
كيف اتجهت الأسواق للارتفاعات القياسية وانخفض النفط بتهدئة شكلية؟
أبو ديه: الأسواق عطشى للتهدئة بعد مخاوف وخسائر كبيرة
عايش: أسباب ارتفاع النفط خفتت وبعضها لم يعد موجودًا
الأنباط – مي الكردي
رغم هشاشة إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر أمس، استطاعت أسواق الأسهم العالمية من الخليج إلى الولايات المتحدة أن تحقق زخمًا تصاعديًا هو الأقوى منذ أكثر من شهرين، معبّرة عن شهية المستثمرين لاستقرار طال انتظاره في المنطقة.
فقد أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية "تاسي" تعاملاته مرتفعًا بنسبة 2.4% عند 10964 نقطة، محققًا أكبر مكاسبه اليومية منذ 10 أبريل. وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 3.8%، كما صعد سعر صرف الجنيه المصري بنسبة 1%.
وفي الإمارات، أغلق مؤشر سوق دبي المالي مرتفعًا بنسبة 3.4%، محققًا أقوى مكاسبه اليومية منذ 16 ديسمبر 2024، فيما سجل مؤشر "فوتسي أبوظبي العام" ارتفاعًا بنسبة 2.5%، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2022. كما ارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1.9%، ومؤشر السوق الأول في الكويت بنسبة 2.4%، بحسب "بلومبرغ".
في المقابل، خسر النفط جميع المكاسب التي حققها خلال فترة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، متراجعًا إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، بعدما نجت المنشآت النفطية ومضيق هرمز من تصعيد كان من شأنه أن يوقف الإمدادات النفطية العالمية.
وكان ترامب قد عبّر سابقًا عن رغبته في بقاء أسعار النفط منخفضة، محذرًا من أن الحرب قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في الأسعار. وبعد إعلان التهدئة، انخفضت الأسعار تماشيًا مع هذه الرغبة، خصوصًا عقب منشور على منصة "تروث سوشيال" حث فيه وزارة الطاقة الأميركية على التنقيب، قائلًا: "احفروا… أنا أعني (احفروا) الآن".
الأسواق عطشى للتهدئة
وعلق الخبير الاقتصادي منير أبو ديه على تحركات الأسواق العالمية، موضحًا أن الإعلان، رغم هشاشته، منح الاقتصاد الإقليمي والدولي دفعة إيجابية انعكست على المؤشرات بقوة.
وأشار إلى أن تراجع أسعار النفط والذهب وارتفاع مؤشرات الأسهم يعكس تعطش الأسواق لحالة من الهدوء والتوصل إلى اتفاق. وأضاف أن هذه التهدئة الأولية، رغم أنها لا تزال مشروطة، تُبقي الأسواق مترقبة لاتفاق أشمل يخص الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح أبو ديه أن استمرار الاستقرار، لا سيما إذا تبعه اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، قد يعزز المزيد من "ردات الفعل الإيجابية" في الأسواق، بعد مرحلة من الخسائر والمخاوف المرتبطة بإغلاق المضائق والتحديات الاقتصادية العالمية.
وبشأن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، توقع أبو ديه استمرار التهدئة نظرًا لحجم الخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تكبدها الطرفان، مما يدفعهما إلى البحث عن مخرج.
أما انخفاض أسعار النفط، فأرجعه إلى تهديدات ترامب للدول المنتجة بعدم رفع الأسعار، بالإضافة إلى انخفاض الطلب العالمي نتيجة للقيود التي فرضتها الحرب التجارية الأميركية. وأضاف أن مستويات الأسعار المتوقعة للنفط لم تتحقق بسبب هذه القيود، والتي لا يزال ملفها الجمركي مفتوحًا دون اتفاق نهائي.
وأكد أن الأسواق تترقب انفراجات سياسية تنهي الحروب الإقليمية، ومنها النزاع في أوكرانيا، ما من شأنه أن يدعم مؤشرات التعافي في الأسواق العالمية. واعتبر أن حالة التفاؤل الحالية هي انعكاس لرغبة الأسواق بإنهاء الصراعات والعودة إلى بيئة مستقرة داعمة للنمو.
وختم أبو ديه بالتأكيد على أن تعافي الأسواق مرتبط بإنهاء الصراعات، وكلما توسعت التهدئات والاتفاقيات السياسية، كانت الأسواق أكثر قدرة على التعافي السريع والملحوظ.
النفط يتراجع لأسباب منطقية
من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي حسام عايش تراجع مكاسب أسعار النفط خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية بأنه طبيعي ومتوقع، موضحًا أن أسعار النفط ارتفعت سابقًا على وقع مخاوف من توسع الحرب واستهداف المنشآت النفطية، والتي بقيت حتى الآن خارج نطاق الهجمات المباشرة.
وأشار إلى أن المخاوف من إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب – وهما محوريان في تأمين إمدادات النفط عالميًا – لم تتحقق، رغم التوترات. وكان يُتوقع أن يتسبب إغلاق أحد المضيقين بتوقف نحو 20% من الإمدادات العالمية.
وأكد عايش أن هذه المخاوف دفعت العديد من الدول الكبرى إلى زيادة احتياطياتها الاستراتيجية من النفط والغاز، ما رفع الأسعار مع بداية الهجمات. إلا أن العوامل التي دعمت هذا الارتفاع بدأت تتلاشى، ما أدى إلى تراجع الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.
ونوّه إلى وجود فائض في المعروض النفطي قبيل اندلاع المواجهات، نتيجة اتجاه أوبك+ إلى زيادته، مرجحًا عودة الحديث عن هذا الفائض باعتباره عاملًا مؤثرًا أكثر من مخاوف الانقطاعات.
وأوضح أن الطاقة لا تزال عنصرًا محوريًا في النشاط الاقتصادي، لاسيما في الأسواق الخليجية التي تعتمد بشكل كبير على النفط رغم مساعيها للتنويع. وأضاف أن أسعار النفط تبقى عاملًا حاسمًا في موازنات هذه الدول، سواء بتحقيق عجز أو فائض.
ولفت إلى أن التفاؤل المرتبط بانتهاء الأزمة الإيرانية الإسرائيلية انعكس إيجابيًا على الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الارتفاعات تُعدّ بمثابة تعويض عن الخسائر خلال الأسبوعين الماضيين. وأضاف أن الأسواق ترسل من خلال هذا الأداء رسالة مفادها أن "العالم لم يكن مرتاحًا لهذه الحرب، وأن الاستقرار هو السبيل لأداء اقتصادي أفضل".
واعتبر عايش أن تحركات الأسواق هي "رسالة بحد ذاتها" إلى ترامب بأن العالم بحاجة إلى الهدوء والاستقرار، لا إلى استعراض القوة أو فرض الرسوم الجمركية، متسائلًا: "إذا كان ترامب هو من أعلن وقف إطلاق النار، فلماذا لا يوقف الرسوم الجمركية؟"
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
فضيحة شقة لندن
أفنير، الابنُ الأصغرُ لنتنياهو، تخلّى عن والده رسميًا، وغيّر اسمه في السجلات المدنية الإسرائيلية. السبب أنّه اشترى شقة في لندن عام 2022 بـ502 مليون جنيهٍ إسترلينيّ، أي ما يُعادل مليونيْ شيكلٍ إسرائيليّ، للتهرّب من الضرائب، وغيّر اسمه إلى آفي سيغال، كما غيّر اسمه في رخصة القيادة وكافة الأوراق الرسمية. حدث ذلك خلال دراسته الماجستير في جامعة أكسفورد.الشراء تم من خلال صفقة عقارية مشبوهة، حيث تم دفع الثمن عبر تحويل بنكي مباشر، وليس كما هو متّبع في سوق العقار البريطاني، وبسعرٍ أقل من الحد الأدنى الذي يتوجّب الإفصاح عنه لمصلحة الضرائب. وما لفت الانتباه أنّ سعر صرف الجنيه الإسترليني كان في مستوى منخفض غير مسبوق عند الشراء. وحسب صحيفة «كالكاليست» الإسرائيلية، فإنّ ذلك يؤشّر إلى أنّ مسؤولين إسرائيليين تلاعبوا في سعر صرف الجنيه بالتزامن مع يوم شراء الشقة، ما أدّى إلى ارتفاع قيمتها في اليوم التالي، حيث ارتفع سعر الجنيه.فضيحة فسادٍ جديدة تُضاف إلى فضائح الفساد التي يُحاكَم بموجبها في المحكمة العليا الإسرائيلية حاليًا. ويبدو أنّ دماء «شايلوك» المُرابي اليهودي في مسرحية «تاجر البندقية» التي كتبها شكسبير في القرن السادس عشر، وتُرجمت إلى معظم لغات العالم، تجري في عروق نتنياهو وسارة زوجته، وامتدّت إلى ابنه أفنير.شخصية شايلوك تُجسّد الصورة النمطية لليهودي المُرابي الجشع، حيث تأخّر رجلٌ مسيحيّ في سداد قرضٍ أخذه من شايلوك، فطلب هذا الأخير رِطلًا من لحم الرجل كضمان لسداد القرض!ظلّت شخصية شايلوك مُلتصقة باليهود عبر التاريخ. ففي تجمّع انتخابي في ولاية آيوا الأمريكية، يوم الخميس الماضي، قال الرئيس دونالد ترامب وهو يستعرض إنجازاته الاقتصادية: «لا ضريبة على التركات، ولا حاجة للاقتراض، في بعض الحالات، من مصرفيين جيدين، وفي حالات أخرى، شايلوك وأناس سيئين».كلمة «شايلوك» في خطاب ترامب سبّبت موجة غضب من منظمات يهودية، فقالت رابطة مكافحة التشهير: «شايلوك تعبيرٌ معادٍ للسامية منذ قرون. استخدامه من قبل الرئيس أمرٌ غير مسؤول وخطير».أما المجلس اليهودي للشؤون العامة، فقال: «هذا ليس مجرد خطأ، بل استمرارٌ لاستخدام ترامب لصورٍ نمطية معادية لليهود».في المقابل، دافع ترامب عن نفسه، وقال للصحفيين: «لم أكن أعلم أنّها كلمة مسيئة. بالنسبة لي، شايلوك يعني شخصًا يُقرض المال بفائدة عالية».لكن ترامب له سوابق في تكرار صورٍ نمطية عن اليهود. ففي عام 2015، قال لمجموعة من المتبرعين اليهود: «لا أريد أموالكم. أنتم تريدون التحكم في سياسيّكم».وفي عام 2022، استضاف في منزله نيك فوينتس، وهو شخصية معروفة بإنكار «الهولوكوست» والعداء للسامية.معاداة السامية عبارة عن سيفٍ يرفعه الصهاينة في وجه كلّ من ينتقد إسرائيل أو اللوبيات اليهودية الداعمة لها في العالم.نتنياهو، المتهم بجرائم الإبادة الجماعية بحربه على غزة في المحكمة الجنائية الدولية، هو شايلوك سياسيّ وعسكريّ وقاتلٌ للأطفال. وهذا ما بدأ العالم يراه ويقتنع به. والأهم أن يقتنع به العرب، ويكفّوا عن معزوفة السلام مع حفدة شايلوك.


العرب اليوم
منذ 4 ساعات
- العرب اليوم
الاتحاد الأوروبى يهدد بالرد بالمثل بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 30%
أعلن الاتحاد الأوروبى، اليوم ، استعداده لاتخاذ إجراءات رد مماثلة بعد أن هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات السلع الأوروبية إلى الولايات المتحدة، بدءًا من الأول من أغسطس 2025. وجاء التهديد فى رسالة وجهها ترامب إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمس /الجمعة/، ونشرها على منصة "تروث سوشيال" يوم السبت، قال فيها: "بدءًا من 1 أغسطس 2025، سنفرض تعريفات جمركية بنسبة 30% فقط على المنتجات الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى الرسوم القطاعية الأخرى". وحذّر ترامب من أن أى تحرك أوروبى لزيادة الرسوم الجمركية والرد بالمثل سيُقابل بتصعيد أمريكي، موضحًا: "فى حال قررتم رفع رسومكم لأى سبب، فستُضاف هذه الزيادة إلى نسبة الـ30% التى سنفرضها أساسًا".


جفرا نيوز
منذ 8 ساعات
- جفرا نيوز
حرب تجارية .. إدارة ترامب تحذر من تطبيق فوري للرسوم
جفرا نيوز - قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اطلع على بعض المقترحات لاتفاقات تجارية ويعتقد أنه يتعين أن تكون أفضل من ذلك. وأضاف هاسيت أن ترامب سيمضي قدما في تطبيق الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على المكسيك والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في حال عدم تقديم مقترحات أفضل. وذكر هاسيت في تصريحات لشبكة إيه.بي.سي "حسنا، هذه الرسوم الجمركية ستطبق حقا إذا لم يتلق الرئيس اتفاقات يعتقد أنها جيدة بما فيه الكفاية'. وتابع "لكن كما تعلمون، المحادثات مستمرة وسنرى كيف ستنتهي الأمور'. وقال هاسيت إن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية تبلغ 50 بالمئة على البضائع القادمة من البرازيل يعكس إحباط ترامب من تصرفات الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية وكذلك من مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة.