logo
بشار جرار : نحسبها قبل ما نتحاسب!

بشار جرار : نحسبها قبل ما نتحاسب!

أخبارنامنذ 13 ساعات
أخبارنا :
بمعايير العائد المالي لأغلى دعايات التلفزيون في العالم خلال مباراة «السوبر بول» لكرة القدم الأمريكية، ماذا لو أجرينا تمرين رياضة -والتي تعني لدى إخوتنا المصريين رياضيات- حول كلف بعض الدعايات محليا؟
الدعاية في المطلق هي في المحصلة رسالة موجهة إلى المستهلك ترويجا لسلعة أولا، ومن ثم رفع سعرها لغايات التربّح. المُعلن سواء أكان أمريكيا أو من خارج بلاد العم سام، يختار «السوبر بول» حيث تكلف الثانية الواحدة ما يقترب من الربع مليون دولار لتمرير رسائل مباشرة لا تخلو -وتلك أعلى ثمنا- من الرسائل المبطنة التي لا يستطيع كشفها سوى الخبراء.
وليس سرا ولا الأمر بحاجة إلى متخصص للقول إن من شروط الإعلان الناجح ، حسن اختيار المسرح والشخوص والمؤثرات المباشرة في الصورة الأمامية، وغير المباشرة في الاتجاهات الثلاث الأخرى. وحدها «باك دروب» أو الصورة الخلفية، خلف الشخوص المستأجرة للإعلان، تكون أحيانا الأعلى كلفة في المحتوى الإعلاني.
نأتي الآن إلى مكان عرض الدعاية. تخيل أن تكون ليس فقط لدى الجميع، بل وحتى منافس المعلن أو خصمه لا بل وعدوه اللدود؟ تخيل -يرحمني وإياكم الله إخوتي القراء الكرام- أن يتمكّن المُعلِن بخبثه لا دهائه، أن يختار عرض دعايته في أوقات الذروة، وبالمجان؟!
الطامة الكبرى، والمضحك المبكي، أن يتمكن ذلك المعلِن -الخفي أحيانا- ليس الترويج لبضاعته فقط، بل والافتراء على منتج منافسه، وهي من الأساليب المحظورة محليا، لكنها متاحة في حرب الإعلانات في بلاد العم سام، بما فيها الدعايات الانتخابية حيث يحق للمرشح أن يعرض دعاية كاملة لا تتضمن سوى الإساءة لخصمه ومنافسه. تخيل لو موّل ذلك المُعلِن حملته الانتخابية بأموال المستهدَفين بدعايته؟! يعني ليس بالمجان فقط، بل وعلى حساب «الأجاويد»؟!
تأملتُ فيما مضى من أيام حجم تلك الأنواع من الإعلانات التي لطالما استنزفت مواردنا المالية وطاقاتنا. بصرف النظر عن مطلقي ومتعهدي تلك الحملات الموسمية المعروفة مسبقا، وبغض الطرف عن محتوى دعاياتهم، فإنه من الهدر المالي الذي ينحدر إلى مستوى الفساد والإفساد تمكين المسيء من الترويج لبضاعته، تحت بند الرد على كل كلب نبح وذئب عوى وأحمق ألقى حجرا في بئر وآخر على القافلة أو السابلة.
يقال إن مهنة المحاماة مازالت الأعلى دخلا في أمريكا سيما أولئك الذين يحسنون التقاط قضايا كبرى يتمكنون من خلالها من الحصول على الحق في مرافعات دفاع، دفاعا عن الحق العام، كأن يبدع محامون ذو نظرة استشرافية وخبرات أمنية مثلا، في مقاضاة كل من له علاقة بالترويج لدعاية أفضت إلى وقوع ضرر حتى وإن كان كساد بضاعة بسطة على الطريق إلى جرش، أو مقاضاة ومحاسبة ورد اعتبار وعطل وضرر لكل من أصيب بمرض أو فقد وظيفة جراء مخدر أو مسكر أو إيقاع ضحية في مقتبل العمر في براثن «مصدّات» إيران أو أي دولة إقليمية أخرى!
بحسبة بسيطة، يستطيع أي مختص بالإعلانات احتسابها، تخيل الكلف المالية فقط لتغطية أيام وأيام ولساعات وفي أوقات الذروة، لدعايات تشكك في هويتنا وتتطاول على حقوقنا وواجباتنا كمواطنين في دولة يقودها ويرعاها مليك مفدى وحده المؤهل والمخوّل وعلى نحو حصري، بقيادة دفة الحكمة قبل الحكم، في اختيار القرار المناسب في الوقت المناسب دون أي «دعاية معادية» داخلية كانت أم خارجية، خاصة إن كانت بالمجان، والمستفز أكثر أن تكون على حسابنا!
تقتضي الأحوال أن نحسبها صحّ قبل ما نتحاسب، ولا أعنى هنا سوى الحساب أمام الديّان سبحانه هو «حسبنا ونعم الوكيل». وغدا بعون الله حديث عن «عبادِ الرحمن».. ــ الدستور
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تهنئة لـ نور وآية أمين الطراونة بمناسبة تخرجهما من تخصص الطب
تهنئة لـ نور وآية أمين الطراونة بمناسبة تخرجهما من تخصص الطب

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

تهنئة لـ نور وآية أمين الطراونة بمناسبة تخرجهما من تخصص الطب

خبرني - بمشاعرٍ تفيض فخرًا ومحبة، كتب الوالد أمين عادل الطراونة هذه الرسالة النابعة من القلب إلى توأمه الطبيبتين نور وآية بمناسبة تخرجهما من كلية الطب في جامعة مؤتة، فكانت الكلمات مرآةً لرحلة طويلة من الصبر والنجاح: تالياً نص الرسالة: توأمي الجميل... الطبيبتان نور وآية تزيّنتا وارتدتا ثوبهما الأبيض، فزاد سحر جمالهما ببياض ثوبهما! هما قلبي ونبضاته وروحي ووجدانه، يكفيني من هذا العمر أني حظيت بكما فلم تعودا صغيرتيّ بل صديقتيّ، جاورتما قلبي فأحسنتما جيرته، زرعتكما برعمًا في فؤادي حتى غدوتما زهرًا يفوح عطرًا وجمالًا. أتقنتما الصبر فحصلتما على ما تريدان، وأتقنتما التحدّي والإصرار فكانت النتيجة تستحق، كنتما ومنذ نعومة أظفاركما نجمتان في سماء الاجتهاد والعزيمة فلم تقفا في محطات اليأس والتعب كثيراً، فجعلتما من كل يأس فرصة للنهوض مرة أخرى. تخرجكما في هذا اليوم جعلني ألامس عنان السماء وأعيش روعتها، جعل قلبي ينبض فرحًا بجمال هذه العقول المتألقة أدبًا واتزانًا. فلحروف أسمائكما نبض جميل مختلف. توأمي الجميل بجمال الورد نور وآية، لقد شرّفني الله أن أكون أبًا لكما وأشكره أن جعل الحياة تنجب لي أجمل أقداري، ولكني أطلب العفو منكما وأرجو أن تسامحاني إن قسوت عليكما يومًا، فأنتما رسالتي الثمينة ولا أريد أن أرى في عيونكما الحزن، فالطبيب يجرح حتى يداوي، والألم مؤقت، وبالرغم أن الجروح تترك ندوباً إلا أنها تترك الحكمة والقوة. طبيبتاي الجميلتان نور وآية، تخرجكما في هذا اليوم من جامعة مؤتة بتخصص الطب والجراحة بتقدير جيد جداً، هو نهاية لرحلة قصيرة، بعدها تبدأ مسيرة مهنية أطول مليئة بالفرص والتحديات، سنسير بها معًا بخطىً ثابتة نحو النجاح بإذن الله، معتمدين على ما تزودتما به في منزلكما الصغير من قيم كثيرة كالصبر والعطاء والانضباط، ومراقبة الله والحرص على رضاه، هذه المنارات هي التي ستضيء طريقنا نحو النجاح الذي لا يأتي صدفة، وطالما أن النور بداخلكما فإن قصتكما لم تنتهِ. توأميّ الجميل نور وآية، اختياركما لمهنة الطب يتطلّب إتقان فنّ الاستماع قبل التشخيص، والنظرة الحانية التي تداوي القلوب قبل الجراح، فالطبيب الناجح بردائه الأبيض ينثر الأمل في ممرات الانتظار بعيدًا عن غرف العمليات وجفاف التقارير، فلا حاجة للشهادات إن تجاهلنا أوجاع البشر في لحظات القلق والضعف، فالطبُّ علم ومهنة إنسانية ليست تجارة للربح، المال الحلال إن وصل لكما من الإنسان الضعيف يغنيكما، وإن لم يصل أيضًا يغنيكما، فقد قال تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". ولا تنسوا أن تعاملوا الله باليقين حتى يعاملكم بالمعجزات...... الحمد لله الذي لا يخيب من شكره... الحمدلله الذي جبر قلبي بتخرج الفوج الأول من الأطباء من منزلي الصغير... الكبير بأهله... اللهم هب لأبنائي من الأقدار أجملها... اللهم ارزق أبنائي حظاً في الدين والدنيا...

تفاصيل أول مواجهة فاصلة في الإسلام .. كيف غيّرت غزوة بدر ميزان القوى في جزيرة العرب؟ .. فيديو
تفاصيل أول مواجهة فاصلة في الإسلام .. كيف غيّرت غزوة بدر ميزان القوى في جزيرة العرب؟ .. فيديو

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

تفاصيل أول مواجهة فاصلة في الإسلام .. كيف غيّرت غزوة بدر ميزان القوى في جزيرة العرب؟ .. فيديو

سرايا - خاص - في مشهد يعج بالإيمان والعزم، يُروى الدكتور محمد العزام في حلقة جديدة عن معركة بدر الكبرى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن أحد فرسان جيشه: "لصوت المقداد في الحرب أحب إلي من ألف مقاتل، جيش فيه المقداد لا يُهزم". بهذه الكلمات استهلّ الدكتور العزام حلقته، استذكارًا حيًا لغزوة بدر، أول معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، والتي أسماها الله في كتابه الكريم "يوم الفرقان". وأعاد العزام في الحلقة رسم خريطة التحرك العسكري والاستعدادات اللوجستية الدقيقة التي قام بها النبي محمد ﷺ، منذ لحظة خروجه من المدينة المنورة وحتى التقاء الجيشين في بدر. وقد تميّز السرد بالجمع بين الطرح التاريخي والتحليل المكاني الجغرافي المدعوم بوصف المسارات والمعالم التي مر بها الركب النبوي. وتاليا الفيديو عبر موقع سرايا:

ميادة الحناوي: زياد الرحباني خسارة لا تُعوّض
ميادة الحناوي: زياد الرحباني خسارة لا تُعوّض

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

ميادة الحناوي: زياد الرحباني خسارة لا تُعوّض

السوسنة - عبّرت الفنانة السورية ميادة الحناوي عن حزنها العميق لوفاة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني، واصفة رحيله بأنه خسارة كبيرة للفن والموسيقى العربية لا يمكن تعويضها.وفي تصريحات إعلامية، قالت الحناوي: "العالم العربي بأسره حزن على فقدان مفكر وموسيقار ومؤلف بحجم زياد الرحباني. لقد تأثرت كثيراً عندما تلقيت خبر وفاته، ولا زلت تحت وقع الصدمة حتى الآن."وأضافت: "رحم الله زياد الرحباني، وأسكنه فسيح جناته. فقدنا قامة فنية وإنسانية لا تُقدّر بثمن. أنا أحبه كإنسان قبل أن أحبه كفنان."كما توجهت بكلمات تعزية إلى السيدة فيروز، والدة زياد، قائلة: "الله يصبّر الأيقونة فيروز على فراقه، وكذلك آل الرحباني وكل من أحبوه وتأثروا بإبداعه الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية."ويُعد زياد الرحباني من أبرز الموسيقيين والملحنين العرب المعاصرين، وقد ترك إرثاً فنياً غنياً ومتنوعاً امتد لعقود، جمع فيه بين الحداثة والتجديد والالتزام الفني. اقرأ أيضاً:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store