logo
عام النووي

عام النووي

المغرب اليوممنذ 4 ساعات

خطير أن يصبح الكلام عن الحرب النووية، أو تسرب إشعاعات قاتلة، من يومياتنا العابرة، وطرائفنا الفكاهية. مطعم في لبنان يعلن عن «السهرة الأخيرة قبل الحرب النووية»، ومؤثرون يتسابقون على إرشادنا إلى إجراءات الوقاية كي نقلل من هول الإصابة. هل نختبئ في الحمّام أم في المطبخ؟ ذاك كان من مشاهد سينمات الخيال العلمي قبل سنوات فقط. ظننا أن ما فعلته أميركا في اليابان مجرد ذكرى للاعتبار والتأمل، فإذا بالرئيس الأميركي دونالد ترمب يؤكد مخاوفنا ويقول إن «الضربة على إيران أنهت الحرب كما فعلنا في هيروشيما وناغازاكي». تمنينا لو أنه أعفانا من مقارنة كارثية تعيد إلى الأذهان أسوأ فصول التاريخ الحديث وأكثرها إرعاباً.
كنا في استراحة محارب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وتفرد الولايات المتحدة في التسيّد على العالم. ثم بمجرد أن هاجمت روسيا أوكرانيا، عاد النووي إلى الواجهة، كجزء من الخيارات الحربية بين القطبين، روسيا والغرب. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع «القوات النووية في حالة تأهب خاصة». وزير خارجيته سيرغي لافروف حذّر من أن «خطر الحرب النووية اليوم هو الأعلى منذ عقود».
ردت واشنطن بأنها وضعت خططاً للرد بـ«نووي تكتيكي» ضد قواعد روسية أو سفن في البحر الأسود. بمعنى قنابل صغيرة بمفاعيل محدودة، لكنها تفتح باب الجحيم، على أي حال.
تنافست وسائل إعلام على تحليل الكوارث التي سنتعرض لها: عدد الضحايا، نوعية الأعراض، كيفية الوقاية. دول أوروبية دعت مواطنيها إلى تخزين طعام، وترتيب ملاجئ. خبراء ينصحوننا باللجوء إلى بلدان بعينها ستكون الأبعد عن الكارثة.
كلما ظننتَ أن الأمر لا يعنيك، تفاجأت أنك في عين العاصفة. فجأة اشتعلت بين الهند وباكستان، القوتين النوويتين اللتين كادتا تجران العالم إلى التهلكة، لولا التدخل البطولي لترمب لدرء الكارثة.
ثم جاء دور النووي الإيراني بهجوم إسرائيلي. حبس العالم أنفاسه منتظراً وقوع الكارثة. جاءت أميركا بطائراتها الشبحية العملاقة وعشرات أطنان المتفجرات خارقة للتحصينات، لتدمر المفاعلات.
ما الذي كنا ننتظره، هل هو تسمم يلوث مياه الخليج ويترك عشرات الملايين عطشى؟ هل إشعاعات محدودة؟ هل تكون إيران من القوة بحيث تصيب مفاعل ديمونا وتوقع منطقة شرق المتوسط في حمى التلوث المميت؟
ترمب لم يستبعد، حسب التسريبات، خيار استخدام النووي التكتيكي لضرب مفاعل فوردو الإيراني. وحدها الصين التزمت الصمت في هذه المعمعة النووية. المملكة المتّحدة أعلنت أنها ستعيد تفعيل قدراتها النووية، المقتصرة حالياً على الغواصات، بشراء طائرات مقاتلة «إف 35» لإطلاق صواريخ مزودة برؤوس نووية.
والرفيق، كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، شهر سلاحه الفتاك، ولأنه حان الوقت للتسريع بالنووي البحري للدفاع عن الدولة، لذلك سيضع في الخدمة قريباً جداً، مدمرة جديدة تحمل صواريخ نووية تكتيكية.
الظريف في الرئيس الأميركي الذي يشارك في إطلاق طلائع الحرب النووية، هو العنصر الأول في إطفائها. أما الكارثة الحقيقية فهي أن نادي النووي لا يخضع لقانون بل لأمزجة وتحالفات بين الأقوياء. البرنامج الإيراني ولد باتفاق بين أميركا والشاه رضا بهلوي عام 1957 قبل أن يبصر النور البرنامج العراقي الذي سعى إليه صدام حسين بمعونة فرنسية ودمرته إسرائيل. استجابت أميركا لطموحات الشاه. ورغم أن المصادر الرسمية الأميركية تتحدث عن مشروع سلمي فإن ثمة باحثين يؤكدون، وبينهم الفرنسي المتخصص ألان جوييه، أن الشاه أفصح بصراحة للأميركيين عن نيته إنتاج سلاح نووي، وأنهم وافقوا ضمناً؛ لأنه حليفهم، ثم كانت له معونة ألمانية وفرنسية لتقوية المشروع.
قادة الثورة الإسلامية لم يروا، عند وصولهم إلى السلطة، في هذا المشروع ما يغريهم، فأهملوه، إلى أن استخدم صدام أسلحته الكيماوية ضدهم وأيقظ رغبتهم في إيجاد ما يصدون به هجومات غير تقليدية.
وسواء أبادت أميركا المشروع الإيراني، كما قال ترمب، أو أخرته لبضعة أشهر، كما أخبرتنا الاستخبارات الأميركية، فالشهية مفتوحة في المنطقة على التسلح والقتل. والحل ليس في نزع أسنان إيران وحدها، التي ستسعى لإعادة بناء مشروعها الوطني لتوفر الخبرات لديها، بخاصة للأغراض السلمية أسوة بعشرات الدول التي تمارس هذا الحق.
الحلّ في إراحتنا من الدولة النووية الوحيدة الحقيقية في المنطقة، ونزع فتيل هذه المنافسة النووية المحتدمة، بتجريد إسرائيل التي يعتقد أنها تملك أقله 120 رأساً نووياً، ومليونَي رطل من البلوتونيوم. المفكر الفرنسي اليهودي إيمانويل تود الذي يعرف إسرائيل عن قرب، واشتهر بتوقعاته الاستراتيجية التي لا تخيب، ينبه إلى أنه: «إذا كان على العالم أن يخشى من سلاح نووي، فهو الذي بيد إسرائيل، لا لكميته المهولة فقط، بل لأنها مهووسة به وتعدّه جزءاً من كيانها وعقيدتها».
في سنة النووي هذه تجاوزات الخطوط الحمراء بلغت أَوْجها، فيما اختفى الخضر وأنصار البيئة كلياً من الساحة. كانوا يتظاهرون من أجل أكياس نايلون وعبوات بلاستيك ودخلوا في صمت الموات حين أطلّت حروب الدمار الشامل، وإبادة الكوكب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما بعد هدنة ترمب!
ما بعد هدنة ترمب!

المغرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • المغرب اليوم

ما بعد هدنة ترمب!

بطريقته المعهودة، رسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب صورة درامية للضربة الأميركية على إيران، وقال إنها أنهت الحرب، منتقداً كل من حاول التقليل من أثرها، وبشكل خاص بعض الإعلام الأميركي الذي ذكر أن الضربة أعادت البرنامج النووي الإيراني شهوراً للوراء وليس سنوات. ترمب ليس من النوع الذي يقبل بأي توصيفات أقل من الإبهار، لذلك لم يكتفِ بهجومه على الصحافيين الذين ألمحوا إلى أن تأثير الغارة لم يكن بالقدر الذي صورت به، وعاد إلى الموضوع في قمة (الناتو) أمس مستخدماً مقاربة مع ضربتي هيروشيما وناغازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، قائلاً إنهما مثلما أنهتا تلك الحرب، فإن الضربة على إيران أنهت هذه الحرب. في إطار ترتيبات ما بعد الضربة الأميركية والرد الإيراني الرمزي، ضغط ترمب لوقف سريع لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل من دون الكثير من التفاصيل حول شروطه وآلياته، ومن دون أن يكون هناك اتفاق مكتوب وموقع عليه. في كل الأحوال رمى ترمب بكل ثقله وراء وقف النار ولن يقبل بانهياره لأنه يريد أن يخرج منتصراً من تدخله العسكري، ولأنه يريد أن يحتوي الخلافات الداخلية التي برزت في معسكر مؤيديه الذين عارض بعضهم جره أميركا للتدخل خدمة لإسرائيل، وذكّروه بأن ذلك يخرق تعهداته الانتخابية بأنه يريد أن يكون «رئيس السلام» ولن يقود أميركا إلى حروب بلا نهاية. لذلك بدا الرئيس الأميركي غاضباً عندما سأله الصحافيون عن خرق وقف النار في لحظاته الأولى، فدعا إسرائيل علناً إلى أن تستدعي طائراتها من الجو عندما كانت في طريقها لشن غارة على إيران. كشفت تلك اللحظات عن أن نتنياهو ربما كانت لديه تحفظات على الوقف السريع لإطلاق النار وأراد تفجيره، لكن رسائل واشنطن الغاضبة أوقفته. ترمب يريد أن يقول للعالم إن استراتيجية «الرجل القوي» التي مارسها، نجحت، أولاً في توجيه ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني؛ وثانياً في تحقيق وقف النار و«إنهاء» الحرب؛ وثالثاً، وهي المرحلة التالية، في إعادة إيران إلى طاولة التفاوض وهي في موقف أضعف. هذه الحرب فيها الكثير من الخبايا والمناورات والتفاهمات التي بدا بعضها يتكشف. فمن مجريات الأمور وضح أن ترمب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران في 13 يونيو (حزيران)، وساعدها بممارسة التمويه والخداع مع إيران. وفي اليوم العاشر من الحرب جاء التدخل الأميركي بعملية «مطرقة منتصف الليل»، ثم الرد الإيراني «الرمزي» والمنسق الذي استهدف أهم القواعد الأميركية في المنطقة من دون أن يحدث أضراراً تذكر. وضمن سريالية المشهد شكر ترمب إيران لأنها أبلغتهم قبل وقت كافٍ سمح بإخلاء المواقع، ووضع الدفاعات في حال استعداد لإسقاط كل الصواريخ. هذا الإنذار المسبق لم يكن الوحيد، إذ سبقه إنذار آخر وفقاً لتقارير ذكرت أن أميركا أبلغت إيران مسبقاً بالضربة التي شنتها عليها، ما أتاح لها نقل معدات وكميات من اليورانيوم من موقع فوردو إلى أماكن أخرى. أما بالنسبة لموضوع تغيير النظام فلم يكن سوى ورقة ضغط، إذ إن ترمب بدأ يقول الآن إنه سيعني حدوث فوضى ولا أحد يريد ذلك. مع وقف النار يستطيع كل طرف أن يقول إنه خرج منتصراً رغم أي ثمن تحمله. ترمب سيقول إن استراتيجيته انتصرت، وسيعزز صورة «الرجل القوي» التي يحبها. وسيقول أيضاً إنه الرئيس الذي يحقق السلام لأنه أوقف هذه الحرب وأنقذ المنطقة، كما أوقف قبلها المواجهة العسكرية بين باكستان والهند، ما يجعله مستحقاً لنوبل للسلام، وفق ما يأمل. نتنياهو سيقول إنه حقق أهدافه و«دمر» قدرات إيران النووية وأعادها إلى الوراء سنوات، وحد من قدرات إيران الصاروخية باستنزاف كميات منها وتدمير مراكز تصنيع، كما اغتال عدداً من علماء إيران النوويين وقتل قادة عسكريين ومسؤولين ودمر مراكز عسكرية. إيران من جانبها تستطيع أن تقول إنها رغم ما خسرته، فإنها صمدت وأثبتت قدرتها على الرد وكبدت إسرائيل خسائر مادية واقتصادية وبشرية واستراتيجية كبيرة على رأسها مبدأ الردع. كما جربت أسلحتها في أرض معركة حقيقية، ومنها صواريخ جديدة ومسيّرات، ونجحت في تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية مرات عدة. منطقتنا هي الخاسر من الحروب التي تدار فوق رؤوسها وعلى حساب استقرارها، وفي وسط كل هذا تم نسيان معاناة غزة غير المسبوقة، كما نسيت حرب السودان وغيرها. ماذا بعد؟ التوصل للهدنة ربما كان الجزء الأسهل. الجزء الأصعب الآن هو المفاوضات لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. فترمب سيطلب السقف الأعلى، وإيران سترفض، ما يعني أن الهدنة الحالية قد تكون مجرد مهلة قبل اندلاع حرب أكبر، أو يتم التوصل إلى اتفاق على أرضية وسطى بين مطلب واشنطن بعدم استئناف التخصيب، وموقف طهران بالتمسك بحق التخصيب ولو بنسبة 3 في المائة.

عام النووي
عام النووي

المغرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • المغرب اليوم

عام النووي

خطير أن يصبح الكلام عن الحرب النووية، أو تسرب إشعاعات قاتلة، من يومياتنا العابرة، وطرائفنا الفكاهية. مطعم في لبنان يعلن عن «السهرة الأخيرة قبل الحرب النووية»، ومؤثرون يتسابقون على إرشادنا إلى إجراءات الوقاية كي نقلل من هول الإصابة. هل نختبئ في الحمّام أم في المطبخ؟ ذاك كان من مشاهد سينمات الخيال العلمي قبل سنوات فقط. ظننا أن ما فعلته أميركا في اليابان مجرد ذكرى للاعتبار والتأمل، فإذا بالرئيس الأميركي دونالد ترمب يؤكد مخاوفنا ويقول إن «الضربة على إيران أنهت الحرب كما فعلنا في هيروشيما وناغازاكي». تمنينا لو أنه أعفانا من مقارنة كارثية تعيد إلى الأذهان أسوأ فصول التاريخ الحديث وأكثرها إرعاباً. كنا في استراحة محارب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وتفرد الولايات المتحدة في التسيّد على العالم. ثم بمجرد أن هاجمت روسيا أوكرانيا، عاد النووي إلى الواجهة، كجزء من الخيارات الحربية بين القطبين، روسيا والغرب. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع «القوات النووية في حالة تأهب خاصة». وزير خارجيته سيرغي لافروف حذّر من أن «خطر الحرب النووية اليوم هو الأعلى منذ عقود». ردت واشنطن بأنها وضعت خططاً للرد بـ«نووي تكتيكي» ضد قواعد روسية أو سفن في البحر الأسود. بمعنى قنابل صغيرة بمفاعيل محدودة، لكنها تفتح باب الجحيم، على أي حال. تنافست وسائل إعلام على تحليل الكوارث التي سنتعرض لها: عدد الضحايا، نوعية الأعراض، كيفية الوقاية. دول أوروبية دعت مواطنيها إلى تخزين طعام، وترتيب ملاجئ. خبراء ينصحوننا باللجوء إلى بلدان بعينها ستكون الأبعد عن الكارثة. كلما ظننتَ أن الأمر لا يعنيك، تفاجأت أنك في عين العاصفة. فجأة اشتعلت بين الهند وباكستان، القوتين النوويتين اللتين كادتا تجران العالم إلى التهلكة، لولا التدخل البطولي لترمب لدرء الكارثة. ثم جاء دور النووي الإيراني بهجوم إسرائيلي. حبس العالم أنفاسه منتظراً وقوع الكارثة. جاءت أميركا بطائراتها الشبحية العملاقة وعشرات أطنان المتفجرات خارقة للتحصينات، لتدمر المفاعلات. ما الذي كنا ننتظره، هل هو تسمم يلوث مياه الخليج ويترك عشرات الملايين عطشى؟ هل إشعاعات محدودة؟ هل تكون إيران من القوة بحيث تصيب مفاعل ديمونا وتوقع منطقة شرق المتوسط في حمى التلوث المميت؟ ترمب لم يستبعد، حسب التسريبات، خيار استخدام النووي التكتيكي لضرب مفاعل فوردو الإيراني. وحدها الصين التزمت الصمت في هذه المعمعة النووية. المملكة المتّحدة أعلنت أنها ستعيد تفعيل قدراتها النووية، المقتصرة حالياً على الغواصات، بشراء طائرات مقاتلة «إف 35» لإطلاق صواريخ مزودة برؤوس نووية. والرفيق، كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، شهر سلاحه الفتاك، ولأنه حان الوقت للتسريع بالنووي البحري للدفاع عن الدولة، لذلك سيضع في الخدمة قريباً جداً، مدمرة جديدة تحمل صواريخ نووية تكتيكية. الظريف في الرئيس الأميركي الذي يشارك في إطلاق طلائع الحرب النووية، هو العنصر الأول في إطفائها. أما الكارثة الحقيقية فهي أن نادي النووي لا يخضع لقانون بل لأمزجة وتحالفات بين الأقوياء. البرنامج الإيراني ولد باتفاق بين أميركا والشاه رضا بهلوي عام 1957 قبل أن يبصر النور البرنامج العراقي الذي سعى إليه صدام حسين بمعونة فرنسية ودمرته إسرائيل. استجابت أميركا لطموحات الشاه. ورغم أن المصادر الرسمية الأميركية تتحدث عن مشروع سلمي فإن ثمة باحثين يؤكدون، وبينهم الفرنسي المتخصص ألان جوييه، أن الشاه أفصح بصراحة للأميركيين عن نيته إنتاج سلاح نووي، وأنهم وافقوا ضمناً؛ لأنه حليفهم، ثم كانت له معونة ألمانية وفرنسية لتقوية المشروع. قادة الثورة الإسلامية لم يروا، عند وصولهم إلى السلطة، في هذا المشروع ما يغريهم، فأهملوه، إلى أن استخدم صدام أسلحته الكيماوية ضدهم وأيقظ رغبتهم في إيجاد ما يصدون به هجومات غير تقليدية. وسواء أبادت أميركا المشروع الإيراني، كما قال ترمب، أو أخرته لبضعة أشهر، كما أخبرتنا الاستخبارات الأميركية، فالشهية مفتوحة في المنطقة على التسلح والقتل. والحل ليس في نزع أسنان إيران وحدها، التي ستسعى لإعادة بناء مشروعها الوطني لتوفر الخبرات لديها، بخاصة للأغراض السلمية أسوة بعشرات الدول التي تمارس هذا الحق. الحلّ في إراحتنا من الدولة النووية الوحيدة الحقيقية في المنطقة، ونزع فتيل هذه المنافسة النووية المحتدمة، بتجريد إسرائيل التي يعتقد أنها تملك أقله 120 رأساً نووياً، ومليونَي رطل من البلوتونيوم. المفكر الفرنسي اليهودي إيمانويل تود الذي يعرف إسرائيل عن قرب، واشتهر بتوقعاته الاستراتيجية التي لا تخيب، ينبه إلى أنه: «إذا كان على العالم أن يخشى من سلاح نووي، فهو الذي بيد إسرائيل، لا لكميته المهولة فقط، بل لأنها مهووسة به وتعدّه جزءاً من كيانها وعقيدتها». في سنة النووي هذه تجاوزات الخطوط الحمراء بلغت أَوْجها، فيما اختفى الخضر وأنصار البيئة كلياً من الساحة. كانوا يتظاهرون من أجل أكياس نايلون وعبوات بلاستيك ودخلوا في صمت الموات حين أطلّت حروب الدمار الشامل، وإبادة الكوكب.

واشنطن تؤكد تدمير القدرات النووية الإيرانية وهيغسيث يستشهد بتقرير استخباراتي مسرّب
واشنطن تؤكد تدمير القدرات النووية الإيرانية وهيغسيث يستشهد بتقرير استخباراتي مسرّب

المغرب اليوم

timeمنذ 20 ساعات

  • المغرب اليوم

واشنطن تؤكد تدمير القدرات النووية الإيرانية وهيغسيث يستشهد بتقرير استخباراتي مسرّب

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن واشنطن "دمرت" القدرات النووية الإيرانية، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إيران لم تنقل أي يورانيوم عالي التخصيب من منشآة فوردو قبل قصفها.واستشهد هيغسيث بتقرير استخباراتي مُسرّب، قائلاً إنه كان تقييماً "أولياً"، وإن وسائل الإعلام كانت لديها "أجندة" لجعل الضربات تبدو أقل نجاحاً. ينتقد هيغسيث التغطية "المتملقة" للتقرير الأولي، مشيراً إلى وجود ثغرات فيه، وأنه لم يتم تنسيقه مع أجهزة الاستخبارات الأوسع. ثم يستشهد هيغسيث بأقوال وكالات مختلفة حول الأضرار التي سببتها الضربات الأمريكية. ويقول إن الوكالة الذرية الإسرائيلية صرّحت بأن الهجوم الأمريكي "عطّل منشآت التخصيب [الإيرانية]". وينقل هيغزيث عن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إن "أضراراً جسيمةً" لحقت بالبرنامج النووي الإيراني. ويضيف أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعتبر أن البرنامج النووي الإيراني "تضرر بشدة". ويختتم حديثه باتهام وسائل الإعلام الإيرانية بتحريف المعلومات حول الضربات لتبدو وكأنها غير ناجحة. ويقول: "إنه تصرف غير مسؤول"، مشيدًا بالمشاركين في المهمة "المعقدة". ويتساءل: "ما رأيكم في الاحتفال بهذا؟". "لقد كان هذا هجوماً ناجحاً تاريخياً، وعلينا أن نحتفل به كأمريكيين". وعقب المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع، كتب الرئيس ترامب على قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، إنه "لم يتم نقل أي شيء من منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا"، في إشارة إلى الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية، الأحد الماضي، في فوردو وأصفهان ونطنز. وكتب الرئيس ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "كان واحدًا من أعظم المؤتمرات الصحفية وأكثرها احترافية وتأكيداً رأيتها في حياتي! على "الأخبار الكاذبة" طرد كل من شارك في هذه الحملة الشرسة، والاعتذار لمحاربينا العظماء، وللجميع!". وعن حقيقة نقل إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب من منشآة فوردو قبل ضربها، أضاف ترامب: "كانت السيارات والشاحنات الصغيرة في الموقع تابعة لعمال الخرسانة الذين يحاولون تغطية قمم الأعمدة. لم يُخرج أي شيء من المنشأة. سيستغرق نقلها وقتًا طويلاً، وخطيرًا للغاية، وثقيلًا جدًا ويصعب نقله!". وأكد البيت الأبيض، يوم الأربعاء، أن إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربة العسكرية التي وجّهتها الولايات المتحدة لثلاث منشآت نووية إيرانية. وألقى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، في وقت سابق اليوم الخميس، كلمةً عبر الفيديو، في أول رسالة له منذ إعلان الولايات المتحدة وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. تأتي هذه الرسالة قبل ساعات من مؤتمر صحفي مُقرر أن يعقده وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، حيث سيُقدّم تحديثاً حول تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال خامنئي إن الولايات المتحدة "دخلت حرباً مباشرة لأنها شعرت أنه إن لم تفعل، فسيُدمَّر النظام الصهيوني تماماً". ويضيف خامنئي أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجازات من هذه الحرب"، مضيفاً أن إيران استطاعت الخروج "منتصرة" و"وجّهت صفعة قوية لأمريكا". في بيانه، قال آية الله خامنئي إن الولايات المتحدة "فشلت في تحقيق أي إنجاز يُذكر" بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم روايةً "مبالَغاً فيها بشكل غير معتاد" لما حدث. وأضاف خامنئي أنه كان من الواضح أنه كان بحاجة إلى القيام بذلك، مضيفاً أن أي شخص يستمع سيدرك أن الولايات المتحدة تُبالغ في الأمر لتشويه الحقيقة. وقال: "هاجمنا إحدى القواعد الأمريكية الرئيسية في المنطقة، وهنا حاولوا التقليل من شأنها". يواصل آية الله خامنئي حديثه قائلاً إن الشعب الإيراني أظهر وحدته، مُرسلاً رسالة مفادها أن "شعبنا صوت واحد". ويقول إن ترامب دعا إيران إلى "الاستسلام"، لكن تصريحاته كانت "أكبر من أن يتحملها رئيس الولايات المتحدة". ويضيف خامنئي: "بالنسبة لدولة عظيمة وأمة عظيمة كإيران، يُعدّ مجرد ذكر الاستسلام إهانة". ويضيف أن دونالد ترامب كشف عن غير قصد حقيقةً مفادها أن الأمريكيين يعارضون الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ البداية. وكتب خامنئي على حسابه عبر منصة إكس، قبل ظهوره في خطاب: "أهنئكم على النصر على النظام الصهيوني الكاذب". قال المرشد الأعلى الإيراني إن العمل العسكري الأمريكي لم يكن يوماً يتعلق بالقضايا النووية أو تخصيب اليورانيوم، بل بـ"الاستسلام". يقول إنه تارة يتعلق بحقوق الإنسان، وتارة بحقوق المرأة، ثم بالقضية النووية، ثم بالصواريخ - مشيراً إلى الضربات الأمريكية. لكنه يضيف أن جوهر الأمر كان دائماً يتعلق بشيء واحد: "رغبة (الولايات المتحدة وإسرائيل) في استسلام إيران". لم يظهر المرشد الأعلى لإيران للجمهور منذ أكثر من أسبوع، وأفادت التقارير أن أقوى شخصية في إيران، ترك مقر إقامته المعتاد في وسط طهران، ويختبئ الآن في مخبأ محصن، يبث منه رسائل فيديو إلى وسائل الإعلام الرسمية. لكن السلطات الإيرانية لم تؤكد ذلك بعد. وعلى الرغم من أن هذا الخطاب الأخير الذي ألقاه لم يحدد موقعه، إلا أنه استخدم نفس الخلفية التي استخدمها في الخطاب السابق، حيث حمل علم الجمهورية الإيرانية وصورة مؤسسها، روح الله الخميني. وظهر خامنئي متعباً في رسالة الفيديو التي بثتها وسائل الإعلام، وكان يتحدث ببطء، مع أن هذه الحقيقة لا يمكن التأكد منها، لكن تم معالجة الفيديو وعمل مونتاج له من خلال عدة وقفات، ومع هذا تم معالجة مشكلة صدى الصوت التي ظهرت في رسالته المسجلة السابقة. هناك تكهنات بأن خامنئي سينتهج نفس أسلوب زعيم حزب الله السابق، حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، ويكتفي ببث رسائل مسجلة مسبقاً. كان آخر ظهور للمرشد الإيراني على التلفزيون الرسمي في 18 يونيو/حزيران، من خلال رسالة مسجلة مسبقاً، رفض فيها دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "استسلام غير المشروط لإيران." ولم يظهر خامنئي علناً منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، وبعدها بث رسالة مسجلة للشعب الإيراني بعد الهجوم، وكانت أخر صور له في مكان عام في 11 يونيو/حزيران، خلال اجتماع مع أعضاء البرلمان الإيراني. ومن جانبها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إيران تنوي تشكيل جهاز أمني جديد مهمته ضبط الجواسيس والقضاء عليهم. ونقلت تقارير إخبارية تتحدث عن أن طهران تنوي التعاون مع أجهزة الاستخبارات الصينية والروسية للكشف عن كامل تفاصيل شبكة التجسس الإيرانية الداخلية التي اخترقت ايران قبل وبعد الحرب مع إسرائيل، كما أنها بدأت بإعدام جواسيس. وذكر التقرير أنه سيتم هنا "تشكيل جهاز أمني جديد في ايران مهمته اصطياد الجواسيس والقضاء عليهم تماماً، وإلحاقهم بسلطات الجهاز القضائي ومراكز الاستجواب والسجون، حيث توجد شكوك ببنية لوجستية كاملة من المحليين والأجانب، تمكنت من تشكيل حاضنة لأنشطة التجسس والحرب ضد ايران". ولم تتوفر معلومات عن الجهاز الأمني الجديد، ولا عن إمكانية اختراقه مرة أخرى، لكن المعلومات تشير إلى تدريب 4000 رجل أمن واستخبارات من بين عناصر تم اختيارهم بعناية شديدة وبإشراف خامنئي ومكتبه. من جانب آخر، اتخذت محكمة إيرانية قراراً سريعاً بإعدام اربعة جواسيس الاثنين، وعلى ما يبدو ستعدم طهران عدداً كبيراً من الجواسيس قد تصل إلى "لاعبين أساسيين" في شبكة التجسس. وعلى صعيد متصل أصدرت وزارة الأمن الإيرانية بياناً أعلنت فيه اكتشاف وتحديد هوية واستهداف وتدمير ما وصفتهم بـ"جواسيس وعملاء ومرتزقة مهمين تابعين لأجهزة تجسس أجنبية، وخاصة ضباط المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات البريطانية." وأضافت الوزارة في بيان، "نخوض معركة شرسة مع الأعداء في الطبقات الخفية من جبهة القتال على المستوى الوطني والإقليمي والدولي"، بحسب وكالة مهر الإيرانية. وأوضحت الوزارة أنها ستعلن عن بعض تقاريرها في الأيام المقبلة حسب الظروف، وأنها أعدت تقديرات بناء على "سلوك ترامب" وبرنامج المفاوضات النووية غير المباشرة وتحركات استخبارات العدو، وتقديم التقديرات للمسؤولين رفيعي المستوى المعنيين. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store