logo
الذكرى المئوية لـ'الشهاب'

الذكرى المئوية لـ'الشهاب'

الشروقمنذ 3 أيام
لم يصدر من جريدة 'المنتقد'، للإمام المجاهد عبد الحميد ابن باديس إلا 18 عدداً، فأصاب فرنسا الصليبية وأولياءها من أصحاب الفكرين الميت والقاتل رُعب شديد، فسارعت إلى إيقافه في 13/ 10/ 1925.. فكان عمر المنتقد ثلاثة أشهر وستة أيام.
ظنت فرنسا الصليبية وأولياؤها الذين تحسبهم أيقاظا وهم رقود، بل تحسبهم أحياء وهم أموات أن الإمام ابن باديس أصيب في مقتل، وأن توقيف 'المنتقد' كانت القاضية، وليس بأمانيها ولا أماني اصحاب شعار 'لُومَاحَبَّهُم مَاجَابهوم'، وأعماهم الشيطان عن قول الرحمان: 'قل إن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر'. وهل هناك أفحش وأنكر من فرنسا؟
التقط ابن باديس أنفاسه، وامتشق سلاحاً جديدا، وحشر جنده واستخار ربه واستعانه فأصدر بعد شهر بالضبط من ايقاف المنتقد جريدة جديدة سماهاً'الشهاب' في 12/11/1925، فخاطبه الشيخ الطيب العقبي قائلا: 'لله دركم ما أبرعكم في انتقاء الأسماء'.
كان 'الشهاب' 'شهابا ثاقبا يقذف به كل شيطان رجيم، وأفاك أثيم، ودجال مارق، وقتات منافق، فيحترق من عاند واعتدى'. (الشهاب ع 1 في 12/11/1925 م ص3) .
مما أضحك الصبيان في الحجور والأموات في القبور قول سدنة 'الفكر الميت'، الذين ركنوا إلى الصليبين الفرنسيين، وزعموا أنهم 'أولياء الله' وما أولياؤه إلا المجاهدون الصادقون، قولهم: 'أن المنتقد أوقف بكرامة'. (الشهاب ع 1 ص 1)، ويقصدون 'كرامتهم' التي سلطوها على ابن باديس' كما كان يسميه المنحرفون من الطرقيين. وأعماهم إبليس أن يسلطوها عليه وعلى فرنسا الصليبية.
الآن الشهاب منطوقه ولم ينحرف عن مضمون المنتقد، اذ ورثه 'فرضاً وتعصيبا' – كما يقول الفقهاء – فكان الشهاب استمرارا للمنتقد رغم ما اعترضه من عوائق ومكايد ومؤامرات من 'الاخوان' قبل العديان.. ملينا خطابه مراوغا أعداءه.. ولكنه 'كان ثوريا خالصا وحكيما، لا يتطلب من كل مرحلة تاريخية أكثر مما تقدر أن تعطي'. (عمار وزقان: الجهاد الأفضل، ط، دار الطليعة بيروت ص 27).
(عمار وزقان هو زعيم الحزب الشيوعي في الجزائر قبل أن يفيق من ضلاله، رحمه الله وغفر له).
أكد الإمام ابن باديس في العدد الأول من الشهاب أنه إذا أوقف المنتقد فإن 'الفكرة الحرة الحقة السامية الإصلاحية لم تقف ولن تقف'. (الشهاب 18 ص (3). وقد أبره الله – عز وجل – فربط على قلبه، وثبته بالقول الثابت، فلم يبع – رغم الضغوط والمغريات – دينه ووطنه بعرض من الدنيا حتى أتاه اليقين، وأكرمه بعد ما نصر شعبه المسلم على فرنسا الصليبية .
يعاب على الامام ابن باديس كلمات قالها مراوغة لفرنسا وتقية من بطشها حذرًا على مشروعه، فليكن ذلك ولكننا نتحدى هؤلاء العائبين أن يخرجوا لنا جرائدهم ومنشوراتهم كما أخرجنا المنتقد والشهاب والسنة والصراط والبصائر، ولنعرض كل ذلك على الجزائريين ليميزوا الخبيث من الطيب.
رحم الله الإمام ابن باديس الذي شهده له أخوه وخليفته الإمام الابراهيمي 'انه كان فنا في الرجولة'. جريدة البصائر في 2/5/1949/ص2 .وأكرر قول الشاعر:
إن الشجاعة في القلوب كثيرة … ووجدت شجعان القلوب قليلا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حضور الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم.. في أشغال منتدى شفشاون للتمويل المناخي المحلي
حضور الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم.. في أشغال منتدى شفشاون للتمويل المناخي المحلي

حدث كم

timeمنذ يوم واحد

  • حدث كم

حضور الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم.. في أشغال منتدى شفشاون للتمويل المناخي المحلي

شارك السيد عبد العزيز الدرويش رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم في أشغال منتدى شفشاون للتمويل المناخي المحلي المنظم من قبل جماعة شفشاون بشراكة مع التحالف العالمي لعمداء البلديات من أجل المناخ المنعقد يومي 08 – 09 يوليوز 2025 تحت شعار' تمويل محلي من أجل حلول مناخية'. وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى ذكر السيد رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم بالتحديات التي تواجه البشرية جراء ظاهرة الاحتباس الحراري واضطراب المناخ وما يصاحب ذلك من ظواهر طبيعية أكثر تطرفا تؤثر على القطاع الزراعي وقطاع المياه والثروة السمكية والحيوانية وعلى استقرار المجتمعات المحلية. وأشار إلى أن المغرب يعتبر من الدول المعرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ وأضحى يعيش جفافا متتاليا ويعرف إجهادا مائيا مما يؤثر على الموارد الطبيعية والنظم البيئية المختلفة وعلى الإنتاج الزراعي. وتطرق أيضا لانخراط المملكة المغربية، تنفيذا لتعليمات مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في دينامية المجتمع الدولي وفي الجهود الرامية إلى تحقيق العبور إلى اقتصاد أخضر لتحقيق تنمية مستدامة. وعرج على المجهودات التي تقوم بها الجماعات الترابية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والدعم الذي تتلقاه من وزارة الداخلية لها عبر المديرية العامة للجماعات الترابية لتحقيق برامجها التنموية، مشيرا إلى حاجتها لتعبئة موارد مالية أكبر للعب الأدوار المنوطة بها في هذا المجال كل في إطار الاختصاصات المخول له لتمويل المشاريع الاستثمارية المحلية التي تساهم في التنمية المستدامة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى يأتي في إطار تعزيز انخراط المملكة المغربية في 'ائتلاف الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح لتعزيز العمل المناخي'، ويدخل ضمن الاستعدادات الجارية لمؤتمر الأطراف للمناخ 'كوب 30' لتعزيز العمل المناخي على المستوى المحلي. ويعرف هذا اللقاء مشاركة رؤساء مجالس ترابية وممثلين عن عدد من المؤسسات والمنظمات والأبناك والمانحين وثلة من الأساتذة والخبراء المختصين الوطنيين والدوليين سوف يتطرقون لموضوع التمويل المناخي المحلي الذي يطرح إشكالات بالنسبة للمدبرين العموميين. كما يمثل المنتدى مناسبة للجانب المغربي لإبراز المجهودات التي تقوم بها بلادنا تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للمساهمة في الحد من التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وانخراطها الكامل في الدينامية العالمية للحفاظ على البيئة وعلى الموارد الطبيعية. خ.د

النظرية الأمنية الإسرائيلية
النظرية الأمنية الإسرائيلية

جزايرس

timeمنذ 2 أيام

  • جزايرس

النظرية الأمنية الإسرائيلية

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. تغيراتها وانعكاساتها الإقليمية ج.3بقلم: أ. د. محسن محمد صالحالتغيرات في النظرية الأمنية بعد عملية طوفان الأقصى4. الاتجاه للجاهزية نحو الحرب طويلة الأمد،في ضوء فشل مبدأ "الحسم" السريع، الذي كان ركنًا في "الثالوث الأمني" منذ تأسيس الكيان.وكان الجيش الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 قد خفف في تعامله مع التنظيمات وفصائل المقاومة، ولأسباب عملية، من فكرة "النصر المطلق" إلى فكرة "النصر الكافي"، بما يضمن فترات من "الهدوء" والاحتواء المانع للتهديد قدر الإمكان.غير أن معركة طوفان الأقصى وطول أمدها، وقوة أداء المقاومة، دفعت باتجاه الحرب طويلة الأمد، لكنها أعادت في الوقت نفسه فكرة الحسم أو النصر المطلق بغض النظر عن المدى الزمني.5. تعزيز الضربات الاستباقية، وتوسيع دائرة الاغتيال المستهدف؛ والتساهل في الضوابط والاعتبارات السياسية والأمنية والأخلاقية التي تمنع ذلك. 6. تقوية النفوذ والهيمنة الإقليمية، من خلال فرض خريطة أمنية جديدة للمنطقة، وفرض مناطق عازلة (كما في لبنان وسوريا...)، وتفعيل التحالفات مع دول التطبيع لتنفيذ أجندات أمنية وفق المعايير الإسرائيلية؛ والظهور بشكل مكشوف ك"شرطي للمنطقة"، وك"عصا غليظة" فوق الرؤوس. وكان نتنياهو قد كرر مرات عديدة فكرة الهيمنة و"تغيير وجه الشرق الأوسط"، وتحقيق "الازدهار عبر القوة". إذ ترى القيادة الإسرائيلية أن حسم الملف الفلسطيني والقضاء على قوى المقاومة، لا يتحققان إلا بتغيير الواقع الأمني في المنطقة، وخنق البيئة التي تتنفس منها المقاومة؛ لضمان الأمن المستقبلي للأجيال الصهيونية في فلسطين المحتلة. 7. التركيز على الأمن الداخلي: من خلال السعي لبناء "حصانة وطنية"، والاستعداد للصدمات المستقبلية، وتعبئة المجتمع الصهيوني وقدرته على التكيُّف، خصوصًا في ضوء تزايد مخاطر الضربات الصاروخية والاختراق الحدودي؛ وفي ضوء تزايد الرغبات في الهجرة المعاكسة لدى المجتمع الاستيطاني اليهودي بسبب الظروف الأمنية. ويندرج تحت ذلك أيضًا مواجهة "التهديد السكاني الفلسطيني" بعد أن تجاوزت أعدادُ الفلسطينيين أعدادَ اليهود في فلسطين التاريخية؛ وبالتالي إدراج ملفات الضم والتهجير وإيجاد البيئات الطاردة لهم في الأجندة الإسرائيلية. 8. المزاوجة بين الاعتماد على الذات والاعتماد على الحلفاء: فبالرغم من التطور الكبير للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وصعودها ضمن أعلى مصدري الأسلحة وتقنيات التجسس في العالم، وبالرغم من الجهود المتواصلة للوصول إلى فكرة "الاعتماد على الذات"، وتحقيق تفوق كبير على الدول في البيئة الإستراتيجية المحيطة، فإن هذا المفهوم اهتز في معركة طوفان الأقصى؛ حيث ثبت أنه غير كافٍ لتحقيق الانتصار. كما أثبت الحاجة الماسة لوجود حلفاء إستراتيجيين كبار دائمين كالولايات المتحدة، التي ظهرت الحاجة إليها في التزويد بالأسلحة النوعية، وفي مواجهة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، ومواجهة إيران، وفي الدفاعات المضادة للصواريخ، وفي توفير الغطاء السياسي والأمني والإعلامي الدولي، وممارسة الضغوط على دول المنطقة. 9. تحقيق الردع النفسي و"كي الوعي"، وذلك بشكله الأقسى والأعنف، من خلال ما حصل في غزة من مجازر وإبادة جماعية وتهجير وتجويع وتدمير، ليتكرس في الوعي الجمعي الخوفُ من الاحتلال الإسرائيلي وعدم اللجوء للمقاومة.أثبت مفهوم "السياج الذكي" المتعلق بالدفاعات الحدودية وحماية المستوطنات، أنه لم يكن كافيًا، وبالتالي يجب تعزيز الدفاعات البشرية والمادية، و"الحرس الوطني" للتعامل مع المخاطر المحتملة.انعكاسات التغير في النظرية الأمنية على البيئة الإقليميةبناء على ما سبق، فإن التغيرات في النظرية الأمنية ستنعكس على شكل سلوك وسياسات إسرائيلية أكثر عدوانية في البيئة الإقليمية، تتمثل فيما يلي:1. توسيع نطاق العمل العسكري والأمني الإسرائيلي إقليميًا، ومحاولة فرض حالة هيمنة مكشوفة في منطقة الشرق الأوسط. 2. الانتقاص من مفهوم السيادة لدى عدد من دول المنطقة، مثل سوريا ولبنان. 3. مزيد من الضغوط على الأنظمة لتنفيذ أجندات أمنية والالتزام بالمعايير الإسرائيلية، بحجة محاربة الإرهاب، وبالتالي مزيد من قمع الحريات، وقمع الاتجاهات الداعمة للمقاومة ولفلسطين، وتيارات "الإسلام السياسي" والقوى الوطنية والقومية المعادية للمشروع الصهيوني، ومواجهة مشاريع النهضة والوحدة.والضغط على أنظمة المنطقة باتجاه "أمننة" الحياة المدنية، من خلال تعميم النموذج الإسرائيلي، بحيث يُعامَل كل تهديد سياسي أو شعبي ك"قضية أمنية"، بما يؤدي إلى تآكل حقوق الإنسان، وتَغوُّل أجهزة المخابرات.في المقابل، فإن السلوك الإسرائيلي المتعجرف قد يؤدي إلى:1. أن تلجأ بعض الدول الكبيرة في المنطقة لحماية أمنها القومي، والدخول في سباق تسلُّح مع "إسرائيل".2. غير أن الجانب الأهم، هو أن هذا السلوك الإسرائيلي المتعجرف، عندما يتعامل مع بيئة عربية وإسلامية ويحاول فرض عصاه الغليظة المباشرة على شعوب عريقة تعتز بدينها وتراثها وتاريخها وهويتها الحضارية؛ فهو إنما يقوم فعليًا بتوسيع دائرة الصراع ودائرة التحدي ضده، وتوسيع دائرة السخط والغضب في البيئة الإستراتيجية، ويتسبب بتسريع قيام "ربيع عربي" جديد يكون الخاسر الأكبر فيه هو الاحتلال الإسرائيلي نفسه، والأنظمة الحليفة معه.3. سيعاني الجانب الإسرائيلي في سبيل تحقيق نظريته، من حالة فرط التمدد، وهو ما قد يتسبب له بحالة إنهاك تفوق طاقاته وإمكاناته، وهو أحد المؤشرات المهمة على تراجع وسقوط الدول عبر التاريخ. وأخيرًا، فثمة فجوة كبيرة بين ما يريده الاحتلال الإسرائيلي، وبين ما يستطيع تنفيذه على الأرض، وما زالت الأمة وشعوبها تتمتع بإمكانات مذخورة هائلة، قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني ودحره.

حي الشيخ رضوان تحت النار: مجزرة في قلب غزة تُبيد عائلات كاملة
حي الشيخ رضوان تحت النار: مجزرة في قلب غزة تُبيد عائلات كاملة

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 2 أيام

  • إيطاليا تلغراف

حي الشيخ رضوان تحت النار: مجزرة في قلب غزة تُبيد عائلات كاملة

إيطاليا تلغراف عبد الله مشنون كاتب وصحفي مقيم بايطاليا في ليلة حالكة السواد، امتزج فيها هدير الطائرات الحربية الإسرائيلية بأصوات الاستغاثة والتكبير، تحوّلت منازل آمنة في حي الشيخ رضوان إلى ركام، وعائلات بأكملها إلى جثث هامدة تحت الأنقاض. ارتكبت آلة الحرب الإسرائيلية واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب الطويلة، مستهدفة الأحياء السكنية المكتظة، دون سابق إنذار، وبلا أي اعتبار لوجود المدنيين. في ساعات الفجر الأولى، بدأت طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال الجثث من بين الأنقاض. لم تكن مهمةً إنقاذية، بل أشبه بطقوس وداع لأرواح لم يُمنح لها حتى حق النجاة. عشرات الشهداء ارتقوا في ضربة واحدة، معظمهم من الأطفال والنساء، بعضهم دُفنوا تحت منازلهم التي تحوّلت إلى قبور إسمنتية. عائلة أبو سالم، على سبيل المثال، أُبيدت بالكامل. لم ينجُ أحد منهم. المنزل الذي كان يأوي ثلاثة أجيال تحول إلى كومة حجارة. عائلة الريس، أبو عودة، والرمّال، كلّها عائلات غزية معروفة، أصبحت اليوم صفحات في دفتر الشهداء. حي الشيخ رضوان، أحد أحياء غزة الشمالية، يُعد من المناطق الحيوية والمكتظة سكانيًا، ويضم مقابر قادة فلسطينيين كبار مثل الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي. لكن في هذا العدوان، لم يكن لحرمة الحياة أو حتى للموت أي اعتبار. استهدفت الطائرات الإسرائيلية، في غارات متتالية، منازل مدنية دون أي إنذار، ما أدى إلى انهيارات كارثية وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين. مصادر طبية أكدت أن الغارات أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 45 مدنيًا في ليلة واحدة، بينهم 23 طفلًا و11 امرأة، بالإضافة إلى عشرات المصابين، بعضهم في حالات حرجة. مشاهد تخلّد الوجع مراسلون وشهود عيان نقلوا صورًا تقشعر لها الأبدان: أمّ تجلس فوق ركام منزلها، تحتضن جثة ابنها الذي لم يتجاوز السابعة. متطوعون يحاولون إزالة الحطام بأيديهم بعد أن عجزت الآليات الثقيلة عن الوصول وسط الركام. نعوش صغيرة بيضاء، تحملها أكتاف الرجال وهم يهتفون 'حسبنا الله ونعم الوكيل'، في جنازة جماعية حزينة هزّت وجدان غزة والعالم. ليست هذه المجزرة حدثًا معزولًا، بل جزء من نمط متكرر تتبعه إسرائيل منذ بداية عدوانها الأخير على غزة. استهداف المدنيين والبنية التحتية بات سياسة ممنهجة، تُنفذ بصمت دولي مريب، وصمتٍ عربي أكثر إيلامًا. الاستهداف العشوائي لمناطق سكنية، واستخدام أسلحة محرمة، وتدمير مستشفيات ومدارس وملاجئ، كلها تشكل أدلة على جرائم حرب مكتملة الأركان، تستوجب تحقيقًا دوليًا مستقلًا، ومحاسبة عادلة للمرتكبين. في قلب النار… غزة تُقاوم بالحياة ورغم هذا الموت المتفشي، لا تزال غزة تصر على الحياة. في الشيخ رضوان، كما في الشجاعية وخان يونس ورفح، يواصل السكان دفن شهدائهم، ويعودون من جديد للبحث عن لقمة، عن دواء، عن شربة ماء، عن كهرباء، عن أمل. غزة لا تموت، لكنها تنزف. تنزف وهي تقاوم. الدموع التي سقطت على جثامين الأطفال، ليست دموع ضعف، بل عهد جديد: ألّا تُنسى هذه المجازر، وألّا تمرّ كما مرّت سابقاتها في صمت. كلمة أخيرة المجزرة التي وقعت في حي الشيخ رضوان تُمثل فصلاً جديدًا من كتاب طويل من الألم الفلسطيني. كتابٌ لم يُكتب بالحبر، بل بالدم، ويُنادي كل ضمير إنساني: إلى متى؟ إيطاليا تلغراف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store