logo
الحكومة تخنق نفسها.. تعيينات في مناصب متعددة وسط أزمة مالية حادة ( تقرير خاص)

الحكومة تخنق نفسها.. تعيينات في مناصب متعددة وسط أزمة مالية حادة ( تقرير خاص)

اليمن الآنمنذ 3 أيام
منذ مطلع العام 2025، لم تهدأ وتيرة القرارات الرئاسية والحكومية في اليمن بشأن تعيينات جديدة في المناصب الإدارية والقيادية داخل مؤسسات الدولة، بدءًا من وكلاء الوزارات، ومرورًا برؤساء الهيئات والمؤسسات، وصولًا إلى السفراء والقيادات المحلية.
وتأتي في وقتٍ يشهد به الوضع الاقتصادي تدهورًا متسارعًا؛ إذ تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 2800 ريال يمني بالعملة الجديدة، وفي ظل غياب رؤية واضحة من الحكومة الشرعية لمعالجة الأزمة المالية الخانقة، أو لتحسين الخدمات الأساسية المنهارة.
*أبرز التعيينات
في 3 مايو/أيار الماضي، أعلن مجلس القيادة الرئاسي تعيين وزير المالية في الحكومة السابقة، سالم صالح بن بريك، رئيسًا جديدًا للوزراء، خلفًا لأحمد عوض بن مبارك الذي قدم استقالته من المنصب.
وفي ذات اليوم، صدر قرار رئاسي بتعيين بن مبارك مستشارًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، في خطوة أثارت الجدل، حيث اعتبرها البعض بمثابة تبادل للمناصب أكثر من كونها إصلاحًا حقيقيًا في بنية الدولة.
ولم تقتصر التغييرات على ذلك، ففي 8 مايو/أيار، أصدر رئيس مجلس القيادة، الدكتور رشاد العليمي، قرارًا بتعيين خمسة نواب وزراء في عدد من الوزارات، وهم:"سعد محمد سعد، نائبًا لوزير العدل، محمد سريع باسردة، نائبًا لوزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، مجاهد أبو شوارب عيسى بن عفرار، نائبًا لوزير المياه والبيئة، أنور العمري، نائبًا لوزير الأوقاف والإرشاد، معين أحمد، نائبًا لوزير الإدارة المحلية".
وفي 6 يوليو/تموز الجاري، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) صدور قرار جمهوري جديد بتعيين الدكتور علي عطبوش عوض محمد اليمني مديرًا لمكتب رئيس مجلس الوزراء، خلفًا لأنيس باحارثة الذي أقيل من منصبه قبل أشهر.
وعلى الرغم من الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها البلاد والانهيار المتواصل للعملة، تدأب الحكومة الشرعية على إصدار قرارات تعيين جديدة، الأمر الذي أثار تساؤلات الشارع اليمني حول جدوى هذه الخطوات، ومدى انسجامها مع أولويات المرحلة الحرجة التي تتطلب ترشيد الإنفاق، لا توسيع الهيكل الإداري؟
*استمرار المحاصصات
وتعليقا على ذلك، يقول الصحفي" عامر دعكم". إن:" استمرار الحكومة الشرعية في إصدار قرارات تعيين متتالية، بينما الشعب غارق في الجوع والعملة تلفظ أنفاسها، مجرد استمرار في المحاصصات التي لا فائدة منها".
وأضاف لـ"المهرية نت": " في حين تشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمعيشية، تتصرف الحكومة كما لو أن البلاد تعيش حالة رخاء واستقرار".
ومضى قائلا:" اليوم، لسنا بحاجة مناصب جديدة تُضاف إلى جسد دولة مرهقة ومتهالكة، بل نحتاج إلى قرارات شجاعة ومسؤولة تُعلي من مصلحة الوطن وتضع معاناة الناس في المقدمة، وتدفع بالمعركة الوطنية نحو استكمال التحرير".
بدوره، يقول الصحفي صدام الحريبي لـ" المهرية نت" إن:" من المفترض أن يكون سبب التعيينات هو سعي الحكومة إلى إعادة ترتيب أو ملء الشواغر في مواقع قيادية، بهدف تحسين الأداء التنفيذي، خاصة في المؤسسات المرتبطة بإدارة الدولة والملف الاقتصادي، تمهيدًا لتحرير البلاد"
وأضاف لـ" المهرية نت": " لكن الواقع هو أن المواطن ينظر إلى هذه التعيينات بعين الريبة، خصوصًا حين تأتي في سياق تدهور اقتصادي متسارع، وتراجع الخدمات، وانهيار العملة، وتأخر صرف المرتبات، وهو ما يثير تساؤلات حول أولويات الحكومة".
وتابع "هذه التعيينات تبقى محل جدل وشك بسبب أداء الحكومة السابق، وانعدام الثقة بها من قبل الشعب، فغياب الشفافية في الاختيار، وعدم ربط التعيين بخطط إصلاح حقيقية أو تقييمات أداء، يجعل كثيرًا منها يُقرأ كمحاصصة سياسية أو إرضاءات حزبية ومناطقية لا تصب في مصلحة الدولة أو المواطن".
وبشأن تأثيرها على ثقة المواطنين، يقول الحريبي إن:" التأثير غالبًا سلبي، لأن المواطن الذي يلمس يوميًّا تراجع مستوى المعيشة وانعدام الخدمات، يرى في هذه التعيينات دليلًا إضافيًّا على انفصال الحكومة عن الواقع الشعبي، وهذا يزيد من فجوة الثقة بين الحكومة والمجتمع".
*محاولة لإعادة ترتيب الأولويات
أما الصحفي المهتم بالشأن السياسي والإنساني عز الدين الصوفي، فيرى أن:" استمرار الحكومة الشرعية إصدار قرارات التعيين، رغم ما تمر به البلاد من تدهور اقتصادي حاد وتردّي الخدمات الأساسية، يطرح عدة تساؤلات مشروعة حول أولويات إدارة الدولة، ومدى مواءمة هذه القرارات لمتطلبات المرحلة الجارية".
وأضاف لـ" المهرية نت" من الناحية السياسية، قد تُفسَّر هذه التعيينات كمحاولة لإعادة ترتيب أوراق السلطة، وضخ دماء جديدة في مواقع اتخاذ القرار، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الحكومة داخليًا وخارجيًا".
وتابع" كما يمكن النظر إليها ضمن محاولات استيعاب قوى وشخصيات معينة داخل هياكل الدولة، كنوع من إدارة التوازنات والتحالفات، لا سيما في السياق المعقّد الذي تمر به اليمن".
*تغييرات شكلية
وبشأن تأثير التعيينات على الجانب الاقتصادية والاجتماعية يقول الصوفي إن" هذه التعيينات تبدو غير مفهومة في نظر كثير من المواطنين، وتُكرّس حالة فقدان الثقة، خصوصًا عندما تفتقر إلى الشفافية وتعتمد على الولاءات بدلًا من الكفاءات".
وأوضح الصوفي أن" المواطن اليوم أصبح ينتظر إصلاحًا اقتصاديًا، وقرارات تعالج التضخّم وانهيار العملة، لا تغييرات شكلية في المناصب".
وبخصوص جدوى هذه التعيينات يقول أنها:" لا تثمر فعليًا إلا إذا كانت جزءًا من رؤية شاملة للإصلاح الإداري، مرفقة بخطط واضحة للمحاسبة وتقييم الأداء، وخلاف ذلك، فإنها تتحوّل إلى مجرد تدوير للنخب، وتعزيز لصورة حكومة مترهّلة تفتقر إلى البوصلة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير اقتصادي : عملة الحوثيين الجديدة لن يكون لها أي أثر في السوق .. لهذا السبب؟
خبير اقتصادي : عملة الحوثيين الجديدة لن يكون لها أي أثر في السوق .. لهذا السبب؟

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

خبير اقتصادي : عملة الحوثيين الجديدة لن يكون لها أي أثر في السوق .. لهذا السبب؟

علق الخبير الاقتصادي علي التويتي على إعلان مليشيا الحوثي الإرهابية، وكلاء إيران، بإصدار عملة محلية جيدة فئة خمسين ريال. وقال التويتي إن العملة المعدنية التي أعلنت عنها مليشيا الحوثي فئة 50 ريال، السبت، لن تحل أزمة السيول الخانقة في مناطق المليشيا، ولن يكون لها أي أثر في السوق. وأوضح أن طباعة عملة فئة 50 ريال ستعالج فقط الفكة في التعاملات التجارية. وأكد التويتي أن المواطنين أصبحوا يعتمدون على المحافظ الإلكترونية في سداد مشترياتهم. وكان البنك المركزي التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء أعلن، السبت، بصنعاء عملة معدنية من فئة 50 ريالًا في إطار مواجهة مشكلة العملة التالفة، زاعمًا أن العملية لن تؤثر على سعر صرف الريال لأنها عملات بديلة وليست طباعة جديدة. وكان خبراء اقتصاديون حذروا من تداعيات إصدار مليشيا عملة جديدة، مؤكدين أن من شأن هذه الخطوة تعميق الانقسام النقدي في البلاد ومفاقمة التضخم.

خبير اقتصادي يعلق على إصدار مليشيا الحوثي لعملة جديدة
خبير اقتصادي يعلق على إصدار مليشيا الحوثي لعملة جديدة

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

خبير اقتصادي يعلق على إصدار مليشيا الحوثي لعملة جديدة

خبير اقتصادي يعلق على إصدار مليشيا الحوثي لعملة جديدة علق الخبير الاقتصادي علي التويتي على إعلان مليشيا الحوثي الإرهابية، وكلاء إيران، بإصدار عملة محلية جيدة فئة خمسين ريال . وقال التويتي إن العملة المعدنية التي أعلنت عنها مليشيا الحوثي فئة 50 ريال، السبت، لن تحل أزمة السيول الخانقة في مناطق المليشيا، ولن يكون لها أي أثر في السوق. وأوضح أن طباعة عملة فئة 50 ريال ستعالج فقط الفكة في التعاملات التجارية. وأكد التويتي أن المواطنين أصبحوا يعتمدون على المحافظ الإلكترونية في سداد مشترياتهم. وكان البنك المركزي التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء أعلن، السبت، بصنعاء عملة معدنية من فئة 50 ريالًا في إطار مواجهة مشكلة العملة التالفة، زاعمًا أن العملية لن تؤثر على سعر صرف الريال لأنها عملات بديلة وليست طباعة جديدة. وكان خبراء اقتصاديون حذروا من تداعيات إصدار مليشيا عملة جديدة، مؤكدين أن من شأن هذه الخطوة تعميق الانقسام النقدي في البلاد ومفاقمة التضخم.

الذهب يُسجّل ارتفاعًا جديدًا في صنعاء وعدن (الأسعار)
الذهب يُسجّل ارتفاعًا جديدًا في صنعاء وعدن (الأسعار)

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 2 ساعات

  • وكالة الصحافة اليمنية

الذهب يُسجّل ارتفاعًا جديدًا في صنعاء وعدن (الأسعار)

مستجدات أسعار الذهب في صنعاء وعدن اليوم السبت 12 يوليو 2025م سجّلت أسعار الذهب في اليمن، اليوم السبت، ارتفاعًا جديدًا بأسواق الصاغة والمجوهرات في عدن وصنعاء. ففي عدن، سجّل سعر بيع الجنيه الذهب اثنين مليون و95 ألف ريال، فيما تجاوز سعر الجرام عيار 21، حاجز 280 ألف ريال، بارتفاع خلال 48 ساعة بنحو 20 ألف ريال في سعر الجنيه و6 آلاف في سعر الجرام. يشار إلى أن الذهب سجَل زيادة سعرية في عدن منذ مطلع يوليو الجاري بلغت قرابة 90 ألف ريال في الجنيه ونحو 30 ألف في الجرام، أما في صنعاء بلغت الزيادة 8 آلاف في الجنيه و1000 ريال في الجرام. وفي صنعاء، بلغ سعر الجنيه الذهب 399 آلف ريال، والجرام عيار 21، 51 ألف ريال، بارتفاع خلا ل 48 ساعة قدره 6 آلاف في سعر الجنيه. وفيما يلي قائمة بمتوسط أسعار الذهب في عدن وصنعاء اليوم السبت 12 يوليو 2025م: الجنيه الذهب شراء =2,070,000 ريال بيع = 2,095,000 ريال جرام عيار 21 شراء = 258,800 ريال بيع = 278,500 ريال. الجنيه الذهب شراء 393,000 ريال جرام عيار 21 شراء= 48,700 ريال بيع = 51,000 ريال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store