
قضية الطفل محمد تعود إلى الواجهة.. براءةٌ لا يجب أن تموت بصمت
هبة بريس- ميدلت
في مشهد يعيد الأمل ويجدد الألم، عادت قضية الطفل محمد، الراعي الصغير الذي فارق الحياة في ظروف غامضة، إلى صدارة الاهتمام الوطني بعد أن أعلن الدرك الملكي ببومية عن فتح تحقيق جديد في ملابسات هذه الفاجعة.
خطوةٌ انتظرها المغاربة طويلاً، بعد أن تحولت وفاة محمد إلى قضية رأي عام هزت الضمائر الحية، وكشفت عن حجم الألم الذي يمكن أن يختبئ خلف صمت المناطق المهمشة.
محمد، الطفل البريء الذي خرج بحثًا عن لقمة عيش بين الجبال، عاد جثةً هامدة وسط علامات استفهام لم تجد بعدُ أجوبة. كيف يموت طفل في ظروف غير واضحة، دون تحقيقات شفافة، ودون محاسبة للمسؤولين إن ثبتت مسؤوليتهم؟ سؤالٌ ظل معلقًا، حتى جاء هذا التطور الجديد الذي استُدعي فيه والدا الفقيد رسميًا للاستماع إليهما في محضر جديد، ضمن تحقيق يُوصف بأنه 'معمّق وجاد'.
هذه العودة القوية للتحقيق، وإن جاءت متأخرة، فهي ثمرة لضغط شعبي واسع وتضامن كبير من مختلف شرائح المجتمع المغربي، ممن رفضوا أن يُطوى ملف محمد كغيره من الملفات المنسية. فمحمد لم يكن مجرد طفل من قرية نائية، بل أصبح رمزًا للبراءة المسحوقة، والطفولة التي تواجه قساوة الحياة بلا حماية، في وطن لا يزال يكافح من أجل العدالة الاجتماعية والإنصاف.
إن من حق عائلة محمد، ومن حقنا جميعًا، أن نعرف الحقيقة كاملة، وأن يُنصف هذا الطفل الصغير في مماته، بعدما لم يجد من ينصفه في حياته. فالمجتمع الذي لا يحمي أطفاله، ولا يصون حقوقهم، هو مجتمعٌ في حاجة إلى مراجعة ضميره قبل قوانينه.
الهالك ينحدر من منطقة أغبالو – دوار إزرز.
في البداية، طُرحت فرضية الانتحار، لكن مع تصاعد الضجة الإعلامية والاحتجاجات الشعبية، أكدت مصادر محلية أنه سيتم إعادة فتح البحث لكشف الحقيقة الكاملة حول ما جرى فعلًا في تلك الجبال الصامتة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الصباح
منذ 2 ساعات
- جريدة الصباح
حجز 102 ألف 'قرقوبية' بمعبر مليلية
أسفرت عملية أمنية مشتركة بين مصالح الأمن الوطني والجمارك بمعبر باب سبتة، مساء أول أمس (السبت)، عن إجهاض محاولة تهريب شحنة كبيرة من الأقراص المهلوسة نحو المغرب، تتكون من 102 ألف قرص طبي مخدر. وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن هذه العملية المشتركة مكنت من ضبط


جريدة الصباح
منذ 2 ساعات
- جريدة الصباح
عندي ما يكال: سلطة الملاءمة
عندما أقر المشرع المغربي سلطة الملاءمة، لم يكن يعني حصرها فقط في المتابعة في حالة سراح أو اعتقال أو حفظ المتابعة، بل كان يروم من ورائها التحقيق الفعلي لأحد عناصر المحاكمة العادلة، التي لا تتوقف فقط عند التطبيق الحرفي لنص القانون، بل تعمد إلى تفعيل مبدأ الاجتهاد


جريدة الصباح
منذ 2 ساعات
- جريدة الصباح
قضاة ومحامون وأمنيون في ورطة 'السمسرة'
تسود حالة من الترقب الممزوج بالتوجس، بالدائرتين القضائيتين آسفي والجديدة، إذ ينتظر أن تنطلق، الأسبوع الجاري، مساطر استدعاء مجموعة من الموظفين العموميين، من ذوي الامتياز القضائي، قصد مباشرة إجراءات الاستماع إليهم، على خلفية ورود أسمائهم في المسطرة المرجعية المحال بموجبها 25 متهما، على الوكيل العام للملك بالبيضاء،