logo
المهندس سعيد المصري يكتب : هوية اقتصاد السوق الاجتماعي: ثنائية الكرامة الإنسانية والحداثة المستقبليه

المهندس سعيد المصري يكتب : هوية اقتصاد السوق الاجتماعي: ثنائية الكرامة الإنسانية والحداثة المستقبليه

وطنا نيوزمنذ يوم واحد
يواجه الأردن تحديات اقتصادية واجتماعية معقدة في ظل سعيه لتحقيق نمو شامل وعادل. هذه التحديات تتطلب نمطًا اقتصاديًا يوازن بين كفاءة السوق وحماية الفئات الأضعف، وهو ما يوفره نموذج اقتصاد السوق الاجتماعي، الذي نشأ في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية وحقق توازنًا لافتًا بين الرأسمالية والإصلاح الاجتماعي. يقوم هذا النموذج على مبادئ واضحة تشمل حرية السوق والمنافسة، ودور منظم وفاعل للدولة، وشبكة أمان اجتماعي شاملة، ونظام ضريبي تصاعدي عادل، مع ضمان عدالة توزيع الفرص والموارد.
في السياق الأردني، يبدو هذا النموذج ملائمًا بدرجة كبيرة، خاصة في ظل التركيبة الديمغرافية الشابة، ووجود فجوة واضحة في عدالة توزيع الثروة والفرص بين المركز والأطراف. كما يوفّر اقتصاد السوق الاجتماعي أرضية صلبة لتحقيق التحديث الاقتصادي دون التفريط بالبعد الاجتماعي، ما يعزز فرص الاستقرار السياسي والاجتماعي ويقوي العقد الاجتماعي.
أحد المحاور الجوهرية لهذا الطرح يتمثل في إعادة تعريف شبكة الأمان الاجتماعي، بحيث لا تقتصر على الإعالة، بل تتحول إلى رافعة للتمكين من خلال أدوات ذكية. من بين هذه الأدوات التحويلات النقدية المشروطة، وربط المعونة بالتشغيل، وتوفير برامج تأمين ضد البطالة، وتوجيه الإنفاق نحو البنية التحتية الاجتماعية كالصحة والتعليم والتدريب. كما يُقترح إنشاء صناديق استثمار اجتماعي تتولى تمويل هذه البرامج بشكل مستدام، بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
يتطلب هذا النموذج أيضًا إصلاحات هيكلية في النظام الضريبي، تركز على توسيع القاعدة الضريبية بدلاً من رفع النسب، وتصنيف السلع ضمن شرائح ضريبية تحمي الفقراء وتحقق العدالة. كما يدعو إلى اعتماد مؤشرات العدالة الاقتصادية ضمن آليات تقييم الأداء الحكومي، وتوجيه التعليم الفني والتقني نحو احتياجات السوق في قطاعات الزراعة والطاقة والتكنولوجيا، بما يدعم تشغيل الشباب والنساء، وخاصة في المناطق الأقل حظًا.
يتعزز مبرر تبني نموذج اقتصاد السوق الاجتماعي بحقيقة أن الأردن لم يعد يملك رفاهية تأجيل التحول الرقمي والولوج العميق إلى عصر الذكاء الاصطناعي، إذ بات من الحتمي إدماج التكنولوجيا والإبداع في صلب منظومة العمل الحكومي والخاص على حد سواء. المرحلة القادمة تتطلب بنية اقتصادية قادرة على التفاعل الإيجابي مع ثورة التحول الرقمي، بحيث تصبح التكنولوجيا محركًا أساسيًا للنمو الاقتصادي والحوكمة الرشيقة. لكن هذا التحول، رغم ضرورته، يهدد بإلغاء عدد كبير من الوظائف التقليدية في القطاعات الاقتصادية وحتى في الجهاز الحكومي، وهو ما يفرض وجود شبكة أمان اجتماعي متماسكة وعصرية تضمن حماية الكرامة الإنسانية للعاملين المتضررين، وتوفر لهم فرصًا لإعادة التأهيل والاندماج ضمن بيئة الاقتصاد الجديد ومجتمع المعرفة. ومن خلال هذه الشبكة، يمكن للأردن تحويل تحديات الأتمتة والرقمنة إلى فرصة لبناء قوى عاملة أكثر مهارة ومرونة، وتعزيز شمولية النمو بدلًا من تعميق الفجوات الاجتماعية.
التقاطع بين هذا النموذج وبين رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن واضح ومباشر، فالرؤية تسعى لخلق مليون فرصة عمل خلال عقد، وتعتمد على تمكين القطاع الخاص وتحديث البنية التشريعية والإدارية للدولة. غير أن أي تحديث اقتصادي دون شبكة أمان اجتماعي عادلة سيظل عرضة لعدم الاستقرار وضعف التأييد الشعبي، وهو ما يعالجه اقتصاد السوق الاجتماعي من خلال تقاسم أعباء الإصلاح بشكل منصف وتعزيز الشعور بالعدالة والكرامة لدى المواطنين.
لقد أثبتت تجارب التحول الكبرى حول العالم أن النماذج الاقتصادية القادرة على التوفيق بين الكفاءة والعدالة هي وحدها القابلة للاستمرار والقبول الشعبي. ولأن الأردن يقف اليوم على أعتاب تحول اقتصادي طموح، فإن تبني نموذج اقتصاد السوق الاجتماعي ليس فقط خيارًا سياسيًا أو اجتماعيًا، بل يمثل هوية اقتصادية جامعة يمكن أن تسهّل تنفيذ الرؤية الوطنية وتمنحها شرعية مجتمعية واسعة، وتخلق حالة من الثقة المتبادلة بين الدولة والمواطن، وهي الثقة التي لا تنجح بدون عدالة اجتماعية ملموسة ومؤسسات فعالة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستالينغراد .. المعركة التي سقط فيها أكثر من مليوني قتيل
ستالينغراد .. المعركة التي سقط فيها أكثر من مليوني قتيل

وطنا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وطنا نيوز

ستالينغراد .. المعركة التي سقط فيها أكثر من مليوني قتيل

وطنا اليوم:تعد معركة ستالينغراد بين قوات الاتحاد السوفياتي والقوات النازية الألمانية، التي التي تمر ذكراها السنوية الـ83 هذه الأيام، من أكثر المعارك دموية في الحربين العالميتين الأولى والثانية. بدأت المعركة في 17 يوليو/تموز 1942 واستمرت حتى الثاني من فبراير/شباط 1943، وتكبد فيها الجيشان السوفياتي والألماني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ودمرت خلالها المدينة بالكامل. وقد بلغت الخسائر البشرية في معركة ستالينغراد أكثر من مليوني قتيل، مما يصنفها كإحدى أكبر المعارك دموية في تاريخ الحروب، إلا أنها شكلت منعطفا تاريخيا في مسار الحرب جعلها تكتسب أهمية كبرى في أوروبا والعالم. بعد ذلك، أصبحت مدينة 'ستالينغراد'، التي أعيد تسميتها عام 1961 لتصبح فولغوغراد، ضمن المدن الروسية البطلة، ومنحت ميداليات وأوسمة الشرف والدفاع عن الوطن لأكثر من 700 ألف مشارك في المعركة. معركة غيرت مسار حروب العالم شكلت معركة 'ستالينغراد' نقطة تحول ليس فقط في حرب روسيا، ولكن أيضا في الحرب العالمية الثانية بأكملها، فمئتا يوم كانت كفيلة بتغيير مسار الحرب كليا وتدمير وقتل الملايين من البشر. وقد تم تقسيمها إلى مرحلتين رئيسيتين، المرحلة الأولى كانت من 17 يوليو/تموز إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1942، وكانت المعارك فيها دفاعية من قبل القوات الروسية في مواجهة القوات الألمانية، وبينما تضمنت المرحلة الثانية عمليات هجومية مضادة للقوات الروسية، وبدأت من 19 نوفمبر/تشرين الثاني إلى الثاني من فبراير/شباط 1943. لم تكن مطامع الزعيم الألماني أدولف هتلر في منطقة ستالينغراد تقتصر على السيطرة عليها باعتبارها أهم مركز تصنيع عسكري للاتحاد السوفياتي آنذاك، والسيطرة على نهر الفولغا والدون والمناطق الجنوبية الغنية بالنفط، بل أيضا لكونها تحمل اسم زعيم الاتحاد السوفياتي، جوزيف ستالين، الذي لم يكن يوما يتفق معه، بل كان عدوه اللدود. كان من المستحيل أن يقبل أي من الزعيمين ستالين (يمين) أو هتلر الخسارة في المعركة مهما كلفهما الأمر (غيتي) فقد كان هتلر يعتقد أن الاستيلاء على هذه المدينة (فولغوغراد حاليا) تحديدا سيشكل ضربة موجعة لستالين ولقواته وسيقوض إيمان الشعب السوفياتي بالجيش الأحمر. نتيجة لذلك، اندلعت المعارك دون اعتبار لسقوط الضحايا سواء عسكريين أو مدنيين، وكان من المستحيل أن يقبل الزعيمان الخسارة فيها مهما كلفهما الأمر. ورغم تمكن الألمان من إخضاع كامل المدينة تقريبا بعد مقاومة شديدة واجهوها من السوفيات، فإنهم فشلوا في كسر آخر الخطوط الدفاعية للجيش الأحمر الذي تمسكت قواته بالضفة الغربية لنهر الفولغا. وتشير الإحصاءات، وفقا لموقع 'مايو 9' الروسي، إلى أن خسائر الجيش الأحمر بلغت نحو مليون و129 ألفا و619 شخصا، في حين قُدرت خسائر الجيش الألماني مع حلفائه (إيطاليا ورومانيا وكرواتيا والمجر) بحوالي 1.5 مليون شخص، بالإضافة إلى خسائر في المعدات العسكرية والبنية التحتية. هذه المعركة جعلت قادة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى يستشعرون أهمية الجيش الأحمر في صد النازية، ووفق المؤرخين، لم تكن في من قبيل المصادفة في ذلك الوقت أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بتقديم سيف لستالين خلال لقائهما في مؤتمر طهران عام 1943. بالإضافة إلى ذلك، ألهمت هذه المعركة العديد من الدول المحتلة، وباتت كلمة 'ستالينغراد' منذ ذلك الوقت مرادفا لانتصار مقاومة الغزاة والمحتلين، كما أصبح يوم انتهاء المعركة يوم المجد العسكري لروسيا. الهجوم الألماني بدأت معركة 'ستالينغراد' كجزء من حملة الصيف والخريف الأوسع لعام 1942 للقوات الألمانية النازية والمعروفة باسم 'العملية الزرقاء'، وكان أساس قوتهم هو الجيش السادس تحت قيادة الجنرال فريدريش باولوس، لكونه الأكثر استعدادا للقتال والذي كان مدعوما بالدبابات والفرق الآلية. وبحلول الخريف، دُمرت المدينة إلى حد كبير، لكن القوات السوفياتية واجهت وقاومت القوات المسلحة الألمانية (فيرماخت) بشراسة دون مساعدة فعالة من حلفائها (بريطانيا والولايات المتحدة). وخلال هذه الفترة حاولت القوات الألمانية النازية نشر أكبر عدد من فرقها في المدينة تدريجيا، وفي 23 أغسطس/ آب 1942، تم إجلاء 100 ألف شخص فقط من بين 400 ألف ساكن في ستالينغراد. وفي غضون ساعات قليلة وبعد شن القوات الألمانية هجوما كبيرا بالقاذفات، قتل أكثر من 40 ألف شخص، وبسبب تسرب النفط في نهر الفولغا واشتعال السفن، بات النهر كتلة من النيران، كما لحقت الأضرار بإمدادات المياه والمنتجات النفطية. مقترح جوكوف في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1942، تمت الموافقة على مقترح قدمه القائد العسكري غيورغي جوكوف، لجوزيف ستالين كخطة أولية لتطويق القوات الألمانية التي اخترقت نهر الفولغا. سميت خطة الهجوم السوفياتي المضاد 'أورانوس'، وشن خلالها الجيش السوفياتي هجومًا مضادًا تمكن خلاله من محاصرة الجيش الألماني السادس داخل ستالينغراد. وتمكنت القيادة السوفياتية من تركيز قواتها سرا على المناطق الحاسمة في المعركة، واعتمدت في ذلك على اختيار نقاط الضعف في دفاعات الألمان والحفاظ على سرية التحضير للعملية حتى بدايتها يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1942. من خلال هذه العمليات الهجومية، أجبر الجيش الأحمر القوات الألمانية النازية على مغادرة أراضيه وتطهيرها من قواته، بداية من شمال القوقاز وستافروبول وكوبان وروستوف، إلى غاية كسر حصار لينينغراد فيما بعد (سانت بطرسبورغ حاليا) في مارس/آذار 1943. ميزان القوة ووهم النصر وفي تقرير نُشر على موقع 'فرانكفورتنر روندشو' الألماني، تحدث المؤرخ البريطاني، ريتشارد جي إيفانز، عن الأسباب التي ساهمت في إلحاق الهزيمة بالقوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية خاصة بعد انتصار الاتحاد السوفياتي في معركة 'ستالينغراد'، ودخول ألمانيا في حرب مع 3 قوى عظمى تتمتع بقوة اقتصادية وعسكرية، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبريطانيا. وأشار إلى أن هتلر خلال الأشهر الأولى من الحرب تغذى لديه 'وهم النصر' واعتقد أنه يمكن أن يهزم الاتحاد السوفياتي، ولكن فيما بعد تبين أن الموارد السوفياتية غير محدودة تقريبا. واستذكر جي إيفانز كيف أن الألمان خلال عام 1941 أسروا ما يقرب 3.5 ملايين جندي سوفياتي من الجيش الأحمر، وتركوا معظمهم من دون طعام، وبلا رعاية طبية، واستخدموا معهم سياسة التجويع والتجميد حتى الموت. وأشار إلى أن القيادة السوفياتية آنذاك، وفي مواجهة تلك الفظائع والجرائم، كان واضحا لها أنه لا توجد طريقة أخرى غير النضال والقتال من أجل تحقيق النصر الكامل مهما كلفهم الأمر. خلال هذه المعركة استخدمت أنواع مختلفة من الدبابات العسكرية الثقيلة والخفيفة والطائرات وقذائف الهاون، وكانت أبرز الدبابات من الجانب السوفياتي دبابات 'تي-34″ و'تي-60' ودبابة 'كي-في 1' الثقيلة (كليمنت فاروشيلوف)، ودبابة 'إم-3 ستيوارت' الأميركية، ودبابة 'إي سي-2'. أما الجيش الألماني فقد استخدم دبابات 'بانزر-1″ و'بانزر-2″ و'بانزر-3″ و'بانزر-4″ و'بانزر-35 تي' و'38 تي' وأيضا دبابة 'النمر' أو 'التايغر' و'بانثر'، ومركبات القتال المدرعة من طراز 'ستيغ-3'. خلال هذه المعركة شارك في قوات الاتحاد السوفياتي نحو 1.1 مليون شخص، و1560 دبابة وقرابة 15 ألف من قذائف الهاون والبنادق وأكثر من 1900 طائرة حربية. في حين شارك نحو مليون شخص من القوات الألمانية وقرابة 675 دبابة وأكثر من 10 آلاف من قذائف الهاون والبنادق، وقرابة 1200 طائرة حربية. التشابه والاختلاف بين الماضي والحاضر يربط الكثير من المسؤولين والسياسيين الروس بين الحرب السوفياتية ضد النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، والحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، في المقابل يجمع الغرب على أن هذه الحرب هي غزو روسي يستوجب تقديم الدعم اللازم لكييف مع استمرارية فرض العقوبات على روسيا. ويرى عمار قناه، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والتنبؤ السياسي بمقاطعة سيفاستوبول للجزيرة نت، أن ثمة نقاط اختلاف بين حربي ستالينغراد وأوكرانيا. ومن بين نقاط الاختلاف، يرى قناه أن 'المسألة في ستالينغراد كانت وجودية بالنسبة للاتحاد السوفياتي وخاصة الجيش الأحمر، ومن هنا كانت الانعطافة الكاملة من الهزيمة جزئيا إلى النصر المحقق'، مضيفا 'بالنسبة لما يجري في أوكرانيا، أعتقد أن الأمر مختلفا نوعا ما، فالإصرار العسكري اليوم وعدم التراجع لدى روسيا منذ البداية أقوى'. ومن المفارقات أيضا بين الماضي والحاضر اختلاف مفهوم الحسم العسكري بالنسبة لروسيا وللمنظومة الغربية وأوكرانيا، وأيضا اختلاف مستوى التكنولوجيا المستخدمة في الصراع العسكري خاصة باستخدام المسيرات والتقنيات المتطورة، حيث كان استهلاك العنصر البشري في الحرب العالمية الأولى والثانية أكثر مما تتم خسارته اليوم بشريا. ووفقا لموقع 'دويتشلاند دي' الألماني، فإن ألمانيا تعتبر أكبر دولة أوروبية داعمة لأوكرانيا، سياسيا وماليا وعسكريا، حيث تقدر قيمة مساعداتها نحو 44 مليار دولار، كما استقبلت مع بولندا حوالي 950 ألف لاجئ من أوكرانيا من أصل 1.5 مليون، كما أن مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف بلغت نحو 165 مليار يورو. وفي حديثه عن مسار العلاقات الروسية الألمانية على مدى العقود الثمانية الماضية، يقول الدكتور عمار قناه إنه 'لو نظرنا لمسار العلاقات الروسية الألمانية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لرأينا تقاربا وتكاملا جزئيا اقتصاديا خاصة على مستوى الطاقة، وترجمت هذه التكاملية خلال حكم أنجيلا ميركل'. وتابع أنه لا يمكن تجاهل أن ألمانيا هي جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية الغربية، 'ولا أعتقد أن هناك ألمانية موافقة تامة في التوجه إلى الحالة العدائية مع روسيا، ولكن ضمن مفهوم الانصياع الأوروبي الكامل لإرادة واشنطن في تلك الفترة، وهذا ما أدى إلى توتر مستوى العلاقة'.

نتنياهو يهاجم الإعلام الأمريكي: ينشر "أكاذيب نازية".. وترامب يستحق نوبل
نتنياهو يهاجم الإعلام الأمريكي: ينشر "أكاذيب نازية".. وترامب يستحق نوبل

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

نتنياهو يهاجم الإعلام الأمريكي: ينشر "أكاذيب نازية".. وترامب يستحق نوبل

(وكالات) هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسائل الإعلام الأمريكية، متهمًا إياها بالاعتماد على "أكاذيب مصدرها النازيون الجدد" حسب تعبيره في تغطيتها للحرب الجارية في قطاع غزة، وذلك خلال مقابلة أُجريت معه، على قناة "فوكس نيوز" في برنامج "لايف ليبريتي آند ليفين" الذي يقدمه مارك ليفين. وقال نتنياهو مخاطبًا الصحفيين الأمريكيين: "عار عليكم. يجب أن تخجلوا من أنفسكم. هذا ليس صحافة. هذا ليس سلوكًا أخلاقيًا، بل خضوع لأبشع دعاية ممكنة"، مضيفًا أن تغطية الإعلام العالمي للحرب تشبه في نظره اعتماد الصحف خلال الحرب العالمية الثانية على دعاية جوزيف جوبلز، وزير الدعاية النازية. انتقادات للإعلام "المتعاطف مع إيران" كما اتهم نتنياهو وسائل إعلام أمريكية بـ"التعاطف مع إيران"، بسبب انتقاداتها للغارات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية وبرامج صاروخية إيرانية، وكذلك انتقادها للضربات الأمريكية التي أنهت الحرب التي استمرت 12 يومًا. وتساءل نتنياهو: "هل من الممكن أن يكونوا عُميان إلى هذا الحد؟ هذا جنون مطلق"، ملمحًا إلى أن هناك "دوافع خفية" وراء التغطية الإعلامية المنتقدة لإسرائيل، بحسب تعبيره. وأشار نتنياهو إلى أن "الحرب ضد الإعلام" باتت جبهة إضافية في المعركة، وقال إن "إسرائيل انتصرت في سبع جبهات"، لكنها لا تزال تخوض "حربًا ضد التضليل الإعلامي"، مضيفًا أن حكومته ستواجه ما أسماه بـ"الحرب المعلوماتية" باستخدام "سلاح الحقيقة". وفيما يتعلق بالحرب الجارية في غزة، قال نتنياهو إن المعركة لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن "الأسرى الإسرائيليين ما زالوا محتجزين لدى حماس"، وأن الجيش يعمل على تجنب إلحاق الأذى بهم وبالمدنيين. وأضاف أن وسائل الإعلام التي تُحمّل إسرائيل مسؤولية الضحايا المدنيين تُقوّي "العدو" الذي يرتكب جرائم حرب، على حد وصفه. وفي سياق آخر، أشاد نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً أنه يستحق جائزة نوبل للسلام "أكثر من مرة" بسبب "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي طبّعت بموجبها عدة دول عربية علاقاتها مع إسرائيل، بالإضافة إلى ما وصفه بدوره في إنهاء صراعات في أفريقيا وبين الهند وباكستان. وأكد أن ترامب قدّم دعمًا ثابتًا لإسرائيل، مشددًا على أن "لا خلاف بينه وبين ترامب فيما يتعلق بضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي".

هل تصمَم المنتجات كي لا تدوم طويلاً؟
هل تصمَم المنتجات كي لا تدوم طويلاً؟

مصراوي

timeمنذ 6 ساعات

  • مصراوي

هل تصمَم المنتجات كي لا تدوم طويلاً؟

مصراوي- بي بي سي: صمتت سماعتا الأذن للأبد رغم أنه لم يمر على شرائي لهما سوى سنة واحدة، وباءت كل محاولات إصلاحهما بالفشل. أداء هاتفي المحمول بدأ يضعف، وأصبح يحتاج إلى الشحن على فترات متقاربة. الثلاجة ذات العامين توقفت عن العمل وتكلف إصلاحها من قبل الفني التابع للوكيل "المعتمد" مبلغاً كبيراً، فضلاً عن انتظار طال أسبوعين للحصول على قطعة الغيار اللازمة وسط موجة حر شديد تمر بها البلاد. سوء حظ؟. كنت في زيارة إلى والدتي مؤخراً، ولفت انتباهي ماكينة الخياطة التي اشترتها قبل أكثر من أربعة عقود، والتي لا تزال تعمل على أكمل وجه – ويحتاج حملها إلى قوة بدنية لا بأس بها. وها هي المروحة صفراء اللون لا تزال تلطف أجواء الصيف الحارة رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على اقتنائها. الثلاجة، وموقد الغاز وغيرهما، كلها لا تزال بحالة جيدة رغم قدم طُرُزها - بينما بلوغ أي من الأجهزة في منزلي عامه العاشر بات هو الاستثناء. فما الذي حدث؟ هل يعمد المصنعون إلى تصميم منتجات بحيث يكون عمرها قصيراً؟ ولماذا أصبح من الصعب إصلاح بعض الأجهزة؟ هل يمكن تفسير ذلك بالممارسة التي تعرف بـ "التقادم المخطط له" (planned obsolescence)؟ وهل صرنا نسارع إلى تغيير ما نمتلكه من مقتنيات حتى وإن لم يكن بها عيب؟ وما تأثير ذلك على البيئة؟ "مشكلة" مصابيح الكهرباء في بداية القرن العشرين، واجه أعضاء اتحاد مصنّعي المصابيح الكهربائية الذي كان يعرف باسم "اتحاد فيباس" Phoebus cartel مشكلة تتمثل في أن تلك المصابيح تدوم لفترات طويلة، فقرروا تقصير العمر الافتراضي لتلك المصابيح إلى متوسط 1000 ساعة من أجل زيادة المبيعات. الشركات التي كانت تخالف تلك "المعايير" كان يتم تغريمها. ورغم أن بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 أذنت بنهاية ذلك الاتحاد لأنها جعلت من المستحيل على أعضائه مواصلة التنسيق فيما بينهم، فإن ذلك لم يؤد إلى تغيير الطريقة التي باتت تصنع بها المصابيح التقليدية. يعتبر هذا مثالاً على تصميم منتجات قصيرة العمر عمداً، وهو ما يشير إليه مصطلح "التقادم المخطط له" الذي تتحدث مصادر عديدة عن أن أول من استخدمه كان سمسار العقارات الأمريكي، برنارد لندن، ضمن ورقة بحثية عام 1932 بعنوان "إنهاء الكساد من خلال التقادم المخطط له". اقتراح لندن كان يهدف بالأساس إلى تحفيز الاقتصاد والقضاء على الكساد وخلق وظائف جديدة من خلال تشجيع الناس على شراء سلع ومنتجات جديدة تحل محل منتجاتهم القديمة، حيث كان يأسف لضعف الإقبال على السلع الجديدة "لأن الناس يتمسكون بأشيائهم القديمة البالية ويحتفظون بها لفترة أطول مما ينبغي". لكن الفكرة تطورت وأصبحت ممارسة يعمد إليها المصنعون لزيادة أرباحهم. الاستهلاكية و"هندسة المستهلك" ربما يبدو استبدال السلع والمنتجات طوال الوقت، وشراء أشياء غير ضرورية شيئاً عادياً في العصر الحالي، لكن الأمر لم يكن كذلك في الماضي. فقد كانت الخامات أعلى تكلفة، ويتطلب إنتاجها الكثير من الوقت والجهد، وكان يُعد التوفير وتجنب الهدر من الفضائل. انتشرت النزعة الاستهلاكية (consumerism) ومفهوم الاستهلاك على نطاق واسع (mass consumption) في الولايات المتحدة خلال عشرينيات القرن الماضي، وتعمقت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. فالمنتجات التي كانت في السابق متاحة لعدد محدود من الأشخاص نظراً لارتفاع أسعارها وندرتها باتت في متناول الطبقة المتوسطة. وشهد الاقتصاد الأمريكي نمواً بمعدل أسرع من معدل الزيادة السكانية، وأصبح المعروض من السلع أكثر من احتياجات السكان. ووجدت القيادات الاقتصادية أنفسها أمام خيارين: إما تخفيض الإنتاج أو زيادة الاستهلاك لتحفيز النمو الاقتصادي، فلجأت إلى الخيار الثاني. ابتكر خبير الإعلانات الشهير إرنست إلمو كالكينز مصطلح "هندسة المستهلك" الذي يشير إلى وسائل التأثير على سلوك المستهلكين لخلق الطلب على السلع والبضائع وزيادة الاستهلاك، بما في ذلك ما وصفه بـ"التقادم المصطنع". وها نحن نتعرض منذ عقود لوابل تلو الآخر من الإعلانات التي تشجعنا على اقتناء أحدث الطرز وآخر الصيحات، وتحاول إقناعنا بأن النسخة الجديدة من المنتج أفضل من النسخة السابقة، وهو ما يطبّع ثقافة الهدر والتخلص من الأشياء. لماذا أصبح عمر كثير من المنتجات قصيراً بشكل متزايد؟ زيادة المبيعات ومن ثم الأرباح ليست السبب الوحيد. أحياناً يكون السبب هو الرغبة في إنتاج بضائع خفيفة الوزن أو صغيرة الحجم على سبيل المثال، وهو ما قد يعني اختيار خامات تؤدي إلى متانة أقل وعمر أقصر. تقليل النفقات من خلال استخدام مكونات أقل جودة، أو التعهيد الخارجي (outsourcing)، قد يكون له دور كذلك. لكن هل تصمم الشركات المصنعة منتجاتها بطريقة تجعل أعمارها الافتراضية قصيرة؟ يقول البروفيسور جوش لِباوسكي أستاذ الجغرافيا بجامعة ميموريال أوف نيوفاوندلاند بكندا، الذي له عدة مؤلفات تتناول التجارة العالمية في النفايات الإلكترونية، وتأثير تلك النفايات على البيئة والصحة، إن "من الصعب الإجابة على هذا السؤال، إذ إنه من الناحية القانونية، يجب إثبات أن الشركة المتهمة بالتقادم المخطط له فعلت ذلك عن عمد، وهذا شيء ليس بالسهل". يضيف لِباوسكي:"ما من شك في أن نماذج أعمال العديد من العلامات التجارية قائمة على شراء الأفراد للإصدارات الجديدة للأجهزة، حتى ولو كانت أجهزتهم الحالية تعمل جيداً من الناحية التقنية. من منظور بيئي، أكثر جهاز "مستدام" هو الجهاز الذي تمتلكه بالفعل. وكلما طالت مدة استخدامك له، كلما أسهمت في الحفاظ على الطاقة والمواد التي استخدمت في صنعه. عندما يكون نموذج عمل الشركة قائماً على النمو، يكون هناك حافز لتقصير عمر استخدام الجهاز، وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة، والخامات اللازمة لتصنيع نماذج جديدة". "الحق في الإصلاح" كثيرا ما يضطر المستهلكون، ولا سيما في البلدان الغنية، إلى شراء منتج جديد بدلاً من إصلاح منتجهم القديم لارتفاع سعر تكلفة الإصلاح أو استحالته، أو لعدم سهولة الحصول على قطع الغيار أو الأدوات اللازمة، ولا سيما في حالة الأجهزة الإلكترونية. يؤدي ذلك إلى أن يصبح من الأرخص أو الأسهل شراء منتج جديد، وهو ما يؤدي بدوره إلى استهلاك مفرط للمصادر وزيادة النفايات الإلكترونية. كان ذلك هو السبب الرئيسي وراء ظهور حركة "الحق في الإصلاح" (Right to Repair) في الولايات المتحدة، التي تدعو إلى أن يكون للمستهلكين الحق في إصلاح منتجاتهم بأنفسهم، أو اللجوء إلى فنيين مستقلين، بهدف تعزيز الاستدامة ومواجهة ثقافة التقادم المخطط له. اكتسبت هذه الحملة زخماً في بداية العقد الثاني من القرن الحالي، وانتشرت في مختلف أنحاء العالم، لا سيما مع التعقيدات المتزايدة لتصميمات الأجهزة الإلكترونية التي باتت تحتوي على مكونات ملكيتها حكر على الشركة المصنعة، أو تحتوي على أقفال برمجية وغيرها من القيود الرقمية التي تمنع إصلاحها من قبل أطراف خارجية. تقول البروفيسورة أليكس سيمز، أستاذة القانون التجاري بجامعة أوكلاند بنيوزيلاندا، لبي بي سي عربي إن " الحق في الإصلاح لا يقتصر على المنتجات التالفة، بل يشمل أيضاً القدرة على استعمال المنتجات. حالياً، يتزايد إدماج البرمجيات في الكثير من المنتجات، التي من الممكن أن تُستغل في منع الناس من استخدامها بشكل كامل أو جزئي – على سبيل المثال، الطابعات التي تتوقف عن العمل إذا لم تدفع الاشتراك. أو سيارات تسلا التي لا تجر عربة مقطورة إذا لم يُستخدم قضيب قطر مصرّح به". تضم الحركة حالياً عشرات المنظمات غير الحكومية والجماعات التي تطالب بسن تشريعات تعزز الحق في الإصلاح – وقد نجحت بالفعل في إقناع المشرعين في عدد من الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي بإصدار قوانين وقواعد في هذا الشأن، أو تنشر كتيبات إصلاح إلكترونية مجانية لعدد كبير من المنتجات، من الملابس إلى الأجهزة الإلكترونية والسيارات والمعدات الطبية وغيرها. من بين المواقع التي تقدم هذه الخدمات IFixit وThe Restart Project. وقد قوبلت الحركة بمقاومة من الشركات المصنعة، وبعض جماعات حماية المستهلك تركزت حول مخاوف تتعلق بالأساس بالسلامة والأمن وحقوق الملكية الفكرية. تقول سيمز إن " الاعتراض الرئيسي هو مدى سلامة عملية الإصلاح إذا نفذها أشخاص غير معتمدين. لكن هيئة الإنتاجية الأسترالية على سبيل المثال بحثت في هذا الموضوع وتوصلت إلى أنه ليست هناك خطورة متزايدة، بل إن عدم السماح لأشخاص غير معتمدين من الممكن أن يكون أكثر خطورة في بعض الحالات لأن ذلك يدفع الناس إلى محاولة إصلاح الأجهزة بأنفسهم من دون أن يكون لديهم المعرفة أو التدريب اللازمان. ينبغي التنبيه هنا إلى أن بعض المنتجات تحتاج إلى أشخاص محترفين لإجراء عملية الإصلاح، لكن الكثير منها لا يحتاج إلى ذلك". تكلفة بيئية باهظة تشكل النفايات الإلكترونية مشكلة كبيرة نظراً لما تحتوي عليه من مواد ضارة بالبيئة وبصحة البشر إذا لم يتم التخلص منها بالشكل الصحيح. ولا شك أن قصر العمر الافتراضي للمنتجات، والرغبة في امتلاك طرز أحدث أو أكثر أناقة طوال الوقت تؤدي إلى تزايد تلك النفايات. بل إن بعض شركات التجزئة، ولا سيما تلك المتخصصة في مجالات كالأجهزة الإلكترونية والأزياء، تتخلص من منتجات بها عيوب بسيطة بدلاً من بيعها بأسعار أرخص، أو المنتجات التي لم تتمكن من بيعها للحفاظ على قيمتها وتفردها، أو لأن ذلك هو الخيار الأرخص. يقول البروفيسور لِباوسكي: "في الوقت الحالي، يتم إنتاج عدد من الأجهزة يفوق ما يمكن بيعه"، وإن تقديرات الاتحاد الأوروبي تشير إلى أن شركات التجزئة تدمر سنويات أجهزة إلكترونية جديدة تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات. ويضيف أنه من بين الحلول الممكنة "إلزام الشركات بتوزيع الأجهزة الفائضة على المؤسسات العامة مثل المكتبات". وقد بدأت بعض العلامات التجارية في مجال الأزياء بيع منتجاتها الفائضة لمتاجر التخفيضات، أو التبرع بها للمنظمات الخيرية أو إعادة تدويرها. وتلفت البروفيسورة سيمز إلى أنه "مقارنة بإعادة التدوير، فإن إصلاح المنتجات أفضل بكثير من حيث استهلاك الموارد، وأفضل للكوكب ولصحة الناس التي تعمل في مراكز إعادة التدوير. للأسف هناك أشخاص يفرطون في الاستهلاك ويشترون أجهزة جديدة رغم أن أجهزتهم لا تزال تعمل بشكل جيد. إذا ما تبرعوا بمنتجاتهم القديمة أو باعوها بأسعار رخيصة، وكان بالإمكان إصلاحها بتكلفة زهيدة، سوف يعني ذلك شراء عدد أقل من البضائع بشكل عام". قصر أعمار المنتجات مقارنة بالماضي ليس مجرد سوء حظ، بل نتيجة لنظام استهلاكي قائم على التبديل السريع والتحديث المستمر. وتحقيق مستقبل أكثر استدامة يتطلب أن يصمم المصنعون منتجات قابلة للإصلاح وتدوم لفترات أطول، وأن يعيد المستهلكون التفكير فيما يشترونه وما إذا كان بالفعل ضرورياً، وفي أثر ذلك على البيئة والصحة العامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store