الصالحين لطالما كان الأمر كذلك والأهم من ذلك للغرض الحالي أن الشريعة الإسلامية حرة في استخدام ما هو متاح من موارد عرفية شريطة ألا تتعارض مع مبادئ الشريعة وألا يكون أيٌّ من مجالي القانون مُصنفًا أو مُقيدًا لا يُمكن أن يكون هناك تعارض بسيط بين القوانين، في الواقع إن فكرة القوانين المتعارضة والمتماسكة هي عادةً نتاج الإمبراطوريات الغربية وهكذا حوّل الهولنديون في جزر الهند الشرقية مصطلح العادات أو العرف إلى أداتريخت.
وقد حاول الفرنسيون في شمال إفريقيا إضفاء طابع رسمي على الاستخدام البربري كبديل للشريعة الإسلامية مما أثار غضبًا واسع النطاق لا سيما بين البربر في ذلك الوقت وسنتناول لاحقًا لماذا يجب أن تبدو المنتجات المحلية قوانين لمن يكتبونها ويبدو أن الشكل الشائع في اليمن كما في أماكن أخرى من الإسلام كان نوعًا من التسامح مع الأنماط القانونية الثانوية في وثائق المحاكم الرسولية التي جمعها وحررها محمد جازم ببراعة يجد المرء تلميحات لعرف أو عرف متقن للغاية يحكم أشياء مثل الأسواق أي شخص مطلع على النزاعات المعاصرة حول الرعي أو حقوق المياه يعرف كيف يستخدم القانون الإسلامي المعرفة المحلية: في هذا الصدد لم يُندد قانون صنعاء الشهير (1748م) على الرغم من التدقيق فيه عن كثب لكن عدم الثقة في السلطة المفروضة واضح في الممارسات القبلية وهو ما قد يفسر عداوة العلماء في النصين (أ و ب) أدناه نجد ذكرًا لجيران ضعفاء أشخاص من ذوي مكانة أقل من قبلية في برات كانوا يعيشون تحت حماية قبائل برات ويخبرنا القسم (أ) من النص أنه إذا اختلفوا فيما بينهم فلا ينبغي لرجال القبائل أن ينحازوا إليهم بل أن يدفعوهم إلى قاضي شرعي، كان هؤلاء الأشخاص معروفين في الواقع باسم جُهّال الشريعة والشريعة هي الشريعة الإسلامية والجهال هم الأطفال أو بالأحرى الجاهلون غير القادرين على رعاية أنفسهم، أن تكون ابنًا للشريعة يعني أن تكون عالةً على النقيض من ذلك كان على رجال القبائل حل مشاكلهم بأنفسهم إذا لجأوا إلى قضاة الشريعة على عكس الشرع التحكيم العرفي من قِبل معارفهم فإنهم يفعلون ذلك بمحض إرادتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 24 دقائق
- بوابة الأهرام
«البحوث الإسلامية» يحذّر من غياب الرحمة في السلوك اليومي
شيماء عبد الهادي ألقى الدكتور محمود الهوَّاري، الأمين العام المساعد للدَّعوة والإعلام الدِّيني بمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم، محاضرةً لطلَّاب كليَّة (التمريض) بجامعة بني سويف، تناول فيها أبعادًا إنسانيَّة وعمليَّة مِنَ الهجرة النبويَّة، وذلك في إطار جهود المجمع في نَشْر الوعي القيمي والتربوي، وتفعيل دَور الخطاب الدِّيني في بناء وعي الشباب الجامعي؛ مِن خلال التعاون المستمر مع الجامعات والمؤسَّسات التعليميَّة، وفي سياق الحملة الدَّعويَّة التي أطلقها المجمع بعنوان: (الهجرة النبويَّة.. ميلاد أمَّة ورسالة تتجدَّد)؛ بهدف ترسيخ القِيَم الأخلاقيَّة، وتعزيز الانتماء والمشاركة الفاعلة في قضايا الوطن. موضوعات مقترحة وقال الدكتور الهوَّاري: إنَّ الهجرة النبويَّة كانت لحظةً فاصلةً صنعتها مجموعةٌ مِنَ القِيَم الحاكمة، التي ما زالت صالحةً لإصلاح الفرد والمجتمع، يأتي في مقدِّمتها: (الرَّحمة)، تلك القيمة التي تجلَّت بوضوح في تصرُّفات النبي ﷺ مع مَن آذوه؛ إذْ خرج مِن مكَّةَ دون أن يردَّ الأذى، بل حرص على ردِّ الأمانات، مبيِّنًا أنَّ هذه السلوكَّ النبويَّ وعيٌ راقٍ، ونُبلٌ أخلاقيٌّ يعلو فوق الخصومات. وأشار الأمين العام المساعد للدَّعوة والإعلام الدِّيني إلى أنَّ موقف النبي ﷺ مِن سراقة بن مالك، الذي خرج يُطارده، ثم سَمِعَ منه وعدًا بسوارَي كسرى؛ يعكس قيمة الأمل العميقة في قلب النبي، مؤكِّدًا أنَّ الثقة بموعود الله لا تتنافَى مع شدَّة الخطر؛ بل هي وقود الثبات في أحلك الظروف، داعيًا الشباب إلى الإيمان بقدراتهم مهما ضاقتْ بهم السُّبُل، والعملِ على تحويل التحديات إلى فُرَص. كما أكَّد أهميَّة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكُّل، موضِّحًا أنَّ النبي ﷺ خطَّط بدقَّة للهجرة؛ إذِ اختار الصُّحبة، وحدَّد المسار، ورتَّب التفاصيل، لكنه في الوقت نفْسه ظلَّ على يقينٍ أنَّ النَّصر مِن عند الله؛ وهي رسالة قويَّة مفادها أن الإيمان لا يُغنِي عن العمل، وأنَّ النجاح ثمرةُ جهدٍ واعٍ وثقة صادقة. وتناول الدكتور محمود الهوَّاري الإيجابيَّةَ والسَّعيَ بوصفهما ركيزتَين في كلِّ تحرُّك نبوي؛ فالرسولُ ﷺ خرج وهو يحمل مشروعًا للتغيير لا لمجرَّد نجاة شخصيَّة، مشدِّدًا على أنَّ الإيجابيَّة -بالإضافة إلى المعنى الذي تحمله مِنَ التفاؤل- تعني تحمُّل المسئوليَّة والمبادرة، والجِدِّيَّة في بناء الذَّات وخدمة المجتمع، وهي القِيَم التي يحتاجها طلَّابُ اليوم لبناء مستقبَلهم ومجتمعهم. وسلَّط الدكتور الهوَّاري الضوءَ على دَور الشباب في الهجرة النبويَّة، مبيِّنًا أنَّ كثيرًا مِنَ المهام المحوريَّة في هذا الحدث العظيم أُنيطَ بالشباب: مِن إعداد المَبيت، إلى جَمْع المعلومات، إلى إخفاء الأثر؛ ممَّا يعكس ثقة النبي ﷺ بطاقات الشباب، داعيًا الطلَّاب إلى أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم. واختتم الدكتور محمود الهوَّاري بتأكيد أنَّ الرحمة اليوم غائبة عن كثيرٍ مِن مفاصل المجتمع: في الأسرة، والعمل، والأسواق، وبين الأصدقاء والشُّركاء، وأنَّ إحياء هذه القيمة ضرورةٌ لبناء مجتمع متماسك ومتراحم، لافتًا إلى أنه مَن أراد أن تكون له هجرة في هذا العصر؛ فليُهاجِر مِنَ القسوة إلى الرحمة، ومِنَ السلبيَّة إلى العمل، ومِنَ التخلِّي إلى التحمُّل. محاضرةً لطلَّاب كليَّة (التمريض) بجامعة بني سويف


الاقباط اليوم
منذ 31 دقائق
- الاقباط اليوم
قانون الإيجار القديم يتصدر التريند، والنشطاء: الحكومة مش مجهزة بيانات هتوفر مساكن بديلة؟!
قانون الإيجار القديم، تصدر "قانون الإيجار الجديد" تريند مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تأجيل مناقشة البرلمان له، حيث أكد نواب بالبرلمان أن الحكومة لم تقدم البيانات المطلوبة عن المستأجرين قبل مناقشة قانون الإيجار القديم، رغم تعهدها بذلك، مما يعطل استكمال مناقشة المشروع. الحكومة غير مستعدة بالبيانات قبل مناقشة القانون كما أعلن رئيس مجلس النواب أن "الحكومة جاءت وهي غير مستعدة!"، وقرر مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، تأجيل مناقشة مشروع قانون الإيجار القديم إلى جلسة الغد، لحين إتاحة البيانات التفصيلية المطلوبة للنواب بشأن المستأجرين وأعدادهم وأماكنهم. وأكد الدكتور حنفي الجبالي أن "الحكومة جاءت إلى المجلس بمشروع قانون وهي غير مستعدة، وهذه ليست المرة الأولى"، كاشفًا ضرورة تقديم البيانات الدقيقة قبل استئناف المناقشات غدًا، حتى يتمكن النواب من اتخاذ قرارهم بناءً على أرقام واضحة تحفظ التوازن بين حقوق الملاك والمستأجرين، وتراعي الأبعاد الاجتماعية والإنسانية للقانون. وأثار قرار تأجيل مناقشة مجلس النواب لـ "قانون الإيجار القديم" جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، البعض أكد أنه ضد إقرار القانون وخاصة في بند تحديد فترة الإقامة، وما يتعلق بفترات الإخلاء وتوفير سكن بديل، بينما أكد أخرون الموافقة على القانون لتحرير العلاقة بين المالك والمستأجر. تأجيل مناقشة قانون الايجار انتصارًا للشعب وعلق عضو مجلس الشورى يوسف الحسيني على تأجيل مناقشة قانون الإيجار القديم فقال: "صوتنا جميعا أغلبية ومعارضة ومستقلين الان على تأجيل مناقشة قانون الايجار القديم لحين ان تصلنا بيانات دقيقة من الحكومة مصحوبة بآليات واضحة انتصارًا للشعب وللجماهير ورفضا من الجميع لعدم استعداد الحكومة وعدم انحيازها لقاعدة عريضة من الشعب البرلمان.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها" وقال البلوجر رفيق السيسي: "قمة العبس والاستخفاف... منين قانون استثنائي وأنت بنفسك يا سيادة وزير الشؤون النيابية بتقول إحنا حكومة في ظل وضع استثنائي.. تناقض عجيب وبعدين بين ليلة وضحاها هيتم حصر أسماء جميع المستأجرين الأصلين، أنتم تحتاجون لشهور أو سنين... ورئيس الوزراء يقول ما فيش طرد.. هل الحكومة مغيبة". أما البلوجر صلاح تقي فعلق قائلًا: "واسم زوجة المستأجر وأسم بنت أخو المستأجر واسم الشارع اللى ساكن فيه... القضاء هو الحل هو اللى هيفصل". وسخر البلوجر أيمن كاظم قائلًا: "حكومه مش مجهزه بيانات وورق حتقدر تجهز سكن بديل" أما البلوجر زهراء عبد الحميد فقالت: "لا طبعًا لازم قانون ينظم العلاقة الأول عشان حضرتك تقدر تروح المحكمة... أومال حضرتك هتطلعهم على أي سند" لا اجتهاد مع نص المحكمة الدستورية بينما ردت البلوجر صفاء الطويل قائلة: "خللي الحكومه ترجع لنا. الأراضي الزراعيه. التي أخذتها. مننا في عهد الإصلاح الزراعي. وعملنا قضيه وكسبناها. لكن مش عارفين نستلم أرضنا. هو ده العدل.." وعلق البلوجر سيد مصطفى فقال: "الحكومه معندهاش بيانات وعايزه قانون" أما البلوجر رنا فتحي فقالت: "لا اجتهاد مع نص المحكمة الدستورية، المحكمة الدستورية حكمت بالإمتداد في 2002، وليس 5 سنوات أو 7 أو 10 سنوات، أو أي عدد، وحكم 2024 أقر الامتداد وقالت الإمتداد محدد مسبقًا". وقال البلوجر أحمد صلاح أبو سلام: "حكومه العبث واللامبالاة لا تمتلك إحصائيه بعدد المستأجرين صحيحه، ولا عندها متر تبني عليه مباني بديلة أصلًا ولا عندها حاجه غير قانون غير دستوري لتهجير نص الشعب من بيوتهم ومحلاتهم بس طب ماتعملوا إحصائية للملاك الجدد بالمرة ويخرجوا برا الحسبه". بينما علق البلوجر إبراهيم الدسوقي قائلًا: "قانون استثنائي ظلم الملاك 70 سنة الحكومات والبرلمات والمحاكم السابقة كانت ايدها خفيفة وهي بتنزل لجان تخفيض الأجرة 3 مرات، وكانت أيدها خفيفة وهي تورث لأبناء وأحفاد المستأجر وتؤبد له المدة، لكن عند رجوع الحقوق للملاك الكل تكاسل!". ورد البلوجر محمد بن عبد العزيز الخالدي قائلًا: "قانون الايجار القديم قانون ظالم بكل المقاييس يعني واحد يسكن ب7جنيه في الشهر ولا ب50 جنيه في الشهر وواحد مش لاقي يسكن اولاده مش لاقيين يتجوزوا في شقه وتقول لي بيهدد السلم الاجتماعي المستاجر بيقول السبعه جنيه وال50 جنيه كان ليهم قيمه طب ليه ما حوش ال50 جنيه واشتري بهم شقه"


بوابة الأهرام
منذ 38 دقائق
- بوابة الأهرام
رفقا بوطننا
رفقا بوطننا أَوَما تَرَونَ الأَرضَ خُرِّبَ نِصفُها وَدِيارُ مِصـــر لا تَزالُ جِنــــــــانا يَرعى كَرامَتَها وَيَمنَعُ حَوضَها جَيشٌ يَعافُ البَغيَ وَالعُدوانا « أحمد شوقى » ما أبلغ كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى، وأقولها لبعض من أبناء وطننا: أو ما ترون الأرض خرب نصفها وديار مصر لا تزال جنانا يرعى كرامتها ويمنع حوضها جيش يعاف البغى والعدونا؟ للأسف لا يزال البعض لا يرى إلا ما يحب أن يرى، ولا ينثر إلا بقايا يأس وإحباط على كل حدث سواء فى الخارج أو الداخل، يلوى الحقائق ليًّا، حتى تتواكب مع مبتغاه، ويا ليت المبتغى أو الهدف هو الإصلاح، بل المبتغى والهدف فى الغالب هو المصلحة، والفارق كبير بين من يهدف إلى الإصلاح، ومن يجرى وراء المصلحة. ابتلينا فى مصر وبلداننا العربية، بوباء السوشيال ميديا، الذى استشرى، فمع صراع إقليمى بين إيران وإسرائيل تحولنا إلى خبراء عسكريين ومحللين استراتيجيين، وامتد الأمر إلى خبراء فى أنواع الصواريخ «هذه فرط صوتية، وتلك غير فرط صوتية»، وبعضهم الآخر محلل استراتيجى بل يعرف المعلومة من بطن السياسية الخارجية الأمريكية، ولولا الملامة لخرج علينا ليقول لنا: إن ترامب قد استشاره شخصيا قبل اتخاذ قرار وقف إطلاق النار! ما إن وضعت الحرب أوزارها وجاءت ذكرى احتفال مصر بثورة 30 يونيو، إلا انفتحت علينا وسائل الخراب الاجتماعى بكل ما هو سلبى، ليتم تضخيم الحوادث والتركيز عليها، والهدف واضح لكل ذى عقل، وهو الانقضاض على ما تحقق، وتصويره على أنه ما كان يجب أن يتم، ومن «تريند إلى تريند»، أقول لأبناء وطنى: رفقا بوطننا. نعم رفقا بوطننا، ولم لا؟! ألا ترون ما حدث ويحدث فى المحيط الإقليمى من صراعات إقليمية فى الجنوب بالسودان، وفى الشرق بليبيا، وفى الغرب من عدوان إسرائيلى غاشم على غزة، وما تلاه من عدوان إسرائيلى على إيران، وما تبعه من قصف إيرانى على تل أبيب وحيفا وغيرهما من المدن الإسرائيلية، ومن ثم تدخل أمريكى بقصف المواقع النووية الإيرانية فى أكثر من موقع. بحمد الله وفضله كانت مصر وستظل هى واحة الأمن والاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة فى جميع الاتجاهات، وذلك جاء بفضل من الله ثم قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى لم ولن ينجر إلى أى محاولة لإشراك مصر فى مثل هذه الصراعات الإقليمية، ثم الجيش المصرى الذى أسهم تطويره وتحديثه بأحدث المعدات والأسلحة إلى جانب التدريب المستمر إلى ردع كل من يفكر فى تجاوز الحدود مع مصر مكانا ومكانة. لم يكن كل هذا ليحدث إلا بثورة 30 يونيو، التى نحتفل بذكراها هذه الأيام، هذه الثورة التى حافظت على هوية مصر وانتفض الشعب المصرى من أجل هويته ومن أجل رفض الإخوان «الإرهابيين» فكرة وأشخاصا، هذه الثورة وهذا الشعب الذى انتفض فى 30 يونيو بحماية من قواته المسلحة، برئاسة رئيسها فى هذا الوقت الفريق عبد الفتاح السيسى قائد القوات المسلحة، ورفضوا التفريط فى هوية مصر رغم تهديد الشعب ببحار من الدماء، ورغم تهديد قواته المسلحة وقادتها وضباط الشرطة، وقد شاهدنا عمليات استهداف أبناء مصر من القوات المسلحة ومن الشرطة بل استهداف المستشفيات، واستهداف أماكن العبادة سواء المساجد أو الكنائس، ففصيل الإخوان تاجر بالدين من أجل الدنيا فخسر الدين والدنيا، وكسب الشعب المصرى وانتصرت مصر على كل التحديات والمعوقات. نعم لولا 30 يونيو ما كانت مصر ستنعم بالأمن الذى نعيشه اليوم، ولولا الرئيس عبد الفتاح السيسى لكان من الممكن أن نشهد دخول مصر فى العديد من الصراعات التى تم تأجيجها خاصة لاستدراج مصر لها، ولنا فى التاريخ عبرة، والعبرة كانت فى استدراج الجيش المصرى فى حرب اليمن قبل هزيمة يونيو 67 ، وللأسف البعض من أبناء وطنى لا يحبون أن نتذكر التاريخ. بعد 30 يونيو وُضعت خطة لاستعادة الدور المصرى الذى فقدناه فى سنة الظلام، وفى سنوات الاستقرار، بل وضعت خطة لاستعادة دور مؤسسات الدولة المختلفة التى تم الهجوم عليها من قبل يناير 2011 إلى يونيو 2013، وكان هجوما منظما استهدف أن يفقد المصريون ثقتهم بمؤسسات الدولة سواء التشريعية أو القضائية أو التنفيذية، وأيضا استُهدف الإعلام الرسمى بصورة مباشرة، ولم لا؟ والإعلام هو صاحب الدور الرئيس فى نشر التوعية والوعى، فعندما تفقد الثقة بإعلام دولتك تتجه مباشرة إلى وسائل إعلام بديلة، وهنا كان الفخ، من تشويه ومن تقليل حجم ما تم من مشروعات، بل التشكيك فيها، والإعلام البديل هنا كان قنوات إقليمية وأيضا وسائل التواصل الاجتماعى. نعم هناك أخطاء، فمن يعمل ربما يخطئ، ومن لا يعمل بالتأكيد لا يخطئ، ولكن دعونا ونحن نعمل نعالج الأخطاء سواء أخطاء الحكومة أو أخطاء من بعض النواب أو أخطاء من الإعلام، ولكن الواجب علينا هو الاستمرار فى العمل مع معالجة الأخطاء، لا أن نتوقف عن العمل، أو نهدم ما بُنى بالمال والدم تحت دعوى أنه خطأ. هل تذكرون كيف كان حال مصر قبل 2013 بل قبل 2011؟ هل تذكرون كيف كان حال الطرق؟ هل تذكرون كيف كان حال السكن؟ هل تذكرون كيف كان حال التعليم الجامعى وعدد الجامعات فى مصر؟ إن ما شهدته مصر من بعد 30 يونيو 2013 لهو بمنزلة ثورة حقيقية، بدأت بثورة للحفاظ على هوية مصر إلى ثورة لبناء مصر الحديثة بمشروعاتها العملاقة، سواء فى الدلتا الجديدة أو العاصمة الجديدة، أو قناة السويس الجديدة، أو تطوير الموانئ والطرق وزيادة خطوط مترو الإنفاق، وشبكة القطارات السريعة، وتوطين صناعات التكنولوجيا وصناعة السيارات، والقضاء على فيروس الكبد الوبائى، ومشروع التأمين الصحى الشامل، وزيادة عدد المدارس والجامعات وتنوعها من خاصة إلى دولية وغيرها من الجامعات، ما تم تحقيقه كثير ولا يزال أمامنا مشوار طويل، وفى هذا المشوار علينا الحفاظ على ما تحقق وعلاج الأخطاء أولا بأول. رغم مرور هذه السنوات فلا يزال الهدف كما هو، فالهدف هو مصر ودورها وريادتها. وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ. حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها... وكل 30 يونيو ومصر بخير رغم كيد الكائدين..