logo
بسيطرته على "المعدن الغامض".. هكذا يهدد التنين الصيني جيوش الغرب

بسيطرته على "المعدن الغامض".. هكذا يهدد التنين الصيني جيوش الغرب

بين القوى العظمى وداخل ترساناتها، لا تُقاس القوة فقط بعدد الصواريخ أو حجم الميزانيات العسكرية، بل في التفاصيل الدقيقة التي يمكن أن تكون على هيئة معدن يتمتع بخصائص فريدة .
ذلك 'المعدن الغامض'، غير المعروف حتى لدى كثير من القادة العسكريين، صار اليوم مفتاحًا حساسًا في لعبة كبرى فالصين، بقبضتها المحكمة على هذا المورد النادر الذي يدعى الساماريوم ، تُمسك بخيط دقيق لكنه قادر على خنق الصناعات العسكرية خارج حدودها وخوض حرب بلا رصاص قد تكون نتائجها أخطر مما نتوقع.
"الساماريوم" في قلب المعركة
من بين عشرات المعادن الأرضية النادرة، يبرز الساماريوم كعنصر لا غنى عنه في تصنيع أكثر الأسلحة تطورًا: المقاتلات، والصواريخ، وحتى القنابل الذكية.
يتميّز بقدرته النادرة على الحفاظ على قوته المغناطيسية في درجات حرارة تكفي لإذابة الرصاص وهي ميزة لا يمكن الاستغناء عنها في التطبيقات العسكرية. ورغم أن اسمه لا يظهر في نشرات الأخبار كثيرًا فإن هناك تقارير تؤكد أنه يستخدم بشكل حصري في التطبيقات العسكرية، وعلى سبيل المثال كل طائرة من طراز F-35 تحمل داخليًّا نحو 22 كيلوغرامًا منه، كما يستخدم في مقدمة الصواريخ حيث الحرارة القصوى وفي "القنابل الذكية" وأنظمة التوجيه إضافة إلى استخدامه في الغواصات المتقدمة وأجهزة الرادار، حيث تعد قوته المغناطيسية مهمة وضرورية للغاية لتحمل حرارة المحركات الكهربائية السريعة الحركة، خصوصًا في المساحات الضيقة، مثل: رؤوس الصواريخ الأمامية.
ورغم وجوده في الطبيعة، فإن الساماريوم لا يوجد منفردًا بل ممزوجًا بعناصر أرضية نادرة أخرى ويحتاج إلى عمليات فصل دقيقة ومعقدة؛ ما يجعل إنتاجه مكلفًا.
اللعبة الصينية.. السيطرة والضغط
تحتكر الصين نسبة 100% من إنتاج الساماريوم المُستخدم في التطبيقات العسكرية إضافة إلى أكثر من 85% من الإنتاج العالمي للمعادن الأرضية النادرة بما فيها الساماريوم وهو ما يمنحها ورقة ضغط تلوح بها كلما اقتضت الضرورة.
ففي الرابع من أبريل من العام الحالي أوقفت الصين تصدير سبعة أنواع من المعادن الأرضية النادرة من بينها الساماريوم وأعلنت وزارة التجارة الصينية، أن لهذه المواد استخدامات مدنية وعسكرية، وأن أي صادرات أخرى لن يُسمح بها إلا بتراخيص خاصة، ووفقًا للوزارة فإن هذه الخطوة من شأنها "حماية الأمن القومي" و"الوفاء بالالتزامات الدولية، مثل: منع الانتشار".
منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدأت الصين في تطوير قدراتها في تعدين ومعالجة العناصر الأرضية النادرة، ومنها الساماريوم، بينما أوقفت دول أخرى إنتاجها لأسباب بيئية واقتصادية وهذا منح الصين أفضلية تنافسية هائلة.
المحاولات الغربية "المتعثرة"
منذ سبعينيات القرن الماضي، اعتمدت الجيوش الغربية على مصدر واحد فقط للساماريوم وهو مصنع كيميائي يقع في لاروشيل الفرنسية. كان المصنع يعالج الخام المستورد من أستراليا، لكنه أُغلق عام 1994 نتيجة مخاوف بيئية ومنافسة الأسعار الرخيصة القادمة من الصين.
في عام 2010، فجرت الصين أزمة عندما أوقفت فجأة تصدير جميع أنواع المعادن الأرضية النادرة إلى اليابان لمدة شهرين بسبب خلاف إقليمي، كانت هذه الحادثة بمثابة ناقوس خطر عالمي، دفعت الولايات المتحدة إلى التحرك سريعًا عبر إطلاق مشروع بقيمة مليار دولار لإعادة تشغيل منجم "ماونتن باس" في كاليفورنيا الوحيد في البلاد المختص بهذه المعادن.
لكن المنجم الذي أُغلق عام 1998 بسبب تسرب كيميائي، لم يصمد طويلًا بعد إعادة افتتاحه في 2014، حيث واجه صعوبات تسويقية أدت إلى إغلاقه مجددًا خلال عام واحد.
وفي محاولة لدفع عجلة الإنتاج ووفق تقرير موسع لصحيفة نيويورك تايمز مولت وزارة الدفاع الأمريكية شركتين رئيستين لإنشاء خطوط إنتاج داخلية. فقد أعادت شركة MP Materials تشغيل منجم "ماونتن باس" بعد استحواذها عليه عام 2018، وحصلت على دعم حكومي بقيمة 35 مليون دولار، كما استثمرت 100 مليون دولار من أموالها الخاصة لشراء معدات المعالجة، أما الشركة الثانية، Lynas Rare Earths الأسترالية، فقد نالت تمويلاً أمريكيًّا ضخمًا بقيمة 351 مليون دولار لبناء منشأة إنتاج جديدة في ولاية تكساس.
لكن رغم هذه الاستثمارات، فلا تزال النتائج محدودة إذ لم تبدأ شركة MP حتى الآن تشغيل معدات المعالجة، مشيرة إلى أن سوق الساماريوم صغير للغاية ولا يحقق جدوى تجارية كافية وفي المقابل، تأخر مشروع Lynas بسبب عراقيل إدارية تتعلق بتراخيص منجمها في ماليزيا؛ ما حال دون بدء أعمال البناء في الولايات المتحدة حتى اليوم..
وربما لن تطلق الصين رصاصة واحدة، لكنها وببساطة قد تغلق صنبور معدن صغير ومع هذا الإغلاق تبدأ فصول حرب جديدة حرب التحكم في سلاسل التوريد.في قلبها، معدن لا يُرى… لكن صوته أصبح يُسمع بوضوح في غرف القرارات العسكرية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

4500 قرية.. الاتصالات تكشف عن مفاجأة من الحكومة للأهالي
4500 قرية.. الاتصالات تكشف عن مفاجأة من الحكومة للأهالي

صدى البلد

timeمنذ 10 ساعات

  • صدى البلد

4500 قرية.. الاتصالات تكشف عن مفاجأة من الحكومة للأهالي

أكدت الدكتورة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت منذ عام 2014 قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في صدارة الأولويات الوطنية، موضحة أن الدولة باتت تنظر إليه كقطاع استراتيجي، ليس فقط على المستوى التقني، بل باعتباره قاطرة لعملية التحول الرقمي، ومحركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والإنتاجي والخدمي في آن واحد. وتوقعت "لبيب" خلال كلمة لها بالندوة التي نظمتها جمعية المهندسين المصرية تحت عنوان "واقع وآفاق الرقمنة والذكاء الاصطناعي في مصر"، أن يضيف الذكاء الاصطناعي نحو 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030، وحوالي 58 مليون فرصة عمل جديدة إلى الاقتصاد العالمي، لافتة إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية، مؤكدة أن التنمية الحقيقية في هذا العصر لا يمكن أن تنفصل عن التطور التكنولوجي، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات الحوكمة الذكية، والخدمات الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. تطوير القرى المصرية وأبرزت استثمارات الدولة في البنية الرقمية، والتي تجاوزت 150 مليار جنيه، بهدف رفع كفاءة الإنترنت الثابت، وإنشاء شبكة كابلات ألياف ضوئية متطورة، وربط أكثر من 25 ألف مبنى حكومي رقميًا على مستوى الجمهورية. كما أشارت إلى أن الوزارة تواصل جهودها ضمن مبادرة 'حياة كريمة' لتطوير القرى المصرية، حيث تستهدف توصيل الإنترنت لأكثر من 4500 قرية، مع رفع كفاءة خدمات الاتصالات والأبراج، بما يحقق مبدأ العدالة الرقمية، ويعزز من الدمج المجتمعي والتنموي بين الريف والحضر. وفي محور بالغ الأهمية، أكدت "لبيب"، أن الذكاء الاصطناعي بات ركيزة أساسية في خطط الدولة، مشيرة إلى أنه لم يعد حكرًا على قطاع الاتصالات، بل أصبح عنصرًا فاعلًا في تطوير قطاعات مثل التعليم، الصحة، النقل، الزراعة، والصناعة. وعبرت "لبيب" عن سعادتها بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة في تنفيذ محور بناء القدرات ومحو الأمية الرقمية ضمن جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، لافتة إلى أن ذلك يأتي لسد الفجوة الرقمية بين الريف والحضر وذلك من خلال نشر الثقافة الرقمية، وبناء المهارات الرقمية، والتمكين الاقتصادي الرقمي. وتحدثت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن الخطوات الجادة التي اتخذتها الوزارة منذ عام 2019، بدءًا من تشكيل 'المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي'، ومرورًا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى إصدار 'الميثاق الوطني للذكاء الاصطناعي المسؤول'، والذي يؤكد على أهمية الاستخدام الأخلاقي والآمن للتقنيات الذكية. واستعرضت المحاور الأربعة لتلك الاستراتيجية، مشيرة إلى إطلاق النسخة الثانية منها، والتي ترتكز على ستة محاور البنية التحتية المعلوماتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إدارة البيانات وتحليلها ،تطوير منظومات تطبيقية باستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، تنمية الكوادر والمهارات في هذا المجال، تشجيع الإبداع وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، وضع إطار حوكمي وتشريعي ينظم عمل الذكاء الاصطناعي داخل الدولة. وأشادت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بجهود الدولة في خلق بيئة تشريعية محفزة للاستثمار من خلال إصدار قوانين مثل حماية البيانات الشخصية ومكافحة جرائم تقنية المعلومات، مؤكدةً "أهمية الشراكة بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التحول الرقمي". وفي نهاية الندوة حرصت "لبيب" على الرد على أسئلة الحضور، كما وعدت بتكرار الندوات التثقيفية وبرامج التدريب من خلال وزارة الاتصالات وجمعية المهندسين المصرية لرفع درجة الوعي وخلق جيل جديد من المثقفين في مجالات الرقمنة والذكاء الصناعي.

"الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة مقارنة بالفتيات"... والعلماء يكشفون السبب!
"الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة مقارنة بالفتيات"... والعلماء يكشفون السبب!

LBCI

timeمنذ 3 أيام

  • LBCI

"الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة مقارنة بالفتيات"... والعلماء يكشفون السبب!

أشار باحثون من جامعة روتشستر في نيويورك إلى أن الأولاد قد يكونون أكثر عرضة للعوامل البيئية المسببة للتوتر، مثل المواد الكيميائية السامة دائمة التأثير، خلال نمو أدمغتهم أكثر من الفتيات. ويُعتقد أن هذه المواد الكيميائية تُشوّه إشارات الدماغ، مما يُسبب تغيرات سلوكية طويلة الأمد لدى الأولاد، مثل القلق الاجتماعي، وصعوبة الجلوس، وصعوبة اتباع التعليمات. وتوجد هذه المواد الكيميائية في كل شيء مثل الزجاجات البلاستيكية والملابس وحتى مياه الشرب، وقد تستغرق آلاف السنين لتتحلل، وترتبط بالسرطان والعقم والعيوب الخلقية. وحدد الباحثون في هذه الدراسة مادة كيميائية دائمة التأثير تُعرف باسم PFHxA، وتُستخدم في تغليف الأطعمة الورقية والأقمشة المقاومة للبقع. وقال الباحثون إنها قد تُسبب سلوكيات تُشبه القلق، وهي سلوكيات تُلاحظ لدى مرضى التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن الغريب أنها تُصيب الأولاد غالباً. وأجرى الباحثون هذه الدراسة على فئران صغيرة وقاموا بتعريضها لهذه المادة السامة عن طريق حليب أمهاتها، ووجدوا أن ذكور الفئران الصغيرة أظهرت تغيرات نمو مثيرة للقلق، بما في ذلك انخفاض في مستويات النشاط، وزيادة في القلق، ومشاكل في الذاكرة خلافاً للإناث.

مستشار محافظ البحر الأحمر: القرش كنز قومي..حمايته تجلب 200 ألف دولار سنويا
مستشار محافظ البحر الأحمر: القرش كنز قومي..حمايته تجلب 200 ألف دولار سنويا

صدى البلد

timeمنذ 4 أيام

  • صدى البلد

مستشار محافظ البحر الأحمر: القرش كنز قومي..حمايته تجلب 200 ألف دولار سنويا

أكد الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي لمحافظ البحر الأحمر، أن خطة مشروع تتبع أسماك القرش بالأقمار الصناعية تتضمن تقسيم البحر الأحمر إلى ثلاث مناطق، شمالية، ووسطى، وجنوبية، بالتنسيق مع وزارة البيئة، على أن يتم تركيب 15 جهاز تتبع في كل منطقة، موضحًا أن الأجهزة سيتم توزيعها على ثلاثة أنواع من أسماك القرش، بواقع خمسة أجهزة لكل نوع في كل منطقة. وشدد 'حنفي'، خلال مداخلة هاتفية ، ببرنامج 'مراسي'، عبر شاشة 'النهار'، على أن الهدف من هذه الخطة هو رصد حركة هذه الأنواع داخل المياه المصرية، وتتبع سلوكها بشكل أفقي وعمودي، مشيرًا إلى أن الجانب الأهم في المشروع هو تحديد الصبغات الوراثية (DNA) للأسماك، مع وضع علامات على الزعانف الظهرية، بما يتيح رصد الأسماك بصريًا. وأضاف: "في حال وقوع حادث، يمكن من خلال تحليل العينة المأخوذة من أثر العضة تحديد القرش المسؤول، مما يساعد في تقليل الحوادث وإدارتها بشكل علمي"، موضحًا أن المشروع يساهم في إنشاء بنك للجينات الوراثية، يُستخدم في الدراسات العلمية وإدارة المخاطر، مؤكدًا أن القرش ليس مجرد كائن بحري بل عنصر أساسي في توازن النظام البيئي، وله قيمة اقتصادية وسياحية كبيرة. وتابع: 'القرش الكبير يدر دخلًا يتجاوز 200 ألف دولار سنويًا كمنتج سياحي، بينما لا تتجاوز قيمته كصيد 150 إلى 300 دولار، ولهذا اتخذت مصر قرارًا منذ عام 2004 بوقف صيد أسماك القرش للحفاظ عليها'، موضحًا أن هذا المشروع يُعد الأول من نوعه الذي يدمج بين تتبع سلوك القرش، وتحديد بصمته الوراثية، ووضع علامات لتتبعه بصريًا، بمشاركة الغواصين كمواطنين علميين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store