
سلوك الغاب
ومع هذا الهدوء والاستراحة الريفية قررت أن أربي مجموعة من الأغنام، ولاكتمال شركاء الأرض أضفنا معها عددًا من الحيوانات؛ كالدجاج وكلب حراسة، وتجمعت كذلك مجموعة من القطط الطوافة من تلقاء نفسها، ومع هذا الهدوء إلا من ضجيج الحيوانات وأصواتها وأفعالها؛ فقلت: فررت من ضجيج إلى ضجيج آخر أشد فتكًا. فكل نوع يصارع الآخر؛ من أجل البقاء بدون تفاهم ولارحمة؛ فهم حيوانات وبدون عقل؛ فسلوكيات الغاب هي السائدة. القوي يأكل الضعيف، حتى القطة تأكل أحد أولادها، والذكر منها يهاجم الآخرين من نفس النوع، والتيس الكبير يصارع صغار نوعه، والديك ديكتاتور على صغار الديكة، وكلب الحراسة هجموا عليه في الليل المظلم مجموعة كلاب فافترسوه وقطعوه إربًا.
إنها مجتمعات حيوانية تصارع بعضها بدون عقل؛ من أجل البقاء كما تظن وتعتقد وتفكر. وبعد هذه المشاهد وتفكير وتفكر ومشاهدة ما يحدث وحدث بين شركائنا في الأرض، حمدت الله كثيرًا على تميزنا عن غيرنا من شركاء الحياة بالإنسانية البشرية، التي تميزت بالعقل والرحمة والسلام والإسلام والإنسانية في تعاملها الإنساني مع بعضها البعض، وبعدما هود الليل، وأتت نسمات البر والشجر أقفلت باب الاستراحة، وأخذت ريموت التلفاز، وليتني لم أفعل؛ فشاهدت في الأخبار أعداد القتلى في غزة فلسطين، والقتل العشوائي الذي لايفرق بين الطفل وأمه والشيخ العجوز الكبير بالسن، والمقاتل؛ فالقتل كل يوم عشوائي والتجويع الجماعي مستمر للأهالي، والمناظر المختلفة المشوهة لكل أنواع الإنسانية تفطر القلوب وتدمي العين بالدمع همالا. عندها تماسكت وقلت في نفسي: هل ها كذا تفعل الإنسانية مع بعضها بسلوك وأفعال الغاب وافتراس الحيوانات بالقتل على النوع.
فسلوك وأفعال العدوانية الإنسانية أشد وأخطر فتكًا من الحيوانات، ولا توجد مقارنة في الأفعال، بعد أن شاهدت ما شاهدت؛ فالقتل عشوائي والتجويع جماعي، وبفنون المجون والجنون.
عندها قمت أصلي الوتر، ولم أنس أبناء سام، وأن يكفي الله الإنسانية من شرهم، وشر كل ذي شر، وبعدها قررت أن لا أشاهد الأخبار المزعجة؛ مهما كانت وأهتم باستراحتي وأزرع فيها الكثير من الأشجار، خاصة أشجار الورد والفل والعطريات وبكميات كثيرة، ومن كل أنواعها، وذلك حتى أساهم في المشاهد الجميلة التي تسرالناظرين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
منذ 12 دقائق
- البشاير
مطالب بمنح 'التيك توكرز' ومقدمي المحتوى ترخيص رسمي لضبط المحتوى
أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الأزمة المرتبطة بمنصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تطبيق 'تيك توك' لا تُحل عبر قرارات الحظر أو المنع، بل تحتاج إلى ضوابط وتشريعات حكيمة توازن بين حرية التعبير والحفاظ على القيم. وأوضح الدكتور قابيل، في تصريحات له أن 'المنع الكامل ليس هو الحل، لأن الشباب سيتجه إلى منصات بديلة وربما تكون أكثر خطرًا، لكن الحل العملي هو تقنين النشاط الرقمي من خلال إلزام من يُنشئون المحتوى بالحصول على ترخيص رسمي، كما يحدث في الإعلام المرئي والمسموع، يُحدد فيه طبيعة المحتوى ومسؤولية صاحبه'. وأضاف: 'لابد من التفرقة بين من يستخدم المنصة في نشر محتوى هادف، وبين من يستغلها في بث مشاهد تخالف قيم المجتمع وآدابه العامة، وهؤلاء ينبغي أن يُحاسبوا بموجب القانون، لا أن يُعاقَب الجميع'. وأشار الدكتور قابيل إلى أن التمييز بين المحتوى الصالح والطالح هو من صميم الشريعة، مستشهدًا بقول الله تعالى: 'فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض'، مؤكدًا أن ما ينفع الناس من علم وتوجيه وترفيه مباح لا حرج فيه، أما ما يُشيع الفحش والرذيلة فينهى عنه الإسلام بشدة، لقوله سبحانه: 'إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة'. وعن الأموال التي يحصل عليها صانعو المحتوى عبر تيك توك، أوضح الدكتور قابيل أن 'الأموال في ذاتها ليست حرامًا، لكن الحكم يرتبط بطبيعة المحتوى، فإن كان المحتوى نافعًا، محترمًا، ويخلو من الإيذاء الأخلاقي أو الديني، فإن الكسب منه حلال، أما إذا كان قائمًا على التعرّي، أو الإسفاف، أو الإفساد، فإن الكسب منه حرام شرعًا، لأنه مبني على باطل'. وأكد أن الشريعة الإسلامية تضع ضوابط واضحة في الكسب، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: 'إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}' [رواه مسلم]. وتابع: 'نسأل الله أن يهدي شبابنا لما فيه الخير للبلاد وصلاح العباد، وأن يقدموا رسالة جميلة تنفع الناس وتمكث فى الأرض' .


26 سبتمبر نيت
منذ 12 دقائق
- 26 سبتمبر نيت
مساعد مدير عام شرطة محافظة إب لـ"26سبتمبر": نجاحات أمنية كبيرة في منع الجريمة ومكافحتها
أكد مساعد مدير عام أمن محافظة إب، العقيد أمين وجيه الدين، أن الوضع الأمني بالمحافظة مستقر ومستتب، مشيرا إلى وجود تطور ملموس على مستوى الضبط الأمني بنسبة تصل إلى 99%. كتب: فهد عبدالعزيز وأشار العقيد وجيه الدين، إلى أن هذا الإنجاز تحقق برعاية الله سبحانه وتعالى، وبتوجيه وبإشراف مدير عام شرطة المحافظة، العميد هادي الكحلاني، على جميع الخطوات الأمنية والخدمية، بما في ذلك المرور، والأحوال المدنية، والمباحث الجنائية، وهو ما لمسه المواطنون على المستويين الخدمي والأمني. وأوضح أن شرطة المحافظة بمختلف تخصصاتها حققت نجاحات أمنية كبيرة في منع الجريمة ومكافحة الجرائم المنظمة، ورصدها قبل وقوعها، بفضل جهود ويقظة منتسبي الأجهزة الأمنية وتعاون المواطنين الشرفاء، بالإضافة إلى الدعم المستمر من قيادة شرطة المحافظة ممثلة بالعميد هادي الكحلاني، ووزارة الداخلية. وبين العقيد وجيه الدين، أن مهمة الأجهزة الأمنية جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، باعتبار الأمن أولوية لتحقيق التنمية في جميع المجالات. وذكر أن الأجهزة الأمنية في المحافظة تبذل جهودا حثيثة لإفشال المخططات الإجرامية، عبر تتبع العناصر الخارجة عن القانون، وكشف الخلايا، والضرب بيد من حديد ضد كل من يحاول زعزعة أمن الوطن، مهما كانت التضحيات. وأفاد العقيد وجيه الدين، أن اليمن أرضا وإنسانا يواجه مؤامرات كثيرة، لكنه باق على موقفه الثابت والمشرف تجاه القضية الفلسطينية نصرة لغزة، التي تمثل البوصلة الحقيقية لكل الأحرار، انطلاقا من المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية. وأضاف أن مجريات الأحداث الراهنة تتطلب مضاعفة الجهود الأمنية، خاصة في ظل الحرب المباشرة مع العدو الصهيوني الأمريكي، الذي يحاول زعزعة الاستقرار الداخلي عبر العملاء وضعفاء النفوس، مبينا أن تعزيز الوعي والحس الأمني سواء لرجال الامن أو للمواطن أسهم في كشف الكثير من الحقائق، وضبط الجريمة قبل وقوعها. وجدد العقيد وجيه الدين، تأكيده بأن العدو فشل في تحقيق أهدافه بفضل يقظة الأجهزة الأمنية، والتعاون الوثيق مع المواطنين الذين هم رجال الأمن الحقيقيين، الذي بفضل وعيهم وحرصهم الوطني والأمني تحققت النجاحات الأمنية النوعية. ولفت إلى أن العدو عجز خلال الفترة السابقة في الحصول على أبسط المعلومات، ومحاولاته الفاشلة بتجنيد الجواسيس الذين تساقطوا تباعا بفضل الله، ويقظة رجال الأمن، والشرفاء من أبناء الوطن. وأشاد بالدور الكبير لأبناء إب في تعزيز الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن تعزيز ثقة المواطن وتعاونه مع الأجهزة الأمنية قوية وراسخة لأن الامن مسؤولية الجميع دون استثناء. وتطرق العقيد وجيه الدين، إلى أن شرطة المحافظة تحرص على تنفيذ برامج التأهيل والتدريب وكذلك التوعية بالوسائل المختلفة والدورات الثقافية التي تعزز القيم والسلوك الأمني لمنتسبي الأجهزة الأمنية في التعامل مع المواطنين أثناء تنفيذ المهام المختلفة، ليكون رجل الأمن قدوة في كافة المجالات.

يمرس
منذ 36 دقائق
- يمرس
لا مكان للخونة في يمن الإيمان والحكمة
لقد أطلق السيد القائد- يحفظه الله- يوم الخميس الماضي، تحذيراً قوياً ليضع حدًا لأي تهاون أو تواطؤ، وليؤكد أن أيّ رهان على الصهاينة هو انتحار سياسي ومجتمعي، بل خيانة صريحة للشعب، للوطن، ولقضية الأمة المركزية: .. حيث قال": نوجه التحذير لكل من تسوّل له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من كل أدوات الخيانة والغدر والإجرام"، أهمية الوعي ما لا يدركه العدو وأدواته أن الجبهة الداخلية اليوم أكثر تماسكًا ووعيًا من أي وقت مضى، وأن الحشود المليونية في الساحات التي تخرج كل جمعة، ليست مجرد مظاهرة احتجاجية، بل تعبيرٌ واضخ عن ولاءٍ راسخ، ورفضٍ مطلق لأي مشروع استسلامي أو مسار تطبيعي. رسالة واضحة الرسالة التي حملها الخطاب واضحة لكل من تسوّل له نفسه الاصطفاف مع العدو، إعلاميًا، أمنيًا، او بأي شكل الأشكال فقد وضع نفسه في مواجهة مع الشعب، مع الجيش، ومع المشروع الوطني التحرّري، وسيكون مصيره الانكشاف، والنبذ، ثم الاجتثاث. ولم يكتفِ السيد القائد بالتحذير، بل وضع المعادلة الصلبة.. اليمن اليوم ليس هشًا ولا مستكينًا، بل في ذروة استعداده التعبوي والعسكري، وسيفه لا يرحم يد الغدر إن امتدت. لا مكان للحياد المعركة اليوم حاسمة، لا تحتمل الوقوف في المنطقة الرمادية، فإما أن تكون مع الوطن، أو مع العدو، أما أولئك الذين يحاولون اللعب على الحبال، أو ارتداء أقنعة الوطنية المزيفة، فسينكشفون أمام هذا الشعب الذي خبرهم جيدًا، ولفظهم منذ أول انحناءة أمام حفنة من المال المدنس.