
من أداة تقنية إلى شريك إستراتيجي.. كيف سيعزّز تنسيق الذكاء الاصطناعي نجاح المؤسسات في 2025؟
ومع التطور المتسارع لهذه التقنية، لم تعد المؤسسات تكتفي باستخدامها أداةً مساعدة فحسب، بل أصبحت تسعى إلى دمجها بعمق داخل بنيتها التشغيلية، لتصبح جزءا لا يتجزأ من منظومتها المستقبلية.
في هذا السياق، يأتي عام 2025 كعلامة فارقة، حيث يتوقع أن يشهد طفرة في مجال تنسيق الذكاء الاصطناعي، مما يجعله حجر الزاوية في تسهيل إدارة التطبيقات والوكلاء الأذكياء.
من تحسين تفاعل الأنظمة المتعددة إلى بناء بنية تحتية متكاملة لإدارة هذه الأدوات، تمضي المؤسسات بخطوات حثيثة نحو مستقبل أكثر كفاءة وسلاسة.
تنسيق الذكاء الاصطناعي.. تحويل الفوضى إلى تناغم
مع توسع الشركات في اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن بنتيها التقنية، أصبحت إدارة هذه الأدوات أكثر تعقيدا وتشتّتا، مما يوجِد تحديات تشغيلية كبيرة، حيث إن القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي لا تكمن في مجرد امتلاك الأدوات، بل في قدرته على التكامل والعمل بانسجام داخل الأنظمة والعمليات القائمة.
لكن السؤال المهم هو: كيف يمكن لهذه الأدوات أن تتحدث وتعمل معا بسلاسة؟ الإجابة تكمن في مفهوم تنسيق الذكاء الاصطناعي، وهو العملية التي تتيح دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة لتعمَل بتناغم وكفاءة.
مثل قائد الأوركسترا الذي يوحد العازفين لإنتاج لحن متكامل، يهدف تنسيق الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق الانسجام بين الأدوات المختلفة، مما يعزز الإنتاجية، ويبسط العمليات، ويضمن تدفق البيانات بين الأنظمة بشكل فعال.
تنسيق الذكاء الاصطناعي مقابل التطبيقات التقليدية الفردية
بينما تُصمم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التقليدية للتركيزِ على مهام محددة مثل التعرف على الكلام أو تحليل سلوك العملاء، فإن تنسيق الذكاء الاصطناعي يأخذ خطوة أبعد من ذلك، إذ يربط بين هذه الأنظمة المستقلة ويحولها إلى نظام شامل ومتكامل.
وتتمثل أبرز خصائص تطبيقات الذكاء الاصطناعي الفردية في:
الوظائف المركزة: تركز على مهام محددة مثل التعرف على الكلام أو تحليل البيانات.
العمل المنعزل: تعمل بشكل مستقل دون الحاجة للتفاعل أو التكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى.
القابلية المحدودة للتوسع: التوسع غالبا ما يقتصر على تحسين النظام نفسه، دون دمجه مع أنظمة أخرى.
أما مع تنسيق الذكاء الاصطناعي، فإن الخصائص تتمثل في:
التكامل السلس: يربط بين نماذج وأنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة، مما يتيح لها التواصل ومشاركة البيانات بسلاسة.
الكفاءة العامة: تحسين النظام البيئي بالكامل لتطبيقاتِ الذكاء الاصطناعي، وهو ما يضمن تخصيص الموارد بشكل فعال وتوافق جميع الأنظمة مع الأهداف العامة للأعمال.
المرونة والتوسع: سهولة دمج أدوات جديدة مع الأنظمة الحالية لضمان استمرار التطور.
من خلال تنسيق الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات تجاوز قيود الأدوات الفردية والاستفادة من نظام متكامل يعزز الكفاءة والإبداع، مما يمنحها ميزة تنافسية ويتيح لها استغلال الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا.
كيف يتكامل وكلاء الذكاء الاصطناعي مع تنسيق الأنظمة لتحقيق التناغم؟
وكلاء الذكاء الاصطناعي وتنسيق الأنظمة هما مفهومان يكمّل كلّ منهم الآخر، رغم اختلاف أدوارهما.
يمثل وكلاء الذكاء الاصطناعي أنظمة أو كيانات برمجية فردية مصممة لأداء مهام محددة بشكل مستقل. ويتنوع هؤلاء الوكلاء بين روبوتات المحادثة البسيطة وأنظمة اتخاذ القرارات المعقدة التي تدمج في تطبيقات أكبر.
ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الوكلاء يعملون بفضل خوارزميات تتيح لهم التعلم من البيانات، واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بناء على ذلك.
أما بالنسبة لتنسيق الذكاء الاصطناعي، فهو عملية تنظيم عمل هؤلاء الوكلاء بحيث يمكنهم العمل معا بتناغم لتحقيق أهداف النظام الأشمل. ولهذا الغرض، يتضمن التنسيق إدارة تدفقات البيانات، ومزامنة الأنشطة، وتحسين استخدام الموارد.
ولإيضاحِ الفكرة بشكل أكبر، دعنا نأخذ بائع تجزئة مثل أمازون الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مهام متعددة:
فيما يتعلق بنظام التوصيات، يحلل الذكاء الاصطناعي مشتريات العملاء وسلوكهم لتقديم اقتراحات دقيقة للمنتجات.
أما بالنسبة لإدارة المخزون، فإنه يتنبأ بالمنتجات ذات الطلب المرتفع لضمان توفرها بكميات كافية. وفيما يخص تحسين التوصيل، يقوم نظام آخر باستخدام الذكاء الاصطناعي بحساب أسرع وأقل تكلفة في مسارات التوصيل.
لكن المشكلة في حال غياب تنسيق الذكاء الاصطناعي، حيث قد تفشل هذه الأنظمة في التعاون، مما يؤدي إلى توصيات غير دقيقة، أو نقص في المنتجات، أو مسارات شحن غير فعالة. ومع ذلك، عند وجود تنظيم فعال، فإن الأنظمة تتكامل لتحقيق أقصى كفاءة.
إذ يرسل نظام المخزون معلومات دقيقة لنظام التوصيات، مما يحسن جودة الاقتراحات للعملاء. وكذلك، يستخدم نظام التوصيل بيانات المخزون لتخطيطِ مسارات تعتمد على المنتجات المتوفرة، مما يضمن شحنا أسرع وتكاليف أقل.
وبهذا التكامل، يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي العمل كجسد واحد وتحقيق نتائج متكاملة وفعالة.
أسس تنسيق الذكاء الاصطناعي.. الأتمتة، والتكامل، والإدارة
لتعظيم حجم كفاءة وفعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي، يعتمد تنظيمها على ثلاث ركائز أساسية مترابطة، وهي الأتمتة، والتكامل، والإدارة.
ومن خلال هذا الهيكل المتكامل، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي العمل بتناغم، مدعومة بتقنيات مثل الحوسبة السحابية وواجهات برمجة التطبيقات (APIs).
١- الأتمتة.. تمكين الذكاء الاصطناعي من العمل بلا توقف
الأتمتة هي المحرك الأساسي لتنظيم الذكاء الاصطناعي، حيث يتم استخدام التكنولوجيا لتنفيذ المهام بشكل مستقل، مما يحرر الوقت والجهد. وعلى سبيل المثال، يمكن أن نأخذ أداة "جيت هب كو بيلو" (GitHub Co-Pilot) التي تبسط مهام البرمجة وتسرع عملية التطوير.
وتشمل العناصر الرئيسية للأتمتة:
النشر الآلي: وهو عملية نشر التحديثات أو النماذج الجديدة تلقائيا عبر بيئات متعددة.
الأنظمة الذاتية الإصلاح: تقوم باكتشاف الأخطاء وتصحيحها تلقائيا دون تدخل بشري.
تخصيص الموارد: توزيع الموارد الحاسوبية بناء على أولويات واحتياجات المهام المختلفة.
٢- التكامل.. بناء جسور التواصل بين الأنظمة
يعد التكامل العمود الفقري الذي يمكن مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومصادر البيانات من العمل كوحدة واحدة. ولِضمان ذلك، يجب أن تتدفق البيانات بسلاسة وأن تكون الأنظمة قادرة على التفاعل بشكل ديناميكي.
وتشمل العناصر الرئيسية للتكامل:
تكامل البيانات: يساعد في تيسير انتقال البيانات بين الأنظمة لضمان كفاءة العمل.
تكامل النماذج: تمكين النماذج المختلفة من التعاون لتحقيق مخرجات أكثر دقة وقوة.
٣- الإدارة.. الحفاظ على كفاءة واستدامة الأنظمة
الإدارة هي العملية المستمرة التي تضمن بقاء أنظمة الذكاء الاصطناعي فعّالة طوال دورة حياتها. فمن التطوير إلى النشر والمراقبة، تعتبر الإدارة الجسر الذي يحافظ على استمرارية الأداء الأمثل.
تشمل العناصر الرئيسية للإدارة:
إدارة دورة الحياة: وذلك من خلال الإشراف على كل مرحلة من مراحل التطبيق بدءًا من التطوير والاختبار، وصولا إلى النشر والمراقبة والتحديثات.
مراقبة الأداء: متابعة أداء الأنظمة وضبطها عند الحاجة.
الامتثال والأمان: ضمان التزام الأنظمة بالقوانين واللوائح ذات الصلة، والحفاظ على بروتوكولات أمان قوية لحماية البيانات والأنظمة من الوصول غير المصرح به.
بهذه الطريقة تعمل هذه الأركان الثلاثة جنبا إلى جنب لضمان تنظيم متكامل يعزز فعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي ويحقق أقصى استفادة منها.
واجهات برمجة التطبيقات والحوسبة السحابية.. الركائز التقنية لتنسيق الذكاء الاصطناعي
يعتمد تنظيم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على تقنيتين أساسيتين هما واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، والحوسبة السحابية.
دعونا نقدّم لمحة عن دورهِما الحيوي في تمكين تنظيم الذكاء الاصطناعي:
واجهات برمجة التطبيقات (APIs): تعدّ واجهات برمجة التطبيقات العنصر الأساسي للتكامل بين الأنظمة، حيث تسمح للمكوّنات البرمجية المختلفة بالتواصل وتبادل البيانات والوظائف بسهولة.
وفي سياق تنظيم الذكاء الاصطناعي، تتيح تقنية "إيه بي آي إس" (APIs) التناغم بين النماذج والتطبيقات المختلفة، بغض النظر عن تنوع لغات البرمجة أو البُنى المستخدمة في تطويرها، مما يعزز التعاون بين الأدوات والأنظمة.
الحوسبة السحابية: تؤدي منصات الحوسبة السحابية دورا محوريا في توفير البنية التحتية القابلة للتوسع لنشر وإدارة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
حيث تقدم هذه المنصات القوة الحاسوبية والمرونة اللازمتين للتعامل مع كميات ضخمة من البيانات والخوارزميات المعقدة، إلى جانب تسهيل التكامل والإدارة السلِسة لأنظمة الذكاء الاصطناعي عبر مواقع ومنصات متعددة.
تنسيق الذكاء الاصطناعي.. كفاءة تشغيلية وأداء استثنائي
في مناقشتهم لمفهوم الذكاء الاصطناعي، أشار فريق "آتش ووركس" (HatchWorks)، وهي شركة تقنية بجورجيا تقدم خدمات تطوير برمجيات وحلول التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، إلى أنهم لا يركزون فقط على مفهوم التنسيق بحد ذاته، بل على الفوائد الملموسة التي يمكن تحقيقها من خلاله.
حيث يعدّ تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين الأداء، الفائدتان الرئيسيتان لعملية تنسيق الذكاء الاصطناعي.
١- الكفاءة التشغيلية
يعمل تنسيق الذكاء الاصطناعي على تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال تبسيط العمليات وتقليل الحاجة إلى المهام اليدوية والتكرارية.
على سبيل المثال، بدلا من القيام يدويا بنقل البيانات من "سيلز فورس" (Salesforce) إلى "شات جي بي تي" لتلبية طلب معين، يُمكِّن تنسيق الذكاء الاصطناعي من أتمتة هذه العملية بالكامل.
وفيما يلي بعض الأمثلة الأخرى للعمليات المبسطة:
التكامل المستمر/ النشر المستمر (CI/CD): يمكن لتنسيق الذكاء الاصطناعي أتمتة دورة حياة تطوير البرمجيات، بدءا من دمج الشيفرة واختبارها، وصولا إلى نشرها.
على سبيل المثال، يمكنه نشر التغييرات في الشيفرة تلقائيا بعد اجتياز الاختبارات المحددة، مما يقلل من الحاجة إلى الإشراف اليدوي.
تحسين الموارد: يقوم بتخصيص الموارد الحاسوبية ديناميكيا حسب الحاجة، مما يضمن عدم استهلاك أي عملية لموارد مفرطة قد تؤدي إلى إبطاء العمليات الأخرى.
في نفس السياق، من خلال أتمتة العمليات الروتينية، يمكن للشركات تقليل ساعات العمل المطلوبة للمهام، مثل نشر التحديثات، ومراقبة أداء النظام، وإدارة تدفق البيانات بين الخدمات.
كما أن التوفير في التكاليف يعدّ كبيرا، حيث يقلل تنسيق الذكاء الاصطناعي من فترات التوقف ويحسن استخدام الموارد، مما يضمن عدم هدر القوة الحاسوبية المكلفة.
ويؤدي هذا إلى استخدام أكثر كفاءة لميزانيّة تكنولوجيا المعلومات، مع توجيه الأموال نحو الابتكار بدلا من الصيانة.
يتيح تنسيق الذكاء الاصطناعي للمؤسسات معالجة المشكلات المعقدة بشكل أكثر كفاءة من خلال دمج القدرات المتخصصة لنماذج مختلفة، مثل معالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الكمبيوتر، والتعلم الآلي.
على سبيل المثال، في نظام اكتشاف الاحتيال في القطاع المالي، يمكن لتنسيق الذكاء الاصطناعي دمج نماذج مختلفة، كل منها مدرّب على التعرف على أنماط أو شذوذات معيّنة.
ومن خلال تنسيق هذه النماذج للعمل معا، يمكن للنظام تحليل المعاملات من زوايا متعددة، مثل الأنماط التاريخية، وسلوك المستخدم، وبيانات الموقع الجغرافي. هذه الطريقة الشاملة تعزز دقة وموثوقية اكتشاف الاحتيال، مما يقلل من الإيجابيات والسلبيات الكاذبة.
من جهة مماثلة، يتيح تنسيق الذكاء الاصطناعي التعلم المستمر وتحسين أداء النماذج، حيث يمكن للمؤسسات من خلال جمع البيانات والردود من سير العمل المنظم، ضبط النماذج الفردية وتحسين أدائها باستمرار.
بهذه الطريقة، تبقى الأنظمة الذكية قادرة على التكيف مع متغيرات السوق، واحتياجات العملاء، وتفضِيلات المستخدمين بشكل ديناميكي ومستدام.
من التنظيم إلى النشر.. دليل شامل لتنفيذ تنسيق الذكاء الاصطناعي
لتحقيق الاستفادة القصوى من تنظيم الذكاء الاصطناعي، يجب أن تتم العملية بعناية ودقة. فيما يلي الخطوات الرئيسية لضمان انتقال سلس وفعّال:
التقييم والتخطيط: ابدأ بتقييم قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية لديك، مع تحديد العمليات التي يمكن أن تستفيد من التنظيم. ثم ضع أهدافا واضحة ونطاقًا محددا للتكامل لضمان توجيه الجهود بشكل مثمر.
اختيار الأدوات والمنصات الملائمة: اختيار الأدوات والمنصات الملائمة يعتبر الحجر الرئيسي لنجاح العملية. ابحث عن الحلول التي تمتاز بالقدرة على التكامل السلس مع أنظمتك الحالية، وتقدم ميزات تعزز من التوسع والأمان.
تصميم بنية معمارية مرنة: قم بتصميم بنية معمارية تدعم تدفق البيانات وتواصل النماذج المختلفة بفعالية. وتأكد من أنها تلبي الاحتياجات الحالية وقابلة للتطوير لتستوعب المتطلبات المستقبلية.
التكامل والاختبار الدقيق: ابدأ بدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي مع منصات التنظيم، مع إجراء اختبارات شاملة لكل مرحلة. هذا الأمر يتيح لك معالجة أي مشكلات تقنية قد تظهر قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
النشر والمراقبة المستمرة: بعد نشر الأنظمة المنسقة، تأكد من مراقبة أدائها بشكل منتظم، واستعدّ لتقديم التعديلات الضرورية لضمان تحسين العمليات والحفاظ على الكفاءة.
تحديات تنسيق الذكاء الاصطناعي وحلول مبتكرة لتجاوزها
على الرغم من الفوائد العديدة لتنسيق الذكاء الاصطناعي، فإن الرحلة ليست خالية من العقبات. وفيما يلي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها الشركات أثناء تنظيم الذكاء الاصطناعي، والحلول التي تُمكِّن من التغلب عليها، حسب تقرير صادر عن شركة "آتش ووركس" (HatchWorks):
إعلان
تعقيد التكامل: تواجه عملية تكامل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتفرقة صعوبات بسبب اختلاف التنسيقات والمعايير المستخدمة في تلك الأنظمة.
لمواجهة هذه المشكلة، قام فريق شركة "آتش ووركس" باستخدام منصات وسيطة تتميز بموصلات وواجهات برمجة تطبيقات متطورة، مما ساهم في تسهيل عملية دمج البيانات بسلاسة وكفاءة.
أخطار الأمان: مع زيادة مستوى التكامل بين أنظمة الذكاء الاصطناعي، ينمو احتمال حدوث خروقات أمنية أو استغلال الثغرات.
ويكمن الحل في وضع بروتوكولات أمان صارمة، وإجراء تدقيقات أمنية دورية، مع ضمان توافق جميع الأنظمة مع أعلى معايير الأمان.
مشاكل القابلية للتوسع: كلما زاد عدد أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة، ازدادت الحاجة إلى حلول تنظيمية مرنة يمكنها استيعاب النمو المستمر.
وفي هذا السياق، يمكن اختيار أدوات تنظيم تعتمد على السحابة، توفر مرونة عالية وتعدل الموارد ديناميكيا لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
قضايا التوافق البيني: غالبا ما تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي نماذج بيانات وهياكل معمارية متباينة، مما يجعل التوافق البيني تحديا مستمرا.
لذلك، يمكن اعتماد تنسيقات بيانات قياسية وهياكل معمارية مفتوحة، الأمر الذي يسهل التوافق بين الأنظمة المختلفة ويضمن تكاملا فعالا.
أفضل الخطوات لإتقان تنسيق الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال
لتنسيق الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وتحقيق أقصى استفادة منه في مجال الأعمال، ينصح باتباع الخطوات التالية:
ابدأ صغيرا ثم توسع تدريجيا: ابدأ بمشروع تجريبي يركز على دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في مهمة محددة، مثل التعلم الآلي، حيث يتيح لك هذا النهج اكتشاف تعقيدات البنية على نطاق محدود وفهم تفاصيل طبقات التنظيم قبل الانتقال إلى مشاريع أكبر وأكثر تعقيدا.
التركيز على جودة البيانات وسهولة الوصول إليها: ضمان نظافة وتنظيم البيانات أمر حاسم، إذ يجب أن تكون البيانات متاحة لجميع الأنظمة ومعدّة بجودة عالية لضمان التوافق البَيني واتخاذ قرارات دقيقة. كما يوصى بإشراك علماء البيانات لتحليل وتحسين تدفقات البيانات بشكل مستمر.
اختيار الأدوات المناسبة لاحتياجات العمل: اختر منصات تنظيم تتماشى مع أهدافك ومتطلباتك التقنية. ويفضل استخدام منصات منخفضة الكود لتبسيط الاستخدام، مع مراعاة التوافق مع البنية الحالية والقابلية للتوسع ودعم بروتوكولات الأمان ضمن تصميم معماري معياري.
اعتماد نهج معياريّ: قم بتصميم تدفقات عمل الذكاء الاصطناعي على هيئة كتل معيارية، حيث يتيح هذا النهج إمكانية تعديل أو استبدال المكونات دون التأثير في النظام كلّه.
كما ينصح باستخدام "بنية ميكرو سرفيس" (Microservices Architecture) التي تفكك النظام إلى خدمات صغيرة مستقلة يمكن تطويرها وتوسيعها بسهولة لتحقيق قيمة أكبر للعمل.
الاستثمار في التدريب وبناء القدرات: تأكد من تدريب فريقك، بما في ذلك المهندسون وعلماء البيانات، على أحدث تقنيات تنظيم الذكاء الاصطناعي.
حيث إن التطوير المهني المستمر أمر بالغ الأهمية لمواكبة التقدم التكنولوجي. كما أن الاعتماد على الحلول المنخفضة الكود يمكن أن يسرّع هذه العملية.
مراقبة الأداء وجمع التعليقات: راقب أنظمة الذكاء الاصطناعي بانتظام باستخدام التحليلات لتقييم الكفاءة والأداء، واستمع إلى ملاحظات المستخدمين لتحديد مجالات التحسين. هذا الأمر سيساهم في تقديم قيمة أعمال متزايدة.
تعزيز الأمان بشكل شامل: الأمان هو العمود الفقري لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ومن المهم تطبيق تدابير أمان قوية، مثل تشفير البيانات وتأمين واجهات برمجة التطبيقات، مع إجراء تدقيقات دورية لاكتشاف ومعالجة أي ثغرات، خاصة عند التعامل مع البيانات الحساسة.
نظرة نحو المستقبل.. كيف سيتطور تنسيق الذكاء الاصطناعي؟
مع استمرار العالم في مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، يمكن للتطلع إلى المستقبل أن يمنحك ميزة تنافسية ويسرع من تكيّفك مع التحولات الجديدة.
استنادا إلى آراء نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي في شركة "آتش ووركس" (HatchWorks)، نقدم لكم أبرز التوجهات المستقبلية التي من المتوقع أن تشكل ملامح تنسيق الذكاء الاصطناعي:
التركيز على إنشاء أنظمة مستقلة: المستقبل سيشهد تركيزا متزايدا على تطوير أنظمة مستقلة قادرة على إدارة نفسها وحلّ المشكلات تلقائيا. هذا النهج سيعزز مرونة الأنظمة، ويقلل فترات التوقف، ويرفع من كفاءة العمليات بشكل عام.
زيادة الاعتماد على إستراتيجيات السحابة الهجينة والمتعددة السحابات: مع تنامي الاعتماد على الحوسبة السحابية، سيصبح تنسيق الذكاء الاصطناعي أكثر تطورا لإدارة العمليات عبر منصات متعددة بشكل سلس وفعّال. هذا التطور سيوفر إمكانيات أكبر لإدارة البيانات ومعالجتها بكفاءة.
دمج تقنية "البلوك تشين" (Blockchain) لتعزيز الأمان والشفافية: يتوقع دمج تقنية "البلوك تشين" في تنسيق الذكاء الاصطناعي، خاصة في قطاعات حساسة كالرّعاية الصحية والمالية، حيث ستوفر هذه التقنية بيئة آمنة لتبادل البيانات بين الأنظمة، مع ضمان الشفافية وقابلية التتبع.
ظهور مفهوم "حدائق النماذج" (Model Gardens): ستعتمد المزيد من الشركات على فكرة "حدائق النماذج"، حيث يتم تشغيل عدة أنظمة ذكاء اصطناعي بدلا من الاعتماد على نظام واحد. ويتيح هذا النهج مرونة أكبر لتبديل النماذج بسهولة عند ظهور خيارات أفضل أو لحالات استخدام مختلفة.
أدواتك المثالية لتنسيق أنظمة الذكاء الاصطناعي بفعالية
لتحقيق النجاح في تنسيق الذكاء الاصطناعي، لابد من الاعتماد على مجموعة متكاملة من الأدوات التي تسهل إدارة وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي بكفاءة.
إليك أبرز الأدوات التي ستساعدك في تحقيق ذلك:
"سميث أو إس" (SmithOS): هي منصة مبتكرة تتيح للمستخدمين إنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي باستخدام واجهة سحب وإفلات بسيطة، دون الحاجة إلى مهارات برمجية.
وتتميز المنصة بتكامل سلس مع واجهات برمجة التطبيقات (APIs) ومصادر البيانات المختلفة، مما يبسط العمليات المعقدة.كما تدعم مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك "شات جي بي تي" و"كلاود" (Claude) و"كوبيلوت" (CoPilot) و" ميتا"، مما يجعلها أداة متعددة الاستخدامات لإنشاء حلول ذكاء اصطناعي مخصصة.
"كابرنتس" (Kubernetes): وهو منصة مفتوحة المصدر مصممة لأتمتة نشر وتشغيل الحاويات عبر تجمعات من المضيفين، ويعد مثاليا لتنظيم العمليات في بيئات السحابة، حيث يوفر أساسا قويا لإدارة الخدمات الدقيقة (microservices) والتطبيقات الموزعة.
كما يساعد في أتمتة تحديثات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق أعباء العمل بسلاسة، مما يجعله أداة رئيسية لتطوير بيئات ذكاء اصطناعي مرنة وقابلة للتوسّع.
"أبيتش إر فلو" (Apache Airflow): إذا كنت تبحث عن أداة تضمن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام أحدث البيانات، فإن "أبيتش إر فلو" (Apache Airflow) هو الخيار المثالي.
هذه الأداة مفتوحة المصدر تتيح إعداد وإدارة تدفقات العمل الحسابية وخطوط البيانات المعقدة بكفاءة، مما يجعلها أساسية في مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تدفقات بيانات دقيقة ومتطورة.
"فلايت" (Flyte): هي منصة متخصصة في تصميم وإدارة سير العمل المعقد في مجالات مثل البيانات والتعلم الآلي، حيث تركز على قابلية التوسع والتعامل مع مجموعات البيانات الكبيرة بكفاءة، مما يجعلها مثالية للبيئات الموزعة التي تتطلب مرونة عالية.
في النهاية، لا شك أن دمج الذكاء الاصطناعي في الهياكل التنظيمية يمثل خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر تطورا وابتكارا. ورغم التحديات التي قد ترافق هذا التحول، فإن الشركات التي ستتمكن من دمج هذه التقنيات بشكل إستراتيجي ستضمنُ ريادتها وتفوقها في المستقبل.
إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين العمليات فحسب، بل يشكل عنصرا أساسيا لتحقيق الابتكار المستدام والنمو الطويل الأمد. لذلك، فإن الاستفادة القصوى من هذه التقنيات ستحدد الفارق بين المؤسسات التي تسعى للتميز، وتلك التي تجد نفسها متأخرة عن الركب.
في رأيك، وعلى ضوء هذا، إلى أي مدى يمكن أن تصل حدود هذا التنسيق؟ وهل ستتمكن المؤسسات من الحفاظ على توازن دقيق بين قوة الابتكار وسلامة القرارات البشرية؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
العاملون عبر التطبيقات الرقمية بالأردن يعانون غياب الأمان الوظيفي
عمّان – ينمو سوق العمل في الأردن بصورة متسارعة مع تزايد الاعتماد على المنصات الرقمية كمصدر دخل رئيسي لآلاف الشباب الأردنيين، في ظل التحديات الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة ، ومع غياب التشريعات الناظمة، وجد العاملون عبر التطبيقات الذكية أنفسهم خارج مظلة الحماية القانونية والاجتماعية، مما جعلهم عرضة للاستغلال وانعدام الأمان الوظيفي. وزاد الإقبال على العمل في تطبيقات النقل الذكية بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، من الأردنيين، باعتبارها توفر فرص عمل بمداخيل جيدة، خاصة للعاطلين عن العمل أو الباحثين عن تحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل ارتفاع الأسعار ومتطلبات الإنفاق على الحاجات الأساسية. وظائف إلكترونية تتوزع وظائف العمل الرقمي في الأردن بين توصيل الطعام والبضائع، والعمل عبر تطبيقات النقل الذكي، إلى جانب أعمال تقنية وتكنولوجية وإبداعية تُنجز عن بُعد. وعلى الرغم من أن هذه الوظائف تمثل مصدر دخل أساسيًا لآلاف الشباب، إلا أن غياب العقود الرسمية، وعدم شمول المعنيين في مظلة الضمان الاجتماعي، يتركهم عرضة للفصل التعسفي، أو فقدان مصادر أرزاقهم من دون إنذار أو تعويض. ووفقا لتحذيرات أطلقها المركز الأردني لحقوق العمال "بيت العمال"، فإن ما لا يقل عن 50 ألف عامل في الأردن ينشطون في أعمال رقمية مثل توصيل الطلبات، وخدمات النقل، والعمل الحر عبر الإنترنت، من دون أي ضمانات تحمي حقوقهم أو توفر لهم شبكات أمان اجتماعي، كالتأمين الصحي وغيره. وأشارت الدراسة التي حملت عنوان "العمل على المنصات الرقمية في الأردن" إلى أن العاملين على المنصات الرقمية يفتقدون لأي مظلة تنظيمية مهنية أو نقابية تدافع عن حقوقهم أو تفاوض باسمهم، واعتبرت الدراسة أن هذه الفجوة التنظيمية تزيد من هشاشتهم في سوق العمل وتجعلهم عرضة لاستغلال مضاعف مقارنة بالعاملين في القطاعات التقليدية. وأظهرت الدراسة -التي اعتمدت على مراجعات قانونية ومقاربات مقارنة مع تجارب دولية- أن قطاع العمل عبر المنصات الرقمية، سواء في توصيل الركاب والطلبات أو في تقديم الخدمات التقنية عن بعد، يمثل متنفسا حيويا لآلاف الباحثين عن فرص دخل، لكنه في الوقت ذاته يفتقر لغطاء قانوني فعّال يضمن حقوق العاملين فيه. وقدّر المركز العمالي، عدد العاملين في توصيل الطلبات والسلع بنحو 25 ألف أردني معظمهم من الشباب، والعاملين في النقل الذكي بنحو 13 إلى 15 ألفا، بينما يشتغل ما يقارب 10 إلى 15 ألفا في خدمات العمل الرقمي مثل البرمجة والتصميم والترجمة، معظمهم دون أي اشتراك في الضمان الاجتماعي أو تنظيم نقابي أو حماية من الفصل التعسفي. مواكبة التطورات أوضح التقرير أن قانون العمل الأردني رقم 8 لسنة 1996 لا يتضمن تعريفًا أو تنظيمًا خاصًا للعمل عبر المنصات الرقمية، ويقتصر تعريف العامل على من يعمل تحت إشراف وإدارة مباشرة من صاحب العمل، من دون مراعاة للأشكال الحديثة من الرقابة الخوارزمية التي تمارسها التطبيقات. في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، توقع المركز -استنادًا إلى معدلات النمو العالمية والإقليمية في القطاع- أن يرتفع عدد العاملين على المنصات في الأردن بنسبة تتراوح بين 60% و80% خلال السنوات الخمس المقبلة، ما سيجعل هذا القطاع مكونا رئيسيّا في سوق العمل الأردني. لكن الدراسة حذّرت في الوقت ذاته من أن استمرار هذا النمو من دون أطر تشريعية مناسبة سيعمّق من أزمات الاقتصاد غير المنظم ويرسّخ غياب العدالة الاجتماعية الرقمية. وحثّ التقرير الجهات الرسمية على الانخراط بفعالية في مسار منظمة العمل الدولية لإعداد الصك الدولي الجديد بشأن العمل على المنصات، والمصادقة على الاتفاقية الصادرة عن منظمة العمل العربية بشأن الأنماط الجديدة للعمل، بما يواكب التحولات الرقمية ويضمن عدالة اجتماعية أوسع. ربط إلكتروني وقال مسؤول التطبيقات الذكية في هيئة تنظيم قطاع النقل البري، نضال العساف، إن الهيئة تولي ملف العاملين عبر التطبيقات الذكية أهمية خاصة، وتتابع عن كثب أداء الشركات العاملة في هذا القطاع، في ظل وجود نحو 13 ألف سيارة مرخصة تُشغَّل من خلال 4 شركات معتمدة. وأضاف العساف، في حديثه للجزيرة نت أن الهيئة تعمل حاليًا على تنفيذ مشروع رئيسي للربط الإلكتروني مع جميع الشركات العاملة بالتطبيقات الذكية، بهدف تعزيز التعاون المؤسسي، وتطوير آليات المتابعة المتعلقة بالشكاوى، وتحديد أسعار الرحلات، ومطالب المشغلين، بما يضمن علاقة تشغيل متوازنة تشمل الشركات، والسائقين، والركاب، وتمنع أي ممارسات استغلالية أو انفراد بالتحكم من أي طرف. وفيما يتعلق بالتطبيقات غير المرخصة، أوضح العساف أن الهيئة تتحرك ضمن مسارات متعددة، من ضمنها تحديث الأطر التنظيمية، والاستمرار في الإجراءات الرقابية، والتنسيق مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لحجب التطبيقات غير النظامية، بما يحافظ على التنافس العادل، ويصون حقوق الجهات المرخصة، ويعزز بيئة تشغيلية منظمة تحاكي الواقع وتستجيب لتطوره. من جانبه، قال عضو لجنة النقل في مجلس النواب الأردني وليد المصري إن ملف العاملين في التطبيقات الذكية وآليات عمل هذه التطبيقات وتشريعاتها يعد ملفا مهما وضروريا، لافتًا إلى أن العالم المتقدم يتجه نحو المنصات الرقمية بشتى أنواعها. وطالب في حديث للجزيرة نت بوضع تشريعات حقيقية تنظم العلاقة بين العاملين في المنصات الرقمية والقائمين عليها وتحمي الجميع، مشيرًا إلى أنه ستتم بلورة ملف التطبيقات الذكية بما يضمن حقوق العاملين. وأكد الخبير الاقتصادي حسام عايش هو الآخر ضرورة وجود تشريعات واضحة لعمل التطبيقات الذكية في الأردن، منوهًا بأن عمل التطبيقات الذكية بشكل غير قانوني يكبح شهية المستثمرين لعدم وجود منافسة حقيقية بين صاحب التطبيق المرخص، والآخر غير المرخص. وأوضح عايش في حديث للجزيرة نت أن عدم ضبط التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية بصورة واضحة ينذر بأضرار بالغة للاقتصاد المحلي، من بينها حرمان خزينة الدولة من إيرادات إضافية. مستقبل غامض ودعا مؤيد مراد (30 عاما)، عامل توصيل عبر أحد التطبيقات الشهيرة، الحكومة الأردنية للتفاعل أكثر مع ملف العاملين في التطبيقات الذكية بمختلف أنواعها، نظرًا لأهميتها واتساع رقعة العاملين فيها. وأضاف في حديث للجزيرة أن أغلب العاملين في تطبيقات شركات التوصيل، طلبة جامعات ممن يشترون سياراتهم عن طريق البنوك بالأقساط، مشيرا إلى أنهم يخشون من أن تفصلهم تلك الشركات لا سيما غير المرخصة منها. من جهته، يقول أحد خريجي كلية الهندسة الإلكترونية، فضَّل عدم الكشف عن اسمه: "أعمل منذ أكثر من عامين عبر تطبيقات رقمية لتقديم خدمات البرمجة والتطوير الإلكتروني، لكنني لا أشعر بأي أمان وظيفي، فلا يوجد عقد واضح يضمن حقي، ولا أي جهة تضمن استمرارية العمل". وأضاف في حديث للجزيرة نت "كل ما يتم عرضه عليّ هو مهمات مؤقتة، وفي أي لحظة يمكن إنهاء التعاون مع الجهة التي أتعامل معها خارج الأردن دون سابق إنذار، وبالتالي قد أخسر سنوات العمل في المستقبل القريب، من دون الحصول على الضمان الاجتماعي، أو التأمين الصحي، بل من دون الحصول على التعويض المناسب عند التوقف المفاجئ". وأوضح أن هذا النوع من العمل قد يبدو مرنا ومجزيا من الناحية المادية في المرحلة الحالية، لكنه في الحقيقة مرهون بمزاج أهواء أصحاب التطبيقات، في ظل غياب أي تشريع ينظم العلاقة بيني وبينهم.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
برقيات تقنية.. "آيفون 17″ بمعالج غير متوقع و"تيك توك" تقتحم عالم النظارات الذكية
حمل هذا الأسبوع مجموعة متنوعة من الأخبار التقنية المتعلقة بعدة جوانب تلمس حياتنا اليومية ومن بينها شائعات جديدة عن معالج "آيفون 17" ونظارة واقع معزز من "بايت دانس" مالكة " تيك توك" فضلا عن حيلة لتوفير البطارية في " ويندوز 11". ومن أبرز أنباء هذا الأسبوع ما يلي: 1- التصميم في "كانفا" أصبح متاحا عبر روبوت الذكاء الاصطناعي "كلود" يستطيع مستخدمو "كلود" و"كانفا" الآن توليد الصور مباشرة والتحكم فيها عبر واجهة الدردشة بالذكاء الاصطناعي المتاحة داخل "كلود"، وذلك وفق تقرير موقع "إنغادجيت" التقني. كما أشار التقرير إلى أن الميزة الجديدة تأتي بفضل دعم "كلود" لميزة خوادم سياق النموذج (MCP) التي أعلنت عنها "أنثروبيك" في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتجدر الإشارة إلى أن ميزة خوادم سياق النموذج تعمل بآلية مماثلة للواجهات البرمجية، إذ تتيح الربط بين نموذج الذكاء الاصطناعي "كلود" والخدمات الخارجية. وتتيح الميزة الجديدة للمستخدمين تصفح قائمة المشاريع الموجودة في "كانفا" والوصول إليها ثم تعديلها حال رغبة المستخدم في ذلك، ويمكنها أيضا توليد الصور والتصميمات مباشرة باستخدام الأوامر المكتوبة في "كلود"، وذلك حسب تقرير الموقع. ولكن تظل هذه الميزة متاحة للمستخدمين الذين يملكون خططا مدفوعة في "كانفا" و"كلود" مع اختلاف المزايا المتاحة داخل روبوت الدردشة باختلاف خطة "كانفا". 2- معالج جديد من نصيب "آيفون 17" أوضحت تسريبات جديدة متعلقة بالجيل المقبل من هواتف " آبل" الرائدة، أن الهاتف يأتي بمعالج "إيه 19" (A19) بدلا من "إيه 18" (A18) كما كان متوقعا في السابق، وذلك وفق تقرير موقع "ماك رومرز" (Macrumors) التقني. وأشار الموقع إلى أن مصدر هذه التسريبات هي شركة الأبحاث والاستثمار "جي إف سيكيورتيز" (GF Securities) وتحديدا أحد المحللين الخبراء بها وهو جيف بو الذي أكد أن "آيفون 17″ و"آيفون 17 آير" يستخدمان المعالج ذاته. وأضاف بو أن هاتف "آيفون 17 برو" يعتمد على شريحة "إيه 19 برو" (A19 Pro) وهي التي تقدم مزايا رائدة وقوة معالجة أكبر من الشريحة المعتادة كما جرت العادة، وذلك حسب تقرير الموقع. كما ذكر الموقع وجود بعض التضاربات في الشائعات حول "آيفون 17 آير"، إذ تشير بعض التسريبات لاستخدامه معالج "إيه 19 برو" والبعض الآخر "إيه 19" المعتاد، وفق حساب في منصة "ويبو" الصينية للتواصل الاجتماعي. ولكن أشار حساب "ويبو" أن "آيفون 17 آير" لن يأتي بمعالج قوي مماثل لأجهزة "آيفون 17 برو" أو "برو ماكس" بسبب سمك الهاتف النحيف، وسيكون الاختلاف بين المعالجين هو عدد الأنوية الرسومية، وهذا حسب تقرير "ماك رومرز". 3- مالكة "تيك توك" تقتحم قطاع نظارات الواقع المعزز خفيفة الوزن تستعد شركة "بايت دانس" مالكة منصة "تيك توك" لتقديم نظارات الواقع المعزز الخاصة بها، وذلك في خطوة مباشرة لمنافسة نظارات "ميتا" للواقع المعزز حسب ما جاء في تقرير موقع "إنغادجيت" (Engagdet). وتعتمد الشركة الصينية على فرعها المختص بنظارات الواقع المعزز وهي الشركة الناشئة "بيكو" (Pico) التي قدمت سابقا عدة نظارات واقع افتراضي تحاول محاكاة نظارات "كويست" من "ميتا" وفق ما جاء في التقرير. ولكن هذه المرة تحاول الشركة خفض حجم نظارات الواقع المعزز وتقديمها في تصميم نحيف خفيف الوزن قدر الإمكان، ومن أجل هذا قامت بنقل كافة العمليات الحاسوبية لتتم في وحدة منفصلة تتصل بها سلكيا بعكس نظارات "أورايون" للواقع المعزز من "ميتا" والتي تستخدم اتصالا لاسلكيا. وتعمل "بيكو" أيضا على بناء رقائق مخصصة للجهاز من أجل معالجة البيانات الواردة من المستشعرات وعرض النتائج بشكل مباشر وسريع في النظارة، وتهدف هذه الشرائح لتقليل زمن الاستجابة والوصول للنظارات الجديدة، وفق تقرير الموقع. ولا تزال العديد من المعلومات عن نظارات "بايت دانس" للواقع المعزز مجهولة حتى الآن بما فيها موعد طرح النظارة الجديدة أو خطة الإتاحة الخاصة بها، فنظارات "بيكو" الحالية لا تباع داخل الولايات المتحدة بسبب أزمة "تيك توك" مع الحكومة الأميركية، حسب التقرير. وأشار التقرير أيضا إلى أن خطة "ميتا" المتعلقة بنظارات الواقع المعزز تتضمن تطوير نظارات خفيفة الوزن قدر الإمكان والتركيز عليها بدلا من خوذ الواقع الافتراضي ذات الحجم الكبير. 4- "مايكروسوفت" تختبر ميزة جديدة لتحسين أداء البطارية تعمل " مايكروسوفت" حاليا على اختبار ميزة جديدة تدعى "وضع توفير الطاقة التكيفي" (Adaptive Energy Saver Mode) تهدف لتحسين أداء بطاريات حواسيب "ويندوز" المحمولة بحسب تقرير موقع "ذا فيرج" التقني. وتعمل الميزة الجديدة على تفعيل وإيقاف وضع توفير الطاقة الأساسي الموجود في النظام حسب حاجة النظام لذلك ونوع المهام التي تقوم بها، وذلك بدلا من قياس المدة المتبقية في البطارية وتفعيل أو إيقاف الوضع بناء عليها، وذلك وفق التقرير. وأشار التقرير إلى أن وضع توفير الطاقة المعتاد في "ويندوز" يعمل على خفض إضاءة الشاشة بمقدار 30% وإيقاف مزايا الشفافية الموجودة في النظام وإيقاف التحديثات الضرورية للنظام وحتى التأثير على مزامنة التطبيقات المختلفة. ولكن الوضع الجديد يعمل على توفير الطاقة دون خفض إضاءة الشاشة أو حتى التأثير على التطبيقات الأخرى، وهذا لأنه يتكيف مع حاجة الجهاز للطاقة ويتيح له المزيد من الطاقة حين يحتاج، وحتى يعمل الوضع الجديد بشكل ملائم يحتاج إلى بطارية لا تؤثر على إضاءة الشاشة عند خفض إنتاجها. ويذكر التقرير أن "مايكروسوفت" بدأت في اختبار الخاصية الجديدة مع مختبري "كاناري تشانل" (Canary Channel) في أنظمة "ويندوز 11″، ويعني هذا أن الميزة قد تخرج للنور بنهاية هذا العام، وهي ميزة مخصصة للحواسيب المحمولة واللوحية. 5- "ميتا" تعتمد على الخيام لبناء مراكز البيانات الجديدة أعلن مارك زوكربير غ المدير التنفيذي لشركة "ميتا" نية شركته بناء مركز بيانات ضخم بقوة 5 غيغاواطات يدعى "هايبريون" (Hyperion)، وذلك وفق ما جاء في تقرير موقع "تيك كرانش" التقني. ويبدو أن " ميتا" لا يمكنها الانتظار حتى تنتهي من إنشاء مرافق مركز البيانات الجديد، إذ بدأت بإقامة خيام فعلية من أجل توفير سعة مؤقتة حتى انتهاء بناء مركز البيانات الجديد، حسب تقرير "تيك كرانش". ويؤكد التقرير أن "ميتا" تسعى لزيادة قدراتها على معالجة الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من أجل اللحاق بالمنافسين، وهو الأمر الذي يتسق مع موجة التوسع في المهارات البشرية التي بدأها زوكربيرغ المدير التنفيذي للشركة. ويشير التقرير إلى أن استخدام "ميتا" للخيام ليس متعلقا بالجودة أو الفعالية والكفاءة ولكنه من أجل توفير قوة حوسبة أكبر في أسرع وقت ممكن دون الالتزام بالفترة الزمنية الضرورية لبناء مبنى مركز البيانات. وأضاف التقرير أن مركز بيانات "هايبريون" الجديد من "ميتا" سيكون في لويزيانا مع توقعات بوصول قوته إلى غيغاواطين بحلول عام 2030، وذلك على لسان المتحدث الرسمي لشركة "ميتا" آشلي غابرييل.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
لبنان يحظر التعامل مع جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله
حظر مصرف لبنان المركزي التعامل مع عدد من المؤسسات المالية غير المرخّصة، منها جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله. وتعد مؤسسة القرض الحسن إحدى أهم المؤسسات المالية الاقتصادية لحزب الله ولا تخضع لقانون النقد والتسليف اللبناني، افتتحت في ثمانينات القرن الماضي بصفة جمعية خيرية. وقال مصرف لبنان المركزي في بيان: "يُحظر على المصارف والمؤسسات المالية أن تتعامل بشكل مباشر أو غير مباشر، كليا أو جزئيا، مع مؤسسات الصرافة غير المرخص لها أو الجمعيات والهيئات غير المرخصة". ولفت إلى أن من "بين المؤسسات والجمعيات غير المرخصة جمعية القرض الحسن، وشركة سيدرز إنتر.ش.م.ل، وشركة الميسر للتمويل والاستثمار، وبيت المال للمسلمين، وغيرها من المؤسسات والهيئات والشركات والكتائب والجمعيات المدرجة على لوائح العقوبات الدولية". ووفق حزب الله، تُقدم جمعية القرض الحسن قروضا بلا فائدة لمساعدة الفقراء والمحتاجين في إطار سعيها إلى تحقيق التكافل الاجتماعي. "غطاء" وتزعم الولايات المتحدة، أن حزب الله يستخدم الجمعية "غطاءً لإدارة الأنشطة المالية" له والوصول إلى النظام المالي العالمي، وحظرت منذ عام 2007 التعامل معها. وخلال الحرب الأخيرة على لبنان التي انتهت بتوقيع اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، شنت إسرائيل سلسلة غارات على فروع الجمعية بأنحاء البلاد. يأتي حظر لبنان جمعية "القرض الحسن" بعد أيام من فرض وزارة الخزانة في 3 يوليو/تموز الحالي حزمة جديدة من العقوبات على 7 مسؤولين كبار وكيان واحد مرتبطين بالجمعية، بدعوى "تورطهم في تمكين حزب الله من تمرير أموال عبر النظام المالي اللبناني رغم العقوبات المفروضة عليه منذ سنوات". وبموجب هذه العقوبات، يتم تجميد الأصول والممتلكات الخاصة بالأفراد والكيانات المعنية داخل الولايات المتحدة أو الخاضعة لولايتها، كما يحظر على المواطنين الأميركيين أو المؤسسات في واشنطن التعامل معهم. وتواجه المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع هذه الكيانات عقوبات ثانوية، تشمل تقييد حساباتها أو منعها من الدخول إلى النظام المالي الأميركي. اقتصاد الظل وقال مسؤول لبناني، إن خطوة المصرف المركزي كانت قيد الإعداد منذ شهور، وإنها تعكس الضغوط الأميركية على لبنان لاتخاذ إجراءات ضد الجناح المالي لحزب الله. وقال نسيب غبريل، كبير خبراء الاقتصاد في بنك بيبلوس، إن البنوك اللبنانية كانت حريصة فعلا على تجنب التعامل مع (القرض الحسن) لأن المؤسسة تخضع لعقوبات أميركية. وأضاف "النقطة المهمة هي أن السلطات تتصدى أخيرا لاقتصاد الظل في لبنان، وهو المشكلة الحقيقية". وفي يونيو/حزيران الماضي، أدرجت المفوضية الأوروبية لبنان على قائمة محدثة للولايات القضائية عالية المخاطر التي تعاني من أوجه قصور إستراتيجية في مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب على المستوى الوطني. وأدرجت مجموعة العمل المالي (فاتف) المعنية بمكافحة الجرائم المالية العام الماضي لبنان على "القائمة الرمادية" للدول الخاضعة لتدقيق خاص.