
الذكرى المئوية لـ'الشهاب'
ظنت فرنسا الصليبية وأولياؤها الذين تحسبهم أيقاظا وهم رقود، بل تحسبهم أحياء وهم أموات أن الإمام ابن باديس أصيب في مقتل، وأن توقيف 'المنتقد' كانت القاضية، وليس بأمانيها ولا أماني اصحاب شعار 'لُومَاحَبَّهُم مَاجَابهوم'، وأعماهم الشيطان عن قول الرحمان: 'قل إن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر'. وهل هناك أفحش وأنكر من فرنسا؟
التقط ابن باديس أنفاسه، وامتشق سلاحاً جديدا، وحشر جنده واستخار ربه واستعانه فأصدر بعد شهر بالضبط من ايقاف المنتقد جريدة جديدة سماهاً'الشهاب' في 12/11/1925، فخاطبه الشيخ الطيب العقبي قائلا: 'لله دركم ما أبرعكم في انتقاء الأسماء'.
كان 'الشهاب' 'شهابا ثاقبا يقذف به كل شيطان رجيم، وأفاك أثيم، ودجال مارق، وقتات منافق، فيحترق من عاند واعتدى'. (الشهاب ع 1 في 12/11/1925 م ص3) .
مما أضحك الصبيان في الحجور والأموات في القبور قول سدنة 'الفكر الميت'، الذين ركنوا إلى الصليبين الفرنسيين، وزعموا أنهم 'أولياء الله' وما أولياؤه إلا المجاهدون الصادقون، قولهم: 'أن المنتقد أوقف بكرامة'. (الشهاب ع 1 ص 1)، ويقصدون 'كرامتهم' التي سلطوها على ابن باديس' كما كان يسميه المنحرفون من الطرقيين. وأعماهم إبليس أن يسلطوها عليه وعلى فرنسا الصليبية.
الآن الشهاب منطوقه ولم ينحرف عن مضمون المنتقد، اذ ورثه 'فرضاً وتعصيبا' – كما يقول الفقهاء – فكان الشهاب استمرارا للمنتقد رغم ما اعترضه من عوائق ومكايد ومؤامرات من 'الاخوان' قبل العديان.. ملينا خطابه مراوغا أعداءه.. ولكنه 'كان ثوريا خالصا وحكيما، لا يتطلب من كل مرحلة تاريخية أكثر مما تقدر أن تعطي'. (عمار وزقان: الجهاد الأفضل، ط، دار الطليعة بيروت ص 27).
(عمار وزقان هو زعيم الحزب الشيوعي في الجزائر قبل أن يفيق من ضلاله، رحمه الله وغفر له).
أكد الإمام ابن باديس في العدد الأول من الشهاب أنه إذا أوقف المنتقد فإن 'الفكرة الحرة الحقة السامية الإصلاحية لم تقف ولن تقف'. (الشهاب 18 ص (3). وقد أبره الله – عز وجل – فربط على قلبه، وثبته بالقول الثابت، فلم يبع – رغم الضغوط والمغريات – دينه ووطنه بعرض من الدنيا حتى أتاه اليقين، وأكرمه بعد ما نصر شعبه المسلم على فرنسا الصليبية .
يعاب على الامام ابن باديس كلمات قالها مراوغة لفرنسا وتقية من بطشها حذرًا على مشروعه، فليكن ذلك ولكننا نتحدى هؤلاء العائبين أن يخرجوا لنا جرائدهم ومنشوراتهم كما أخرجنا المنتقد والشهاب والسنة والصراط والبصائر، ولنعرض كل ذلك على الجزائريين ليميزوا الخبيث من الطيب.
رحم الله الإمام ابن باديس الذي شهده له أخوه وخليفته الإمام الابراهيمي 'انه كان فنا في الرجولة'. جريدة البصائر في 2/5/1949/ص2 .وأكرر قول الشاعر:
إن الشجاعة في القلوب كثيرة … ووجدت شجعان القلوب قليلا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 2 ساعات
- إيطاليا تلغراف
حي الشيخ رضوان تحت النار: مجزرة في قلب غزة تُبيد عائلات كاملة
إيطاليا تلغراف عبد الله مشنون كاتب وصحفي مقيم بايطاليا في ليلة حالكة السواد، امتزج فيها هدير الطائرات الحربية الإسرائيلية بأصوات الاستغاثة والتكبير، تحوّلت منازل آمنة في حي الشيخ رضوان إلى ركام، وعائلات بأكملها إلى جثث هامدة تحت الأنقاض. ارتكبت آلة الحرب الإسرائيلية واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب الطويلة، مستهدفة الأحياء السكنية المكتظة، دون سابق إنذار، وبلا أي اعتبار لوجود المدنيين. في ساعات الفجر الأولى، بدأت طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال الجثث من بين الأنقاض. لم تكن مهمةً إنقاذية، بل أشبه بطقوس وداع لأرواح لم يُمنح لها حتى حق النجاة. عشرات الشهداء ارتقوا في ضربة واحدة، معظمهم من الأطفال والنساء، بعضهم دُفنوا تحت منازلهم التي تحوّلت إلى قبور إسمنتية. عائلة أبو سالم، على سبيل المثال، أُبيدت بالكامل. لم ينجُ أحد منهم. المنزل الذي كان يأوي ثلاثة أجيال تحول إلى كومة حجارة. عائلة الريس، أبو عودة، والرمّال، كلّها عائلات غزية معروفة، أصبحت اليوم صفحات في دفتر الشهداء. حي الشيخ رضوان، أحد أحياء غزة الشمالية، يُعد من المناطق الحيوية والمكتظة سكانيًا، ويضم مقابر قادة فلسطينيين كبار مثل الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي. لكن في هذا العدوان، لم يكن لحرمة الحياة أو حتى للموت أي اعتبار. استهدفت الطائرات الإسرائيلية، في غارات متتالية، منازل مدنية دون أي إنذار، ما أدى إلى انهيارات كارثية وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين. مصادر طبية أكدت أن الغارات أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 45 مدنيًا في ليلة واحدة، بينهم 23 طفلًا و11 امرأة، بالإضافة إلى عشرات المصابين، بعضهم في حالات حرجة. مشاهد تخلّد الوجع مراسلون وشهود عيان نقلوا صورًا تقشعر لها الأبدان: أمّ تجلس فوق ركام منزلها، تحتضن جثة ابنها الذي لم يتجاوز السابعة. متطوعون يحاولون إزالة الحطام بأيديهم بعد أن عجزت الآليات الثقيلة عن الوصول وسط الركام. نعوش صغيرة بيضاء، تحملها أكتاف الرجال وهم يهتفون 'حسبنا الله ونعم الوكيل'، في جنازة جماعية حزينة هزّت وجدان غزة والعالم. ليست هذه المجزرة حدثًا معزولًا، بل جزء من نمط متكرر تتبعه إسرائيل منذ بداية عدوانها الأخير على غزة. استهداف المدنيين والبنية التحتية بات سياسة ممنهجة، تُنفذ بصمت دولي مريب، وصمتٍ عربي أكثر إيلامًا. الاستهداف العشوائي لمناطق سكنية، واستخدام أسلحة محرمة، وتدمير مستشفيات ومدارس وملاجئ، كلها تشكل أدلة على جرائم حرب مكتملة الأركان، تستوجب تحقيقًا دوليًا مستقلًا، ومحاسبة عادلة للمرتكبين. في قلب النار… غزة تُقاوم بالحياة ورغم هذا الموت المتفشي، لا تزال غزة تصر على الحياة. في الشيخ رضوان، كما في الشجاعية وخان يونس ورفح، يواصل السكان دفن شهدائهم، ويعودون من جديد للبحث عن لقمة، عن دواء، عن شربة ماء، عن كهرباء، عن أمل. غزة لا تموت، لكنها تنزف. تنزف وهي تقاوم. الدموع التي سقطت على جثامين الأطفال، ليست دموع ضعف، بل عهد جديد: ألّا تُنسى هذه المجازر، وألّا تمرّ كما مرّت سابقاتها في صمت. كلمة أخيرة المجزرة التي وقعت في حي الشيخ رضوان تُمثل فصلاً جديدًا من كتاب طويل من الألم الفلسطيني. كتابٌ لم يُكتب بالحبر، بل بالدم، ويُنادي كل ضمير إنساني: إلى متى؟ إيطاليا تلغراف


التلفزيون الجزائري
منذ 3 ساعات
- التلفزيون الجزائري
وزير المجاهدين يعزي في وفاة المجاهد حاكمي حمزة عضو جيش التحرير الوطني – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، اليوم الإثنين، بتعازيه في وفاة المجاهد المرحوم حاكمي حمزة ، عضو جيش التحرير الوطني. وكتب في حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي: 'ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المجاهد المرحوم حاكمي حمزة ، عضو جيش التحرير الوطني تغمده الله برحمته الواسعة. ولا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلته الكريمة ورفاقه في الجهاد بأخلص التعازي، داعيا الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويتقبله إلى جوار النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا'. 'وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون'


التلفزيون الجزائري
منذ 7 ساعات
- التلفزيون الجزائري
وزير المجاهدين يعزي في وفاة المجاهد أحمد بوحيرد – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، اليوم الإثنين، بتعازيه في وفاة المجاهد المرحوم أحمد بوحيرد، عضو جيش التحرير الوطني. وكتب في حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي: 'ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المجاهد المرحوم أحمد بوحيرد، عضو جيش التحرير الوطني تغمده الله برحمته الواسعة. ولا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلته الكريمة ورفاقه في الجهاد بأخلص التعازي، داعيا الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويتقبله إلى جوار النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا'. 'وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون'