logo
في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا

في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا

ذكر موقع "Foundation for Defense of Democracies" الأميركي أن "الثورة السورية لم تكن انتفاضةً من أجل الحرية أو الديمقراطية، بل كانت تعبيرًا عن غضب الإسلاميين السنّة، بدعم من تركيا وقطر، على حكم بشار الأسد، المدعوم من إيران الشيعية".
وبحسب الموقع، "في الواقع، بدأت الثورة السورية كمشروع نبيل، امتدادًا للربيع العربي. قاد المثقفون السوريون هذه الانتفاضة، مطالبين بالحرية والديمقراطية. لكن، كما يُقال، الثورة تأكل نفسها. لم يمضِ وقت طويل حتى فر هؤلاء المثقفون من البلاد، تاركين الصراع للمتطرفين من كلا الجانبين. على مدار العقد الماضي، تحولت الحرب إلى صراع بين الجهادية السنية والاستشهاد الشيعي. بدعم روسي، سيطر الإسلاميون الشيعة في البداية. لكن مع إضعاف إسرائيل للتيار الإسلامي الشيعي في لبنان وإيران، وانشغال روسيا بالصراع الأوكراني، قلب الجهاديون السنة دفة الأمور، وهزموا الأسد وحلفاءه الشيعة في نهاية المطاف".
وتابع الموقع، "تسابق الجهاديون السنة إلى القصر الرئاسي. ومن بينهم أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم القاعدة، منتصرًا، مُعلنًا نفسه رئيسًا. استبدل زيه الجهادي ببدلة غربية، واتخذ اسمه الحقيقي، أحمد الشرع. تفتقر قوات الشرع إلى القوة الكافية للسيطرة على كامل سوريا، فهو يعتمد في حكمه على تحالفات مع جماعات جهادية سنية أخرى. كما ولا تمنحه رئاسته سلطة مطلقة. عندما يدّعي الشرع استعادة سيادة الدولة بنزع سلاح الدروز، وقريبًا الأكراد، فإنه لا يقول إلا نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فهو أنه لم ينزع سلاح أيٍّ من الفصائل المدعومة من تركيا في سوريا بعد".
وأضاف الموقع، "تتعارض أجندة أنقرة مع إعادة بناء دولة سورية ذات سيادة. تُعامل تركيا سوريا كما تُعامل شمال قبرص كما تفرض مطالب مُتطرفة، مثل نزع سلاح الأكراد دون منحهم أي حصة من السلطة. إن أكراد سوريا، الذين اكتسبوا خبرة القتال إلى جانب القوات الأميركية لهزيمة داعش، لن يستسلموا من دون مقاومة. وإن رفضوا الاستسلام، فستبقى دولة الشرع مجزأة وغير مكتملة. في الواقع، تتعارض مصالح تركيا بشدة مع مصالح سوريا. إن هيمنة أنقرة تطغى على دمشق، وحتى لو رغب الشرع في التحرر من رعاته الأتراك، فإنه يفتقر إلى القدرة على ذلك".
وبحسب الموقع، "كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ ولماذا تفشل سوريا ما بعد الأسد، وتنتقل من نفوذ الإسلاميين الشيعة المدعومين من إيران إلى الإسلاميين السنة المدعومين من تركيا وقطر؟ تكمن الإجابة في الفشل الذريع للحكومات العربية المعتدلة في فرض نفوذها. كان ينبغي على المملكة العربية
السعودية، إلى جانب مصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، أن تقود تحالفًا لتوجيه سوريا نحو حكم معتدل، وليس ي المتشدد ".
وتابع الموقع، "مع ذلك، اتسمت العواصم العربية المعتدلة بردود الفعل بدلاً من المبادرة، فهي تأمل في استقطاب الشرع بعيداً عن تركيا وقطر بالاستثمارات. لكن التاريخ يُعلّمنا أن المال وحده لا يكفي لإنهاء الحروب الأهلية. فقد ضخّت الدول العربية الغنية مليارات الدولارات في لبنان منذ اندلاع حربه الأهلية عام 1975، ومع ذلك، لا يزال لبنان دولةً فاشلةً، مُنهارةً كما كانت في 13 نيسان 1975.
وأضاف الموقع، "إن استبدال النفوذ الإسلامي الإيراني بنفوذ تركيا وقطر لن يحل الأزمة السورية. هناك حاجة لجهد تقوده الولايات المتحدة لتهميش هذه الحكومات الثلاث ذات الميول الإسلامية، تركيا وقطر وإيران، لصالح دول عربية معتدلة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب إسرائيل، جارة سوريا. ومن دون مثل هذا التدخل، فلن يمر وقت طويل قبل أن يواجه العالم حركة جهادية متطرفة تتجدد في مختلف أنحاء سوريا، مما يضطرنا إلى العودة إلى نقطة البداية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد سقوط الأسد... اليمن على طريق أن يصبح مركزًا جديدًا لتجارة الكبتاغون!
بعد سقوط الأسد... اليمن على طريق أن يصبح مركزًا جديدًا لتجارة الكبتاغون!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 3 ساعات

  • ليبانون ديبايت

بعد سقوط الأسد... اليمن على طريق أن يصبح مركزًا جديدًا لتجارة الكبتاغون!

بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان يُعدّ أحد أبرز اللاعبين في تجارة الكبتاغون بالمنطقة، برز فراغ في هذه التجارة غير المشروعة، إلا أن غياب الأسد لم يؤدِ إلى اختفاء المخدرات أو توقف تصنيعها وتهريبها، في ظل استمرار الطلب عليها. ووفق تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية للباحثتين ناتالي إكاناو وبريدجيت تومي من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن ميليشيا الحوثي في اليمن تسعى لاستغلال هذا الفراغ، بالانتقال من تجارة القات التي اعتادت عليها، إلى إنتاج وتهريب الكبتاغون، وهو المخدر الذي شكّل لفترة طويلة مصدر تمويل رئيسي للنظام السوري السابق. وكشفت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن ضبط 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى السعودية عبر مناطق يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتراوح سعر الحبة في السوق السعودية بين 6 و27 دولاراً. وتمت عمليات الضبط خلال شهر تموز الماضي، واعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب في عمليات متفرقة. وتشير التقارير إلى أن الحوثيين باتوا ينتجون الكبتاغون محلياً في اليمن، مستفيدين من حدود طويلة مع السعودية تعاني من ثغرات أمنية، ما يمنحهم منفذاً سهلاً إلى سوق إقليمية مربحة. وبحسب التحليل، فإن عائدات هذه التجارة يمكن أن تُستخدم لتمويل شراء صواريخ وذخائر تُوجَّه ضد إسرائيل وحلفائها، بما فيها مواقع أميركية في المنطقة. وتتزامن هذه التطورات مع تراجع إنتاج الكبتاغون في سوريا بعد الإطاحة بالأسد، إلا أن المخدر لا يزال يتدفق عبر الأراضي السورية إلى الأردن ودول الخليج. ورغم تعهد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بـ"تطهير" البلاد من هذه التجارة، فإن شبكات التهريب لا تزال نشطة في سوريا ولبنان. وكانت تقارير يمنية، بينها ما نشرته الشرق الأوسط عام 2023، قد تحدثت عن حصول الحوثيين على مواد أولية لإقامة مصانع كبتاغون. وفي حزيران الماضي، أعلن مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي عن إنشاء الحوثيين منشأة لإنتاج الكبتاغون في مناطق سيطرتهم، بالتنسيق مع إيران، بحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني. ويحذّر خبراء من أن اليمن في طريقه ليصبح مركزاً جديداً لإنتاج الكبتاغون، رغم أن الضبطيات فيه لا تزال محدودة مقارنة بدول أخرى في الشرق الأوسط. ويرى التحليل أن على واشنطن الاستمرار في الضغط على شبكات تهريب المخدرات ومراقبة تحركات الحوثيين، مع تفعيل العقوبات التي أقرّتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 30 حزيران الماضي، والتي أبقت على الإجراءات ضد الأسد ومهربي الكبتاغون رغم رفع جزء من العقوبات عن سوريا. واختتم التحليل بالتأكيد أن تجارة الكبتاغون ستستمر حتى مع تغيّر اللاعبين الرئيسيين، ما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة ومستمرة لوقفها على المستويين الإقليمي والدولي.

شهيب: اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يمنح الأمل للحوار السياسي
شهيب: اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يمنح الأمل للحوار السياسي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 9 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

شهيب: اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يمنح الأمل للحوار السياسي

عقد لقاء مع عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب، بدعوة من وكالة داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي، في مركز الحزب في مجدلبعنا. وقال شهيب: "بين العقل والعاطفة تغلّب العقل، ونحتكم إليه. هذا ما نحن عليه منذ أن وجدنا. وما حصل يوماً أن تغلبت العاطفة على العقل في مسارنا التاريخي، وهذا العقل هو الذي يساعدنا على التغلب على جميع الأزمات التي مررنا بها، وما أكثرها، وآخرها ما حصل في السويداء . مصيبة وطنية حلت بسوريا. سوريا التي عانت ايام الأسدين، كتماً للأصوات، وخنقاً للحريات، واستنزافاً للاقتصاد، وسجناً وتهجيراً للقامات الوطنية حتى أصابها الوهن والضعف وانحلال الإدارة مع بشار الأسد الذي جعل منها موقعاً ومنطلقاً لإيران، وسماء مفتوحة لإسرائيل، وتدخلاً فاعلاً لتركيا. فليس من المستغرب أن تتعرض سوريا لهذه الأزمات الأليمة. فالعقود الطويلة من الظلم والطغيان الاسدي ذي الصبغة الطائفية كفيلة بان تترك بلداً مأزوماً وإدارة عفنة. والسقوط السريع غير المتوقع للنظام كانت له نتائج كارثية. استغلته اسرائيل وسعت بالدم السوري لرسم خطوط ومناطق وهمية خدمة لأمنها وليس حماية لأي مكوّن من مكونات الشعب السوري، بل لإعادة رسم معادلة جديدة جنوب سوريا. فالذي يحصل ليس اهتماماً بالدروز، إنما يحقق مصلحة إسرائيل أولا واخيراً. فإسرائيل تسعى من خلال هذه الفرص إلى عزل النفوذ الإيراني ومنع الاقتراب من الجولان المحتل، تأمين الجبهة الشمالية الشرقية للأردن ومنها إلى إسرائيل،التحكم بشريان اقتصادي حيوي يربط سوريا ولبنان والأردن. وممراً آمناً للطيران الحربي الاسرائيلي الى ايران". ولفت إلى أن "هذه هي المرحلة الأولى من المخطط الاسرائيلي لتحجيم وإنهاء دور سوريا المستقبلي في المشرق العربي بعد أن أمعنت بضرب الجيش السوري قبل وبعد بشار الأسد". وأشار شهيب الى ما أدركه وليد جنبلاط من مخاطر، والى ما سعينا إليه، وما ترجم التفافاً وطنياً بلبنان بدءا من سماحة المفتي عبد اللطيف دريان، ورؤساء الحكومات، الحالي والسابقين، وصولاً الى کافة القيادات السنية السياسية والشعبية، كما اركان الدولة اللبنانية. ولفت إلى أن "حكمة عقلاء من الطائفة ومشايخها، والاتفاق على النظرة الموّحدة مع الامير طلال ارسلان حول الأخطار التي كان سيتعرض لها الوطن عامة وأبناء الموحدين أينما كانوا، هذه المواقف ساهمت في منع تسلل الفتنة إلى لبنان. كما أن نجاح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا كان من الأهمية بمكان، وأعطى أملا بأن تقتنص الادارة السورية الجديدة هذه الفرصة لتعزيز الثقة، وإشعار جميع المكونات السورية بالانتماء والمواطنة ودولة العدل والقانون. وقال، من الجيد أن ننتظر لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة السورية للتحقيق بالارتكابات ومعاقبة من قام بها إلى أي جهة انتمى". (الوكالة الوطنية) انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تقرير "Forbes ": عشر قوى خارجية تسعى لتحقيق رؤى مختلفة لمستقبل سوريا
تقرير "Forbes ": عشر قوى خارجية تسعى لتحقيق رؤى مختلفة لمستقبل سوريا

ليبانون 24

timeمنذ 9 ساعات

  • ليبانون 24

تقرير "Forbes ": عشر قوى خارجية تسعى لتحقيق رؤى مختلفة لمستقبل سوريا

ذكرت مجلة "Forbes" الأميركية أن "الإنذار النهائي ومدته 30 يوما، والذي قيل إنه سُلِّم للقوات التي يقودها الأكراد في سوريا في أواخر تموز 2025، بلور حقيقة قاسية: فبعد ثمانية أشهر من فرار بشار الأسد من دمشق، اشتدت المعركة من أجل مستقبل سوريا بدلا من أن تهدأ. ومع سيطرة حكومة أحمد الشرع المؤقتة على نحو 70% من الأراضي السورية ، في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد على نحو 25-30% من الأراضي، فإن السؤال حول من يشكل مسار سوريا لم يكن أكثر إلحاحاً أو تعقيداً من أي وقت مضى. وبعيداً عن خطاب الوحدة، فإن مستقبل سوريا يتحدد من خلال رؤى منفصلة إلى جانب قوى متطرفة تسعى إلى تحقيق أجنداتها الخاصة". لعبة الشطرنج الداخلية وبحسب المجلة، "في قلب الحدث، يجلس الشرع، القائد السابق لهيئة تحرير الشام، الذي غيّر هويته من جهادي إلى رجل دولة براغماتي. وبعد دراسة نموذج حكمه في إدلب مقارنة بنماذج الحكم السورية الأخرى، تبين أنه يجسد أيديولوجية "هجينة" وليس موقفًا سياسيًا عمليًا بحتًا. وتسيطر حكومته، التي اعترفت بها واشنطن بعد رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب في تموز 2025، على دمشق ومعظم المدن الرئيسية. إلا أن السيطرة لا تعني الاستقرار. فقد قُتل أكثر من 1500 علوي خلال 72 ساعة في آذار، بينما خلّفت اشتباكات السويداء في تموز مئات القتلى، كاشفةً هشاشة وعد الشرع بحماية الأقليات". وتابعت المجلة، "ما يريده الشرع هو دولة سورية مركزية تحت سيطرته، وتتمتع بالاعتراف الدولي والقدرة على الوصول إلى الأصول المجمدة والتي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار. والهدف هو تعزيز نفوذه وتأمين تفوقه العسكري، قبل أن يُعيد وكلاؤه الإقليميون تنظيم صفوفهم. وبسبب افتقاره إلى قوة واسعة النطاق ومنضبطة ومدربة، يسعى إلى دمج مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية تحت قيادته المباشرة لتعزيز قوته العسكرية. تتطلب تكلفة إعادة الإعمار، التي تتراوح بين 250 و500 مليار دولار، مشاركة غربية وخليجية، مما يُجبره على تغيير توجهه البراغماتي. مع ذلك، لن تتدفق الأموال دون استقرار في البلاد. وتحت قيادة الشرع، قد تدفع الأقليات ثمنًا أعلى لهذا الاستقرار". وبحسب المجلة، "وقّعت قوات سوريا الديمقراطية، التي يبلغ عدد مقاتليها نحو 100 ألف مقاتل، اتفاقية اندماج مع دمشق في آذار 2025. وتستمد إيراداتها من إنتاج النفط من حقول تنتج حوالي 80 ألف برميل يوميا بحلول عام 2025، وهو انخفاض حاد عن إنتاج سوريا قبل الحرب والذي بلغ حوالي 385 ألف برميل يوميا في عام 2010، بسعر يقدر بنحو 30 دولارا للبرميل. من الناحية الأيديولوجية، تنبع قوات سوريا الديمقراطية من نظام كونفدرالي ديمقراطي، يفرض 40% من القيادات النسائية والتعددية العلمانية، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع النموذج الهجين المحافظ الذي تتبناه هيئة تحرير الشام". وتابعت المجلة، "تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى الحفاظ على نموذج الحكم الأوسع للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، ولا تسعى إلى الفيدرالية بل إلى الحكم الذاتي داخل سوريا. وهذا يعني الحفاظ على هيكلهم العسكري مع حماية التجربة الاجتماعية المتعددة الأعراق والأديان للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا والتي تعطي الأولوية لحقوق المرأة والمبادئ الطائفية. بعد خسارة 11 ألف مقاتل في هزيمة داعش، ترى القوة التي يقودها الأكراد في الحكم الذاتي حمايةً وجوديةً من العدوان التركي، والجهادية السلفية، والأغلبية العربية. إن الخيانات التاريخية الملموسة التي ارتكبها الفاعلون المحليون والدوليون هي التي تدفعهم إلى الإصرار على الضمانات الدستورية". وبحسب المجلة، "تسعى الأقليات الرئيسية الأخرى في سوريا، الدروز (3-5%)، والعلويون (10-12%)، والمسيحيون (5-10%)، إلى الحصول على ضمانات ضد الأعمال الانتقامية، وتميل إلى التشرذم في حال عدم تلبية مطالبها. ويسعى الدروز إلى حماية ذاتية في السويداء، ويطالب العلويون بضمانات أمنية، بينما يسعى المسيحيون إلى تمثيل مؤسساتي. دوافعهم هي البقاء الوجودي، معتبرين أن ضعف الدولة المركزية يحمي مصالحهم الطائفية أكثر من هيمنة هيئة تحرير الشام. إن الصدمة الجماعية الناجمة عن العنف الطائفي تجعل الحكم السلفي المركزي مرعبًا في غياب الحماية الصارمة". بحسب المجلة، "تسعى عشر قوى خارجية مهمة إلى تحقيق رؤى مختلفة لسوريا، وكل منها مدعومة باستثمارات ضخمة وخطوط حمراء متضاربة. بالنسبة للولايات المتحدة، إن عملية انتقالية منظمة تمنع عودة داعش مع الحفاظ على النفوذ المضاد لإيران. وتستعد واشنطن لتقليص وجودها من ثماني قواعد إلى قاعدتين، وتسعى إلى انتقال مُنظّم إلى حكومة الشرع مع الحفاظ على نفوذ قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش وإيران. لقد استثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في الحملة ضد تنظيم داعش، وهو جزء ضئيل مما كان من الممكن أن تحققه لولا قوات سوريا الديمقراطية كحلفاء محليين". وتابعت المجلة، "اما تركيا فهدفها القضاء التام على الحكم الذاتي الكردي، وتفكيك قوات سوريا الديمقراطية إلى وحدات فردية. فبالنسبة لأنقرة، يُمثل ارتباط حزب العمال الكردستاني بوحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) تهديدًا مُفترضًا لأمنها القومي. أما فرنسا فتسعى إلى عملية انتقالية شاملة في مرحلة ما بعد الأسد، مع التركيز على حقوق الأقليات (مثل المسيحيين) والاستقرار. فقد استوعبت باريس أكثر من 80 ألف لاجئ سوري، وتخشى موجة هجرة أخرى قد تُعزز مكاسب اليمين المتطرف الانتخابية. وتتوافق مخاوف الهجرة مع سياساتها، بما في ذلك تعليق طلبات اللجوء بعد سقوط الأسد". وأضافت المجلة، "من جانبها، تسعى المملكة المتحدة إلى انتقال شامل نحو الاستقرار والأمن، مع دعم ثابت للشرعية على الرغم من العنف الطائفي. فإذا أصبحت سوريا ملاذاً للتطرف، فإن المملكة المتحدة قد تواجه تكاليف مكافحة الإرهاب التي قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات. بالنسبة لروسيا، هدفها الحفاظ على القواعد العسكرية والنفوذ بغض النظر عمن يحكم دمشق. توفر قاعدتا طرطوس وحميميم على موسكو مليارات الدولارات سنويًا مقارنةً باستعراض قوتها انطلاقًا من الأراضي الروسية. ورغم تراجع نفوذ موسكو، تحتفظ موسكو بآلاف الأفراد في طرطوس وحميميم. أما إيران، فهدفها الحفاظ على ممر بري لحزب الله، حتى في ظل وجود ضعيف. فبعد سقوط الأسد، انقطع ممر إيران لحزب الله، لكن طهران تبحث عن بدائل عبر الفصائل المتبقية". وبحسب المجلة، "أما إسرائيل ، فتريد سوريا ضعيفة إلى الأبد وغير قادرة على شن تهديدات تقليدية. إن القيمة الاستراتيجية لمرتفعات الجولان تتطلب ضمان عدم قدرة أي جيش سوري موحد على تحدي الضم الذي تم في عام 1981. من جانبها، تدعم المملكة العربية السعودية الحكومة الجديدة التي يقودها السنة لمواجهة فلول إيران، بما يتماشى مع الاستراتيجية الإقليمية الأوسع. ويمثل تعهد المملكة بإعادة الإعمار بقيمة 6.4 مليار دولار استثمارًا جيوسياسيًا في مواجهة طموحات طهران الإقليمية. أما قطر، فتسعى إلى دعم إعادة الإعمار من خلال الاستثمارات في مجال الطاقة مع موازنة النفوذ ضد المنافسين. وتكشف صفقة الطاقة البالغة قيمتها 7 مليارات دولار والتي تم توقيعها في أيار 2025 عن مصالح اقتصادية، في حين أن الحفاظ على النفوذ قد يعارض التوسع الروسي والصيني". وتابعت المجلة، "تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى إقامة صفقات الموانئ والبنية التحتية لدمج سوريا في التجارة الإقليمية بعد سقوط الأسد. ويتطلب دور دبي كمركز تجاري إقليمي شبكات لوجستية مستقرة. وتمهد صفقة ميناء موانئ دبي العالمية، البالغة قيمتها 800 مليون دولار، الطريق للإمارات نحو اندماج سوريا في الأسواق العالمية. وعلى عكس المخاوف الأيديولوجية السعودية، فإن الإمارات العربية المتحدة تقبل أي حكومة توفر الاستقرار التجاري. أما الصين، فتنتظر عقود إعادة الإعمار مع تجنب الصراعات الحالية. ترى مبادرة الحزام والطريق الصينية في إعادة إعمار سوريا، التي تتراوح تكلفتها بين 250 و400 مليار دولار، فرصةً للأجيال المقبلة. وفي ظل عدم وجود أعباء تاريخية، وفي ظل وجود تجارة بقيمة 500 إلى 600 مليار دولار في الشرق الأوسط على المحك، فإن مبدأ عدم التدخل الذي تنتهجه الصين يسمح لها بالتعامل مع كل الأطراف دون قيود أيديولوجية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store