logo
الإسكان: بدء تسليم قطع أراضي بيت الوطن بالتجمع السادس بمدينة القاهرة الجديدة.. أول يوليو

الإسكان: بدء تسليم قطع أراضي بيت الوطن بالتجمع السادس بمدينة القاهرة الجديدة.. أول يوليو

bnok24٢٥-٠٥-٢٠٢٥

أعلنت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، جاهزية تسليم قطع أراضي 'بيت الوطن' المطروحة بالمرحلة الثامنة بالتجمع السادس 'مثلث الأمل سابقاً' بمدينة القاهرة الجديدة، وذلك بدءا من يوم 1/7/2025، وحتى يوم 4/9/2025.
وأوضحت وزارة الإسكان أنه سيتم تسليم قطع أراضي بيت الوطن بالتجمع السادس بالقاهره الجديدة القطع من 1 : 22، من يوم 1/7/205 وحتى 31/7/2025، والقطع من 23 : 45، من 1/8/2025 : 31/8/2025.
وسيتم تخصيص الايام من الاثنين 2025/9/1 حتى الخميس 2025/9/4 للمتخلفين عن الاستلام، ويمكن الحضور شخصياً أو بموجب توكيل خاص محدد الغرض للإستلام ويتم سداد قيمة 1.5% من قيمة الأرض على أن يتم سداد القسط الأول بعد شهر من الاستلام طبقاً لكراسة الشروط.
وأوضحت الوزارة أن برنامج طرح أراضى بيت الوطن بالمرحلة الثامنة ضمت قطعة الأرض بمساحة إجمالية حوالى 260 فدانا بعدد 891 قطعة أرض سكنية بالتجمع السادس 'مثلث الأمل سابقاً' بمدينة القاهرة الجديدة، وقد تم حجز 45 قطعة أرض منها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيوت الطينية في سيوة: أصالة الماضي وراحة الحاضر
البيوت الطينية في سيوة: أصالة الماضي وراحة الحاضر

سائح

timeمنذ يوم واحد

  • سائح

البيوت الطينية في سيوة: أصالة الماضي وراحة الحاضر

في قلب الصحراء الغربية المصرية، تقع واحة سيوة الساحرة، جوهرة خضراء تُقاوم زحف الرمال، وتحتفظ بطابعها الأصيل الذي لم تُغيره صخب المدن. وما يزيد من سحر هذه الواحة هو تجربة السكن الفريدة في البيوت الطينية التقليدية، التي تُعرف محلياً باسم "الكرشيف". هذه البيوت ليست مجرد أماكن للإقامة، بل هي جزء لا يتجزأ من تراث سيوة العريق، وشاهد على حكمة الأجداد في التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية. إنها تُقدم للزوار فرصة للانغماس في نمط حياة بسيط ومستدام، بعيداً عن تعقيدات الحياة العصرية، وتُتيح لهم الاستمتاع بجمال الطبيعة الهادئة وكرم الضيافة السيوي الأصيل. تجربة السكن في البيوت الطينية هي رحلة عبر الزمن، تُعيدك إلى عصور ماضية، وتُجدد روحك بلمسة من الأصالة والهدوء. هذا المقال سيسلط الضوء على سحر البيوت الطينية في سيوة، مميزاتها، وما تُقدمه من تجربة سكن لا تُنسى. فن العمارة الطينية: حكمة الأجداد في مواجهة الطبيعة تُعد البيوت الطينية في سيوة شهادة على فن العمارة الطينية المستدامة التي طورها أهل الواحة عبر قرون طويلة. تُبنى هذه البيوت باستخدام مادة "الكرشيف"، وهي مزيج طبيعي من الملح والرمل والطين، تُجفف في الشمس لتُصبح قوية ومتينة. هذا المزيج الفريد من المواد يمنح البيوت قدرة فائقة على التكيف مع المناخ الصحراوي، حيث تُحافظ على برودة الداخل خلال أيام الصيف الحارة، وتُوفر الدفء في ليالي الشتاء الباردة. إنها مثال حي على العمارة المستدامة التي تعتمد على الموارد المحلية وتُقلل من الحاجة إلى التكييف الصناعي. لا يقتصر الأمر على الوظيفة، فالتصميم الجمالي للبيوت الطينية يعكس بساطة وجمال البيئة السيوية. تُزين الجدران أحياناً بنقوش وزخارف بسيطة، وتُصمم النوافذ والأبواب بشكل يُوفر التهوية الطبيعية والخصوصية. تُدمج البيوت غالباً مع التكوينات الصخرية الطبيعية، مما يُعزز من انسجامها مع المناظر الطبيعية المحيطة. إن المشي بين هذه البيوت يُشعرك وكأنك تتجول في متحف حي، كل جدار يحكي قصة، وكل زاوية تُعبر عن فن توارثته الأجيال. تجربة سكن فريدة: هدوء، راحة، وانفصال عن صخب الحياة تُقدم تجربة السكن في البيوت الطينية في سيوة ملاذاً فريداً للهدوء والراحة، وفرصة للانفصال التام عن صخب الحياة العصرية. بعيداً عن أبراج الفنادق الحديثة وتكنولوجيا المدن، تُوفر هذه البيوت أجواءً بسيطة ومريحة تُشجع على الاسترخاء والتأمل. لا تُوجد شاشات تلفزيون أو إنترنت عالي السرعة في الغالب، مما يُتيح للزوار فرصة لإعادة الاتصال بالطبيعة، والاستماع إلى صوت الرياح، ومراقبة النجوم في سماء الصحراء الصافية. تُقدم العديد من الفنادق الصغيرة والنزل في سيوة غرفاً وأجنحة مصممة على طراز البيوت الطينية، مع توفير كافة وسائل الراحة الحديثة مثل الحمامات النظيفة والأسرة المريحة، ولكن مع الحفاظ على الطابع الأصيل. يُمكن للضيوف الاستيقاظ على صوت العصافير، وتناول وجبة الإفطار التقليدية المعدة من المنتجات المحلية الطازجة، وقضاء اليوم في استكشاف الواحة، ثم العودة إلى بيتهم الطيني للاسترخاء في هدوء. إن هذه التجربة تُعزز من الشعور بالسكينة والاتصال العميق بالمكان. الانغماس الثقافي: كرم الضيافة السيوية ونمط الحياة الأصيل إلى جانب جمال العمارة وراحة السكن، تُقدم تجربة البيوت الطينية في سيوة فرصة للانغماس الثقافي العميق في المجتمع السيوي. يُعرف أهل سيوة بكرم ضيافتهم الاستثنائي وترحيبهم بالزوار، مما يُضفي على التجربة بعداً إنسانياً خاصاً. يمكن للضيوف التفاعل مع السكان المحليين، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، وتذوق المأكولات السيوية الأصيلة التي تُعد من المنتجات المحلية مثل التمر وزيت الزيتون. يُمكن للزوار أيضاً المشاركة في الأنشطة المحلية، مثل زيارة بساتين النخيل والزيتون، أو التعرف على صناعة الحرف اليدوية التقليدية التي تُعد جزءاً أساسياً من الاقتصاد المحلي. تُساعد هذه التفاعلات على فهم نمط الحياة المستدام الذي يعيشه أهل الواحة، والذي يعتمد على الموارد الطبيعية المحلية والحفاظ على التوازن البيئي. إن السكن في البيوت الطينية ليس مجرد إقامة، بل هو دعوة لتجربة أسلوب حياة مختلف، يغوص بك في قلب ثقافة غنية بالدفء والأصالة. في الختام، تُعد تجربة السكن في البيوت الطينية بواحة سيوة فرصة فريدة للهروب من صخب الحياة العصرية والانغماس في عالم من الأصالة، الهدوء، والجمال الطبيعي. من فن العمارة المستدامة التي تُقدم راحة استثنائية، إلى كرم الضيافة السيوي الذي يُلامس الروح، تُقدم هذه البيوت تجربة لا تُنسى تُعيد شحن الطاقة وتُجدد الروح. إنها دعوة لاكتشاف جانب آخر من مصر، جانب يُعانق الماضي ويُقدم للمستقبل درساً في البناية المستدامة والحياة المتناغمة مع الطبيعة.

كيف تختار منطقة السكن الأمثل في مدينتك الجديدة؟
كيف تختار منطقة السكن الأمثل في مدينتك الجديدة؟

سائح

timeمنذ 3 أيام

  • سائح

كيف تختار منطقة السكن الأمثل في مدينتك الجديدة؟

عند الانتقال إلى مدينة جديدة، فإن واحدة من أهم القرارات التي ستؤثر على حياتك اليومية وراحتك النفسية هي اختيار منطقة السكن. هذا القرار لا يرتبط فقط بموقع المنزل أو سعر الإيجار، بل يشمل العديد من العوامل التي تتعلق بأسلوب حياتك، واحتياجاتك العملية، وطبيعة الأشخاص الذين ستتشارك معهم هذا الحيز الجغرافي. اختيار المنطقة المناسبة منذ البداية يمكن أن يجعل تجربتك الجديدة أكثر استقرارًا، ويمنحك شعورًا سريعًا بالانتماء، خاصة إذا كنت قادمًا من مدينة أو حتى بلد مختلف. حدّد أولوياتك الشخصية واحتياجاتك اليومية قبل أن تبدأ في البحث عن شقة أو منزل، من الضروري أن تحدد ما الذي تحتاجه فعلًا في محيطك السكني. هل تبحث عن مكان هادئ بعيد عن الصخب؟ أم تفضّل منطقة قريبة من مركز المدينة لتكون بالقرب من أماكن العمل والمرافق الحيوية؟ إذا كنت تعتمد على وسائل النقل العامة، فاختر منطقة قريبة من محطات المترو أو الباص. وإذا كنت تمتلك سيارة، تحقق من توفر مواقف للسيارات. الأسر التي لديها أطفال تحتاج إلى النظر في جودة المدارس القريبة، وتوافر الحدائق والمراكز الترفيهية، بينما قد يفضل الطلاب أو العازبون مناطق أكثر حيوية واجتماعية. كل هذه التفاصيل يجب أن تُصاغ على شكل قائمة أولويات لتكون مرجعًا أثناء البحث. استكشف الأحياء فعليًا قبل اتخاذ القرار الصور على الإنترنت والمواصفات المكتوبة لا تكفي لتكوين انطباع حقيقي عن المنطقة. لذا، يُنصح بزيارة الأحياء التي تفكر في السكن بها، والتجول فيها في أوقات مختلفة من اليوم. استشعر الأجواء، راقب الحركة، تحدث مع السكان إن أمكن، وتعرّف على توفر الخدمات مثل الأسواق، الصيدليات، والمراكز الطبية. لا تتردد أيضًا في استخدام تطبيقات تقييم الأحياء التي تقدم معلومات عن معدلات الأمان، جودة الخدمات، وتكلفة المعيشة في كل منطقة. هذه الخطوة ستساعدك على اكتشاف الفروقات الدقيقة التي قد لا تظهر عند البحث السطحي، وستمنحك ثقة أكبر في قرارك. فكّر على المدى الطويل وتوازن بين السعر والجودة العيش في منطقة مثالية لا يعني بالضرورة أن تدفع أعلى سعر. في المدن الجديدة، قد تكتشف مناطق نامية توفر جودة حياة جيدة بأسعار معقولة مقارنة بالأحياء الشهيرة والمزدحمة. لذلك، من المفيد أن توازن بين الميزانية التي خصصتها للسكن وبين جودة الخدمات ومستوى الراحة الذي تبحث عنه. فكر في المستقبل، وتحقق ما إذا كانت المنطقة قيد التطوير، وهل هناك مشاريع بنية تحتية قادمة يمكن أن ترفع من قيمة العقار أو تحسن من جودة الحياة. أيضًا، لا تنسَ مراجعة العقود جيدًا، والتأكد من بنود الصيانة، والحقوق والمسؤوليات قبل التوقيع. اختيار منطقة السكن المناسبة في مدينتك الجديدة لا يتعلق فقط بالمكان، بل بأسلوب الحياة الذي ترغب في بنائه. كل حي يحمل طابعًا مختلفًا وتجربة معيشية متفردة، وما يناسب غيرك قد لا يناسبك. فكن حريصًا على اختيار يحقق التوازن بين الراحة، القرب من المرافق، والأمان، لتحوّل انتقالك إلى المدينة الجديدة إلى بداية موفّقة لحياة مستقرة ومريحة.

توِّجتُ بطلاً
توِّجتُ بطلاً

إيلي عربية

timeمنذ 5 أيام

  • إيلي عربية

توِّجتُ بطلاً

كان هناك شيء مُختلف لدى ذلك التلميذ... شغَف لَم أرَ مثله للدرس والمعرفة، ما يتمنّى أن يجِده كلّ أستاذ عند تلاميذه. كان اسمه سامي ودخَلَ تلك المدرسة عن طريق منحة حصَلَ عليها بفضل برنامج ترعاه إحدى المؤسّسات الانسانيّة الكبيرة. فسامي لَم يكن يُشبِه رفاقه، بل هو آتٍ مِن عائلة مُتواضِعة للغاية. ابوه، على خلاف آباء بقيّة الأولاد، لَم يكن صاحِب مؤسّسة كبيرة أو مُحاميًّا أو طبيبًا، بل عامِل بسيط في مصنع للمفروشات. أمّا بالنسبة لأمّه، فهي كانت أمّيّة تمامًا تهتمّ بالبيت وبأولادها الستّة وتسأل نفسها يوميًّا كيف ستُطعِمهم وماذا سيكون مُستقبلهم إن حظوا بحياة كحياتها. وأكبرهم كان سامي. أظنّ أنّه أحسَّ بالمسؤوليّة باكِرًا وبأنّ عليه تغيير حالة ذويه وإلّا عاشوا بالفقر حتّى باقي أيّامهم. كان سامي رجُلًا منذ صغره ويحملُ في عَينَيه الواسعتَين أحلام أكبَر منه. وكان مِن الجيّد أنّ لا أحَد سوى الأساتذة كان يعلَم عن حالة سامي المعيشيّة، فجرى اندماجه بسلاسة تامّة، خاصّة أنّ كلّ التلامذة كانوا يرتدون زيًّا مُماثِلًا، أيّ أنّ سامي كان يُشبِه رفاقه تمامًا، على الأقلّ مِن الخارج، إلّا أنّه كان يفتقِد طبعًا للمعرفة الواسعة التي تلقّاها باقي التلاميذ في هكذا مؤسّسة تعليميّة مرموقة. أمّا أكاديميًّا، هو احتاجَ لدروس تقوية أُسنِدَت لي بعد أن سدَّدَت المؤسّسة المانِحة أتعابي. وهكذا، دخَلَ سامي مجموعة التلامذة الذين كانوا بحاجة لدروس تقوية بعد الدوام، والذي كان أيضًا فؤاد، تلميذ آخَر، جزءًا منها. ذكَرتُ فؤاد لأنّه سيلعَب دورًا مُحدّدًا في مسيرة سامي التعلميّة في تلك المدرسة، وليس دورًا إيجابيًا، على الأقلّ في المعنى التقليديّ. لكن دعوني أخبرُكم قليلًا عن فؤاد الذي كان عمره آنذاك ثلاث عشرة سنة. كان يكبر رفاقه بسنتَين بسبب رسوبه مرّتَين لأنّه لَم يكن يُحبّ الدرس، فأبوه كان صاحب شركات ضخمة ووعَده بأنّه سيُوظَّفه في إحداها حين يكبر ويترأسها فيما بعد، أيّ أنّ الولَد كان مُطمئنًّا على مُستقبله، على عكس سامي. فهذا الأخير كان يعي إلى أنّ علاماته ستُحدِّد تجديد المنحة أم لا، وهذه كانت فرصة لا تُعوّض. أحبَبتُ تعليم سامي، فهو كان بمثابة ورقة بيضاء كُتِبَت عليها بضع سطور وعليّ ملأها بالمعلومات العلميّة. وهو، بدوره، إستوعَبَ كلّ ما لقّنَتُه بحماس لَم أرَه مِن قَبل. للحقيقة، كان الولَد مُمتازًا ومُستقبله واعِدًا، بعكس فؤاد الذي لَم يُبدِ أيّ اهتمام حقيقيّ، بل قضى وقته باللهو والحركات المُزعجِة لدرجة أنّني صِرتُ أتضايَق منه وأتمنّى لو ينسحِب مِن تلك الدروس. لكنّه وجَدَ سلوة جديدة له وهي سامي، بعد أن فهِمَ أنّ زميله ليس مِن طبقته الاجتماعيّة بفضل تفاصيل ظهرَت هنا وهناك، وفرِحَ أنّه وجَدَ لنفسه ضحيّة مثاليّة لتنمرّه وللتعويض عن الشعور بالنقص الذي أحسَّ به خلال الدروس. لِذا هو أسرَعَ بإخبار أصحابه في الصفّ عن سامي وإمكانيّة عدَم انتمائه لطبقة باقي تلامذة المدرسة. وللتأكّد مِن شكوكه، لِحقَ فؤاد سامي إلى مسكنه المُتواضع وسألَ بعض الجيران عنه، وعلِمَ كلّ ما يجب معرفته. وبأقلّ مِن يوم واحِد، باتَ الجميع على عِلم بوضع سامي. وبعد ذلك، إنقلبَت حياة ذلك الصبيّ المسكين إلى جحيم يوميّ بسبب التلميحات الخفيّة ثمّ العلَنيّة التي تعرّضَ إليها، فباتَ محطّ سخرية الجميع. لَم يستسلِم سامي، بل بقيَ يأتي إلى المدرسة يوميًّا وإلى دروس التقويّة لكنّه صارَ صامِتًا والدمع لا يُفارِق عَينَيه. غضبتُ كثيرًا فوقفتُ إلى جانبه وأسكَتُّ المُتنمّرين بقوّة، خاصّة فؤاد الذي تشاجَرتُ معه بعنف حين هو لَم يكفّ عن التمادي مع سامي. لكن في اليوم التالي طلبَني مُدير المدرسة إلى مكتبه قائلًا: ـ أستاذ جَودَت... لا أعرفُ إن كنتَ تنتمي حقًّا إلى هذه المؤسّسة الكريمة. ـ لَم أفهَم، سيّدي. ـ هل تتكلّم عن سامي؟ ـ نعَم... هو نفسه الذي أُجبِرنا على قبوله مع أنّه لا يليقُ بمدرستنا! ـ بل يليقُ وبقوّة! إنّه تلميذ لامِع لا يحتاج سوى إلى بعض الدروس إلى حين يصبح مِن بين الأوائل، فأنا لَم أرَ خلال مسيرتي التدريسيّة تلميذًا مُماثِلًا! ـ أب فؤاد هو تلميذ قديم لهذه المدرسة وهو مِن أكبر المُتبرّعين لنا! كيف تُغضِبه؟!؟ هل فقدَت عقلكَ؟ ومِن أجل ولَد تافِه؟!؟ ـ التافِه هو فؤاد ورفاقه! ولو يضَعون ولو قسمًا مِن طاقتهم التي يستعملونها للتنمّر في دروسهم، لكانوا فالحين. بل أنّهم يتّكلون على مال ذويهم لبناء مُستقبلهم. ـ وما الخطأ في ذلك؟ وهل تَعتبِر الثراء والجاه صفات سيّئة؟ ـ لا، بل لا أرى منفعة مِن أن يدرسوا، وحسب. ـ أُريدُكَ أن تكفّ عن الدفاع عن ذلك الذي اسمه سامي وعن مُضايقة باقي تلامذتنا. ـ هذا مُنافٍ لمبادئي، سيّدي. ـ إذُا أُريدُكَ أن تقدّم استقالتكَ. ـ لن يحصل ذلك، فأنا مُرتاح هنا. عليكَ أن تطردني بنفسكَ! ـ حسنًا! ـ لكن... لو طردتَني، سأفعلُ جهدي ليعرف الجميع السبب، خاصّة تلك المؤسّسة المانِحة وكذلك وزارة التربية وكلّ مَن يهمّه تكافؤ الفرَص لدى الأولاد. ـ هل تُهدّدُني؟ ـ إعتبِر الأمر كما تشاء! سأُكمِل تدريس سامي والدفاع عنه، فهذه مهنتي لبل رسالتي. أنا مُدرِّس يا سيّدي، ولستُ مُديرًا يجلسُ على كرسيّه طوال النهار ويستقبل الأغنياء ويقبَل الهدايا منهم. ـ كيف تجرؤ!!! ـ دَعني أقومُ بعمَلي بسلام، هذا كلّ ما أُريدُه. خرجتُ مِن مكتب المُدير مُستاءً لأقصى درجة وعالِمًا أنّه سيُحاربُني بكلّ الأسلحة المُتاحة له. لكنّني لَم أكن خائفًا، ومستقبل سامي وعائلته كان أهمّ مِن كلّ شيء، فتقاعدي كان قريبًا ووجَبَ عليّ الاستفادة مِن السنوات القليلة المُتبقيّة لي لأفعل فرقًا في حياة هؤلاء الناس المساكين. وكان عليّ أن أنجحَ بذلك، وكان الفشَل غير مسموح على الاطلاق! لذلك، صرتُ أذهب إلى بيت سامي يوميًّا بعد الدوام وأعطيه كلّ ما أملك مِن معرفة وجدارة. ويوم بعد يوم، بدأتُ أرى أمام عَينَيّ كيف صارَ سامي مُفعمًا بالعِلم والمعرفة وبقوّة بانَت على ملامحه. فالعِلم بالفعل أعظَم سلاح ويُعطي صاحبه قوّة تفوقُ أكبَر حساب مصرفيّ. وفي آخِر السنة الدراسيّة، تفوَّقَ سامي على جميع رفاقه، الأمر الذي أتاحَ لي تقديم طلَب له لدى المؤسّسة المانِحة لِنَقله إلى مدرسة خاصّة أخرى حيث يستطيع دخولها بثقة وإبداع. في تلك الأثناء، رسَبَ فؤاد طبعًا، لكنّ ذلك لَم يؤثِّر على انتقاله للصفّ الأعلى، كجائزة طردية مِن قِبَل المُدير لأبيه. لكن الخناق ضاقَ حولي في المدرسة، إذ أنّ العديد مِن أهل التلامذة اشتكوا عليّ لدى المُدير وأعضاء مجلس الإدارة، فعُرِضَ عليّ تعويض كبير مُقابِل استقالتي. قبِلتُ العرض لسبَبَين: الأوّل هو أنّ مُهمّتي تجاه سامي قد أُتممِت، والثاني أنّني بالفعل لَم أعُد أجِد لذّة في تعليم تلامذة غير راغبين بالعِلم. تقاعَدتُ مِن دون أن أندَم ورحَلتُ بلا أن أودِّع أحَدًا. تابَعتُ مسيرة سامي عن بُعد، لأنّني لَم أكن أُريدُ أن أكون حاضِرًا في حياته، بل أن يشعُر أنّ بإمكانه أن يُحلِّق بنفسه مِن دون الاتّكال عليّ، فهدَفي كان أن يصبَح مُستقِّلًا وقويًّا بوَجه كلّ التحدّيات. وبعد سنوات، علِمتُ أنّه حصَلَ على منحة لدخول جامعة في الخارج فسافَرَ مِن دون خوف إلى ما ينتظره. في تلك الأثناء، بقيتُ أُعطي بعض الدروس الخصوصيّة في بيتي كَي لا أشعُر بالملل، ولأنّني بالفعل أُحبُّ مهنتي. مرَّت السنوات، ودقّ بابي زائر فرِحتُ لأقصى درجة برؤيته: سامي وبرفقته صبيّة أجنبيّة حسناء عرّفَها عليّ بأنّها خطيبته. نزلَت الدموع على خدَّيّ عندما قالَ لها بالإنكليزيّة: ـ إنّه بطَلي... آمَنَ بي وصارَعَ مِن أجلي... هو لَم يرَ ما رآه الكلّ بي وهو فقري وأصلي، بل فقط ولَدًا يحقّ له أن يتعلّم ويحصل على فرصة أفضل في عالَم لا يرحَم. وإن كنتُ سأتزوّجكِ قريبًا، فهذا بسببه، لِذا سنُعطي مولودنا الأوّل اسمه ليعيش ويكبَر ويصبح فضيلًا مثله. تعانَقنا وبالكاد استطعتُ تمتمة بضع كلمات شكر لهذا الشاب الرائع الذي لَم ينسَني بالرغم مِن أنّه وصَلَ إلى مُبتغاه في الحياة. وبعد أن هدأتُ قليلًا، سألتُه عن ذويه وهو طمأنَني بأنّه يعتَني بهم كما يجب. وقَبل أن يرحَل سامي وخطيبته، دعاني لِفرَحهما ولأكون جزءًا مِن حياتهما بالطريقة التي أٌفضّلها. جلَستُ على كنبَتي المُفضّلة وبسمة عريضة على وجهي، فها كنتُ قد توَجّتُ أخيرًا مسيرتي التعليميّة بنجاح تام. فصحيح أنّني درّستُ المئات مِن الطلّاب، بل الألوف، لكنّني لَم أشعُر مِن قَبل بهذا القُرب لأيّ منهم، فبالكاد أعرفُ أيّ شيء عنهم ونادِرًا ما يتذكّرونَني لأنّهم ينشغلون بحياتهم، أمر أتفهّمُه تمامًا. فغالبًا يُعتبَر الأستاذ مُجرَّد وسيلة لبلوغ هدف، ويُنسى مع مرور الوقت. أمّا بالنسبة لسامي، فصِرتُ جزءً مِن حياته سيستمرّ عَبر ابنه، وربّما لأجيال عديدة، بعد مماتي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store