logo
ترامب والناتو يؤكدان المضي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا

ترامب والناتو يؤكدان المضي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا

الجزيرةمنذ 2 أيام
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيرسل أسلحة لأوكرانيا لكن الولايات المتحدة لن تدفع ثمنها، معبرا عن استيائه "الكبير" تجاه روسيا، في الأثناء قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته إن القرار الأميركي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة مهم للغاية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا سيحدث في الشيشان لو غاب رجلها الأقوى؟
ماذا سيحدث في الشيشان لو غاب رجلها الأقوى؟

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

ماذا سيحدث في الشيشان لو غاب رجلها الأقوى؟

تواجه الشيشان اليوم اختبارًا غير مسبوق في تاريخها الحديث، إذ يتدهور الوضع الصحي للرئيس رمضان قديروف، بينما تتجه الأنظار نحو مستقبل الجمهورية القوقازية التي تحولت خلال العقدين الماضيين إلى نموذج سياسي فريد داخل الاتحاد الروسي، قائم على الولاء الشخصي وقوة القبضة الأمنية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ما الذي ينتظر الشيشان إذا غاب رجلها الأقوى فجأة عن المشهد؟ لم يأتِ صعود رمضان قديروف إلى سدة الحكم في الشيشان مصادفة، بل كان امتدادًا لمرحلة محورية من الجدل السياسي والشخصي في تاريخ عائلته، بدأت مع والده أحمد قديروف. فقد كان الأب أحد أبرز قادة المقاومة الشيشانية خلال التسعينيات، ثم غيّر موقفه في ظل تعقيدات المشهد لينتقل إلى التعاون مع موسكو تحت شعار "الاستقرار مقابل الولاء". هذا التحول الحاد أثار جدلًا واسعًا بين الشيشانيين وخصومه السياسيين، إذ اعتبره كثيرون خيانة لتطلعات الاستقلال، في حين رأى آخرون أنه كان محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدمار والفوضى. وقد أدى هذا الجدل، وتزايد الاستقطاب الداخلي، إلى اغتيال أحمد قديروف في انفجار استهدفه داخل ملعب دينامو في غروزني في 2004 أثناء الاحتفال بيوم النصر، في حادثة هزت الأوساط الشيشانية والروسية معًا، وفتحت الباب أمام تصعيد ابنه رمضان إلى الواجهة. في تلك الفترة، لم يكن رمضان بعيدًا عن مركز الأحداث؛ إذ كان قائدًا لمليشيات والده، وشارك بقوة في التحولات الميدانية، لكنه سرعان ما أعاد تموضعه مع تقارب عائلته من موسكو، لينتقل لاحقًا إلى الحكم المباشر عام 2007 بدعم الرئيس فلاديمير بوتين، معتمدًا على معادلة الولاء الشخصي كضمانة للاستقرار في منطقة القوقاز المضطربة. خلال سنوات حكمه، أرسى قديروف الابن نظامًا أمنيًا شديد المركزية، معتمدًا على أجهزة أمنية وقوات خاصة شديدة الولاء للعائلة، وأدار شبكة علاقات معقدة في الداخل ومع الشتات الشيشاني بالخارج، وبنى صورة الدولة الحديثة عبر مشاريع الإعمار ومظاهر الرفاه النسبي مقارنة بسنوات الحرب. اليوم، ومع تدهور صحة قديروف، عاد النقاش حول سيناريوهات الخلافة بقوة إلى الواجهة. فابنه آدم، الذي لم يبلغ بعد سن الرئاسة القانونية وفق الدستور الروسي (ثلاثين عامًا)، جرى تصعيده مؤخرًا إلى مواقع سيادية وأمنية بارزة، في ظل إشراف مباشر من الكرملين. وفي الوقت نفسه، برزت أسماء قوية أخرى مثل آدم دليمخانوف، وأبتي علاء الدينوف قائد قوات "أخمت" (أحمد) الخاصة، وماغوميد داودوف رئيس الوزراء، وجميعهم محسوبون على الدائرة الضيقة التي تفضل موسكو استمرارها كضامن للاستقرار. ما يعزز مخاوف الفراغ أن النخبة الحاكمة الشيشانية ظلت لعقدين تدور في فلك أسرة قديروف، دون تطوير مؤسسات حكم ديمقراطية أو تداول حقيقي للسلطة. وقد وزعت المناصب العليا بين الأقارب والموالين، في وقت عانى فيه المجتمع من رقابة أمنية مكثفة، وقيود اجتماعية ودينية، وتكررت التقارير الدولية حول الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات التعسفية وملاحقة المعارضين حتى خارج البلاد. ورغم ذلك، لا يمكن تجاهل التحسن النسبي في الوضع المعيشي وبنية الإعمار، بالاستفادة من تدفقات مالية ضخمة من موسكو تمثل أكثر من 80% من الميزانية الشيشانية، وهو ما جعل قطاعات واسعة تفضل استمرارية الاستقرار الحالي على العودة إلى أجواء الحرب والصراع المسلح. ومن التطورات اللافتة في السنوات الأخيرة مشاركة قوات الشيشان بقيادة قديروف وقوات "أخمت" إلى جانب الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية. هذا الدور منح قديروف موقعًا متقدمًا في منظومة الولاء للكرملين، لكنه في الوقت نفسه ولّد استياءً في بعض الأوساط الشيشانية، خصوصًا مع تزايد أعداد القتلى في صفوف الجنود المحليين، واحتدام الجدل حول جدوى المشاركة في صراعات لا تمس الشيشان مباشرة. نجح قديروف في تحويل الدين إلى عنصر أساسي في شرعية الحكم؛ إذ عمل على إحياء الهوية الإسلامية للشيشان، وشيد مسجد غروزني الكبير، واستقبل رموزًا دينية مثل شيخ الأزهر، في رسالة واضحة لإبراز البعد الديني لنظامه أمام موسكو والعالم الإسلامي. وقد ساهم هذا التوجه في دمج الشيشان في المنظومة الدينية الروسية الأوسع، وأعطى للنظام بُعدًا رمزيًا يُستثمر في تعزيز علاقة الكرملين بالمجتمع المسلم الذي تزداد نسبته في روسيا عامًا بعد عام. يقف ملف حقوق الإنسان في الشيشان في قلب الجدل الدولي، مع تكرار الاتهامات بانتهاكات جسيمة، وعمليات إخفاء قسري واعتقال للمعارضين، بالإضافة إلى تقارير عن ملاحقة خصوم النظام في الشتات، وخصوصًا في تركيا وأوروبا. وقد أدى ذلك إلى ضغوط غربية متزايدة على موسكو، مع تهديد بفرض عقوبات إضافية في حال تدهورت الأوضاع بعد غياب قديروف. ويحمل الشتات الشيشاني، خاصة في تركيا وأوروبا، دورًا سياسيًا وإعلاميًا متزايدًا، ويعد نافذة لتصعيد الخطاب المعارض أو حتى لإعادة إنتاج مشاريع المقاومة المسلحة إذا ما تزعزع الاستقرار الداخلي. في المقابل، تتابع أوروبا بقلق إمكانية تكرار موجات هجرة واسعة إذا انفجر الوضع الأمني في الشيشان، خصوصًا مع هشاشة منظومة الحكم وغياب مؤسسات تداول السلطة. وهكذا، يظل المجتمع الشيشاني معلقًا بين أمل التغيير ومخاوف الفوضى، حيث تختصر الشيشان اليوم معضلة الاستقرار في منطقة القوقاز: دولة صغيرة، مجتمع جريح، سلطة متمركزة حول أسرة واحدة، وولاء متبادل بين زعيم محلي ورئيس دولة عظمى. لذا، يبقى مصير الشيشان بعد قديروف معلقًا بين أمل التغيير ومخاطر الفوضى، وسط ترقب حذر محلي وإقليمي ودولي لما ستسفر عنه الأيام القادمة. إن طبيعة الإرث السياسي المعقد الذي تركه أحمد قديروف، واستمرار الجدل حول شرعية خيارات ابنه رمضان، ومسار السلطة من بعده، ستظل عنصرًا حاسمًا في رسم مستقبل الشيشان للسنوات المقبلة.

الجيش الأميركي: قوات يمنية تصادر شحنة أسلحة إيرانية "ضخمة" متجهة للحوثيين
الجيش الأميركي: قوات يمنية تصادر شحنة أسلحة إيرانية "ضخمة" متجهة للحوثيين

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

الجيش الأميركي: قوات يمنية تصادر شحنة أسلحة إيرانية "ضخمة" متجهة للحوثيين

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الأربعاء، إن قوات يمنية تعرف باسم قوات المقاومة الوطنية، صادرت شحنة أسلحة إيرانية "ضخمة" كانت متجهة إلى الحوثيين. وأضافت، في منشور على منصة إكس، أن القوات اليمنية "صادرت أكثر من 750 طنا من الذخائر والعتاد تضم مئات الصواريخ المتطورة المضادة للسفن وطائرات ورؤوسا حربية وأجهزة بحث". ووفقا لمنشور القيادة الأميركية فإن هذه الشحنة تضم أيضا "مئات المحركات لطائرات مسيّرة ومعدات دفاع جوي وأنظمة رادار ومعدات اتصالات". وتقول رويترز إن مجموعة المقاومة الوطنية اليمنية هي قوة مناهضة للحوثيين في اليمن بقيادة طارق صالح، ابن شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ولا ترتبط رسميا بالحكومة المعترف بها دوليا. تضامن مع غزة وتضيف الوكالة أنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران السفن في البحر الأحمر، فيما يصفونه بأنه تضامن مع الفلسطينيين. ووفقا لموسوعة الجزيرة، تسيطر جماعة الحوثي -المعروفة بقربها من إيران – على إدارة الدولة في اليمن منذ عام 2015، إذ هاجمت العاصمة صنعاء وحاصرت القصر الجمهوري ووضعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الإقامة الجبرية، قبل أن ينجح في الفرار إلى المملكة العربية السعودية، مما دفع هذه الأخيرة إلى قيادة عملية عسكرية مع 10 دول عربية أخرى ضد الحوثيين لإعادة الرئيس الشرعي إلى السلطة. وأطلقت الجماعة عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ردا على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية " طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة. وبدورهما، شنت إسرائيل والولايات المتحدة سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.

بريطانيا تُغلق الباب ببطء.. الطريق إلى الجنسية أصبح أطول وأقسى
بريطانيا تُغلق الباب ببطء.. الطريق إلى الجنسية أصبح أطول وأقسى

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

بريطانيا تُغلق الباب ببطء.. الطريق إلى الجنسية أصبح أطول وأقسى

لندن-"بريطانيا ليست مأوى للمهاجرين من أجل كسب المال، وليست فندقًا يقيمون فيه، إنها وطننا، ولا أحد سيحرص عليه مثلنا". بهذه الكلمات عبّرت كيمي بادينوك، زعيمة حزب المحافظين، عن موقفها المتشدد من الهجرة، في انسجام تام مع سياسة حزبها المعروفة بالتقييد والصرامة. لكن المفارقة جاءت من حيث لا يُتوقع، إذ فاجأ حزب العمال الجميع حين أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر عن تعديلات جذرية على قوانين الهجرة، وُصفت بأنها الأشد في تاريخ المملكة المتحدة. تضمنت التعديلات الواردة في الورقة البيضاء -وهو الوصف الذي يطلق على مسودة القانون- التي قدمتها الحكومة إلى البرلمان في منتصف شهر مايو/أيار الماضي، تمديد زمن الحصول على الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة إلى 10 سنوات بدلا من 5 سنوات، ويشمل ذلك حاملي تأشيرات العمل، وتقليل فترة السماح بالإقامة للطلاب الدوليين بعد تخرجهم، والعديد من الفئات الأخرى. كما تضمنت قائمة التشديدات، التي نُشرت على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، بنودًا إضافية من بينها رفع مستوى إتقان اللغة الإنجليزية المطلوب للحصول على الإقامة، بهدف تعزيز الاندماج الفعّال داخل المجتمع، إلى جانب تشديد معايير استقدام العمالة لضمان جلب كفاءات أعلى تتماشى مع احتياجات سوق العمل البريطاني. كما شملت المقترحات تشديد شروط استقدام الشريك الزوجي، إلى جانب مراجعة نظام العمال المهرة، بهدف تقليص الاعتماد على العمالة الأجنبية وإتاحة فرص العمل للمواطنين البريطانيين. وأوضحت الحكومة البريطانية أنها تعتزم المضي في مزيد من الإصلاحات خلال الفترة المقبلة، من بينها تعديلات مرتقبة على قواعد استقدام الأسرة، وذلك وفقًا لما ورد في منشورات مكتبة مجلس العموم البريطاني، مع توقعات بتنفيذ هذه التعديلات قبل نهاية العام الجاري. في حديثه لموقع الجزيرة نت، أوضح المستشار القانوني علي القدومي أن السبب الرئيسي وراء طرح الحكومة البريطانية لهذه التعديلات في الوقت الحالي هو الارتفاع الكبير في أعداد المهاجرين إلى المملكة المتحدة. فبحسب تقديرات عام 2023، تجاوز عدد الوافدين الجدد إلى البلاد 900 ألف شخص، جميعهم دخلوا بشكل قانوني، سواء كطلاب، أو عمال مهرة، أو أطباء، وغالبًا ما رافقتهم أسرهم. وترى الحكومة أن هذه الأعداد الكبيرة تشكّل عبئا متزايدا على قطاع الخدمات العامة، خصوصًا وزارة الصحة والبلديات وغيرها من المؤسسات الخدمية، مما دفعها للتفكير في اتخاذ إجراءات تحدّ من هذا الضغط. وبناءً عليه، تسعى حكومة حزب العمال إلى خفض أعداد المهاجرين القانونيين إلى ما بين 200 و250 ألف شخص سنويا. وأشار القدومي إلى أن ما يُعرف بـ"الورقة البيضاء" لا تزال في مرحلة النقاش والمداولات داخل وزارة الداخلية البريطانية (هوم أوفيس)، ولم تتخذ بعد صورتها النهائية، حيث يُتوقع أن يتم حسم ملامحها بحلول نهاية العام الجاري وطمأن القدومي اللاجئين بأنهم خارج هذه التعديلات، وفق تصريحات رئيس الوزراء في البرلمان والتي أعلن فيها استثناء اللاجئين والعائلات التابعين لتأشيرة الزوج من هذه اشتراطات مدة العشر سنوات التعسفية. وختم القدومي حديثه قائلا "أتوقع فور إقرار التعديلات أن تكون هناك طعون قانونية كثيرة، لأنها ستؤثر على ما يقارب من مليون ونصف شخص في المملكة المتحدة، وهذا غير عادل". مستقبل المهاجرين العرب في بريطانيا في ظل تصاعد القلق من التعديلات المرتقبة على قوانين الهجرة، نظّمت منصة "العرب في بريطانيا" ندوة حوارية بعنوان "مستقبلنا كمهاجرين في بريطانيا: الفرص، التحديات، والممكن فعله"، ناقشت خلالها سبل التعامل مع المرحلة القادمة. شارك في الندوة نخبة من المتخصصين في القانون والإعلام والعمل المجتمعي، وشهدت حضورًا لافتًا من أبناء الجالية العربية في بريطانيا. وتناول النقاش أبرز ما جاء في "الورقة البيضاء للهجرة"، وكيفية الاستجابة للتغييرات المقترحة، وأهمية تعزيز الاندماج الإيجابي كمسار فعّال للاستقرار والقبول المجتمعي. وخلال الندوة، تحدثت الدكتورة العراقية لانة الصميدعي عن أحد أبرز التحديات النفسية والثقافية التي تواجه المهاجرين العرب، مشيرة إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في النظرة الذاتية التي تجعلهم يشعرون بأنهم "مواطنون من الدرجة الثانية"، وهو ما يعيق اندماجهم الحقيقي في المجتمع. وأكدت الصميدعي أن على المهاجرين العرب الإيمان بأن لهم حقوقًا وواجبات متساوية، وعليهم التصرف بما يعكس الكفاءة والاحترام، ما يشجع الجهات الحكومية والمجتمعية على معاملتهم بما يليق، ويعزز من فرص حصولهم على الخدمات والدعم. المهاجرون أسهموا في تنمية بريطانيا في حين واجه بعض النواب في البرلمان هذه القرارات بالنقد والاعتراض، مثلما فعل النائب البريطاني جيرمي كوربن (المستقل حاليا والرئيس السابق لحزب العمال)، حينما وجه رسالة صارمة لقادة البلاد مستنكرا جحودهم تجاه إنجازات المهاجرين التي أسهمت في بناء المجتمع البريطاني، في مجالات التعليم والصحة والنقل والقطاعات الأخرى. وفي خطابه في البرلمان، هاجم كوربن الحكومة قائلا: "لماذا لا تنتقدون المهاجرين عندما تذهبون إليهم لعلاجكم في المستشفيات؟ أم أنكم مهتمون فقط بتشويه سمعتهم لأنهم وُلدوا يتحدثون لغة مختلفة ويبدون بشكل مختلف عنكم؟!". ورطة باهظة الثمن تقول ميرفت من تركيا "انتقلت مع أسرتي إلى هنا قبل عامين بتأشيرة عمل، وكانت خطتنا أن نقيم في بريطانيا لمدة ست سنوات، نحصل بعدها على الجنسية ثم ننتقل إلى بلد آخر. لكن بعد التعديلات الجديدة التي سمعنا عنها، أصبحنا مضطرين لإعادة النظر في كل ما كنا نخطط له، رغم التكاليف الباهظة التي أنفقناها من أجل الاستقرار هنا". وتابعت بمرارة: "لقد تورطنا. كنا نتصور أن المعادلة واضحة: خمس سنوات من العمل، والالتزام بالقوانين، ودفع الضرائب، ثم الجنسية. لكن ما جاء في الورقة البيضاء حطّم هذا التصور تماما، وتركنا نشعر بخيبة أمل كبيرة". وأضافت "كان زوجي يطمح في مواصلة دراسته الجامعية هنا، وربما الالتحاق ببعض الدورات المتقدمة، لكن الآن علينا أن نؤجل كل شيء وننتظر فترة أطول لا نعلم إلى متى". "أرض الله واسعة".. وصبر المهاجرين ليس بلا حدود عبّر طلال خالد، باحث دكتوراه في إحدى الجامعات البريطانية، عن استيائه من التعديلات الجديدة قائلا: "عندما تُفرض قيود طويلة الأمد كشرط الإقامة لعشر سنوات، يشعر المهاجر وكأنه مطالب على الدوام بإثبات أحقيته في البقاء. لا يُعامل كمواطن كامل الحقوق، بل كموظف مؤقت مرتبط بوظيفته ومهدد بفقدانها في أي لحظة." وأشار إلى أن هذه التعديلات لا تخلق سوى المزيد من القلق وحالة من اللايقين بين المهاجرين، الذين سيبقون لفترة طويلة في انتظار لا يُعرف إن كان سينتهي بالاستقرار أم بخيبة أمل جديدة، مما يؤثر على قراراتهم المهنية والعائلية وحتى النفسية. وختم طلال حديثه قائلا: "لا أستطيع الاستمرار في هذه الدوامة النفسية لعشر سنوات فقط من أجل الحصول على الإقامة الدائمة. الوضع الحالي خانق، لا يمكنك تغيير وظيفتك أو السعي لفرص أفضل خارج إطار التأشيرة الممنوحة لك. وهذا يعني التنازل عن كثير من الطموحات. لكن، في النهاية، أرض الله واسعة، وهناك أماكن أخرى تمنح الأمل أكثر من هذا الانتظار الطويل والمقيّد". حرب نفسية أم قانون صارم؟ شكت شيماء -وهي طبيبة مصرية تعمل في بريطانيا- نفس الشعور بالقلق الذي عبّر عنه كثير من المهاجرين، مؤكدة بأسف أنها ستضطر إلى ترك عملها في حال تم تطبيق التعديلات الجديدة، قائلة: "لا جدوى من تحمل سنوات طويلة من الانتظار دون أفق واضح للجنسية البريطانية". ورغم عملها مع وزارة الصحة البريطانية واستقدامها لأسرتها العام الماضي، إلا أنها تؤكد أنها اتخذت قرارها مسبقا، ولن تستمر إذا أصبحت الشروط الجديدة واقعا مفروضا. لكن حتى الآن، تبقى الأمور غير واضحة بالنسبة لها، وتختم حديثها بتساؤل يحمل مزيجا من الحيرة والتوتر: "هل ستتحول هذه المقترحات إلى قوانين ملزمة فعلًا؟ أم أنها مجرد حرب نفسية تهدف إلى ردع المهاجرين وثنيهم عن القدوم إلى المملكة المتحدة؟.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store