
مؤشرات مقلقة من الخطوط الأمامية.. هل خذلت أميركا أوكرانيا؟
وزارة الدفاع الأوكرانية ردّت بأنها لم تتلق إخطارا رسميًا بشأن قرار وقف الدعم، لكنها استدعت القائم بالأعمال الأميركي للمطالبة بتوضيحات، محذرة من أن أي تأخير في تسليم الأسلحة "يشجع روسيا على المضي قدمًا في التصعيد العسكري".
من جانبه، اعتبر الكرملين أن تراجع إمدادات السلاح الغربي إلى كييف سيسرع إنهاء الحرب، مؤكدا أن بقاء أوكرانيا دون دعم هو مفتاح "تسوية حقيقية" قائمة على الوقائع الميدانية، لا على الشروط الغربية.
وفي موازاة هذا التطور، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ، أكد فيه أن الغرب "يتحمل مسؤولية إطالة أمد الحرب"، داعيا إلى تسوية شاملة تقوم على إزالة أسباب النزاع واعتماد "الحقائق على الأرض"، فيما دعا ماكرون إلى وقف إطلاق النار "في أسرع وقت ممكن".
وقال الدبلوماسي الأوكراني السابق فلودومير شوماكوف في مقابلة مع التاسعة على سكاي نيوز عربية ، إن "القرار الأميركي طعنة في ظهر أوكرانيا، التي تخوض حربًا وجودية منذ أكثر من عامين"، معتبرًا أن " الولايات المتحدة تنسحب تدريجيًا من التزاماتها، رغم تعهدها التاريخي بحماية أوكرانيا بموجب مذكرة بودابست بعد تخليها عن ترسانتها النووية".
وأضاف أن منظومة " باتريوت" التي تأخرت واشنطن في تسليمها، كانت ضرورية لحماية المدن الأوكرانية من الهجمات الروسية المتواصلة، موضحًا أن موسكو تستخدم الطائرات المسيّرة والصواريخ لتدمير البنية التحتية وزرع الرعب في صفوف المدنيين.
وأعرب شوماكوف أيضا عن قلقه من تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة رفعت عقوبات عن منشآت عسكرية روسية، معتبراً أن "ترامب يسعى لاسترضاء بوتين"، مشيرا إلى أن تصريحات الأخير "حول استعداده للهدنة مشروطة بإذعان أوكرانيا ، وهو ما ترفضه كييف".
وفي سياق التطورات، تحدثت تقارير غير مؤكدة عن استعداد كوريا الشمالية لإرسال 30 ألف جندي إلى مناطق الصراع دعما لروسيا، ما يفاقم تعقيدات المشهد الجيوسياسي، وسط عجز واضح في الدعم الأوروبي لتعويض التراجع الأميركي.
ورأى شوماكوف أن " أوكرانيا تجد نفسها الآن أمام اختبار صعب في ظل غياب بدائل جاهزة"، مشيرًا إلى أن الإنتاج المحلي للطائرات المسيّرة حقق تقدمًا ملحوظًا، مع توقعات بأن تنتج أوكرانيا قرابة 10 ملايين مسيّرة في الفترة المقبلة، لكن ذلك لا يعوّض الحاجة الفورية لمنظومات دفاع متقدمة.
وعن الاتصال الفرنسي–الروسي، قال الدبلوماسي السابق إن التوقيت "يعكس تحولا في خطاب بعض العواصم الغربية من السعي لإنهاء النفوذ الروسي إلى احتواء الأزمة فقط"، مضيفًا أن "أوكرانيا ليست صاحبة القرار في وقف الحرب، بل روسيا، التي تطرح شروطا غير مقبولة، بينها ضم أربع محافظات أوكرانية بشكل دائم إلى الاتحاد الروسي".
وعن الخيارات المتاحة أمام كييف في حال استمر الانكماش الغربي، أشار شوماكوف إلى إمكانية توسيع الشراكات الدفاعية مع كوريا الجنوبية واليابان، أو شراء أنظمة باتريوت من مصادر أخرى خارج التحالف الغربي، مؤكدا أن "الواقع القائم يحتم على أوكرانيا البحث عن بدائل سريعة"، لكنه حذر من أن "تطوير صناعات دفاعية أوكرانية متقدمة يتطلب وقتًا لا تملكه البلاد في ظل التصعيد المتواصل".
وتبقى الأنظار متجهة إلى مواقف إدارة ترامب خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا مع اقتراب موعد القمة المقبلة مع حلف الناتو، التي من المتوقع أن تشهد مناقشات حاسمة بشأن مستقبل الدعم لكييف، في ظل انقسام متزايد بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة حول آليات إنهاء الحرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

البيان
منذ 35 دقائق
- البيان
أوكرانيا وروسيا.. حرب مسيّرات ودعوات أممية لوقف النار
وأعلن الجيش الأوكراني، أنه نفذ قصفاً جديداً على قاعدة جوية روسية في منطقة فورونيج، وأصاب مستودع قنابل انزلاقية وطائرة تدريب. وأضاف الجيش إنه من المحتمل أن تكون طائرات أخرى قد لحقت بها أضرار أيضاً. وذكر البيان أن هذا المطار هو القاعدة الرئيسة لطائرات من طراز سو-34 وسو-35 إس وسو-30إس. إم. وكتب ألكسندر جوسيف حاكم فارونيش على تلغرام، إن أكثر من 25 طائرة مسيرة دمرت فوق المنطقة خلال الليل. وأضاف إن خط كهرباء تضرر مؤقتاً، لكنه لم يذكر شيئاً عن هجوم على مطار عسكري. وقصفت طائرات مسيرة روسية، العديد من المناطق في أوكرانيا، بما في ذلك مبانٍ سكنية، في منطقة خيرسون الجنوبية، حيث أصيب 11 شخصاً، طبقاً لما قاله الحاكم الإقليمي أولكساندر بروكودين. وكتب بروكودين على تطبيق تلغرام، إن أضراراً لحقت أيضاً بخط أنابيب الغاز ومحطة وقود وورشة إصلاح سيارات ومركبات خاصة. وفي مدينة تشوهويف شرقي أوكرانيا، أصيب 3 أشخاص على الأقل في هجوم بطائرة مسيرة. وذكر الجيش الأوكراني، أن طائرات مقاتلة من طراز سوخوي سو-34 وسو-35 إس وسو30- إس إم، كانت تتمركز في القاعدة الجوية في مدينة بوريسوجليبسك. وقالت إنه تم قصف مستودع للقنابل الانزلاقية وطائرة تدريب وربما آلات أخرى. وأضافت: تواصل القوات الأوكرانية اتخاذ جميع الإجراءات لتقويض قدرة الروس على مهاجمة البنية التحتية المدنية وإجبار الاتحاد الروسي على وقف هجومه ضد أوكرانيا. وقال سلاح الجو الأوكراني، إن روسيا أطلقت 322 مسيرة وطائرة وهمية على أوكرانيا ليل الجمعة/السبت، وجرى إسقاط 157 مسيرة، واختفت 135 أخرى، حيث من المرجح أنه جرى التشويش عليها إلكترونياً. وقال مسؤولون إن وحدات الدفاع الجوي الروسية، أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية في مناطق متفرقة داخل البلاد، بينهما اثنتان قرب مدينة سان بطرسبرج ثاني أكبر مدن البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، تدمير 42 طائرة مسيرة خلال ثلاث ساعات بينها 37 طائرة في مناطق بريانسك وكورسك وبيلجورود الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا. وقال غوتيريش في بيان، إن الأمين العام يدين بشدة الموجة الأخيرة من الهجمات واسعة النطاق بمسيرات وصواريخ من جانب روسيا، داعياً إلى وقف تام وفوري وغير مشروط لإطلاق النار. وأضاف للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، بعد التحدث مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً جيداً معه. وأكد ترامب أنه يشعر بشدة بعدم الرضا بعد اتصاله مع بوتين قبل يوم واحد لما وصفه برفض الرئيس الروسي العمل على وقف إطلاق النار. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على تزويد أوكرانيا بالمزيد من صواريخ باتريوت، بناء على طلب زيلينسكي، قال ترامب: سيحتاجون إليها للدفاع.. سيحتاجون إلى شيء ما لأنهم يتعرضون لضربات شديدة. وأشاد ترامب بفاعلية صواريخ باتريوت، واصفاً إياها بأنها مذهلة للغاية. وأشار ترامب، إلى أنه ناقش العقوبات مع بوتين الذي يشعر بالقلق بشأنها ويدرك أنها قد تكون وشيكة، على حد قوله. وأضاف في رسالة عبر تلغرام، إنه بحث معه أيضاً الإنتاج الدفاعي المشترك، والمشتريات والاستثمارات المشتركة. وكشف مصدر تلقى إفادة حول الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينسكي، عن أنهما متفائلان بإمكان استئناف إمدادات صواريخ باتريوت بعد المحادثة التي وصفاها بأنها جيدة للغاية بينهما.


البيان
منذ 35 دقائق
- البيان
سلام القوة أم قوة السلام!
نسمع شعارات متناقضة في اليوم نفسه.. جمل حمالة أوجه سمتها الغموض. ما يقال من زبدة الكلام في الليل، ما أن تطلع شمس اليوم التالي حتى يذوب وتذوب معه آمال شعوب الأرض بالاستقرار وبحياة يتبادلون فيها الورود بدل الرصاص وبالحدائق بدل المقابر. وينتقد بشدة سلفه جو بايدن قائلاً: لو كنت الرئيس لما حدثت حرب أوكرانيا ولا حرب الشرق الأوسط. كما انتقد بوش في حربه على العراق. يعني كما يقول المثل: هذه أذني وهذه أذني! لا أحد يعرف الخطوة التالية للرئيس وأحياناً هو نفسه لا يعرف، قراره في لحظته، وكم من مرة يرد على أسئلة الصحفيين «لا أعرف، لم أتخذ القرار بعد». نصف حرب ونصف سلام. معادلة الأنصاف هذه لا تنطبق على كل شيء، فليس ثمة نصف إنسان ونصف قنبلة ونصف موت ونصف قبلة. فهل ينجح؟


البيان
منذ 35 دقائق
- البيان
ترامب وبوتين.. ودبلوماسية الهاتف
على عهدة وكالة تاس الروسية، فإن المكالمة استمرت ساعة كاملة، وهي المكالمة السادسة بين الرئيسين منذ عودة ترامب للبيت الأبيض أي بمعدل مكالمة كل حوالي 27 يوماً. المكالمات الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي والروسي هي قمم حقيقية مكتملة الأركان، يتم الإعداد لها لأسابيع على أكبر مستوى. مكالمة ترامب وبوتين قبل الأخيرة تمت في منتصف يونيو، ووقتها عرض بوتين على ترامب التوسط بشأن المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران. ونعلم أن أمريكا نفسها انضمت للعملية وقصفت المنشآت النووية الإيرانية، لكنها طلبت من إسرائيل وقف الحرب التي بدأت في 13 يونيو واستمرت 12 يوماً. واللافت للنظر أن المكالمة الأخيرة جاءت بعد يومين من إعلان روسيا سيطرتها الكاملة على إقليم لوغانسك شرق أوكرانيا، وهو الأمر الذي تعتبره موسكو إنجازاً استراتيجياً في الحرب، والمعروف أن روسيا كانت قد أعلنت ضم كل من إقليم لوغانسك وخيرسون ودونتسيك وزابوروجيا في خريف العام 2022، بعد شهور من العملية العسكرية. تقاعد بايدن وفاز ترامب وعاد إلى البيت الأبيض ليجري أول قمة هاتفية مع بوتين استمرت 90 دقيقة في 12 فبراير الماضي، ثم توالت المكالمات حتى وصلنا إلى مكالمة الخميس 3 يوليو.