
ماذا نعرف عن الحرائق التي تلتهم غابات في اليونان؟
فرق الإطفاء تحاول التصدي للحرائق في كريونيري بالقرب من أثينا.
تواصل اليونان مكافحة خمسة حرائق غابات كبرى في أنحاء البلاد وسط موجة حر قاسية، في ظل توقع استمرار درجات الحرارة المرتفعة.
وتشير التوقعات إلى أن الحرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية (111.2 فهرنهايت) يوم الأحد، بينما يركز رجال الإطفاء جهودهم على حريقين كبيرين في جزيرتي كيثيرا وإيفيا.
وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء، فاسيليوس فاثراكويانيس، إن الوضع تحسّن بعد "معركة طوال الليل"، لكنه حذّر من أن خطر اندلاع حرائق جديدة يوم الأحد ما يزال "بالغ الخطورة". وفي الوقت نفسه، سجّلت تركيا المجاورة أعلى درجة حرارة في تاريخها مع اندلاع حرائق في عدة مناطق.
وقال وزير أزمة المناخ والحماية المدنية اليوناني، يانيس كيفالويانيس، في وقت سابق: "لدينا رجال إطفاء مصابون، وأرواح بشرية تعرّضت للخطر، وممتلكات احترقت، وغابات دُمّرت".
واستمرت الرياح القوية في إذكاء النيران يوم الأحد. وطلبت اليونان رسمياً المساعدة من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي لإرسال ست طائرات إطفاء.
في كيثيرا، تمددت ألسنة اللهب بسرعة بعد اندلاع الحريق صباح السبت في قرية بيتسيناديس. وتشير التقديرات الأولية إلى أن نحو 20 في المئة من مساحة الجزيرة تضرّرت بفعل الحريق.
وأُصدرت أوامر إجلاء جديدة يوم الأحد لسكان عدة قرى.
وبحلول الفجر، كان رجال الإطفاء لا يزالون يواجهون جيوب النيران، بمساعدة مروحيات وطائرتين مخصصتين لإلقاء المياه.
وفي جزيرة إيفيا، قال مسؤولون إن حريقاً قرب قرية بيسونا خرج عن السيطرة يوم السبت. وأُصيب ستة من رجال الإطفاء ونُقلوا إلى المستشفى بعد إصابتهم بحروق وجرّاء استنشاق الدخان، بينما انقطعت الكهرباء عن عدة قرى.
وقالت السلطات المحلية إن هناك مؤشرات على تحسن الوضع يوم الأحد، لكن خطر تجدّد النيران ظل قائماً بسبب شدة الرياح.
وفي مسينيا، اندلع حريق ثالث صباح السبت في منطقة بوليثيا التابعة لتريفليا واشتد لاحقاً خلال اليوم. وأفاد مسؤولون بوقوع أضرار كبيرة في المنازل والأراضي الزراعية.
وقال فاثراكويانيس يوم الأحد إن 67 رجل إطفاء يشاركون في إخماد حريق كيثيرا و100 آخرين في مسينيا، حيث توجد جبهة نشطة.
وفي أتيكا، المنطقة التي تضم العاصمة أثينا، اندلع حريق في أفيدنيس يوم السبت وامتد بسرعة إلى مناطق دروسوبيغي وكريونيري وأغيوس ستيفانوس، مما أجبر السكان على الفرار.
ورغم أن فرق الإطفاء قالت إن الجبهة الرئيسية تمت السيطرة عليها، ما تزال هناك بؤر متفرقة مشتعلة.
ووصلت رائحة الغابات والأخشاب المحترقة حتى وسط أثينا، بينما طلبت اليونان مساعدة من الاتحاد الأوروبي لمواجهة الحرائق المتسعة.
وفي منطقة خانيا بجزيرة كريت، يكافح رجال الإطفاء جبهة نيران بطول 20 كيلومتراً اجتاحت أراضي غابات ومزارع نحل ومحاصيل وثروة حيوانية.
وتعيق الرياح الجنوبية الغربية القوية جهود السيطرة على النيران، بينما ما تزال عدة قرى بلا كهرباء.
وكانت حرائق الشهر الماضي قد دمّرت 4700 هكتار من الأراضي في جزيرة خيوس، خامس أكبر جزر اليونان في بحر إيجه. وفي وقت سابق من يوليو/تموز، أجبر حريق في جزيرة كريت السلطات على إجلاء خمسة آلاف سائح.
وقالت وزارة البيئة التركية يوم السبت إن خبراء الأرصاد الجوية سجلوا حرارة بلغت 50.5 درجة مئوية في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 49.5 درجة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن رجال الإطفاء يكافحون منذ أربعة أيام لإخماد حريق في محافظة كارابوك شمال البلاد، بينما قُتل عشرة أشخاص الأربعاء خلال التصدي لحريق في محافظة إسكيشهير شمال غرب تركيا.
وأعلنت بعض السلطات المحلية قيوداً على استهلاك المياه، بما في ذلك منتجع تشيشمي على الساحل الغربي لتركيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 7 أيام
- الأيام
ماذا نعرف عن الحرائق التي تلتهم غابات في اليونان؟
Getty Images فرق الإطفاء تحاول التصدي للحرائق في كريونيري بالقرب من أثينا. تواصل اليونان مكافحة خمسة حرائق غابات كبرى في أنحاء البلاد وسط موجة حر قاسية، في ظل توقع استمرار درجات الحرارة المرتفعة. وتشير التوقعات إلى أن الحرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية (111.2 فهرنهايت) يوم الأحد، بينما يركز رجال الإطفاء جهودهم على حريقين كبيرين في جزيرتي كيثيرا وإيفيا. وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء، فاسيليوس فاثراكويانيس، إن الوضع تحسّن بعد "معركة طوال الليل"، لكنه حذّر من أن خطر اندلاع حرائق جديدة يوم الأحد ما يزال "بالغ الخطورة". وفي الوقت نفسه، سجّلت تركيا المجاورة أعلى درجة حرارة في تاريخها مع اندلاع حرائق في عدة مناطق. وقال وزير أزمة المناخ والحماية المدنية اليوناني، يانيس كيفالويانيس، في وقت سابق: "لدينا رجال إطفاء مصابون، وأرواح بشرية تعرّضت للخطر، وممتلكات احترقت، وغابات دُمّرت". واستمرت الرياح القوية في إذكاء النيران يوم الأحد. وطلبت اليونان رسمياً المساعدة من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي لإرسال ست طائرات إطفاء. في كيثيرا، تمددت ألسنة اللهب بسرعة بعد اندلاع الحريق صباح السبت في قرية بيتسيناديس. وتشير التقديرات الأولية إلى أن نحو 20 في المئة من مساحة الجزيرة تضرّرت بفعل الحريق. وأُصدرت أوامر إجلاء جديدة يوم الأحد لسكان عدة قرى. وبحلول الفجر، كان رجال الإطفاء لا يزالون يواجهون جيوب النيران، بمساعدة مروحيات وطائرتين مخصصتين لإلقاء المياه. وفي جزيرة إيفيا، قال مسؤولون إن حريقاً قرب قرية بيسونا خرج عن السيطرة يوم السبت. وأُصيب ستة من رجال الإطفاء ونُقلوا إلى المستشفى بعد إصابتهم بحروق وجرّاء استنشاق الدخان، بينما انقطعت الكهرباء عن عدة قرى. وقالت السلطات المحلية إن هناك مؤشرات على تحسن الوضع يوم الأحد، لكن خطر تجدّد النيران ظل قائماً بسبب شدة الرياح. وفي مسينيا، اندلع حريق ثالث صباح السبت في منطقة بوليثيا التابعة لتريفليا واشتد لاحقاً خلال اليوم. وأفاد مسؤولون بوقوع أضرار كبيرة في المنازل والأراضي الزراعية. وقال فاثراكويانيس يوم الأحد إن 67 رجل إطفاء يشاركون في إخماد حريق كيثيرا و100 آخرين في مسينيا، حيث توجد جبهة نشطة. وفي أتيكا، المنطقة التي تضم العاصمة أثينا، اندلع حريق في أفيدنيس يوم السبت وامتد بسرعة إلى مناطق دروسوبيغي وكريونيري وأغيوس ستيفانوس، مما أجبر السكان على الفرار. ورغم أن فرق الإطفاء قالت إن الجبهة الرئيسية تمت السيطرة عليها، ما تزال هناك بؤر متفرقة مشتعلة. ووصلت رائحة الغابات والأخشاب المحترقة حتى وسط أثينا، بينما طلبت اليونان مساعدة من الاتحاد الأوروبي لمواجهة الحرائق المتسعة. وفي منطقة خانيا بجزيرة كريت، يكافح رجال الإطفاء جبهة نيران بطول 20 كيلومتراً اجتاحت أراضي غابات ومزارع نحل ومحاصيل وثروة حيوانية. وتعيق الرياح الجنوبية الغربية القوية جهود السيطرة على النيران، بينما ما تزال عدة قرى بلا كهرباء. وكانت حرائق الشهر الماضي قد دمّرت 4700 هكتار من الأراضي في جزيرة خيوس، خامس أكبر جزر اليونان في بحر إيجه. وفي وقت سابق من يوليو/تموز، أجبر حريق في جزيرة كريت السلطات على إجلاء خمسة آلاف سائح. وقالت وزارة البيئة التركية يوم السبت إن خبراء الأرصاد الجوية سجلوا حرارة بلغت 50.5 درجة مئوية في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 49.5 درجة. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن رجال الإطفاء يكافحون منذ أربعة أيام لإخماد حريق في محافظة كارابوك شمال البلاد، بينما قُتل عشرة أشخاص الأربعاء خلال التصدي لحريق في محافظة إسكيشهير شمال غرب تركيا. وأعلنت بعض السلطات المحلية قيوداً على استهلاك المياه، بما في ذلك منتجع تشيشمي على الساحل الغربي لتركيا.


الأيام
١٤-٠٧-٢٠٢٥
- الأيام
البحر المتوسط 'بؤرة نشطة' لتغيّر المناخ، فماذا يتوقع الخبراء عن المستقبل؟
Getty Images يحاول الناس التغلب على موجات الحارة بشتى الطرق رغم أن دفء المياه الساحلية قد يبدو مغرياً لقضاء عطلة ممتعة، إلا أن موجة الحر في البحر الأبيض المتوسط بلغت من الشدة حداً دفع العلماء إلى التحذير من آثار مدمرة محتملة على الحياة البحرية في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. فقد تجاوزت درجة حرارة سطح البحر 30 درجة مئوية بشكل منتظم قبالة سواحل مايوركا ومناطق في أواخر يونيو/حزيران وأوائل يوليو/تموز، في بعض المناطق بفارق وصل إلى ست أو سبع درجات عن المعدلات المعتادة، ما أثار قلقاً متزايداً بشأن تصاعد الظواهر المناخية غير المألوفة في المنطقة. ومن المرجح أن حرارة المياه هناك تفوق حرارة أحواض السباحة في مراكز الترفيه المحلية. وشهد الجزء الغربي من البحر المتوسط أشد موجة حارة بحرية في مثل هذا التوقيت من السنة، إذ امتدت آثارها إلى مناطق واسعة من البحر واستمرت على مدى أسابيع متتالية، مما يسلط الضوء على تصاعد اضطراب الأنماط المناخية في المنطقة. لكن فيما يبدو، بدأت وتيرة الحرارة تتراجع تدريجياً، إلا أن بعض الكائنات البحرية تواجه صعوبة في التكيف مع هذا الدفء الممتد والمكثف، مما ينذر بتداعيات محتملة على وفرة المخزون السمكي واستقرار النظم البيئية البحرية. وحتى تتضح الصورة أكثر، فإن معظم أحواض السباحة في مراكز الترفيه عادةً ما تُسخن حتى تصل درجة حرارتها إلى 28 درجة مئوية بينما تكون أحواض السباحة المخصصة للمنافسات الرياضية أكثر برودة قليلاً، إذ تتراوح حرارتها بين 25 و28 درجة مئوية، وفقاً لما ذكرته المنظمة العالمية للرياضات المائية. وتوصي جمعية مدرسي السباحة بأن تكون حرارة أحواض السباحة المخصصة للأطفال أعلى قليلاً، إذ يُفضل أن تتراوح بين 29 و31 درجة مئوية بينما يُنصح بأن تصل إلى ما بين 30 و32 درجة بالنسبة للرضع. وقد تخفي درجات الحرارة المعتدلة وراءها تهديدات غير مرئية، إذ أن البكتيريا الضارة والطحالب تجد في مياه البحر الدافئة بيئة مثالية للانتشار السريع على خلاف الوضع بالنسبة لأحواض السباحة التي تُعالج بمواد كيميائية معقمة. ولم تعد درجات حرارة البحر التي تصل إلى 30 درجة مئوية أو أكثر بالأمر غير المألوف في البحر المتوسط خلال أواخر الصيف. لكنها تُعد غير مألوفة إلى حد كبير في شهر يونيو/ حزيران، وفقاً لبيانات خدمة المناخ الأوروبية "كوبرنيكوس"، ومنظمة "ميركاتور أوشن إنترناشونال"، وقراءات أُجريت في الموانئ الإسبانية. AFP هناك موجة حارة تضرب منطقة المتوسط منذ فترة أطول من المعتاد في هذا الوقت من فصل الصيف يُذكر أن ما يميز هذا العام هو أن درجات حرارة البحر، التي بلغت 30 درجة مئوية، جاءت في وقت مبكر أكثر من المعتاد، مما يشير إلى أن الصيف سيكون أكثر حدة وقد يمتد لفترة أطول، بحسب ما أفادت به مارتا ماركوس، الأستاذة المشاركة في جامعة جزر البليار بإسبانيا. وقالت آيدا ألفيرا أزكارتي، الباحثة في علوم المحيطات بجامعة لييج في بلجيكا: "نشأتُ هنا لذا اعتدنا على موجات الحر، لكن الأمر أصبح أكثر تواتراً وحدة بمرور الوقت". وأضافت: "فوجئنا جميعاً بدرجة غير مسبوقة من شدة هذه الموجة الحارة". وتابعت: "يثير ذلك قلقاً شديداً، ومن المتوقع أن يتكرر في المستقبل". وباتت موجات الحر البحرية أكثر حدة واستمراراً مع تزايد انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الكوكب جراء النشاط البشري وعلى رأسه حرق الفحم والنفط والغاز. يُذكر أن عدد الأيام التي شهدت حرارة شديدة على سطح البحر حول العالم تضاعف ثلاث مرات خلال الثمانين عاماً الماضية، وفقاً لدراسة نُشرت في وقتٍ سابقٍ من هذا العام. ويرجح أن الاحتباس الحراري هو العامل الرئيسي وراء موجات الحر البحرية… فهو في جوهره عملية نقل للحرارة من الغلاف الجوي إلى المحيط، الأمر واضح وبسيط، بحسب ما أوضحته ماركوس. كما أن البحر المتوسط شديد التأثر بهذه الظواهر نظراً لطبيعته الجغرافية التي تشبه حوض الاستحمام، إذ تحيط به القارات من معظم الجهات، مما يحد من انفتاحه على المحيطات ويُسهم في احتباس الحرارة داخله ويعني ذلك أن المياه لا تجرح من هذا البحر بسهولة، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة سطحها بسرعة عند توافر الهواء الدافئ والسماء المشمسة والرياح الخفيفة، كما حدث في شهر يونيو/ حزيران. لذلك يُعد البحر المتوسط "بؤرة لظاهرة التغير المناخي"، وفقًا لكارينا فون شكمان، من منظمة ميركاتور أوشن إنترناشونال البحثية غير الربحية. وبلغت موجة الحر ذروتها مع نهاية يونيو/حزيران الماضي و وبداية يوليو/ تموز الجاري، ثم ساعدت الرياح الأقوى لاحقاً على تحريك المياه الأعمق والأبرد لتندمج مع الطبقات السطحية الساخنة، مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة. ولا تزال درجات الحرارة أعلى من المعدلات المعتادة، وقد يترتب على ذلك آثارٌ على الحياة البحرية لم تظهر بعد. Getty Images هناك خطر كبير على الكائنات البحرية من ارتفاع درجة حرارة مياه المتوسط وهناك حدود لدرجة الحرارة التي يمكن أن تتحملها معظم الكائنات الحية ولا يمكنها البقاء بعدها، وإن كانت تلك الحدود تختلف بشكل كبير بين الأنواع وحتى بين الأفراد داخل النوع الواحد. لكن الكائنات البحرية قد تُصاب أيضاً بالإجهاد نتيجة التعرض للحرارة المرتفعة لفترة طويلة، مما يستنزف طاقتها تدريجياً طوال فصل الصيف حتى تصل إلى مرحلة يصعب فيها التكيف والبقاء. وقالت إيما سيبريان، المتخصصة في علم البيئة في مركز الدراسات المتقدمة بمدينة بلانس الإسبانية: "أتذكر قبل أربع سنوات حين غصنا في سبتمبر/ أيلول، في نهاية الصيف، وجدنا هياكل عظمية لعدد هائل من الكائنات". وتلعب الطحالب البحرية والأعشاب المائية دور الغابات في البحر المتوسط، إذ تحتضن مئات الأنواع من الكائنات الحية وتسهم في احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون المُسبب للاحتباس الحراري لكوكب الأرض. كما أ، بعض هذه الأنواع لديها القدرة على التكيف جيداً وسط درجات الحرارة العادية في البحر المتوسط، لكنها غالباً ما لا تتحمل موجات الحر البحرية التي باتت أكثر حدة وتواتراً، وفقًا لسيبريان. كما يمكن أن تحدث الحرارة ما يُعرف في علم البيئة "بالآثار دون القاتلة"، وهي حالات تدخل فيها الأنواع في نمط حياة قائم على البقاء فقط، دون أن تتكاثر. وإذا بدأنا تسجيل الآثار البيئية التي قد تترتب على ارتفاع درجة حرارة المياه، فمن المرجح بقوة أن تكون هناك انعكاسات على المجتمعات البشرية جراء تلك الآثار، من بينها خسائر في قطاع صيد الأسماك، بحسب تحذير دان سمال، الباحث الرئيسي في جمعية الأحياء البحرية بمدينة بليموث. وقال سمال: "سيتعين علينا أن ننتظر ونراقب، لكن ما يثير القلق حقاً هو أن درجات الحرارة بلغت مستويات مرتفعة جداً في وقت مبكر من الصيف". ويعتبر البحر الأبيض المتوسط، الذي يشهد ارتفاعاً متسارعاً في درجات حرارته، "جرس إنذار مبكر بشأن تغير المناخ والنُظم البيئية البحرية"، على حد تعبيره. وقد تضاعف الحرارة الزائدة في المحيط حدة الظواهر الجوية المتطرفة، إذ تزودها بطاقة إضافية تسهم في تصاعد شدتها وتكرارها. قد تؤدي الحرارة الزائدة في المحيط أيضاً إلى تفاقم الطقس المتطرف. EPA أدت فيضانات فالنسيا إلى مقتل أكثر من 200 شخص وتدمير مناطق واسعة من المدينة وقد تؤدي حرارة البحار إلى زيادة معدلات التبخر، ما يرفع نسبة الرطوبة في الغلاف الجوي ويُغذي حدوث أمطار غزيرة وظواهر مناخية أكثر تطرفاً. وفي بعض الحالات، تتوافر عوامل أخرى قد تؤدي إلى فيضانات مدمرة كما حدث في ليبيا عام 2023 ومدينة فالنسيا عام 2024. ويمكن أن تُضعف المياه الأكثر دفئاً تأثير النسيم البحري الذي يُخفف عادة من حرارة الجو في المناطق الساحلية، مما يزيد من شعور السكان بالحرارة. وحذر ماركوس من أن التعرض لموجة حارة أخرى هذا الصيف سيسبب الكثير من القلق. وأضاف: "أنا شبه متأكد من أنها ستكون مروعة."


الأيام
٢٤-٠١-٢٠٢٥
- الأيام
حريق ضخم جديد سريع الانتشار بالقرب من لوس أنجلوس مع تزايد سرعة الرياح
Reuters رجال الإطفاء يكافحون حريق هيوز بالقرب من بحيرة كاستايك بكاليفورنيا اندلع حريق غابات جديد سريع الانتشار في مقاطعة لوس أنجلوس، مما أجبر عشرات الآلاف على إخلاء المنطقة التي تعاني بالفعل من أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ المقاطعة الأمريكية. واشتعلت حرائق هيوز على بُعد 45 ميلاً (72 كيلومترا) شمال غرب مدينة لوس أنجلوس صباح الأربعاء، بالقرب من بحيرة كاستايك في منطقة جبلية تحد العديد من المناطق السكنية والمدارس. وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الرياح القوية ستشكل تحدياً إضافياً لرجال الإطفاء، الذين تمكنوا حتى الآن من السيطرة على 14 في المئة من محيط الحريق. وتمكنت السلطات من إجلاء أكثر من 31,000 شخص الأربعاء، محذرة من أن الخميس هو "الفترة الأكثر إثارة للقلق". وامتد الحريق إلى أكثر من 10,000 فدان (4000 هكتار) في عدة ساعات يوم الأربعاء، بسبب الرياح والشجيرات الجافة. ولم يتضرر أي منزل أو شركة. ويقع الحريق الجديد شمال حريقين هائلين دمرا عدداً من الأحياء هذا الشهر، لكن المسؤولين أعربوا عن ثقتهم في السيطرة عليه. وأظهرت التقارير المحلية سكان المنطقة بالقرب من حريق هيوز وهم يرشون منازلهم وحدائقهم بالمياه، وآخرين يسارعون بالإخلاء. Reuters سجين من إدارة الإصلاح والتأهيل في كاليفورنيا، وهو جزء من طاقم إطفاء الحرائق، يعمل أثناء اشتعال حريق هيوز في بحيرة كاستايك، بكاليفورنيا، الولايات المتحدة، 22 يناير/كانون الثاني 2025 وارتفعت ألسنة اللهب البرتقالية على الجبال، بينما أسقطت الطائرات كميات كبيرة من المياه والمواد اللازمة لإخماد الحرائق. ومددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إنذار الخطر باللون الأحمر حتى صباح الجمعة لمعظم مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا مع مرور الرياح عبر المنطقة. والإنذار باللون الأحمر يعني ارتفاع خطر اندلاع الحرائق بسبب الرياح القوية والجفاف وانخفاض نسبة الرطوبة. ووفقاً لتقرير استشاري، "ستستمر ظروف الطقس الخطيرة المؤدية إلى الحرائق حتى يوم الجمعة، ويوم الخميس هو الفترة الأكثر إثارة للقلق". وأضاف التقرير أنه "يمكن لأي حريق يبدأ في الانتشار بسرعة ويخرج عن السيطرة. يجب أن تكون لديك خطة، خاصة إذا كنت في منطقة معرضة لخطر الحرائق بشكل كبير". وكانت الرياح في المنطقة تهب بسرعة تتراوح بين 20 و30 ميلاً في الساعة (32-48 كم/ساعة)، لكنها قد تشتد، مما قد يؤدي إلى تأجيج الحريق، ويجعل من الصعب على أطقم الطائرات العمل وسط تلك الأجواء. وقال العلماء إن تغير المناخ جعل الأعشاب والشجيرات التي تغذي حرائق لوس أنجلوس أكثر عرضة للاحتراق. جدير بالذكر أن التقلبات السريعة بين الظروف الجافة والرطبة في المنطقة، خلفت في السنوات الأخيرة كمية هائلة من النباتات الجافة الجاهزة للاشتعال. Getty Images وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إن نحو 31 ألفاً في المنطقة تلقوا أمر إخلاء إلزامياً، كما تلقى 23 ألفاً آخرين تحذيرات من أنهم قد يضطرون إلى المغادرة. وأضاف أن نحو 500 سجين في سجن محلي يجرى إجلاؤهم. واستمر الحريق في الانتشار مع غروب الشمس يوم الخميس، لكن رئيس إطفاء مقاطعة لوس أنجلوس أنتوني مارون قال إنه يعتقد أن الطواقم تحرز تقدما. وقال: "لا يزال الوضع ديناميكياً ولا يزال الحريق صعب الاحتواء، على الرغم من أننا نسيطر عليه". وأعلنت هيئة الإطفاء في كاليفورنيا احتواء الحريق بنسبة 14 في المئة في وقت مبكر من يوم الخميس. واحتواء الحريق بنسبة 100 مئة في المئة لا يعني إخماده، بل يعني تطويق النيران بالكامل ومنع امتدادها إلى مناطق أخرى. وقال المسؤولون إن الحريق كان مختلفاً عن حرائق باليساديس وإيتون، التي قتلت ما لا يقل عن 28 شخصاً ودمرت أكثر من 10 آلاف منزل وشركة في وقت سابق من هذا الشهر. وأوضح رئيس الشرطة مارون أنهم استفادوا من انخفاض سرعة الرياح، على عكس الرياح التي بلغت سرعتها 70-90 ميلاً في الساعة خلال الحرائق السابقة، فضلاً عن توافر العديد من المروحيات والطائرات القادرة على مكافحة الحريق من الأعلى. وأضاف: "أعتقد أننا كنا جميعاً متوترين على مدار الأيام الستة عشر الماضية. ولقد تمكنا من حشد الكثير من موارد الحرائق في وقت مبكر لتغيير واقع هذا الحريق". Getty Images اشتعال النيران شمال غرب مقاطعة لوس أنجلوس وامتدت إلى أكثر من 5000 فدان وقال إد فليتشر، الذي يعمل في إدارة الإطفاء في كاليفورنيا لبي بي سي، إن المنطقة لم تكن مأهولة بالسكان بشكل كبير، وإن الرياح الحالية تدفع النيران نحو بحيرة كاستايك، التي تعمل كحاجز أمام منطقة كاستايك التي يسكنها نحو 20 ألف نسمة. وقالت إحدى النساء التي فرت من منزلها لبي سي إنها عالقة على الطريق السريع الرئيسي للنقل في كاليفورنيا والذي يمر عبر الولاية، والذي أغلِق أجزاء منه بسبب الحريق. ووصفت السيدة الدخان المتصاعد واللهب الأحمر الذي شاهدته قائلة: "لقد بدا المشهد [من بعيد] كالسحابة، لكن عندما اقتربت، بدا الأمر وكأننا نقود نحو الجحيم. لقد كان الأمر مرعباً للغاية". كما اشتعلت حرائق أخرى يوم الأربعاء في الجنوب بالقرب من سان دييغو وأوشنسايد. وأعلنت السلطات احتواء حريق ليلك بالكامل بعد أن أحرق 85 فداناً. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة هطول الأمطار مع نهاية الأسبوع، ما سيساعد على إخماد الحرائق، مع ظهور مخاوف جديدة من حدوث انهيارات طينية وأرضية وفيضانات.