
روسيا تسعى إلى إقامة «مناطق عازلة» في أوكرانيا وتتبادل الهجمات بالمُسيّرات معها
رستم عمروف، كبير المفاوضين الأوكرانيين مع طاقمه خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء جولة المفاوضات(ا.ب.أ)
وقال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي في مؤتمر صحافي إن مواقف البلدين «لا تزال متباعدة»، حيال إنهاء الحرب، لكنها شهدت اتفاقاً جديداً على تبادل الأسرى.
عرض الوفد الأوكراني المفاوض عقد اجتماع مباشر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال رستم عمروف، كبير المفاوضين الأوكرانيين إن «أولى الأولويات هي تنظيم اجتماع للقادة، بمشاركة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب و(الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان»، لافتاً إلى أن كييف اقترحت أن تُعقد المحادثات قبل نهاية أغسطس (آب)، مضيفاً بعد المحادثات التي استمرت 40 دقيقة فقط: «أحرزنا تقدماً على المسار الإنساني، دون إحراز تقدم في وقف الأعمال القتالية». وتابع: «من خلال الموافقة على هذا الاقتراح، يمكن لروسيا أن تظهر بوضوح نهجها البناء».
رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أمام طاقمه (إ.ب.أ)
ورد رئيس الوفد الروسي ميدينسكي قائلا إن الهدف من اجتماع الزعيمين يتعين أن يكون توقيع اتفاق، وليس «مناقشة كل التفاصيل من الصفر». وجدد دعوة موسكو إلى إعلان سلسلة من الهدن القصيرة لمدة تتراوح بين 24 و48 ساعة للتمكن من استعادة الجثث. فيما تطالب أوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار لمدة أطول بكثير.
وجرت المحادثات بعد ما يزيد قليلا على أسبوع من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا والدول التي تشتري صادراتها ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في غضون 50 يوماً.
واستبعد الكرملين تحقيق تقدم على مسار إنهاء النزاع الدائر منذ فبراير (شباط) 2022 في حرب أوقعت عشرات آلاف القتلى والجرحى. وقال بيسكوف: «لا أحد يتوقع مساراً سهلاً. ستكون المهمة صعبة جداً»، مجدداً تأكيده أنّ المقترحات التي قدّمتها الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع «متعارضة تماماً».
والتقدّم الوحيد الملموس في المفاوضات جاء على مستوى تبادل الأسرى. وقال ميدينسكي: «اتفقنا على تبادل ما لا يقل عن 1200 أسير حرب إضافي من كل طرف في المستقبل القريب». ولفت ميدينسكي إلى أن موسكو عرضت على كييف تسليمها جثث ثلاثة آلاف جندي أوكراني وهدنات تتراوح بين (24 و48 ساعة) عند خطوط الجبهة لتمكين جيشي البلدين من إجلاء القتلى والجرحى.
وتتّهم كييف وحلفاؤها الكرملين بعرقلة المفاوضات، عبر الإصرار على مطالب مبالغ بها ومرفوضة من قبلها، في حين يواصل الجيش الروسي قصفه وهجماته على الجبهة، حيث لا يزال يحقّق تقدّماً.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية فاراتسيني في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، حيث أدت ضربات روسية ليلاً إلى انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي عن أكثر من 220 ألف مشترك، وفق الرئيس الأوكراني.
طاقم المفاوضات الأوكراني (أ.ب)
وكان بيسكوف قال إنّ المحادثات ستركّز على «المذكرات» التي تمّ تبادلها في يونيو (حزيران) بين المعسكرين، التي تتضمّن اقتراحات كلّ منهما بشأن السلام. وقدّمت روسيا قائمة مطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها في أيلول (سبتمبر) 2022، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، وطلبت من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي، وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وترفض أوكرانيا هذه الشروط، وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها، وضمانات أمنية من الغرب، تشمل استمرار تسليم الأسلحة، ونشر قوات أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.
وتُصرّ كييف كذلك بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، على ضرورة وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، وهو ما ترفضه موسكو المتفوقة ميدانياً.
تتواصل المعارك على الجبهات، ويستمر القصف الروسي على أوكرانيا. وأعلن عمدة مدينة خاركيف، إيغور تيريخوف، عبر تطبيق «تلغرام»، أن 33 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح جراء هجوم روسي بقنابل انزلاقية استهدف المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا الخميس. وسقطت إحدى القنابل بالقرب من مبنى سكني، مما أدى إلى اندلاع النيران في 15 سيارة، بينما أصابت قنبلة أخرى منشأة تجارية.
وفي مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، أدى هجوم بمسيّرة روسية إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح، وألحق أضراراً كبيرة بسوق. وأفادت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدنكو بأن بعض الأبنية المستهدفة محمية من «اليونيسكو».
رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي خلال المؤتمر الصحافي في إسطنبول (أ.ف.ب)
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 39 مسيّرة أوكرانية، خصوصاً فوق المناطق الجنوبية للبلاد. وأسفرت ضربة بمسيّرة أوكرانية عن مقتل امرأتين، وإصابة عدد آخر بجروح في سوتشي جنوب روسيا، بحسب سلطات المنطقة.
وقال زيلينسكي، عبر منصة «إكس» إن «هذه ضربات عبثية تماماً، وليس لها أي غرض عسكري على الإطلاق. ونرى أن هذه هي النية الوحيدة لروسيا، مواصلة العدوان والقتل». وواصل زيلينسكي دعوته لحلفاء أوكرانيا للمساعدة، قائلاً إن البلاد بحاجة إلى دفاعات جوية قوية وزيادة إنتاج الأسلحة. وأضاف أن «روسيا تواصل إرهابها وتعرقل الدبلوماسية، ولهذا السبب تستحق أن يتم الرد عليها بعقوبات شاملة، وضربات منا على قواعدهم العسكرية واللوجيستية ومنشآتهم المخصصة للإنتاج العسكري».
ونشر زيلينسكي صوراً تظهر الأضرار وأعمال الإنقاذ.
وأعلنت الولايات المتّحدة، الأربعاء، أنّها وافقت على بيع أسلحة لأوكرانيا بقيمة 322 مليون دولار لتعزيز دفاعاتها الجوية وأسطولها من المركبات المدرّعة. وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، باتفاق حديث بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سيشتري بموجبه الحلفاء الأوروبيون أسلحة ويرسلونها إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وقال ترمب في تصريحات أدلى بها في مؤتمر للذكاء الاصطناعي بواشنطن: «سيدفعون للولايات المتحدة 100 في المائة من تكلفة جميع المعدات العسكرية، وسيذهب جزء كبير منها إلى أوكرانيا».
وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية إن الصفقة وهي من شقّين تتضمن بيع معدات لأنظمة «هوك» الدفاعية الجوية وصيانتها بقيمة 172 مليون دولار، وبيع مركبات قتالية مدرّعة من طراز «برادلي» وصيانتها بقيمة 150 مليون دولار.
ويأتي هذا الإعلان بعدما أوقفت واشنطن مؤقتاً في يوليو (تمّوز) الحالي إمداد كييف ببعض الأسلحة. وأضافت الوكالة أنّ صفقة بيع معدات «هوك» المقترحة «ستسهم في تحسين قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تجهيزها على نحو أفضل لأداء مهام الدفاع الذاتي والأمن الإقليمي بقدرة دفاعية جوية أقوى».
كما ستسهم صفقة بيع معدات «برادلي» وصيانتها في تلبية «احتياجات أوكرانية طارئة لتعزيز قدرات الصيانة المحلية للحفاظ على معدلات تشغيل عالية للمركبات وأنظمة الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة»، وفق الوكالة.
جانب من اجتماع بين ترمب وزيلينسكي في الفاتيكان يوم 26 أبريل (أ.ب)
وأعطت وزارة الخارجية الأميركية موافقتها على هذه الصفقة التي قدّمت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الوثائق اللازمة بشأنها إلى الكونغرس الذي يتعيّن عليه تمريرها.
وتأتي أحدث صفقة عسكرية مقترحة لأوكرانيا عقب صفقة أُعلن عنها في مطلع مايو (أيار) وكانت بقيمة نحو 311 مليون دولار دولار لتوفير التدريب وقطع الغيار لمقاتلات «إف 16».
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أمر قواته بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022، لا يبدي استعداداً جدياً لإنهاء النزاع على الرغم من الضغوط الأميركية.
وفي عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تعهّدت واشنطن بتوفير مساعدات عسكرية لأوكرانيا بأكثر من 65 مليار دولار. لكنّ الرئيس دونالد ترمب اتّبع نهجاً مختلفاً، ولم يعلن عن أي حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف منذ عودته إلى سدة الرئاسة في يناير (كانون الثاني).
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
روسيا: إسقاط 60 مسيرة أوكرانية الليلة الماضية فوق عدة مناطق
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، 60 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، فوق عدة مناطق. وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الليلة الماضية من الساعة 23:30 بتوقيت موسكو في 31 يوليو/ تموز، وحتى الساعة 04:10 بتوقيت موسكو في 1 أغسطس/آب، اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمرت 60 طائرة دون طيار أوكرانية"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وأضاف البيان، أنه قد تم تدمير "31 مسيرة على أراضي مقاطعة بيلغورود، و12 على أراضي مقاطعة روستوف، و5 على أراضي إقليم كراسنودار، و4 فوق حوض البحر الأسود، و3 على أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتان على أراضي مقاطعة ليبيتسك، واثنتان على أراضي مقاطعة تولا، وواحدة فوق مياه بحر آزوف". وفي سياق متصل، ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الروسي الذي استهدف بالصواريخ والمسيّرات العاصمة الأوكرانية كييف صباح الخميس إلى 26 قتيلا، و159 جريحا، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية، الجمعة. وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية في منشور على تليغرام إنّه "خلال ليلة أمس وصباح اليوم، انتشلت فرق الإنقاذ 10 جثث من تحت أنقاض المبنى السكني في منطقة سفياتوشينسكي،"، مشيرة إلى أنّ القصف أوقع أيضا 159 جريحا.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
غارة روسية تتسبب في اندلاع حرائق بمنطقة كييف
أعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية اليوم الجمعة عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في منشآت صناعية في بيلا تسيركفا، الواقعة بمنطقة كييف، جراء غارة روسية. وأفادت خدمة الطوارىء الحكومية الأوكرانية، بأن الجيش الروسي شن سلسلة من الضربات على منطقة بيلا تسيركفا خلال الليل مما تسبب في اندلاع حرائق واسعة النطاق في مؤسسات مدنية ومنشآت صناعية بالمنطقة ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم الجمعة. وشارك أكثر من 100 من رجال الإنقاذ و34 وحدة من معدات خدمة الطوارئ الحكومية، بما في ذلك الروبوتات، في إزالة آثار الحريق.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
إسقاط 60 طائرة أوكرانية مسيرة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، 60 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، فوق عدة مناطق. وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الليلة الماضية من الساعة 23:30 بتوقيت موسكو في 31 يوليو وحتى الساعة 04:10 بتوقيت موسكو في 1 أغسطس ، اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمرت 60 طائرة دون طيار أوكرانية"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وأضاف البيان، أنه قد تم تدمير "31 مسيرة على أراضي مقاطعة بيلجورود، و12 على أراضي مقاطعة روستوف، و5 على أراضي إقليم كراسنودار، و4 فوق حوض البحر الأسود، و3 على أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتان على أراضي مقاطعة ليبيتسك، واثنتان على أراضي مقاطعة تولا، وواحدة فوق مياه بحر آزوف".