logo
نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا

نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا

الديارمنذ يوم واحد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لليوم السابع على التوالي تستمر الحرائق التي اندلعت في المنطقة الممتدة ما بين قسطل معاف ( 35 كم شمال اللاذقية)، وتفرعت في اتجاهين الأول نحو الشرق وهو يمتد إلى كسب عند الحدود التركية، والآخر اتجه نحو الغرب: البسيط والباير، وآخر التقارير التي رصدها ناشطون تقول ان الحرائق امتدت منذ مساء أمس ( الإثنين) إلى غابات الفرنلق، التي تنتشر على مساحة 85 ألف هكتار، وهي تشكل ما يقارب 27 % من مساحة المحافظة، و36 % من مجموع الغطاء النباتي على امتداد البلاد، وفي الغضون كانت كل الطرق المؤدية إلى كسب مقطوعة. جبال بأكملها احترقت، وأضحت يباسا، وقد يكون ذلك أمرا صعبا، لكن الأصعب منه أن يكون «سوريا» هو الذي فعله.
في ظل هذه الفوضى، التي أنتجت مناخا مثاليا للـ«الاستثمار» فيه لمن يريد، ذهبت جهات عدة لتبني الفعل، والجدير ذكره في هذا السياق أن صفحات تعود لأساتذة جامعات، قسم الأحراج والغابات، كانت قد رجحت أن تكون تلك الحرائق ناتجة عن «فعل بشري»، نظرا لكونها حدثت خارج «الذروة الحرارية الموسمية»، التي تقع عادة ما بين 10 تموز و 20 آب، فيما يعرف بـ«مربعانية الصيف»، وفيها، يضيف هؤلاء، تكتمل الشروط اللازمة لاندلاع الحرائق بشكل طبيعي لسبب أو لآخر، من حيث أنها تجيء بعد أربعة أشهر جفاف كشرط لازم، وغير كاف، لاندلاعها.
في اليوم الثالث لاندلاع الحريق نشر موقع «دابق»، أحد الأذرع الإعلامية لتنظيم «سرايا أنصار السنة»، بيانا تبنى فيه مسؤوليته عن ذلك الفعل، وجاء في البيان «بعون الله، أحرق مجاهدوا سرايا أنصار السنة غابات القسطل( قسطل معاف) بريف اللاذقية 8 محرم، مما أدى إلى تمدد الحرائق إلى مناطق أخرى، ونزوح النصيرية من منازلهم، وتعرض عدد منهم للإختناق، والحمد لله»، وفي ما يمكن اعتباره «مبررا شرعيا» للقيام بالفعل، أعاد الموقع نشر فتوى لأبي الفتح الشامي، «المفتي العام» للتنظيم، كان قد أصدرها شهر نيسان الفائت، وجاء فيها «تخريب اقتصاد الكفار، وحرق ممتلكاتهم وقراهم وزروعهم ينقسم إلى أقسام، والقسم في انقسام، واختصارا فإن السواد الأعظم من الفقهاء أباحوا تخريب اقتصاد الكفرة، وإن لم تدعو المصلحة لذلك سوى غيظ الكفرة وإرهابهم والإضرار بهم»، وما يثير الاستغراب هو أن صفحة منسوبة الـى «لواء درع الساحل»، الذي يقوده مقداد فتيحة أحد مساعدي سهيل الحسن الملقب بـ«النمر» سابقا، كانت قد نشرت بيانا بعد أقل من 24 ساعة على بيان «سرايا أنصار السنة» آنف الذكر، وجاء فيه «إن الحرائق التي التهمت أراضي وممتلكات ومراكز الجولاني وعصابته من التركمان والسنة العرب، هي نتيجة غضب امتد لأشهر من الوعود الكاذبة التي لم تمنح الأمان للعلويين»، ويؤكد البيان «إننا مستمرون في عملياتنا ضد كل من يقف في صف الجولاني وعصابته التكفيرية، ونعاهد أهلنا: إننا سنستعيد هذه الأرض شبرا شبرا، لا بالنداء وحده بل بالفعل، ولن نغفل بعد اليوم عن أي اعتداء يمارس ضد أبنائنا»، مع الإشارة إلى أن هذا البيان الأخير كان قد نشر على صفحة لا يزيد «عمرها» على 8 ساعات فقط. هنا يمكن التخمين أن البيانين السابقين ينهلان من «منبع» واحد على الأرجح، الأمر الذي يمكن تلمسه من خلال «الثغرة» التي احتواها بيان «أنصار السنة»، الذي تبنى حريق القسطل ذا الغالبية التركمانية كمدينة، وريفها، وكذا المناطق التي تمدد الحريق آنف الذكر إليها، يتقاسمه العلويون والتركمان بشكل هو أقرب للمناصفة، وعليه فقد فرض «المنبع» تصحيحا للصورة، الفعل الذي تكفل به بيان «لواء درع الساحل»، الذي قال باستهداف «الجولاني وعصابته من التركمان والعرب السنة».
أيا يكن الأمر، فإن التوقيت، الذي جاء بعد 7 أشهر من سقوط نظام الأسد الذي أعقبه «زلزال آذار» الذي شهدته مناطق الحريق إياها، يبدو وكأنه لا يقل أهمية عن «الموقع»، الذي يرى أهله أنهم مستهدفون بشتى أنواع الفعل، والأمر تزداد حدته عند هؤلاء وهم يشاهدون، إما بشكل مباشر أو عبر آلاف المقاطع المصورة التي ملأت فضاء «المربع الأزرق»، احتراق جبالهم وقراهم وأراضيهم، بالتزامن مع سيل إعلامي لايتوقف، والكثير منه يوحي بأن ثمة «مشاريع» لاقتلاعهم منها عنوة، وإذا ما كان ذلك، أو معظمه على الأقل، يندرج تحت أطر يغلب عليها « التهويل» الذي تتعدد مراميه تبعا للقائم بالفعل، فإن من شأن ذلك أن يرخي بظلال سوداء على ذهنية باتت ترى نفسها على حواف «الوجود».
لم يكن الاهتمام الحكومي متناسبا مع ما يجري على الأرض، وإذا ما شكل حضور وزير الطوارئ، رائد صالح، أمرا بالغ الأهمية من الناحية المعنوية، فإن الأداء الذي ظهر على طواقم الإطفاء العائدة لوزارته كان مشوبا بقلة الخبرة، الأمر الذي دعا الكثير من الأهالي لدعوة «الطواقم القديمة» التي تتمتع بخبرات لم يكن من «الحصافة الاستغناء عنها» وفقا لهؤلاء، في إشارة إلى التغييرات التي حصلت داخل الدفاع المدني، والتي قادت للاستغناء عن جل خبراته، وعلى الرغم من أن صالح كان قد أكد في تغريدة له على منصة « X،» في اليوم الخامس، إن «فرقا إطفاء تركية وأردنية تشاركان في عمليات الإطفاء، وبدعم جوي من الطائرات السورية والتركية والأردنية واللبنانية»، إلا إن النتائج، التي ظهرت في غضون اليومين التاليين لتلك المشاركة، لم تشر إلى كثير جدوى، فالنار لا تزال تتمدد، بل وتتخذ مسارات تهدد بالاتساع أكثر، واللافت في الأمر هو أن الطيران الروسي، الرابض على أرض «قاعدة حميميم»، لم يظهر أي نوع من الاهتمام بما يجري، وذاك وحده فعل كفيل بإثارة الكثير من إشارات الاستفهام، خصوصا أن القاعدة مجهزة بطيران مخصص لإطفاء الحرائق، وفي اتصال للـ«الديار» مع عدد من السوريين العاملين بالقاعدة أكد هؤلاء «وجود ثلاث طائرات مخصصة لإطفاء الحرائق الكبرى، إحداها تصل حمولتها إلى 40 ألف لتر ماء، وهي تستطيع ملئ خزاناتها خلال فترة لا تتعدى 30 ثانية».
باتت «آلام» الساحل أكبر من أن يتم التعاطي معها عبر «الاعتذار»، من نوع الذي حدث بعد «مجازر الساحل»، أو عبر «التهدئة»، والوعود «بمعالجة الأمر»، من نوع الذي يحدث بعد كل إعلان عن عملية خطف، فكيف والأمر إذا ما بلغ هذه المرة «الجذور»، التي يسعى البعض إلى تقطيعها وصولا إلى اقتلاعها، أقله من منظور الغالبية الساحقة لأهل الساحل، أما عملية «إثبات العكس» فإنها، حتما، مسؤولية السلطة التي لم تنجح، عبر أي من خطواتها، في دحض ما «يتراءى» لهؤلاء، بل، ولربما، لم تحاول.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقدسي: الكل يطالب بمحاربة الفساد شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه
المقدسي: الكل يطالب بمحاربة الفساد شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه

المركزية

timeمنذ 17 دقائق

  • المركزية

المقدسي: الكل يطالب بمحاربة الفساد شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه

المركزية - كتب رئيس "مؤسسة المقدسي الانمائية والاجتماعية" طلال المقدسي عبر حسابه على "أكس": "مشكلة لبنان الكبرى هي الفساد المتغلغل والمتجزر، والكل يطالب بمحاربته شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه. الأخطر والمؤسف أن ثمة من يعملون على سنّ قوانين وتأمين حصانات للفاسدين والمفسدين، أو اقتراح تعيينهم في مراكز تؤمن لهم حصانات. من يدافع عن فاسد هو فاسد! طفح الكيل وحانت ساعة الحساب. حماك الله يا وطني".

عزالدين: ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان لن يستطيعوا الحصول عليه في السياسة
عزالدين: ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان لن يستطيعوا الحصول عليه في السياسة

ليبانون 24

timeمنذ 24 دقائق

  • ليبانون 24

عزالدين: ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان لن يستطيعوا الحصول عليه في السياسة

رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامه " حزب الله" للشهيدين حسين سالم خليل ونجله مهدي حسين خليل في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، أن "أميركا تريد أن تهيمن وتتسلط وتتسيّد ليس على هذه المنطقة فحسب، وإنما على العالم إن استطاعت لذلك سبيلا، ولكننا لا نظن أنها تستطيع ذلك، وما يجري اليوم في المنطقة، لن يأخذ شكلاً نهائياً حتى نقول أن أميركا استطاعت أن تهيمن وتتسيّد وتتسلّط هي وربيبتها إسرائيل ، ولذلك هي تريد أن تُخضِع وتصادر الهوية الثقافية والحضارية وكل الثروات والمقدرات وما تمتلك وتختزن هذه المنطقة". وشدد على أن "ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان، لن يستطيعوا أن يحصلوا عليه في السياسة من خلال الألاعيب والاحتيال والتضليل والمساومات والضغوط التي تمارس من بعض الأفرقاء في الداخل أو من بعض الدول العربية أو الأجنبية، وبالتالي، لا يمكن أن يكون لبنان محميّة أميركية أو مستوطنة إسرائيلية، ولن يكون إلا على شاكلة الشهداء الذين بذلوا دمهم لأجل أن يبقى لبنان عزيزاً وحراً وسيداً ومستقلاً". وأوضح أن " المقاومة في لبنان أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا الشعب، سواء بهويته أو ثقافته أو سلوكه أو حياته اليومية، لنحيا معها جميعنا، لأنه بدونها لا حياة، وبدون سلاحها لا نستطيع أن نعيش حياتنا بكرامة وعزة كما يريد الله لنا"، مشدداً على أن "هذه المقاومة انتصرت على هذا العدو وحررت الأرض المحتلة، وحققت أول نصر عربي عام 2000 دون قيد أو شرط، وأخرجت هذا العدو من قرى الشريط دون أي اتفاق ذليل يجر الخيبة وراءه، وقدمت الكثير لهذا الوطن، وبالتالي لا يمكن أن نأخذ اللحظة الراهنة فقط، وإنما علينا أن ننظر إلى المسار التاريخي وكيف راكمت الانجازات وصنعت الانتصارات". واعتبر أن "المقاومة لم تعد اليوم ملكاً لفئة أو لحزب أو لمجموعة من الناس، بل أصبحت ملكاً للأمة ولكل الشعب، ولذلك لا يستطيع أحد أن يفرض عليها إذا ما أرادت الدفاع عن هذا الوطن والشعب، لأن حق الدفاع شرّعه الله سبحانه وتعالى أولاً، وهو جزء لا يتجزأ من فطرة الإنسان، بحيث أنه بمجرد أن يواجه عدواً، فإن أول رد فعلي يكون هو المواجهة، ولذلك هذا حق مشروع لا يحتاج إلى إذن من أحد، ولا إلى مشورة مع أحد". وقال: "ان المقاومة قد تعافت من الآلام والجروح التي أصابتها، وهي باقية وموجودة وستبقى وستقوى يوماً بعد يوم". ورأى ان "الهدف والغاية من العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي شُن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، هو إنهاء النظام الإسلامي في إيران ، وتدمير القدرات الصاروخية الإيرانية والبرنامج النووي السلمي، ولكن تمكنت الجمهورية الإسلامية بحكمة قائدها من أن تبادر سريعاً وتمتص الصدمة، وتضع معادلة جديدة في عملية المواجهة وترد على العدوان بشكل سريع، فبدأت تتساقط الصواريخ على هذا الكيان الغاصب من على مسافات بعيدة، وبدأ العدو لأول مرة في تاريخ كيانه، يخوض حرباً وهو يعيش وينظر ويتطلع إلى الآثار الجسيمة داخل كيانه". أضاف: "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية خرجت من هذه الحرب، كدولة إقليمية قوية وقادرة ومقتدرة، لا يستطيع أحد أن يتجاوزها ويتجاوز دورها في المنطقة، فضلاً عن أن هذه المواجهة أظهرت الولاء الشعبي والتفاف الناس حول القيادة وبالخصوص حول الإمام القائد السيد علي الخامنئي، وهذا إنما يؤكد على مدى الانتماء القومي والإسلامي والحضاري والوطني لهذه الجمهورية". ولفت الى أن "الالتفاف الجماهيري والمظاهرات المؤيدة للنظام في أغلب المحافظات الإيرانية، جددت في الحقيقة روح الثورة، وذكرتنا بثورة الإمام الخميني عندما انتصرت من خلال الولاء للقائد، والالتفاف الشعبي حولها". وأشار الى أنه "عندما نتحدث عن كربلاء، فإننا نتحدث عن سر البقاء والخلود لها، لأن كربلاء ليست حادثة تاريخية، بل هي من وقائع الحياة، ولأنها تتجدد في كل آن وزمان ومكان، ولذلك هي حيّة ومستمرة، وعليه، فإذا أردنا أن نتحدث اليوم عن كربلاء، فإننا نتحدث عن فلسطين وما يجري فيها، فهي معيار الحق والباطل اليوم، ومن يكون معها ويقترب منها، فإنه يقترب من الحق والإنسانية والقيم والإنسانية التي نحملها في هذه الحياة، والتي بدونها لا حياة عزيزة وكريمة". وختم: "إننا نجد اليوم ما بين الحق والباطل ما نجده في فلسطين التي فيها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله ومقدسات المسلمين والمسيحيين"، مشيراً إلى أن "المقاومة التي يريدون أن يقتلعونها من جذورها، نراها بعد مرور حوالى السنتين عمّا يجري في غزة، أنها تقوى وتشتد وهي صاحبة اليد العليا في الميدان والقتال، وليس في القتل، لأن الإسرائيلي يتفوّق في القتل وتدمير المنازل والمستشفيات والمدراس، ويقتل في أي لحظة ووقت، ولكن في الميدان نجد أن المقاومة ما زالت قوية ويدها هي الأعلى".

المقدسي: الكل يطالب بمحاربة الفساد شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه
المقدسي: الكل يطالب بمحاربة الفساد شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه

OTV

timeمنذ 42 دقائق

  • OTV

المقدسي: الكل يطالب بمحاربة الفساد شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه

كتب رئيس 'مؤسسة المقدسي الانمائية والاجتماعية' طلال المقدسي عبر حسابه على 'أكس': 'مشكلة لبنان الكبرى هي الفساد المتغلغل والمتجزر، والكل يطالب بمحاربته شرط ألا تقترب منه أو من حاشيته وأعوانه. الأخطر والمؤسف أن ثمة من يعملون على سنّ قوانين وتأمين حصانات للفاسدين والمفسدين، أو اقتراح تعيينهم في مراكز تؤمن لهم حصانات. من يدافع عن فاسد هو فاسد! طفح الكيل وحانت ساعة الحساب. حماك الله يا وطني'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store