
خروج الامام الحسين(ع) الى العراق رغم محاولات ثنيه عن ذلك
اتخذ الإمام الحسين قرارًا بالسير نحو الكوفة، مصطحبًا أهله ونساءه، كما قرّر أن يمضي معه عدد من الأصحاب الخلّص. ورغم محاولة عبد الله بن عباس¹ ومحمد ابن الحنفية²، ثنيه عن الذهاب إلى الكوفة، إلا أن الإمام كان مصرًّا على الرحيل، وذلك لعدة أسباب: التهديدات المتواصلة من يزيد بن معاوية، بقتل الحسين في حال رفض النزول على طاعته، ممّا جعل الإمام يسارع في خروجه من المدينة.³ الكتب التي وصلته من أهل الكوفة، حيث كتب عدد كبير منهم إلى الإمام الحسين، يطلبون منه القدوم إليهم، رافضين مبايعة يزيد بن معاوية، وروي بأن عدد الكتب التي وصلته تجاوزت ١٨ ألف كتاب⁴، وقد أوفد الإمام إلى الكوفة، ابن عمه مسلم بن عقيل، لكي يتحرّى له أحوال الناس، وصدق نواياهم. وبعد أن أبدى جمع غفير منهم استعداده لنصرة الحسين، كتب إليه مسلم بن عقيل بأن يُعجّل بالقدوم إلى الكوفة فإنّ له فيها جندًا مجندة⁵، أي أن الإمام الحسين لم يشدّ الرحال إلى الكوفة مباشرة بعد ورود كتب أهلها إليه، بل حاول أن يُلزمهم بما ألزموا به أنفسهم، عبر إرسال مسلم بن عقيل. قيام يزيد بن معاوية بتكليف عمرو بن سعيد بن العاص بقتل الحسين في مكة، مما جعل الإمام يغادرها قبل انتهائه من تأدية مناسك الحج، فالتقى الحسين وأصحابه بجماعة عمرو بن سعيد، في اليوم الأول لمسير القافلة الحسينية، فجالدهم أصحاب الحسين بالسياط، وكشفوهم عن طريقهم، أي أن مكة لم تعد مكانًا آمنًا⁶. كما كان الإمام يكره أن يسفك دمه فيها. في مكة وخلال الطريق إلى الكوفة، التقى الإمام الحسين بعدد من الأشخاص الذين حاولوا أن يمنعوه من التوجّه إلى الكوفة، كعبد الله بن عباس ومحمد ابن الحنفية، والفرزدق⁷، والطرماح بن عدي الطائي⁸، ولكن جواب الحسين، كان دائما يتضمّن عبارة: ' إن الله نافذ أمره'. وهذا يدل على أن الحسين كان يعلم نهاية هذا السفر المحتوم، ومصيره ومصير من معه، كما ورد في عدد كبير جدًّا من الروايات في كتب السنة والشيعة⁹، نذكر منها على سبيل المثال ما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل، بأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قد أطلع الإمام الحسين على ما سيجري عليه في كربلاء، عندما كان جيش الإمام علي عليه السلام يمر بكربلاء وهو في طريقه إلى صفين¹⁰.
ختامًا، فإنّ إصرار الإمام الحسين عليه السلام، على الخروج من مكة إلى كوفة، كانت له مبرّرات منطقية، رغم التحذيرات التي تلقّاها.
الهوامش:
١)الكامل في التاريخ -الجزء الثالث -ص 399
٢) مقتل أبو مخنف -ص:8
٣) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص: 269
٤) البداية والنهاية -الجزء الثامن-ص 163
٥) الفتوح -الجزء الخامس -ص 45
٦) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص:317
٧)اللهوف على قتلى الطفوف-ص:45
٨) مقتل أبو مخنف ـ ص:89
٩)مجمع الزوائد-الجزء التاسع- ص : 188 /المستدرك على الصحيحين-رقم الحديث:8316/مسند احمد -رقم الحديث:1350
10)مسند أحمد بن حنبل ـ رقم الحديث:648
المصدر: موقع المنار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 29 دقائق
- المنار
حزب الله يشيّع درع الأمين العام السيد حسن نصرالله الشهيد أبو علي الخليل وابنه مهدي
شيّع حزب الله وجمهور المقاومة اليوم، في روضة جنة الزهراء بالكفاءات، الشهيدين حسين سالم خليل ونجله مهدي حسين خليل، بمشاركة شخصيات سياسية ونيابية وعلمائية، وفاعليات وحشد من الأهالي، الذين رفعوا هتافات حسينية منددة بأميركا والكيان الإسرائيلي، ومناصرة للمقاومة. انطلقت الجنازات من مجمع الإمام العسكري وصولًا إلى روضة جنة الزهراء، حيث بدأت المراسم التكريمية، وتولّت مجموعة من المجاهدين حمل النعشين الملفوفين بعلم حزب الله، وعلى وقع عزف لحن الشهادة من فرقة كشافة الإمام المهدي، تقدّم حملة النعشين نحو المنصة الرئيسة أمام راية حزب الله. عُزف النشيد الوطني ونشيد حزب الله، ثم أدّت فرقة عسكرية من المقاومة القسم والعهد للشهداء على درب الجهاد والمقاومة، قبل إقامة الصلاة على جثماني الشهيدين، ومن ثم ووري الثرى إلى جانب شهداء المقاومة. في كلمته، أشار مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله إلى المسيرة الروحية والبطولية للشهيدين، مؤكداً أن دماءهم ستظل مشاعل هدى ونور على طريق الجهاد والحرية، مستعرضًا تفاصيل تربطهم بالقيم العاشورائية والولاء لنهج الإمام الحسين (ع). وأضاف فضل الله أن دماء الشهداء لم تُبذل لتترك قضيتها عرضة للضغوط أو التهديدات، مؤكدًا أن أبناء المقاومة مستمرون في نهجهم مهما تعرّضوا للضغوط والتهديدات، وأنهم لن يخافوا أو يرتعدوا أمام مؤامرات ودول تحاول النيل منهم. واستنكر فضل الله استمرار العدوان على غزة، وغياب المحاسبة الدولية للكيان الإسرائيلي، معتبراً أن الخيارات الجديدة التي تُطرح تهدف إلى تمكين العدو وليس الدولة اللبنانية. وختم قائلاً إن المقاومة هي عنوان كرامة لبنان، وأنه ما لم تُحكم السيطرة على العدوان، فلا يجوز التحدث عن سلام ينتهك حقوق اللبنانيين ويقتل شعبهم ويصادر أرضهم، محذراً من الذين 'يخربون بيوتهم بأيديهم'.


المنار
منذ 43 دقائق
- المنار
حزب الله يشيّع درع الأمين العام السيد حسن نصرالله الشهيد أبو علي الخليل وابنه مهدي
شيّع حزب الله وجمهور المقاومة اليوم، في روضة جنة الزهراء بالكفاءات، الشهيدين حسين سالم خليل ونجله مهدي حسين خليل، بمشاركة شخصيات سياسية ونيابية وعلمائية، وفاعليات وحشد من الأهالي، الذين رفعوا هتافات حسينية منددة بأميركا والكيان الإسرائيلي، ومناصرة للمقاومة. انطلقت الجنازات من مجمع الإمام العسكري وصولًا إلى روضة جنة الزهراء، حيث بدأت المراسم التكريمية، وتولّت مجموعة من المجاهدين حمل النعشين الملفوفين بعلم حزب الله، وعلى وقع عزف لحن الشهادة من فرقة كشافة الإمام المهدي، تقدّم حملة النعشين نحو المنصة الرئيسة أمام راية حزب الله. عُزف النشيد الوطني ونشيد حزب الله، ثم أدّت فرقة عسكرية من المقاومة القسم والعهد للشهداء على درب الجهاد والمقاومة، قبل إقامة الصلاة على جثماني الشهيدين، ومن ثم ووري الثرى إلى جانب شهداء المقاومة. في كلمته، أشار مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله إلى المسيرة الروحية والبطولية للشهيدين، مؤكداً أن دماءهم ستظل مشاعل هدى ونور على طريق الجهاد والحرية، مستعرضًا تفاصيل تربطهم بالقيم العاشورائية والولاء لنهج الإمام الحسين (ع). وأضاف فضل الله أن دماء الشهداء لم تُبذل لتترك قضيتها عرضة للضغوط أو التهديدات، مؤكدًا أن أبناء المقاومة مستمرون في نهجهم مهما تعرّضوا للضغوط والتهديدات، وأنهم لن يخافوا أو يرتعدوا أمام مؤامرات ودول تحاول النيل منهم. واستنكر فضل الله استمرار العدوان على غزة، وغياب المحاسبة الدولية للكيان الإسرائيلي، معتبراً أن الخيارات الجديدة التي تُطرح تهدف إلى تمكين العدو وليس الدولة اللبنانية. وختم قائلاً إن المقاومة هي عنوان كرامة لبنان، وأنه ما لم تُحكم السيطرة على العدوان، فلا يجوز التحدث عن سلام ينتهك حقوق اللبنانيين ويقتل شعبهم ويصادر أرضهم، محذراً من الذين 'يخربون بيوتهم بأيديهم'. المصدر: موقع المنار


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
كتلة الوفاء للمقاومة عن ورقة الاقتراحات الاميركية: لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه رغم الضغوط
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توقفت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان، بعد جلستها الدورية برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، عند "معاني وبركات الهجرة النبوية الشريفة، التي نقلت الرسالة الاسلامية من طور الدعوة والتبليغ الى طور النظام واقامة الاحكام والعلاقات، لتأخذ القيم الرسالية دورها في بناء المجتمع والدولة وتحقيق العدالة وتعزيز القوة والقدرات". ودعت "المسلمين في كل أنحاء العالم، على اختلاف مذاهبهم، إلى التمسك بما أرسته الهجرة من معايير الحق والإنصاف وقواعد بناء المجتمع القوي المتكافل والمسؤول الذي ينهض بمهمة رسالية تحقق العدالة والسلام والأمن والازدهار والخير للبشرية بأسرها". وثمنت في "ذكرى واقعة كربلاء الامام الحسين الإقبال الواسع على إحياء مجالس العزاء الحسيني في مختلف المناطق مواساة لآل بيت رسول الله وللأئمة المعصومين جميعا، وتثبيتا لموالاتهم والالتزام بنهجهم في مواجهة الضلال والظلم والفساد وأربابهم". وأشارت إلى أن "التعمق في فهم ثورة الامام الحسين في كربلاء يزيدنا تمسكا بمدرسته الاصلاحية ونهجه الثوري ورؤيته الاسلامية الهادفة الى مسار حضاري قويم يقضي الى حفظ الوجود وحماية الحقوق وبلوغ حياة الكرامة والعزة المستندة الى الحق والعدل والمتألقة بالنصر". وقالت: "في موضوع الحرب العدوانية المدانة الظالمة والمفروضة التي بدأها العدو الصهيوني بدعم أميركي مفتوح ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، نهنىء الجمهورية الاسلامية قيادة وحكومة وحرسا ثوريا وجيشا وتعبئة عامة وشعبا بالنصر العزيز المؤزر الذي من الله به على الشعب الايراني العزيز ببركة حضور وادارة القائد الحكيم الشجاع الامام السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف وجهوزية حرس الثورة والقوات المسلحة والإلتفاف المذهل لأطياف الشعب الايراني الأمر الذي أسقط أهداف العدوان كاملة ورسخ وجود الجمهورية الاسلامية في موقع السيادة والقوة والاقتدار، وأكد دورها النموذجي في ريادة القوى المقاومة في كل أنحاء العالم". أضافت: "في موضوع التصاعد المستمر في حرب الابادة الصهيونية ضد أهلنا في قطاع غزة، نحيي الأداء البطولي الملحمي لابناء المقاومة في غزة والعمليات الاخيرة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي التي أوقعت العديد من جنود العدو بين قتيل وجريح. كما نحيي الصمود الاسطوري والصبر العظيم لابناء القطاع الذين يتعرضون لافظع ابادة في التاريخ أمام مرأى حكومات العالم المتآمرة والمتخاذلة والداعمة للكيان الصهيوني". وتابعت: "إن إدانة تواطؤ المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بالضغط واتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف المجزرة المستمرة ضد أهلنا في غزة هي من أبسط الواجبات الاخلاقية على كل حكومة أو دولة أو مسؤول، كما على كل انسان حر وشريف في هذا العالم". وأردفت: "في موضوع ورقة الاقتراحات الأميركية، نؤكد حرصنا على وجوب تظهير موقف لبنان الدولة والشعب قويا وسياديا واضحا، خصوصاً أنه التزم بشكلٍ كامل بإعلان وقف الحرب فيما ضرب العدو الصهيوني ولا يزال هذا الإعلان عرض الحائط، وليكن واضحاً أيضا أن لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه الوطنية الكبرى والسيادية، وملتزم بها رغم كل الضغوط والتواطؤ والدعم الفاضح من بعض الدول الكبرى لمصلحة العدو الصهيوني، بدل قيامها بمساعدة لبنان وإلزام العدو بتنفيذ ما يلزمه الإتفاق بتنفيذه من دون تباطؤ أو تحايل أو تذرع واه ومفضوح". وأكدت الكتلة "ضرورة أن تكون كل المقاربات ضمن الإطار السيادي الوطني لمناقشة استراتيجية الامن الوطني، والاجراءات والمسارات التي تتصل بالامن والاستقرار والتعافي وحفظ السيادة وبسط سلطة الدولة"، مشيرة إلى أن "المقدمات الطبيعية والبديهية لذلك كله يتمثل بانسحاب العدو من مناطقنا المحتلة والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في اعلان وقف إطلاق النار". وأكدت أيضا "ارتياحها لمسار الجلسة التشريعية الاخيرة للمجلس النيابي وما انجزته من إقرار رزمة قوانين يحتاجها الشعب اللبناني في هذه المرحلة"، مرحبة بـ"إاقرار مشروع قانون الاعفاءات واعادة الاعمار لمتضرري العدوان الاسرائيلي على لبنان كخطوة مطلوبة في اطار مسؤوليات الدولة عن هذا الملف الوطني". كما أكدت "مواصلة مساعيها الدؤوبة والحثيثة من اجل انجاز هذا الملف الوطني بالكامل والتعاون مع الدولة والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمويل والمساعدة في هذا المجال". ورأت أن "مقاربة قانون الانتخابات ينبغي ان يتسم بمسؤولية وطنية على قاعدة العدالة وتكافؤ الفرص لجميع اللبنانيين مرشحين وناخبين، وعلى التزام وثيقة الوفاق الوطني والدستور خصوصا المادة 22 منه التي تنص على انتخاب مجلس نواب وطني لا طائفي وانشاء مجلس شيوخ كمعبر ضروري للانتقال من القانون النافذ الى قانون عصري يؤسس لانتاج سلطة وطنية معيارها الانتماء الوطني لا الطائفي". كما دعت "اللجنة النيابية الفرعية المختصة الى وضعه كأساس للنقاش والتفاهم على صيغة نهائية بعيدا من المحاولات المكشوفة الهادفة إلى تحقيق مكاسب فئوية ضيقة على حساب الاصلاح الحقيقي، فضلا عن مخالفتها لابسط قواعد الدستور وصيغة العيش المشترك".