logo
ماذا سيحدث في الشيشان لو غاب رجلها الأقوى؟

ماذا سيحدث في الشيشان لو غاب رجلها الأقوى؟

الجزيرةمنذ 19 ساعات
تواجه الشيشان اليوم اختبارًا غير مسبوق في تاريخها الحديث، إذ يتدهور الوضع الصحي للرئيس رمضان قديروف، بينما تتجه الأنظار نحو مستقبل الجمهورية القوقازية التي تحولت خلال العقدين الماضيين إلى نموذج سياسي فريد داخل الاتحاد الروسي، قائم على الولاء الشخصي وقوة القبضة الأمنية.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ما الذي ينتظر الشيشان إذا غاب رجلها الأقوى فجأة عن المشهد؟
لم يأتِ صعود رمضان قديروف إلى سدة الحكم في الشيشان مصادفة، بل كان امتدادًا لمرحلة محورية من الجدل السياسي والشخصي في تاريخ عائلته، بدأت مع والده أحمد قديروف. فقد كان الأب أحد أبرز قادة المقاومة الشيشانية خلال التسعينيات، ثم غيّر موقفه في ظل تعقيدات المشهد لينتقل إلى التعاون مع موسكو تحت شعار "الاستقرار مقابل الولاء".
هذا التحول الحاد أثار جدلًا واسعًا بين الشيشانيين وخصومه السياسيين، إذ اعتبره كثيرون خيانة لتطلعات الاستقلال، في حين رأى آخرون أنه كان محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدمار والفوضى.
وقد أدى هذا الجدل، وتزايد الاستقطاب الداخلي، إلى اغتيال أحمد قديروف في انفجار استهدفه داخل ملعب دينامو في غروزني في 2004 أثناء الاحتفال بيوم النصر، في حادثة هزت الأوساط الشيشانية والروسية معًا، وفتحت الباب أمام تصعيد ابنه رمضان إلى الواجهة.
في تلك الفترة، لم يكن رمضان بعيدًا عن مركز الأحداث؛ إذ كان قائدًا لمليشيات والده، وشارك بقوة في التحولات الميدانية، لكنه سرعان ما أعاد تموضعه مع تقارب عائلته من موسكو، لينتقل لاحقًا إلى الحكم المباشر عام 2007 بدعم الرئيس فلاديمير بوتين، معتمدًا على معادلة الولاء الشخصي كضمانة للاستقرار في منطقة القوقاز المضطربة.
خلال سنوات حكمه، أرسى قديروف الابن نظامًا أمنيًا شديد المركزية، معتمدًا على أجهزة أمنية وقوات خاصة شديدة الولاء للعائلة، وأدار شبكة علاقات معقدة في الداخل ومع الشتات الشيشاني بالخارج، وبنى صورة الدولة الحديثة عبر مشاريع الإعمار ومظاهر الرفاه النسبي مقارنة بسنوات الحرب.
اليوم، ومع تدهور صحة قديروف، عاد النقاش حول سيناريوهات الخلافة بقوة إلى الواجهة. فابنه آدم، الذي لم يبلغ بعد سن الرئاسة القانونية وفق الدستور الروسي (ثلاثين عامًا)، جرى تصعيده مؤخرًا إلى مواقع سيادية وأمنية بارزة، في ظل إشراف مباشر من الكرملين.
وفي الوقت نفسه، برزت أسماء قوية أخرى مثل آدم دليمخانوف، وأبتي علاء الدينوف قائد قوات "أخمت" (أحمد) الخاصة، وماغوميد داودوف رئيس الوزراء، وجميعهم محسوبون على الدائرة الضيقة التي تفضل موسكو استمرارها كضامن للاستقرار.
ما يعزز مخاوف الفراغ أن النخبة الحاكمة الشيشانية ظلت لعقدين تدور في فلك أسرة قديروف، دون تطوير مؤسسات حكم ديمقراطية أو تداول حقيقي للسلطة.
وقد وزعت المناصب العليا بين الأقارب والموالين، في وقت عانى فيه المجتمع من رقابة أمنية مكثفة، وقيود اجتماعية ودينية، وتكررت التقارير الدولية حول الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات التعسفية وملاحقة المعارضين حتى خارج البلاد.
ورغم ذلك، لا يمكن تجاهل التحسن النسبي في الوضع المعيشي وبنية الإعمار، بالاستفادة من تدفقات مالية ضخمة من موسكو تمثل أكثر من 80% من الميزانية الشيشانية، وهو ما جعل قطاعات واسعة تفضل استمرارية الاستقرار الحالي على العودة إلى أجواء الحرب والصراع المسلح.
ومن التطورات اللافتة في السنوات الأخيرة مشاركة قوات الشيشان بقيادة قديروف وقوات "أخمت" إلى جانب الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية.
هذا الدور منح قديروف موقعًا متقدمًا في منظومة الولاء للكرملين، لكنه في الوقت نفسه ولّد استياءً في بعض الأوساط الشيشانية، خصوصًا مع تزايد أعداد القتلى في صفوف الجنود المحليين، واحتدام الجدل حول جدوى المشاركة في صراعات لا تمس الشيشان مباشرة.
نجح قديروف في تحويل الدين إلى عنصر أساسي في شرعية الحكم؛ إذ عمل على إحياء الهوية الإسلامية للشيشان، وشيد مسجد غروزني الكبير، واستقبل رموزًا دينية مثل شيخ الأزهر، في رسالة واضحة لإبراز البعد الديني لنظامه أمام موسكو والعالم الإسلامي.
وقد ساهم هذا التوجه في دمج الشيشان في المنظومة الدينية الروسية الأوسع، وأعطى للنظام بُعدًا رمزيًا يُستثمر في تعزيز علاقة الكرملين بالمجتمع المسلم الذي تزداد نسبته في روسيا عامًا بعد عام.
يقف ملف حقوق الإنسان في الشيشان في قلب الجدل الدولي، مع تكرار الاتهامات بانتهاكات جسيمة، وعمليات إخفاء قسري واعتقال للمعارضين، بالإضافة إلى تقارير عن ملاحقة خصوم النظام في الشتات، وخصوصًا في تركيا وأوروبا.
وقد أدى ذلك إلى ضغوط غربية متزايدة على موسكو، مع تهديد بفرض عقوبات إضافية في حال تدهورت الأوضاع بعد غياب قديروف.
ويحمل الشتات الشيشاني، خاصة في تركيا وأوروبا، دورًا سياسيًا وإعلاميًا متزايدًا، ويعد نافذة لتصعيد الخطاب المعارض أو حتى لإعادة إنتاج مشاريع المقاومة المسلحة إذا ما تزعزع الاستقرار الداخلي.
في المقابل، تتابع أوروبا بقلق إمكانية تكرار موجات هجرة واسعة إذا انفجر الوضع الأمني في الشيشان، خصوصًا مع هشاشة منظومة الحكم وغياب مؤسسات تداول السلطة.
وهكذا، يظل المجتمع الشيشاني معلقًا بين أمل التغيير ومخاوف الفوضى، حيث تختصر الشيشان اليوم معضلة الاستقرار في منطقة القوقاز: دولة صغيرة، مجتمع جريح، سلطة متمركزة حول أسرة واحدة، وولاء متبادل بين زعيم محلي ورئيس دولة عظمى.
لذا، يبقى مصير الشيشان بعد قديروف معلقًا بين أمل التغيير ومخاطر الفوضى، وسط ترقب حذر محلي وإقليمي ودولي لما ستسفر عنه الأيام القادمة.
إن طبيعة الإرث السياسي المعقد الذي تركه أحمد قديروف، واستمرار الجدل حول شرعية خيارات ابنه رمضان، ومسار السلطة من بعده، ستظل عنصرًا حاسمًا في رسم مستقبل الشيشان للسنوات المقبلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مكاسب روسية جديدة بأوكرانيا وميدفيديف يلوح بضربة استباقية للغرب
مكاسب روسية جديدة بأوكرانيا وميدفيديف يلوح بضربة استباقية للغرب

الجزيرة

timeمنذ 19 دقائق

  • الجزيرة

مكاسب روسية جديدة بأوكرانيا وميدفيديف يلوح بضربة استباقية للغرب

أعلنت روسيا اليوم الخميس سيطرتها على مزيد من القرى في أوكرانيا، في حين لوح الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف بتوجيه ضربة استباقية لدول الغرب إذا استمرت في تصعيد الضغوط على موسكو. وقالت روسيا الخميس إنها سيطرت على قرى في 3 مناطق أوكرانية، مواصلة تقدمها على عدة جبهات بمواجهة الجيش الأوكراني الذي يعاني نقصا في الأسلحة. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على "بوبيف يار" في منطقة دونيتسك على الجبهة الشرقية، و"كاميانسكي" في منطقة زابوريجيا على الجبهة الجنوبية، و"ديغتيارنيه" في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا. وتواصل القوات الروسية هجومها وضرباتها الجوية على أوكرانيا رغم مهلة الـ50 يوما التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا لوقف القتال. ويعلن الجيش الروسي بانتظام السيطرة على قرى صغيرة معظمها في منطقة دونيتسك حيث تتركز أعنف المعارك. الاستعداد للمواجهة من جانبه، رفض ديمتري ميدفيديف مزاعم حلف الأطلسي ودول أوروبا الغربية المتكررة بأن روسيا قد تهاجم ذات يوم إحدى دول التحالف العسكري الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. لكن ديمتري، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قال أيضا إن روسيا بحاجة إلى أن تكون مستعدة للرد "بشكل كامل" إذا ضغط الغرب أكثر من ذلك. وأضاف "علينا أن نتصرف وفقا لذلك. الرد بشكل كامل. وإذا لزم الأمر، توجيه ضربات استباقية". وقال إن "الغدر يتحرك في دماء" الكثيرين في الغرب ممن لديهم نظرة قديمة عن تفوقهم. وردا على سؤال بشأن هذه التعليقات، قال الكرملين إن ميدفيديف عبر عن رأيه، وإن مخاوفه بشأن أجواء "المواجهة" في أوروبا مبررة. الباتريوت في طريقه لأوكرانيا وفي المقابل، قال قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ألكسوس جرينكويتش إن الاستعدادات جارية لنقل أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز باتريوت إلى أوكرانيا سريعا. وأضاف خلال مؤتمر في مدينة فيسبادن الألمانية "نعمل عن كثب مع الألمان على نقل أنظمة باتريوت. تلقيت تعليمات بالتحرك بأسرع ما يمكن". وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع عن موقف متشدد تجاه روسيا بسبب حربها المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات على أوكرانيا، ووعد بتقديم صواريخ وأسلحة جديدة لكييف. وأفاد يوم الثلاثاء بأن بعض صواريخ باتريوت، القادمة من ألمانيا، في طريقها بالفعل إلى أوكرانيا. وقال جرينكويتش إنه لا يعلم عدد أنظمة باتريوت التي قد تتاح لتسليمها إلى كييف. وأضاف "سيكون هناك المزيد، وسنتحرك بأسرع ما يمكن في هذا الصدد".

ما خيارات سوريا لمواجهة إسرائيل بعد اشتباكات السويداء؟
ما خيارات سوريا لمواجهة إسرائيل بعد اشتباكات السويداء؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ما خيارات سوريا لمواجهة إسرائيل بعد اشتباكات السويداء؟

أجمع باحثون وخبراء في الشأن السوري على أن خيارات الحكومة السورية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الأخير تبقى محدودة، خاصة إذا كانت متعلقة بإمكانات الردع أو الرد العسكري، وذلك في ظل الظروف الدقيقة والمعقدة التي تتشكل فيها ملامح حكومة جديدة بعد انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وتنوعت الخيارات التي ذهب إليها المحللون في تصريحاتهم للجزيرة نت بين تعزيز التلاحم الداخلي وأهمية معالجة الشروخ المجتمعية بوصفها المدخل الأساسي لنزع فتيل التدخلات الخارجية، وتفعيل دور الدبلوماسية الخارجية ضمن سياق التحركات الإقليمية والدولية والمراهنة على دور الحلفاء في الضغط على إسرائيل، والتركيز على الجبهة الداخلية وتجنب الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة، وبناء الدولة ومقدراتها حتى تكون في وضع يسمح لها بمواجهة تهديدات الخارج وتمزقات الداخل. وخلال الأيام الماضية، اندلعت في محافظة السويداء (جنوبي سوريا) اشتباكات بين مسلحين من الدروز وآخرين من العشائر البدوية، وسرعان ما امتدت رقعتها وأوقعت عشرات الضحايا من القتلى والمصابين. وإثر هذه الأحداث، أعلنت إسرائيل أنها لن تتخلى عن الأقلية الدرزية في سوريا، وشنت سلسلة غارات على مواقع في محافظتي السويداء ودرعا وفي العاصمة دمشق، حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي أمس الأربعاء مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي. ورغم هذا التصعيد الإسرائيلي، وعقب الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة في السويداء، فإن الرئيس السوري أحمد الشرع قال -في كلمة فجر اليوم الخميس- إن "الكيان الإسرائيلي يسعى منذ سقوط النظام البائد لتحويل أرضنا لأرض نزاع وتفكيك شعبنا"، مؤكدا أنه "لا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين في أرضنا وسنعيد لسوريا هيبتها وعلينا تغليب المصلحة الوطنية". وأمام هذه التطورات، وضع محللون عددا من التصورات التي يمكن أن تمثل خيارات أمام الرئيس السوري لمواجهة هذه الاعتداءات داخليا وخارجيا، ويمكن عرضها في التصور التالي: تقدم تصريحات مدير مركز إدراك للدراسات والاستشارات باسل حفار رؤية متنوعة لطبيعة الخيارات المتاحة أمام القيادة السورية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، مشددا على أن معالجة الانقسامات والشروخ المجتمعية الداخلية تمثل المدخل الأهم لتحصين البلاد من التدخلات الخارجية، وأن توحيد الصف الوطني وتحقيق الاستقرار هو السبيل الأكثر فعالية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. ويمكن ذكر تفاصيل تصريحاته للجزيرة نت في النقاط التالية: خيارات المواجهة أمام السلطة السورية متعددة، ولا توجد اتفاقات أو محددات تلزمها بنهج واحد في الرد على التصعيد الإسرائيلي. من الطبيعي أن تميل السلطة إلى الخيارات الأقل كلفةً وخطورةً والتي لا تلحق ضررا بسوريا ومصالح شعبها. التدخل الإسرائيلي في سوريا يستند إلى وجود شروخ وخلافات مجتمعية بين مكونات الشعب السوري، وهي حالة موروثة من النظام السابق. استمرار هذه الشروخ يوفّر فرصة "للأعداء" للتدخل في الشأن السوري، وتعد مادة دسمة للمناوئين لسوريا. الحل الأمثل لمواجهة التصعيد الإسرائيلي هو معالجة الشروخ المجتمعية ونزع فتيل النزاعات، بما يؤدي إلى وحدة سوريا أرضا وشعبا وبسط سيطرة الدولة بشكل إداري وأمني وسياسي على كافة الأراضي. سيطرة الدولة المنشودة ليست أمنية فقط، بل تشمل الإدارة وبسط الاستقرار والرضا المجتمعي بين كل فئات الشعب. كلما اتجهت السلطة نحو وحدة المجتمع ومعالجة الخلافات من جذورها قلّت فرص التدخل والإساءة إلى سوريا. أشار الرئيس السوري في خطابه الأخير إلى أن خيار المواجهة المفتوحة مع إسرائيل كان مطروحا، لكن فُضّل التوصل لاتفاق بشأن السويداء بدلا من التصعيد العسكري الداخلي. تتناول تصريحات الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان -للجزيرة نت- الأهمية الكبرى للاعتماد على الدبلوماسية الخارجية كخيار وأولوية أمام الحكومة السورية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، مشيرا إلى ضرورة تفعيل الوساطات الإقليمية والدولية وإعادة تقييم الأدوات الدبلوماسية المتاحة بدلا من الانزلاق نحو المواجهة العسكرية المباشرة، خاصة في ظل حساسية الوضع الإقليمي والدولي. وأبرز ما جاء في تصريحاته: لا تملك الحكومة السورية في مواجهة إسرائيل خيارات واسعة سوى الاعتماد على الدبلوماسية الخارجية الصديقة لسوريا. تفعيل أدوار الوساطة لدول مثل أذربيجان، وتركيا، والإمارات، وقطر والسعودية لما لها من تأثير ووزن في المشهد الإقليمي. دراسة الحكومة السورية المصالح والمواقف الإقليمية والدولية بعمق وعدم استفزاز الأطراف الخارجية في هذا الظرف الحساس. رغم اضطرار الحكومة السورية للتدخل العسكري، فإنها لم تكن جاهزة له، والأجدى اليوم الذهاب إلى محادثات مباشرة مع إسرائيل لتجنب المزيد من التصعيد. أهمية الدور الأميركي في أي تسوية، وعدم الاكتفاء به وحده، بل ضرورة إعادة تقييم الشركاء الدبلوماسيين والانفتاح على حملة دبلوماسية واسعة تبدأ من عواصم الخليج وتركيا وغيرها. إعادة تقييم المشهد السياسي وأدوات التأثير الممكنة لضمان الاستقرار في سوريا والحد من المخاطر الإسرائيلية. تسلط تصريحات الباحث في الشأن العسكري عمار فرهود للجزيرة نت الضوء على محدودية الخيارات المتاحة أمام الحكومة السورية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، مع التأكيد على أن الاصطفاف الداخلي وتماسك المجتمع يمثلان الخيار الإستراتيجي الأهم لتعزيز الجبهة الداخلية، ومواجهة محاولات الاختراق والتفتيت، وتحسين قدرة الدولة على المناورة والرد إقليميا ودوليا. ويمكن تلخيصها في النقاط التالية: خيارات الحكومة السورية محدودة في ظل المعطيات الحالية، وأهمها التحالف مع دول الإقليم والعالم لدعم الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها. العمل على حشد رأي عام شعبي يبرز مخاطر استمرار التدخل الإسرائيلي ويُظهر أثره السلبي على استقرار سوريا، وتحذير من الفوضى التي قد تستغلها جماعات متطرفة ترفض أي تسوية. يمكن للحكومة إعادة فتح مؤتمر الحوار الوطني وإشراك المكونات المعترضة بصيغ جديدة لاستيعابها في الإدارة، بما يسحب ذرائع التدخل من يد إسرائيل وغيرها. الاصطفاف الداخلي على أساس هوية الدولة لا الهويات الضيقة يمثل حائط صد إستراتيجي أمام أي محاولات اختراق أو تفتيت داخلي. تمتين التلاحم الوطني يوسّع هامش التفاوض مع الإقليم والدول حول الملفات الإستراتيجية ويعزز بناء مؤسسة عسكرية تمثل كل مكونات الشعب السوري. التلاحم والشراكة مع جميع المكونات تحت مظلة الدولة يتيح الاستفادة من العلاقات الدولية والإقليمية المتنوعة لكل المكونات في مواجهة الاعتداءات والمناورة دبلوماسيا. تصريحات الخبير العسكري فايز الأسمر للجزيرة نت تتناول الواقع الصعب الذي تواجهه الدولة السورية في ظل محدودية الخيارات العسكرية والردعية بسبب الإنهاك الكبير في القدرات والتفوق الإسرائيلي، معتبرا أن قرار القيادة السورية عدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل والتركيز على إصلاح الجبهة الداخلية وبناء الدولة هو القرار الصائب في المرحلة الحالية لحماية الشعب وتجنب المزيد من الفوضى والدمار. وأهم ما ورد في تحليله: خيارات الدولة السورية والرئيس الشرع محدودة جدا، خاصة في المجالين العسكري والردعي، نتيجة الإنهاك الشديد للقدرات العسكرية وتفوّق إسرائيل النوعي والكمي. أكثر من 85% من القدرات العسكرية الإستراتيجية الموروثة عن النظام السابق دُمرت بسبب الهجمات الإسرائيلية، مما وضع سوريا في موقف ضعف كبير أمام إسرائيل. أي خيار لمواجهة إسرائيل عسكريا يعد خاسرا، وسيؤدي إلى مزيد من الدمار والمعاناة للشعب السوري. الرئيس السوري اعتمد في تقديره للموقف على هذه المعطيات، وطرح في خطابه خيارين: إما مواجهة إسرائيل مباشرة أو التركيز على إصلاح الجبهة الداخلية وبناء الدولة. القيادة السورية اختارت تغليب مصلحة الشعب والاستقرار على الانجرار إلى الفوضى والدمار. والليلة الماضي، انسحبت قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في السويداء، وذلك بعد اتفاق ينص على ذلك بين الحكومة ومشايخ عقل الدروز، وفجر اليوم الخميس أعلن الرئيس السوري أنه تقرر تكليف فصائل محلية ورجال دين دروز بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار هناك.

قطر تلم شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين والروس مع عائلاتهم
قطر تلم شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين والروس مع عائلاتهم

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

قطر تلم شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين والروس مع عائلاتهم

أعلنت قطر اليوم الخميس أن وساطتها نجحت في لمّ شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين والروس مع عائلاتهم خلال يوليو/تموز الجاري. وقالت الخارجية القطرية -في بيان- إن الدفعة الجديدة ضمت 11 طفلا من أوكرانيا و3 أطفال من روسيا. وأضافت أن إجمالي عدد الأطفال الذين أُعيدوا إلى عائلاتهم منذ بداية جهود الوساطة القطرية بلغ 100 طفل أوكراني وروسي. وقال وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي إن جهود دولة قطر في هذا الإطار تعد امتدادا لنهجها في الوساطة وحل النزاعات بالوسائل السلمية وفقا لمبادئ القانون الدولي. وأضاف الخليفي أن هذه الجهود تعبر أيضا عن التزام بلاده الثابت بالمبادئ الإنسانية والتضامن الدولي. وأدت الحرب الأوكرانية الروسية التي بدأت أواخر فبراير/شباط 2022 في تشتيت آلاف العائلات بمناطق الصراع. وكانت السلطات الأوكرانية تحدثت عن فصل نحو 20 ألف أوكراني قاصر عن عائلاتهم منذ بداية الحرب، وهو ما نفته السلطات الروسية بشدة أكثر من مرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store