logo
بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة.. تجربتي مع طفلتي المُحبة لها

بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة.. تجربتي مع طفلتي المُحبة لها

مجلة سيدتيمنذ يوم واحد
اليوم العالمي للشوكولاتة يكون في السابع من يوليو في كل عام، وهو يوم سنوي مخصص لمحبي الشوكولاتة في جميع أنحاء العالم، وقد تحدد هذا اليوم؛ ليُحيي ذكرى التعرف إلى الشوكولاتة اللذيذة ودخولها إلى أوروبا عام 1550م، بينما بدأ الاحتفال فعلياً باليوم العالمي للشوكولاتة في عام 2009 م.
وبتوالي الاحتفال أصبح يوم 7 يوليو من كل عام مخصصاً لمحبي الشوكولاتة في جميع أنحاء العالم، وليس هذا هو الاحتفال الوحيد بالشوكولاتة حول العالم؛ فبلاد كثيرة اختارت تخصيص يوم مختلف ليكون يومهم الخاص للاحتفال بالشوكولاتة؛ لما لها من شعبية عريضة ومحبون بلغوا آلاف الملايين.
"سيدتي وطفلك" انتهزت المناسبة لتشارك "أم علياء" تجربتها، التي تحدثت عنها، وأخبرتنا بأنها استطاعت بالفعل تحويل ابنتها من طفلة- 9 أعوام- مُحبةً تذوب وسط حبات الكاكاو ومذاق الشيكولاتة فزادت وزناً -، إلى مراهقة رشيقة وجميلة 15 عاماً، بعد أن نظمت الشوكولاتة حياتها لتصبح أجمل. ومع الدكتورة سعدية الأتربي أستاذة الصحة العلاجية كان التقييم للتجربة بشكل علمي مدقق.
أسئلة تدور في ذهن الآباء!
لا شك بأن هناك آلاف الملايين من الأطفال ينجذبون بشكل طبيعي إلى تناول الشوكولاتة بأنواعها وأشكالها، يقابله انشغال وبحث من قِبل الآباء حول أفضل وقت لتقديم الشوكولاتة لهم، ومخاوفهم من إمكانية تسببها في إصابة الطفل بالحساسية، وماذا عن خطورة تقديمها قبل العامين من عمر الطفل؟وما هي أضرار الإفراط في تناولها؟
تأثير تناول الشوكولاتة على الطفل
كلنا يعرف أن الإفراط في تناول الحلوى والشوكولاتة يتسبب في إصابة الطفل بالقلق و اضطرابات في النوم ، لأنها تحتوي على بعض المركبات مثل الكافيين والثيوبرومين إضافة إلى السكريات.
لهذا من الأفضل تجنّب تقديمها للطفل حتى يبلغ عمر العامين؛ لأنه لا يمتلك جهازاً هضمياً كاملاً يستطيع هضم الشوكولاتة بعد؛ ويمكن البدء بتقديم الشوكولاتة الداكنة؛ لأنها تحتوي على مركبات أقل.
بجانب أن الشوكولاتة تحتوي على منبهات، و السكر قد يؤثر على الجهاز العصبي للطفل.
تأثير نقص النوم على صحة الأطفال تابعي التفاصيل داخل التقرير
"تجربتي" مع الشوكولاتة حولت ابنتي إلى فتاة رشيقة
بدأت الحكاية معي، عندما أنجبت ابنتي الوحيدة "علياء" بعد سنوات طويلة من الزواج، وربما كان هذا سبباً في ميوعة أسلوب تربيتي معها، والدلال المفرط الذي قدمته لها وكانت تستمتع به، بجانب أنها كانت طفلةً مرحةً ذات عيون لامعة وابتسامة لا تفارق وجهها، ولكنني لاحظت منذ سنوات عمرها الأولى، كما انتبه لذلك والدها، حبها الكبير لتناول الشوكولاتة.
لم تكن تفرح بالدمى أو الألعاب، كما كانت تفرح عندما نقدم لها قطعة شوكولاتة ملفوفة بورق لامع، ولم تكن تمر مناسبة عيد ميلاد أو نجاح دراسي، بدون هدية من الشوكولاتة، حتى عندما كانت تبكي، كنت أهدؤها بقطعة صغيرة من الشوكولاتة، ومع مرور الوقت، أصبحت الشوكولاتة جزءاً لا يتجزأ من يوميات ابنتي المدللة "علياء".
لكن شيئاً ما بدأ يثير قلقي، "علياء" باتت ترفض تناول الطعام أحياناً، وتُفضل الشوكولاتة عليه، يرافق ذلك بدء معاناتها من الأرق، والشعور بالطاقة فالحركة الزائدة، بجانب أنها تظل مستيقظة حتى وقت متأخر من الليل.
وتستكمل أم "علياء" تجربتها وتقول:
وها أنا أعترف بتقصيري في توجيهها أثناء السنوات الأولى من عمرها، وربما لأنها كانت سنوات فرحتي بها وبوجودها وسطنا، بعد أن كنا - أنا ووالدها- نستشعر الضيق والملل وكثرة الفراغ.
ولهذا أفقتُ متأخرة، وخاصة بعدما لاحظت زيادةً في وزنها لا تتناسب وسنوات عمرها القليلة، فعرفت بعد القراءة والبحث أن الشوكولاتة رغم مذاقها اللذيذ، يجب أن تُقدَّم للأطفال ضمن ضوابط واضحة، وليس قبل عمر السنتين، وهناك ضرورة لتحديد الكمية اليومية للأطفال الأكبر سناً بما لا يتجاوز 30 غراماً في اليوم.
ولأنني عرفت أن الحل لن يكون بيدي وحدي، قررت الذهاب إلى طبيب متخصص لتحديد ضوابط وقواعد أكثر لتناول الحلوى عموماً للطفل:
الإفراط في تناول الشوكولاتة قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم بسبب الكافيين الذي تحتوي عليه، وبسبب الحلوى الزائدة يفقد الطفل الشهية للأطعمة الصحية.
من الجيد تقديم كميات صغيرة من الشوكولاته للطفل، وبمجرد أن يصل طفلك إلى العام الأول، يمكنك إضافة بعض مسحوق الشوكولاته الداكنة إلى حليب الطفل وصنع حليب الشوكولاته.
نظراً لاحتواء الحليب على نسبة عالية من السكر، فلا ينبغي إعطاء الطفل حليب الشوكولاتة دائماً، وعليكِ قراءة المكونات الموجودة على ملصقات الشوكولاتة لضمان مدة صلاحيتها ومعرفة المكونات المضافة، ويفضل تجنبها.
عدم إعطاء الطفل الشوكولاتة قبل وقت النوم والذهاب إلى الفراش مباشرة؛ حيث يمكن للكافيين أن يسبب أرقاً للطفل حتى لو كان ذلك بكمية قليلة.
وعند سنوات المراهقة كانت لي وقفة:
مرت السنوات صديقاتي الأمهات، وكبرت "علياء"، لكن حبها للشوكولاتة لم يتغير، بل زاد مع دخولها سن المراهقة، وبدأ يظهر آثار هذا الحب على وزنها بشكل ملحوظ، وأصبحت تجد صعوبة في الحركة، ومن ثمة بدأت تتعلل بالحجج لتتجنب الأنشطة الرياضية والخروج مع صديقاتها.
في المدرسة، بدأت تشعر بالخجل وترفض المشاركة في الأنشطة الجماعية، لم تكن المشكلة في الوزن، بل في شعورها الداخلي بعدم الرضا عن نفسها، وهنا قررت التدخل بشكل أقوى، دون أن أُشعرها بالحرمان من شيء تحبه، فبدأت أبحث عن حلول وسط.
ومرة ثانية وثالثة بدأت أتواصل مع أمهات لديهن نفس المشكلة، وبعدها رحت أتجول في برامج ألنت وإنقاص الوزن، فعرفت أن حب الشوكولاتة ليس مجرد عادة، بل له تفسير علمي؛ إذ تحتوي الشوكولاتة على مركبات مثل "الثيوبرومين" و"الفينيل إيثيل أمين"، وهي مواد ترفع من مستوى هرمونات السعادة في الدماغ.
قمت بتغيير نمط حياة "علياء" بشكل تدريجي، فقمت بإعداد وصفات منزلية تحتوي على الشوكولاتة، لكنها صحية أكثر، مثل: كرات الشوفان بالشوكولاتة الداكنة، بودينغ الأفوكادو بالشوكولاتة، كيك الشوكولاتة بزيت الزيتون وسكر جوز الهند، بهذه الطريقة، لم تشعر بالحرمان، لكنها بدأت تلاحظ الفرق، وأصبحت تشعر بالخفة.
بدأت تشارك في بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة، كما بدأت تتحدث مع أخصائية تغذية، ساعدتها على فهم جسدها واحتياجاته بشكل علمي، كما أخبرتها بالأضرار عند الإفراط.. والتي تتمثل في: زيادة الوزن والسمنة. مشاكل في الأسنان.
اضطرابات في النوم. ارتفاع نسبة السكر في الدم.
"علياء" جميلة ورشيقة
اليوم: "علياء" أصبحت تختار الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70% كاكاو أو أكثر، وتتناولها باعتدال، كجزء من نظام غذائي متوازن.
اليوم: "علياء"فتاة شابة في مقتبل العمر-15 عاماً-، تتمتع بصحة جيدة، وثقة بالنفس، وعلاقة متوازنة مع الطعام.
اليوم: "علياء" لم تتخلَ عن حبها للشوكولاتة، لكنها تعلمت كيف تدمجها في حياتها دون أن تسيطر عليها.
اليوم: تعلمت "علياء" أن تحب نفسها كما هي، وأن تعتني بجسدها، الشوكولاتة ما زالت صديقتها، لكنها هي من تقرر متى وكيف تتناولها؟
وأخيراً تقول "أم علياء": تجربتي لم تكن مجرد حكاية عن فتاة تحب الشوكولاتة، بل قصصتها عليكن صديقاتي أشبه بدعوة لكل الآباء بان الحب الزائد للطفل لا يبرر الوقوع في الخطأ في التربية، وتلبية جميع طلبات الطفل.
على الأهل والأطفال فهم العلاقة بين الطعام والمشاعر، وبين اللذة والصحة، وأن الاعتدال في العواطف وتناول الطعام الصحي هو المفتاح، والوعي الأسري هو الطريق نحو حياة متوازنة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مع تجدد حريق مركز الاتصالات بمصر.. ارتفاع عدد الوفيات إلى 4 أشخاص وإصابة 33 آخرين
مع تجدد حريق مركز الاتصالات بمصر.. ارتفاع عدد الوفيات إلى 4 أشخاص وإصابة 33 آخرين

صحيفة سبق

timeمنذ 17 دقائق

  • صحيفة سبق

مع تجدد حريق مركز الاتصالات بمصر.. ارتفاع عدد الوفيات إلى 4 أشخاص وإصابة 33 آخرين

ارتفع عدد ضحايا حريق مركز الاتصالات الرئيسي وسط العاصمة المصرية القاهرة، حيث تم الإعلان عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 33 آخرين، بينهم 10 من رجال الإطفاء بحالات اختناق بسبب استنشاق الدخان، وفقًا لموقع بوابة "أخبار اليوم". وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في القاهرة، بتجدد اندلاع النيران في مبنى "سنترال رمسيس"، فجر اليوم الثلاثاء. وتزامن تجدد اندلاع النيران مع عودة تدريجية لخدمات الاتصال والإنترنت التي تأثرت بالحريق بشكل كبير. وكان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر قد قال في بيان بوقت متأخر من مساء الإثنين إنه "في إطار متابعة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للتعطل المؤقت في خدمات الاتصالات نتيجة الحريق الذي حدث اليوم في سنترال رمسيس للشركة المصرية للاتصالات، يؤكد الجهاز بأنه قد تمت السيطرة على الحريق وجارٍ إجراء عمليات التبريد اللازمة، كما يوضح بأنه قد تم نقل حركة الإنترنت الثابت بالكامل إلى مركز الحركة التبادلي بمركز اتصالات منطقة الروضة"، جنوبي القاهرة. وأضاف البيان أن "خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول (صوت/ نقل بيانات) قد تأثرت لدى شركات المحمول الثلاث نسبيًا نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق، وجارٍ التنسيق بين الفرق الفنية بالشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لاستعادة دوائر الربط المتأثرة بحريق سنترال رمسيس واستبدالها باتجاهات أخرى على باقي سنترالات الشركة المصرية للاتصالات، ومن المتوقع استعادة دوائر الربط خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة". وأكد البيان أن "جميع خدمات الطوارئ تعمل بشكل جيد، وأن تأثير الحريق محدود على الخدمات، كما تم توفير أرقام اتصال بديلة للأماكن المتأثرة". وأشار البيان إلى "وجود تأثير بسيط على خدمات الهاتف الأرضي والمحمول بمحيط منطقة سنترال رمسيس مع عودة الخدمة بشكلٍ تدريجي، وسوف تصدر بيانات تبعًا لتطور الموقف". واعتذر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عن "تأثر بعض الخدمات، ويؤكد على قيامه بتعويض العملاء المتضررين طبقًا للوائح التنظيمية". وفي وقت سابق من مساء الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية لوكالة "رويترز" إن 22 شخصًا على الأقل أصيبوا جرّاء حريق نشب في مبنى سنترال رمسيس. ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار قوله إن معظم الإصابات ناجمة عن استنشاق الدخان. ووفق ما نقلت وسائل إعلام مصرية عن عبد الغفار فإن هناك إصابات بحروق سطحية من الدرجة الأولى، وجميع الحالات مستقرة حتى الآن. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية "أ ش أ"، نقلًا عن مصدر أمني، بأن "رجال الحماية المدنية نجحوا في منع امتداد الحريق إلى مبنى السنترال بالكامل، وكذلك منع امتداد الحريق إلى أسطح العقارات المجاورة". ولفت المصدر إلى أن الفحص المبدئي "أظهر أن الحريق يُرجح أن يكون ناجمًا عن ماس كهربائي"، فيما يقوم خبراء المعمل الجنائي برفع آثار الحريق للوقوف على أسبابه. وكانت محافظة القاهرة قد قالت في وقت سابق إن "غرفة العمليات المركزية ومركز السيطرة بالمحافظة قد تلقيا بلاغًا يفيد بنشوب الحريق بالطابق السابع بمبنى سنترال رمسيس المكوّن من 10 طوابق".

الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط 5 جنود خلال اشتباكات بشمال غزة
الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط 5 جنود خلال اشتباكات بشمال غزة

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط 5 جنود خلال اشتباكات بشمال غزة

قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن 5 جنود سقطوا، وأصيب 2 بجروح خطيرة خلال اشتباكات بشمال قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عبر "تليجرام" عن سقوط الرقيب مئير شمعون عمار، 20 عاماً، والرقيب موشيه نسيم فريش، 20 عاماً، مشيراً إلى أنه لم يصرح بعد بنشر باقي الأسماء. ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، بالتزامن مع إجراء محادثات غير مباشرة بين حركة "حماس"، وإسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين من غزة ووقف إطلاق النار بوساطة أميركية. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قالت في بيان، الاثنين، إن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 57 ألفاً و523 فلسطينياً، و136 ألفاً و617 مصاباً، وذلك منذ أكتوبر عام 2023.

قواعد تحوّل أخطاء ابنك المراهق إلى نوع من التقويم
قواعد تحوّل أخطاء ابنك المراهق إلى نوع من التقويم

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة سيدتي

قواعد تحوّل أخطاء ابنك المراهق إلى نوع من التقويم

سنوات المراهقة ليست بالقصيرة، وفي أثنائها يتعرض المراهق للكثير من التحولات السلوكية؛ فينتقل من حال إلى حال، وذلك وفقاً للتغيرات الهرمونية التي تتسارع بداخله، بجانب أسلوب التربية الذي يُطبّق عليه بسلبياته وإيجابياته، ما يجعل أخطاءه كثيرة ومتنوعة، وهنا يؤكد علماء التربية والطب النفسي أن المراهق لا يحتاج إلى قاضٍ يُدينه، أو أب يعاقبه بدنيا، بل إلى مُربٍ يُهديه، ومرشد يريه الطريق. تخيّلي أباً يصرخ في وجه ابنه لأنه تأخر في العودة إلى المنزل، أو رسب في مادة دراسية، بينما كان بإمكانه أن يقول: "لقد شعرت بالخوف عليك ليتك تُعلمنا قبل التأخير". وبدلاً من الصراخ في وجه الابن المراهق وتوجيه اللوم له، بعد رسوبه في الصف، يمكنك أن تقول: "أعلم أنك تشعر بالضيق وتشعر بالإحباط، لكن دعنا نضع خطة لتحسين مستواك". وأنتِ سيدتي الأم، اعرفي أن كل خطأ يُحدثه المراهق هو فرصة للتقويم، وكل لحظة انفعال منه فرصة لإثبات حكمتك؛ بالتواصل، والاحترام، والعدل. نحن نربي أبناء أقوياء نفسياً، ناضجين اجتماعياً، وأخلاقيين بالعقل وحُسن التربية لا بالخوف. وهذا ما أكدته الدكتورة نوال القطّان، أستاذة التربية والصحة النفسية، أثناء حديثها لقراء "سيدتي وطفلك"، والتي أوضحت في عدة أفكار بسيطة: كيف تتعاملين مع أخطاء المراهق؟ قواعد تحويل العقاب لنوع من التقويم التواصل المفتوح والاحترام المتبادل: كثير من الأخطاء التي يرتكبها المراهقون ناتجة عن فجوة في التواصل، لا عن سوء نية، فمثلاً، قد يتأخر الفتى أو الفتاة المراهقة في العودة إلى المنزل من دون إبلاغ الأهل، فيُفترض فوراً أنهما يتصرفان بعدم مسؤولية. لكن لو جلس الأب مع المراهق أو المراهقة، وسأل بهدوء: "ما الذي أخّرك؟ هل حدث شيء؟"، قد تشرح المراهقة أو المراهق السبب بهدوء؛ أنها كانت تساعد صديقتها التي تمرّ بأزمة. هذا النوع من الحوار يفتح المجال أمام التفاهم، ويقلل من حدة السلوك السلبي، والسبب أن المراهق الذي يشعر بأنه مسموع ومحترم؛ أقل عرضة للتمرد؛ لأنه يرى في والديه شركاء في رحلته، لا خصوماً يترصدون أخطاءه! ضرورة وجود نظام واضح للعقاب والجزاء: التربية لا تستقيم في ظل فوضى القواعد؛ تخيّلي مراهقاً لا يعرف إذا كان استخدام الهاتف المحمول بعد العاشرة مساءً مسموحاً أم لا، فيُعاقب فجأة على ذلك، ما يخلق شعوراً بالظلم. عكس الحال لو كانت القواعد واضحة منذ البداية، مثل: "بعد العاشرة، نضع الهواتف خارج الغرفة"، فإن العقاب حينها يصبح وسيلة تربوية، لا ردّ فعل عاطفي. وعندما يُخرق هذا الاتفاق، يمكن للأب أن يقول: "اتفقنا على قاعدة، واليوم خالفتها، لذا ستُحرم من الهاتف غداً"، فيفهم المراهق أن العقوبة نتيجة منطقية، لا انفجار غضب من ناحية الأب أو الأم. تجنب العقاب الجسدي واستخدام العقاب التعليمي: اتفق أساتذة التربية والصحة النفسية على أن الضرب لا يُعلّم، بل يُخيف، والمراهق الذي يتعرض إلى العقاب الجسدي يُصبح إما عدوانياً أو منغلقاً على نفسه. بينما هناك مراهق كسر زجاج نافذة أثناء اللعب، وبدلاً من ضربه، يُطلب منه أن يشارك في تنظيف المكان، والمساهمة في تكلفة الإصلاح من مصروفه. هذا النوع من العقاب يعدّ تعليمياً؛ حيث يُظهر له عواقب أفعاله بطرق منطقية، ويُعزز لديه الإحساس بالمسؤولية في المرة القادمة، أما الضرب؛ فقد يجعله يكره والديه أو يكذب في المستقبل؛ خوفاً من العقوبة. التوازن بين الحزم والتشجيع: المراهق لا يحتاج إلى صرامة وحِدّة دائمة، بل إلى حزم دافئ؛ مثلاً، عندما يلتزم ابنك بترتيب غرفته طوال الأسبوع، لا تكتفِ بالصمت، بل قل له: "أنا فخور بك لأنك التزمت بما اتفقنا عليه". كلمات التقدير سيدي الأب، أو لكل أم واعية؛ الكلمات تُعادل في أثرها مائة توبيخ، وعندما يخطئ، يمكن أن تقول: "أنا منزعج مما حدث، لكني أعلم أنك قادر على الأفضل"؛ فالثقة تُبنى، والتشجيع يعزز السلوك الجيد ، ويجعل المراهق يسعى لإرضاء والديه بدافع داخلي، لا بخوف خارجي. عليك باحترام الخصوصية والهوية الفردية للمراهق: سنوات المراهقة هي رحلة لاكتشاف الذات، ومن ثَمَّ تتغير في اتجاه آخر؛ فقد يقرر ابنك أن يغير تسريحة شعره، أو أن يرتدي ملابس مختلفة، وهنا قد يشعر الأهل بالقلق. لكن توقفي، فبدلاً من السخرية أو الرفض، يمكن أن تقول الأم: "أرى أنك تحاول التعبير عن نفسك، هل تحب أن تخبرني أكثر عن هذا الأسلوب؟"، وتذكروا دائماً أن التدخل المفرط في تفاصيل حياة المراهق أو مقارنته بغيره؛ يخلق مقاومة عكسية. الأفضل أن نحترم خصوصية الابن أو الابنة المراهقة، ونرافقهما في بناء هويتهما، لا أن نفرضها، لأن الهوية تُبنى بالحوار، لا بالإجبار. إستراتيجيات بنّاءة للآباء تحديد التوقعات والحدود: مثلًا، يمكن أن تقول لابنتك: "أتوقع منكِ أن تعودي قبل التاسعة مساءً، وإذا تأخرتِ، أحتاج إلى مكالمة بسيطة منك"، هذه القواعد تمنح المراهقة الشعور بالأمان، لأنها تعرف ما هو متوقع منها. تمسك بالثبات مع بعض المرونة: إذا تأخر ابنك يوماً، لأنه كان في نشاط مدرسي مفيد، فبدلاً من العقاب، يمكن أن تقول: "أقدّر أنك كنت في نشاط مفيد، لكن أرجو أن تُعلمني في المرات القادمة"، هذا يُظهر له أن القواعد مرنة ولكنها محترمة. استخدام الخطأ كفرصة تعليمية: بدلاً من سؤال: "لماذا فعلت ذلك؟"، اسأل: "ماذا تعلمت من هذا الموقف؟"، هذا يحفّز التفكير الذاتي ويُحوّل الخطأ إلى درس. كن للمراهق القدوة السلوكية: إذا رأى ابنك أنك تعتذر عندما تخطئ؛ سيتعلم أن الاعتذار ليس ضعفاً، ما يراه فيك أهم مما يسمعه منك. تشجيع التفكير الذاتي: بعد موقف صعب، اجلس مع ابنك واسأله: كيف كنت ستتصرف لو عاد بك الزمن؟ هذا يعزز الوعي الذاتي ويُنمّي النضج. نظرة متفاوتة بين الولد والبنت: أحياناً كثيرة يُغفر للولد ما لا يُغفر للبنت؛ فمثلاً، إذا خرج ولد مع أصدقائه من دون إذن، يُقال: "هو شاب، يتعلم من تجاربه"، أما إذا فعلت الفتاة الشيء نفسه؛ تُواجه بتوبيخ شديد، ويُربط تصرفها بالنوع. هذه الازدواجية تؤسس لخلل نفسي واجتماعي لدى الطرفين، ما يُشعر الفتاة بالذنب المبالغ فيه، والولد يعتاد الإفلات من المسؤولية، والحل! المساواة في التوجيه والتأديب، واحترام الاختلافات من دون تمييز. يجب أن نربي أبناءنا وبناتنا على القيم، لا على الخوف، وأن نُعلّمهم أن الخطأ لا يُقاس بالنوع (ولد أو بنت)، بل بالسلوك. * ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store