
الدوافع الأميركية الإسرائيلية وراء إنجاز صفقة تبادل.. لماذا الآن؟
الكاتب: شرحبيل الغريب
يتساءل كثيرون عن دوافع بنيامين نتنياهو وراء السعي المحموم لإنجاز صفقة تبادل بأيّ ثمن، وحرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إنجاز صفقة تبادل قريبة مع حركة حماس، تلك التصريحات اللافتة عبّر عنها مسؤولون كبار في الكابينت الإسرائيلي حول رغبة إسرائيلية أميركية بأهمية وضرورة التوصّل إلى صفقة بأيّ ثمن، تفتح الباب أمام تساؤلات استراتيجية وسياسية مهمة، لماذا الآن؟ ما الذي تغيّر؟ ولماذا يراها نتنياهو بالفرصة السياسية النادرة؟ ولماذا يحرص الرئيس ترامب على إعلان هذه الصفقة خلال زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن؟
قراءة المشهد بعمق من زوايا مختلفة وتحديداً الوضع الداخلي في "إسرائيل" وحسابات نتنياهو الشخصية، والسياقات الدولية، والتطوّرات الميدانية في قطاع غزة، والحرص الأميركي الشديد على إعلان الصفقة من البيت الأبيض، جميعها عوامل حاضرة في معادلة الصفقة المرتقبة.
أميركياً، المسألة واضحة عندها فالرئيس ترامب يواجه انتقادات داخلية لاذعة حول الملف النووي الإيراني والضربات العسكرية التي وجّهها لإيران، ويتهمونه داخل أميركا بالفشل في حسم هذا الملف رغم الضربات الجوية التي تعرّضت لها منشآت إيران النووية، وبالتالي هو أمام شعبه باتت جعبته فارغة بلا إنجاز يذكر ويريد في هذا التوقيت أن يقدّم إنجازاً يحميه من الفشل في هذا الملف، أما الضغط الكبير الذي يمارسه على نتنياهو فيأتي من منطلق أنّ ملف الحرب على قطاع غزة هو الملف الأسهل له والذي يستطيع من خلاله تقديم إنجاز سريع أمام خصومه في أميركا، يتجاوز فيه الفشل في الملف الإيراني على وجه الخصوص.
إسرائيلياً، وتحديداً الوضع الداخلي، فمنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023 يواجه نتنياهو ضغوطاً كبيرة وغير مسبوقة سياسياً من جمهور المستوطنين الذين اتهموه بالفشل الأمني مع تصاعد الغضب الشعبي والانقسامات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية طيلة أشهر الحرب، وباتت بفعل ذلك شعبيته تتأكّل، هذه العوامل ومع إطالة أمد الحرب بعيداً عن الحسم فيها، برزت عوامل أخرى تصدرت المشهد أهمها تهديد حلفاء نتنياهو بضرورة إجراء انتخابات مبكرة وحظي هذا التوجّه بإجماع داخل المؤسسة السياسية في "إسرائيل"، وبالتالي يأتي الحرص من نتنياهو من وجهة نظره في حصد الثمار بتحويل الإنجازات التكتيكية إلى رؤية استراتيجية ثابتة تخدمه سياسياً بالدرجة الأولى، وهذا ما استدعى حرصه وجعله يسابق الزمن الآن لإبرام صفقة تبادل تظهره أمام المجتمع الإسرائيلي وأمام خصومه بأنه المنقذ والمخلّص، وقد يفتح له هذا المسار مسارات أخرى تتعلّق بصفقة إقليمية يريدها الرئيس ترامب حول توسيع دائرة اتفاقيات التطبيع مع عدة دول في المنطقة.
ربما يتساءل البعض، عن مصير الائتلاف الحكومي الذي يعارض إبرام صفقة تبادل مع حماس ويدفع باتجاه استكمال احتلال عسكري كامل لقطاع غزة، فمن المعروف أنّ المضي في صفقة معناه سقوط الحكومة الحالية، وأمام ما شهدته الساحة السياسية في "إسرائيل" خلال الأسابيع القليلة الماضية من أنّ نتنياهو بدأ بالفعل يبحث عن شبكة أمان من المعارضة، وقد وردت عدة تسريبات تشير إلى أنّ نتنياهو يتفاوض مع المعارضة لمنحه شبكة أمان بعد عقد الصفقة، وهذا يعني أنه يراهن على الصفقة كأداة لإعادة ضبط توازنات سياسية وضمان بقائه في المشهد السياسي والتي قد تفتح له آفاقاً سياسية أخرى.
ثمّة سبب جوهري آخر يجعل نتنياهو يصرّ على المضي في مسار الصفقة، بعدما تسرّب مؤخّراً عن وجود خلافات بينه وبين رئيس الأركان في "الجيش" الإسرائيلي ايال زامير حول الأهداف والدور المنوط لـ "الجيش" في قطاع غزة واختلاف الرؤى إزاء مسار الحرب الجارية والوصول إلى نتيجة أنّ مسار الضغط العسكري لم يحقّق أهدافه، واعتراف زامير بصعوبة سيطرة "الجيش" الإسرائيلي على 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، في مقابل الزاوية الأخرى من الصورة والمتمثّلة بحال الاستنزاف لـ "الجيش" الإسرائيلي بعد سنة وأكثر من تسعة أشهر من الحرب، بات "الجيش" يعاني من إنهاك عملياتي ومعنوي وتكبّد خسائر فادحة في أرواح الجنود تجاوزت 30 جندياً وضابطاً خلال الشهرين الماضيين، أي برقم يزيد عن عدد الجنود الأسرى الموجودين لدى حماس وهذا مؤشّر مهم، مع حال الضغط المتزايد من عائلاتهم لإنهاء الحرب نظراً لارتفاع الفاتورة في أرواح الجنود والضباط.
الجانب الآخر والمهم، هو الفشل الإسرائيلي في تحقيق النصر المطلق الذي أعلنه نتنياهو بداية الحرب، والمتعلّق بتدمير قوة حماس وتحرير الأسرى بالقوة، وهو ما جعل نتنياهو يقبل بتسوية تحفظ له ماء الوجه في ظلّ استمرار التوتر مع حزب الله على الجبهة الشمالية بين حين وآخر واحتمالات تجدّد المواجهة في لحظة ما قد تصل إلى ذروتها في أيّ وقت.
الحسابات الشخصية لنتنياهو حاضرة كعامل مساعد ومهم في معادلة الصفقة الذي يجري العمل عليها حالياً، وهو يدرك أن فقدان السلطة سيعيده حتماً إلى قاعات المحكمة مجدداً لمواجهة تهم فساد ما زالت قائمة في سجله القضائي، لذلك هو يرى أن عقد صفقة وتحديداً بعد الحرب مع إيران من شأنها أن تمنحه غطاءً سياسياً جديداً وسيقدّمها للمجتمع في "إسرائيل" على أنها صفقة بطولية وإنجاز يضاف إلى سجله خلال هذه المرحلة.
النداءات الدولية والعربية لوقف الحرب عامل مهم وفعّال وشكّلت عزلة دولية لـ "إسرائيل" وانعكس ذلك سلباً على صورة وموقع "إسرائيل" في المنطقة ككلّ، وتزايد الحديث عن ضرورة طرح مبادرات إقليمية تنادي بوقف حرب الإبادة هدفها إعادة الإعمار لكنّ هذه الدول تشترط وجود صفقة شاملة تسبق جهود إعمار حقيقة، وبالتالي يدرك نتنياهو أنّ رفض الصفقة الآن يعني مزيداً من العزلة الدولية لـ "إسرائيل".
يتعامل بنيامين نتنياهو مع المشهد كفرصة سانحة لحصاد يسجّله في مسيرته في ظلّ الفشل المتراكم طيلة الأشهر الماضية، وقد يكون مستعدّاً لتقديم تنازلات كان من الصعب تقديمها لكنه يرى أنّ التوقيت مناسب ويريد استثماره فذلك يخدمه سياسياً وشخصياً بعد ارتفاع استطلاعات الرأي الأخيرة لصالحه وحتى لا يفقد البريق وتتبعثر الإنجازات وتنعكس المعادلة ضده فجأة.
الذهاب إلى صفقة في الوقت الحالي يعني نهاية حكومة نتنياهو الحالية والذهاب إلى انتخابات، وما بعد الصفقة ستكون في "إسرائيل" حكومة جديدة ومعها مستقبل سياسي جديد وشركاء جدد لنتنياهو، وفي المفهوم السياسي لما يجري فالذهاب إلى صفقة يعني إفراز خارطة سياسية جديدة في "إسرائيل" بل وتغييراً جذرياً فيها.
الصفقة مطلوبة لماذا الآن؟
يتقن نتنياهو قراءة المشهد وتوظيفه لصالحه، ويعي المعادلة التي تضمّ مجموعة من العوامل، أهمها الظروف الداخلية والضغط الداخلي والطموح السياسي والظروف الدولية المتقلّبة ومعها الحاجة الأميركية الآن، وبالتالي هذه التهدئة ستكون مدتها 60 يوماً، وكلّ الاحتمالات تشير إلى أنها ستجدّد 60 يوماً أخرى، وسيتشكّل بعدها مسار سياسي ينهي الحرب ونتنياهو يرى في الفرصة النادرة التي تحدّث عنها وكشف عنها وزراء في حكومته المصغّرة أنها فرصة لن تتكرّر، بذلك هو مستعد لدفع الثمن الآن ما دام هذا الثمن لا يدفع من رصيده السياسي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
إسحاق بريك: مقاتلو حماس يعتمدون تكتيك "حرب العصابات" ولا طريق أمامنا سوى وقف فوري لإطلاق النار
وصف اللواء احتياط في جيس الاحتلال، إسحاق بريك وحدة المتحدث باسم الجيش، بأنها "أكبر عملية احتيال على الإطلاق"، فلا مهام لها إلا الكذب المتعمد، وخداع الجمهور، وإخفاء الحقائق، وتضخيم صورة الجيش الإسرائيلي على حساب الحقيقة والمهنية والجاهزية العسكرية. وقال بريك، في مقال نشرته صحيفة معاريف، إن الغرض المعلن من وحدة المتحدث هو "تعزيز ثقة الجمهور بجيش الاحتلال، وتعزيز شرعية أنشطته، وردع العدو من خلال التأثير على الفضاء الإعلامي العام بطريقة عملية ومبتكرة، غير أنها تحولت إلى أداة لتلميع صورة الجيش، وتضليل المواطنين، وتقديم روايات مختلقة، بإشراف مباشر من القيادة العليا". وأشار إلى أنّ هذه الوحدة تضم مئات الجنود والضباط، وتستهلك ميزانيات هائلة من دافعي الضرائب. وأضاف "لكنها لا تقول الحقيقة، بل تعمل على خلق واقع افتراضي يخدم هدفا سياسيا وعسكريا محددا. وأكد، أنَّ "ثقافة الكذب" أصبحت جزءا لا يتجزأ من سلوك المتحدث باسم الجيش، مشيرًا إلى أن المتحدثين العسكريين يتلقون توجيهات من رئيس الأركان مباشرة، وأن الهدف الأساسي لهم ليس إيصال المعلومات، بل ترسيخ صورة زائفة عن قدرة الجيش، بما يخدم القيادة السياسية والعسكرية، ويمنع إجراء الإصلاحات الضرورية. وذكر بريك أن هذه "السياسة هي التي أوصلت إسرائيل إلى كارثة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإلى المأزق الراهن في قطاع غزة، حيث يعيش الجيش حالة من التدهور الشديد، لا سيما على مستوى الروح المعنوية والانضباط والجاهزية". وتابع "الجمهور يعيش في وهم مدروس، نتيجة خطاب إعلامي خادع، تروجه وحدة المتحدث باسم الجيش، بدعم كامل من القيادة العليا، وبمساعدة المراسلين والمحللين العسكريين الذين أصبحوا أداة في يد المؤسسة العسكرية، ويفضلون الحفاظ على علاقاتهم مع المتحدثين بدلا من نقل الواقع للجمهور". ووأوضح بريك أنَّ هؤلاء المراسلين شاركوا بفعالية في إخفاء حقيقة ما جرى يوم 7 أكتوبر، وواصلوا التغطية على الإخفاقات الكبرى للجيش خلال عملية "عربات جدعون" في غزة، وأنهم ما زالوا يروجون لانتصارات وهمية غير موجودة. وانتقد بريك تصريحات المتحدث باسم الجيش حول السيطرة على 75 بالمئة من أراضي قطاع غزة، مؤكدا أن هذه التصريحات كاذبة ولا تستند إلى أي حقائق ميدانية. وأشار إلى أن هيكل القوات الفعلي في القطاع أصغر بعشرات المرات من الذي يروج له الجيش، بسبب انخفاض نسبة الحضور في القوات النظامية والاحتياطية. وكشف عن أن آلاف الجنود سرحوا أو تركوا الخدمة القتالية بسبب مشكلات نفسية حادة، وأن قيادة الجيش تتعمد التغطية على ذلك، موضحا أن حالة "الرفض الصامت" تتسع، وأن الكثير من الجنود من وحدات النخبة لم يعودوا مستعدين لمواصلة القتال. وقال بريك إن الأكاذيب التي يروجها المتحدثون الرسميون لا تقف عند حدود غزة، بل تشمل أيضا محور فيلادلفيا، والأنفاق الممتدة من سيناء، والتي زعم الجيش سابقا أنه دمرها بالكامل، ليتضح لاحقا أنه لم يدمر سوى أقل من عشرين بالمئة منها، وأن حماس استعادت قوتها كاملة بنحو أربعين ألف مقاتل. وأكد، أن المقاتلين لا يرون مقاتلي حماس لأنهم يتحصنون داخل الأنفاق ويشنون هجماتهم من هناك، ويختفون فورا، ما يفسر الخسائر التي يتكبدها الجيش مقابل نتائج محدودة للغاية. ولفت إلى أن المراسلين العسكريين يواصلون الترويج لأرقام وبيانات عارية عن الصحة، وأن رئيس الأركان نفسه ادعى مقتل ألفي عنصر من حماس في رفح، في حين أن القادة على الأرض لم يشهدوا سوى بضع عشرات من القتلى. وسخر بريك من تصريحات قادة الألوية بأن عدم رؤية مقاتلي حماس دليل على السيطرة، وقال إن حماس تعتمد تكتيك حرب العصابات ولا تسعى لمواجهات مكشوفة، وهو ما لم تستوعبه قيادة الجيش بعد عامين من الحرب. وانتقد بشدة أداء رئيس الأركان الحالي، إيال زامير، وقال إنه يواصل سياسات الفشل نفسها، ويدفع الجيش إلى مستنقع غزة من جديد، بدلا من الاستعداد لأي حرب إقليمية محتملة. وحذر من أن الجيش لا يملك القدرة على مواجهة التهديدات على مختلف الجبهات، لا من حيث العتاد ولا من حيث القوى البشرية، ولا حتى على صعيد مواجهة الطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية، مؤكدا أن القيادة السياسية والعسكرية تكذب على نفسها وعلى الجمهور. وقال بريك إن الطريق الوحيد للخروج من الكارثة هو وقف فوري لإطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، وإعادة تأهيل الجيش من جذوره، من خلال تدريب المشاة والهندسة، وتعزيز قدراته، واستعادة الاقتصاد والعلاقات الدولية. ودعا إلى تفكيك وحدة المتحدث باسم الجيش بالكامل، وبنائها من جديد على أساس الصدق والشفافية وروح الجيش، مع تقليص حجمها إلى عشرات الأفراد بدلا من مئات، ووضع لافتة فوق مدخلها كتب عليها: "لا ينشر هنا إلا الحقيقة". المصدر / فلسطين اون لاين


جريدة الايام
منذ 4 ساعات
- جريدة الايام
ترامب: قريبون جداً من صفقة بشأن غزة
عواصم - وكالات: أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، اقتراب التوصل إلى صفقة بشأن غزة. وقال ترامب للصحافيين: نحن قريبون جداً من صفقة بشأن غزة. وتابع: هناك حظوظ كبيرة بأن نعقد صفقة مع "حماس" لإطلاق عدد كبير من الرهائن. في الإطار، أعرب ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، عن تفاؤله بشأن 3 ملفات رئيسية تتعلق بالشرق الأوسط، وهي: غزة، وإيران، وتوسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن ويتكوف تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق مع "حماس"، وأشارت إلى أن هناك زخماً كبيراً في هذا الجانب. وقال المبعوث الأميركي في حديث إلى الجالية اليهودية في هامبتونز بنيويورك، وفق ما أورد موقع "واي 24" العبري: إنه "متفائل على ثلاثة أصعدة: فرص إبرام اتفاق مع حماس في المستقبل القريب، والتوصل إلى اتفاق مع إيران يحرمها من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وتوسيع اتفاقيات التطبيع". وأشار إلى إمكانية انضمام قطر إلى اتفاقيات أبراهام مستقبلاً، إلى جانب دول أخرى مثل سورية ولبنان. وأضاف: "التطبيع بين السعودية وإسرائيل سيستغرق وقتاً أطول، وليس من المؤكد أنه سيكون جزءاً من اتفاقيات أبراهام، بل هو أمرٌ آخر مهم". وتابع: "في المحادثات المتعلقة بصفقة الرهائن، تُبذل جهودٌ كبيرة لإعادة الجثث أيضاً. هناك زخمٌ كبيرٌ للصفقة، وهي تسير في الاتجاه الصحيح". من جهته أعرب ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن تفاؤله بشأن 3 ملفات رئيسية تتعلق بالشرق الأوسط، وهي: غزة، وإيران، وتوسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق مع "حماس"، وأشارت إلى أن هناك زخماً كبيراً في هذا الجانب. وقال المبعوث الأميركي في حديث إلى الجالية اليهودية في هامبتونز بنيويورك، وفق ما أورد موقع "واي 24" العبري: إنه "متفائل على ثلاثة أصعدة: فرص إبرام اتفاق مع حماس في المستقبل القريب، والتوصل إلى اتفاق مع إيران يحرمها من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وتوسيع اتفاقيات التطبيع". وأشار إلى إمكانية انضمام قطر إلى اتفاقيات أبراهام مستقبلاً، إلى جانب دول أخرى مثل سورية ولبنان. وأضاف: "التطبيع بين السعودية وإسرائيل سيستغرق وقتاً أطول، وليس من المؤكد أنه سيكون جزءاً من اتفاقيات أبراهام، بل هو أمرٌ آخر مهم". وتابع: "في المحادثات المتعلقة بصفقة الرهائن، تُبذل جهودٌ كبيرة لإعادة الجثث أيضاُ. هناك زخمٌ كبيرٌ للصفقة، وهي تسير في الاتجاه الصحيح".


جريدة الايام
منذ 4 ساعات
- جريدة الايام
أميركا تواجه صدمة مالية محتملة مع مساعي ترامب للهيمنة على "المركزي"
واشنطن - وكالات: حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير تحليلي حديث، من أن الولايات المتحدة باتت على مشارف الدخول في ما تعرف اقتصاديا بـ"الهيمنة المالية"، وهي الحالة التي يتحول فيها دور البنك المركزي من إدارة التضخم والنمو إلى أداة لخدمة أولويات الإنفاق الحكومي، وهي حالة طالما ارتبطت بالدول النامية والاقتصادات المتقلبة مثل الأرجنتين، لا بالولايات المتحدة. وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيد ضغوطه العلنية على رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، مطالباً إياه بخفض أسعار الفائدة أو ترك منصبه لمن "ينفذ السياسات المطلوبة". وفي مقابلة عبر قناة "فوكس نيوز"، قال ترامب صراحة: "نحن بصدد وضع شخص في الفدرالي سيكون قادراً على خفض أسعار الفائدة"، في إشارة إلى نيته تعيين رئيس جديد مبكراً رغم أن ولاية باول لن تنتهي قبل أيار 2026. وهذه التصريحات، وفقاً للصحيفة، لا تعكس فقط تفضيل ترامب التقليدي لبيئة فائدة منخفضة، بل تشير إلى تحول خطير في فلسفة السياسة النقدية: استخدام الفائدة المنخفضة أداة لتمويل العجز الضخم في الموازنة بدلا من استهداف التضخم والنمو المستدام. وأوضح تقرير الصحيفة أن فاتورة القانون "الكبير الجميل"، التي أقرها الكونغرس مؤخرا، سترفع العجز من 1.8 تريليون دولار (6.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024) إلى 3 تريليونات دولار (7.1%) خلال عقد، وفق لجنة الميزانية الفدرالية المسؤولة، ومع تمديد التخفيضات الضريبية المؤقتة يمكن أن يصل العجز إلى 3.3 تريليونات (7.9%). لكن الأكثر إثارة للقلق أن إدارة ترامب تخطط لتقليل إصدار سندات طويلة الأجل، والتركيز بدلاً من ذلك على أذون الخزانة قصيرة الأجل بهدف كبح ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل. لكن هذا النهج محفوف بالمخاطر، إذ إن أي قفزة مفاجئة في الفائدة قصيرة الأجل ستنعكس مباشرة على تكلفة خدمة الدين، ما يضع ضغطاً فورياً على الميزانية الفدرالية. ورغم كل هذه المؤشرات، فإن العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أغلق عند 4.35% الخميس الماضي، بعد أن كان قد ارتفع إلى 4.55% في أيار الماضي، ما يعكس ارتياحاً نسبياً في الأسواق يعود جزئياً إلى توقعات بخلفية "موالية لترامب" في قيادة الفدرالي. وفي هذا السياق، أفاد اقتصاديون في "غولدمان ساكس" بأن الرئيس القادم للفدرالي سيكون أقل انزعاجاً من العجز، ما يعني معدلات فائدة أقل مستقبلاً. ومع أن الأسواق لم تترجم تهديدات ترامب ضد الفدرالي إلى توقعات تضخمية حادة، فإن "وول ستريت جورنال" تحذر من أن "الهيمنة المالية" لا تظهر آثارها فوراً، بل تتراكم تدريجياً حتى تنفجر على شكل تضخم أو أزمة ديون مفاجئة. واستعرض التقرير جذور الهيمنة المالية عبر التاريخ، مشيراً إلى تأسيس بنك إنجلترا العام 1694 كممول للعائلة المالكة، ثم دور الاحتياطي الفدرالي في الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما خضع لضغوط وزارة الخزانة الأميركية لتثبيت الفائدة. وفي الستينيات امتنع الفدرالي عن رفع الفائدة لمنع التأثير على إصدار السندات، ما ساهم لاحقاً في تفجر التضخم. لكن منذ عقود حاول الفدرالي أن يفصل نفسه عن السياسة، حتى في فترة 2008 - 2014 عندما أبقى الفائدة قرب الصفر، إذ كانت قراراته تستند إلى تقييمه المستقل لتضخم منخفض، وليس لأوامر مباشرة من الرئيس، وفق الصحيفة. ويحذر التقرير من أنه إذا استمر هذا المسار فإن الاقتصاد الأميركي قد يواجه صدمة مالية تشبه تلك التي ضربت أوروبا في أزمة الديون السيادية بعد العام 2010. وأشار إلى تحليل لمصرف "غولدمان ساكس" يفيد بأنه إذا لم تبدأ الولايات المتحدة إجراءات تقشفية خلال عقد، فقد تحتاج إلى تقليص الإنفاق أو رفع الضرائب بما يعادل 5.5% من الناتج المحلي سنوياً، وهو ما يتجاوز التقشف الأوروبي حينها. وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بلهجة تحذيرية، مؤكدة أن خضوع البنك المركزي الأميركي لتوجيهات الرئيس بدلاً من تحليله المستقل قد يؤدي إلى نتائج مدمرة، حتى وإن لم تظهر خلال فترة ترامب الثانية. وقالت: "نعم، الأسواق تتجاهل الخطر الآن، لكن التاريخ يقول لنا إن الثمن يُدفع لاحقا، وبفائدة مركّبة".