
الهجرة العكسية.. جرس إنذار يُنبئ بتصدع قلب (إسرائيل)
الناصرة- غزة/ محمد الأيوبي
منذ تأسيسها عام 1948، قامت (إسرائيل) على وعدين أساسيين: أن تكون "الوطن الآمن" ليهود العالم، و"الملاذ الأخير" الذي يحميهم مما تسمى "معاداة السامية"، لكن الواقع اليوم بات مختلفًا، إذ تشهد (إسرائيل) موجة هجرة معاكسة غير مسبوقة، حيث يغادر آلاف اليهود الصهاينة من مدن الداخل المحتل عبر البحر والمعابر البرية، هربًا من شعور متزايد بالخوف وفقدان الثقة بالدولة وقدرتها على حمايتهم.
هذه الظاهرة المتسارعة منذ عملية " طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، ثم اندلاع المواجهة مع إيران، تعكس أزمة عميقة في العلاقة بين الدولة ومواطنيها، وتشكّل جرس إنذار وجودي ينبئ بتصدع أسس المشروع الصهيوني، الذي لم يعد يضمن لسكانه الأمان والاستقرار الذي وُعِدوا به.
وفي مشهد يحمل دلالات عميقة، وثّقته صحيفة "هآرتس"، يتجمّع إسرائيليون فجرًا على ميناء هرتسليا المطل على البحر المتوسط، بانتظار اليخوت التي تقلّهم إلى قبرص، ومنها إلى مدن أوروبية. تتفاوت أسعار الهروب بين 2500 و6500 شيكل، حسب نوع القارب وسرعته، لكن القاسم المشترك هو الرغبة في الخروج من إسرائيل بأي وسيلة.
في الوقت نفسه، تشهد معابر برية مثل طابا المصري ازدحامًا كبيرًا، رغم تحذيرات إسرائيلية من السفر البري في هذه الفترة، في حين أمرت وزيرة النقل ميري ريغيف شركات الطيران بعدم إخراج الإسرائيليين من البلاد، ومحاولة إعادة من هم في الخارج، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة يائسة لضبط نزيف داخلي صامت.
الوعد الصهيوني يتآكل
يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، أن ما يحدث اليوم يعكس انهيار الأسس التي قامت عليها الدولة العبرية، موضحًا أن "(إسرائيل) تأسست على وعدين: وعد الأمن، بأن تجلب كل يهود العالم الذين طُردوا بسبب ما يسمى ب "معاداة السامية" و"الهولوكوست" إلى مكان يكونون فيه أمان، ووعد الرخاء، بأن تنقذهم من معازل الجيتو والتمييز العنصري إلى دولة يعيشون فيها برخاء اقتصادي".
لكن هذين الوعدين تآكلا بشكل كبير جداً، بحسب أبو العدس، منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وتفاقم التآكل بشكل هائل مع بدء الحرب مع إيرانً، وبالتالي نحن أمام حالة هجرة معاكسة في (إسرائيل).
ويضيف أبو العدس أن "إغلاق المطارات ومنع السفر، مع توجيه شركات الطيران بعدم إخراج الإسرائيليين، تزامن مع مشاهد هروب بحرية من (إسرائيل) ومصر باتجاه قبرص، بل ولجوء بعضهم إلى مطار العريش كنقطة عبور إلى أوروبا، في مشهد يعكس انهيار الثقة لدى قطاعات من الإسرائيليين".
وبحسب إحصائيات غير رسمية، أشار إليها أبو العدس، فقد غادر نحو 700 ألف إسرائيلي الكيان بشكل دائم أو مؤقت منذ اندلاع الحرب، في حين سُجّلت حالات متزايدة من التنازل عن الجنسية الإسرائيلية.
وخلص أن هذه الظاهرة تمثل ضربة قاسية للمشروع الصهيوني الذي أراد أن تكون إسرائيل "ملاذًا آمنًا" لكل يهود العالم، لكن الواقع يشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية باتت تحتضن التجمع اليهودي الأكبر عالميًا بعدد يُقدّر بـ5.7 مليون يهودي، أي أن نحو 42% من يهود العالم لم يهاجروا إلى (إسرائيل) رغم مرور 75 عامًا على تأسيسها، بل ويعيشون خارجها".
الهروب بدل العودة
وإن كانت الأزمات السابقة تدفع بعض الإسرائيليين في الخارج للعودة، شعورًا منهم بأن الكيان في خطر، فإن الحال الآن انعكست تمامًا، هذا ما يقوله الخبير في الشأن الإسرائيلي علاء إغبارية.
ويقول إغبارية: "الإسرائيليون باتوا ينتظرون من يشق بهم البحر بعصا موسى للهروب من هذه الدولة"، مشيرًا إلى أن الهجرة المتزايدة في أوساط الإسرائيليين خلال هذه الحرب تعكس تحولًا في معادلة العلاقة بين المواطنين والدولة، بعد أن كانت الأزمات في السابق تقابل بمزيد من التماسك الداخلي، فإننا اليوم أمام أزمة حقيقية".
ويتابع: "هذه الهجرة تعكس أزمة ثقة بين الإسرائيليين والدولة والمؤسسة العسكرية، حيث أن هناك شعور عميق لدى الشارع الإسرائيلي بأن الدولة غير قادرة على حمايتهم، وهذا بات يتغلغل ليس فقط لدى الطبقات الاجتماعية المتوسطة، بل إن النخب الاقتصادية بدأت تفكر في نقل أعمالها ومصالحها إلى خارج (إسرائيل)، وهو مؤشر خطير جدا من ناحية اقتصادية واجتماعية".
ويعتبر إغبارية أن ما يجري غير مسبوق: "في الأزمات السابقة، كانت (إسرائيل) ترسل طائرات لإعادة العالقين، أما الآن فالمشهد معكوس: هناك آلاف يغادرون عبر البر والبحر، ويُفضلون الخروج حتى عبر معابر مثل طابا، التي كانت يومًا وجهة سياحية وأصبحت اليوم ممرًا للهجرة".
ويؤكد أن "هذه الحرب باتت عبئًا ثقيلًا جدًا على الشارع الإسرائيلي، وأنه يوجد لديه مخرج، مع استمرار سقوط الصواريخ، وفشل منظومات الدفاع الجوي في التصدي".
ويضيف: "السؤال المطروح اليوم في (إسرائيل) هو: هل يمكن للدولة استعادة ثقة الجمهور؟ وهذا سؤال وجودي محرج للغاية لحكومة نتنياهو، التي تواجه قلقًا داخليًا، وشللًا سياسيًا، وخوفًا من حرب استنزاف طويلة".
ويشدد إغبارية، على أن الكيان يشهد تصدعًا في الثقة بالحكومة، وزيادة الهجرة تخلق بلبلة في معسكر اليمين، بل وحتى انقسامًا حول الحرب ذاتها. بمعنى آخر، (إسرائيل) تدخل في "حرب نفسية داخلية". ويردف، الحكومة تقول للناس: لا داعي للهلع والخوف، لكن الناس تهرب وتقول ببساطة: عندما أخرج من هذه الدولة، أشعر أنني في أمان. هذا هو آخر ما كان بنيامين نتنياهو يريد رؤيته: "هجرة من الداخل".
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 7 ساعات
- شبكة أنباء شفا
غزة: صيد الجياع ، بقلم: هاني ابو عمرة
غزة: صيد الجياع ، بقلم: هاني ابو عمرة لم تعد المأساة في غزة بحاجة إلى توثيق جديد، فالجريمة مكتملة الأركان، والقاتل يعلن فعله بلا مواربة. لكن ما كشفته صحيفة 'هآرتس' العبرية نقلا عن ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليس مجرد تقرير صحفي، بل شهادة دامغة من داخل ماكينة الإبادة، تعترف بوضوح أن ما يسمى بـ'توزيع المساعدات' لم يكن يوما عملا إنسانيا، بل جزء من خطة القتل، وساحة جديدة لتنفيذ سياسة التجويع والترهيب والإبادة الجماعية تحت قناع خادع من التعاطف الزائف. الجنود يقولونها ببساطة: لم نشهد إطلاق نار من الطرف الفلسطيني خلال توزيع المساعدات. ورغم ذلك، تفتح النار على الجموع الجائعة بكل ما يمكن تخيله من أدوات الموت: رشاشات ثقيلة، قذائف هاون، قنابل يدوية. ويضيف أحدهم أن التعامل مع الحشود 'أقرب للتعامل مع قوة تشن هجوما على الجيش'. هذه الكلمات تلغي أي شك بأن ما يجري هو تطبيق عملي لاستراتيجية تحويل المساعدات إلى فخاخ دموية، تستدرج إليها الجموع بفتات الغذاء، ثم يطلق عليهم النار كما لو كانوا جنودا معادين، لا مدنيين يتضورون جوعا. الجيش الإسرائيلي لا يكتفي بارتكاب هذه الجريمة، بل يفاخر بأنه نجح من خلالها في 'اكتساب شرعية لمواصلة القتال'. وهنا تنقلب المفاهيم رأسا على عقب، فالمساعدات التي يفترض أنها وسيلة للنجاة، تحولت إلى ذريعة لمزيد من القتل، وإلى أداة لتجميل جريمة مستمرة أمام أعين العالم. أصبحت القافلة الغذائية غطاء للقصف، وأضحى الخبز مبررا لسفك الدم. لكن الحقيقة الأهم التي يتجاهلها كثيرون، هي أن الاحتلال لا يريد لهذه المساعدات أن تصل فعليا إلى من يحتاجها. بل هو مصمم، وعن وعي وتخطيط، على منع أي جهة قادرة على إيصالها بشكل عادل وآمن من أداء دورها. ولهذا السبب، يواصل حربه المفتوحة ضد وكالة الأونروا، الجهة الأممية الوحيدة ذات المصداقية والكفاءة والبنية اللوجستية الكاملة لتوزيع المساعدات بطريقة منظمة وكريمة. إقصاء الأونروا ليس فقط استهدافا لفلسطينيتنا التاريخية، بل هو جزء من مخطط محو القدرة على البقاء، وتدمير كل ما تبقى من أطر منظمة يمكن أن تخفف من وقع المجاعة والإبادة. الاحتلال لا يكتفي بتجميد دور الأونروا، بل يعمد إلى تعطيل عمل كل المنظمات الدولية الإنسانية، ويهددها، ويقصف مقراتها، ويتعامل مع أي محاولة لتأمين قوافل الإغاثة كهدف عسكري مباشر. لجان الحماية المدنية، والمتطوعون الذين يحاولون تأمين نقاط التوزيع، يتعرضون للقصف والاستهداف المباشر، فيما تستخدم أذرع الاحتلال الأمنية والمسلحة لتحريك 'الطابور الخامس' الذي يعترض الشاحنات، وينهب المساعدات، ويخلق فوضى ممنهجة تسوغ التدخل العسكري ضد المدنيين. إن الاحتلال لا يريد فقط أن يتضور الناس جوعا، بل يريد أن يقتلوا وهم يحاولون البقاء أحياء. المساعدات بالنسبة له ليست وسيلة نجاة، بل أداة للقتل المنظم، وجزء من خطة إبادة متكاملة تدار اليوم بالشراكة مع المؤسسة الأمريكية الاسرائبلية التي تولت ادارة افخاخ الموت التي انشأها الجيش في غزة. هذه المؤسسة، حولت المساعدات إلى غطاء ناعم للقتل الجماعي، وأداة لتسويق الجريمة بمصطلحات إنسانية زائفة. لا يخفى على أحد أن واشنطن، بدلا من أن تضغط لفتح ممرات إنسانية آمنة، تشرف على مسارات توزيع مسيسة تستخدم فيها المساعدات كأفخاخ، ويقصف من يقترب منها. حين يقول الجنود الإسرائيليون إن 'غزة لم تعد تهم أحدا'، فهم لا يبالغون. فالقتل لم يعد بحاجة إلى تبرير، ولم تعد هناك حاجة لبيانات 'الحوادث المؤسفة'، فقد بات واضحا أن العالم، بمؤسساته ونخبه، قد اختار أن يصمت أو يتواطأ أو يدير ظهره. لم يعد الجائع الفلسطيني مرئيا، ولا الشهيد خبرا عاجلا. لقد تحولت غزة إلى ساحة موت بلا قواعد، بلا قانون، وبلا حماية. والمفارقة الأكثر قسوة، أن العالم الذي يدعي حماية القانون الدولي، يساهم بصمته، وربما بشراكته، في شرعنة مجاعة القتل، وتحويل المساعدات إلى مصائد موت جماعي. ما نشهده اليوم ليس فقط تقصيرا دوليا، بل انهيارا أخلاقيا وإنسانيا شاملا. إنها لحظة سقوط مدو للمنظومة الدولية، التي باتت ترى في الفلسطيني جسدا زائدا، لا يستحق الحياة ولا الغذاء ولا الحماية. غزة لا تطلب شفقة، ولا تترجى العالم. غزة تقاوم حتى وهي تتضور جوعا. أهلها الذين تسمع قرقعة امعائهم، إنما يسطرون ببطونهم الخاوية ملحمة صمود وجودية، تدوس على كل مشاريع التهجير والإبادة والإذلال. وفي وجه قذائف الموت، لا يرفع الفلسطيني سلاحا، بل يرفع كرامته. لقد سقط القناع. كل من يصمت اليوم شريك في الجريمة. وكل من يساوي بين الضحية والجلاد، إنما يوقع على شهادة دفن جماعية لشعب لا يزال، رغم كل شيء، ينهض من تحت الركام، ويصرخ: لن نموت جوعا بصمت.. ولن نقتل إلا واقفين.


جريدة الايام
منذ 11 ساعات
- جريدة الايام
إيران وإسرائيل.. من الذي انتصر؟!
من الذي انتصر ومن الذي انهزم في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوماً متواصلة، ولم يوقفها إلا تدخل مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد أمر بقصف المنشآت النووية الإيرانية قبل هذا التدخل بساعات؟! السؤال السابق، يردده الجميع في إيران وإسرائيل والمنطقة والإقليم وأماكن أخرى في العالم، والمؤكد أنه سوف يستمر لفترة طويلة من دون إجابة شافية. ورغم أننا في عصر انفجار ثورة المعلومات، لكن المفارقة أن حجم الدعاية والتضليل والشائعات وأنصاف وأرباع وأخماس الحقائق هو سيّد الموقف، ويجعل عدداً كبيراً من الناس في حالة صعبة من التشوش والارتباك. شخصياً - ولأنني أحاول أن أكون موضوعياً قدر المستطاع - أقول بوضوح: إنه يصعب عليّ أن أحدد من الذي انتصر في هذه المعركة، حتى تتضح الحقائق والبيانات والمعلومات الصحيحة، أو حينما تتضح وتتجسد النتائج السياسية على الأرض. ورغم ذلك، فسوف نحاول سرد وقراءة بعض المؤشرات التي ربما تقربنا من الإجابة عن السؤال. المؤشر الأول: أن مثل هذا النوع من الحروب، بل وأغلب الحروب لا تقاس نتائجها بعدد القتلى والجرحى والمفقودين أو حتى بحجم الدمار فقط، ورغم أهمية هذه العوامل، إلا أن القياس الحقيقي لنتائج أي حرب هو ما ستتم ترجمته من نتائج سياسية على الأرض. وقد يسأل البعض: وكيف يمكن تطبيق وقياس هذا العامل على أرض الواقع؟ الإجابة ببساطة يمكن معرفتها من خلال تأمل أحوال وأوضاع كل طرف قبل بداية الحرب وبعدها، ليس فقط في معركة الـ12 يوماً الأخيرة، ولكن في المعارك والحروب في عموم المنطقة منذ عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» ضد المستوطنات الإسرائيلية صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأدت إلى شن إسرائيل لعدوان كاسح على غزة وجنوب لبنان وسورية واليمن لا يزال بعضه مستمراً حتى الآن. على سبيل المثال، فإن إيران قبل 7 أكتوبر كانت تملك برنامجاً نووياً وصاروخياً طموحاً، فكيف صار وضع هذا البرنامج الآن؟ وكان لدى إيران نفوذ هائل في كل من لبنان وسورية والعراق واليمن وغزة، فهل يستمر هذا النفوذ أم يتراجع أم يختفي تماماً؟ المؤشر الثاني: هو حجم الاختراق الاستخباري لكل طرف من الأطراف، من الذي تمكن من تسجيل عمليات نوعية أكثر، وأظن أن إجابة هذا السؤال تصب للأسف في صالح إسرائيل تماماً. أحد المؤشرات المهمة في حساب النتائج هو النظر إلى تحقيق الأهداف التي رفعها كل طرف. أول هدف أعلنته إسرائيل هو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وقد وجهت بالفعل ضربات موجعة للمنشآت، ثم جاءت ضربة «مطرقة منتصف الليل» الأميركية ضد المنشآت قبل ساعات من وقف إطلاق النار. ترامب قال: إنه تم تدمير البرنامج، ونتنياهو قال: وجّهنا له ضربات موجعة، وإيران تقول: إن البرنامج لا يزال كما هو، وكل ما حدث هو تدمير للمباني والمقرات والهياكل، وليس للبرنامج نفسه. السؤال المحوري هنا هو: هل ستتمكن إيران من استئناف البرنامج، وبأي نسبة تخصيب، وهل ستتمكن من تصنيع قنبلة نووية من الـ400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، في حين أن نتنياهو هدد بتوجيه ضربات لهذا البرنامج لو استأنفت إيران العمل فيه؟! من الأهداف أيضاً أن إسرائيل أرادت القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني. ومن الواضح طبقاً للوقائع أن إيران ظلت تقصف إسرائيل بالصواريخ حتى آخر دقيقة قبل وقف إطلاق النار. لكن الحقيقة سوف تتضح أكثر حينما نعرف ما هو حجم ما تبقى من صواريخ لدى إيران، وكذلك القدرة على تصنيعها. لو أن إيران هي التي تصنع هذه الصواريخ بشكل كامل، فسوف يكون ذلك خبراً سيئاً لإسرائيل، لأن تجربة الـ12 يوماً أثبتت أن إيران قادرة على إيذاء إسرائيل بصورة كبيرة. في الأيام المقبلة سوف نرى جمهور كل طرف يحتفل بالانتصار، وهذا أمر طبيعي خصوصاً عند الجمهور الأكثر ولاء لإيران أو لإسرائيل. لكن مرة أخرى، فإن الإجابة الحقيقية عن سؤال من الذي انتصر لن تكون سهلة، والأهم أنها سوف تستغرق وقتاً حتى تتجسد في صورة نتائج سياسية على الأرض.


فلسطين أون لاين
منذ 15 ساعات
- فلسطين أون لاين
385 عالماً ومؤسسة يصدرون "ميثاق علماء الأمة" دعماً لـ"طوفان الأقصى"
متابعة/ فلسطين أون لاين أصدر مئات العلماء والهيئات الشرعية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، اليوم الجمعة، ميثاقًا علميًا وشرعيًا موحدًا بعنوان "ميثاق علماء الأمة بشأن طوفان الأقصى وتداعياته"، أكدوا فيه على شرعية مقاومة الاحتلال ووجوب نصرتها بكل الوسائل الممكنة، محذرين من الحياد والتخاذل في ظل المجازر والإبادة التي تتعرض لها غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وشارك في إعداد الميثاق وتوقيعه 385 مؤسسة علمية ومركزًا شرعيًا وعالمًا، بعد مشاورات موسعة امتدت لأشهر، سعياً لتثبيت الخطاب الشرعي الموحد تجاه معركة غزة وتفنيد الشبهات التي أُثيرت حول مشروعية الجهاد والمقاومة، في ظل تصاعد الحرب الصهيونية المدعومة أميركيًا. أكد الموقعون أن فلسطين "من البحر إلى النهر" أرضٌ إسلامية لا يجوز التنازل عن شبرٍ منها، وأن وجود الاحتلال الإسرائيلي باطل شرعًا، وأن كل اتفاقيات التطبيع والتسويات السياسية التي تمنحه الشرعية "باطلة وغير ملزمة للأمة". وشدد الميثاق على أن الجهاد لتحرير فلسطين هو فرض عين على أهلها وفرض كفاية على الأمة، وأن الرباط في الأرض المباركة هو من أعظم القربات وأشرف مراتب الجهاد، مشددين على أن العودة حق شرعي لا يسقط بالتقادم. واعتبر الميثاق معركة "طوفان الأقصى" من صميم جهاد الدفع المشروع في الإسلام، وهو لا يتطلب إذناً من حاكم أو تكافؤًا في القوى، بل فريضة شرعية وقتية فرضها العدوان المتواصل على غزة والقدس، ما يجعل نصرة المجاهدين واجبة على الأمة كلها. كما عدّ الموقعون كل أشكال الصمود في غزة – من القتال والمقاومة، إلى دور المرأة والإعلام والخدمة الطبية والدعوية – جزءًا من منظومة الجهاد الشامل. ورفض الميثاق كل الدعوات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين قسرًا أو نزع سلاح المقاومة أو توطين اللاجئين، واعتبرها خيانة شرعية تصبّ في مصلحة الاحتلال، كما وصف سياسات الحصار والتجويع بأنها جرائم ضد الإنسانية تستوجب المقاطعة والملاحقة. واختتم الميثاق بتحذير شديد من "الحياد البارد أو التخاذل"، مؤكدًا أن العدوان الصهيوني على غزة هو عدوان على كل الأمة، وأن المواجهة بكل أشكالها أصبحت فريضة لا يجوز التخلف عنها. أكد العلماء أن هذه المعركة تمثل مرحلة فاصلة في مسيرة تحرير فلسطين، داعين الأمة للتماسك خلف المقاومة، ومواجهة حملات الإرجاف والشبهات، وتصعيد كل أشكال النصرة المشروعة.