
جنرال إسرائيلي يكشف سيناريوهات لمستقبل إيران.. من الاختراق النووي إلى سقوط النظام
وفي وثيقة تحليلية خاصة لقناة 'N12' العبرية، أكد هيمان أن المواجهة الأخيرة مع إيران 'حققت إنجازات مهمة'، لكنها لا تمثل نهاية التهديد الإيراني، معتبرًا أن إسرائيل تواجه تحديًا استراتيجيًا طويل الأمد يتطلب استعدادًا متواصلاً.
إنجازات الحملة الإسرائيلية
أوضح هيمان أن الحملة ضد البرنامج النووي الإيراني أدت إلى:
إطالة زمن الاندفاع النووي : أصبح الطريق أمام إيران لامتلاك سلاح نووي أطول مما كان عليه قبل الحرب، نتيجة تدمير منشآت رئيسية وتأخير عمليات التخصيب.
: أصبح الطريق أمام إيران لامتلاك سلاح نووي أطول مما كان عليه قبل الحرب، نتيجة تدمير منشآت رئيسية وتأخير عمليات التخصيب. ضرب مراكز المعرفة : تصفية عدد من أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني، ما يؤدي إلى صعوبات في إعادة بناء القدرات البشرية اللازمة.
: تصفية عدد من أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني، ما يؤدي إلى صعوبات في إعادة بناء القدرات البشرية اللازمة. إضعاف منظومة الصواريخ: تدمير مصانع عسكرية وتقليص قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية.
السيناريوهات الخمسة المحتملة
اندفاع سريع نحو القنبلة النووية: إيران تتجه بأقصى سرعة نحو تصنيع السلاح النووي، ما سيحولها إلى دولة منبوذة ويحفّز تدخلًا أمريكيًا-إسرائيليًا شاملًا. اتفاق نووي مخادع: توقيع اتفاق نووي ظاهريًا، مع مواصلة تطوير برنامج سري في الخفاء، في محاولة لكسب وقت وتخفيف العقوبات. إعادة بناء بطيئة دون اتفاق أو هجوم: إيران تعيد بناء قدراتها تدريجيًا، وسط استمرار العقوبات، مع احتمال انهيار النظام على المدى الطويل أو بلوغ القنبلة قبل ذلك. التنازل الكامل عن السلاح النووي: سيناريو نادر تتحول فيه إيران إلى اتفاق نووي شامل وصادق، يهدف لتعزيز الاقتصاد والاستقرار الداخلي على حساب المشروع النووي. سقوط النظام الإيراني: احتمال غير قابل للتنبؤ، مرتبط بحراك شعبي داخلي واسع. اعتبره هيمان 'سيناريو الأحلام' لإسرائيل، لكنه لا يزال بعيدًا.
وشدد هيمان على ضرورة الموازنة بين الردع والاستعداد العسكري من جهة، والانفتاح على إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي صارم من جهة أخرى، مع الالتزام بخطوط حمراء تشمل منع التخصيب الكامل وفرض رقابة صارمة.
وأكد أن إيران بعد الحرب 'دولة أضعف لكنها لا تزال خطيرة'، معتبرًا أن مستقبل المنطقة يتحدد وفق التنافس الاستراتيجي بين إيران وتركيا وإسرائيل على النفوذ في العالم العربي، خاصة مع دول الخليج، مشيرًا إلى أن إسرائيل ربما عززت مكانتها بعد حملتها الأخيرة، لكن استثمار هذا التفوق يتطلب إنهاء الحرب في غزة.
يشار إلى أن هيمان، الذي استُدعي مؤخرًا للخدمة ضمن شعبة الاستخبارات خلال الحرب مع إيران، يشغل حاليًا منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومي (INSS).
المرشد الإيراني علي خامنئي يظهر علنًا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل
أظهر مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، اليوم السبت، المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو، التي شهدت مقتل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين الإيرانيين.
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، بقي خامنئي مختفيًا عن الأنظار في تجمعات مغلقة، فيما تداولت تقارير وتحليلات من الجانب الإسرائيلي والأميركي احتمال تعرضه لخطر الاغتيال أو تغيّر النظام نتيجة الصراع.
وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل كانت تسعى لاغتيال خامنئي خلال الحرب، وقال: 'لو كان خامنئي في مرمى نيراننا لكنا قتلناه'.
وأضاف أن خامنئي 'انزلَق إلى أعماق كبيرة وقطع الاتصالات مع القادة الذين حلوا محل من جرى اغتيالهم'، ما جعل تنفيذ العملية صعبًا.
إيران تعلن رفضها استقبال غروسي وتتهمه بتسريب معلومات حساسة لإسرائيل
اتهم مسؤول إيراني بارز مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بـ'خيانة الأمانة' وتقديم معلومات سرية إلى إسرائيل، مؤكدًا أن طهران لن تسمح له بدخول أراضيها مجددًا.
وقال إبراهيم رسولي، مستشار رئيس البرلمان الإيراني، في مقابلة مع قناة الميادين: 'غروسي خان مسؤوليته وقدم معلومات للكيان الصهيوني، خاصة حول أسماء علمائنا النوويين'، مضيفًا: 'لن نسمح بأن تطأ قدماه إيران أبدًا'.
رسولي اتهم مفتشي الوكالة بالتجسس والمشاركة في استهداف منشآت إيرانية وقتل علماء، مشيرًا إلى أن المفاوضات ما زالت ممكنة، لكن 'لا بد من تحديد المسؤوليات وإنهاء الحرب المفروضة'، في إشارة إلى التصعيد المتزايد مع إسرائيل.
وشدد المسؤول الإيراني على أن 'لغة التهديد مرفوضة'، مؤكدًا أن طهران تمتلك من القدرات ما يكفي للرد القاسي في حال التعرض لهجوم، وأن 'إيران في أفضل حالاتها العسكرية'.
التصريحات جاءت في أعقاب توقيع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قانونًا يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنع دخول مفتشيها إلى البلاد، إلى حين ضمان أمن المنشآت والعلماء النوويين الإيرانيين، واستيفاء طهران حقوقها ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رغبة غروسي في تفقد منشآت سبق استهدافها 'تحمل نوايا غير نزيهة'، مؤكدًا أن البرلمان الإيراني حسم موقفه بتعليق التعاون مع الوكالة.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فريدريك دال، لوكالة 'سبوتنيك'، إن الوكالة على علم بالتقارير حول تعليق التعاون من قبل إيران، لكنها 'تنتظر إخطارًا رسميًا من طهران بشأن القرار'.
حركة النجباء تدين 'الجريمة الأمريكية' بحق إيران وتحمل ترامب تبعات التصعيد: 'لن تمر دون حساب'
أصدرت حركة النجباء في العراق بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه ما وصفته بـ'الجريمة الأمريكية النكراء' بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محملةً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبعات التصعيد الأخير.
وحذرت الحركة من أن 'هذه الاعتداءات لن تمر دون حساب أو عقاب'، موجّهة انتقادات حادة لترامب واصفة إياه بأنه 'دمية تتحرك بأوامر الصهاينة المعتوهين'.
واستهل البيان بآية قرآنية تقول: ﴿وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ – صدق الله العلي العظيم.
وأكدت النجباء أن خطابها لا يستهدف ترامب 'لأننا نستصغر قدره، بل نتوجه إلى من بقي من العقلاء في أمريكا'، محذرة من أن هذه الجريمة والانتهاك الصارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية 'هي مقدمة لجر العالم إلى حرب لا تبقي ولا تذر، وستكون نتائجها وبلًا على أمريكا والمنطقة بأسرها'.
وأشارت الحركة إلى أن حكمة القيادة الإيرانية وتدخلها المتزن كان لهما الفضل في منع كارثة كادت تصيب العراق والمنطقة، مضيفة: 'لولا لطف الله وإجراءات الجمهورية الإسلامية، لوصل الإشعاع القاتل إلى عراقنا الحبيب ودول الجوار'.
تاكر كارلسون يجري مقابلة نادرة مع الرئيس الإيراني بعد انتهاء المواجهة العسكرية مع إسرائيل والولايات المتحدة
أعلن الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون عن إجرائه مقابلة مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بعد أيام قليلة من انتهاء مواجهة عسكرية واسعة بين إيران وإسرائيل، شاركت فيها أيضًا القوات الأمريكية.
ونشر كارلسون رسالة مصورة على حسابه في منصة 'إكس' قال فيها: 'لقد انتهينا للتو من مقابلة مع مسعود بزشكيان… مع جرّاح قلب يبلغ من العمر 70 عامًا، كنّا في حالة حرب مع بلاده منذ أسبوع ونصف فقط'.
وتأتي هذه المقابلة النادرة كواحدة من أندر اللقاءات الإعلامية الغربية مع رئيس إيراني عقب مواجهة عسكرية مباشرة، ما يجعلها محل اهتمام كبير بين واشنطن وطهران وتل أبيب على حد سواء.
وأوضح كارلسون أن الهدف من المقابلة هو استكشاف رؤية الرئيس الإيراني لمستقبل العلاقات بين طهران من جهة، وكل من إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
يذكر أن الشرق الأوسط شهد تصعيدًا خطيرًا في 13 يونيو الماضي، عندما أطلقت إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران، تبعها هجمات متبادلة.
وفي 22 يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، قبل أن ترد طهران بهجوم صاروخي على قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر في 23 يونيو.
وفي 24 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران وإسرائيل توصّلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن العالم سيشهد 'النهاية الرسمية للحرب' بين الطرفين.
من جانبه، وصف الرئيس الإيراني بزشكيان رد بلاده قائلاً: 'إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً للغاية نتيجة عدوانها على الجمهورية الإسلامية'.
الحرس الثوري يصدر بياناً في الذكرى الـ42 لاختطاف 4 دبلوماسيين إيرانيين في لبنان ويتهم إسرائيل بالمسؤولية
أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً بمناسبة الذكرى الـ42 لاختطاف أربعة دبلوماسيين إيرانيين في لبنان، موجهاً الاتهام لإسرائيل بارتكاب هذه الجريمة.
وقال الحرس الثوري في بيانه: 'في الذكرى الـ42 للاختطاف الغاشم لأربعة دبلوماسيين ثوريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمن فيهم القائد الفخور للواء المقاومة، العميد الحاج أحمد متوسليان ورفاقه الدبلوماسيون محسن موسوي، وتقي راستكار مقدم، وكاظم أخوان، على يد المرتزقة التابعين للكيان الصهيوني المحتل على الأراضي اللبنانية المظلومة، نحيي ذكرى هؤلاء الأبطال ونعرب عن تعاطفنا مع عائلاتهم الكريمة، مؤكّدين استمرار المسار الصلب لهؤلاء الرواد في العزة والمقاومة'.
وأضاف البيان أن 'حرب الأيام الاثني عشر التي شنها الكيان الصهيوني وأمريكا ضد إيران كشفت عمق عجز الكيان الصهيوني وهشاشته، وأثبتت أن إرادة المقاومة التاريخية لمجاهدين مثل الحاج أحمد متوسليان تحولت إلى شجرة مقاومة شامخة في المنطقة'.
وطالب الحرس الثوري بالكشف عن مصير الدبلوماسيين الأربعة، وحمّل إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة للبنان وقت الاختطاف، المسؤولية السياسية والقانونية والجنائية عن هذه الجريمة.
وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية والقانونية الإيرانية مستمرة منذ عقود، لكن المنظمات الدولية لم تتخذ أي إجراء فعال حتى الآن، داعياً الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه القضية.
وأعرب عن تقديره لجهود الحكومة اللبنانية، مؤكداً ضرورة متابعة القضية بجدية أكبر، وإعادة النظر في اقتراح تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وختم البيان بتأكيد أن الحاج أحمد متوسليان كان رمزاً لعزة الأمة الإيرانية ورائداً للمقاومة الإسلامية، مضيفاً أن الشعب الإيراني سيواصل طريقه حتى تحقيق الوعد الإلهي، محذراً الكيان الصهيوني وداعميه من أن جرائمهم لن تمر دون حساب.
يُذكر أن الدبلوماسيين الأربعة اختطفوا في 5 يوليو 1982 أثناء توجههم من طرابلس إلى بيروت، حيث اتهمت إيران إسرائيل وحلفاءها بالوقوف وراء الاختطاف، فيما قالت إسرائيل إن أحد الأحزاب اللبنانية المسلحة قتلهم بعد وقت قصير ودفنهم في موقع للبناء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عين ليبيا
منذ 19 ساعات
- عين ليبيا
جنرال إسرائيلي يكشف سيناريوهات لمستقبل إيران.. من الاختراق النووي إلى سقوط النظام
استعرض اللواء الاحتياط الإسرائيلي تمير هيمان، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، خمسة سيناريوهات محتملة لمستقبل إيران، مرتبة من الأخطر إلى الأخف، وذلك في أعقاب العملية الإسرائيلية الأخيرة 'الأسد الصاعد' التي استهدفت مواقع إيرانية حساسة. وفي وثيقة تحليلية خاصة لقناة 'N12' العبرية، أكد هيمان أن المواجهة الأخيرة مع إيران 'حققت إنجازات مهمة'، لكنها لا تمثل نهاية التهديد الإيراني، معتبرًا أن إسرائيل تواجه تحديًا استراتيجيًا طويل الأمد يتطلب استعدادًا متواصلاً. إنجازات الحملة الإسرائيلية أوضح هيمان أن الحملة ضد البرنامج النووي الإيراني أدت إلى: إطالة زمن الاندفاع النووي : أصبح الطريق أمام إيران لامتلاك سلاح نووي أطول مما كان عليه قبل الحرب، نتيجة تدمير منشآت رئيسية وتأخير عمليات التخصيب. : أصبح الطريق أمام إيران لامتلاك سلاح نووي أطول مما كان عليه قبل الحرب، نتيجة تدمير منشآت رئيسية وتأخير عمليات التخصيب. ضرب مراكز المعرفة : تصفية عدد من أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني، ما يؤدي إلى صعوبات في إعادة بناء القدرات البشرية اللازمة. : تصفية عدد من أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني، ما يؤدي إلى صعوبات في إعادة بناء القدرات البشرية اللازمة. إضعاف منظومة الصواريخ: تدمير مصانع عسكرية وتقليص قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية. السيناريوهات الخمسة المحتملة اندفاع سريع نحو القنبلة النووية: إيران تتجه بأقصى سرعة نحو تصنيع السلاح النووي، ما سيحولها إلى دولة منبوذة ويحفّز تدخلًا أمريكيًا-إسرائيليًا شاملًا. اتفاق نووي مخادع: توقيع اتفاق نووي ظاهريًا، مع مواصلة تطوير برنامج سري في الخفاء، في محاولة لكسب وقت وتخفيف العقوبات. إعادة بناء بطيئة دون اتفاق أو هجوم: إيران تعيد بناء قدراتها تدريجيًا، وسط استمرار العقوبات، مع احتمال انهيار النظام على المدى الطويل أو بلوغ القنبلة قبل ذلك. التنازل الكامل عن السلاح النووي: سيناريو نادر تتحول فيه إيران إلى اتفاق نووي شامل وصادق، يهدف لتعزيز الاقتصاد والاستقرار الداخلي على حساب المشروع النووي. سقوط النظام الإيراني: احتمال غير قابل للتنبؤ، مرتبط بحراك شعبي داخلي واسع. اعتبره هيمان 'سيناريو الأحلام' لإسرائيل، لكنه لا يزال بعيدًا. وشدد هيمان على ضرورة الموازنة بين الردع والاستعداد العسكري من جهة، والانفتاح على إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي صارم من جهة أخرى، مع الالتزام بخطوط حمراء تشمل منع التخصيب الكامل وفرض رقابة صارمة. وأكد أن إيران بعد الحرب 'دولة أضعف لكنها لا تزال خطيرة'، معتبرًا أن مستقبل المنطقة يتحدد وفق التنافس الاستراتيجي بين إيران وتركيا وإسرائيل على النفوذ في العالم العربي، خاصة مع دول الخليج، مشيرًا إلى أن إسرائيل ربما عززت مكانتها بعد حملتها الأخيرة، لكن استثمار هذا التفوق يتطلب إنهاء الحرب في غزة. يشار إلى أن هيمان، الذي استُدعي مؤخرًا للخدمة ضمن شعبة الاستخبارات خلال الحرب مع إيران، يشغل حاليًا منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومي (INSS). المرشد الإيراني علي خامنئي يظهر علنًا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل أظهر مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، اليوم السبت، المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو، التي شهدت مقتل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين الإيرانيين. وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، بقي خامنئي مختفيًا عن الأنظار في تجمعات مغلقة، فيما تداولت تقارير وتحليلات من الجانب الإسرائيلي والأميركي احتمال تعرضه لخطر الاغتيال أو تغيّر النظام نتيجة الصراع. وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل كانت تسعى لاغتيال خامنئي خلال الحرب، وقال: 'لو كان خامنئي في مرمى نيراننا لكنا قتلناه'. وأضاف أن خامنئي 'انزلَق إلى أعماق كبيرة وقطع الاتصالات مع القادة الذين حلوا محل من جرى اغتيالهم'، ما جعل تنفيذ العملية صعبًا. إيران تعلن رفضها استقبال غروسي وتتهمه بتسريب معلومات حساسة لإسرائيل اتهم مسؤول إيراني بارز مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بـ'خيانة الأمانة' وتقديم معلومات سرية إلى إسرائيل، مؤكدًا أن طهران لن تسمح له بدخول أراضيها مجددًا. وقال إبراهيم رسولي، مستشار رئيس البرلمان الإيراني، في مقابلة مع قناة الميادين: 'غروسي خان مسؤوليته وقدم معلومات للكيان الصهيوني، خاصة حول أسماء علمائنا النوويين'، مضيفًا: 'لن نسمح بأن تطأ قدماه إيران أبدًا'. رسولي اتهم مفتشي الوكالة بالتجسس والمشاركة في استهداف منشآت إيرانية وقتل علماء، مشيرًا إلى أن المفاوضات ما زالت ممكنة، لكن 'لا بد من تحديد المسؤوليات وإنهاء الحرب المفروضة'، في إشارة إلى التصعيد المتزايد مع إسرائيل. وشدد المسؤول الإيراني على أن 'لغة التهديد مرفوضة'، مؤكدًا أن طهران تمتلك من القدرات ما يكفي للرد القاسي في حال التعرض لهجوم، وأن 'إيران في أفضل حالاتها العسكرية'. التصريحات جاءت في أعقاب توقيع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قانونًا يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنع دخول مفتشيها إلى البلاد، إلى حين ضمان أمن المنشآت والعلماء النوويين الإيرانيين، واستيفاء طهران حقوقها ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رغبة غروسي في تفقد منشآت سبق استهدافها 'تحمل نوايا غير نزيهة'، مؤكدًا أن البرلمان الإيراني حسم موقفه بتعليق التعاون مع الوكالة. وفي المقابل، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فريدريك دال، لوكالة 'سبوتنيك'، إن الوكالة على علم بالتقارير حول تعليق التعاون من قبل إيران، لكنها 'تنتظر إخطارًا رسميًا من طهران بشأن القرار'. حركة النجباء تدين 'الجريمة الأمريكية' بحق إيران وتحمل ترامب تبعات التصعيد: 'لن تمر دون حساب' أصدرت حركة النجباء في العراق بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه ما وصفته بـ'الجريمة الأمريكية النكراء' بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محملةً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبعات التصعيد الأخير. وحذرت الحركة من أن 'هذه الاعتداءات لن تمر دون حساب أو عقاب'، موجّهة انتقادات حادة لترامب واصفة إياه بأنه 'دمية تتحرك بأوامر الصهاينة المعتوهين'. واستهل البيان بآية قرآنية تقول: ﴿وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ – صدق الله العلي العظيم. وأكدت النجباء أن خطابها لا يستهدف ترامب 'لأننا نستصغر قدره، بل نتوجه إلى من بقي من العقلاء في أمريكا'، محذرة من أن هذه الجريمة والانتهاك الصارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية 'هي مقدمة لجر العالم إلى حرب لا تبقي ولا تذر، وستكون نتائجها وبلًا على أمريكا والمنطقة بأسرها'. وأشارت الحركة إلى أن حكمة القيادة الإيرانية وتدخلها المتزن كان لهما الفضل في منع كارثة كادت تصيب العراق والمنطقة، مضيفة: 'لولا لطف الله وإجراءات الجمهورية الإسلامية، لوصل الإشعاع القاتل إلى عراقنا الحبيب ودول الجوار'. تاكر كارلسون يجري مقابلة نادرة مع الرئيس الإيراني بعد انتهاء المواجهة العسكرية مع إسرائيل والولايات المتحدة أعلن الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون عن إجرائه مقابلة مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بعد أيام قليلة من انتهاء مواجهة عسكرية واسعة بين إيران وإسرائيل، شاركت فيها أيضًا القوات الأمريكية. ونشر كارلسون رسالة مصورة على حسابه في منصة 'إكس' قال فيها: 'لقد انتهينا للتو من مقابلة مع مسعود بزشكيان… مع جرّاح قلب يبلغ من العمر 70 عامًا، كنّا في حالة حرب مع بلاده منذ أسبوع ونصف فقط'. وتأتي هذه المقابلة النادرة كواحدة من أندر اللقاءات الإعلامية الغربية مع رئيس إيراني عقب مواجهة عسكرية مباشرة، ما يجعلها محل اهتمام كبير بين واشنطن وطهران وتل أبيب على حد سواء. وأوضح كارلسون أن الهدف من المقابلة هو استكشاف رؤية الرئيس الإيراني لمستقبل العلاقات بين طهران من جهة، وكل من إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى. يذكر أن الشرق الأوسط شهد تصعيدًا خطيرًا في 13 يونيو الماضي، عندما أطلقت إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران، تبعها هجمات متبادلة. وفي 22 يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، قبل أن ترد طهران بهجوم صاروخي على قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر في 23 يونيو. وفي 24 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران وإسرائيل توصّلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن العالم سيشهد 'النهاية الرسمية للحرب' بين الطرفين. من جانبه، وصف الرئيس الإيراني بزشكيان رد بلاده قائلاً: 'إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً للغاية نتيجة عدوانها على الجمهورية الإسلامية'. الحرس الثوري يصدر بياناً في الذكرى الـ42 لاختطاف 4 دبلوماسيين إيرانيين في لبنان ويتهم إسرائيل بالمسؤولية أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً بمناسبة الذكرى الـ42 لاختطاف أربعة دبلوماسيين إيرانيين في لبنان، موجهاً الاتهام لإسرائيل بارتكاب هذه الجريمة. وقال الحرس الثوري في بيانه: 'في الذكرى الـ42 للاختطاف الغاشم لأربعة دبلوماسيين ثوريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمن فيهم القائد الفخور للواء المقاومة، العميد الحاج أحمد متوسليان ورفاقه الدبلوماسيون محسن موسوي، وتقي راستكار مقدم، وكاظم أخوان، على يد المرتزقة التابعين للكيان الصهيوني المحتل على الأراضي اللبنانية المظلومة، نحيي ذكرى هؤلاء الأبطال ونعرب عن تعاطفنا مع عائلاتهم الكريمة، مؤكّدين استمرار المسار الصلب لهؤلاء الرواد في العزة والمقاومة'. وأضاف البيان أن 'حرب الأيام الاثني عشر التي شنها الكيان الصهيوني وأمريكا ضد إيران كشفت عمق عجز الكيان الصهيوني وهشاشته، وأثبتت أن إرادة المقاومة التاريخية لمجاهدين مثل الحاج أحمد متوسليان تحولت إلى شجرة مقاومة شامخة في المنطقة'. وطالب الحرس الثوري بالكشف عن مصير الدبلوماسيين الأربعة، وحمّل إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة للبنان وقت الاختطاف، المسؤولية السياسية والقانونية والجنائية عن هذه الجريمة. وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية والقانونية الإيرانية مستمرة منذ عقود، لكن المنظمات الدولية لم تتخذ أي إجراء فعال حتى الآن، داعياً الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه القضية. وأعرب عن تقديره لجهود الحكومة اللبنانية، مؤكداً ضرورة متابعة القضية بجدية أكبر، وإعادة النظر في اقتراح تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة بالتعاون مع المنظمات الدولية. وختم البيان بتأكيد أن الحاج أحمد متوسليان كان رمزاً لعزة الأمة الإيرانية ورائداً للمقاومة الإسلامية، مضيفاً أن الشعب الإيراني سيواصل طريقه حتى تحقيق الوعد الإلهي، محذراً الكيان الصهيوني وداعميه من أن جرائمهم لن تمر دون حساب. يُذكر أن الدبلوماسيين الأربعة اختطفوا في 5 يوليو 1982 أثناء توجههم من طرابلس إلى بيروت، حيث اتهمت إيران إسرائيل وحلفاءها بالوقوف وراء الاختطاف، فيما قالت إسرائيل إن أحد الأحزاب اللبنانية المسلحة قتلهم بعد وقت قصير ودفنهم في موقع للبناء.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
شاهد: المرشد الأعلى الإيراني يظهر علنا للمرة الأولى منذ الحرب مع «إسرائيل»
حضر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي مراسم دينية في طهران السبت، وفق لقطات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية، هي الأولى التي يظهر فيها علنا منذ وقف إطلاق النار مع «إسرائيل» في 24 يونيو. ويظهر مقطع فيديو بثه التلفزيون الرسمي علي خامنئي يُحيي المصلين في أحد المساجد خلال مراسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين. وكان آخر ظهور لآية الله علي خامنئي في 18 يونيو، عبر خطاب مسجل خلال الحرب مع «إسرائيل»، بحسب «فرانس برس». ومع اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، أكدت وسائل إعلام إيرانية وأخرى عبرية أن خامنئي لجأ إلى مخبأ، تحسبا لأي محاولة لاغتياله أو إصابته، ومنذ ذلك الحين لم يظهر مرة أخرى. وفي 17 يونيو الماضي قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة لن تقتل «في الوقت الحالي» المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، محذرا إياه من شنّ هجمات إضافية على «إسرائيل». لحظة دخول الإمام الخامنئي إلى حسينيّة الإمام الخميني (قده) للمشاركة في مراسم عزاء ليلة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) — وكالة تسنيم للأنباء (@Tasnimarabic) وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»، وقتها: «نعرف بالتحديد أين يختبئ المدعو (المرشد الأعلى). هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!). على الأقل ليس في الوقت الحالي».


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
التجويع كـ"سلاح حرب": ماذا يعني ومتى استُخدم في التاريخ؟
في الحروب الحديثة، لم تعد المعارك تقتصر على استخدام السلاح والرصاص فقط، بل باتت الموارد الأساسية مثل الطعام والماء والدواء أدوات للقتل البطيء. يُستخدم التجويع كسلاح حرب لا يقل فتكاً عن الأعمال العسكرية، لكنه، في بعض الأحيان، أشد قسوة، إذ يستهدف الحياة اليومية للمدنيين، محوّلاً الحاجة الأساسية للبقاء إلى "وسيلة ضغط" و"إخضاع". جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية قال: "ما تشهده غزة ليس مجرّد جوع، بل سياسة تجويع مدروسة". شهادات من منظمات دولية، بينها أوتشا وأونروا وأوكسفام و"أنقذوا الأطفال"، أشارت إلى أن أكثر من 90 في المئة من سكان القطاع يعيشون في مواجهة حادة مع تأمين لقمة العيش، وتنبه التقارير نفسها إلى أن الآلاف من الأطفال عرضة للوفاة بسبب نقص الغذاء والدواء في وضع إنساني بات فعلياً "من صنع البشر". يُوضح أليكس دي وال في كتابه "المجاعة الجماعية: تاريخها ومستقبلها المجاعة"، أن المجاعات المعاصرة غالباً ما تكون نتيجة قرارات سياسية وعسكرية متعمدة، لا نقصاً طبيعياً في الغذاء. كما تؤكد تقارير مجلس الأمن الدولي، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وبرنامج الأغذية العالمي، أن الحصار والتجويع أصبحا استراتيجيات عسكرية "ممنهجة"، تُستخدم لإخضاع المجتمعات عبر تدمير منظومة حياتها اليومية، وليس مجرد آثار جانبية للحرب. تقول إسرائيل إن هدفها ليس عقاب السكان المدنيين، بل منع حماس من استخدام الموارد (كالطعام والدواء) لأغراض عسكرية أو كغطاء لـ"النشاطات الإرهابية". اتهمت معاهد أبحاث إسرائيلية، مثل INSS وUN Watch، الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بنشر "رواية مضللة" تستند إلى بيانات غير كاملة أو قديمة . رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفى أن تكون هناك سياسة تجويع مقصودة ضد المدنيين، واعتبر الاتهامات بأنها "كذب وافتراء"، مؤكداً أن الهدف هو منع وصول الموارد لحماس وليس معاقبة السكان. أما الجيش الإسرائيلي، فاعترف بوجود قيود مشددة على دخول المساعدات، وأكد أنه يتحقق من الاستخدام الأمني للمساعدات، كما نفى وجود أوامر بإطلاق النار على المدنيين الباحثين عن المساعدات. في الأمم المتحدة، قرار مجلس الأمن رقم 2417 الصادر عام 2018 شكل اعترافاً دولياً بأن الجوع لم يعد أزمة إنسانية فقط، بل جريمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنزاع. ومع ذلك، يقول المؤرخ والباحث الدكتور عصام خليفة، إن الإفلات من العقاب، وغياب الإرادة السياسية للمحاسبة، "يمنح الجناة غطاءً للاستمرار في استخدام هذا السلاح الصامت الذي يفتك بالأمل والحياة في المكان المنكوب". التجويع، خاصة حين يكون منظماً، يُعد جريمة مدانة في القانون الدولي، ويُصنَّف ضمن أساليب الإبادة الجماعية بحسب الاتفاقيات الدولية. "عبر التاريخ، استُخدم التجويع كسلاح لـ"إخضاع الشعوب"، كما حصل في جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى، وفي مجازر الأرمن والآشوريين، ولاحقاً في البوسنة والهرسك. وفي كل حالة، كان الهدف تفكيك النسيج المجتمعي، ودفع السكان إلى النزوح أو الخضوع القسري"، وفق المؤرّخ والأكاديمي عصام خليفة. من منظور تاريخي، يشير د. خليفة إلى أن التجويع لا يُستخدم فقط كأداة قتل، بل كوسيلة لإعادة رسم الجغرافيا السكانية والسيطرة على القرار السياسي للسكان. Getty Images "صراع يومي من أجل البقاء" يُحدثُني الصحفي سامر الزعانين من خان يونس قائلاً إن "أي محاولة لتأمين المساعدات يُقابلها استخدام الناس كأداة للفوضى، حيث يُجبر السكان على التزاحم والتدافع لاستلام المساعدات من الشاحنات"، وغالباً ما تكون هذه الشاحنات في مناطق حمراء شديدة الخطورة. ويكمل بالقول إن الوصول للشاحنات يتطلب "المجازفة بالحياة"، وكثيرون يُصابون أو يُقتلون من أجل كيس طحين أو معلبات. "الوضع لا يُحتمل؛ مشاهد التدافع تفوق قسوتها مشاهد القصف. نساء وأطفال وشيوخ يخاطرون بحياتهم في صراع يومي من أجل البقاء. كل مرة تدخل فيها شاحنات مساعدات، يُسجل سقوط شهداء وإصابات بالعشرات، خاصة في المناطق التي حُددت كمراكز توزيع". يضيف إن هذه سياسة ممنهجة وليست عشوائية، تُعيد إلى الأذهان مجازر تاريخية ارتبط فيها التجويع بأهداف "الإبادة والسيطرة". والبعضُ، ممن تحدثت إليهم من قطاع غزة، اختصر القول بهذه الرسالة: ما المقصود بـ"التجويع"؟ "التجويع" في الحرب هو الاستخدام المتعمّد لحرمان السكان المدنيين من الغذاء والماء، بهدف الضغط على الجهات المسؤولة عنهم - سواء كانت منظمات أو دول - وإجبارها على الخضوع سياسياً أو عسكرياً. تشمل ممارسات التجويع تدمير المحاصيل والمواشي، كما حدث في حرب السودان، وفي أوكرانيا السوفيتية (الهولودومور)، ومنع أو تأخير دخول المساعدات الإنسانية، كما وثّق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقاريره عن غزة وتيغراي (2023–2024)، واستهداف البنية التحتية الزراعية ومصادر المياه، وفرض الحصار العسكري أو الاقتصادي، كما حلّل أليكس دي وال في كتابه "المجاعة الجماعية: تاريخها ومستقبلها"، وتهجير المزارعين أو السيطرة على أراضيهم بالقوة. وهو أيضاً ما ناقشته نعومي هوسكينغ في كتابها "المجاعة كسلاح: سياسات الغذاء والحرب"، موضحةً كيف تتم السيطرة على الغذاء كأداة للسيطرة على الأرض والسكان. ماذا يقول القانون الدولي؟ Getty Images تُشير دراسات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن التجويع يصبح سلاحاً عندما يُستخدم لإحداث ضرر مباشر في المدنيين من خلال تعطيل منظومة الغذاء، وليس نتيجة عارضة للنزاع. في إطار القانون الدولي، هناك عدة اتفاقيات تحظر استخدام التجويع كسلاح وتحذّر من وقوعه في أي حرب: اتفاقيات جنيف من عام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول، عام 1977: تحظُر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، وخاصة ضد المدنيين. نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، عام 1998: يعتبر "تجويع السكان المدنيين عمداً" جريمة حرب، إذا كان يتم عبر منع الإمدادات الضرورية لبقائهم. قرار مجلس الأمن 2417، عام 2018: يدين استخدام الجوع كسلاح، ويربط بين الصراعات المسلحة، وانعدام الأمن الغذائي، وخطر المجاعة. المحامي حسن الحطاب مستشار لتمثيل الضحايا في المحكمة الجنائية الدولية تحدّث لبي بي سي قائلاً إن القانون الدولي يُجرّم استخدام التجويع كسلاح حرب ويعتبره جريمة ضد الإنسانية، خاصة عند حرمان المدنيين من الغذاء والدواء، كما يحدث في غزة اليوم من حصار وتجويع ممنهج. هذه الانتهاكات تُعدّ جرائم حرب بحسب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. "رغم وضوح النصوص القانونية، فإن المحاسبة تبقى "نادرة"، وفقاً للمحامي المختص في القانون الدولي، "بسبب غياب الإرادة السياسية الدولية"، خاصةً حين يكون هناك دعم من قوى كبرى، مثل الولايات المتحدة، على سبيل المثال". حتى الآن، لم تُحاسب أي جهة في التاريخ الحديث "بوضوح"، على استخدام التجويع، رغم وجود حالات سابقة في السودان، وسوريا، وتيغراي، وفق قوله. Getty Images طفل يبحث عن الطعام "وسيلة للضغط السياسي وتفكيك المجتمعات" Getty Images أطفال يعانون سوء تغذية وجوع في إقليم تغراي، إثيوبيا بين عامي 2020 و2022. في كتابه، "محرقة أواخر العصر الفيكتوري، وظاهرة النينيو والمجاعات ونشأة دول العالم الثالث"، يظهر مايك ديفيس كيف استخدمت المجاعات، خصوصاً في الهند تحت الاستعمار البريطاني، لضعف المجتمعات المستعمَرة وفرض سياسات مدمّرة، رغم أن السبب الصحيح كان قرارات سياسية. وفي بحثه "المجاعة والجرائم والسياسة وصناعة الإغاثة من الكوارث في أفريقيا"، يوضح أليكس دي وال أن التجويع يستخدم أحياناً في النزاعات المسلحة للضغط على المجتمعات ودفعها إلى الاستسلام أو قبول تسويات مجحفة. تستعرض سوزان جورج في كتابها "سياسات المجاعة"، العملية التي تتم من خلالها تعطل وكالات الإغاثة في بعض البلدان، سواء يتم ذلك عن طريق منعها من الدخول أو استخدامها لخدمة أهداف سياسية، وتقول إن "الجوع يصبح في كثير من الأحيان نتيجة اختيارات بشرية وليس مجرد حادث كوني"، ما يؤدي لإعاقة العمل الإنساني وتحويل الإغاثة إلى أداة سياسية. هل يُحاكَم الجاني؟ رغم أن القانون الدولي يُجرّم بوضوح استخدام التجويع كسلاح حرب، وفق المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، إلا أن الملاحقات القضائية للجناة تظل نادرة جداً لأسباب معقّدة، من أبرزها: صعوبة إثبات "النية الجنائية": من التحديات الأساسية في هذا النوع من القضايا هي إثبات القصد المتعمد للتسبب بالمجاعة، خاصة في السياقات المعقدة التي تتداخل فيها العوامل العسكرية والاقتصادية والبيئية. يشير الباحث أليكس دي وال في كتابه "المجاعة الجماعية: التاريخ والمستقبل"، إلى أن المجاعة غالباً ما تكون "جريمة بلا جناة ظاهرين"، يصعب تتبع المسؤولية القانونية المباشرة فيها، خصوصاً في ظل غياب الأوامر المعلنة أو الاعترافات الرسمية. التعقيدات السياسية وغياب الرقابة الدولية: في كثير من الحالات، تكون الأطراف المسؤولة عن التجويع حليفة لقوى دولية كبرى أو جزءاً من توازنات سياسية دقيقة، ما يجعل محاسبتها أمراً سياسياً حساساً. في كتابها "كيف يموت النصف الآخر"، تشرح الباحثة سوزان جورج كيف تسهم المنظومة السياسية العالمية أحياناً في التستر على "جرائم" التجويع أو التقليل من شأنها، ما يُضعف من آليات العدالة الدولية. إعاقة العمل الإنساني وتحويل الإغاثة إلى أداة سياسية: تتناول سوزان جورج في كتابها "سياسات التجويع"، كيف تُمنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتضررة أو تُستغل لأغراض سياسية، وتؤكد أن الجوع في كثير من الحالات هو "قرار سياسي"، وليس "كارثة طبيعية". في حالة غزة، يُشير المستشار القانوني المشارك في ملفات أمام المحكمة الجنائية الدولية حسن الحطاب، إلى أن مذكرات توقيف أُصدرت بحق قادة إسرائيليين، منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنها لم تُنفّذ "بسبب ضغوط سياسية". وفي السياق الأفريقي، توضح الباحثة بريدجت كونيلي في كتابها "الحرب والمجاعة في أفريقيا"، العلاقة الوطيدة بين الحرب والمجاعة، حيث تُستخدم المساعدات كأوراق ضغط، ويُحرم المدنيون من الإغاثة ضمن استراتيجية الحرب. استخدام المجاعة والتجويع كسلاح حرب: أبرز الأمثلة يحكي المؤرخ الأمريكي تيموثي سنايدر في كتابه "أراضي الدم في أوروبا بين هتلر وستالين"، استخدمت المجاعات المصطنعة مثل "الهولودومور" في أوكرانيا (1932-1933) كوسيلة سياسية لخضوع السكان وتغيير توازنهم الديمغرافي، ومات فيها الملايين نتيجة سياسات ممنهجة وليس بسبب الكوارث الطبيعية. وتؤكد المؤرخة آن ابلباوم في كتابها "المجاعة الحمراء: حرب ستالين على أوكرانيا"، أن التجويع هو "تطهير عرقي" كان بمثابة حرب سرية ضد الهوية الأوكرانية. في ما يلي أبرز الأمثلة التاريخية والمعاصرة الأخرى لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب: حصار لينينغراد، روسيا (1941–1944): النازيون حاصروا المدينة 870 يوماً، فمات قرابةُ مليون مدني جوعاً، في محاولة لإبادة السكان دون قتال. سراييفو، البوسنة (1992–1996): القوات الصربية حاصرت المدينة ومنعت الغذاء والكهرباء، ما أدى إلى مجاعة ومقتل الآلاف رغم الإغاثة الدولية. قطاع غزة (منذ 2007 – الآن): إسرائيل تفرض حصاراً شاملاً باستثناء معبر رفح قبل الحرب الحالية الذي يفتح ويغلق حسب الأوضاع الأمنية، يشتد الحصار في فترات الحرب، وتُتهم باستخدام التجويع كوسيلة عقاب جماعي، خاصة بعد أكتوبر تشرين الأول 2023. سوريا، الغوطة ومضايا (2013–2016): قوات النظام السابق فرضت حاصراً أدى إلى موت مدنيين جوعاً، وظهور صور مأساوية لأطفال يعانون من الهزال، وسط عجز دولي. اليمن (منذ 2015): تسببت الحرب الأهلية بحصار الموانئ والمنشآت الغذائية ما يؤدي إلى أزمة توصف بأنها "الأسوأ عالمياً"، مع أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع. تيغراي، إثيوبيا (2020–2022): تقارير تؤكد استخدام الحكومة الإثيوبية التجويع كأداة حرب، عبر منع الغذاء والدواء عن الإقليم المحاصر.