
تحولات النص المسرحي في مصر مناقشات نقدية في مهرجان القومي للمسرح
تحولات النص المسرحي في مصر مناقشات نقدية في مهرجان القومي للمسرح
مقال له علاقة: إيمي سالم تكشف عن موعد ومكان صلاة الجنازة لجدتها الراحلة
المسرحي المعاصر، وتجارب عدد من الكتّاب في إعادة تشكيل هذا النص وتحدياته.
ترأس البرنامج الفكري هذا العام الناقد المسرحي أحمد خميس، حيث يهدف إلى فتح حوار معمّق حول التحولات التي طرأت على النص المسرحي في ظل المتغيرات الثقافية والاجتماعية والجمالية.
الجلسة الأولى: 'تحولات النص المسرحي المعاصر'.. مقاربات نقدية وتجارب حيّة
جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان 'تحولات النص المسرحي المعاصر'، وأدارها الكاتب المسرحي السيد فهيم بمشاركة نخبة من النقاد والكتّاب، مثل أحمد الملواني، رشا عبد المنعم، د. رضا عطية، ود. محمود سعيد.
سلّط الدكتور محمود سعيد الضوء على تجربة الكاتب السكندري ميسرة صلاح الدين، من خلال ثلاثيته المسرحية 'ترام الرمل'، و'بار الشيخ علي'، و'بير مسعود'، موضحًا كيف استطاع الكاتب تحويل المكان إلى شخصية درامية حية بلغة شعرية محلية تحتفي باللكنة السكندرية وتُضفي بعدًا فلسفيًا على النص.
أما الكاتب أحمد الملواني، فقد تناول أزمة النص الكوميدي، مشيرًا إلى تراجع ملحوظ في الجودة بسبب غياب النصوص المحكمة واعتماد بعض الفرق على الارتجال والنجومية، مقارنة بما كان يقدمه رواد الكوميديا مثل بديع خيري ونجيب الريحاني.
من جانبه، تناول الدكتور رضا عطية تجربة الكاتب محمد أبو السعود، خاصة في نصه '6 أشباح تبحث عن ظل'، مؤكدًا أن الكاتب أعاد تشكيل بنية النص المسرحي عبر مزج تقنيات من السينما والموسيقى والبصرية داخل العرض، مما منحه طابعًا حداثيًا.
أما الكاتبة رشا عبد المنعم، فقد وصفت النص المسرحي المعاصر بأنه يعيش في منطقة رمادية بين الأدب والعرض، مما يصعّب عملية تصنيفه نقديًا ونشره جماهيريًا، واستعرضت تجربتها من خلال نص 'المرأة الفراشة'، مؤكدة أن جوهر الإبداع يكمن في التمرد على النمطية.
الجلسة الثانية: 'النص المسرحي الجديد'.. شهادات من قلب التجربة
أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان 'النص المسرحي الجديد: شهادات وتجارب'، فأدارها الدكتور عبد الكريم الحجراوي، وشارك فيها عدد من الكتّاب المسرحيين الذين قدموا شهاداتهم حول بداياتهم وتحولات تجربتهم.
اقرأ كمان: رامي جمال يطرح ألبومه الجديد 'محسبتهاش' اليوم بتعاونات مميزة مع حمزة نمرة
وتحدث الكاتب سامح عثمان عن علاقته بالكتابة المسرحية التي بدأت من عشقه للموسيقى، خاصة العزف على الجيتار، مؤكدًا أن الكتابة بالنسبة له كانت وسيلة للتعبير عن صراعاته الداخلية وتحويلها إلى نصوص مسرحية.
بينما استعرض الكاتب محمد علي إبراهيم تجربته المتأثرة بالأساطير والخيال الشعبي، وخاصة من خلال نصه 'زمكان'، الذي جمع فيه بين الرمزية والأسطورة، مستلهمًا شخصيات مثل 'أمنا الغولة'، ومشددًا على أهمية عناصر اللغة والحبكة في البناء المسرحي.
أما الكاتب محمد السوري فقد قدّم شهادة بعنوان 'بين مطرقة الإبداع وسندان الواقع'، تناول فيها معاناة الكاتب المسرحي ماديًا واجتماعيًا، وطرح تساؤلات عميقة حول أزمة الهوية المسرحية المعاصرة، محذرًا من انصراف النصوص الحديثة عن قضايا المجتمع الحقيقية.
من جهتها، تحدّثت الكاتبة صفاء البيلي عن انتقالها من كتابة الشعر إلى المسرح، مستندة إلى ولعها بالسير الشعبية، وقدّمت أكثر من عشرة نصوص مسرحية شعرية، منتقدة في الوقت نفسه الاتجاه نحو 'ما بعد الدراما' الذي يُفقر النص من الحكاية، مؤكدة: 'لا أستطيع الكتابة دون حكاية'.
محاور فكرية ثرية في دورة تحتفي بالجمال والتحول
يُذكر أن المحور الفكري في هذه الدورة، والتي تُقام خلال الفترة من 13 حتى 29 يوليو برئاسة الفنان محمد رياض، يضم 11 جلسة فكرية وعددًا من ندوات تكريم الرموز المسرحية، ويناقش قضايا محورية مثل: أثر السياق السياسي والاجتماعي على النص المسرحي، الجماليات الجسدية، تحولات الفضاء المسرحي، آليات الإنتاج، وتطور الخطاب النقدي، بمشاركة مجموعة كبيرة من الباحثين والنقّاد والمسرحيين المصريين.
ويُعد هذا المحور أحد أبرز الفعاليات التي تمنح المهرجان القومي للمسرح عمقه الثقافي، ويفتح آفاقًا حقيقية للحوار حول تحولات النص والعرض والوعي المسرحي في المشهد المصري المعاصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 16 ساعات
- خبر صح
رشا عبد المنعم ترد على تصريحات محيي إسماعيل حول تكريمه
أعربت الكاتبة المسرحية وعضو اللجنة العليا للمهرجان القومي للمسرح، رشا عبد المنعم، عن استيائها من تصريحات الفنان، الذي انتقد فيها تكريمه خلال الدورة الحالية من المهرجان، معتبرًا أن التكريم لم يكن على مستوى يليق بتاريخه الفني، وأنه كان يستحق 'تكريمًا أكبر' و'قيمة مادية' تعكس ما قدمه للفن. رشا عبد المنعم ترد على تصريحات محيي إسماعيل حول تكريمه من نفس التصنيف: مينا مسعود يشارك حلم طفولته مع 'نيوز رووم' فماذا قال؟ تعليق رشا عبد المنعم وفي منشور عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، أوضحت رشا عبد المنعم موقفها، قائلة: 'أتحدث بصفتي عضوًا في اللجنة العليا للمهرجان، ومسؤولة بشكل مباشر عن اختيار أسماء المكرمين هذا العام، وما أكتبه ليس دفاعًا عن اللجنة، لأننا لم نُتهم بشيء لنبرر أو ندافع، بل نوضح فقط لمن يرغب في الفهم' وأكدت أن اللجنة اتبعت معايير دقيقة في اختيار الشخصيات المكرّمة، حيث تم النظر إلى عوامل تتعلق بالاستحقاق، والتأثير الفعلي في المسرح، بالإضافة إلى الحرص على التنوع في التخصصات مثل التأليف، والإخراج، والتمثيل، والسينوغرافيا، إلى جانب تحقيق العدالة الثقافية وتمثيل مختلف مناطق مصر، ومراعاة جهات الإنتاج سواء كانت تابعة للدولة أو مستقلة أو خاصة. ممكن يعجبك: فارس كرم يطرح أحدث أعماله الغنائية على يوتيوب وسط انتقادات لقلة الأدب تكريم محيي إسماعيل لم يكن استثناءً وحول الجدل الدائر بشأن تكريم محيي إسماعيل تحديدًا، أوضحت عبد المنعم أن اختياره لم يأتِ كمجاملة أو استثناء، بل جاء ضمن معايير اللجنة نفسها، مشيرة إلى أنه يُعد أحد رواد مسرح 'المائة كرسي'، وقدم مساهمات مهمة في المسرح، كما أنه بلغ من العمر 85 عامًا، وهو ما جعل اللجنة ترى أن هذه اللحظة قد تكون الفرصة الأخيرة لتكريمه على مسيرته في المسرح. وأضافت: 'اللجنة العليا تتكون من 15 عضوًا، ولا يمكن أن يتفق هذا العدد على مجاملة شخص بعينه، فالمعايير التي استندنا إليها كانت موضوعية تمامًا، ولا مجال فيها للمجاملات الشخصية' رد على تصريحات محيي إسماعيل بعد التكريم وتعليقًا على تصريحات الفنان محيي إسماعيل التي أطلقها بعد التكريم، قالت عبد المنعم إن ما بدر منه يعبر عن 'طبيعة شخصية وآراء فردية'، مضيفة: 'هو يرى أن التكريم في هذا العمر يجب أن يكون ماديًا، لأنه بحاجة إلى الدعم في هذه المرحلة من حياته، وهذا رأي مادي بحت، أختلف معه بكل وضوح، لكنه يبقى وجهة نظر شخصية لا تلغي قيمة ما قدمناه له' حول دعوات سحب التكريم وفيما يتعلق بالدعوات التي طالبت بسحب التكريم منه، شددت عبد المنعم على أن هذا الأمر غير وارد قائلة: 'التكريم لا يُسحب، ولا ينبغي أن يُعاد تقييم فنان بسبب موقف فردي أو رأي شخصي، كل فنان مسؤول عن صورته أمام الجمهور، ونحن بدورنا كنا مسؤولين عن اختياراتنا بما يليق بقيمة المهرجان' واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المهرجان القومي للمسرح أكبر من الدخول في دوائر الردود على تصرفات فردية، قائلة: 'نحن في اللجنة تصرفنا انطلاقًا من المسؤولية والاحترام لقيمة المسرح المصري، وهو كفنان تصرف بما رآه مناسبًا له، وهذه حدود كل طرف'


نافذة على العالم
منذ 17 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الاحتفال بتوقيع كتاب ابن تغرى بردى "بالأعلى للثقافة"
الجمعة 1 أغسطس 2025 03:10 مساءً نافذة على العالم - تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والدكتور أشرف العزازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة حفل توقيع كتاب "ابن تغرى بردى وكتابه النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للكاتب الدكتور محمد محمد مغاورى، وذلك ضمن مبادرة "تراثك ميراثك"، وقد بدأ حفل التوقيع فى تمام الساعة الخامسة مساء أمس الأربعاء الموافق 31 يوليو 2025، بمكتبة المجلس الأعلى للثقافة. وأدار النقاش الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامى وخبير المخطوطات، وشهدت الفاعلية مشاركة كل من: الدكتور أشرف أنس؛ أستاذ التاريخ الإسلامى كلية الآداب جامعة المنصورة، والدكتورة سهر سيد دسوقى؛ الباحثة فى التاريخ الإسلامى، والدكتور عمرو منير؛ أستاذ التراث والتاريخ الوسيط، وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى وعضو لجنة التراث الثقافى غير المادى والفنون الشعبية. افتتح الحديث مدير النقاش الدكتور أيمن فؤاد، موضحًا أن كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" يُمثل موسوعة تاريخية ضخمة ألّفها المؤرخ المملوكى جمال الدين يوسف بن تغرى بردى فى القرن التاسع الهجرى، ويُعد من أهم مصادر التأريخ لمصر الإسلامية منذ الفتح العربى حتى أواخر العصر المملوكى؛ حيث يعرض الكتاب سِيَر الحكام والولاة والسلاطين، ويجمع بين السرد الزمنى للأحداث والتحليل الشخصي، ليقدّم رؤية شاملة عن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية فى مصر، كما يعكس من خلاله المؤلف انتماءه لدوائر الحكم ونظرته الخاصة للتاريخ، مما يجعل هذا العمل ليس مجرد تأريخ للملوك، بل وثيقة تكشف طبيعة السلطة والخطاب التاريخى فى عصره. ثم تحدث الدكتور أشرف أنس موضحًا أن اللافت فى كتاب "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للمؤرخ المملوكى ابن تغرى بردى الذى يعتبر أحد أبرز المصادر التاريخية التى تؤرّخ لتاريخ مصر من الفتح الإسلامى حتى أواخر القرن التاسع الهجرى، هو توثيقه التفصيلى وملاحظات المؤلف الشخصية التى تكشف عن نظرته الخاصة للأحداث والشخصيات. وفى مختتم حديثه أشار إلى أن هذا الكتاب كذلك يتميز بالتباين الظاهر بين الانتماء إلى السلطة والنقد الضمنى لها؛ فهو يجل السلاطين ويمدح إنجازاتهم، لكنه لا يتردد فى كشف الفتن والاضطرابات والانهيارات من داخل الدولة. ومن هنا، يُعد "النجوم الزاهرة" أكثر من سجل وقائع؛ فهو مرآة لوعى مؤرخ عاش فى قلب السلطة وكتب التاريخ من داخلها، مما يجعله مادة غنية للتحليل النقدى حول العلاقة بين المعرفة التاريخية والسلطة، وبين الرواية الرسمية والواقع المعاش. ثم تحدثت الدكتورة سهر سيد دسوقى موضحة أننا حين نتحدث عن "النجوم الزاهرة" فإننا لا نتحدث فقط عن مصدر تاريخى ضخم؛ بل عن ذاكرة مصرية خالصة، سجلت ما يقرب من خمسة قرون من التاريخ السياسى والاجتماعى والاقتصادى والدينى لمصر بداية من الفتح الإسلامى وحتى أواخر العصر المملوكى، ومع ذلك فان هذا النص لم ينل برغم ضخامته ما يستحقه من القراءة النقدية والتحليل البنيوى والمنهجى، وهنا تأتى أهمية هذ الكتاب الذى بين أيدينا اليوم؛ فقد قدم الدكتور مغاورى قراءة نقدية متزنة، كشفت عن منهج ابن تغرى بردى فى التاريخ وتكوينه الثقافى ومصادره وميوله بل وتحيزاته أيضًا، وهو ما يضعنا أمام رؤية متكاملة للنص والمؤلف والسياق. وتابعت مشيرة إلى أن هذا الكتاب تناول بعمق البنية الأسلوبية "للنجوم الزاهرة"، وتوقف عند لغته ومصطلحاته بل ودرس الطريقة التى عالج بها المؤلف الأحداث السياسية وشخصيات السلاطين، كما نجح فى رصد ملامح التداخل بين التاريخ والسيرة والخطاب السلطانى. وفى مختتم حديثها أكدت أن هذه النوع من الدراسات لا يعيد فقط إحياء النصوص القديمة؛ بل يعيد تشكيل وعينا بها، ويعلمنا كيف نقرأ التراث، باعتباره حركة فكرية قابلة للفهم ووالنقد، وقد استطاع المؤلف أن يعيد لنا النص، لا كأثر ماض، بل كوثيقة حية تتنفس بأسئلتنا الراهنة. ثم تحدث الدكتور عمرو منير قائلًا: "الكتاب الذى بين أيدينا ليس مجرد عرض لحياة ابن تغرى بردى أو فهرسة لمؤلفاته، بل هو دراسة متكاملة تحاول أن تفكك البنية الفكرية والتاريخية لكتاب "النجوم الزاهرة"، فى ضوء العوامل المؤثرة فى تكوين المؤرخ، ومرجعياته، ومنهجه، وموقعه ضمن مدرسة التأريخ المصرى، بل وتحاول إعادة قراءة مقاصده التأويلية وتقييم مدى موضوعيته، دون الوقوع فى التبجيل أو التبخيس، وأشار إلى أن الجهد المميز فى تحليل محتوى كتاب "النجوم الزاهرة" ليس فقط من الناحية السياسية، بل بالعودة إلى جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهى موضوعات لطالما أهملت فى دراسات المؤرخين المملوكيين، فجاء هذا الكتاب ليسد فراغًا مهما، ويمنحنا قراءة أكثر تركيبا لنص "ابن تغرى"، وإذا كان لى أن أوجز انطباعى العام عن هذا الكتاب، فأقول إنه يسهم فى إعادة تقديم النجوم الزاهرة" ليس فقط بوصفه موسوعة تاريخية، بل كوثيقة إثنوغرافية عن الدولة والمجتمع والسلطة في عصر المماليك، ويمنحنا أداة لفهم كيف كان المؤرخ يكتب الدولة، لا كما هى فقط، بل كما يجب أن تُروى، وفى مختتم حديثه تساءل؛ هل نقرأ التاريخ، أم نقرأ المؤرخ؟ثم استطرد موضحًا أنه يبدو للوهلة الأولى أن "النجوم الزاهرة" كتاب يؤرّخ لملوك مصر، من الفتح العربى فى نهاية القرن التاسع الهجرى لكن القراءة الثانية تكشف أنها أمام خطاب مزدوج تأريخ رسمي للسلطة، وسيرة ذاتية ضمنية لكاتبه؛ فابن تغرى لا يكتفى بسرد الوقائع، بل يحرص على الحضور داخل النص: بمواقفه، بتقويمه، بانحيازاته، بل أحيانًا بمشاهداته الشخصية، وهنا يحضرنى ما نبه إليه فلاسفة التأويل من أمثال "بول ريكور" و"هايدن وايت" و"ميشيل فوكو": الذى نبه إلى أن كل خطاب تاريخى هو ممارسة سلطوية تنتج المعرفة وتطوعها؛ لذا فإننا حين نقرأ ابن تغري بردى، لا نقرأ فقط ملوك مصر، بل نقرأه هو نفسه، كما لو أن نصه كان سيرة ذاتية مقنعة وراء قناع التأريخ الرسمى؛ فمن الخطأ أن نقرأ ابن تغرى بردى كصاحب أجندة سلطانية، فقد كان ابن البلاط، ابن الأمير، المقرب من أصحاب النفوذ، لكنه أيضًا كان شاهدًا مأزومًا، يسجل وفى ذهنه إحساس متوتر بالتحول والانهيار، لقد كتب التاريخ من داخل السلطة لا باسمها، وهذا يضعنا أمام سؤال فلسفى: هل التاريخ الذى يُكتب من الداخل أكثر صدقا، أم أكثر خضوعًا؟ فى النجوم الزاهرة، نلمح هذا الازدواج: فهو يجل السلطان، لكنه لا يتردد فى فضح الفتن والسحل والغدر والتهتك، وكأنه يقول أن الشر يكمن فى صلب الدولة لا فى أعدائها فقط". ختامًا أكد مؤلف الكتاب الدكتور مغاورى أن المؤرخ ابن تغرى بردى: (۸۱۲- ٨٧٤هـ / ١٤٠٩-١٤٦٩م) يُعد واحدًا من أهم مؤرخى مدرسة التاريخ المصرى؛ فقد عاصر ستة عشر سلطانا من سلاطين المماليك الجراكسة، واستطاع أن ينقل لنا صورة دقيقة عن حياة المماليك ونزاعاتهم مستفيدا في ذلك من درجة القرابة والمصاهرة التى كانت تربطه بالبعض منهم، وبخاصة أن والده كان أميرًا كبيرًا فى تلك الفترة؛ فاستطاع ابن تغرى بردى أن ينقل لنا أحداثا أوردها بعين الشاهد، مما أضفى قيمة علمية كبيرة إلى كتاباته.


الدستور
منذ 17 ساعات
- الدستور
رشا عبدالمنعم عن واقعة الفنان محيي إسماعيل خلال تكريمه بـ"القومي للمسرح": سلوك فردي
علقت الناقدة رشا عبد المنعم، على الجدل الذي أثير إثر تكريم الفنان محيي الدين إسماعيل، في الدورة الثامنة عشرة، للمهرجان القومي للمسرح المصري، قائلة: 'سأتكلم كعضو لجنة عليا للمهرجان مسئولة تماما عن اختيار المكرمين، وليس دفاعا عن اللجنة لأننا كلجنة لسنا فى موضع اتهام'، اختيارات المكرمين هذا العام لاقى رضا جموع المسرحيين وأضافت 'عبد المنعم' في منشور لها عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك': "لقد لاقت اختيارات المكرمين هذا العام تحديدا رضا جموع المسرحيين، وأشهد أننا راعينا كلجنة عليا المعايير التى تضمنت الاستحقاق والأثر وعكست تنوع فى المجالات النوعية ذات الصلة بالمسرح (تأليف وإخراج وسينوغرافيا وتمثيل) وحظى التمثيل بالنسبة الأكبر بالطبع، بحكم النسبة والتناسب لعدد المشاركين فى الصناعة المسرحية، كما راعينا وجود علاقة أصيلة بالمسرح، وراعينا العدالة الثقافية والامتداد الجغرافى، وتنوع جهات الإنتاج (مسرح دولة - مسرح مستقل- ثقافة جماهيرية- مسرح قطاع خاص) وانعكس فى التكريم أطياف وألوان المسرح المصرى على امتداده الزمانى والجغرافى. وفى ظنى ان هذا التدقيق انعكس فى اختيارات منظبطة وجديرة ومستحقة والمنصف سيرى هذا جليا. رشا عبدالمنعم: محيي الدين إسماعيل فنان لا خلاف على عطاءه للفن وأوضحت 'عبد المنعم': 'وقد جاء تكريم الفنان محيى الدين إسماعيل ضمن تلك المعايير لا خارجها، فهو أحد مؤسسي مسرح الــ 100 كرسي وله رصيد مسرحى، وفنان لا خلاف على عطاءه للفن فضلا عن تجاوزه الــ 85 عاما وربما لن يكون متوفر له فرصة أخرى للتكريم عن عطاءه المسرحى هذا'. وتابعت: 'كانت هذه حسابات اللجنة العليا للمهرجان القومي للمسرح المصري، ولم تكن ضمن تلك الحسابات على أى نحو المجاملة إطلاقا، كيف أن يتأتى لــ 15 عضوا قوام اللجنة العليا أن يتفقوا على مجاملة فنان'. واستطردت 'عبد المنعم': أما عما فعله الفنان محيى الدين إسماعيل عقب التكريم فاسمحوا لى أن أقول رأيى الشخصي". وواصلت: 'إن طبائع البشر ليست واحدة، وآرائهم تتباين حول ذات الشيء والسن له أحكام أيضا، هو يرى أن التكريم الحقيقى فى هذا العمر أن يمنح أموالا وأنه فى تلك المرحلة وفقا لاحتياجاته العمرية وقدرته على العمل المتراجعة لا يعتبر الشهادة والدرع تكريما'. رشا عبدالمنعم: المهرجان القومى للمسرح فوق كل تلك الصغائر واستطردت: 'بالطبع هى وجهة نظر مادية بحتة واختلف معها بالتأكيد، أما بشأن دعاوى سحب التكريم فلا يجب أن ينسحب هذا على إعادة تقييمه كفنان أو سحب جائزة أو تكريم عن أحقية، فهو يقدم نفسه كما يحب أن يراه الناس، وهو مسئول عن اختياراته'. واختتمت: 'أما المهرجان القومى للمسرح فهو فوق كل تلك الترهات وفوق كل تلك الصغائر، ولا يجب أن نضعه فى منطقة رد فعل لسلوك فردى، هو كفنان فعل ما يليق به ونحن فعلنا ما يليق بالمهرجان القومى للمسرح'.