
مكتبة الإسكندرية تستضيف المؤتمر العشرين للمنظمة الدولية للبيئات التقليدية (IASTE 2025)
شهدت مكتبة الإسكندرية افتتاح المؤتمر العشرين للمنظمة الدولية للبيئات التقليدية (IASTE 2025) الذي ينظمه قطاع البحث الأكاديمي بالمكتبة بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، ويحمل هذا العام عنوان "العالمية والتقاليد"، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز قنصوه؛ رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتور مارك جيليم؛ رئيس (IASTE) ومدير المؤتمر، والدكتور وليد البرقي؛ عميد كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، والدكتور محمد عاصم حنفي؛ مدير المؤتمر المحلي، والدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.
موضوعات مقترحة
أوضح الدكتور أحمد زايد أن المؤتمر يُعقد في الفترة من 22 إلى 26 مايو 2025، ويمثل هذا الحدث النسخة العشرين من المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الدولية لدراسة البيئات التقليدية، وسوف يقدم منصة حيوية للباحثين والممارسين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف كيف تتقاطع التقاليد المحلية مع الهويات العالمية داخل السياقات المعمارية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وأضاف: "سيشهد المؤتمر تقديم أكثر من 145 ورقة بحثية موزعة على أكثر من 30 جلسة إلى جانب محاضرات رئيسية يقدمها خبراء دوليين بارزين في هذا المجال، وتبادلًا ديناميكيًا للأفكار والخبرات ووجهات النظر المبتكرة".
وأكد زايد أن الإسكندرية لطالما كانت منارة للمعرفة والتنوير، وقد جذبت تاريخيًا العلماء والتجار والمسافرين من أنحاء العالم القديم وأسست نفسها كأولى المدن العالمية في تاريخ البشرية، وفي أوائل القرن العشرين أصبحت الإسكندرية مرة أخرى مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا نابضًا.
وشدد زايد على أن مكتبة الإسكندرية كانت ومازالت تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على التقاليد وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الشعوب، مؤكدًا أن التزامها بالحفاظ على التراث الفكري هو شهادة على روح الإسكندرية العالمية، حيث لم يكن للمعرفة حدود بل كانت تتغير وتُثرى عبر تنوع الثقافات.ز
ومن جانبه، عبر الدكتور عبد العزيز قنصوه، عن فخر جامعة الإسكندرية باستضافة هذا المؤتمر المرموق، والذي انطلق عام 1989 ولا يزال يتطور بنجاح حتى اليوم، مؤكدًا أن المؤتمر يُجسد روح التعاون بين العلماء والباحثين من خلفيات علمية متعددة ما يعكس موضوعه لهذا العام، ولا توجد مدينة أحق بحمل شعار التعددية الكونية أكثر من الإسكندرية التي تأسست عام 300 قبل الميلاد كأول مدينة كوزموبوليتانية في التاريخ.
وأضاف: "بالرغم من أن جامعة الإسكندرية أُسست رسميًا عام 1938 إلا أننا نعتبر أن تأسيسها الحقيقي يعود إلى عام 300 قبل الميلاد، مع تأسيس مكتبة الإسكندرية القديمة، حيث كانت مدينة العلم والفكر، واليوم تستمر الجامعة في التعاون مع مكتبة الإسكندرية لخدمة المجتمع السكندري عبر مشاريع متعددة".
وأوضح قنصوه أن الجامعة تعمل بالتعاون مع المحافظة على عدد من المشاريع في مجالات إدارة مياه الأمطار والسيول وحماية السواحل وأنظمة الإنذار المبكر وتقييم الواقع البيئي والصناعة الخضراء، وتحديدًا في مجال الصناعة الخضراء، فمدينة الإسكندرية تُعد مدينة صناعية بامتياز حيث تستضيف 58% من الصناعات الكبرى في مصر و44% من إجمالي الصناعات المصرية.
وتابع: "ولذلك يقع على عاتق الجامعة مسؤولية التعاون مع القطاع الصناعي لتحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم التنمية الصناعية، ومن أبرز المشروعات الحالية في هذا الإطار مشروع التحول الأخضر لصناعة الأسمدة في الإسكندرية، حيث انتهينا من المرحلة التجريبية، ونعمل حاليًا على توسيع نطاق الإنتاج لتشمل الأمونيا واليوريا الخضراء".
وأشار قنصوه إلى أن الإسكندرية تصنف أيضًا كمدينة أورومتوسطية، لذا تتعاون الجامعة مع دول جنوب البحر المتوسط، وغرفة التجارة والصناعة الأورومتوسطية "أسكامي" في مجالات الصناعة والتجارة، وخاصة في تطوير الاقتصاد الأزرق نظرًا لموقع الإسكندرية الاستراتيجي على البحر المتوسط واعتمادها على الأنشطة البحرية في اقتصادها.
فيما قال د. مارك جيليم؛ إن أول مؤتمر لـ IASTE عُقد عام 1988 في كاليفورنيا، وخلال 37 عامًا أصبح هذا التجمع منتدىً رائدًا متعدد التخصصات يجمع باحثين من العمارة وتخطيط المدن والهندسة البيئية والعلوم السياسية والأنثروبولوجيا والتاريخ لتبادل الأفكار حول الفهم المقارن والثقافي للسكن التقليدي والتجمعات العمرانية.
وأوضح "جيليم" إن المعهد يضم أكثر من 300 عضو، ويركّز على نشاطين رئيسيين: الأول هو المؤتمر السنوي، أما النشاط الثاني فهو المجلة العلمية المحكمة "Traditional Dwellings and Settlements Review" والتي تصدر منذ 36 عامًا، هناك أيضًا برامج لنشر البحوث من خلال ورش العمل وسلسلة أوراق العمل وإنتاج أفلام وثائقية تعليمية للجمهور العام.
وأكد "جيليم" إن إرث الإسكندر الأكبر كان له تأثير عميق في أنحاء العالم لكن لا توجد مدينة تجسّد هذا الإرث بصورة جميلة وعالمية مثل الإسكندرية، من الكورنيش المذهل إلى ميادين المدينة الأنيقة وشوارعها النابضة بالحياة وعمارتها المهيبة.
وقال الدكتور محمد عاصم حنفي إن رحلة تنظيم المؤتمر بدأت منذ ما يقرب من عامين ونصف بعرض تقديمي عبر الإنترنت أمام مجلس إدارة IAST خلال مؤتمر سنغافورة، وتمت الموافقة عليه واتُّخذ القرار بأن يكون في الإسكندرية عام ٢٠٢٥ وتم بدل جهد كبير لتنظيمه، مؤكدًا أن الإسكندرية مركزٌ ثقافيٌّ وفكريٌّ وتجاريٌّ قديم ازدهرت فيها العلوم والمعرفة.
وأوضح حنفي إنه في القرن الحادي والعشرين عادت فكرة التعددية للظهور في سياق العولمة كوسيلة لفهم تداعيات التحول الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي يتجاوز الحدود الإقليمية، والذي يكمن جوهرها في فكرة تجاوز الارتباطات الطائفية والإقليمية والثقافية الخاصة بالفرد إلى مجتمع إنساني أوسع.
وتابع: "تتمتع مدن مثل الإسكندرية وإسطنبول وهونغ كونغ بتاريخ عريق من التنوع الثقافي إذ كانت موطنًا للعديد من الثقافات والحضارات المختلفة، واليوم لدينا لندن ونيويورك ولوس أنجلوس التي تضم هذه المجتمعات المتنوعة".
وتحدث د. وليد البرقي عن تاريخ إنشاء كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، ودورها المجتمعي وشركاتها المحلية والدولية، والمشروعات التي شارك فيها بصفتها جهة استشارية للجهات التنفيذية بمحافظة الإسكندرية ومصر بشكل عام.
فيما استعرضت الدكتورة مروة الوكيل فكرة إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية وتفاصيل إنشاء المكتبة الجديدة بعد إجراء مسابقة دولية فاز فيها مكتب استشاري نرويجي، وتفاصيل مبانيها التي عكست طابع المدينة متعددة الثقافات، كما تحدثت عن مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط ودوره في حفظ وتوثيق التراث السكندري.
مكتبة الإسكندرية تستضيف المؤتمر العشرين للمنظمة الدولية للبيئات التقليدية
مكتبة الإسكندرية تستضيف المؤتمر العشرين للمنظمة الدولية للبيئات التقليدية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 4 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : فتح باب التقديم للدورة الثالثة من صندوق تمويل الأبحاث
الجمعة 4 يوليو 2025 08:20 مساءً نافذة على العالم - أعلن متحف زايد الوطني، أمس الجمعة، فتح باب التقديم للدورة الثالثة من صندوق تمويل الأبحاث، لدعم المشاريع التي تستكشف تاريخ دولة الإمارات وإرثها الثقافي الغني، إلى جانب تسليط الضوء على سيرة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على أن يكون الموعد النهائي لتقديم الطلبات في 14 يوليو الجاري. وأكد المتحف أن إطلاق الدورة الجديدة يأتي انطلاقاً من رسالته في صون إرث المغفور له الشيخ زايد، والتعريف بسيرة حياته وإنجازاته، إضافة إلى استعراض الثقافة الغنية لدولة الامارات وتاريخها العريق، مضيفاً أن المتحف يقدم دعمه للباحثين والعلماء المؤهلين عبر صندوق تمويل الأبحاث الذي يغطي عدة موضوعات ضمن المتحف. وتشمل مواضيع التمويل، حياة الشيخ زايد وإنجازاته في دفع عجلة التقدم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وتاريخ دولة الإمارات وآثارها، بما في ذلك العمل الأثري الميداني، والتحليل المختبري، والبحث الأرشيفي، والتراث المعنوي غير المادي، بما يشمل مشاريع التاريخ الشفهي التي تركز على تاريخها الحي وماضيها القريب، وقصصها وتقاليدها وأغانيها، إلى جانب تاريخ وآثار شبه الجزيرة العربية، وجنوب آسيا (باكستان، الهند، سريلانكا) مع التركيز على كيفية تفاعل هذه المناطق وعلاقاتها مع دولة الإمارات من عصور ما قبل التاريخ وحتى الماضي القريب، والمؤتمرات والمحاضرات التي تركز على أي من المجالات ذات الأولوية المشار إليها أعلاه. ويستقبل البرنامج الطلبات من جميع الجنسيات، ويشمل طلاب الجامعات والخريجين، وأعضاء هيئة التدريس بمن فيهم زملاء الأبحاث ما بعد الدكتوراه، إضافة إلى الباحثين الهواة وأفراد الجمهور، ولا تغطي الطلبات راتب مقدم طلب البحث، بينما تغطي المنح تكاليف السفر والإقامة والطعام والنفقات العرضية، ومدة العمل المخبري والتحليلات العلمية، وأجور الباحثين المساعدين والمعاونين، وتكاليف استئجار المعدات وغيرها. وخلال عام 2025، سيتم تقديم 10 منح صغيرة تبلغ قيمة الواحدة منها 70 ألف درهم كحد أقصى، ومنحتين كبيرتين بقيمة 150 ألف درهم للواحدة، ويمكن تمديد المنح الكبيرة لمدة عامين إضافيين بعد استكمال العام الأول وتقديم التقارير حول العمل المنجز، ويتعين على المتقدمين للمنح الكبيرة تقديم خطة أبحاث وميزانية لمدة ثلاثة أعوام.


بوابة الأهرام
٢٥-٠٦-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
مكتبة الإسكندرية تنظم ورشة عمل عن "حماية التراث الثقافي الغارق"
مصطفى طاهر نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع جامعة الإسكندرية وجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة، ورشة العمل الثانية التي تأتي ضمن مشروع "حماية التراث الثقافي الغارق في المياه الاقتصادية المصرية -Enhancing Ocean Heritage Governance in Egypt's Exclusive Economic Zone" وذلك يوم الأحد ٢٢ يونيو ٢٠٢٥. موضوعات مقترحة تأتي ورشة العمل استكمالًا لورشة العمل الأولى التي استضافتها مكتبة الإسكندرية في 28 يناير 2025، وتناولت المتطلبات الأساسية لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتحديات التي تواجه جهود الحفظ، بالإضافة إلى بحث آليات تعزيز التعاون بين الجهات والمؤسسات المعنية بهذا المجال. لمتابعة أنشطة مكتبة الإسكندرية، يرجى زيارة: الموقع الإلكتروني: فيسبوك: تويتر: انستجرام: يوتيوب: جانب من ورشة عمل عن حماية التراث الثقافي الغارق


نافذة على العالم
٢٤-٠٦-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الجامعات الإماراتية.. إنجازات وطنية على الساحة العالمية
الثلاثاء 24 يونيو 2025 05:40 مساءً نافذة على العالم - بخطى ثابتة، تسير مؤسسات التعليم العالي في الإمارات لتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي، وتعزيز حضورها العالمي»، حيث تقدمت مؤسسات التعليم العالي في تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2026 ، وهو الأمر الذي يعكس الجهود المتواصلة لتعزيز تنافسية القطاع الأكاديمي في الإمارات ويمثل إنجازات وطنية للجامعات الإماراتية على الساحة العالمية، برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يؤكد سموه أن التعليم أولوية قصوى يخدم التنمية ويعزز هويتنا الوطنية وقيمنا وأخلاقنا الأصيلة. تميز أكاديمي وبحثي أكد الدكتور عبد الرحمن العور وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة أن «نتائج التصنيف لهذا العام تمثل دليلاًواضحاً على أن مؤسسات التعليم العالي في الدولة تسير بخطى ثابتة لتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي، وتعزيز حضورها العالمي». وأكد التزام الوزارة بدعم وتمكين مؤسسات التعليم العالي من تعزيز تنافسيتها العالمية من خلال تزويدها بالأدوات التي تحتاجها لتقييم الأداء ورفع كفاءة المخرجات، مشيراً في هذا الصدد إلى التعاون الاستراتيجي الذي أبرمته الوزارة مع مؤسستي QS وTimes Higher Education لتعزيز كفاءة قطاع التعليم العالي في الدولة. بيئة تعليمية مرنة وقال «نؤمن في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن التنافسية العالمية تبدأ من بناء بيئة تعليمية استشرافية ومرنة، ومواءمة البرامج الجامعية مع الأولويات الوطنية، وتزويد الخريجين بمهارات المستقبل التي تفتح أمامهم أبواب التميز والمعرفة». 7 جامعات إماراتية وتقدمت سبع مؤسسات تعليم عالٍ في الدولة في تصنيف QS لهذا العام الذي شهد تقييم أكثر من 8,000 جامعة حول العالم تم إضافة 1,500 مؤسسة تعليمية من بينها إلى التصنيف، حيث تقدمت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا 25 مرتبة وجاءت في التصنيف 177 عالمياً لتكون بين أفضل 200 جامعة في العالم، تلتها جامعة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 229 حيث تقدم تصنيفها 32 مرتبة، والجامعة الأمريكية في الشارقة في المرتبة 272 بتقدم وصل إلى 60 مرتبة مقارنة بالتصنيف السابق، وجامعة الشارقة التي تقدمت 106 مراتب إلى التصنيف 328 عالمياً، وجامعة أبوظبي في المرتبة 391 بتقدم وصل إلى 110 مراتب، وجامعة عجمان التي تقدمت 37 مرتبة لتصل إلى التصنيف 440، وجامعة زايد في المرتبة 595 عالمياً بعدما كانت تصنيفها بين 621 و630 عالمياً. وكشف التصنيف عن تقدم مؤسسات التعليم العالي في الدولة في عدد واسع من المؤشرات الرئيسية المرتبطة بالتعليم العالي من بينها نسبة أعضاء الهيئة التدريسية الدوليين، وتنوع الطلبة الدوليين، ونتائج التوظيف، ونسبة أعضاء الهيئات الأكاديمية إلى الطلبة وغيرها من المؤشرات. احتياجات سوق العمل وأضاف الدكتور العور أن هذه التصنيفات تعكس تطوراً ملموساً في الأداء الأكاديمي والبحثي للمؤسسات الأكاديمية في الدولة، وكذلك في ارتباط مخرجات هذه المؤسسات باحتياجات سوق العمل. وأوضح أن هذه النجاحات تمثل خطوة إضافية نحو بناء منظومة تعليم عالي تنافسية ومستدامة، تكون جزءاً فاعلاً من مسيرة الدولة نحو اقتصاد معرفي رائد على مستوى العالم.